
ترامب يدرك أن السباحة لا تكون على الشاطئ
الذين سمعوا وقتها حديثه عن هذه الحرب، وعن قدرته على وقفها بسهولة، تخيلوا ذلك، أو تخيلوا أنه على الأقل يملك شيئاً لا نعرفه، ويستطيع به أن يوقف حرباً دخلت عامها الرابع قبيل أشهر.
وكيف تتوقف عند هذه الحدود، وقد كنا نرى بأعيننا كيف كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحشد وراء أوكرانيا منذ بدء الحرب، وكيف كانت تجر معها أوروبا كلها، ثم كيف كانتا معاً تجران حلفاءهما وراءهما لدعم الأوكرانيين، وتعزيز قوتهم في مواجهة الروس. وكانت روسيا في المقابل تُغري الصين بمساعدتها مرة، أو تغري كوريا الشمالية بالوقوف معها مرة ثانية، أو سواهما في مرة ثالثة.
وهو نفسه قد جاء عليه وقت ألمح فيه من طرف خفي، إلى هذا المعنى مرة، ثم صرح به في مرة أخرى، وفي المرتين، كان يريد أن يقول إن ما تصوره سهلاً لم يكن كذلك، وأن ما قيل عن أنك من السهل أن تبدأ حرباً، ولكن من الصعب أن تُنهيها، هو قول في محله تماماً، وفي مكانه بالضبط..
فالحروب عموماً ليست لعبة، ولا هي تسلية لقضاء الوقت أو استهلاكه، وربما يكون هذا هو أحد الدروس التي خرجت بها إدارة الرئيس ترامب من محاولاتها وقف هذه الحرب، ولكن دون جدوى.
فلقد مضى فبراير، وجاء من بعده مارس، ثم أبريل بعدهما، وهذا مايو يوشك أن ينقضي، بينما هذه الحرب العبثية مستعرة، لا تبدو لها نهاية قريبة في الأمد المنظور.
ولكن هذا لا ينفي أن بوتين الذي تصوره ترامب مرناً ليناً، ليس كذلك، ولا هو من النوع الذي إذا سمع عن رغبة أمريكية في إنهاء الحرب لباها على الفور..
فالرئيس الأمريكي يظهر أنه نسي أنه يتعامل مع رجل مخابرات سابق، اسمه بوتين، ويظهر أن ترامب نسي أن بوتين يعيش بيننا في العالم، وفي نفسه شيء من الاتحاد السوفييتي السابق، الذي رآه ينهار ويتفكك أمام عينيه في 1991..
فمن يومها يشعر بوتين بشيء أو بكثير من الألم في داخله، ويتمنى لو يجيء اليوم الذي يتمكن فيه من رد الصفعة، التي وجهها الغرب إلى الاتحاد السابق فجعله يتداعى ويسقط، فيصبح في لحظة، وكأنه لم يكن ذات يوم.
وفي النهاية، سوف تجد واشنطن أن عليها أن تتجاوب معه بشكل من الأشكال، وسوف يكتشف سيد البيت الأبيض، أنه بالغ في توقعاته، وأنه مثل السباح الذي قطع بأنه يستطيع عبور البحر، فلما ألقى نفسه في الماء، تبيّن له معنى ما نردده نحن في أمثالنا الشعبية، عندما نقول: «اللي على الشط عوّام»!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
طلاب تايوان "قلقون" بعد منعهم من الالتحاق بجامعة هارفارد
تهيأت الطالبة التايوانية يو-سوان لين بعد حصولها على خطاب القبول للالتحاق بجامعة أحلامها،هارفارد، في سبتمبر المقبل. وأوضحت لين لرويترز من شقتها في تايبه أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع جامعة هارفارد من قبول طلاب أجانب أثار قلقها وانتابها شعور بالعجز. وأردفت قائلة "الطريق نحو حلمي أصبح أكثر وعورة مما توقعت. هناك الكثير من الضبابية". وأضافت "ظننت أنني قادرة على تقبل كل التغييرات التي مررنا بها خلال نصف العام الماضي، لكن هذا القرار يستهدف الطلاب الدوليين على وجه التحديد، لذلك شعرت وكأنني تلقيت صفعة مفاجئة ولهذا يساورني القلق". ويمثل هذا القرار تصعيدا كبيرا في حملة إدارة ترامب ضد جامعة هارفارد، وهي واحدة من أهم الجامعات الأمريكية المرموقة. ووصفت جامعة هارفارد ذلك القرار بأنه "انتهاك صارخ" للدستور الأمريكي والقوانين الأخرى. وأوقفت قاضية أمريكية القرار الإداري مؤقتا، إلا أن ذلك لم يخفف من قلق لين التي لم تتسلم تأشيرتها حتى الآن. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تايوان عن وزارة التعليم التايوانية توقعها بتأثر 52 طالباً تايوانياً بالإجراء الذي اتخذه ترامب.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
أوكرانيا تعلن عن تعرض كييف لهجوم جديد بالطائرات المسيرة
أعلنت سلطات كييف عن تعرض العاصمة الأوكرانية صباح الأحد لهجوم جديد بأكثر من 12 طائرة مسيرة روسية، محذرة من تهديد صاروخي، بينما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع دوي انفجارات. وقال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف تيمور تكاشينكو "أكثر من 12 طائرة مسيرة معادية تحلق في المجال الجوي المحيط بالعاصمة، كما أن طائرات جديدة تقترب". وأضاف تكاشينكو عبر تليغرام "هناك تهديد من استخدام العدو عددا كبيرا من الطائرات المسيرة والصواريخ من طائرات حربية استراتيجية".


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
خطاب ترامب لخريجي ويست بوينت يمزج بين الإشادة والسياسة والشكوى
استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول خطاب بمناسبة تخرج طلاب أكاديمية ويست بوينت العسكرية في ولايته الثانية للإشادة بالطلاب على إنجازاتهم واختيارهم المهني، بينما تحول بشدة أيضا إلى التفاخر السياسي على غرار الحملات الانتخابية فضلاً عن الشكاوي التى تدور في ذهنه منذ أمد طويل. وقال ترامب في مراسم حفل التخرج في ستاد ميتشي: "في غضون لحظات قليلة، ستصبحون خريجي أرفع وأشهر أكاديمة عسكرية في تاريخ البشرية. وستصبحون ضباطاً في أعظم وأقوى جيش عرفه العالم على الإطلاق. وأعرف، لأنني أعدت بناء تلك القوات البرية، وأعدت بناء ذلك الجيش. وأعدنا بناءه كما لم يفعل أي أحد إطلاقا من قبل في ولايتي الأولى". وأضاف ترامب: "إننا نتخلص من عوامل التشتت ونركز في جيشنا على مهمته الرئيسية: سحق خصوم أمريكا، وقتل أعداء أمريكا والدفاع عن علمنا الأمريكي العظيم، بصورة لم تتم قط". وخارج الأكاديمية، تجمع نحو 30 متظاهراً قبل انطلاق المراسم ولوحوا بأعلام أمريكية صغيرة. وحمل أحدهم لافتة كتب عليها "ادعموا محاربينا القدامى" و"أوقفوا التخفيضات"، بينما حمل آخرون دلاء بلاستيكية كُتب عليها "اذهب أيها الجيش واهزم الفاشية". وتحدث نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، أمام دفعة الخريجين في الأكاديمية البحرية الأمريكية، في أنابوليس بولاية ماريلاند. وقال فانس في تصريحاته إن ترامب يعمل على ضمان نشر الجنود الأمريكيين بأهداف واضحة وليس "المهمات غير المحددة" أو"الصراعات المفتوحة" من الماضي.