logo
سوريا بعد رفع العقوبات: نمرٌ اقتصاديّ صاعد

سوريا بعد رفع العقوبات: نمرٌ اقتصاديّ صاعد

«أساس ميديا»
في اليوم الذي رفعت فيه الولايات المتّحدة 'هيئة تحرير الشام' من قائمة المنظّمات الإرهابية حطّت طائرة الرئيس السوري أحمد الشرع في أبوظبي، فشكّل هذا التلازم بين الحدثين دلالة رمزيّة على القطع مع الماضي وتبنّي 'فكرة وطنيّة' مختلفة في دمشق.
تُسجّل المركزيّة للقوّة الاقتصاديّة في الفكرة الوطنية صعوداً في السعوديّة، حيث تحوّلت 'رؤية 2030' إلى مشروع شخصيّ يجمع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم المحلّية ومستوياتهم الوظيفيّة.
وفي الإمارات بشكل خاصّ تجسّد مركزيّة النجاح الاقتصادي الباهر في الفكرة الوطنية، حتّى إنّك تجد كلّ مواطن معتدّاً بهذا النجاح وشريكاً فيه ومنتمياً إليه وحريصاً عليه بشكلٍ شخصيّ. ويمتدّ هذا الانتماء والاعتداد إلى المقيمين في البلاد، فتجدهم يتحدّثون عن هذا النجاح كمصدر فخرٍ لهم، وتجدهم معنيّين بالمشاركة فيه والحرص عليه.
الهويّة قبل التّنمية
لم يكن لهذا الباب من الفكرة الوطنية حظٌّ في الدولة القومية العربية عند نشأتها بعد الحرب العالميّة الأولى امتداداً حتّى سبعينيّات القرن الماضي. إذ كان سؤال الهويّة والتحرّر متقدّماً على سؤال التنمية والنجاح الاقتصادي، بل إنّ الاقتصاد لم يكن أكثر من تفريع من الاختيار بين المعسكرين الغربي والاشتراكي.
المفارقة أنّ لبنان جرّب، إلى حدّ ما، وضع الاقتصاد في مركز الفكرة الوطنية مرّتين: مرّةً في الخمسينيّات والستّينيّات، حين وفّر النموّ الاقتصادي السريع عنصراً لفكرة وطنيّة غرقت لاحقاً في أمواج الانقسامات المحلّية والخارجية، ومرّةً مع رفيق الحريري، الذي كان يظنّ أنّ بإمكان مشروع النهوض أن يوفّر قوّة دفع تجرف مشاريع التقسيم والانقسام.
تمثّل انعطافة أحمد الشرع الحادّة بعد دخوله دمشق محاولة جدّية للتحوّل من سؤال الهويّة إلى سؤال الاقتصاد. وإذا كان هذا الأخير يبدو أسهل ظاهريّاً، لأنّه يقفز فوق الاختلافات الفكرية والعقائدية، إلّا أنّه مرتبط بكلّ تعقيدات السياسة والمحاور. فالمنطقة اليوم منقسمة بين محور يضع الاقتصاد في المقدّمة، ومحور يضع في رأس اهتماماته الهيمنة على العواصم عبر الميليشيات الخارجة عن سيطرة الدول. وفي الصورة الكبرى، يتحكّم الاقتصاد في تشكيل المحاور والتكتّلات والعلاقات الدوليّة.
لكلّ ذلك، ليس رفع العقوبات خطوة تقنيّة في الحالة السوريّة، بل هو صلب مشروع الدولة الجديدة. فإعادة الإعمار وبناء الاقتصاد يتطلّبان ما يراوح بين 250 و400 مليار دولار. وهذه الأموال لن تأتي من خزائن الدولة السورية، بل من الاستثمارات التي كان رقمها السرّي في جعبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد اختار أن يقدّمه هديّة لوليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان. ولذلك يُطرح السؤال عن خيارات الدولة السوريّة تجاه محيطها، وتجاه استثمارها لمواردها الطبيعية، وتجاه ما تمنحه من امتيازات للاستثمارات العربية والأجنبية.
تحويلات بين 7 و10 مليارات دولار
بدأ الأثر المباشر يظهر من خلال تحرير التحويلات وتدفّقات رأس المال، لا سيما من المغتربين السوريّين، التي يمكن أن تضخّ ما بين سبعة إلى عشرة مليارات دولار سنويّاً في الظروف الطبيعية. وهذا كفيل بتسهيل مهمّة البنك المركزي السوري بعد سنوات من شحّ الاحتياطات والتضخّم المفرط.
