
هل أصبحت ألاسكا مساراً لإستعادة العلاقات الودية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؟
وحسب ما ذكرته صحيفة "تايم" الأمريكية، بأن إختيار ولاية ألاسكا الأمريكية ، التي كانت يوماً ما مستعمرة روسية، لا يعكس فقط تقارباً جغرافياً بين واشنطن وموسكو، بل يفتح الباب أمام تساؤلات حول رمزية المكان، وتداعياته المحتملة على مستقبل النزاع الأوكراني، وعلى توازن القوى في منطقة القطب الشمالي.
ووفقاً لما ذكرته أيضاً صحيفة "تايم" الأمريكية قال ديفيد إس فوجلسونج، أستاذ التاريخ بجامعة روتجرز – نيو برونزويك: "إن رمزية ألاسكا ستكون بمثابة تذكير بمدى قدرة الولايات المتحدة و روسيا خلال معظم القرن التاسع عشر على تجاوز خلافاتهما الأيديولوجية والسياسية وتوسعاتهما، وإقامة علاقات تعاونية ودية ودافئة.
فألاسكا تعتبر أقرب نقطة جغرافية بين روسيا والولايات المتحدة، عبر مضيق بيرينج، مما يقلل الأعباء اللوجستية والأمنية، وتجنب المخاطر الاستخباراتية.
والصفقة المثمرة في أن قمة ألاسكا توفر للمرة الأولى منذ شهور منصة مباشرة بين واشنطن وموسكو لمناقشة سبل وقف إطلاق النار، وربما إطلاق مسار تفاوضي طويل الأمد برعاية أميركية وغربية.
كما أن الضغوط الاقتصادية المتزايدة على روسيا ، والإرهاق العسكري والاقتصادي الذي تعانيه أوكرانيا ، قد يفتحان نافذة ضيقة أمام حلول براغماتية، حتى وإن كانت مؤقتة، لخفض التصعيد وتهيئة الأجواء لإعادة الإعمار.
وكانت ولاية ألاسكا الأمريكية جزءًا من الإمبراطورية الروسية حتى عام 1867، تم بيعها للولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار، في صفقة اعتُبرت حينها "شراءً أحمقًا" قبل أن يتضح لاحقًا أنها كانت من أكثر الصفقات الاستراتيجية فائدة لواشنطن.
هذا الإرث التاريخي يجعل من ألاسكا رمزًا فريدًا في العلاقات الروسية-الأمريكية ، حيث تمثل نقطة التقاء بين الماضي الإمبراطوري والمصالح الجيوسياسية المعاصرة.
قمة على أرض أمريكية.. ولكن خارج نطاق المحكمة الدولية
من بين الأسباب العملية الإستراتيجية الأمنية لاختيار ألاسكا، أن بوتين يواجه مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ، تمنعه من دخول أكثر من 120 دولة موقعة على نظام روما الأساسي.
وبما أن الولايات المتحدة ليست طرفًا في المحكمة، فإن ألاسكا،رغم كونها أرضًا أمريكية،تشكل موقعًا آمنًا نسبيًا لبوتين من الناحية القانونية، ما يتيح عقد لقاء مباشر دون تهديد الاعتقال.
وأشارت صحيفة "تلجراف" البريطانية إلى ما دفع بوتين وترامب للقبول بعقد اللقاء في ألاسكا، منها أن الولاية بوابة للموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز، ما يمنح رمزية لملف الطاقة بين البلدين، كما أنها فرصة لاستعراض إمكانيات استثمارية وإرسال رسائل للأسواق.
رمزية الاستعادة... بين القرم وألاسكا
وحسب ما ذكرته الصحف الدولية خلال السنوات الأخيرة، تصاعدت دعوات من بعض القوميين الروس لاستعادة ألاسكا، في سياق مشابه لضم شبه جزيرة القرم.
ورغم أن هذه الدعوات لا تحظى بدعم رسمي، إلا أنها تعكس نزعة توسعية تتقاطع مع خطاب بوتين حول "استعادة الأراضي التاريخية"، ما يضفي على القمة المقترحة طابعًا رمزيًا قد يُقرأ كإعادة فتح ملفات تاريخية معمقة.
اللافت في الطرح أن القمة المقترحة لا تشمل مشاركة أوكرانيا ، الطرف الأساسي في النزاع.
هذا الغياب يثير تساؤلات حول جدوى اللقاء، وما إذا كان يمثل محاولة لتجاوز القيادة الأوكرانية في صياغة مستقبل الحرب، أو إعادة رسم خريطة النفوذ الدولي دون إشراك أصحاب الأرض.
