
تبدأ من العراق.. قمة بغداد ترسم خارطة طريق جديدة للمنطقة
شفق نيوز/ يؤكد مراقبون، أن ما طرح في القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد، يؤكد على ضرورة اتخاذ المعالجات الحقيقية لحل قضايا المنطقة التي تشهد حروباً وصراعات دامية في غزة والسودان وليبيا واليمن ولبنان إلى جانب تحديات النظام الجديد في سوريا.
وركز العراق بدوره كمستضيف للقمة، على توحيد الصف وانتهاج سياسة خارجية متوازنة للحفاظ على التضامن العربي، ودعم القضية الفلسطينية، بحسب المراقبين.
ويرجح المراقبون، أن هذه القمة تمهد الطريق للعراق للاندماج في التجارة البينية بين الدول العربية، وأن يكون العراق منطلقاً لبداية خارطة طريق جديدة، تعيده إلى العمق العربي والذي سينعكس عليه في التنمية الاقتصادية.
"اثبات وجود"
ويمثل عقد القمة العربية في هذا التوقيت "لاثبات وجود وإعادة مواقع الدول العربية وفق التقسيمات والرؤية الجديدة لقيادة العالم"، وفق المحلل السياسي، داود الحلفي.
ويوضح الحلفي لوكالة شفق نيوز، أن "القمة عقدت في وقت تحتاج المنطقة فيه إلى موقف تاريخي وموحد، حيث تشهد بلدان عديدة صراعات داخلية منها ليبيا والسودان واليمن، وهناك من يقاتل هذه الدول ويدمر مستقبلها ووجودها كما يحصل في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة واليمن والانشقاق السياسي لكلمة هذا البلد، فضلاً عن سوريا وتولي حكم جديد لها".
ويؤكد، أن "هناك تحديات وجودية للأمة العربية، ومحاولة طمس آثارها ومعالهما وماضيها العريق، ما يتطلب المضي بالقرارات على أرض الواقع بما ينعكس على أمن واقتصاد الدول العربية وخاصة العراق ورجوعه كقائد ومحور أساسي في اتخاذ القرارات".
كلمة العراق
وألقى رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد، خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية، كلمة حذر فيها من "شبح الحرب" الذي بات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، واصفاً القمة بأنها تنعقد في ظل "ظروف بالغة التعقيد".
فيما أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، في كلمته باسم العراق بالقمة، إطلاق 18 مبادرة لتنشيط العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب.
وأكد السوداني، مساهمة العراق بمبلغ عشرين مليون دولار لإعمار غزة، وعشرين مليون دولار لإعمار لبنان الشقيق، مؤكداً أن العراق انتهج سياسة عدم الاصطفاف بالمحاور.
ودعا إلى "عمل عربي جاد ومسؤول لإنقاذ غزة"، مؤكداً دعم العراق لـ"وقف إطلاق النار في جنوب لبنان"، ووحدة سوريا واليمن والسودان وسيادتهم على ترابهم الوطني، وحقن دماء أبناء الوطن الواحد، وإنهاء الانقسام الداخلي في ليبيا.
"خطاب مهم" من بغداد
ويرى نائب الأمين العام لحركة "نازل آخذ حقي" الديمقراطية، خالد وليد، أن "العراق برز موقفه دولة وشعباً في دعم غزة ولبنان مالياً، والحديث عن تقديم الدعم لسوريا من أجل تجاوز أزمتها الحالية".
ويؤكد وليد لوكالة شفق نيوز، أن "حديث أمين عام جامعة الدول العربية عن ضرورة تغليب صوت الدولة في لبنان وما سببه الحوثي من مشاكل في اليمن، يمثل خطاباً مهماً من وسط العاصمة بغداد التي كانت توجه لها اتهامات واضحة بالقرب من إيران ومحورها في الشرق الأوسط".
واعتبر أن "المواقف العربية تجاه فلسطين بشكل عام خجولة، وهنا برز موقف إسبانيا الذي تناول جملة إجراءات قد تساهم في الحد من وحشية العدوان تجاه غزة".
