logo
ألمانيا ترفض خطط الاستيطان الإسرائيلية بالضفة الغربية

ألمانيا ترفض خطط الاستيطان الإسرائيلية بالضفة الغربية

السوسنةمنذ 3 أيام
السوسنة - أعربت الحكومة الألمانية، الجمعة، عن رفضها القاطع لخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتقوض بشكل خطير جهود حل الدولتين.وجاء الموقف الألماني عقب إعلان وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الخميس، عن الدفع بخطط لبناء نحو 3400 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة المعروفة بـ"E1"، وهي منطقة استراتيجية وحساسة تقع بين القدس الشرقية ومستوطنة "معاليه أدوميم".وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، في بيان من برلين، إن بناء المستوطنات ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مضيفاً أن هذه الخطط تعقد فرص التوصل إلى حل الدولتين المتفاوض عليه وإنهاء الاحتلال للضفة الغربية، كما طالبت محكمة العدل الدولية.وطالبت برلين سلطات الاحتلال بوقف فوري لبناء المستوطنات، مجددة التأكيد على أنها لن تعترف بأي تغييرات على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 إلا إذا تم الاتفاق عليها بين الطرفين، معلنة رفضها الواضح لأي خطط ضم من قبل الاحتلال.وحذر خبراء ومراقبون من أن البناء في منطقة "E1" سيؤدي فعلياً إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين، شمالي وجنوبي، مما يلغي أي إمكانية مستقبلية لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافياً وقابلة للحياة.وكان سموتريتش قد صعّد من تصريحاته، معلناً أن الاحتلال سيقوم بضم الضفة الغربية بالكامل في حال اعترف المجتمع الدولي رسمياً بدولة فلسطين الشهر المقبل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأردن ليس ساحة لأحلام نتنياهو
الأردن ليس ساحة لأحلام نتنياهو

