
النفط العراقية تدعو للشروع بالمفاوضات لاستئناف صادرات نفط إقليم كوردستان
شفق نيوز/ ردت وزارة النفط العراقية، يوم الجمعة، على التصريح الصادر من جمعية صناعة النفط الكوردستانية "إبيكور" في نهاية شهر آذار/مارس الماضي والذي زعم أن "الوزارة أبدت عدم رغبتها في التفاوض على حل يفي بالعقود المبرمة بين شركات إبيكور وحكومة إقليم كوردستان"، في حين اعربت عن أسفها لنشر هذا البيان "المغلوط والمضلل"، دعت إلى الشروع الفوري بالمفاوضات والحوار لاستئناف صادرات نفط الاقليم في أقرب وقت ممكن.
وقالت الوزارة في بيان اليوم، إنها "تعمل على ضمان التطبيق السليم لتعديل قانون الموازنة المعتمد في الثاني من شباط 2025، بحيث يمكن بدء الصادرات عبر خط أنابيب العراق - تركيا في أقرب وقت ممكن".
وينص تعديل قانون الموازنة على أن تقوم وزارة المالية الاتحادية بتعويض حكومة إقليم كوردستان عن تكلفة إنتاج ونقل النفط الخام المسلم إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو) أو إلى وزارة النفط.
كما ينص على أن يتم حساب التكاليف التقديرية العادلة للإنتاج والنقل لكل حقل على حدة من قبل استشاري دولي، وأن تُستخدم هذه التكاليف لتحديد المدفوعات من وزارة المالية الاتحادية إلى حكومة إقليم كوردستان.
وأوضحت الوزارة أن "تعديل قانون الموازنة يتطلب تسليم جميع الإنتاج في إقليم كردستان على الفور إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو) ووزارة النفط الاتحادية، مع تطبيق آلية تعويض مؤقتة لسداد المدفوعات إلى حكومة إقليم كوردستان أثناء قيام الاستشاري الدولي بعمله".
وأضاف بيان الوزارة "لقد اتخذت حكومة العراق خطوات ملموسة وجادة لإثبات حسن نيتها في المفاوضات وضمان استئناف صادرات النفط عبر خط أنابيب العراق - تركيا (ITP) بسرعة ومسؤولية وقد عملت بإستمرار وبما يضمن ويخدم المصلحة الوطنية للبلاد، وبذلت جهودًا كبيرة في الحفاظ على موارد العراق وتنفيذ حلول قانونية ومستدامة".
وتابعت الوزارة القول إن "التحدي الأساسي في هذه المفاوضات هو أنه في كل مرة يتم فيها إحراز تقدم من خلال اتفاق معين، يتم اتخاذ خطوات غير إيجابية - لكنها ليست من جانب الحكومة العراقية ، حيث تُعيق المطالب غير الواقعية والخارجة عن الأطر القانونية التقدم نحو تسوية نهائية، ولا سيما مع ظهور تعقيدات جديدة تتناقض مع الاتفاقات السابقة"، مؤكدة أن "مثل هذه المطالب لا تخدم المفاوضات البنّاءة القائمة على حسن النية"، على حد تعبير البيان.
ودعت وزارة النفط إلى "عقد اجتماع عاجل مع الأطراف المعنية لاستئناف المفاوضات والحوار"، مشترطة أن "يخضع التفاوض وبما يتوافق مع قانون الموازنة المعدل، والوصول إلى آلية عمل واضحة تحفظ حقوق العراق وتضمن التزاماته تجاه المستثمرين.
وختمت الوزارة بيانها بالقول، انه "يتمثل الهدف الرئيسي في استئناف تصدير النفط عبر خط الأنابيب بشكل فوري وآمن ومشروع، مع ضمان سيادة القانون وحماية الموارد الوطنية من أي استغلال غير قانوني".
وكانت وكالة "رويترز"، قد أفادت في شهر آذار/مارس الماضي، بتعثر مفاوضات استئناف تصدير النفط من حقول إقليم كوردستان عبر ميناء جيهان التركي.
ونقلت الوكالة عن مصدرين مطلعين، قولهما إن "محادثات استئناف صادرات النفط الكوردي عبر خط الأنابيب العراقي التركي واجهت عقبة بسبب استمرار عدم الوضوح بشأن المدفوعات والعقود".
وكانت شركة "إبيكور"، وهي تجمع يضم 8 شركات نفط تعمل في إقليم كوردستان العراق، قد أكدت في بيان لها أنها "لن تستأنف الصادرات حتى تقدم بغداد التزاما ثابتا باحترام العقود القائمة وتوفير ضمانات للدفع مقابل الصادرات السابقة والمستقبلية".
