logo
"التربية الهادئة"..الحل الأمثل لنشأة طفل متوازن عاطفيًا

"التربية الهادئة"..الحل الأمثل لنشأة طفل متوازن عاطفيًا

CNN عربيةمنذ يوم واحد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "في زمننا"، يقول بعض الأجداد لأبنائهم البالغين، "لم نكن نسمح لأطفالنا بالكلام من دون أن يُطلب منهم ذلك، أو بالرد من دون عقاب، أو بالتشكيك في قرارات الأهل من دون أن يترتب عواقب على ذلك".
ماذا عن عقوبة الوقوف في الزاوية (Time-out)؟ أو عبارة: "سأعطيك سببًا حقيقيًا للبكاء"؟
هناك شريحة من الآباء والأمهات ترفض هذا النوع من التربية، وتتبنى أسلوبًا تعتقد أنه أكثر فاعلية، يُعرف بـ"التربية الهادئة".
كثيرًا ما يُساء فهم التربية الهادئة، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها نوع من التدليل، وفق ًا لما ذكره الدكتور براين رازينو، اختصاصي علم النفس السريري المعتمد في فولز تشيرش، فيرجينيا.
تركز التربية الهادئة، غالبًا حول تعليم مهارات الحياة وتحضير الأطفال لمرحلة البلوغ، ووضع حدود واضحة.
الأطفال لا يولدون عنصريين.. كيف يمكن للأهل تربية طفل غير عنصري؟
تزداد شعبية هذه المقاربة التربوية، ذلك أن قرابة نصف عدد الأهل أشاروا إلى أنهم يحاولون تربية أطفالهم بطريقة مختلفة عن الطريقة التي نشأوا عليها، وذلك بحسب تقرير صادر عن مركز بيو للأبحاث في عام 2023. وذكر هؤلاء أنهم يسعون إلى منح أطفالهم المزيد من الحب والحنان، والانخراط في حوارات صادقة ومفتوحة، وتقليل الصراخ، وزيادة الإصغاء.
لكن، تكمن المشكلة بأن كثيرين، حتى من يصفون أنفسهم بأنهم يتبعون أسلوب "التربية الهادئة"، يختلفون في التفاصيل والتطبيق.
في ما يلي، ما يحتاج الأهل لمعرفته عن هذا الاتجاه الحديث بعالم التربية.
حدد الباحثون النفسيون أربعة أنماط رئيسية في أساليب التربية:
الإهمالي (Neglectful)
السلطوي (Authoritarian)
المتساهل (Permissive)
الحازم المُتفهم (Authoritative)
تجنب هذه الممارسات المؤذية في تربية أبنائك
قالت نيكول جونسون، المستشارة المهنية المعتمدة في بويزي، بولاية أيداهو الأمريكية، إن أسلوب التربية الإهمالية يتميّز بغياب الدفء تجاه الطفل، وغياب القواعد المنظمة لسلوكه.
قد يُظهر الطفل سلوكًا سيئًا، كأن يكسر لعبة مثلاً، من دون أن يلقى رد فعل يُذكر من الوالد المُهمل، الذي ربما لم يكن يولي اهتمامًا لطريقة لعب الطفل أصلاً.
أما أسلوب التربية السلطوية، فهو يركّز على الطاعة الصارمة والاستجابة العقابية، كما تقول جونسون، ويُجسّد بمقولة: "لأنني قلت ذلك فقط".
في هذا السياق، من المرجح أن يُوبَّخ الطفل الذي كسر اللعبة، ويُرسل إلى "ركن العقاب" (time-out)، دون أي نقاش يُذكر أو تفسير للموقف.
أما أسلوب التربية المتساهلة فيتميّز بالدفء والحنان تجاه الطفل، لكنه يفتقر إلى البنية والانضباط.
في هذه الحالة، قد يعترف الوالدان بأن الطفل كسر اللعبة بدافع الإحباط، لكنهما لا يفرضان أي عواقب أو حدود واضحة بعد ذلك.
أما أسلوب التربية الحازمة المُتفهمة فيسعى إلى تحقيق توازن بين الانضباط والدفء العاطفي.
أوضح رازينو: "يركّز هذا الأسلوب أكثر على تعزيز قدرة الطفل على فهم ما يحدث داخله، ومشاعره الخاصة"، مضيفًا أنّ "الأهل الذين يتّبعون هذا النمط يحرصون على التعاطف مع الطفل، وإظهار الاحترام أثناء الحديث معه، والاعتراف بأن مشاعره مشروعة"، لكنّهم "يحافظون على حدود واضحة وثابتة في السلوك".
لا تكافئ طفلك بأطعمة فائقة المعالجة حتى يتمتع بحياة صحية عند البلوغ
من الجدير بالذكر أن التربية الهادئة (Gentle Parenting) لا تُدرج ضمن أنماط التربية الأربعة الرئيسية. ورغم شعبيتها الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها لا تزال مصطلحًا جديدًا نسبيًا ولم يتم تناوله كثيرًا في الأدبيات العلمية.
ماذا يقصد المؤثرون بـ"التربية الهادئة"؟
في دراسة أجريت خلال عام 2024، سعى الباحثان آني بيزالا وأليس ديفيدسون إلى استكشاف ما يعنيه مؤثرو التربية على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما يتحدثون عن "التربية الهادئة".