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

الأردن ليس ساحة لأحلام نتنياهو

حين يتحدث بنيامين نتنياهو عن «اتصاله العميق» برؤية «إسرائيل الكبرى»، فهو يكشف عن جوهرٍ متأصل في بنيته الفكرية: عنفٌ مغلّف بأدلجة توراتية، وغطرسةٌ تعتقد أن الأرض والبشر مجرّد مسرح مفتوح لتمدّد مشروعه. لكن ما لا يدركه أن هذه اللغة، بدل أن تخيف، تشحذ عزيمة الأردنيين، وتُوحّد صفوفهم، وتُعيد رسم خطوطهم الحمراء بأقلام السيادة والكرامة. في مقابلة على قناة i24 بتاريخ 12 آب/أغسطس 2025، أعلن بلا مواربة أنه يشعر بارتباط شديد» بفكرة الأرض الموعودة، رابطًا نفسه بمهمة تاريخية وروحانية. هذه دعوة مكشوفة لتوسيع حدود الدم على حساب الجغرافيا والسيادة. فجاء الرد الأردني حاسمًا: «تصعيد استفزازي خطير، وتهديد لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». كلمات ليست ديبلوماسية ناعمة، فهي إنذار واضح بأن السيادة الأردنية ليست على طاولة التفاوض ولا ضمن أوراق المساومة. هذا التلويح لا ينفصل عن سياق داخلي إسرائيلي يندفع نحو ضمّ الضفة الغربية، وهو ما أقرّه الكنيست في 23 تموز/يوليو بمذكرة رمزية أيّدها 71 نائبًا. نتنياهو يختبر الأعصاب، يحاول الضغط على الأردن بحكم ثقلنا الحدودي ووصايتنا على المقدسات، ويغطي فشله الداخلي بضجيج أيديولوجي، لكنه يصطدم بوقائع أقوى: حدود مُقرة، التزامات دولية قائمة، ومعاهدة سلام تنص بوضوح على احترام وحدة أراضي الأردن. إن الأردن لا يقف متفرجًا على هذا المشهد. فمشروع E1 الذي يسعى لقطع أوصال القدس، وخطاب «الهجرة الطوعية» من غزة المصحوب بالمجازر، هما تحركات يعرف الأردن جيدًا كيف يتعامل مع تداعياتها. ويملك الأردن أوراق قوة قانونية ودبلوماسية: رأي محكمة العدل الدولية في تموز 2024 الذي جرّم الاحتلال، الوصاية الهاشمية المؤكدة، ومعاهدة وادي عربة التي تتيح توصيف أي إخلال إسرائيلي بالتزاماتها كخرق لركائز السلام. والمسارات الأردنية واضحة: تدويل هجومي للملف، تحصين الجبهات، مراجعة هادئة للارتباطات التي تمنح الأردن هامش ضغط، وتغذية خطاب وطني موحّد يحوّل التهديد الخارجي إلى قوة داخلية. ولْيفهم نتنياهو ومن على شاكلته: الأردن ليس ضلعًا ضعيفًا في معادلة المنطقة، فهو عقدة صلبة، وأي وهم بالتمدد إليه سيبقى مجرّد خط على ورق، أمام دولة محروسة بالعهد، مدعومة بالجيش والشعب والقيادة. ليخسأ من يظن أن بإمكانه أن يطال شبرا من ترابه. ليسمعها نتنياهو جيّدًا: هذه الأرض ليست ورقة في كتاب أحلامه التوراتية، ولا ساحة يمدّ عليها خيوط أوهامه، ولا مساحة بيضاء يرسم عليها خرائطه المزعومة. هنا الأردن أرض العهد والدم، أرض الجيش الذي يحرسها بعينه، وشعبٌ يعرف معنى الكرامة إذا هُدِّد، وقيادة لا تساوم على شبر واحد من ترابها. في الثاني عشر من آب، أطلق نتنياهو كلماته من على شاشة i24، يحدّث عن «ارتباط شديد» برؤية إسرائيل الكبرى، وعن «مهمة تاريخية وروحانية» كأنه نبيٌّ مُرسل بكتاب مفتوح على حساب الجغرافيا والحقوق. لكن صوته، مهما علا، لن يخترق جدار الحقيقة: هذه البلاد لها سيادة، ولها حدود، ولها وصاية على مقدسات لن تسقط بالتقادم ولا بالتطاول. ويجيء الردّ الأردني طلقة تحذير واضحة: «تصعيد استفزازي خطير تهديد لسيادة الدول مخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». لم نقلها للخطابة، وإنما لتثبيت القاعدة: من يمدّ يده على الأردن سيجدها مكسورة قبل أن تلامس التراب. نحن نعرف ما وراء الكلمات؛ ضغط على الأردن، وجسّ نبض للوصاية الهاشمية، ومحاولة لخلط أوراق غزة والضفة على حسابنا. لكنهم لا يعرفون أننا نقرأ اللعبة من بعيد، ونملك من الأوراق ما يجعلنا نقلب الطاولة إن لزم الأمر: من رأي محكمة العدل الدولية الذي جرّم الاحتلال، إلى نصوص معاهدة وادي عربة، إلى شبكة الحلفاء التي تعرف وزن الأردن حين يتحدث. هذا الوطن أصلب من الصخر حين تتداعى الأخطار. جنودنا على الحدود، عيوننا على القدس، وأصواتنا في المنابر الدولية تقول: لا مساس لا تنازل لا تراجع. والأردني حين تُستفز كرامته، يصبح هو وجيشه وقيادته جبهة واحدة لا تُكسر. فليحتفظ نتنياهو بأحلامه على الورق، وليعلم أن أي وهم بالتمدد إلى هنا سيبقى وهمًا، وأن الأردن الذي حمى نفسه عبر التاريخ، لن يكون ساحةً لأطماع أحد. هنا الأردن وهنا الكرامة التي لا تُمس.

على ماذا يتكئ نتنياهو في سعيه لتجسيد "حلم إسرائيل الكبرى"؟
على ماذا يتكئ نتنياهو في سعيه لتجسيد "حلم إسرائيل الكبرى"؟

