
الجنيه يصدم الدولار.. خبير اقتصادي يشرح 7 أسباب لصعود «الفرعون» أمام «الأخضر»
شهد الجنيه المصري ارتفاعًا أمام الدولار الأمريكي خلال الأيام القليلة، ليقترب من مستوياته قبل عام عند 49 جنيها بعد أن تجاوز حاجة 51 جنيها بقليل خلال الأسابيع الماضية، ما يفتح باب التساؤلات حول مسقبل الجنيه المصري، وما هي أسباب الارتفاع المستمر في قيمة الجنيه؟ وهل يصل سعر الدولار مقابل الجنيه المصري إلى مستويات 45 جنيها؟
"العين الإخبارية" حملت العديد من التساؤلات التي تدور في الأوساط الاقتصادية والمالية إلى الدكتور الدكتور هاني جنينة، كبير الاقتصاديين في شركة "كايرو كابيتال سيكيورتيز" ومحاضر الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ليقدم قراءة تحليلية متعمقة حول العوامل التي تدفع الجنيه نحو التعافي، ومحددات سعر الصرف في الفترة المقبلة.
العملات الناشئة تضغط على الدولار
استهل جنينة حديثه بالإشارة إلى أن صعود الجنيه المصري مؤخرًا لا يمكن فصله عن السياق العالمي، موضحًا أن عددًا من عملات الدول الناشئة من بينها مصر بدأت تُظهر قوة أمام الدولار نتيجة خروج تدريجي لرؤوس الأموال من العملة الأمريكية.
وأوضح أن المستثمرين الأجانب بدأوا بتحويل جزء من محافظهم الاستثمارية من الدولار إلى أسواق ناشئة وأخرى متقدمة خارج الولايات المتحدة مثل أوروبا، مما يخفف الضغط على عملات تلك الدول.
وأشار إلى أن هذه التحولات انعكست بشكل مباشر في تدفقات أذون الخزانة المصرية وبعض الأدوات مثل عقود CIP، وهو ما أدى إلى تسارع تحسن سعر صرف الجنيه أمام الدولار خلال الفترة الأخيرة.
ثقة متزايدة في السوق المحلي
على الصعيد الداخلي، أكد جنينة أن هناك تحسنًا في الثقة تجاه الاقتصاد المصري، مدعومًا بعدة عوامل هيكلية أبرزها عودة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.
وقال إن بعض السياسات الأمريكية، لا سيما تلك التي ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من فرض رسومًا جمركية والضغط على الفيدرالي الأمريكي نحو خفض الفائدة، تدفع باتجاه تحفيز الاستثمارات خارج الولايات المتحدة، وهو ما فتح الباب أمام استثمارات صينية وتركية ضخمة في السوق المصري خلال الشهور الماضية.
صندوق النقد و تأثيره على حركة الجنيه المصري
وأضاف جنينة خلال حواره مع "العين الإخبارية" أن هناك توقعات قوية بحصول مصر على تدفقات دولارية كبيرة في النصف الثاني من العام، وهو ما يعزز شهية المستثمرين الأجانب لأدوات الدين الحكومية المصرية.
وأوضح أن هذه التوقعات تستند إلى تصريحات حكومية رسمية تؤكد أن المراجعات الرابعة والخامسة والسادسة مع صندوق النقد الدولي سيتم الانتهاء منها خلال شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 2025، مما يمهد للحصول على شرائح تمويل إضافية ، ووفقا لحسابات العين الإخباية فقد حصلت مصر على 3.5 مليار دولا حتى الآن بموجب التمويل الممتد والبالغ 8 مليارات دولار
يدعم التدفقات النقدية من الدولار إلى مصر الاستثمارات الأجنبية ومفاوضات الحكومة مع عدد من الدول بينها الكويت لتحويل وديعتها لدى البنك المركزي المصري والبالغة 4 مليارات دولار إلى استثمارات مباشرة مشيرًا هذه الخطوة تُعد تحولًا استراتيجيًا في شكل العلاقة الاقتصادية بين البلدين.