قالت آني بيزالا، الأستاذة الزائرة بعلم النفس بكلية ماكاليستر فبسانت بول، في ولاية مينيسوتا الأمريكية، إنّ "الأهل الذين عرّفوا عن أنفسهم بأنهم يتّبعون أسلوب التربية الهادئة، كانوا يركّزون بشكل كبير على تنظيم المشاعر. هؤلاء الأهل يسعون بجهد للحفاظ على الهدوء بأي ثمن، إن أمكن، سواء في طاقتهم أو مشاعرهم".
وأضافت: "في نظرنا، هم يشبهون إلى حد كبير الأهل الذين يتّبعون الأسلوب الحازم المتفهّم. هؤلاء يحاولون وضع حدود واضحة، وتطبيق العواقب مع أطفالهم، رغم أنهم يُظهرون في الوقت ذاته حبًا غير مشروط وعاطفة غامرة تشبه ما نراه غالبًا لدى الأهل المتساهلين".
وأوضحت أن التربية الهادئة، على غرار التربية الحازمة المتفهمة، تؤكد على أهمية وضع الحدود، مع الحفاظ على الدفء والتعاطف. لكن تطبيق هذا الأسلوب يختلف من أسرة إلى أخرى.
في بحثها، سألت بيزالا الأهل الذين يصفون أنفسهم بأنهم يتبعون "التربية الهادئة" عن ممارساتهم اليومية. وخلصت إلى أن بعضهم يتصرف بطريقة تشبه الأسلوب الحازم المتفهم، بينما يميل آخرون إلى سلوكيات تتماشى أكثر مع النمط المتساهل.
كيف "تصلح" الأمر مع طفلك بعد توبيخه بشدة؟
بالنسبة لرازينو، مؤلف كتاب "إيقاظ الأبطال الخمسة: مفاتيح النجاح لكل مراهق"، فإن ما يُشار إليه غالبًا على وسائل التواصل الاجتماعي باسم "التربية الهادئة" ليس إلا تسمية أخرى لأسلوب التربية الحازمة المتفهمة، المتمثلة بالحفاظ على الترابط مع الطفل، وتعليمه كيفية تنظيم مشاعره وسلوكياته، وفرض الحدود من موقع الوالد المُحب والسلطة المتفهمة.
هل أصبحنا نتساهل أكثر من اللازم مع الأطفال؟
تخيّل طفلًا يرمي طعامه على الأرض.
الوالد المتساهل قد يقول: "من فضلك لا تفعل ذلك"، ثم لا يتخذ أي إجراء آخر لفرض الحدود.
الوالد السلطوي قد يرمق الطفل بنظرة صارمة، ويعاقبه على الفور، سواء بإرساله لزاوية العقاب، أو حتى بالضرب، أو بحرمانه من الطعام وإرساله للنوم جائعًا.
أما الوالد الحازم المتفهم، الذي يعكس ما يقصده الكثيرون عند الحديث عن "التربية الهادئة"، فسيقول مثلًا: "ألاحظ أنك تشعر في رغبة باللعب، لكن الطعام يجب أن يبقى في الصحن. يمكنني أن أعطيك شيئًا آخر لتشغل يديك به أثناء العشاء، لكن إذا رميت الطعام مجددًا، سأضطر إلى أخذ الصحن بعيدًا".
هذا الأسلوب يُظهر احترامًا لمشاعر الطفل، ويوضح الحدود، ويُقدم بديلاً إيجابيًا، من دون التخلي عن الحزم أو المحبة.
قالت جونسون إن بعض الأشخاص ينتقدون هذا الأسلوب في التربية باعتباره متساهلًا جدًا مع الأطفال، حيث يعتبرون أن العالم قاسٍ بطبيعته، وأن الأطفال بحاجة إلى أن يتعلموا كيفية التعامل مع هذه القسوة.
دراسة: صراخ البالغين على الأطفال يمكن أن يكون ضارًا بنمو الطفل مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي
لكن الهدف من هذا الأسلوب التربوي ليس حماية الطفل من تحمّل المسؤولية، بل الوصول إلى حالة من الهدوء للطرفين، الأهل والطفل، ومنح الطفل أدوات تساعده على اتخاذ قرارات جيدة، ومن ثم فرض الحدود من خلال عواقب منطقية، كما أوضحت جونسون.
أما العواقب المنطقية، فهي تلك التي ترتبط مباشرة بالسلوك ذاته.
وقالت جونسون إن الأشخاص الذين يفهمون التربية الهادئة على أنها أحد أشكال التربية الحازمة المتفهمة، يدركون أن هناك جانبين أساسيين فيها:
الاعتراف بمشاعر الطفل وتفهّمها
تعليمه أن ليس كل طرق التعبير عن تلك المشاعر مقبولة أو مفيدة
أضاف رازينو أنه من المهم ألا نتجاوز خطوة الاعتراف بالمشاعر، لكن أيضًا ألا نغرق فيها كثيرًا.في مرحلة معينة، يجب الانتقال من مجرد الحديث عن المشاعر إلى وضع خطة لتنظيم العواطف الصعبة، وتوضيح ما هي العواقب إذا استمر السلوك غير المقبول.
