
رقميةحين يصبح الذكاء الاصطناعي محررًا
ابتداءً من الأخبار التي تصنع، ومن المواد والفيديوهات التي تنتج، ومن المقالات التي تُكتب وتُنشر أوتوماتيكيًا خلال ثوانٍ، إلى التحليلات الصوتية والمرئية التي تصنعها تقنيات الذكاء الاصطناعي، لذا نحن اليوم أمام إعلام يصوغه 'روبوت' لا يشعر، لا يغضب، لا ينحاز… أو هكذا نعتقد.
في عام 2023، أعلنت وكالة 'أسوشيتد برس' أنها تستخدم روبوتات تحرير لكتابة أكثر من 3 آلاف تقرير مالي كل ربع سنة، وهو رقم يستحيل على أي غرفة أخبار بشرية مجاراته، وشركة 'بلومبيرغ' كذلك، تستخدم منصة 'Cyborg' لكتابة تقارير مالية خلال ثوانٍ، بينما اعتمدت صحيفة 'واشنطن بوست' خوارزمية 'Heliograf' لتغطية الانتخابات والأحداث الرياضية.
ورغم أن تلك الاستخدامات تبدو تقنية بحتة، فإن الخطر لا يكمن فقط في السرعة أو الكفاءة، بل في سؤال الثقة: هل نثق في محتوى لا نعرف كيف صيغ؟ وهل تنحاز الخوارزميات فعلًا؟ الإجابة المعقدة تبدأ من البيانات، فالذكاء الاصطناعي لا يصنع رأيًا، بل يبني محتواه بناءً على ما دُرب عليه، وما دُرب عليه هو بالضرورة اختيارات بشرية مشبعة بثقافات ومصالح وميل سياسي أو اقتصادي. وإذا كانت مصادر البيانات غير متوازنة أو محملة بانحيازات، فالنتيجة ليست فقط خبرًا غير دقيق، بل واقعًا مشوهًا يخدعنا بوجه محايد.
إحصائية صادمة نشرتها منظمة 'MIT Technology Review' أشارت إلى أن أكثر من 61 % من الأخبار التي ينتجها الذكاء الاصطناعي على الإنترنت تحتاج إلى تدقيق بشري، وأن نسبة الأخطاء في الأخبار الآلية تفوق 30 % في المحتوى السياسي. وفي استطلاع أجرته 'Reuters Institute' عام 2024 في 46 دولة، قال 52 % من المشاركين إنهم 'لا يثقون' بالأخبار المنتجة بالذكاء الاصطناعي إذا لم يُذكر صراحة أنها راجعت من قبل محرر بشري.
الثقة، في الإعلام، ليست فقط في صحة المعلومة، بل في نيات من يقدّمها، وتوجهاته! فهل يمكن تحميل الروبوت نية؟ هل يمكن محاسبة خوارزمية على ترويج دعاية أو إسقاط معلومة؟ الأسئلة الأخلاقية هنا لا تقل أهمية عن الأسئلة التقنية، ولتوضيح هذا المقصد أستعرض حادثة عام 2023، حين نشرت إحدى منصات الأخبار الأميركية مقالًا كاملاً من إنتاج الذكاء الاصطناعي عن حدث خيري، ليتبين لاحقًا أن الحدث لم يقع أصلًا، وأن الخبر كان مبنيًا على إشاعة منشورة على منصة مجهولة.
ولا يقف الأمر عند التضليل، بل يتعداه إلى تهميش الإنسان نفسه. فبحسب تقرير صادر عن 'PwC'، فإن أكثر من 30 % من وظائف الإعلام التقليدي قد تختفي أو يعاد تشكيلها خلال السنوات الخمس القادمة بسبب الأتمتة، وهو ما يعني أن القرار حول 'من نثق فيه' لم يعد رفاهية، بل قرارًا يرتبط بمستقبل مهنة كاملة.
لا يعني هذا أن الذكاء الاصطناعي عدو، بل قد يكون أداة هائلة إذا ما ضُبطت بمدونات سلوك وأطر أخلاقية واضحة، فكما لا نترك الطبيب الآلي يشخّصنا دون إشراف بشري، لا ينبغي أن نترك الصحفي الآلي يُخبرنا بالعالم دون رقابة، لذا الدور الأهم اليوم هو للإنسان الذي يُدرب الآلة ويُدقق مخرجاتها.