وأدى التوقف المستمر منذ عامين إلى توقف تدفق النفط من إقليم كوردستان العراق، إلى ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 18 ساعات
- شفق نيوز
"شاهدوا الجحيم".. توصية أمريكية للعراق باحتواء ألفي طفل إيزيدي جندهم "داعش"
شفق نيوز/ حذر مركز الدراسات الأمنية التابع لجامعة جورجتاون الأمريكية، يوم الجمعة، من إهمال جريمة "العسكرة الممنهجة" التي خضع لها الأطفال الإيزيديون في العراق، مؤكداً أن العالم ركز اهتمامه على معاناة الفتيات الإيزيديات اللواتي جرى إخضاعهن لـ"استعباد جنسي"، بينما جرى تجاهل معاناة الفتيان الذين تم تحويلهم إلى أدوات للقتل والعنف. وتحت عنوان "هؤلاء الذين شاهدوا الجحيم"، ذكر المركز في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه "فيما بعد هجوم الإبادة الذي شنه تنظيم داعش على الطائفة الإيزيدية في سنجار، ركز الاهتمام العالمي بشكل محق، على استعباد النساء والفتيات الإيزيديات، إلا أنه فشل في معالجة فظاعة أخرى والمتمثلة في تجنيد الفتيان الإيزيديين كجنود، وهو ما يمثل فشلاً في معالجة النطاق الكامل لإستراتيجية داعش الخسيسة لإبادة الشعب الإيزيدي". العسكرة الممنهجة للأطفال وأشار التقرير إلى أن "العسكرة الممنهجة للأطفال الإيزيديين، تحتاج إلى اعتراف وتحرك بشكل عاجل، حيث أنهم لم يكونوا مجرد ضحايا جانبيين، بل أن داعش استخدمهم كوسيلة لإدامة الإبادة الجماعية من خلال الدمج القسري والتلقين العقائدي". واعتبر أن "الصدمة النفسية الطويلة التي عانى منها الفتيان الإيزيديون المجندون قسراً من قبل داعش، لا تمثل أزمة إنسانية فقط، وإنما أيضاً بمثابة قنبلة موقوتة أمنية واجتماعية، حيث يحمل هؤلاء، الناجون من أسر داعش، ندوباً جسدية ونفسية عميقة حيث عانى العديد منهم من العنف وسوء تغذية خلال فترة تجنيدهم القسري، بما في ذلك فقدان أطرافهم جراء القتال، ومشاكل صحية مزمنة". وأوضح أن "نحو 2000 طفل إيزيدي هربوا من داعش، تركوا يعانون من أزمة صحية جسدية ونفسية لا سابق لها، وغالباً ما يتم إهمالهم وبلا دعم كافٍ". "أنتم كفار" ونقل التقرير عن منظمة العفود الدولية، أن "كثيرين منهم يعانون من نوبات غضب، وذكريات مؤلمة، وكوابيس"، حيث أظهرت دراسة سريرية أجريت على 81 طفلاً من جنود داعش السابقين، معظمهم من الأولاد الإيزيديين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاماً، أن نحو نصفهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (48.3%)، ومن الاكتئاب (45.6%) واضطرابات القلق (45.8%). وحذر التقرير من أنه "بدون دعم نفسي واجتماعي قوي، ستستمر معاناة العديد منهم من الاكتئاب وذنب الناجي والأفكار الانتحارية، كما أن عدم معاجلة الصحة العقلية لا يسبب معاناة فردية فقط، وإنما يمكن أن تغذي أيضاً دورات عنف مستقبلاً". ولفت إلى أن "الزرع الممنهج للتطرف بحق الفتيان الإيزيديين شكل عنصراً أساسياً في مشروع الإبادة الجماعية لداعش"، مذكراً بأن التنظيم "أجبر الأطفال الإيزيديين على التخلي فوراً عن دينهم تحت التهديد بالقتل". ونقل التقرير عن أحد الناجين البالغ من العمر 16 عاماً، أنه قيل له "أنتم إيزيديون وكفار، نريد أن نهديك إلى الدين الحق حتى تدخل الجنة"، منوهاً بأن "داعش أجبر فتياناً لا تتخطى أعمارهم سبع سنوات على الصلاة خمس مرات يومياً، ودراسة