وأكد رازينو أن الأبحاث أظهرت فاعلية هذا النهج في تربية أشخاص أكثر صحة نفسية، ومرونة، ونجاحًا في الحياة.
علينا أن نكون أرحم مع الأهل
لكن بيزالا نبهت إلى وجود جانب مُرهق في أسلوب التربية الحازمة أو الهادئة، إذ أن الحفاظ على الهدوء، وتأكيد مشاعر الطفل، وشرح الحدود، وتوضيح العواقب، ثم تنفيذها بشكل منطقي، كل هذا يتطلب جهدًا كبيرًا.
وهذا الأسلوب لا يعني التساهل، بل يتطلب وعيًا مستمرًا، وطاقة نفسية، وصبرًا، وهي أمور لا تكون متاحة دومًا لكل والد أو والدة، خصوصًا تحت ضغوط الحياة اليومية.
وأضافت جونسون أن الأمر يصبح أكثر إرهاقًا عندما لا يكون الوالد قد نشأ في بيئة تربوية تتسم بالدفء والتعاطف. فتبنّي هذا النمط من التربية يتطلب مجهودًا مضاعفًا لتعلّم سلوكيات جديدة لم يتلقها الشخص في طفولته.
وبحسب بحث أجرته بيزالا، فإن الضغط المتزايد للوصول إلى "الكمال التربوي" يدفع كثيرًا من الأهل إلى الشعور بالإرهاق النفسي نتيجة محاولاتهم المفرطة في الالتزام الصارم بمبادئ التربية الهادئة.
وعلقت بيزالا قائلة إنّ "الأهل الهادئين يبذلون جهدًا كبيرًا ليحافظوا على توازنهم عاطفيًا على مدار الساعة، ما يؤدي إلى استنزافهم"، مضيفة أنّ "هذا ما توصلنا إليه في الدراسة التي نشرناها.. إنهم يشعرون بالإرهاق تمامًا".
عوض القلق المفرط بشأن الالتزام بفلسفة واحدة "صحيحة"، توصي بيزالا بالتركيز على أربعة عناصر أساسية تقول إنها ما يحتاجه كل طفل أثناء نموه:
البنية والانضباط (Structure)،
الدفء العاطفي (Warmth)،
الاعتراف بالفردية، أي أن يُنظر إلى الطفل كشخص مستقل قد تختلف احتياجاته عن البقية
نظرة بعيدة المدى للتربية، باعتبارها رحلة طويلة الأمد، وليس مجموعة من اللحظات اليومية المنعزلة
قالت بيزالا: "كل ما عدا ذلك مجرد ضجيج بالنسبة لي. إنه نمط التربية الحازمة المتفهمة، لكننا فقط نطلق عليه مسميات مختلفة".
من جهتها، أكدّت جونسون أنه لا بأس إذا أخطأ الأهل، أو فقدوا أعصابهم، أو غيّروا نهجهم التربوي مع الوقت، خاصة أن الأطفال لا يحتاجون إلى نموذج لإنسان مثالي، بل يحتاجون إلى رؤية شخص بالغ يحاول أن يكون مرجعًا إيجابيًا، يسعى إلى التعاطف، ويمارس ضبط النفس، ويتحمّل مسؤولية أخطائه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استراتيجيات فعّالة لتخليص الطفل من المصاصة أو مص الإبهام
استراتيجيات فعّالة لتخليص الطفل من المصاصة أو مص الإبهام

CNN عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • CNN عربية

استراتيجيات فعّالة لتخليص الطفل من المصاصة أو مص الإبهام

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد ليالٍ أرق لا حصر لها، قررت والدة طفلان من أتلانتا، طلب مساعدة "جنية المصاصة" التي كانت تأتي في منتصف الليل لتبدّل مصاصة طفلتها البالغة من العمر 18 شهرًا، بمجموعة جديدة من الملصقات. وقد نجح ذلك. قالت فيناي هاردن: "لقد دهشت من سهولة الأمر مع ابنتي". عندما يتعلق الأمر بالقلق حول كيف ومتى يجب التدخّل في عادة المصاصة، أو مصّ الإبهام لدى الطفل، تعتبر فيناي هاردن واحدة من العديد من الأمهات والآباء الذين يواجهون صعوبة، وفقًا لاستطلاع أجرته مستشفى الأطفال سي إس موت التابع لجامعة ميتشيغان، في 19 مايو/ أيار. دراسة: القلق يصيب مزيدًا من الأطفال.. لكنّ هل يحصلون على علاج؟ وبين 820 والدًا أمريكيًا شملهم الاستطلاع، أفاد نصفهم تقريبًا أن طفلهم يستخدم المصاصة، وذكر ربع المشاركين أن أطفالهم يمصّون الإبهام. وقال معظم الأهل إن هذه السلوكيات كانت فعّالة لتهدئة الطفل المتقلب ولتهيئته للنوم أو للقيلولة. في هذا الإطار، أوضحت الدكتورة سوزان وولفورد، طبيبة الأطفال في المستشفى والمديرة المشاركة بالاستطلاع: "هذه تقنيات شائعة لتهدئة نفوس الأطفال"، مضيفة: "لكن بعد ذلك، يتساءل الأهل عن كيفية التخلص منها من دون التسبب باضطراب كبير للطفل". عمومًا، يتخلّى الأطفال عن هذه العادات بأنفسهم