ويضيف، أما "حديث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تسليم حماس وجميع الفصائل في غزة لسلاحها، وطلب تدخل الدول العربية لوقف إطلاق النار وإلافراج عن الرهائن والمعتقلين وضبط الأمن، يمثل خطاباً نوعياً وتوجه عربي لتغميد المجاميع المسلحة خارج إطار المؤسسة الرسمية".
ويلاحظ وليد، أن "هناك تفاوتاً في تمثيل الدول العربية رغم أهمية العراق وموقعه الجيوسياسي في قلب عاصفة التغيير، حيث هنك طيف واسع من الدول العربية اكتفى بوزير الخارجية، مما يمثل تحدياً كبيراً للسياسة الخارجية العربية، ويتطلب جهوداً مضاعفة في استقطاب القرار السياسي العربي للعراق.
غياب قادة عرب
وعن غياب قادة عرب عن القمة، يعتبر السياسي العراقي المقيم في واشنطن، نزار حيدر، أن "حجم الحضور في قمة بغداد، هو أضعف حضور منذ أول قمة عربية ولحد الآن" عازياً ذلك إلى "غياب قرار الدولة السيادي في العراق بسبب تنوع ولاءات الزُّعماء التي يتخوف منها الزعماء العرب الكبار، وتعدد مراكز القرار في الدولة".
ويرى حيدر خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "العراق بات خارج الإجماع العربي، فالجامعة العربية تتبنى مبدأ حل الدولتين فيما يخص القضية الفلسطينية، لكن بغداد ترفض ذلك إلتزاماً بقانون (تجريم التطبيع) الذي شرعه مجلس النواب، ولذلك ليس بإمكان العراق أن ينسجم مع الإجماع العربي".
ومن الأسباب الأخرى وراء غياب قادة عرب ومغادرة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، العاصمة بغداد، دون إلقاء كلمته في القمة واكتفى بلقاء رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يشير حيدر إلى أن "زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدول الخليج ومخرجات قمة الرياض، حققت الأولويات التي كانت بغداد تنتظرها وتحديداً ما يخص الجارة سوريا، ولذلك انتفت الحاجة لحضور قمة بغداد".
وينوّه إلى أن "بغداد شهدت اليوم فشل ثالث قمم كان من المفترض أن تُعقد بالتزامن مع القمة العربية، وهي؛ القمة الثلاثية (العراقية، المصرية، الأردنية) بسبب عدم حضور ملك الأردن، وقمة دول الجوار السوري بسبب عدم حضور الملك، بالإضافة الى الرئيس الفرنسي الذي أعلن عن نيته الحضور ولم يحضر".
مواقف القوى النيابية
وتباينت مواقف القوى النيابية إزاء تقييم مؤتمر القمة العربية، بين من يرى أنها لم تنجح في تحقيق الأهدافها في الخروج بموقف موحد إزاء ما يحدث في غزة، وفق ما تحدث به عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مختار الموسوي لوكالة شفق نيوز.
لكن في المقابل، يرى آخرون أنها نجحت في إيصال رسائل مهمة للمحيط العربي بأن العراق مازال يشكل محوراً مهماً في استقرار المنطقة، وفق النائب عن تحالف عزم نجاة الطائي.
وتؤكد الطائي لوكالة شفق نيوز، أن "العراق نجح في تنظيم القمة، ولولا الجدل السياسي المحلي الذي رافق عمليات التحضير ورفض حضور الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، لحققت القمة نجاحاً باهراً".
حضور القمة
وحضر القمة العربية على مستوى رؤساء الدول إلى بغداد، كلاً من رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية رشاد محمد العليمي، ورئيس جمهورية موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس جمهورية الصومال حسن شيخ محمود والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وضمّت الوفود رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، في إطار تمثيل إقليم كوردستان ضمن الوفد العراقي الرسمي.
وأكد المتحدث باسم رئاسة إقليم كوردستان، دلشاد شهاب، أن مشاركة نيجيرفان بارزاني في مؤتمر جامعة الدول العربية، تمثل "تأكيداً على الحضور الفاعل في المعادلات الإقليمية".
كما شارك في القمة ممثلاً عن الأردن رئيس الوزراء جعفر حسان، وممثلاً عن لبنان رئيس الوزراء نواف سلام، ومن دولة الكويت وزير الخارجية عبدالله علي عبدالله، ومن مملكة البحرين وزير الخارجية عبد اللطيف بن راشد الزياني.
