
هروب مثير من سجن بلجيكي قبل زيارة ملكية يشعل جدلًا واسعًا
المزيد من الأخبار
هروب مثير من سجن بلجيكي قبل زيارة ملكية يشعل جدلًا واسعًا
ناظورسيتي: متابعة
شهد سجن "Saint-Hubert" البلجيكي، منتصف هذا الأسبوع، حادثة هروب جماعية غير مسبوقة، حين تمكّن ستة نزلاء من الفرار في واقعة أعادت إلى الواجهة الجدل القديم حول نموذج السجون شبه المفتوحة، وجدوى المنظومة التأهيلية التي تراهن عليها السلطات البلجيكية في هذا النوع من المؤسسات العقابية.
الحادثة وقعت مساء الأربعاء، تحديدًا حوالي الساعة الرابعة والنصف، عندما استغل السجناء الستة ثغرة لوجستية داخل السجن، حيث عُثر على سلم معدني مؤقت داخل ورشة إصلاحات، استخدموه لتسلق السياج الحديدي المحيط بالمؤسسة، والذي يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار. وفقًا لما نقلته إذاعة RTL، فإن عملية الهروب تمت في وقت قياسي، حيث لم تنتبه عناصر الحراسة إلا بعد خروج السجناء من الحرم الأمني، ما فجّر حالة استنفار غير مسبوقة في محيط السجن وداخل المقاطعة ككل.
ثلاثة من الفارين لم يذهبوا بعيدًا، إذ تعرضوا لإصابات في الأرجل إثر قفزهم من علو مرتفع، مما سهّل على الشرطة توقيفهم بسرعة، فيما تمكّن الثلاثة الآخرون من التواري عن الأنظار، لتبدأ إثر ذلك عملية مطاردة موسعة استُخدمت فيها المروحيات وكلاب التعقب ووحدات الشرطة الخاصة. ورغم توقيف اثنين آخرين في وقت لاحق من ليلة الأربعاء، بقي أحد السجناء، وهو السادس، في حالة فرار لأكثر من 12 ساعة، قبل أن يُعلن صباح الخميس عن إلقاء القبض عليه، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن ظروف توقيفه أو المكان الذي عُثر عليه فيه.
المثير في القضية أن هذا الحادث وقع قبل ساعات فقط من زيارة مرتقبة للعاهل البلجيكي الملك فيليب والملكة ماتيلد إلى مدينة Saint-Hubert، حيث كان من المقرر أن يتفقدا البازيليكا التاريخية وقصر الدير، ويشاركا في لقاءات مع سكان المنطقة، وهو ما أضفى على الواقعة بُعدًا سياسيًا وإعلاميًا إضافيًا، بالنظر إلى حساسية التوقيت ومكان الحادث.
إدارة السجن حاولت التقليل من حدة المخاوف، إذ أوضحت المتحدثة الرسمية فاليري كاليبو أن "النزلاء في هذا النوع من المؤسسات يجب أن يُظهروا قدرة على العيش في المجتمع"، مؤكدة أن السجن يخضع لنظام شبه مفتوح مصمم خصيصًا لإعادة الإدماج، ويتيح للنزلاء الاشتغال داخل مزرعة وفضاءات خضراء تحت مراقبة محدودة. كما صرّح رئيس منطقة شرطة سيموا، فينسنت ليونارد، أن السجناء الستة "ليسوا خطرين"، وأنهم جميعًا "أجانب غير بلجيكيين" متورطون في قضايا تتعلق بالسرقة البسيطة والمخدرات والإقامة غير الشرعية.
لكن تلك التطمينات لم تمر دون انتقادات، خاصة أن سجن Saint-Hubert ليس غريبًا عن مثل هذه الحوادث، فقد سبق أن شهد في أبريل 2023 محاولة هروب جماعية مماثلة، حين استخدم عشرة سجناء آلة لقطع الزوايا للخروج من زنزاناتهم، وقبلها سنة 2012، تمكن نزلاء من الفرار عبر ربط الملاءات والانزلاق من الطابق الأول.