بين عمر السنتين والأربع سنوات عندما يجدون طرقًا جديدة للتعامل مع الضغوطات في بيئتهم، وفق وولفورد. لكن بعض الأهل قد يرغبون بالتدخل جراء القلق على التطور الفموي والعاطفي لطفلهم. وافق معظم الأهل الذين شملهم الاستطلاع على أن المصاصة يجب أن تختفي قبل سن الثانية، لكن من يمصّ أطفالهم الإبهام لم يتوافقوا على ذلك بالقدر عينه، حيث قال واحد من كل ستة منهم إنه يأسف لعدم مساعدته طفله على الإقلاع عن هذه العادة في وقت أبكر. قال الدكتور ساراث تيكوريشي، طبيب أسنان الأطفال والمتحدث باسم أكاديمية طب أسنان الأطفال الأمريكية، غير المشارك في الاستطلاع، إنّ تشجيع الطفل على ترك المصاصة أو عادة مص الإبهام ليس قرارًا يناسب الجميع. غالبًا ما تعتمد النتائج الصحية السلبية على المدة، والتكرار، والشدة التي يستخدم فيها الطفل رد فعل المص لتهدئة نفسه. القلق لدى الأطفال.. نصائح من خبراء للأهل حول كيفية التعامل معه في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي هذه العادات إلى دفع الأسنان الأمامية العليا للأمام، ما يصعّب على الطفل إغلاق فمه، ويؤدي لاحقًا إلى مشاكل في النطق والتنفس من الفم، وفق تيكوريشي، الذي يشغل أيضًا منصب أستاذ بقسم طب الأطفال في جامعة سينسيناتي، الذي أضاف: "كلّما تأخر الطفل بعد سن الأربع سنوات، كانت التغييرات أقل قابلية للعلاج". قد ينصح الأطباء أيضًا بالتوقف عن استخدام المصاصة أو مص الإبهام إذا كان ذلك يؤدي إلى مرض الطفل. تحديدًا تم ربط عادة مص الإبهام بـالتهابات الأذن المتكررة، بحسب الدكتور ديبيش نافيساريا، طبيب الأطفال ورئيس مجلس الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال المعني بالطفولة المبكرة. إلى ذلك، كلّما واظب الطفل على هذه العادة لفترة أطول، يصبح من الصعب كسرها لاحقًا. ولفت نافيساريا، الذي يشغل أيضًا منصب أستاذ بكلية الطب والصحة العامة في جامعة ويسكونسن، إلى أنه "من المثالي، إذا لم يكن الأمر تحديًا كبيرًا، محاولة جعل استخدام مص الإبهام أو المصاصة يتوقف بحلول 18 شهرًا، لكن لا داعي للقلق كثيرًا إذا استمر الأمر لسن الثانية، وحتى الثالثة". ما هي أعراض اضطراب القلق لدى الأطفال وكيف على الأهل التعامل معه؟ وتابع أنّه إذا كان الطفل لا يزال يستخدم المصاصة أو يمص إبهامه علنًا بعد سن الرابعة، فربما مرد ذلك برأيه إلى أنه يعاني من ألم جسدي مزمن أو تأخر في النمو، الأمر الذي قد يستدعي حاجة الطفل إلى سلوكيات تهدئة ذاتية إضافية. بالنسبة لآني بيزالا، الأستاذة المساعدة الزائرة في علم النفس بكلية ماكالستر في مينيسوتا، التي تدرس تطور الأطفال، إن العوامل البيئية المجهدة قد تتسبّب أيضًا بعودة عادة مص الإبهام القديمة. وأضافت: "إذا كنت قد مررت بيوم صعب جدًا وذهبت إلى المنزل وأردت شيئًا يذكرك بطفولتك، قد ترغب بخبز بعض الكعك أو الاستلقاء مع بطانية ناعمة في وضعية الجنين، هذه ظاهرة نفسية تسمى الرجوع". وتابعت: "نحن نعود إلى حالات سابقة، أحيانًا أكثر طفولية، حتى نشعر بالأمان". وأوضحت بيزالا أنّ بدء الطفل الالتحاق برياض الأطفال أو الحضانة قد يُثير عادة مص الإبهام مجددًا، لكن يجب على الأهل الاطمئنان لأنها عادة مؤقتة على الأرجح، حيث يتعامل الطفل مع ضغوط روتينه الجديد. في الحالات الأكثر تطرفًا، مثل فقدان أحد الوالدين في وقت مبكر، أو ذهاب أحد الوالدين مع الجيش، أو مراقبة العنف الأسري أو أحداث صادمة أخرى، قد تؤدي أيضًا إلى عودة هذه العادة. عوارض القلق قد تظهر على الأطفال في وقت مبكر.. إليك كيفية اكتشافها ونصح نافيساريا مقدم الرعاية الاولية بـ"طرح السؤال الأول: 'هل ثمة مشاكل أخرى تحدث؟' والسؤال الثاني: 'ما هو رأي الوالدين في ما يحدث هنا؟'"