وضمّت الوفود أيضاً ممثل سوريا وزير الخارجية أسعد الشيباني، وممثل المغرب وزير الخارجية ناصر بوريطة، وممثل الجزائر وزير الخارجية أحمد عطاف، وممثل سلطنة عمان نائب رئيس الوزراء شهاب بن طارق آل سعيد، وممثل جيبوتي وزير الخارجية عبد القادر حسين عمر.
كما شارك ممثلاً عن تونس وزير الخارجية محمد علي بن أحمد الهادي، وممثل السعودية وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، وممثل الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء منصور بن زايد آل نهيان، وعن جزر القمر وزير الخارجية مباي محمد، وعن السودان عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، فيما أرسلت ليبيا سفيرها لدى الجامعة العربية عبد المطلب ثابت.
ويشارك في أعمال القمة أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي.
وكذلك رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لشؤون الخليج لويجي دي مايو.
أبرز المواقف العربية
وعن أبرز كلمات الدول العربية في القمة، طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ"الضغط نحو وقف إطلاق النار في غزة"، محذراً من خطورة الأوضاع في القطاع، فيما أشار إلى أن القمة العربية تنعقد في ظرف تاريخي "غير مسبوق".
من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن القضية الفلسطينية تتعرض الآن لمخاطر وجودية جراء ما يفعله الكيان الإسرائيلي في البلاد، داعياً إلى أن تكون المرحلة المقبلة في قطاع غزة من دون وجود حركة حماس فيها.
بدوره، شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، أن حكومته هي من تمتلك اليوم قرار الحرب والسلم في البلاد، فيما أشار إلى أن مناطق لبنان تواجه يومياً انتهاكات سيادية رغم الالتزام التام بقرار وقف اطلاق النار مع الكيان الإسرائيلي.
إلى ذلك، رأى رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، أن فرض شرق أوسط جديد بالقوة سيوقظ ما وصفه بـ"كوابيس الماضي"، مؤكداً أن ما يحدث في غزة ينتهك المفهوم الأساسي للإنسانية.
هذا وأكد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، أن الحرب على غزة ما تزال مستمرة في تداعياتها، رغم مرور أكثر من عام ونصف على اندلاعها، مشدداً على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع.
من جهته، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، رشاد محمد العليمي، إلى إسقاط مشروع جماعة الحوثي اليمنية الذي وصفه بأنه "عابر للحدود" ويهدد "السلام والأمن الدوليين".
ووصف وزير الخارجية السوري أحمد الشيباني، اجتماع القمة العربية بأنه فرصة تاريخية للبلدان العربية، محذراً في الوقت ذاته خطر بقايا داعش ومحاولات إعادة تدوير التنظيم المتشدد في سوريا.
وأكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، على رفض بلاده لتهجير الشعب الفلسطيني، فيما وصف القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا بأنه فرصة للتعافي.
وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن إعادة فتح سفارة بلاده في العاصمة السورية دمشق، مؤكداً كذلك "الانخراط للدفع بالعملية السياسية التي تفضي للسلام في السودان والصومال واليمن".
ووصف عضو مجلس السيادة السوداني الفريق إبراهيم جابر، قوات الدعم السريع بأنها "ميليشيا إرهابية" تستخدم "مرتزقة أجانب"، محملاً إياها مسؤولية ما يتعرض له السودان من دمار وانتهاكات.
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن رفضه للتهجير القسري الذي يتعرض له السكان في قطاع غزة، مؤكداً على حل الدولتين لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل، في حين أبدى دعمه للعملية السياسية في سوريا بمشاركة جميع أبناء البلاد.
إلى ذلك، هاجم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، جماعة "الحوثي"، مؤكداً أنها سببت الدمار والأموال للشعب اليمني.
اللافت في مواقف
وفي ظل هذه المواقف، يرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عصام الفيلي، أن "اللافت للنظر أن ما طرح في القمة يؤكد ضرورة المعالجة، وأن يكون العراق منطلقاً لبداية خارطة طريق جديدة خاصة بعد زيارة ترامب للسعودية وورغبته بأن يكون الشرق الأوسط منطلقاً لتحقيق أهداف اقتصادية".