ختاما أقول، قد نعيش في زمن تكتب فيه الآلة كل شيء، لكننا ما زلنا نملك الحق في أن نقرأ بعين الشك، وأن نسأل: من كتب هذا؟ ولماذا؟ وهل يمكنني أن أصدّقه؟ فالثقة ليست فقط في التقنية، بل في من يشغلها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 29 دقائق
- العربية
تطبيق روبوت دردشة جديد يصل إلى الأسواق من شركة هارمونيك
أعلنت شركة هارمونيك (Harmonic)، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، شارك في تأسيسها الرئيس التنفيذي لشركة روبن هود، فلاد تينيف، يوم الاثنين، إطلاقا تجريبيا لتطبيق روبوت دردشة لنظامي "iOS" وأندرويد. ويُمكّن تطبيق روبوت الدردشة الجديد المستخدمين من الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة، "Aristotle" (أرسطو). ومع هذا الإطلاق، تهدف الشركة إلى توسيع نطاق الوصول إلى نموذج "Aristotle"، الذي تزعم "هارمونيك" أنه يُقدم إجابات "خالية من الهلوسة" للأسئلة التي تطلب تفكيرًا في الرياضيات -وهو ادعاء جريء بالنظر إلى مشكلات موثوقية التي تعاني منها نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية، بحسب تقرير لموقع "TechCrunch" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". وتُركز "هارمونيك" على تطوير ما تسميه "ذكاء رياضي خارق" (Mathematical Superintelligence)؛ وتسعى الشركة الناشئة في نهاية المطاف إلى مساعدة المستخدمين في جميع المجالات التي تعتمد على الرياضيات، بما في ذلك الفيزياء والإحصاء وعلوم الحاسوب. وقال تيودور أخيم، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة هارمونيك، في مقابلة مع "TechCrunch"، إن "Aristotle" يُعتبر "أول منتج متاح للأشخاص يقوم بالاستدلال ويتحقق رسميًا من (صحة) النتائج". وأضاف: "في المجالات التي يدعمها Aristotle، وهي مجالات التفكير الكمي، نضمن فعليًا عدم وجود هلوسات". وقالت "هارمونيك" إنها تخطط لإطلاق واجهة برمجة تطبيقات تُمكّن الشركات من الوصول إلى "Aristotle"، بالإضافة إلى تطبيق ويب مخصص للمستخدمين الأفراد. ويُعدّ تحقيق أداء خالٍ من الهلوسة من نموذج ذكاء اصطناعي مهمةً بالغة الصعوبة، حتى في نطاق ضيق. ووجدت الدراسات أنه حتى نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة تُصاب بالهلوسة كثيرًا، ولا يبدو أن المشكلة تتحسن. وتُظهر أحدث نماذج الاستدلال من شركة "OpenAI" معدلات هلوسة أكثر من النماذج الأقدم. وقالت "هارمونيك" إن نموذجها حقق الميدالية الذهبية في أولمبياد الرياضيات الدولي لعام 2025 من خلال اختبار رسمي، أي أن المسائل تُرجمت إلى صيغة قابلة للقراءة آليًا. وطورت "غوغل" و"OpenAI" نماذج ذكاء اصطناعي حققت الميدالية الذهبية في أولمبياد الرياضيات الدولي لهذا العام، ولكن من خلال اختبارات غير رسمية أُجريت بلغة طبيعية.

العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
"مايكروسوفت" تطلق وضع "Copilot Mode" الذكي في متصفح إيدج
أطلقت شركة مايكروسوفت ، يوم الاثنين، وضعًا جديدًا في متصفح إيدج يُسمى "Copilot Mode" والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التصفح، في الوقت الذي يسعى فيه عملاق التكنولوجيا جاهدًا لمنافسة الشركات الأخرى التي تطلق متصفحات وميزات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وقالت "مايكروسوفت" إن وضع "Copilot Mode" يمكنه المساعدة في تنفيذ المهام، وتنظيم التصفح في شكل استعلامات بحث حسب الموضوع، ومقارنة النتائج عبر جميع علامات التبويب المفتوحة دون الحاجة إلى التبديل بينها، بحسب "رويترز". و"Copilot" هو المساعد المعتمد على الذكاء الاصطناعي الذي طورته "مايكروسوفت"، ويتيح وضح "Copilot Mode" الجديد دمج المساعد "Copilot" في متصفح إيدج. يأتي هذا التحديث في وقتٍ أطلقت فيه شركات التكنولوجيا العديد من أدوات البحث عبر الإنترنت المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وطرحت