، مضيفًا أن مقدم الرعاية الأولية يمكنه المساعدة على تقييم ما إذا كان التدخل ضروريًا. ذكر الأهل في الاستطلاع مجموعة واسعة من الاستراتيجيات لمساعدة أطفالهم على التوقف عن استخدام المصاصة أو مص الإبهام. شملت الاستراتيجيات الشائعة تقليل استخدامها ليقتصر على وقت النوم فقط، وإخفاء المصاصة أو "فقدانها"، وتعليم الطفل أنه أصبح كبيرًا جدًا لاستخدامها من خلال الكتب أو المحادثات، وكلها، بحسب هاردن، ساعدت ابنتها. ذكر الأهل أن عادة مص الإبهام كانت أكثر صعوبة للتخلص منها، حيث اختار معظمهم تحريك يد الطفل بعيدًا عن فمه ببساطة وتذكير الطفل بالتوقف. وقالت وولفورد: "من المهم أن يتحدث الأهل مع طفلهم عن فوائد عدم استخدام المصاصة أو مص الإبهام ومساعدتهم على تطوير طرق أخرى لتهدئة النفس". وأضافت بيزالا أن الأشياء البديلة مثل الحيوانات المحشوة أو البطانيات قد توفر الراحة الحسية التي يحتاجها الطفل، مشيرة إلى أن الأهل يجب أن يكافئوا العادات الجديدة لتهدئة النفس التي يطورها الطفل. أمريكا "تبحث عن القلق" بين الأطفال الذين يبلغ عمرهم 8 أعوام وما فوق.. للمرة الأولى قالت آني بيزالا: "معاقبة الأطفال على محاولاتهم لإيجاد الراحة يحتمل أن يفاقم الوضع". وتعتقد أن "إظهار أكبر قدر ممكن من التعاطف مع الأطفال، وربما حتى أن تكون أكثر عاطفية معهم، قد يؤدي إلى شعور الطفل بـ'أوه، أنا لا أحتاج إلى هذا بعد الآن. أنا في أمان'". بشكل عام، حذرت آني بيزالا، التي هي أم أيضًا، من انتقاد الأهل الآخرين بشأن اختيارهم كيفية التعامل مع عادة المصاصة أو مص الإبهام. وقالت بيزالا: "أعتقد أن المزيد من الأهل يتوجهون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الإرشادات حول الطريقة الصحيحة والخاطئة لتربية أطفالهم". وخلصت إلى أنهم "يفقدون إحساسهم بالحدس في كيفية اتباع توجيه طفلهم ببساطة والثقة بغريزتهم الأبوية".

وصفة غير متوفرة بالصيدلية لكنّها علاج فعّال للوحدة.. ما هي؟
وصفة غير متوفرة بالصيدلية لكنّها علاج فعّال للوحدة.. ما هي؟

CNN عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • CNN عربية

وصفة غير متوفرة بالصيدلية لكنّها علاج فعّال للوحدة.. ما هي؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل الميل إلى قضاء الوقت منفردًا، وندرة الخروج للقاء الأصدقاء، أو عدم الرغبة بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الثقافية، ناجم عن وباء الشعور بالوحدة؟ هذه الظاهرة المتفاقمة من العزلة، عواقبها الصحية خطيرة على الأفراد والمجتمع ككل، وهي على نقيض مع واقع الإنسان ككائن اجتماعي تعتمد رفاهيته على الشعور بالانتماء. وبرأي الصحافية جوليا هوتز، الاختصاصية بالحلول، فإنّ "الوصفة الاجتماعية"، أي تقديم إحالات للرعاية الصحية من خلال أنشطة مجتمعية، وليس فقط أدوية، يمكن أن تساعد على جميع الأصعدة. وفي كتابها "علاج الارتباط: القوة العلاجية للحركة، والطبيعة، والفن، والخدمة، والانتماء"، تستعرض كيف يمكن لتقوية الروابط الشخصية، وتشجيع المشاركة المجتمعية أن تُحسّن الصحة الجسدية والنفسية للأفراد، مع تعزيز تماسك المجتمعات. هذا النهج فعّال من حيث التكلفة، وشائع بالفعل في المملكة المتحدة، ويكتسب زخمًا متزايدًا في الولايات المتحدة. فمع تزايد الأدلة حول أنّ العلاقات ذات المعنى لا تقل أهمية عن النظام الغذائي والتمارين الرياضية، شرحت هوتز علم الارتباط، وقدّمت اقتراحات عمليّة للمساعدة على التصدي لعزلتنا المتنامية. جوليا هوتز: الوصفات الاجتماعية إحالات من مقدّمي الرعاية الصحية إلى أنشطة وموارد موجودة في مجتمعك المحلي. والهدف منها الاعتراف بالدور الكبير الذي تلعبه بيئتنا، وعلاقاتنا، ومجتمعنا، في تحديد نتائجنا الصحية. عادةً ما تشمل هذه الوصفات، أنشطة مثل الحركة (كالرياضة)، والفن، والطبيعة، والخدمة المجتمعية، وبعض العناصر المتصلة بالانتماء الاجتماعي. عندما يعاني الناس من مشاكل مثل القلق أو الاكتئاب أو حتى الألم المزمن، قد لا يكون الحل الأكثر فاعلية مجرد تناول دواء، بل أيضًا إعادة الارتباط بالمجتمع. وبما أنّ العوامل الاجتماعية تحدد حوالي 80% من حالتنا الصحية، فإن استخدام