العرب اليوم

timeمنذ 7 ساعات

  • العرب اليوم

على ماذا يتكئ نتنياهو في سعيه لتجسيد "حلم إسرائيل الكبرى"؟

يبدو أن "ملك إسرائيل" لم يعد لقباً كافياً لوصف نظرة بنيامين نتنياهو لنفسه، فالرجل مدفوعاً بجنون القوة والعظمة، بدأ يتطلع للقلب "رسالي"، يضعه على مقربة من "أنبياء إسرائيل وملوكها" ... فهو قال أنه في ذروة مهمة "تاريخية وروحية"، وأنه ملتصق بحلم "إسرائيل الكبرى"، وخرائطها التي ترتسم في مخيلته المريضة، تمتد من النيل إلى الفرات، غير آبهٍ ولا مكترث، بوجود "نصف دزينة" من الدول "ذات السيادة"، ضارباً عرض الحائط، بماضي وحاضر ومستقبل، شعوب مؤسِسة لهذه المنطقة، ضربت جذوراً في عمق الأرض والتاريخ والجغرافيا، تعود لألوف خلت من السنين. نتنياهو الذي قالها بصريح العبارة، بأنه لم يخطئ قبل الحرب على غزة ولا بعدها أو في سياقاتها، اعتاد أن ينسب الانتصارات لنفسه، وإلقاء اللائمة في الفشل على غيره، لا ينتمي لمدرسة جابوتنسكي التصحيحية، التي كان والده أحد تلاميذها النجباء فحسب، بل ويعتقد جازماً أن مكانته تفوق مكانة "الآباء المؤسسين" لهذا الكيان، كيف لا، وقد سجّل رقماً قياسياً في سدة الحكم، لم يحظ به بن غوريون ولا مناحيم بيغين، ولا غيرهما...بعثته "العناية الإلهية" لتصحيح خطأ بن غوريون بالإبقاء على "فلسطينيي – 48"، وخطأ رابين لإبرامه أوسلو وقبوله فكرة تقاسم "يهودا والسامرة"، وخطأ شارون لانسحابه من قطاع غزة ... كل ما فعله نتنياهو إبّان حكوماته المتعاقبة منذ أواسط التسعينات وحتى يومنا هذا، إنما يندرج في إطار هذه "الورشة التصحيحية"، التي يقودها استراتيجياً، بنزعة ودوافع "ثيولوجية"، ويديرها تكتيكياً، ببراغماتية ومراوغة، اشتهر بهما أكثر من غيره. بِجُمل ثلاث، أدلى بها لمراسل صحفي، كشف نتنياهو المستور عن حقائق وخبايا الموقف الإسرائيلي، من دون مساحيق ولا أقنعة ... إسرائيل الكبرى، هي حلم اليهود على امتداد تاريخهم، والوصول إليها يتم على مراحل متعاقبة، بدأها "الجيل الأول" بإقامة الكيان بعد ابتلاع مساحة واسعة من "دولة فلسطين" التي رسّم حدودها قرار التقسيم 181... وجيله، جيل نتنياهو معني ببقائها (أو بالأحرى توسيعها)، ومهمة امتدادها بين خطي العلم الزرقاويين، "رسالة تاريخية – روحية"، سيعمل على إتمامها، حين يعيد الشعب الإسرائيلي تجديد ثقته به لولاية/ولايات قادمة. دولة يهودية من النهر إلى البحر لم يتوسع الرجل في شرح مقصده من الحديث عن "حلم إسرائيل الكبرى" الذي يلتصق به، ويعيش من أجله، والمصطلح في القاموس السياسي الإسرائيلي، أخذ ويأخذ معاني مختلفة ومتغيرة ... أكثرها شيوعاً وانتشاراً (وموضع إجماع)، ذاك الذي يؤشر لدولة اليهود "من النهر إلى البحر"، ذلكم هدف يتردد على ألسنة مختلف ألوان الطيف السياسي في إسرائيل، وقد أقرته الكنسيت مرتين: "قانون القومية 2018"، وتوصية الكنيست للحكومة بمنع قيام دولة فلسطينية قبل بضعة أشهر ... "حل الدولتين" وصفه سموتريتش بـ"وهم الدولتين"، أما جدعون ساعر، فرأى في قيام دولة فلسطينية بمثابة "انتحار" لإسرائيل. في الشق المتعلق بإسرائيل الكبرى، بما هي دولة اليهود بين النهر والبحر، لا تُبقي تل أبيب مجالاً للشك، بأنها ماضية في تجسيد هذا "الحلم" على الأرض، أفعالها لا تتبع أقوالها، بل تستبقها...حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة، ومساعي التهجير القسري، والبحث عن دول/حواضن، للمشردين الفلسطينيين الجدد، يجري على قدم وساق ... في الضفة، لا يبدو الوضع مختلفاً من حيث أهداف السياسة الإسرائيلية، ربما الاختلاف في درجة استخدام القوة المفرطة ... تهويد القدس يجري على قدم وساق، وآخر فصول هذه العملية ما يجري العيزرية والقرى البدوية، وقرار بناء 3401 وحدة سكنية في منطقة 'E1'، لإتمام شطر الضفة إلى شطرين منفصلين، عمليات تصفية المخيمات تسير بتدرج منهجي منظم...