ورغم تأكيد السلطات أن الحادث لا يشكل خطرًا على الأمن العام، إلا أن الرأي العام البلجيكي تلقى الواقعة بقلق وذهول، معتبرًا أنها تُسلط الضوء على ثغرات مزمنة في نظام السجون المفتوحة، التي تُمنح فيها الثقة للسجناء مقابل التزامهم بالقواعد. وهو ما يطرح سؤالًا كبيرًا حول حدود هذا النموذج ومدى قابليته للاستمرار دون المساس بمستوى الأمان المطلوب.
وبينما طويت صفحة المطاردة في أقل من أربع وعشرين ساعة، فإن تداعيات هذا الهروب لا تزال مفتوحة، سواء على مستوى التحقيقات الداخلية الجارية لتحديد المسؤوليات، أو على مستوى النقاش العام الدائر حول نجاعة المؤسسات السجنية المفتوحة، وسط دعوات متزايدة لمراجعة المعايير الأمنية وضمان التوازن بين فلسفة الإدماج وحتمية الانضباط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


طنجة 7
منذ 5 أيام
- طنجة 7
الشرطة المغربية تعتمد سلالة جديدة من الكلاب لأغراض البحث
اعتمدت الشرطة السينوتقنية في المغرب سلالة 'سان إيبير' (Saint-Hubert) الجديدة في صفوفها، لتعزيز القدرات الميدانية لمختلف مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، خاصة في المهام ذات الطابع الإنساني مثل البحث عن الأشخاص المختفين والمفقودين. وتعتبر الاستعانة بكلاب 'سان إيبير' الودودة والذكية من المستجدات المعلن عنها خلال أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني في دورتها السادسة المقامة إلى غاية 21 ماي الحالي بمدينة الجديدة. وتشتهر كلاب هاته السلالة البلجيكية بحجمها الكبير، وطباعها الودودة والهادئة، وتفضل العيش والعمل ضمن مجموعات، ما يجعلها منسجمة تماما مع طبيعة العمل الجماعي لفرق الكلاب المدربة. كما تجمع بين الذكاء الحاد والحيوية، وحب اللعب، غير أن أبرز ما يميزها هو قوة حاسة الشم التي تمتلكها، والتي تمنحها قدرات فائقة على تتبع الروائح لمسافات طويلة، مما يجعلها مثالية للمهام المرتبطة بالبحث عن الأشخاص المختفين أو الأطفال التائهين. وفي هذا الإطار، أبرز ضابط الشرطة ممتاز، النجيم يوسف، الذي يشتغل بقسم الشرطة السينوتقنية بمديرية الشرطة القضائية، أن 'سان إيبير فصيلة معروفة بذكائها ومرحها وقوتها، وما يميزها أساسا هو حاسة الشم القوية'، مشيرا إلى أن 'هذه الكلاب توجه منذ البداية نحو مجال اقتفاء أثر الأشخاص، نظرا لقدرتها الكبيرة على التعقب. وأضاف النجيم أن 'كلاب سان إيبير تخضع حاليا لتدريب مستمر في قسم الشرطة السينوتقنية بالرباط، يشمل مجالات متعددة مثل العثور على الأشخاص المختفين، الأطفال التائهين، والفارين من المؤسسات السجنية، على أن تنهي تكوينها بداية السنة المقبلة، وتدخل الخدمة الميدانية'. من جهة أخرى، تواصل فرق الشرطة السينوتقنية أداء مهامها في عدد من المجالات الحيوية الأخرى، من بينها أمن الملاعب وتنظيم التظاهرات الكبرى، والبحث عن المخدرات والأوراق المالية المزورة، فضلا عن الكشف عن المتفجرات والأسلحة والذخيرة والشهب الاصطناعية. وقد برز دورها هذه السنة من خلال المساهمة في فك خيوط عدد من الجرائم المعقدة، إذ تمكنت الكلاب المدربة التابعة للفرق السينوتقنية مؤخرا من كشف مكان أجزاء وبقايا من جثتين تعودان لضحيتين في إطار جريمة. وتنهض الكلاب المدربة للشرطة بأدوار مهمة وطلائعية في منظومة العمل الأمني، فهي حاضرة في مختلف بروتوكولات الأمن والسلامة للحفاظ على النظام العام، كما أنها شريك أساسي في عمليات المراقبة الحدودية، ومساهم محوري في مهام الإغاثة والإنقاذ، ومتدخل رئيسي أيضا في عمليات الاقتحام والتدخل في الوضعيات الأمنية المحفوفة بالمخاطر. وبسبب اللجوء المتنامي لاستغلال الكلاب المدربة للشرطة، فقد راهنت المديرية العامة للأمن الوطني على تطوير البنيات التنظيمية للشرطة السينوتقنية، والاستثمار في أصناف جديدة من الكلاب المدربة للشرطة، والانفتاح على تخصصات أكثر تعقيدا في مجال البحث، من قبيل الكشف عن الأوراق البنكية والتنقيب عن الجثث والكشف عن أنواع جديدة من المخدرات التركيبية.