في السياق ذاته، بدأت تحركات قطرية متقدمة لضخ استثمارات في القطاع السياحي المصري، خاصة في مناطق الساحل الشمالي والعلمين الجديدة، بالإضافة إلى مساعٍ سعودية لتعزيز استثماراتها القائمة في مشروعات الطاقة والبنية التحتية.
تحسّن نسبي في قناة السويس وتحويلات المصريين
وفيما يخص مصادر النقد الأجنبي، قال جنينة إن قناة السويس بدأت تُظهر مؤشرات على التعافي، رغم استمرار تأثرها بأزمة البحر الأحمر ورغم ان العائدات لم تعد بعد إلى سابق عهدها لكن الوصول إلى 6 مليارات دولار سنويًا يعد تحسنا نسبيًا .
وفقدت قناة السويس نحو 54.1% من إيراداتها خلال التسعة أشهر الأولى من 2025، لتسجل 2.6 مليار دولار فقط مقارنة بـ5.7 مليار دولار لنفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لتصريحات سابقة للفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.
وأكد جنينه أن عودة بعض الخطوط الملاحية، وعبور سفن ضخمة مثل أكبر سفينة سيارات في العالم، يعطي إشارات إيجابية على استعادة الحركة تدريجيًا.
كما لفت إلى أن قطاع السياحة وتحويلات المصريين بالخارج يسجلان أداءً قويًا، مما يضيف دعمًا إضافيًا لسوق الصرف، خاصة مع تحسن المؤشرات الأمنية واللوجستية في عدد من الوجهات السياحية.
تضخم تحت السيطرة والفائدة تجذب المستثمرين
وحول مؤشرات الاقتصاد الكلي، أشار جنينة إلى أن التضخم السنوي انخفض إلى 14% بنهاية يونيو/حزيران، وهو ما اعتبره إشارة إيجابية، خاصة مع تحسن الجنيه أمام الدولار.
وأكد أن هذه الأرقام شجّعت المستثمرين الأجانب على ضخ المزيد من السيولة في أدوات الدين المحلية قبل أن يتجه البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة تدريجيًا خلال الربع الأخير من العام، وهو ما يُفسّر جزئيًا عودة ما يعرف بـ"الأموال الساخنة".
هل يصل الدولار إلى 44.5 جنيه؟
وحول السعر العادل للدولار مقابل الجنيه المصري، قال جنينة لـ "العين الإخبارية" إن الجنيه المصري مقوم بأقل من قيمته الحقيقية بنحو 10%، مضيفًا:"لا أستند في ذلك إلى تقارير جولدمان ساكس أو جي بي مورغان، بل إلى النموذج التحليلي الذي نطوره داخليًا منذ سنوات".
وأوضح أن بعض المؤسسات الدولية قدّرت أن الجنيه مقوم بأقل من قيمته بنسبة تتراوح بين 30% و40%، لكن تقييمه الشخصي أكثر تحفظًا، ويرى جنينه أن القيمة العادلة تتراوح بين 44.5 و45 جنيهًا للدولار.
وأكد أن هذا التقييم يمنح ثقة إضافية للمستثمر الأجنبي، لأنه يرى أن العملة المصرية تملك هامش ارتفاع محتمل، وبالتالي لا يخشى من انخفاضها عند الخروج من السوق لاحقًا.