ويضيف الفيلي لوكالة شفق نيوز، أن "القمة العربية شهدت التأكيد على إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وإنشاء العراق صندوقاً لدعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على معالجة المشاكل الأمنية والاقتصادية، وإنشاء غرفة لمعالجة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات، ما يعطي انطباعاً بأن القمة سعت إلى اتخاذ إجراءات لتحقيق نتائج إيجابية".
التكامل الاقتصادي
وركزت القمة العربية على مسودة "إعلان القمة التنموية" والتي شملت إعادة ترتيب أوراق المنطقة اقتصادياً، حيث ركزت على استراتيجية الأمن الغذائي حتى 2035 والعمل العربي التنموي المشترك، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وفق المحلل السياسي من الأردن، كمال زغلول.
ويضيف زغلول لوكالة شفق نيوز، كما ركزت القمة على أهمية تطوير منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وهي فكرة رائدة، بالإضافة إلى التأكيد على الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للأمن المائي 2030.
ومن ناحية الأوضاع في المنطقة العربية، يقول إنها "ركزت على الأوضاع في غزة واليمن والسودان وسوريا، حيث دعت إلى منع محاولات التهجير من الأراضي المحتلة ودعم الشعب الفلسطيني".
ويرى أن "ما يعطي القمة طابعاً تنموياً، هي مبادرة للذكاء الاصطناعي التي قدمها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لمواكبة تقدم الدول الإقليمية الأخرى".
"ولذلك قدم العراق مبادرة لإنشاء مجلس وزراء التجارة العرب، لإيجاد منطقة حرة عربية جمركية مما يوسع دعم (الاقتصاد الأزرق) وضمان استدامة الموارد البحرية العربية التي قدمتها موريتانيا"، بحسب زغلول.
ويشير إلى أن "العراق بدوره كمستضيف للقمة، ركز على توحيد الصف وانتهاج سياسة خارجية متوازنة للحفاظ على التضامن العربي، ودعم القضية الفلسطينية".
ويرجح، أن "هذه القمة قد تمهد الطريق للعراق للاندماج في التجارة البينية بين الدول العربية، والتي ستسهم في انتعاش العراق، كون دول المنطقة ساهمت باستثمارات كبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية، وركزت على القضية الفلسطينية كقضية مركزية ويجب حلها على أساس حل الدولتين، ويجب وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة".
ويتابع، أن "القمة يمكن وصفها بـ(القمة التنموية العربية) التي تعيد الأمل لبناء سوق عربي يؤثر في الخارج ويستغل التأثير الحيوسياسي وثقل الموارد العربية لصالح المنطقة، وهذا يعيد العراق إلى العمق العربي والذي سينعكس عليه في التنمية الاقتصادية.
وخلص زغلول إلى القول، إن "كل ذلك سيسهم في حلحلة الملف الأمني في العراق وتوحيد الصف العراقي ككتلة واحدة للتعامل مع القضايا الدولية، والاندماج في مشاريع الطاقة مع مصر والأردن".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
وزير يحتفل بدورة مياه وألف مليار دولار تُهدر بدون محاسبه!