شركة "Perplexity AI"، المدعومة من عملاق الرقائق "إنفيديا"، متصفح "Comet" في وقتٍ سابق من هذا الشهر، بينما من المتوقع أن تطلق "OpenAI" متصفحًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي. وأطلقت شركة غوغل، التابعة لشركة ألفابت، في وقتٍ سابق من هذا العام "AI Mode"، وهي ميزة بحث تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في محرك بحث غوغل، وأفادت الأسبوع الماضي بوجود تحسن في تفاعل المستخدمين مع هذه الميزات. وقالت "مايكروسوفت" إنه بموجب الوضع الجديد سيشاهد المستخدمون صفحةً تحتوي على مربع إدخال واحد يجمع بين ميزات الدردشة والبحث والتنقل عبر الويب. وأضافت الشركة أن "Copilot" سيدعم أيضًا التنقل باستخدام الصوت في متصفح إيدج. وسيتمكن المستخدمون قريبًا من منح "Copilot" إذنًا بالوصول إلى سياقات إضافية في المتصفح، مثل سجل المستخدم وبيانات الاعتماد، لاتخاذ إجراءات أكثر فعالية مثل إجراء الحجوزات أو إدارة المهمات. وأضافت "مايكروسوفت" أن "Copilot" لن يتمكن من الوصول إلى محتوى التصفح إلا عند تفعيله، وسيوفر إشارات مرئية لإعلام المستخدمين عند تفعيله في الخلفية. وستكون هذه الميزة متاحة مجانًا في أسواق "Copilot" على أجهزة ويندوز وماك لفترة محدودة، وسيكون بإمكان المستخدمين إلغاء تفعيلها من خلال إعدادات متصفح إيدج.


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
"مايكروسوفت" تضيف وضع "كوبايلوت" المدعوم بالذكاء الاصطناعي لمتصفح "إيدج"... ما ميزاته؟
أعلنت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية عن إضافتها وضع "كوبايلوت" المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى متصفح "إيدج" للإنترنت، مشيرة إلى أنه سيوفر تصفح ويب أكثر هدوءًا وأكثر كفاءة. وأوضحت الشركة أن الميزات الجديدة لوضع "كوبايلوت" تم تصميمها لتحسين كفاءة تصفح الويب، من خلال تمكين المستخدمين من أداء المهام بكفاءة أكبر مع تقليل الفوضى. وتشير المصادر إلى أن وضع "كوبايلوت" على متصفح "إيدج" عبارة عن مجموعة تجريبية من ميزات الذكاء الاصطناعي المُصممة لتحسين تجربة المستخدم. باستخدام الوضع، سيتمكن المتصفح من فهم السياق الكامل لجميع علامات التبويب المفتوحة، مما يُساعد المستخدمين على طرح استفسارات لفهم المعلومات من جلساتهم الحالية بشكل أفضل. وصرحت مايكروسوفت: "على سبيل المثال، عند البحث عن أماكن إيجار لقضاء العطلات عبر مواقع متعددة، يمكنك الدردشة مع كوبايلوت لتحديد الخيار الأقرب إلى الشاطئ والذي يتضمن مطبخًا كاملًا بسرعة – مما يوفر الوقت ويقلل من الاحتكاك". كما يوفر كوبايلوت على متصفح إيدج ميزة التنقل الصوتي، مما يسمح للمستخدمين بتحديد احتياجاتهم شفهيًا والتنقل عبر الواجهة بنقرات وضغطات مفاتيح أقل. ويتضمن ذلك إجراءات مثل البحث عن معلومات محددة على صفحة، وفتح علامات تبويب إضافية لمقارنة خيارات المنتجات في سلة التسوق، والمزيد. وسيظهر كوبايلوت أيضًا في جزء صغير على إيدج، مما يسمح للمستخدمين بالوصول إلى الميزات أثناء تصفح أي علامة تبويب أو نافذة. وقالت مايكروسوفت: "إنه مثالي للمساعدة في تجنب عوامل التشتيت مثل النوافذ المنبثقة ومنشورات المدونات المطولة، والوصول مباشرةً إلى المعلومات التي تحتاجها". وتابعت قائلة: "على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن كيفية بدء عمل تجاري عبر الإنترنت، يمكن لكوبايلوت التعرف على ذلك وتقديم رؤى ذات صلة، مثل اقتراح برنامج تعليمي لمشاهدته أثناء استكشافك لأساليب مختلفة لبناء مواقع الويب". ومضت قائلة: "هذه الميزات تعمل فقط بموافقة المستخدم، ولن يتمكن كوبايلوت من الوصول إلى محتوى التصفح إلا إذا فعّله المستخدم صراحةً". وقال مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، عن هذا الوضع قائلًا: "هذا مستقبل الويب، أكثر هدوءًا وتركيزًا وفائدةً حقيقية. واليوم، نجعله أقرب من أي وقت مضى".