ومخطط تهجير الفلسطينيين يستند إلى الضغط العسكري – الأمني، والخنق المالي والاقتصادي وسياسات الفصل العنصري المعمول بها ضد مختلف المناطق والتجمعات الفلسطينية، والهدف النهائي، احتلال وضم أكبر مساحة من الأرض، وطرد أكبر عدد من السكان ... فيما السلطة التي قدمت كل أوراق الاعتماد اللازمة للحفاظ على بقائها، وتأهلها للقيام بدور ما، تجد نفسها عرضة للتآكل وفقدان الهيبة والمكانة، طالما أن المطلوب هو القضاء على "حلم الفلسطينيين بدولة"، حتى وإن كانت مُقزّمة وعلى مقاس سلطة حكم ذاتي، لا سلطة لها. لبنان وسوريا ثانياً على أن الشق الثاني، من مشروع "إسرائيل الكبرى، فيكتسي معاني متعددة، منها ما هو جيوسياسي -أمني، ومنها ما هو جيو-اقتصادي، والأول يتصدر سلم أولويات إسرائيل في ظل تفشي الفاشية والتطرف الديني – القومي ... وهو في طوره الأول، يمتد إلى سوريا ولبنان، بدءاً ببسط السيادة الإسرائيلية على "الجولان المحتل"، والتوسع في احتلال مساحات جديدة من الأرض السورية بعد الثامن من ديسمبر، وبالأخص المناطق ذات القيمة الاستراتيجية: قمم جبل الشيخ، ومساقط المياه في حوض اليرموك، وتوسيع "المجال الحيوي" الأمني والاستراتيجي وصولاً لأطراف دمشق، والترويج لـ"حلف الأقليات" وبسط الحماية على الدروز والأكراد، والحديث عن "ممر داود" الذي يصل إلى شرق الفرات، ويمتد على امتداد حدود الأردن الشمالية، وحدود العراق الشرقية ... واستكمال ما كانت قد بدأته في حربها على لبنان، من خلال احتلال مناطق جديدة "خمسة مرتفعات"، وتوسيع المنطقة الأمنية إلى شمالي الليطاني، والتلويح بخطة عسكرية (حال تجدد الحرب) باجتياح لبنان من جهة جبل الشيخ والقنيطرة، وصولاً للبقاع الغربي، وفصل مناطق نفوذ حزب الله بعضها عن بعض. هنا نفتح قوسين، لنشير إلى أمرين اثنين: الأول؛ إن إسرائيل الكبرى تتمدد شمالاً بالسيطرة المباشرة على أراضٍ جديدة، وتهجير سكانها ومنعهم من العودة لقراهم المدمرة ... والثاني؛ توسيع نطاق السيطرة الأمنية – الاستراتيجية، دون نشر قوات على الأرض، بالاعتماد على تفوقها الجوي الكاسح، وخلق أحزمة أمنية في عمق هذه البلدان، أقله في مرحلة أولى، وربما توطئة لمراحل تمدد وتوسع وانتشار، لاحقة. أدوات متغيرة وهدف واحد بهذا المعنى، الجيوسياسي-الأمني، إسرائيل الكبرى، كمشروع، تجري عمليات ترجمته على قدم وساق، وفي الأماكن التي تستسهل إسرائيل ضربها والوصول إليها ... إما بقية ساحات وميادين استهدافه، فمتروكة لظروف مواتية، وربما باستخدام أدوات ضغط مغايرة، وهنا ستتكئ تل أبيب على واشنطن بصورة أوضح واعتمادية أكبر...فالأردن على سبيل المثال، يراد له أن يكون وعاءً لاستيعاب "فائض السكان" الفلسطينيين المهجرين من الضفة الغربية أساساً ... لن تكتمل "يهودية الدولة" بوجود سبعة ملايين فلسطيني بين النهر والبحر، يزيدون قليلاً عن العدد الإجمالي للإسرائيليين اليهود على نفس الرقعة .... فإن أظهر الأردن مقاومة لهذا المشروع، سيجري توظيف "هراوات الضغط" الأمريكية، وإن أظهرت هذه "الهراوات"، عدم فاعلية، يمكن اختلاق الأعذار والمبررات، للتحرش عسكرياً وأمنياً بعمان، والسعي لخلق حالة من "الفوضى غير الخلاقة"، التي تساعد على توسيع التدخلات الضارة في شؤونه الداخلية، وليس مستبعداً أبداً، أن تعمل إسرائيل على تخليق مشكلة حماية مستوطناتها في غور الأردن، المكشوفة من المرتفعات الأردنية المطلة عليها، لنكون أمام بوابة جديدة للتحرش الخشن بعمّان. السيناريو ذاته، قد يجري تفعيله (بقليل من التعديل) مع مصر، التي يراد لصحرائها في سيناء أن تكون "وعاء" لاستقبال المهجرين قسراً من غزة، ودائماً باللجوء إلى "الهراوة الاقتصادية " الأمريكية، التي يمكن تفعيلها في أي وقت، وثمة في التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي "هاجس" اسمه "الجيش المصري" ، الأكبر والأفضل تسليحاً في المنطقة، الذي حافظ على تماسكه بعد تدمير عدد من جيوش الدول العربية الوازنة، ومن يتابع الإعلام ومراكز البحث في إسرائيل، لحظ في السنوات الأخيرة، أن تل أبيب بصدد "بناء قضية" ضد التسلح المصري، إذ تتركز الأضواء على قدرات هذا الجيش وتسلحه، وما يمكن أن يشكله من خطر استراتيجي مستقبلي على أمن إسرائيل، حال تبدلت الأحوال في القاهرة. قد يرى البعض أننا نذهب بعيداً في "الفانتازيا" في رسم ملامح المراحل المقبلة، والحديث عن سيناريوهات تبدو اليوم ضرباً من الخيال، ولكن من قال إن ما يرتكب في غزة من جرائم وفظائع، ليس ضرباً من الخيال...