تاريخيًا، لعبت ألاسكا دورًا محوريًا في الحرب العالمية الثانية ، حيث كانت نقطة عبور للطائرات الأمريكية المتجهة إلى الاتحاد السوفيتي.
كما شكلت خط الدفاع الأول خلال الحرب الباردة، عبر أنظمة الرادار المخصصة لرصد الهجمات النووية المحتملة من روسيا.
واليوم، تستمر ألاسكا في تمثيل نقطة تماس بين البلدين، خصوصًا في ملفات القطب الشمالي، حيث تتداخل المصالح في مجالات الطاقة والملاحة والبحث العلمي.
تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 14 دقائق
- الجمهورية
ترامب يهاجم الإعلام الأمريكي بعد قمته مع بوتين
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "وسائل الإعلام الكاذبة تردد منذ ثلاثة أيام أنني منيت 'بهزيمة كبرى' بسماحي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقد قمة مهمة في الولايات المتحدة. في الواقع، كان يفضل عقد هذا الاجتماع في أي مكان آخر غير الولايات المتحدة، ووسائل الإعلام الكاذبة تعلم ذلك. كان هذا أحد النقاط الرئيسية للخلاف". وأضاف ترامب أنه لو عُقدت القمة في مكان آخر، لقالت "وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الديمقراطيون إن هذا أمر فظيع". واختتم بالقول: "هؤلاء الناس غير طبيعيين! أقولها بكل بساطة". وسبق أن وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات شديدة لوسائل الإعلام التي وصفها بـ"غير النزيهة أبداً"، وذلك قبيل قمته المقررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، إن هذه الوسائل "ستنتقد أي صفقة أبرمها مع روسيا"، مستشهدا بمثال افتراضي: "حتى لو حصلتُ على موسكو ولينينغراد (سان بطرسبورغ) مجانا ضمن هذه الصفقة لقالت 'الأخبار المزيفة' إنها صفقة سيئة!". وأعرب ترامب عن غضبه من استمرار وسائل الإعلام في اقتباس آراء "فاشلين مطرودين وأشخاص أغبياء حقا مثل جون بولتون"، مستشهدا بتصريحات مستشاره السابق التي ادعى فيها أن "بوتين انتصر فعلا رغم أن الاجتماع سيعقد على الأراضي الأمريكية". يذكر أنه في 15 أغسطس الجاري، عُقد لقاء بين بوتين وترامب في القاعدة العسكرية "إلمندورف-ريتشاردسون" بألاسكا. واستمر اللقاء نحو ثلاث ساعات: بدأ بجلسة ثنائية في ليموزين الرئيس الأمريكي أثناء الطريق إلى مكان المفاوضات الرئيسي، ثم جلسة ضيقة بنظام "ثلاثة مقابل ثلاثة". ومثل الجانب الروسي في الاجتماع أيضا مساعد الرئيس يوري أوشاكوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، فيما حضر من الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس ستيف ويتكوف. وفي بيان صحفي ختامي، أعلن بوتين أن تسوية النزاع الأوكراني كانت الموضوع الرئيسي للقمة.