ناظور سيتي
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- ناظور سيتي
هروب مثير من سجن بلجيكي قبل زيارة ملكية يشعل جدلًا واسعًا
المزيد من الأخبار هروب مثير من سجن بلجيكي قبل زيارة ملكية يشعل جدلًا واسعًا ناظورسيتي: متابعة شهد سجن "Saint-Hubert" البلجيكي، منتصف هذا الأسبوع، حادثة هروب جماعية غير مسبوقة، حين تمكّن ستة نزلاء من الفرار في واقعة أعادت إلى الواجهة الجدل القديم حول نموذج السجون شبه المفتوحة، وجدوى المنظومة التأهيلية التي تراهن عليها السلطات البلجيكية في هذا النوع من المؤسسات العقابية. الحادثة وقعت مساء الأربعاء، تحديدًا حوالي الساعة الرابعة والنصف، عندما استغل السجناء الستة ثغرة لوجستية داخل السجن، حيث عُثر على سلم معدني مؤقت داخل ورشة إصلاحات، استخدموه لتسلق السياج الحديدي المحيط بالمؤسسة، والذي يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار. وفقًا لما نقلته إذاعة RTL، فإن عملية الهروب تمت في وقت قياسي، حيث لم تنتبه عناصر الحراسة إلا بعد خروج السجناء من الحرم الأمني، ما فجّر حالة استنفار غير مسبوقة في محيط السجن وداخل المقاطعة ككل. ثلاثة من الفارين لم يذهبوا بعيدًا، إذ تعرضوا لإصابات في الأرجل إثر قفزهم من علو مرتفع، مما سهّل على الشرطة توقيفهم بسرعة، فيما تمكّن الثلاثة الآخرون من التواري عن الأنظار، لتبدأ إثر ذلك عملية مطاردة موسعة استُخدمت فيها المروحيات وكلاب التعقب ووحدات الشرطة الخاصة. ورغم توقيف اثنين آخرين في وقت لاحق من ليلة الأربعاء، بقي أحد السجناء، وهو السادس، في حالة فرار لأكثر من 12 ساعة، قبل أن يُعلن صباح الخميس عن إلقاء القبض عليه، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن ظروف توقيفه أو المكان الذي عُثر عليه فيه. المثير في القضية أن هذا الحادث وقع قبل ساعات فقط من زيارة مرتقبة للعاهل البلجيكي الملك فيليب والملكة ماتيلد إلى مدينة Saint-Hubert، حيث كان من المقرر أن يتفقدا البازيليكا التاريخية وقصر الدير، ويشاركا في لقاءات مع سكان المنطقة، وهو ما أضفى على الواقعة بُعدًا سياسيًا وإعلاميًا إضافيًا، بالنظر إلى حساسية التوقيت ومكان الحادث. إدارة السجن حاولت التقليل من حدة المخاوف، إذ أوضحت المتحدثة الرسمية فاليري كاليبو أن "النزلاء في هذا النوع من المؤسسات يجب أن يُظهروا قدرة على العيش في المجتمع"، مؤكدة أن السجن يخضع لنظام شبه مفتوح مصمم خصيصًا لإعادة الإدماج، ويتيح للنزلاء الاشتغال داخل مزرعة وفضاءات خضراء تحت مراقبة محدودة. كما صرّح رئيس منطقة شرطة سيموا، فينسنت ليونارد، أن السجناء الستة "ليسوا خطرين"، وأنهم جميعًا "أجانب غير بلجيكيين" متورطون في قضايا تتعلق بالسرقة البسيطة والمخدرات والإقامة غير الشرعية. لكن تلك التطمينات لم تمر دون