
لماذا يتحول الصينيون من صناديق الذهب إلى الأسهم؟
وبلغ إجمال خروج الاستثمارات من أكبر أربعة صناديق تداول مدعومة بالذهب ما يقارب نصف مليار دولار، بينما ارتفع مؤشر البورصة الصينية الرئيس أكثر من خمسة في المئة.
ويرجع المحللون في السوق وخبراء الاستثمار والمتابعون للشأن الاقتصادي الصيني ذلك التحول من صناديق الذهب نحو الأسهم إلى عوامل عدة، في مقدمتها استقرار أسعار الذهب أخيراً، خصوصاً مع تحسن سعر صرف الدولار الأميركي مع تثبيت مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة عند نسبة أربعة في المئة خلال اجتماعه أول من أمس الأربعاء.
ومع ثبات سعر الذهب إثر الارتفاع الكبير هذا العام، بعد أن زادت قيمته بنسبة 25 في المئة في الأقل، بدأ ما يسمون "مستثمري التجزئة" في السوق الصينية بجني الأرباح والخروج من صناديق الذهب المتداولة في البورصة والتحول إلى شراء الأسهم، لكن السعر ليس العامل الوحيد، بل هناك عوامل أخرى دفعت المحللين إلى اعتبار ذلك التحول ليس "تقنياً" مرحلياً وحسب، وإنما أيضاً استراتيجياً.
ويشار إلى أن السلطات الصينية تفرض قيوداً على ملكية الذهب المادي بكميات كبيرة، مما يجعل الصينيين يستثمرون في صناديق الذهب المتداولة في البورصة.
ما سبب الاستثمار في الذهب؟
ونتيجة عدم تطور السوق الصينية من قبل وفترة الاضطراب قبل أعوام التي نجمت عن مشكلات القطاع العقاري الصيني وقطاعات التكنولوجيا المالية وغيرها، تحول المستثمرون الأفراد في الصين إلى شراء أسهم صناديق التداول المدعومة بالذهب.
ووصل انسياب الاستثمارات الصينية إلى صناديق التداول للذهب ذروته في أبريل (نيسان) الماضي، بصورة اتسقت مع توجه عالمي نحو الذهب كملاذ آمن في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية وتدهور قيمة الدولار.
وبحسب بيانات وأرقام مجلس الذهب العالمي، تجاوزت استثمارات الصينيين في الصناديق المتداولة في البورصة "ETF" المدعومة بالذهب الحقيقي (المادي) خلال أبريل الماضي كل الاستثمارات في الربع الأول من العام الحالي كله، وفاقت كذلك الاستثمارات في الصناديق الأميركية المماثلة.
ونقلت وكالة "رويترز" وقتها عن كبير استراتيجيي السوق في مجلس الذهب العالمي جون ريد قوله إن "صناديق التداول للذهب في الصين زادت أصولها 29.1 طن متري في الأيام الـ11 الأولى من ذلك الشهر، مقارنة بزيادة بمقدار 23.5 طن خلال الربع الأول من العام الحالي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهناك شبه إجماع على أن توجه الصينيين للاستثمار في تلك الصناديق هو بديل منطقي عن الاستثمار في شراء الذهب كمعدن، إذ تحد القواعد من كميات الاحتفاظ به، وبعدما وصل سعر الذهب إلى أعلى مستوى له بدأ المستثمرون جني الارباح بالتخلص من مراكزهم في صناديق التداول للذهب.
ويبدو التوجه الحالي في الصين متسقاً مع التوجه في الأسواق العالمية الكبرى من عودة المستثمرين للأخطار والخروج قليلاً من الملاذات الآمنة.
وخلال يوليو الماضي، شهدت أكبر أربعة صناديق في الصين هي "هوان ييفو" و"بوسيرا" و"أي فاند" و"غوتاي" خروج استثمارات بنحو 3.2 مليار يوان (450 مليون دولار)، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ".
في الوقت نفسه وخلال الشهر ذاته ارتفع مؤشر "سي أس أي 300" الذي يتابع أكبر 300 سهم على بورصتي "شنغهاي" و"شينغين" بنسبة 5.5 في المئة.
ما هي أسباب التحول في الاستثمار وأهميته؟
وترجع أهمية التحول في الاستثمار من صناديق التداول للذهب والتوجه نحو الأسهم في الصين إلى أن السوق الصينية تعد أكبر سوق لتداول أسهم تلك الصناديق المدعومة بالذهب في العالم.
ومن شأن خروج الاستثمارات من تلك الصناديق أن يؤثر في سوق الذهب العالمي، إلا أنه حتى الآن ومع استمرار شراء البنوك المركزية كميات كبيرة من الذهب في صورته المادية، لم تتدهور أسعار المعدن الثمين على نحو كبير.
أما أسباب تحول الصينيين تجاه أسهم القطاعات والشركات بدلاً من صناديق التداول للذهب، فترجع إلى إجراءات الحكومة الصينية في الآونة الأخيرة التي تستهدف ضبط الاقتصاد وتشجيع نمو السوق الصينية وتطورها.