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
"العالم غداً" يناقش تطورات الأزمة الأوكرانية واستعدادات قمة واشنطن
أكد الكاتب الصحفي محمد أمين علي، رئيس تحرير مجلة أكتوبر وبوابة دار المعارف، أن قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والروسي بوتين لم تكن خالية من النتائج كما يروج البعض، مشيراً إلى أن ما ظهر منها يؤكد وجود تفاهمات غير معلنة، خاصة في الجانب الاقتصادي، وأوضح أن روسيا حققت بالفعل أهدافاً ميدانية بالسيطرة على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، فيما يسعى ترامب للظهور كراعٍ للسلام العالمي في إطار طموحه لنيل جائزة نوبل. وأضاف أمين أن القمة عكست تقاطع مصالح الطرفين، إذ لم يصدر عن واشنطن أي قرارات بفرض عقوبات جديدة على موسكو، ما يعني أن هناك ترتيبات اقتصادية قادمة إذا ما جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولفت إلى أن زيلينسكي سيكون تحت ضغط كبير من ترامب خلال لقائهما المرتقب، خاصة أن استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا يواجه عقبات متزايدة. من جانبه، ذكر الكاتب والمحلل السياسي د. ماك شرقاوي، المتخصص في الشأن الأمريكي، أن بوتين خرج من العزلة السياسية بفضل قمة ألاسكا، لافتاً إلى أنه اصطحب رجال أعمال وطرح ملفات اقتصادية مهمة خلال اجتماعه مع ترامب الذي استمر ساعة ونصف. وأوضح أن اللقاء كان بمثابة "تكسير للثلوج" وفتح نافذة للتفاوض، مشيراً إلى أن بوتين بدا الرابح الأكبر، فيما يسعى ترامب لإثبات قدرته على تحقيق وعوده بإنهاء الحرب الأوكرانية. وأشار شرقاوي إلى ثلاثة سيناريوهات مطروحة: اتفاق سلام شامل يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أو تجميد الوضع العسكري القائم ووقف الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا، أو فشل المفاوضات واستمرار العمليات القتالية، مرجحاً السيناريو الثاني "تجميد الوضع العسكري"، باعتباره الأقرب لتوجهات ترامب. وشدد على أن القمة أثارت مخاوف الأوروبيين الذين يرون أنفسهم الخاسر الأكبر من التفاهمات الأمريكية ـ الروسية، في ظل احتمال تعرض أوكرانيا لمزيد من الضغوط للتنازل عن بعض أوراقها السياسية والعسكرية. برنامج (العالم غدًا) يذاع يوميًا على شاشة القناة الأولى المصرية فى العاشرة مساءًا تقديم ريهام الديب وليلى عمر ومحمد ترك، رئيس التحرير أيمن عطيه أبو العطا.


اليوم السابع
منذ 2 ساعات
- اليوم السابع
سى إن إن: خيارات صعبة أمام ترامب بعد انتصار بوتين فى قمة ألاسكا
قالت شبكة سى إن إن الأمريكية إن انتصار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ، بعد قمة ألاسكا، قد ترك نظيره الأمريكي دونالد ترامب أمام خيارات صعبة. وذكرت الشبكة، تعليقاً على اللقاء الذى جمع بوتين وترامب مساء الجمعة فى ولاية ألاسكا الأمريكية، أن الرئيس الروسى حصل على كل شيء كان يأمله فى ألاسكا، بينما لم يحصل ترامب إلا على القليل، استناداً إلى ما حدده هو نفسه قبلها. والسؤال الآن هو ما إذا كان ترامب قد حصل على أي مكاسب متواضعة أو زرع بذور مستقبل أمن أوكرانيا لو أن هناك اتفاق سلام نهائي مع روسيا، وهو أمر لم يتضح بعد قمة الجمعة. وتشير سى إن إن إلى أن حماس ترامب للعمل من أجل السلام في أوكرانيا جدير بالثناء، حتى وإن أثارت طلباته العلنية المتكررة لجائزة نوبل للسلام تساؤلات حول دوافعه الحقيقية. ومن إيجابيات القمة عودة المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا - الدولتين اللتين تمتلكان أكبر ترسانتين نوويتين. لكن الفرضية الأساسية وراء جهود ترامب لصنع السلام هي أن قوة شخصيته ومكانته الفريدة المزعومة كأعظم صانع صفقات في العالم قادرة على إنهاء الحروب. وبعدم تحقيق توقعاته في قمة ألاسكا، ترك ترامب نفسه أمام حسابات صعبة حول ما يجب فعله فيما بعد. هل يعود إلى محاولاته السابقة للضغط على أوكرانيا بحثًا عن سلام مفروض؟ أم أنه سيسعى لإصلاح ما لحق بهيبته، بالضغط والعقوبات الأمريكية لإعادة حسابات روسيا؟. وكان ترامب قد ترك الباب مفتوحًا أمام خيار الترهيب بدلًا من الترغيب في مقابلته مع قناة فوكس نيوز، قائلًا: "قد أضطر للتفكير في الأمر خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن ليس علينا التفكير في ذلك الآن". على الجانب الآخر، قد يلتزم ترامب بالرؤية الروسية للمحادثات حول اتفاق سلام نهائي. لكن التاريخ يظهر أن هذا لن يكون سريعًا ولن يحظى باحترام من قبل الروس على المدى الطويل. ويأمل ترامب في عقد قمة ثلاثية بين بوتين وزيلينسكي ونفسه. من شأن ذلك أن يشبع رغبته في الاستعراض والفعاليات التلفزيونية الضخمة. لكن بعد ما ثبت يوم الجمعة من عدم رغبة روسيا في إنهاء الحرب، من الصعب تصور كيف سيحقق ذلك إنجازا.