القرآن الكريم، وترديد شعارات داعش، بينما كانوا في معسكرات التدريب، يطلق عليهم أسماء إسلامية عربية، ويمنعهم من التحدث باللغة الكوردية، وجرى تلقينهم أن المعتقدات الإيزيدية هي بمثابة عبادة للشيطان". وبين أن "الهدف من ذلك كان محو الهوية الإيزيدية، وأن داعش نجح في إعادة تشكيل عقول هؤلاء الأطفال الذي صاروا يحملون إيديولوجية داعش، وتحولوا إلى ضحايا وأدوات عنف في الوقت نفسه، لدرجة أن بعض الناجين رفضوا عائلاتهم ومجتمعاتهم بعد إنقاذهم". وبحسب واحدة من الأمهات الإيزيديات، فإن ابنها العائة صار يعتبر تنظيم "داعش" كأنه عائلته بعد عامين من الأسر، بينما سعى فتى آخر، إلى العودة للتنظيم، ووصف والدته وإخوته بـ"الكفار"، وهذه الروايات تظهر كيف أن "داعش" وظف الهوية كسلاح لفصل الأطفال عن مجتمعاتهم. إعادة الدمج وأوضح التقرير، أن "إعادة دمج هؤلاء الفتيان ليست مجرد إعادتهم إلى ديارهم، بل هي رحلة طويلة وصعبة"، مشيراً إلى أن "الفتيان محرومون من التعليم ومن لغتهم وروابطهم الأسرية، كما أن أفراد أسرهم وجيرانهم قد ينظرون إليهم بخوف، من إن يكونوا قنابل موقوتة، كما أن وصمة العار المرتبطة بانتمائهم إلى داعش، غالباً ما تجعلهم منبوذين اجتماعياً". ولفت التقرير إلى أنه "برغم صدور قانون الناجيات الإيزيديات، الذي أقره البرلمان العراقي عام 2021، حيث يوفر تعويضات مالية وخدمات دعم للنساء والفتيات الناجيات من قبضة داعش، إلا أنه لا يشمل الفتيان بشكل هادف، ولهذا ما يزال الأولاد، مستبعدين بدرجة كبيرة من خدمات الدعم النفسي والتعليمي وإعادة الدمج التي ترعاها الدولة". وبين أن "تجارب الفتيان الإيزيديين تتقاطع مع معاناة الفتيات الإيزيديات الموثقة بشكل جيد، حيث أنه بينما أخضع داعش الفتيات لاستعباد جنسي وأجبرهن على الولادة، فأنه على النقيض من ذلك، حول داعش الفتيان الإيزيديين إلى أدوات للعنف، وجعلهم يرتكبون أو يشهدون فظائع، أحياناً بالإكراه"، مضيفاً أن "صدمة المجموعتين عميقة، لكن طبيعة معاناتهم وتحديات إعادة دمجهم تختلف". واقترح التقرير توسيع خدمات الصحة النفسية المخصصة للفتيان الإيزيديين الذين كانوا محتجزين لدى داعش، مشيراً إلى أنه "من دون هذه الرعاية الطويلة، فأنه من الممكن أن تتفاقم هذه الجروح النفسية، مما يعوق جهود إعادة الدمج ويعرض المجتمع الإيزيدي لمزيد من العنف، ولهذا فأنه من أجل كسر الحلقة المفرغة، يتحتم على الجهات المانحة الدولية والحكومة العراقية، أن تستثمر في بنية تحتية للصحة النفسية تراعي الاعتبارات الثقافية والصدمات النفسية". وحذر من أن "ترك هذا الجيل في حالة من الضياع الفكري وبحالة انعزال عن تراثه الإيزيدي والمجتمع العراقي الأوسع، إذ أن تركهم بدون دمج سيجعلهم يعانون من تشوش دائم في الهوية، ومن العزلة الاجتماعية والسخط، مما يجعلهم أكثر عرضة للتطرف والإجرام، أو إعادة التجنيد من قبل الجماعات المسلحة". وشدد التقرير، على "ضرورة توسيع قانون الناجيات الإيزيديات وإشراك الفتيان فيه، حيث أنه في وضعه الحالي، يعترف بالنساء والفتيات كضحايا، لكنه يستثني الفتيان الذين اختطفوا وغسلت عقولهم واستخدموا كجنود، ولذلك فإن هناك حاجة لتعديل صياغة القانون ليشمل بشكل واضح الناجين الذكور، وإنشاء آليات لتسجيلهم وتقييمهم وتعويضهم أو من خلا منح دراسية ومساعدات صحية".