هذه العوامل كوسيلة علاجية أمر منطقي تمامًا. هوتز: هذا ليس هدفًا بحد ذاته. فالفكرة قوامها تعزيز العلاجات التقليدية، مثل الأدوية والعلاج النفسي والجراحي، بتدخلات اجتماعية مدعومة بالأدلة. صحيح أنّ الإفراط بوصف الأدوية يقلقني، لكنني أيضًا أتعاطف مع الأطباء الذين يشعرون أنّ الخيارات الوحيدة المتاحة أمامهم هي الأدوية، أو الجراحة أو العلاجات التقليدية الأخرى. دراسة: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ترتبط بانخفاض الأرق هوتز: العلم يؤكّد فاعلية الوصفات التي تتضمّن الحركة، والطبيعة، والفن، والخدمة، والانتماء، بتخفيف أعراض مجموعة من الحالات الصحية، ضمنًا: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، والألم المزمن، والخرف، والشعور بالوحدة. فعلى سبيل المثال، تساعد التمارين الرياضية على علاج: اضطرابات الاكتئاب، والضغط النفسي، والقلق، ومرض السكري من النوع الثاني. الاعتماد فقط على العلاجات التقليدية والأدوية في التعامل مع الأعراض يُغفل الأثر العميق للتواصل الإنساني، والمعنى الذي يمنحه الانخراط في المجتمع لحياتنا وكيف ينعكس على صحتنا. في زمن يعاني فيه كثير من الناس من الألم المزمن، من الضروري أن نستفيد من جميع الوسائل المتاحة للعلاج، حتى تلك غير المتوقعة، مثل التطوع في خدمة المجتمع. مع التقدم في العمر.. إليكم أهم التمارين الرياضية لتحسين جودة الحياة هوتز: تنجح الوصفات الاجتماعية لأنّها مخصّصة. الفكرة لا تكمن بدفع الجميع للانخراط في الأنشطة عينها، بل بربط الأفراد بالأنشطة التي تتناغم مع قيمهم واهتماماتهم الشخصية. عندما يعاني مرضاها، يطلب اختصاصي علم النفس العلاجي للألم، د. راشيل زوفنيس، منهم تصور الألم كأنه زر للتحكم في الصوت. تمامًا كما يمكن للمشاعر السلبية مثل الحزن والغضب أن تزيد من شدة الألم، يمكن لأمور أخرى أن تخفّف منه، مثل التشتت. عندما يطرح مقدمو الرعاية الصحية هذا النوع من الأسئلة، فإنهم يساعدون المرضى على تحديد الوصفات الاجتماعية التي قد تعمل بشكل أفضل لهم. هوتز: رغم أنّ الوصفات الاجتماعية أكثر شيوعًا في البلدان التي تمتلك أنظمة رعاية صحية وطنية، مثل المملكة المتحدة، إلا أنّ عددًا متزايدًا من مقدمي الرعاية الصحية في جميع الولايات يقدمون الوصفات الاجتماعية. تتعقّب منظمة Social Prescribing USA غير الربحية، المبادرات والمشاريع التجريبية وأبحاث الوصفات الاجتماعية عبر البلاد من خلال خريطة تفاعلية. في الوقت ذاته، وبهدف العثور على النشاط المثالي، أوصي الناس البدء بطرح أسئلة على أنفسهم مثل: "ما الذي كنت أحبه عندما كنت طفلاً؟"، أو "إذا كان لدي ساعتين إضافيتين يوميًا، كيف سأقضيهما؟"، أو "ما الذي يجعلني أفقد الإحساس بالوقت؟". دراسة: الرياضة تعزّز صحة القلب والعقل لا سيّما لمن يعانون من اكتئاب هوتز: للوحدة تأثير عميق على الصحة الجسدية والنفسية. إذا كنت تشعر بالوحدة، فأنت أكثر عرضة: للموت المبكر؛ للمعاناة من القلق أو الاكتئاب أو الإصابة بالخرف؛ وللذهاب إلى غرفة الطوارئ. عواقب ذلك تعادل تدخين 15 سيجارة في اليوم. لأنّ الوصفات الاجتماعية تتماشى مع اهتمامات وقيم المريض، فإنها تخلق ارتباطًا ذات مغزى، نوعًا من الاتصال الذي يبدو أكثر إقناعًا من البقاء في المنزل. وهذا يعود بفوائد صحية هائلة، لأنها تعيد ربطك بما هو مهم. كيف تقلل من مخاطر الوفاة المبكرة؟ هذه الأنشطة البدنية الأكثر فائدة هوتز: لقد تطوّر البشر بحيث أصبح الاتصال الاجتماعي حاجة حيوية مثل الطعام والماء. رغم ذلك، فإن أعدادًا غير مسبوقة منا تختار قضاء الوقت بمفردها. فالحياة مرهقة، ونعمل بجد، ونحن متعبون، قد تجعلنا وسائل الإعلام الرقمية نشعر بأننا متّصلون طوال الوقت، لكنها تتركنا منهكين لدرجة أننا نرغب فقط بالانعزال داخل منازلنا. هوتز: بالنسبة لبعض الأشخاص، مثل من يعانون من محدودية في الحركة، أو الأفراد الذين يشعرون بالعزلة بسبب الاختلافات بينهم وبين مجتمعهم المحلي، يمكن أن يكون الاتصال عبر الإنترنت منقذًا للحياة. لكن معظم التفاعلات عبر الإنترنت، خصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعي، لا توفر عناصر الاتصال التي هي فعلاً شافية. دراسة: الجلوس لوقت طويل مرتبط بأمراض القلب حتى لو مارست الرياضة الاتصال الجيد يوفر مشاعر الانتماء، والشعور بأنك مرئي ومؤكد لذاتك، وإحساس حقيقي بالانتماء. إنشاء اتصال حقيقي يجعلك تشعر أنك تعرف نفسك بشكل أفضل، وهذا أكثر فائدة لصحتك من قضاء الوقت مع 10 أشخاص لا تعرفهم جيدًا. هوتز: العزلة مهمة في بعض الأحيان. لكن عندما يصبح العيش بمفردنا هو القاعدة، قد نبدأ في تجربة العواقب الصحية للشعور بالوحدة من دون أن ندرك ذلك. هوتز: لهذا الأمر عواقب كبيرة. الأشخاص الذين يفتقرون إلى شعور بالانتماء في مكان آخر قد ينتهون إلى الانخراط في قضايا سياسية متطرفة وضارة في بعض الأحيان. الأبحاث تظهر أن الناس يسجلون الألم الاجتماعي كما يسجلون الألم الجسدي. حتى مجرد مشاهدة الاستبعاد الاجتماعي يمكن أن يُنشّط دوائر الدماغ لدينا. يمكن أن يترجم هذا إلى يأس يدفع الأشخاص للبحث عن الانتماء إلى أماكن تُسبب الكثير من الأذى. الجماعات التي تحرّض على إيذاء الناس تزداد شعبية لأن المجتمع لم يعد يوفر ما كان يوفره سابقًا. CNN: تُسمّي هذه الخيارات الخمسة: الحركة، والطبيعة، والفن، والخدمة، والانتماء، أعمدة الوصفة الاجتماعية. ما أهميتها؟ هوتز: هذه الأعمدة الخمسة ليست مجرد إضافات جميلة؛ إنها متطلبات لحياتنا. تحريك أجسامنا يُفرِز السيروتونين والإندورفين ويحسن وظيفة الحُصين (الدماغ). قضاء الوقت في الطبيعة يعيد انتباهنا وتركيزنا. أظهرت بعض الدراسات آثارًا مشابهة لتناول الريتالين. الانخراط في الفن يقلل من القلق وأعراض الصدمات النفسية، وهو أمر منطقي نظرًا لكيفية استخدام البشر للسرد القصصي والفن، للتعامل مع المشاعر الصعبة منذ بداية الزمن. أما الخدمة والانتماء فهما الأهم لأننا لم ننجُ في البرية الواسعة بمفردنا بل كجزء من مجموعة.

شركة عطور تُعيد روائح نباتات منقرضة إلى الحياة.. فهل نجحت؟
شركة عطور تُعيد روائح نباتات منقرضة إلى الحياة.. فهل نجحت؟

CNN عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • CNN عربية

شركة عطور تُعيد روائح نباتات منقرضة إلى الحياة.. فهل نجحت؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ماذا يحدث لو جمعت فريق من العلماء، ومختبر متخصّص في تسلسل الحمض النووي، وبعض أنواع الزهور المنقرضة؟ قد تكون الإجابة حبكة من فيلم "الحديقة الجوراسية". غير أنّ هذه العناصر شكّلت في الواقع أسُس شركة التكنولوجيا الحيوية للعطور "Future Society" (مجتمع المستقبل)، التي غيّرت مشهد العطور عبر استحضار أزهار منقرضة. فبالتعاون مع معشبة جامعة هارفارد التي تضم أكثر من خمسة ملايين عينة نباتية، وشركة التكنولوجيا الحيوية "Ginkgo Bioworks"، نجحت شركة "Future Society" في وضع تسلسل الحمض النووي لنباتات محفوظة، يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 150 عامًا. وقد تم بالفعل تحويل 6 من هذه النباتات إلى عطور، تتراوح روائحها المميزة بين الخشبية والزهورية. فعلى سبيل المثال، سُجّل آخر تفتح معروف لزهور نبات Orbexilum stipulatum العشبي، في العام 1881، الذي كان ينمو في جزيرة "روك آيلاند" في أضحل أجزاء شلالات أوهايو القديمة. ويُعتقد أنّ النبات انقرض بعد القضاء على قطعان الجاموس التي كانت تمر عبر المنطقة، ما أدى إلى توقف انتشار بذوره. ثم في عشرينيات القرن الماضي، غمرت السدود المنطقة بأكملها ما أغرق معها آخر أمل لعودة هذا النبات. وأوضحت جاسمينا أغانوفيتش، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "Future Society"، والشركة الأم "Arcaea"، في مقابلة مع CNN: "أردنا تصنيع روائح لم نشمّها من قبل، وعطور كان من غير الممكن صنعها سابقًا". وشرحت أغانوفيتش: "إنها