logo
'مستقبل غزة: بين الدمار والفساد – هل هناك أمل حتى 2026؟'

'مستقبل غزة: بين الدمار والفساد – هل هناك أمل حتى 2026؟'

الشاهين١٧-٠٣-٢٠٢٥

الشاهين الإخباري – يارا المصري
تعيش غزة واحدة من أصعب الفترات في تاريخها، حيث تتفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية يومًا بعد يوم، في ظل استمرار الحصار والتدهور المعيشي، بينما تتزايد الشكاوى من الفساد الداخلي وسوء إدارة الموارد. في الوقت الذي يكافح فيه السكان لتأمين قوت يومهم، يعيش قادة حماس في رفاهية، مستفيدين من الأموال التي تتدفق على القطاع، دون أن يشعر المواطن بأي تحسن في حياته. الأزمة لا تتوقف عند حدود الفقر والجوع فقط، بل تمتد إلى حالة من القمع الداخلي والخوف المستمر من التصعيد العسكري، ما يجعل المستقبل أكثر غموضًا بالنسبة للملايين الذين يعيشون داخل القطاع.
في الأشهر الأخيرة، عبر العديد من سكان غزة عن إحباطهم ويأسهم من الوضع الحالي. حملة 'بدنا نعيش' التي انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعكس حالة الغضب الشعبي، حيث كتب أحد الشباب العاطلين عن العمل: 'نريد أن نعيش مثل أي إنسان طبيعي. نريد كهرباء، وظائف، حياة طبيعية. لا نريد أن نفكر بالموت عشرات المرات في اليوم'. في الوقت الذي يعاني فيه الناس من نقص الموارد الأساسية، لا تزال البطالة تتجاوز 50٪، ويعتمد 80٪ من السكان على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة. الكهرباء لا تصل إلا لساعات محدودة يوميًا، والمياه النظيفة أصبحت ترفًا لا يتوفر للجميع، والأسعار في ارتفاع مستمر بسبب الضرائب التي تفرضها سلطات حماس.
الضغوط التي يعيشها سكان غزة لا تقتصر على المصاعب الاقتصادية فقط، بل تشمل أيضًا الخوف الدائم من التصعيد العسكري. كثيرون يتساءلون عن جدوى الصواريخ التي تُطلق من القطاع في كل جولة تصعيد، إذ يقول أحد السكان في حديث مع وسائل إعلامية: 'نحن لا نريد صواريخ تُطلق من غزة، ولا نريد حربًا جديدة'. لكن هذه المخاوف لا تجد آذانًا صاغية، فالقرار ليس بيد المواطن العادي، بل بيد القيادات التي تواصل إدارة القطاع وفق حساباتها الخاصة.
الفساد الذي يتغلغل في أروقة الحكم داخل غزة يزيد الطين بلة، حيث تشير تقارير إلى أن ميزانية حكومة حماس السنوية تصل إلى ما بين 2 إلى 2.5 مليار دولار، معظمها من المساعدات الخارجية والضرائب التي تُفرض على السكان. لكن رغم هذا الرقم الضخم، لا يرى المواطن أي تحسن في ظروفه المعيشية، بل العكس تمامًا. الأموال التي تصل من دول داعمة مثل قطر وإيران لا تُستخدم في مشاريع تنموية أو تحسين البنية التحتية، وإنما يتم تخصيص جزء كبير منها للأنشطة العسكرية، بينما يستفيد منها كبار المسؤولين في الحركة الذين يعيشون في ظروف بعيدة تمامًا عن معاناة الناس.
تقديرات عديدة تشير إلى أن قادة حماس جمعوا ثروات هائلة على حساب الشعب. موسى أبو مرزوق، أحد كبار قادة الحركة، يعيش في قطر وتُقدر ثروته بأكثر من 2 مليار دولار، بينما يقيم إسماعيل هنية خارج القطاع في رفاهية، في الوقت الذي حصل فيه أفراد عائلته على تصاريح للخروج إلى تركيا في فترات الأزمات الكبرى داخل غزة. العديد من التقارير الصحفية أكدت أن عشرات المسؤولين في الحركة يملكون استثمارات وعقارات خارج القطاع، بينما يعيش سكان غزة على المساعدات ويتحملون تبعات القرارات السياسية التي تُتخذ دون النظر إلى مصالحهم.
في السنوات الأخيرة، حاول بعض المواطنين الاحتجاج على الأوضاع، لكن الرد كان قمعيًا من قبل أجهزة أمن حماس. عندما خرجت مظاهرات 'بدنا نعيش' عام 2019 احتجاجًا على الضرائب المرتفعة وسوء الأوضاع المعيشية، تعرض المتظاهرون للقمع والاعتقالات. أي شخص ينتقد الوضع علنًا يجد نفسه عرضة للاعتقال أو التهديد، وهو ما أدى إلى انتشار حالة من الخوف بين السكان.
في ظل كل هذه الأزمات، السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ لا تبدو هناك بوادر لحلول قريبة، فالأزمات تتعمق، والفجوة بين القيادة والشعب تتسع يومًا بعد يوم. ورغم أن بعض المواطنين ما زالوا يتمسكون بالأمل، إلا أن التغيير لن يحدث إلا إذا قرر الناس أن يطالبوا بحقوقهم الحقيقية، بدلاً من الاستسلام لواقع يفرضه عليهم من يتحكمون بمصيرهم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة عن اغتيال محمد السنوار وقيادي آخر بارز
تفاصيل جديدة عن اغتيال محمد السنوار وقيادي آخر بارز