أهمّ ما يحرّره رفع العقوبات هو استثمار الثروات الطبيعية السورية، ما هو مستكشف منها وما هو محتمل. وأهمّ ما فيها الاحتياطات النفطية التي تُقدّر بـ2.5 مليار برميل من النفط، وهو رقم ضئيل بالمقاييس العالمية، لكن ربّما يكون بإمكان سوريا العودة بمستويات الإنتاج إلى ما بين 300 و500 ألف برميل يومياً خلال سنوات قليلة، وهو ما قد يكون كافياً لتغطية الاستهلاك المحلّي.
أمّا الغاز فالأهمّ فيه امتيازات الاستكشاف في المنطقة الاقتصادية البحريّة قبالة السواحل. وحتّى الآن، ما يزال الحديث عن وجود احتياطات بكميّات تجاريّة ضرباً من التكهّن، خصوصاً مع عدم وجود اكتشافات في أيٍّ من المناطق القريبة، سواء في الجانب التركي أو القبرصي أو اللبناني.
لدى سوريا احتياطات لا بأس بها من الفوسفات تقارب مليارَي طنّ، أي ما قد يصل إلى ضعف الاحتياطات الأردنية. وعلى الرغم من تزايد الاعتماد على الفوسفات عالميّاً في صناعات الطاقة النظيفة، إلى جانب الاستخدامات التقليدية في القطاع الزراعي، إلّا أنّه ليس كفيلاً بإحداث تغيير في المشهد الاقتصادي، وإن كان يوفّر رافداً ماليّاً لا بأس به. فالأردن مثلاً لم تتجاوز صادراته من الفوسفات العام الماضي 1.7 مليار دولار. وفي كلّ الأحوال، يبقى الأمر مرهوناً بإدارة العلاقة مع روسيا التي تسيطر على امتيازات إنتاج الفوسفات السوريّ.
نافذة العمق العربيّ إلى المتوسّط
ربّما تكمن الإمكانات السوريّة الكبرى في موقعها الذي يمكن أن يوفّر نافذة للعمق العربي إلى البحر المتوسّط، ليس فقط من خلال الموانئ وخطوط التجارة، بل عبر شبكات الاتّصالات والألياف الضوئية، وخطوط أنابيب الغاز والربط الكهربائي. وهذا الربط هو الأكثر استراتيجيّة لأنّه موضوع التنافس الأهمّ مع إسرائيل. ويكفي أنّ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أتى بنفسه من واشنطن إلى الهند ليطلق مبادرة الممرّ الهندي إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط (IMEC)، وفي لبّها إدماج إسرائيل في هذه الشبكة.
هنا سيكون على الإدارة السوريّة أن تدير المنافسة والخيارات بعناية. وقد كانت باكورة تلك الخيارات منح ميناء اللاذقية لشركة CMA-CGM الفرنسية التي تساهم فيها مجموعة تركيّة بنسبة 25% في المئة، وميناء طرطوس لـ'موانئ دبي' الإماراتية، وأكبر عقود الطاقة بسبعة مليارات دولار لكونسورتيوم قطري – أميركي. لكنّ الأمر لا ينتهي عند هذا الحدّ، فنجاح هذه العقود يتطلّب عملاً كثيراً على النموذج الاقتصادي الذي تقع هذه العقود في صلبه.نمر اقتصاديّ صاعد
يمكن لسوريا، على الورق، أن تتحوّل إلى نمر اقتصادي صاعد بانحيازها إلى محور النمو العربي، وبإمكان سوريا أن تتحوّل إلى مركز للطاقة واللوجستيّات والسياحة، لا سيما في حال اندماجها في شبكة المشاريع الكبرى الممتدّة من الخليج إلى البحر المتوسّط. لكنّ ذلك يتطلّب إدارة توازن دقيق مع محيطها المعقّد، من تركيا إلى إسرائيل والعراق ولبنان.
يبقى أنّ محاولة سوريا إعادة تشكيل الفكرة الوطنية على أساس الاقتصاد والنموّ تبدو جدّيّة ومقنعةً للخارج، في الوقت الذي يظهر فيه لبنان عالق في مكان ما بين جنوب الليطاني وشماله؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الصناعة يفتتح مصنعا لإنتاج الزجاج الهندسي وتأسيس آخر للثلاجات.. ونواب: توجه من جانب الدولة لتشجيع الصناعات.. ونسعى إلى أن نصبح دولة منتجة ومصدرة
وزير الصناعة يفتتح مصنعا لإنتاج الزجاج الهندسي وتأسيس آخر للثلاجات.. ونواب: توجه من جانب الدولة لتشجيع الصناعات.. ونسعى إلى أن نصبح دولة منتجة ومصدرة