aXA6IDE4NS4xOTguMjQ1LjE3OCA=
جزيرة ام اند امز
IT

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
أدوات ذكاء اصطناعي مجانية من جوجل لطلبة الجامعات الأميركية
تعهدت شركة جوجل، التابعة لمجموعة ألفابت، اليوم الأربعاء باستثمار مليار دولار خلال ثلاث سنوات لدعم التدريب وتوفير أدوات الذكاء الاصطناعي لمؤسسات التعليم العالي والمنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة. وتشمل المبادرة حتى الآن أكثر من 100 جامعة، من بينها أنظمة جامعات عامة كبرى مثل جامعتي تكساس إيه آند إم ونورث كارولينا. وستحصل الجامعات المشاركة على تمويل نقدي وموارد تقنية، تشمل مزايا الحوسبة السحابية لتدريب الطلاب، بالإضافة إلى دعم الأبحاث المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. ويشمل الاستثمار تكلفة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المدفوعة، مثل النسخة المتقدمة من روبوت الدردشة «جيميني»، التي ستوفرها جوجل مجانًا لطلاب الجامعات. وفي مقابلة، قال جيمس مانيكا، نائب الرئيس الأول في جوجل، إن الشركة تهدف إلى توسيع البرنامج ليشمل جميع الكليات غير الربحية المعتمدة في الولايات المتحدة، مع دراسة خطط لتطبيق مبادرات مماثلة في بلدان أخرى. ورفض مانيكا الإفصاح عن قيمة التمويل المباشر التي ستخصصها جوجل للمؤسسات الخارجية، مكتفيًا بالإشارة إلى تغطية فواتير خدمات الحوسبة السحابية والاشتراكات. يأتي هذا الإعلان في وقت تبذل فيه شركات منافسة مثل أوبن إيه آي، وأنثروبيك، وأمازون جهودًا موازية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم. وفي يوليو الماضي، تعهدت مايكروسوفت باستثمار أربعة مليارات دولار لدعم الذكاء الاصطناعي في التعليم على الصعيد العالمي. وفي الوقت نفسه، أظهرت أبحاث متعددة مخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي في التعليم، من تسهيل الغش إلى تقويض مهارات التفكير النقدي، مما دفع بعض المدارس إلى التفكير في حظر استخدامه. وأشار مانيكا إلى أن جوجل لم تواجه مقاومة من الإدارات التعليمية منذ بدء التخطيط للمبادرة، لكنه أكد أن «العديد من الأسئلة» لا تزال قائمة حول المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
برنت يقفز فوق 68 دولارا.. رسوم ترامب على الهند تعيد النفط للصعود
ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء بنحو 1% متعافية من أدنى مستوى في 5 أسابيع المسجل في الجلسة الماضية، بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على الهند بسبب شرائها الخام الروسي. وفقا لرويترز، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 80 سنتا أو 1.2% إلى 68.44 دولار للبرميل. وارتفع أيضا خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 80 سنتا أو 1.2% إلى 65.96 دولار للبرميل. وانخفض كلا الخامين بما يزيد على دولار أمس الثلاثاء عند التسوية مسجلين أدنى مستوى منذ الأول من يوليو/ تموز في خسائر لرابع جلسة. وقال المحلل جانيف شاه من ريستاد "ارتفعت الأسعار بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة المحتملة على الهند لكن السوق تنتظر نوعا من التنفيذ الرسمي وكذلك معرفة أي العناصر في السوق التي ستتأثر". وأصدر ترامب أمرا تنفيذيا اليوم الأربعاء بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع من الهند بنسبة 25% قائلا إنها تشتري النفط من روسيا بشكل مباشر أو غير مباشر. وجاء هذا الإعلان رغم تصريحات أدلى بها أحد مساعدي الكرملين في وقت سابق اليوم بأن المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف كانت "مفيدة وبناءة". وأجرى ويتكوف محادثات استمرت نحو 3 ساعات مع بوتين في الكرملين، وذلك