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
قبل التوجه لمفاوضات روما.. عراقجي: لا اتفاق مع واشنطن بشأن "التخصيب الصفري"
شفق نيوز/ كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الجمعة، أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق مع الولايات المتحدة إذا أصرّت واشنطن على مطلب "التخصيب الصفري" لليورانيوم. وقال عراقجي في تغريدة نشرها عبر منصة "إكس" قبل توجهه إلى العاصمة الإيطالية إن "معادلة الاتفاق النووي بسيطة: سلاح نووي صفر = لدينا اتفاق. تخصيب صفر = لا اتفاق. لقد حان وقت اتخاذ القرار". وجاءت تصريحات عراقجي قبيل انطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي ستُعقد في روما، حيث يرأس الوفد الإيراني وفدًا عالي المستوى يضم خبراء في السياسة والقانون والاقتصاد. من جانبها أكدت وكالة "مهر" الإيرانية أن عراقجي غادر طهران صباح الجمعة متوجهًا إلى روما، وسط أجواء مشحونة وتوترات متصاعدة في الملف النووي، خصوصاً بعد أن اعتبرت طهران العقوبات الأميركية الجديدة "تقويضاً مباشرا لفرص الدبلوماسية". من جانبها، تواصل واشنطن الضغط لوقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، معتبرة ذلك شرطًا جوهريًا لمنع إيران من الوصول إلى القدرة على تصنيع أسلحة نووية. كما نفى عراقجي ما تردد عن تلقي طهران أي مقترحات أميركية مكتوبة بشأن الاتفاق، مؤكداً أن لا شيء رسمي أو واضح حتى الآن من الجانب الأميركي، ما يزيد من ضبابية المفاوضات المقبلة.


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
مصباح "علاء الدين" الصيني يعيد الأمل لعراق أخضر ووقود أزرق
شفق نيوز/ سلط موقع "شبكة بيغ نيوز" الصادر بالانجليزية، الضوء على التغيير العميق الذي احدثته محطة حلفاية لمعالجة الغاز الطبيعي الذي استثمرته الصين وتولت تنفيذه في محافظة ميسان جنوبي العراق، في حياة عشرات الآلاف من العائلات العراقية، مشيرا الى انه يعكس الآمال المتجددة في العراق من خلال استغلال الغاز المصاحب لتزويد المنازل بالطاقة. وتناول تقرير الموقع، الذي يتخذ من دبي وسيدني كمقرين له، قصة الفلاح حيدر، الذي ما ان ينبلج ضوء الصباح ويخترق الضباب فوق نهر دجلة، حتى يدخل الى المطبخ كعادته يوميا، ويشعل موقد الغاز. مصباح "علاء الدين" ونقل التقرير عن حيدر، قوله وهو يملأ إبريق الشاي بالمياه، إن "هذا اللهب الازرق يشبه الجني في مصباح علاء الدين، حيث يعيد ايقاد الامل في نفوس العراقيين، فالطهي اصبح اكثر سهولة، ولم يعد هو وجيرانه الخوف من انقطاع الكهرباء المتكرر في حرارة الصيف". ورأى التقرير، ان حياة عشرات الالاف من العائلات العراقية، تبدلت بهدوء وبشكل عميق، بفضل محطة حلفاية لمعالجة غاز، وهو مشروع ضخم بقيمة مليار دولار استثمرت فيه شركة "بتروتشاينا حلفاية"، وتولت تنفيذه شركة "الصين للهندسة والانشاءات البترولية". واشار التقرير الى انه برغم ان العراق يمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، الا انه افتقر دائما الى القدرة على تكرير النفط ومعالجة الغاز، في حيت تسببت عقود من الصراعات وقلة الاستثمارات، بجعل العراق معتمدا على استيراد الغاز والكهرباء، وخصوصا من ايران. وتابع التقرير ان هذا الاعتماد تحول الى عبء في اذار/مارس الماضي، عندما الغت الولايات المتحدة الاعفاء الممنوح للعراق لشراء الكهرباء من ايران، كجزء من حملة "الضغط الاقصى" على طهران، وذلك الى جانب الضغوط التي مارستها واشنطن على بغداد لوقف واردات الغاز الايراني، مما دفع الحكومة العراقية للبحث عن مصادر بديلة بشكل عاجل، مشيرا الى ان محطة الحلفاية جاءت في الوقت المناسب. رمز صمود واوضح التقرير، ان محطة حلفاية اصبحت منذ انطلاقها في حزيران/يونيو الماضي، اكثر من مجرد بنية تحتية صناعية، لانها