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

وزير الصناعة يفتتح مصنعا لإنتاج الزجاج الهندسي وتأسيس آخر للثلاجات.. ونواب: توجه من جانب الدولة لتشجيع الصناعات.. ونسعى إلى أن نصبح دولة منتجة ومصدرة

المصنع يوفر نحو 300 فرصة عمل مباشرة برلماني: الصناعة هدف استراتيجي للدولة وتخلق فرص عمل وتحقق الاكتفاء الذاتي نائبة: نسعى لوصول حجم صادراتنا للخارج إلى قيمة 150 مليار دولار أكد عدد من النواب أن الدولة تتوجه منذ فترة نحو الصناعات من أجل الإنتاج والتصدير وتحقيق الإكتفاء الذاتي، وأن يكون لدينا منتج محلي بدلا من الاستيراد من الخارج، ما يوفر العملة الصعبة ، وأشاروا إلى أن الإنتاج سيتوجه خلال الفترة القادمة نحو الصناعة والزراعة ، والتصدير لجلب العملة الصعبة إلى مصر. في البداية قال النائب محمود الصعيدي ، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب أن هناك توجه من جانب الدولة لتشجيع الصناعات ، مشيرا إلى أن هذا هدف استراتيجي للحكومة خلال المرحلة القادمة ، لتشجيع الصناعات. وأضاف الصعيدي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الصناعة تؤدى إلى خلق فرص عمل و تحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياج الدولة لهذا المنتج وإلغاء الإستيراد وتوفير العملة الصعبة. وأكد عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وقعت عقود مع 245 شركة ، الأمر الذي أدى إلى إيقاف استيراد معظم السلع من الخارج ، وأصبحنا نغطي السوق المحلي ونصدر الفائض ويتم تشغيل العمالة. وأوضح أن الإنتاج سيتوجه خلال الفترة القادمة نحو الصناعة والزراعة ، والتصدير لجلب العملة الصعبة إلى مصر. وقالت النائبة ميرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الدولة تتوجه منذ فترة نحو الصناعات من أجل الإنتاج والتصدير وتحقيق الإكتفاء الذاتي، وأن يكون لدينا منتج محلي بدلا من الاستيراد من الخارج، ما يوفر العملة الصعبة. وأضافت 'الكسان'، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": 'إننا نسعى إلى أن نصبح دولة منتجة ومصدرة، بحيث يصل حجم صادراتنا إلى الخارج إلى قيمة 150 مليار دولار، طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذه بنية أساسية تضعها الحكومة'. في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بضرورة النهوض بقطاع الصناعة وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، قام الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل بجولة ميدانية موسعة شملت افتتاح وتفقد عددا من المشروعات الصناعية الكبرى بمحافظة المنوفية، بالإضافة إلى زيارة أحد المصانع المتخصصة في إنتاج معدات مكافحة الحريق بمحافظة القاهرة. وبدأت الجولة بمدينة قويسنا الصناعية بمحافظة المنوفية، بزيارة مجمع مصانع مجموعة العربي، وكان في استقبال الوزير كل من اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، وسعادة السفير فوميو إيواي، سفير اليابان بالقاهرة، والمهندس إبراهيم العربي، رئيس مجلس إدارة مجموعة العربي، وهياشي يوتاكا، الشريك الياباني لمصنع الزجاج الهندسي. وافتتح الوزير مصنع الزجاج الهندسي المقام على مساحة 20 ألف متر مربع، باستثمارات تبلغ 25 مليون دولار، بالشراكة مع شركة يوتاتشي اليابانية، ويُنتج المصنع زجاج