انتقادات، خاصة أن سجن Saint-Hubert ليس غريبًا عن مثل هذه الحوادث، فقد سبق أن شهد في أبريل 2023 محاولة هروب جماعية مماثلة، حين استخدم عشرة سجناء آلة لقطع الزوايا للخروج من زنزاناتهم، وقبلها سنة 2012، تمكن نزلاء من الفرار عبر ربط الملاءات والانزلاق من الطابق الأول. ورغم تأكيد السلطات أن الحادث لا يشكل خطرًا على الأمن العام، إلا أن الرأي العام البلجيكي تلقى الواقعة بقلق وذهول، معتبرًا أنها تُسلط الضوء على ثغرات مزمنة في نظام السجون المفتوحة، التي تُمنح فيها الثقة للسجناء مقابل التزامهم بالقواعد. وهو ما يطرح سؤالًا كبيرًا حول حدود هذا النموذج ومدى قابليته للاستمرار دون المساس بمستوى الأمان المطلوب. وبينما طويت صفحة المطاردة في أقل من أربع وعشرين ساعة، فإن تداعيات هذا الهروب لا تزال مفتوحة، سواء على مستوى التحقيقات الداخلية الجارية لتحديد المسؤوليات، أو على مستوى النقاش العام الدائر حول نجاعة المؤسسات السجنية المفتوحة، وسط دعوات متزايدة لمراجعة المعايير الأمنية وضمان التوازن بين فلسفة الإدماج وحتمية الانضباط.


ناظور سيتي
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- ناظور سيتي
فرنسا تصعد ضد الجزائر.. وزير الداخلية يهدد باستعمال القوة ضد نظام تبون
المزيد من الأخبار فرنسا تصعد ضد الجزائر.. وزير الداخلية يهدد باستعمال القوة ضد نظام تبون ناظورسيتي : متابعة تشهد العلاقات بين فرنسا والجزائر توتراً متزايداً بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، "برونو روتايو"، التي اتسمت بالحدة تجاه النظام الجزائري، وذلك في أعقاب اعتقال وإيداع دبلوماسي جزائري السجن في فرنسا بتهمة التورط في اختطاف ناشط جزائري على الأراضي الفرنسية. وفي حديثه لإذاعة "RTL" الفرنسية، وجه "روتايو" تهديداً لنظام عبد المجيد تبون، مشيراً إلى أنه في حال استمرار الجزائر في رفض استعادة رعاياها المُرحّلين من فرنسا، فإن باريس قد تلجأ إلى تصعيد الموقف باستخدام أدوات أخرى مثل التأشيرات والاتفاقيات الثنائية. وأكد "روتايو" أن الرعايا الجزائريين الذين يشكلون خطراً لا مكان لهم في فرنسا، وأنه يتوجب إعادتهم إلى الجزائر التي ينبغي عليها قبول عودتهم، مشيراً أن هذه المسألة تتجاوز البعد الدبلوماسي لتشمل كرامة الشعب الفرنسي الذي لم يعد يقبل بالإهانة من قبل الجزائر. وفي تصريحاته، أشار "روتايو" إلى ضرورة اعتماد ميزان قوى في التعامل مع الجزائر، مؤكداً أن اللغة الجديدة في العالم المعاصر هي لغة القوة وليس النعومة. إلى ذلك، تعتبر هذه التصريحات أول دعوة صريحة من مسؤول فرنسي رفيع المستوى لاستعمال القوة ضد الجزائر منذ بدء الأزمة بين البلدين، مما يشير إلى تدهور العلاقات الثنائية ووصولها إلى مرحلة خطيرة تنذر بانفتاح الأمور على جميع الاحتمالات.