قبل يومين من انتهاء المهلة التي حددها ترامب لروسيا للموافقة على السلام أو مواجهة عقوبات جديدة. وقال آشلي كيلتي المحلل في بانمور ليبيرم "ربما يبدو أن الهند ستقلص مشترياتها من النفط الخام الروسي لكني لا أتوقع أن تفعل ذلك كليا لأنها تحقق أرباحا هائلة من شراء النفط الخام الروسي بأسعار رخيصة". وأضاف شاه من ريستاد أن تخطيط مجموعة أوبك+ لزيادة الإمدادات سيعوض أي انخفاض محتمل في إمدادات النفط الروسي. وتضم أوبك+ دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منهم روسيا. وتلقت أسواق النفط أيضا دعما من انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم إن مخزونات النفط الخام تراجعت ثلاثة ملايين برميل إلى 423.7 مليون في الأسبوع المنتهي في أول أغسطس/ آب. CA


حلب اليوم
منذ 2 ساعات
- حلب اليوم
المزيد من مذكرات التفاهم وتساؤلات حول الجدوى الاقتصادية
بدأت اليوم الأربعاء مراسم توقيع مذكرات التفاهم لعدد من المشاريع الاستثمارية المزمع تنفيذها في سوريا، وذلك بحضور الرئيس أحمد الشرع، وبمشاركة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، في قاعة المراسم الخاصة بقصر الشعب في العاصمة دمشق. وتشمل أجندة الفعالية توقيع مذكرات تفاهم لعدّة مشاريع في دمشق ( مطار دمشق، وبرج دمشق، ومترو دمشق)، وفي حمص (بوليفارد حمص)، و(تاج حلب) في حلب، بالإضافة إلى مشاريع سكنية وترفيهية في حماة وطرطوس. وفيما لقيت تلك الخطوة ترحيبا من السوريين، فقد برزت في المقابل أسئلة حول مدى الجدوى من هذه الاتفاقات، فيما لا تزال الأوضاع المعيشية والخدمية ضعيفة على أرض الواقع، بعد مضي نحو 8 أشهر على التحرير. وحول ذلك، قال أدهم قضيماتي، الخبير الاقتصادي السوري، لحلب اليوم، إنه 'من الطبيعي أن تكون هناك أسئلة حول التطبيق على أرض الواقع.. والجواب أن هكذا اتفاقيات بهكذا حجم تحتاج إلى وقت للبداية ووقت للتنفيذ أيضًا بسبب حجم هذه الاتفاقيات وما تحتاجه من تراخيص ومرونة للبدء في العمل، وأيضًا هناك حاجة لتجهيز البنية التحتية التي تحتاجها هذه المشاريع. وعليه، إذا تم البدء بالتنفيذ، فأعتقد أن المشاريع سيستغرق تنفيذها أكثر من سنتين إلى 3 سنوات، وهناك مشاريع يمكن أن تستغرق سنة من تاريخ البدء، فيما البنية التحتية مدمرة'. وأوضح أن 'هناك شقين للعمل.. شق يتعلق بالمشاريع والمستثمرين وما يحتاجونه، والشق الآخر هو ما يتعلق بالدولة، وخاصة البنية التحتية. أما أهمية الاتفاقيات فتنبع من تجسيد البدء بدخول المستثمرين، وخاصة فيما يتعلق بالعقار والمشاريع العقارية، وذلك يزيد تشجيع المستثمرين للدخول إلى سوريا. وكلما زاد تطوير البنية التحتية وبناؤها، كلما زادت المشاريع، ولكن يجب ألا ننسى أن حجم الدمار كبير.. ويحتاج إلى مشاريع وأموال كبيرة'. وقال مدير هيئة الاستثمار طلال الهلالي، في كلمته خلال انطلاق فعاليات التوقيع، إن هناك 12 مشروعاً بقيمة تبلغ 14 مليار دولار أمريكي، ستشكل نقلة نوعية في البنية التحتية والحياة الاقتصادية. وأضاف أن 'هذه المشاريع ليست مجرد استثمارات عقارية أو بنى تحتية، بل هي محركات لتوليد فرص العمل، وجسور ثقة بين سوريا والمستثمرين العالميين'. وأضاف أن أبرز المشاريع هي مطار دمشق الدولي باستثمار يبلغ 4 مليار دولار، ومترو دمشق بقيمة استثمار تبلغ 2 مليار دولار، ومشروع حيوي للبنية التحتية والتنقل الحضري. وأشار إلى أن هذه المشاريع تضم أيضاً أبراج دمشق بقيمة استثمارية تبلغ 2 مليار دولار، وأبراج البرامكة باستثمار 500 مليون دولار، ومول البرامكة باستثمار 60 مليون دولار. يذكر أن مراسم التوقيع تأتي على خلفية المنتدى الاستثماري السوري السعودي الذي جرى نهاية الشهر الماضي، وفقا لقناة الإخبارية الرسمية.