واجهات المباني بأنواعه المختلفة مثل الزجاج المزدوج، والزجاج الحراري، والزجاج المنحني، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2 مليون متر مربع سنويًا، ويعتمد بنسبة 100% على مكون محلي، مع خطط لتصدير 50% من إنتاجه إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، ويوفر المصنع نحو 300 فرصة عمل مباشرة. كما قام الوزير بوضع حجر الأساس لمصنع جديد لإنتاج الثلاجات والديب فريزر تابع لمجموعة العربي، وذلك على مساحة 107 آلاف متر مربع، باستثمارات تصل إلى 108 ملايين دولار، بالشراكة مع شركة شارب اليابانية، وبطاقة إنتاجية تبلغ 900 ألف وحدة سنويًا، ويسهم المشروعان معًا في توفير أكثر من 4000 فرصة عمل مباشرة. وشملت جولة الوزير ، داخل مصنع الزجاج الهندسي تفقد مناطق التخزين، وخطوط إنتاج الزجاج المزدوج، وغرف العزل، والأفران الحرارية، وماكينات CNC، ومناطق اختبار قوة التحمل، بالإضافة إلى معرض المنتجات الزجاجية التي تشمل الزجاج المستخدم في الأجهزة المنزلية والمعمار والسيارات والقطارات. وتوجه الوزير، عقب ذلك إلى مصنع شركة "أتكو فارما" للصناعات الدوائية بالمنطقة الصناعية الثانية بمدينة قويسنا، المقام على مساحة 12,500 متر مربع، باستثمارات مليار جنيه، يُنتج المصنع أدوية بشرية وبيطرية، ومكملات غذائية، ويُخصص 98% من إنتاجه للسوق المحلي، ويُصدر إلى أكثر من 10 دول، ويعمل به نحو 1000 موظف، وتفقد الوزير خلال الزيارة معامل التحليل الكيميائي والميكروبيولوجي، ومناطق تحضير وتعبئة السوائل، وتحضير وكبس الأقراص، والتشريط والتغليف، إلى جانب معرض مصغر للمنتجات النهائية. كما شملت الجولة زيارة مصنع "بيل كلر" لدباغة وتشطيب الجلود، المقام على مساحة 63 ألف متر مربع، بإجمالي استثمارات تبلغ 200 مليون دولار، ويعمل به نحو 938 موظفًا، وتبلغ نسبة المكون المحلي في منتجاته بين 65% و75%، ويُصدر المصنع أكثر من 90% من إنتاجه إلى الصين، والهند، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات، والسعودية، وتبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 40 مليون قدم جلد نصف وتام التشطيب، و3 آلاف طن من الجيلاتين، و3 آلاف طن من الأحماض الأمينية، وخلال الزيارة، تفقد الوزير خطوط إنتاج الجيلاتين والأمينو أسيد، ومناطق استخلاص وتجفيف الكولاجين، ومناطق الصباغة، والتعصير، والتجفيف، والتشطيب النهائي، والصنفرة، والفرز، والمكابس، والتغليف. واختتم الوزير جولته بزيارة مصنع "بافاريا" لإنتاج معدات مكافحة الحريق بمنطقة جسر السويس بمحافظة القاهرة، والمقام على مساحة 4,574 متر مربع، ويعمل به نحو 500 موظف، وتفقد الوزير خطوط الدهان واللحام، وأقسام التشكيل الآلي، واللحام الآلي، والطلاء، ومعالجة الأسطح، والتجميع، إلى جانب معامل اختبار المنتجات والخامات، والمخازن الآلية، ورصيف التصدير. وأكد الفريق مهندس/ كامل الوزير خلال جولته أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بالصناعة باعتبارها قاطرة التنمية وركيزة أساسية لبناء اقتصاد قوي، مشيرًا إلى أن ما شهده اليوم هو ترجمة فعلية لرؤية مصر الصناعية 2030، والخطة العاجلة التي أقرها فخامة الرئيس لدعم وتشغيل المصانع، وتوطين الصناعة المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل لائقة للشباب المصري.