مرَّ أكثر من اثنين وعشرين عاماً على التغيير السياسي في العراق ذلك التغيير الذي وُعد فيه العراقيون بعصرٍ جديد من التقدّم والازدهار والعدالة وتكافؤ الفرص. لكن الواقع يقول شيئًا آخر تماماً حيث يجد العراقي نفسه اليوم وبعد أكثر من عقدين محاصراً بذات الأزمات بل وربما أكثر تعقيدًا وعلى رأسها: انهيار البنية التحتية وأزمة الكهرباء وتدهور قطاع النقل والطيران. رغم تدفّق الموازنات المالية الهائلة خلال أكثر من عقدين لا تزال البنى التحتية في العراق دون مستوى الحد الأدنى من الكفاءة.الشوارع متهالكة أنظمة الصرف الصحي مفقودة أو غير فعّالة والخدمات الأساسية في بعض المدن تعود بمستواها إلى ما قبل خمسين عامًا. لا توجد خطة واضحة ولا تنفيذ حقيقي والمواطن ما زال يسير بين الحفر والمستنقعات في بلد يُعدّ من أغنى دول العالم بالنفط. الكهرباء تلك الأزمة المزمنة باتت عنوانًا للفشل المتراكم. لا يكاد يمر صيف على العراقيين دون أن يتحوّل إلى كابوس خانق من الحر والظلام. رغم أن ما صُرف على هذا القطاع تجاوز حاجز الألف مليار دولار لا تزال بعض المحافظات تحصل على ساعتين أو ثلاث ساعات من الكهرباء في اليوم فقط. هذا الرقم المهول وحده كفيل بتحويل العراق إلى دولة صناعية متقدمة ولكن أين ذهبت هذه الأموال؟ سؤال لا إجابة له سوى كلمة واحدة: الفساد. الطيران والنقل.. عزلة مؤلمة بمرور الزمن أما ملف الطيران فهو صورة أخرى من صور الانحدار. العراقي المقيم في الخارج والذي يرغب بزيارة وطنه يتنقل بين المطارات ويتكبّد مشقةً غير مبرّرة بسبب عدم وجود رحلات مباشرة من معظم دول العالم إلى العراق. لا توجد شركة طيران أجنبية كبرى تسير رحلات مباشرة إلى بغداد أو البصرة رغم أن هذه المدن تحتضن ملايين العراقيين في الداخل والخارج. السبب لا أحد يصرّح رسميًا. هل هو غياب معايير السلامة أم ضعف البنية التحتية للمطارات أم هو نتيجة الفساد الإداري وغياب الرؤية الإستراتيجية ما يزيد الألم هو أن دولًا مثل سوريا التي عانت من حرب بدأت خلال أسابيع قليلة من إعلانها الانفتاح على العالم تستقبل عروضاً من كبريات شركات الطيران الأوروبية لتسيير رحلات إلى دمشق. في المقابل يظهر وزير النقل العراقي مبتسماً في وسائل الإعلام وهو يفتتح دورة مياه في مطار بغداد الدولي وكأن هذا إنجاز تاريخي يُضاف إلى سجل العراق الحضاري. بينما مطارات العالم تسير فيها طائرتين كل دقيقة قادمة ومغادرة نجد أن مطار بغداد بالكاد يستقبل 20 طائرة يوميًا..


الأنباء العراقية
منذ 5 ساعات
- الأنباء العراقية
الداخلية السعودية تحدد عقوبة إيواء المخالفين خلال موسم الحج
متابعة - واع حذرت وزارة الداخلية السعودية من إيواء المخالفين من حاملي تأشيرات الزيارة (غير المخصصة للحج) بجميع أنواعها أو التستر عليهم داخل مدينة مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة خلال موسم الحج. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وحددت الوزارة الفترة من الأول من شهر ذي القعدة (29 أبريل/ نيسان الماضي) وحتى نهاية الـ 14 من ذي الحجة (10 يونيو/ حزيران المقبل) لتكون فترة يحظر فيها وجود جميع حاملي التأشيرات (غير المخصصة للحج) في الأماكن المقدسة الخاصة بالحج، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، اليوم الأحد. وأوضحت الوزارة أن العقوبات تشمل غرامات مالية تصل إلى 100 ألف ريال (نحو 27 ألف دولار)، مشيرة إلى أن العقوبة يتم مضاعفتها بحسب عدد الأشخاص المخالفين الذين يتم إيواؤهم. وأشارت الوزارة إلى أن العقوبة تشمل التستر على المخالفين أو تقديم أي نوع من المساعدة لهم للبقاء في نطاق المشاعر أو مدينة مكة.