من قال إن استباحة دمشق وبيروت وطهران، لم يكن قبل أشهر قلائل ضرباً من الخيال ... من قال إن التبني الأمريكي للرؤية والرواية الإسرائيليتين حيال ما يجري على كل هذه الساحات، ودفاعها المستميت عن حكومة اليمين الفاشي، وتزويدها بكل ما تحتاجه آلة القتل والتدمير التي تتوفر عليها من سلاح وعتاد، من قال إن موقفاً أمريكياً كهذا، لم يكن ضرباً من الخيال، قبل عامين على أبعد تقدير؟ دعم أمريكي وتخاذل عربي لقد وفرت حرب السنتين في غزة وعليها، لإسرائيل فرصة نادرة لاختبار أمرين اثنين: الأول؛ صلابة الدعم الأمريكي لها حتى وهي تقارب أبشع جرائم الحرب والتعدي والاستباحة، وخرجت من الاختبار بنجاح مع مرتبة "انعدام الشرف"، فقد أظهرت واشنطن في آخر ثلاث ولايات رئاسية على أقل تقدير، بأنها تقف بكل إمكاناتها خلف المشروع الصهيوني... ألم يقل ترامب بأن إسرائيل تبدو ضيقة على الخريطة وقد آن أوان توسيعها؟ ... ألم يعترف بالأمس، بالسيادة الإسرائيلية على القدس والجولان وينقل سفارة بلاده إلى العاصمة الأبدية الموحدة للكيان، ويمنح إسرائيل ثلث مساحة الضفة في صفقة القرن الأولى، ويتسرب اليوم، أنه ينوي أن يكون أكثر سخاءً معها في ولايته الثانية؟ ... ألم يرسل بايدن وزير خارجيته لتسويق التهجير القسري وتسويغه، في أول جولة له على المنطقة بعد اندلاع الطوفان؟ ... أليس أمراً بالغ الدلالة أن يبتلع ترامب لسانه في كل مرة يؤتى بها ذكر الدولة الفلسطينية أو "حل الدولتين"، أليس أمراً ذا مغزى أن يقول كبار المسؤولين الإسرائيليين، بأنهم يحظون بدعم واشنطن، ليس في غزة وحدها، بل وفيما يفعلونه في الضفة الغربية والقدس (وفي سوريا ولبنان) ... واشنطن لا ترى الشرق الأوسط، إلا بالعيون والمصالح الإسرائيلية، حتى لو تسبب ذلك بإلحاق أفدح الأضرار بمصالح أصدقائها من "عرب الاعتدال"، فتلكم من منظورها، ليست سوى "أضرار جانبية – Collateral Damages"، ومن النوع القابل للاحتواء من دون أن يؤثر على مصالح واشنطن و"صفقات" رئيسها في الإقليم. والثاني؛ مستوى التهافت والهوان في المواقف الرسمية العربية، وقد بلغا حداً فاق حدود التوقعات الإسرائيلية، فكل ما يصدر عن عواصم العرب، ليس سوى "الإدانة" و"الإدانة بأشد العبارات"، ليرد عليهم سموتريتش بالقول: "مستقبلنا لا يتقرر بما يقوله الغرباء، بل بما يفعله اليهود" ... غياب العرب عن أي فعل حقيقي مؤثر، بل وانزياح بعضهم لقبول الرواية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، وتَوَرم مخاوفهم من "المقاومة" و"الإسلام السياسي"، وأحياناً إيران ومحورها، مكّن إسرائيل من ضرب غزة والضفة ولبنان وسوريا بكل قوة وقسوة، وسط حالة من السبات والعجز المتواطئ من عواصم عربية عدة. بقاء الحال من المحال ليست "إسرائيل الكبرى" مشروعاً من النوع الذي يمكن تحقيقه بضربة واحدة، ليس غداً أو بعد غدٍ، ولكنه مشروع يتراكم فصلاً إثر آخر، منذ قيام إسرائيل وحتى يومنا هذا، في ظل مواقف عربية لفظية، لا ترقى إلى مستوى المجابهة الجادة والمسؤولة، وهو اليوم يخطو خطوات واسعة للأمام مستنداً للدعم الأمريكي والتخاذل العربي، وإن ظل الحال على هذا المنوال، فليس مستبعداً أن يخطو خطوات إضافية للأمام، أقله طالما ظلت حركة شعوب المنطقة، تحت السيطرة والإخضاع، وهو أمرٌ لا يمكن التعويل عليه طوال الوقت وفي كل البلدان، فنحن الذين استيقظنا على زلزال "الربيع العربي" ما زالنا نعيش صدمة المفاجأة التي استحدثها، ونحن الذي صحونا على زلزال السابع من أكتوبر، ما زلنا نعيش تداعياته، وإن كان ثمة من أمل ورهان، على الإطاحة بإسرائيل الكبرى والصغرى، فإنه سيبقى معقوداً على صحوة الشعوب العربية ويقظتها، وليس ذلك ببعيد، ليس ذلك من باب التمني والرهانات العاطفية الرعناء، فقد علمتنا تجارب هذه المنطقة (والعالم)، إن بقاء الحال من المحال.