نائبة: نسعى لوصول حجم صادراتنا للخارج إلى قيمة 150 مليار دولار
نائبة: نسعى لوصول حجم صادراتنا للخارج إلى قيمة 150 مليار دولار

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

نائبة: نسعى لوصول حجم صادراتنا للخارج إلى قيمة 150 مليار دولار

قالت النائبة ميرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الدولة تتوجه منذ فترة نحو الصناعات من أجل الإنتاج والتصدير وتحقيق الإكتفاء الذاتي، وأن يكون لدينا منتج محلي بدلا من الاستيراد من الخارج، ما يوفر العملة الصعبة. وأضافت 'الكسان'، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": 'إننا نسعى إلى أن نصبح دولة منتجة ومصدرة، بحيث يصل حجم صادراتنا إلى الخارج إلى قيمة 150 مليار دولار، طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذه بنية أساسية تضعها الحكومة'. في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بضرورة النهوض بقطاع الصناعة وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، قام الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل بجولة ميدانية موسعة شملت افتتاح وتفقد عددا من المشروعات الصناعية الكبرى بمحافظة المنوفية، بالإضافة إلى زيارة أحد المصانع المتخصصة في إنتاج معدات مكافحة الحريق بمحافظة القاهرة. وبدأت الجولة بمدينة قويسنا الصناعية بمحافظة المنوفية، بزيارة مجمع مصانع مجموعة العربي، وكان في استقبال الوزير كل من اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، وسعادة السفير فوميو إيواي، سفير اليابان بالقاهرة، والمهندس إبراهيم العربي، رئيس مجلس إدارة مجموعة العربي، وهياشي يوتاكا، الشريك الياباني لمصنع الزجاج الهندسي. وافتتح الوزير مصنع الزجاج الهندسي المقام على مساحة 20 ألف متر مربع، باستثمارات تبلغ 25 مليون دولار، بالشراكة مع شركة يوتاتشي اليابانية، ويُنتج المصنع زجاج واجهات المباني بأنواعه المختلفة مثل الزجاج المزدوج، والزجاج الحراري، والزجاج المنحني، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2 مليون متر مربع سنويًا، ويعتمد بنسبة 100% على مكون محلي، مع خطط لتصدير 50% من إنتاجه إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، ويوفر المصنع نحو 300 فرصة عمل مباشرة. كما قام الوزير بوضع حجر الأساس لمصنع جديد لإنتاج الثلاجات والديب فريزر تابع لمجموعة العربي، وذلك على مساحة 107 آلاف متر مربع، باستثمارات تصل إلى 108 ملايين دولار، بالشراكة مع شركة شارب اليابانية، وبطاقة إنتاجية تبلغ 900 ألف وحدة سنويًا، ويسهم المشروعان معًا في توفير أكثر من 4000 فرصة عمل مباشرة. وشملت جولة الوزير ، داخل مصنع الزجاج الهندسي تفقد مناطق التخزين، وخطوط إنتاج الزجاج المزدوج، وغرف العزل، والأفران الحرارية، وماكينات CNC، ومناطق اختبار قوة التحمل، بالإضافة إلى معرض المنتجات الزجاجية التي تشمل الزجاج المستخدم في الأجهزة المنزلية والمعمار والسيارات والقطارات. وتوجه الوزير، عقب ذلك إلى مصنع شركة "أتكو فارما" للصناعات الدوائية بالمنطقة الصناعية الثانية بمدينة قويسنا، المقام على مساحة 12,500 متر مربع، باستثمارات مليار جنيه، يُنتج المصنع أدوية بشرية وبيطرية، ومكملات غذائية، ويُخصص 98% من إنتاجه للسوق المحلي، ويُصدر إلى أكثر من 10 دول، ويعمل به نحو 1000 موظف، وتفقد الوزير خلال الزيارة معامل التحليل الكيميائي والميكروبيولوجي، ومناطق تحضير وتعبئة السوائل، وتحضير وكبس الأقراص، والتشريط والتغليف، إلى جانب معرض مصغر للمنتجات النهائية. كما شملت الجولة زيارة مصنع "بيل كلر" لدباغة وتشطيب الجلود، المقام على مساحة 63 ألف متر مربع، بإجمالي استثمارات تبلغ 200 مليون دولار، ويعمل به نحو 938 موظفًا، وتبلغ نسبة المكون المحلي في منتجاته بين 65% و75%، ويُصدر المصنع أكثر من 90% من إنتاجه إلى الصين، والهند، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات، والسعودية، وتبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 40 مليون قدم جلد نصف وتام التشطيب، و3 آلاف طن من الجيلاتين، و3 آلاف طن من الأحماض الأمينية، وخلال الزيارة، تفقد الوزير خطوط إنتاج الجيلاتين والأمينو أسيد، ومناطق استخلاص وتجفيف الكولاجين، ومناطق الصباغة، والتعصير، والتجفيف، والتشطيب النهائي، والصنفرة، والفرز، والمكابس، والتغليف. واختتم الوزير جولته بزيارة مصنع "بافاريا" لإنتاج معدات مكافحة الحريق بمنطقة جسر السويس بمحافظة القاهرة، والمقام على مساحة 4,574 متر مربع، ويعمل به نحو 500 موظف، وتفقد الوزير خطوط الدهان واللحام، وأقسام التشكيل الآلي، واللحام الآلي، والطلاء، ومعالجة الأسطح، والتجميع، إلى جانب معامل اختبار المنتجات والخامات، والمخازن الآلية، ورصيف التصدير. وأكد الفريق مهندس/ كامل الوزير خلال جولته أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بالصناعة باعتبارها قاطرة التنمية وركيزة أساسية لبناء اقتصاد قوي، مشيرًا إلى أن ما شهده اليوم هو ترجمة فعلية لرؤية مصر الصناعية 2030، والخطة العاجلة التي أقرها الرئيس لدعم وتشغيل المصانع، وتوطين الصناعة المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل لائقة للشباب المصري.