وذهبت معظم الأموال التي خرجت من صناديق الذهب إلى أسهم الشركات الكبيرة ذات العائد، خصوصاً مع التفاؤل باستمرار ربحية تلك الشركات في ظل خطط الحكومة التي تتضمن الإنفاق على مشاريع كبرى للبنية التحتية.
وبالفعل أدت الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت بها الحكومة الصينية إلى تغيير في توجه المستثمرين نحو الأسهم والأوراق المالية.
ومن بين الإجراءات الحكومية وضع قواعد جديدة للسوق تحد من غليانه وتضبط جودة النمو بما يزيد من ثقة المستثمرين، بالتالي أصبحت تقديرات المستثمرين الصينيين، أفراداً ومؤسسات، أن هناك فرصاً جيدة في أسهم قطاعات صناعية وغيرها داخل السوق، بما يشجع على الخروج من مراكز ملاذ آمن مثل الذهب نحو تلك الأسهم ذات العائد المضمون نسبياً بمخاطرة أقل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ ساعة واحدة
- حضرموت نت
بنوك كبرى تتنافس في اعلان خفض أسعار صرف العملات الاجنبية
اعلن بنكان كبيران عن خفض جديد لصرف العملات الاجنبية . وحدد بنك القطيبي صرف الدولار الأمريكي 1864 ريال يمني والريال السعودي 490 ريال يمني. وبالمثل حدد بنك الكريمي توافقا مع أسعار بنك القطيبي. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.


الوئام
منذ 2 ساعات
- الوئام
رسوم ترامب التجارية تكلف آبل مليار دولار إضافي في الربع المقبل
تواجه شركة آبل أعباء مالية متزايدة جراء الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات، حيث أكد الرئيس التنفيذي تيم كوك أن هذه الرسوم ستضيف نحو 1.1 مليار دولار إلى تكاليف الشركة خلال الربع المالي المنتهي في سبتمبر. وخلال مكالمة الأرباح يوم الخميس، أوضح كوك أن آبل أنفقت بالفعل حوالي 800 مليون دولار على الرسوم خلال الربع الماضي، وهو رقم أقل قليلًا من التوقعات السابقة البالغة 900 مليون دولار. وأضاف أن الجزء الأكبر من هذه الرسوم يتعلق بضرائب فرضت بموجب 'قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية' (IEEPA)، واستهدفت الواردات من الصين مطلع العام. وتشمل الرسوم معظم منتجات آبل، بدءًا من هواتف آيفون التي يُصنع الجزء الأكبر منها في الهند، مرورًا بأجهزة ماك وآيباد وساعات آبل التي تُجمع في فيتنام. وهدد ترامب بفرض رسوم أعلى على الشركة إذا لم تنقل جزءًا أكبر من عملياتها التصنيعية إلى الولايات المتحدة. ورغم هذه التحديات، سجلت آبل قفزة بنسبة 10% في إيراداتها الفصلية لتصل إلى 94 مليار دولار بين أبريل ويونيو، مع استمرار قوة مبيعات آيفون وماك.


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
مواطنون في عدن يطالبون شركة الغاز بتخفيض الأسعار بعد انخفاض سعر الصرف
طالب مواطنون في محافظة عدن شركة الغاز المحلية بتخفيض أسعار أسطوانات الغاز، وذلك في أعقاب الانخفاض الملحوظ في أسعار صرف العملات المحلية مقابل الدولار. وأعرب المواطنون عن استيائهم من استمرار ارتفاع سعر الأسطوانة الواحدة إلى 10,500 ريال، رغم التحسن النسبي في القوة الشرائية للعملة المحلية. مطالبات شعبية بتعديل الأسعار وأكد عدد من المواطنين أن انخفاض سعر الصرف في عدن يجب أن ينعكس إيجابًا على أسعار السلع الأساسية، وعلى رأسها أسطوانات الغاز التي تعتبر من المواد الحيوية لأغلب الأسر. وقال أحد المواطنين: 'نطالب شركة الغاز بمراعاة الأوضاع المعيشية الصعبة وتخفيض السعر ليكون في متناول الجميع، خاصةً مع انخفاض سعر الدولار.' تأثير انخفاض سعر الصرف على الأسعار شهدت أسواق عدن في الفترة الأخيرة تراجعًا في سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني، مما أدى إلى انخفاض أسعار بعض السلع المستوردة. إلا أن أسعار الغاز ظلت مرتفعة، مما أثار استياء المواطنين الذين يعتمدون عليه بشكل أساسي في الطهي والتدفئة. نداء لتدخل الجهات المعنية ودعا المواطنون الجهات المسؤولة والشركة المزودة للغاز إلى مراجعة الأسعار وتخفيضها بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي الحالي، مؤكدين أن استمرار الأسعار المرتفعة يزيد من معاناة الأسر محدودة الدخل. ويأتي هذا المطلب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث يشكل ارتفاع أسعار المواد الأساسية تحديًا كبيرًا أمام القدرة الشرائية للمواطنين.