تحولت الى رمز للصمود والتعاون ومستقبل الطاقة الانظف في العراق، مضيفا ان المحطة تعتبر اول مشروع متكامل واسع في العراق لمعالجة النفط والغاز، حيث انها تعالج حوالي 3 مليارات متر مكعب من الغاز المصاحب سنوياً، والذي ينتج من الحقول النفطية ويحرق هباء ويساهم في تلويث الهواء. والان، لفت التقرير الى ان هذا الغاز المصاحب يتم التقاطه ومعالجته ليتحول الى الى مصدر وقود قابل للاستخدام بحجم يصل الى نحو 2.25 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المعالج سنويا، والذي بمقدوره توليد 5 مليارات كيلوواط/ساعة من الكهرباء، وهو ما يكفي لنحو 4 ملايين منزل عراقي، والذي يشكل طوق نجاة لهذا البلد الذي عانى لسنوات من الانقطاعات المستمرة والعجز في الطاقة. وبالاضافة الى ذلك، اشار التقرير الى انه الى جانب الكهرباء، فان المحطة تساهم في تنويع اقتصاد الطاقة في العراق، مضيفا ان المحطة تنتج حوالي 860 الف طن من الغاز النفطي المسال سنويا، ويتم توزيعه بالشاحنات فيميسان والى محافظات اخرى، مشيرا الى ان المحطة تنتج ايضا نحو 900 الف طن من الهيدروكربونات الخفيفة و15 الف طن من الكبريت الصناعي سنويا. ونقل التقرير عن السيدة العراقية زينب، وهي مهندسة تعمل في المحطة، قولها ان "العراق كان يحرق في الماضي الغاز المصاحب ليلا ونهاراً، وكنا نشعر وكأننا نلقي بمستقبلنا في السماء، الا ان الامور تغيرت منذ اكتمال المحطة"، مشيرة الى ان الشاحنات تصطف الان لنقل الغاز الى البلدات والمحافظات القريبة حيث ان هذا الغاز لم يعد مهدورا، بل اصبح موردا ذهبيا". عراق أخضر وبعدما لفت التقرير الى ان مشروع محطة حلفاية بمقدوره ان يحسن سمعة العراق البيئية بتلائمه مع المعايير العالمية، نقل عن المدير العام لفرع "شركة الصين للهندسة والانشاءات البترولية" في الشرق الاوسط جيانغ فينغ قوله ان "هذا المشروع ليس انجازا هندسيا فحسب، بل نموذجاً للتنمية المستدامة، لقد أتينا بالتكنولوجيا الصينية الرائدة، الى جانب رؤية لمسؤولية بيئية طويلة المدى". وأعرب جيانغ، كما نقل عنه التقرير، عن فخره بكيفية تحويل الطاقة التي كانت مهدورة الى منتجات تشغل المنازل وتدعم الصناعات وتطور حياة الناس، وفي الوقت نفسه، تخفض من كميات ثاني اكسيد الكربون وثاني اكسيد الكبريت المنبعثة سنويا. وذكر التقرير بانه خلال افتتاح المشروع في حزيران/يونيو الماضي، قام رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتشغيل صمام تشغيل المحطة شخصيا، واصفا اياه بانه نموذج للتعاون بين العراق والصين، في حين تحدث وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، خلال الاحتفال نفسه قائلا ان "افتتاح هذه المحطة يشكل اضافة نوعية لقطاع الطاقة من خلال استغلال الغاز المصاحب بدلا من حرقه وتحويله الى طاقة مفيدة". وبحسب التقرير فان جهود الشركة الصينية تتخطى هذا الانجاز، اذ ان حقل حلفاية النفطي يقع بالقرب من اهوار الحويزة، الخاضعة للحماية من منظمة اليونسكو وتعتبر حيوية للتنوع البيولوجي في المنطقة. ونقل التقرير عن رئيس "شركة بتروتشاينا حلفاية" فانغ جياجونغ قوله ان "شركتنا التزمت طوال 15 عاما، بمفهوم التنمية الخضراء في حقل حلفاية، ونحن نراقب بانتظام المياه والتربة والهواء والتنوع البيولوجي في اهوار الحويزة"، مضيفا: "هدفنا هو ضمان ان وجودنا يعزز النظام البيئي، لا ان يلحق الضرر به". كما نقل التقرير، عن زينب المهندسة العاملة في المحطة، قولها وهي تشير الى الطيور المهاجرة في السماء قرب المحطة، ان "الشركات الصينية تضرب مثلا يحتذى به هنا.. احترامهم للبيئة ليس مجرد امر رائع، بل هو ضروري لمستقبلنا". أما المزارع حيدر، فيقول وهو يبتسم بينما يسكب كوبا من الشاي، انه "بفضل هذه المحطة، لم نحصل على الغاز فقط، وانما استعدنا كرامتنا".