معلومات جديدة عن فضيحة BCG الاستشارية الأميركية المتورطة في مشاريع اعادة توطين الفلسطيين في غزة
معلومات جديدة عن فضيحة BCG الاستشارية الأميركية المتورطة في مشاريع اعادة توطين الفلسطيين في غزة

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

معلومات جديدة عن فضيحة BCG الاستشارية الأميركية المتورطة في مشاريع اعادة توطين الفلسطيين في غزة

علمت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن مجموعة بوسطن الاستشارية BCGحصلت على أكثر من مليون دولار مقابل عملها مع شركة أميركية خاصة كانت تحاول نقل الغذاء إلى غزة بحرًا، وذلك خلال الفترة نفسها التي بدأت فيها شراكة مثيرة للجدل مع "مؤسسة غزة الإنسانية". وعمل فريق من الشركة الاستشارية مع فوغبو، وهي مجموعة لتوصيل المساعدات يقودها قدامى المحاربين في الجيش الأميركي، في مشروع ممول من قطر يهدف إلى نقل المساعدات الإنسانية على متن زوارق إلى غزة من قبرص، وفقًا لأشخاص مطلعين على العمل. وتشير تفاصيل المهمة إلى أن مجموعة بوسطن الاستشارية كانت على استعداد للمشاركة في العديد من جهود القطاع الخاص لتقديم الإغاثة إلى غزة خارج النظام التقليدي الذي تقوده الأمم المتحدة، وهو نهج ترى منظمات الإغاثة أنه يُخاطر بتقويض المبادئ الإنسانية من خلال إدخال اعتبارات تجارية. وبعد فترة أولية من تقديم المشورة المجانية، واصلت مجموعة بوسطن الاستشارية تحصيل فواتير من مؤسسة المساعدات الإنسانية البحرية، ومقرها جنيف، بأكثر من مليون دولار مقابل العمل الذي ساعد فوغبو بين آذار (مارس) 2024 وشباط (فبراير) من هذا العام، وفقًا للمصادر. وصُممت مؤسسة المساعدات الإنسانية البحرية (MHAF) من قِبل مؤسسي شركة فوغبو لتكون بمثابة قناة للتمويل الدولي لخططها، بما في ذلك عشرات الملايين من الدولارات التي التزمت بها حكومة قطر. وأفادت المصادر بأن مجموعة بوسطن الاستشارية فرضت على المؤسسة سعرًا مخفضًا. وخلافًا لعمل مؤسسة المساعدات الإنسانية البحرية (GHF) الذي قاده شركاء من قسم الدفاع الأميركي التابع للشركة، قاد مشروع فوغبو شركاء من مجموعة بوسطن الاستشارية من أوروبا، بما في ذلك من قسم الاستجابة الإنسانية التابع للشركة. وشمل ذلك المساعدة في إنشاء كيان تابع لمؤسسة المساعدات الإنسانية البحرية في سويسرا، وإعداد تقارير شهرية تمت مشاركتها مع حكومة قطر، بالإضافة إلى