باريس تندد قرار سلطات الاحتلال تنفيذ مشروع استيطاني في الضفة الغربية
باريس تندد قرار سلطات الاحتلال تنفيذ مشروع استيطاني في الضفة الغربية

أخبارنا

timeمنذ 16 ساعات

  • أخبارنا

باريس تندد قرار سلطات الاحتلال تنفيذ مشروع استيطاني في الضفة الغربية

أخبارنا : نددت فرنسا بمشروع إسرائيلي لبناء 3400 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أنه يشكل "انتهاكا جسيما للقانون الدولي". ووفقا لـ (فرانس برس)، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية السبت، إن "تدين فرنسا بأشد العبارات قرار السلطات الإسرائيلية الموافقة على مشروع مستوطنة (E1) الذي يشمل بناء أكثر من 3000 وحدة سكنية شرق القدس". وأضاف، "باريس ترى أن استكمال هذا المشروع الاستيطاني سيقسم الضفة الغربية إلى قسمين، ويقوض بشكل خطير حل الدولتين، وهو الوحيد القادر على ضمان السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين". وأكدت الوزارة أنها "ما تزال تتحرك إلى جانب شركائها الأوروبيين لزيادة الضغط على إسرائيل، من أجل وضع حد للاستعمار، بما في ذلك من خلال فرض عقوبات جديدة على الأفراد والكيانات المسؤولة عن الاستعمار"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store