تكنولوجيا مشابهة لتلك المستخدمة في مواقع مثل و23andme، حيث يرسل المستخدمون عينة من اللعاب في أنبوب، ويتم تحليلها لمعرفة معلومات عن جيناتهم. وقد استخدمنا هذه التكنولوجيا على عينات محفوظة من نباتات منقرضة، بحثًا عن جزيئات الرائحة التي بدأت تعطينا لمحة عن كيف كانت رائحتها". ولم تنطلق أغانوفيتش من رغبة عارمة بمعرفة رائحة زهرة محددة، بل كانت تهدف إلى إثبات كيف يمكن استخدام التقدّم التكنولوجي بعلم الأحياء في قطاع التجميل. ولفتت إلى أنّ فريقها لم يتّبع طريقة "رومانسية"، بل نظر في عدد العينات الموجودة بالأعشاب التابعة لجامعة هارفارد، وعدد العينات التي يمكنهم الحصول عليها، وأي منها سيكون قابلاً لإعادة الإحياء، نظرًا لأن الحمض النووي يتحلل مع مرور الوقت. وأضافت: "في النهاية، لم نكن نعلم ما إذا كانت تجربة إعادة الإحياء هذه ستنجح، لذا كان الأمر مسألة أرقام وتجربة". وفي ما يتعلّق بالعملية، شرحت أغانوفيتش أنّ العينات الفعلية "عبارة عن أجزاء صغيرة جدًا يتم إحضارها إلى المختبر، وتخضع لسلسلة من التفاعلات الكيميائية لتحليلها والتأكد من أن ما يتبقى هو الحمض النووي فقط". ولفتت أغانوفيتش إلى أن جزءًا من البيانات التي ظهرت بداية كانت خامًا، وقالت: "كانت الرائحة أشبه بما تشمه عند استخدام جزازة العشب، لأنك تحصل على كل الأجزاء، وليس بتلات الزهرة العطرية فقط، بل أيضًا الساق، والأوراق، ومن يدري ماذا أيضًا.. أنت تحصل على جينات النبتة الكاملة". بعد فك شفرته.. اكتشاف سر تركيب عطر الملكة كليوباترا بعبارة أخرى، إعادة إحياء رائحة زهرة منقرضة ليست، كما تشير أغانوفيتش، علماً دقيقاً. وذلك ليس فقط لأن الرائحة معقدة للغاية. فمثلاً، تتكون زهرة الياسمين أو الورد من مئات، إن لم يكن آلاف، الجزيئات العطرية والمركّبات الكيميائية المختلفة. وعندما يتم وضع تسلسل الحمض النووي للنبات المنقرض، يُكشف عن العديد من الجينات المختلفة الخاصة بجزيئات الرائحة، لكن لا يتم "تفعيلها" جميعا عند إدخالها في الخميرة، وهي كائن حي، بحسب ما قالته. وفي حين بقيت أغانوفيتش وفريقها مع هذا الدليل الجيني، كان لا يزال هناك عمل يجب القيام به لتفسيره. وأوضحت: "وجود الحمض النووي في الخميرة لا ينتج هذا العطر الجميل والدقيق، بل يمنحنا فقط ملف الرائحة. أما المزج الفعلي والتركيب فيعتمد على ملاحظات العطّارين ومركباتهم الموجودة في مكتباتهم الخاصة". ولا تستخدم شركة "Future Society" الحمض النووي لإعادة إنبات الزهور المنقرضة. كما أن السجلات المتوفرة قليلة، وذات طابع شخصي. فإذا لم يكن هناك أي شخص على قيد الحياة قد جرب شم الزهرة بشكل مباشر، فكيف تحدد الشركة أي الزهور تستحق أن يُعاد ابتكار عطر لها؟ رائحة المصريين القدماء.. هل تعطّرت كليوباترا بـ"شانيل رقم 5"؟ وعليه، قالت أغانوفيتش، وهي عالمة بالتدريب لكنها تعمل في صناعة التجميل منذ العام 2014: "هذا هو ما أحبه حقًا في هذا العمل. لم يكن الأمر مجرد غرور علمي. فرغم أننا كنا نمتلك البيانات، إلا أننا اعتمدنا في الواقع على مجالات مختلفة من الخبرة، ضمنًا خبراء العطور ومعرفتهم بالمواد العطرية والكيمياء النباتية، لننظر في سلالات هذه النباتات، والنباتات الحية التي ترتبط بها، وأماكن نموها، وما كانت عليه بيئتها.. كل هذه العناصر قدمت لنا دلائل حول كيفية إعادة تركيب الرائحة من خلال مزيج من الفن والعلم". وتعاونت شركة "Future Society" مع صانعي العطور من دور العطور الشهيرة "Givaudan" و"Robertet" للحصول على مزيج من العطور، الاصطناعية والطبيعية والمُهندسة بيولوجيًا، مستوحاة من جزيئات روائح الأزهار المنقرضة، بهدف بتكار تركيبات عطرية. وبحسب موقع العلامة التجارية، فإن الروائح الناتجة تعد "تحية إلى" ما كان يمكن أن تكون عليه رائحة تلك النباتات. حُنّطت به مرضعة أحد الفراعنة قبل 3500 عام.. "رائحة الخلود" تفوح مجددًا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store