مهام إدارية أخرى للمؤسسة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المشروع. وقالت الشركة الاستشارية في بيان: "في ربيع عام 2024، تعاقدت مؤسسة المساعدات الإنسانية البحرية مع مجموعة بوسطن الاستشارية لدعم التطوير المبكر للمؤسسة". وأضافت: "اتّبعت هذه الشراكة إجراءات قبول العملاء الخاصة بمجموعة بوسطن الاستشارية. وخضع المشروع لعملية إشراف داخلي صارمة لدينا، بما في ذلك لجان مراجعة داخلية وتقييم فوري". وتواجه شركة الاستشارات أزمة سمعة نتيجةً لكشوفات حول أعمالها الأخرى المتعلقة بغزة، والتي شملت المساعدة في تأسيس وتقديم المشورة التشغيلية لصندوق التنمية العالمي، والتي استمرت من تشرين الأول/أكتوبر 2024 حتى إغلاق رؤساء مجموعة بوسطن الاستشارية للمشروع في أيار/مايو. وكانت "فاينانشال تايمز" كشفت في وقتٍ سابق من هذا الشهر أن المشروع امتد ليشمل نمذجة غزة بعد الحرب وتكاليف إعادة توطين مئات الآلاف من الفلسطينيين من القطاع الممزق. وفصلت مجموعة بوسطن الاستشارية الشريكين الأميركيين اللذين قادا عمل صندوق التنمية العالمي، قائلةً إنهما تجاهلا إجراءات الموافقة وخالفا أمرًا بعدم القيام بأعمال نمذجة ما بعد الحرب. هذا الأسبوع، جردت الشركة اثنين من كبار المسؤولين التنفيذيين، أحدهما كبير مسؤولي المخاطر، من مناصبهما القيادية. وتقول الصحيفة البريطانية إن خطة "فوغبو" وضعت في وقت سابق من حرب غزة، وكانت محاولة لإنشاء ممر بحري من قبرص إلى غزة، وهو مفهوم يدعمه الاتحاد الأوروبي وجهات أخرى كوسيلة لتجاوز العوائق التي فرضتها إسرائيل على دخول المساعدات. وكانت إسرائيل قد خنقت دخول المساعدات من نظام تقوده الأمم المتحدة عبر الطرق البرية التقليدية، مدعيةً أن حماس تسرقها. في الوقت نفسه، دعا وزراء اليمين المتطرف إلى استخدام المساعدات كوسيلة ضغط في الصراع. وقال شخصان مطلعان على الأمر إن فريق فوغبو، الذي ضم دبلوماسيين أميركيين سابقين ومسؤولين عسكريين، قد استغل علاقاته في الحكومتين الأميركية والإسرائيلية للحصول على بعض الموافقات على الأقل من الحكومة الإسرائيلية لإنشاء الممر البحري. كان من المقرر فحص المساعدات بحثًا عن أسلحة في قبرص، ثم نقلها على متن زوارق إلى نقطة على ساحل غزة، حيث كان سيتم تجريفها للسماح للزوارق بتفريغ الإمدادات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store