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

تفاصيل جديدة عن اغتيال محمد السنوار وقيادي آخر بارز

جفرا نيوز - كشفت القناة 12 الإسرائيلية مساء أمس الجمعة عن تفاصيل جديدة بشأن اغتيال محمد السنوار، القائد البارز في حركة حماس وشقيق يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل سابقًا وأُعلن عن الخبر بعد وقف إطلاق النار لتبادل الأسرى في مراحل لم ترى النور بعد انتهاء الأولى منها بسبب نقضها من قبل " النتن ياهو " وخوفه على حكومته بعد تهديد سموتريتش بالاستقالة. ووفقًا للتقرير، فقد لجأ محمد السنوار طوال فترة الحرب إلى استراتيجية تعتمد على إحاطة نفسه بـ"حزام من الأسرى" كدرع بشري لمنع محاولات اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي. اعتمد قادة حماس، بحسب التقرير، على "استخدام الأسرى كوسيلة ردع فعّالة تمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات اغتيال، نظرًا للحساسية المفرطة تجاه حياة الأسرى. محمد السنوار اتبع نفس التكتيك بعد استشهاد شقيقه، وكان تحركه محدودًا ولا يُعرف عنه سوى القليل". "الفرصة النادرة" كما يصف التقرير جاءت عندما التقى السنوار في اجتماع مغلق مع القيادي في حماس محمد شبانة، وبعض كبار المقاتلين، دون وجود أسرى إسرائيليين في المكان. جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تلقى إشارة تؤكد غياب أي أسرى، مما اعتُبر لحظة استثنائية لشن الهجوم، وفق تقرير القناة العبرية. وزعم مصدر أمني إسرائيلي: "إذا وُجد حتى احتمال بنسبة 1% لوجود أسرى في المكان – لا تتم الموافقة على العملية ولو كانت نتائجها تحييد شخصيات قيادية بارزة في حماس. وعقب التأكيد الاستخباراتي، انطلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي باتجاه الهدف: مجمع تحت الأرض قرب مستشفى الأوروبي في غزة، حيث كان يتواجد السنوار وشبانة. تم قصف الموقع وكل مداخله ومخارجه لمنع أي محاولة خروج. كل من حاول الوصول للمكان لإنقاذ مصابين أو إخراج جثامين تعرض لهجوم إضافي، بحسب التقرير.

بيان صارم لوزارة الداخلية السعودية.. تحذير وتهديد
بيان صارم لوزارة الداخلية السعودية.. تحذير وتهديد

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 3 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

بيان صارم لوزارة الداخلية السعودية.. تحذير وتهديد

#سواليف أعلنت وزارة الداخلية #السعودية فرض #غرامات_مالية كبيرة على كل من تقدم بطلب إصدار #تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء #الحج دون #تصريح وغيرها من المخالفات. وأكدت وزارة الداخلية تطبيق غرامة مالية تصل إلى (100,000) ريال سعودي (26 ألف دولار) بحق كل من تقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح، أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما بداية من اليوم (الأول) من شهر ذي القعدة حتى نهاية اليوم الـ (14) من شهر ذي الحجة. وأشارت الوزارة إلى أن الغرامات تتعد بتعدد الأشخاص الذين تم إصدار تأشيرة الزيارة بأنواعها كافة لهم، وقاموا أو حاولوا القيام بأداء الحج دون تصريح أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما. ودعت الوزارة بالجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج، التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.

ترامب – نتنياهو: هل عادت المياه إلى مجاريها؟
ترامب – نتنياهو: هل عادت المياه إلى مجاريها؟