شفق نيوز
منذ 8 ساعات
- شفق نيوز
كيف يرى الطلاب السودانيون قرار استئناف الدراسة بالجامعات من داخل السودان؟
بعد توقف دام عامين بفعل اندلاع الحرب في السودان، في نيسان/إبريل 2023 ، قررت جامعة الخرطوم التي تعد أقدم وأكبر الجامعات السودانية، استئناف الدراسة رسميا، من مقرها في العاصمة السودانية، ضمن تنفيذ قرار بعودة الجامعات السودانية من الخارج، وأغلاق المقار التي كانت قد فتحتها في دول الجوار، التي لجأ إليها جانب كبير من الطلاب والاساتذة السودانيين، هربا من الحرب. وفي الوقت الذي استؤنفت فيه الدراسة بالفعل في جامعة الخرطوم، أعلنت جامعات وكليات أخرى في ولاية الخرطوم، اعتزامها استئناف الدراسة في مقارها بالمدينة، بعد عيد الأضحى مباشرة، وتشمل هذه الكليات والجامعات، جامعة أم درمان الإسلامية، جامعة بحري، جامعة المشرق، جامعة الأحفاد، جامعة السودان العالمية، الجامعة الوطنية، جامعة النيلين، كلية المدائن، كلية شرق النيل، وكلية إمبيريال. وكان وزير التعليم العالي السوداني، محمد حسن دهب، قد أصدر في شباط/ فبراير الماضي، قراراً يطالب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، بتوفيق أوضاعها، توطئة للعودة وممارسة عملها من داخل السودان، موضحاً أن هذا القرار جاء "تماشياً مع الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش، الأمر الذي أدى إلى توسيع الرقعة الأمنية في البلاد"، بحسب قوله. وقبل اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كان نحو مليون طالب يدرسون في 155 جامعة وكلية متخصصة، يقع معظمها في العاصمة الخرطوم، وأم درمان والخرطوم بحري، لكن الصراع المسلح أدى إلى توقف الدراسة في مختلف أنحاء البلاد، واضطرت بعض المؤسسات التعليمية، إلى ممارسة نشاطها في الخارج، مثل جامعات الخرطوم والسودان والنيلين، التي افتتحت مقرات لها في مصر ، وجامعة العلوم الطبية التي افتتحت مقرات لها في رواندا والسعودية، كما توجه طلاب إلى تركيا وماليزيا ودول شرق إفريقيا لإتمام دراستهم الجامعية على نفقتهم الخاصة. مؤيدون ومنتقدون يخلتف السودانيون، على قرار إعادة الجامعات للعمل من الداخل، ففي الوقت الذي تعتبر فيه الحكومة الخطوة، بداية لتعافي قطاع التعليم العالي في السودان، وترى أنها ستزيد من عودة الطلاب والأساتذة السودانيين الذين لجأوا للتعليم والتعلم خارج السودان، يرى كثيرون خاصة من الطلاب أن الوقت مايزال مبكرا، من أجل هذه العودة، في ظل المخاطر الأمنية التي ماتزال قائمة مع استمرار الحرب، والتي أدت بالفعل إلى تهديم العديد من الأبنية التعليمية الجامعية، وتقدر وزارة التعليم العالي السودانية الخسائر الأولية، التي لحقت بمؤسسات التعليم العالي بفعل الحرب، بنحو 4 مليارات دولار. ووفقا للإحصاءات، فإن الجامعات السودانية الواقعة وسط العاصمة الخرطوم، كانت الأكثر تعرضا للتدمير، بفعل قربها من مسرح القتال، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتشير الأرقام إلى أن مباني جامعة الخرطوم، أعرق الجامعات السودانية، والتي تأسست عام 1902، تعرضت إلى دمار شديد، سيحتاج لأعوام طويلة، ومئات الملايين من الدولارات لإعادة بنائها من جديد. ويعتبر الطلاب والأساتذة المنتقدون، لقرار وزارة التعليم العالي السودانية بإغلاق المقار الخارجية للجامعات السودانية، وعودتها إلى مقارها داخل السودان، أن القرار ينطوي على نوع من الإجبار، إذ أن الوزارة أكدت في قرارها على أنها لن تعتمد أو توثق شهادة أي طالب، درس عبر المراكز الخارجية للجامعات السودانية. ووفقا لبيانات غير رسمية فإن نسبة 70 بالمئة، من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السودانية، كانوا قد نزحوا بفعل الحرب، أو هاجروا إلى دول أخرى منها دول مجاورة للسودان، أو التحقوا بمراكز بحثية في الخارج وليست هناك أية خطة معلنة للحكومة السودانية، لكيفية إقناع هؤلاء بالعودة. سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 26 أيار/ مايو خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message