العرب اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • العرب اليوم

ترامب – نتنياهو: هل عادت المياه إلى مجاريها؟

مرّت علينا أيّامٌ بدت فيها علاقة الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو مضطربةً وقلقة بفعل تجاهل الأخير لرغبة الرئيس في تحقيق إنجازٍ ولو جزئيّاً يتّصل بالحرب على غزّة، وإن لم يصل حدّ وقفها ولو مؤقّتاً، في إدخال المساعدات الإنسانية إليها. جرت مبالغاتٌ في تقدير مغزى بعض الوقائع التي حدثت دفعة واحدة، في الوقت الذي كان فيه الرئيس ترامب يتأهّب للقيام بزيارته التاريخية للسعوديّة وقطر والإمارات. أهمّها، وربّما الأكثر إثارةً، استثناء إسرائيل من الزيارة، مع أنّ هذا الاستثناء أُعلن مبكراً بسبب رغبة الرئيس ترامب في تركيز الثقل الإعلامي على زيارته للسعودية وأخواتها من دول الخليج، ولسببٍ آخر هو أنّه منذ أن عاد إلى البيت الأبيض لم تتوقّف اتّصالاته الهاتفية بنتنياهو، مع منحه ميزة أن يكون أوّل زعيم 'أجنبي' يلتقيه ترامب في البيت الأبيض، ولو أنّ ترامب استثنى إسرائيل بعد أن تكون وُضعت في برنامج الزيارة، لكان في الأمر ما يشير إلى أنّ الاستثناء عقاب، أما وقد تمّ بالطريقة التي أُعلنت، فالأمر لا يستحقّ ما بُنيَ عليه من دلالات. مرّت علينا أيّامٌ بدت فيها علاقة الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو مضطربةً وقلقة بفعل تجاهل الأخير لرغبة الرئيس في تحقيق إنجازٍ ولو جزئيّاً يتّصل بالحرب على غزّة مخالفة صارخة جرى أيضاً تضخيم حكاية الاتّفاق مع الحوثي الذي سبق الزيارة، وكأنّ ما حدث هو أكثر من كونه لقطةً استعراضيّةً تباهى فيها ترامب المعروف بولعه بالمبالغة في تقدير كلّ ما يفعل حتّى لو كان صغيراً هامشيّاً. أُقيم أيضاً وزنٌ كبيرٌ للاتّصالات الأميركية المباشرة مع 'حماس' في الدوحة، فوُصفت في إعلام المعارضة الإسرائيلية بأنّها صفعةٌ لنتنياهو وائتلافه، وأمّا المدلول الحقيقي لِما حدث فهو أنّ الجبل تمخّض فولد إفراجاً عن عيدان ألكساندر، دون أن يتجاوز الأمر هذا الحدّ. بمقتضى قانون الدلال الأميركي الدائم لإسرائيل، كلّ ما تقدّم على محدوديّته وهامشيّته بدا مخالفةً صارخةً لهذا القانون. بوسعنا القول إنّ الأمور عادت إلى مجاريها الطبيعية بين ترامب ونتنياهو، وهو ما تجلّى في آخر اتّصالٍ هاتفي بين الاثنين، بعد حادثة واشنطن، تجدّد فيه أهمّ ما يسعى إليه رئيس الوزراء في أصعب فترة صراع بينه وبين معارضيه، وهو أن تكون أميركا إلى جانبه، وما يعنيه الآن وقبل كلّ شيء أن يتجدّد دعمها وتبنّيها لأهداف حربه. بعد إتمام صفقة عيدان ألكساندر، وهي ذات حجم لا يستحقّ المتاجرة به، قال المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى آدم بوهلر، صاحب مأثرة الاتّصال المباشر مع 'حماس'، إنّ أميركا تؤيّد وتدعم حرب نتنياهو على غزّة، خصوصاً في مرحلتها الحاليّة، وجدّد مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيد المشترَك مع نتنياهو، وهو ربط إنهاء الحرب على غزّة بخلوّها التامّ من السلاح. وأخيراً في الاتّصال الهاتفي الذي تمّ بالأمس بين نتنياهو وترامب، جرى تأكيد المؤكّد دون خروجٍ عن المسار الأساسي لعلاقة البيت الأبيض وترامب بالذات، ليس بدولة إسرائيل وإنّما بحكومتها وعلى رأسها بنيامين نتنياهو. منذ بدء الحرب على غزّة، وعبر كلّ مراحلها كانت تظهر على نحوٍ يوميٍّ اعتراضات للإدارة الأميركية على سلوك نتنياهو لغة وتكتيكات مختلفة منذ بدء الحرب على غزّة، وعبر كلّ مراحلها مع أنّها في مجال القتل والتدمير والإبادة مرحلةٌ واحدة، كانت تظهر على نحوٍ يوميٍّ اعتراضات للإدارة الأميركية على سلوك نتنياهو، وكانت النتيجة دائماً تراجع الاعتراضات في الواقع من خلال مواصلة تقديم الدعم المغدَق للحرب ومستلزماتها، مع تغطيتها سياسيّاً بسلسلة فيتوهات غير مسبوقة العدد في التاريخ، وكان ذلك كما هو الآن مقترناً بدور الوسيط الذي كان عديم الفاعلية في أمر وقف الحرب، لكنّه كثير الكلام عن أهميّة وقفها. يتكرّر الآن ما كان في عهد الإدارة الديمقراطية، لكن بلغةٍ مختلفةٍ وتكتيكاتٍ مختلفةٍ أيضاً، إلّا أنّ الجديد فيه هو شخصيّة الرئيس ترامب وطريقته في العمل، فما دام رئيس البيت الأبيض الحالي ومعاونوه ومبعوثوه متّفقين مع نتنياهو في الأهداف، فكلّ ما يُثار عن خلافاتٍ هو غبار لا يمسّ جوهر العلاقة والمشترَك الأساسي فيها. أن نعرف الحقيقة مهما كانت صعبة هو الشرط المبدئي والأساسي لمواجهتها، وما زال أمامنا نحن العرب طريقاً طويلاً في التعامل مع أميركا بما يخدم موقفنا المشترك بشأن الوضع العامّ في الشرق الأوسط وجذره القضيّة الفلسطينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store