logo
السودان.. وتراكم الأحزان

السودان.. وتراكم الأحزان

العرب اليوممنذ 8 ساعات
فى غمار أحداث كارثة غزة منذ أكتوبر 2023 تراجعت مأساة السودان عن تصدر المشهد وأضحت فى مرتبة ثانية وربما ثالثة سياسيًا وإعلاميًا، وتصور الكثيرون أن ما يجرى فى السودان هو موروث قديم فى واحد من أكبر الأقطار العربية والإفريقية على الإطلاق، وفى دولة كبيرة هى مستودع لتراث تاريخى طويل من العلاقات العربية والإفريقية بل والجوار الإسلامى المسيحى أيضًا.
المتأمل لنشرات الأخبار سوف يجد أن أحداث غزة قد نالت نصيب الأسد، ولا بأس فى ذلك فهى مأساة تدمى القلوب وتمزق الأكباد وتضعنا جميعًا دون استثناء أمام مسئولية تاريخية لا يمكن تجاهلها أو الخلاص منها، لكن معاناة السودانيين وأنين أصواتهم لاجئين ومهجرين ونازحين تثير الأسى أيضًا وتدفع بالعرب والأفارقة فى اتجاهات شتى، حيث انقسمت الدولة السودانية على نفسها وأشهر المتمردون فيها السلاح فى وجه شرعية الدولة وسلطتها المرعية، وتبادلت الأطراف قتالاً عنيفًا ومعارك متتالية سقط فيها عشرات الآلاف من القتلى وجرى تخريب المدن واجتياح القرى، وبرزت جريمة اغتصاب النساء كعلامة مخزية فى تاريخ السودان ذلك الشعب الباسل العظيم بتراثه الدينى وطوائفه الاجتماعية وفرقه المذهبية.
وقد شاهدت على شاشات التلفاز من السودان دموع النساء وجراح الأطفال وأنين كبار السن فى ظل حروب المدن وتبادل إسقاطها بين الطرفين، الجيش الشرعى من جانب وقوات الدعم السريع فى جانب آخر، والأخيرة مدعومة من دول أخرى. وحين يراجع المرء نفسه عربيًا وإفريقيًا وإسلاميًا فإنه يكتشف أن ذلك البلد الكبير نعتبره المعبر التاريخى للعروبة والإسلام إلى قارة أفريقيا التى تمثل ضمير البشرية الباقى ورمزها الصامد رغم ما مرت به من محن وخطوب وكوارث، كما أن إسهامات السودان الدولة والشعب فى القضايا العربية مشهودة وموثقة، فهو الشعب الذى خرج يستقبل الرئيس عبد الناصر والملك فيصل فى أغسطس 1967مزيلاً الجراح المعنوية للنكسة وجامعًا كلمة العرب فى العاصمة السودانية الخرطوم، فعروبة السودان تستحق منّا كل الاهتمام وتستوجب كافة أنواع التكريم، وعندما خرج السودان من عباءة الدولة المصرية السودانية ونال استقلاله فى أول يناير 1956 أصبحنا أمام قوة عربية وإفريقية مضافة تستحق الإشادة فى كل حال، لكن تعاقبت على السودان دورات من الحكم الديمقراطى تارة والحكم الفردى تارة أخرى، وتأرجحت سياساته بين الانتمائين العربى والإفريقى وحافظت دائمًا على روحها القومية وهويتها المتميزة، ثم برزت أسماء على المسرح السودانى فى الحقبة الديمقراطية، مثل «الصادق المهدى» رحمه الله ومولانا «المرغنى»، حيث ظلت الأحزاب التقليدية ذات تأثير على الساحة السودانية وإن لم يطل العهد بها، وتتابعت بعدها أسماء مثل «عبدالله خليل» و«إبراهيم عبود» كقيادات لامعة فى سماء السودان بعد «إسماعيل الأزهرى» ومحمد أحمد محجوب، وغيرهم من الأسماء المعروفة عربيًا وإفريقيًا، ولقد كان التمرد المدنى السودانى فى 21 أكتوبر 1964 ضد حكم عبود نموذجًا يشير بوضوح إلى الحس الديمقراطى لدى ذلك الشعب الأصيل، وفى غفلة من الزمن قفز إلى السلطة نفر من أصحاب التوجهات التى طرأت على المشهد السودانى فكان عصر «عمر البشير» هو عصر المولد الحقيقى للنزاعات الطائفية فى ظل حكم الجبهة الإسلامية الذى اندلعت فى إطاره أحداث دارفور مع مطلع هذا القرن، فكان ظهور ما سمى بـ«الجنجويد»، وهى مجموعة الخوارج ممن يتخذون العنف أسلوبًا لقمع الفئات الأخرى من حولهم.
وقد تحولت قوة الجنجويد بعد ذلك إلى ما أطلق عليه نظام البشير «قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتى) فتحولت المواجهة إلى صراع دموى لم يعرف السودان له نظيرًا من قبل، فسالت الدماء وتقطعت الأوصال، وأصبحنا أمام مشهد مؤلم لأكبر الدولة العربية مساحة وأكثر الدول الأفريقية تأثيرًا محوريًا فى الشمال الشرقى للقارة، وزحف مئات الألوف من اللاجئين إلى دول الجوار هربًا من قصف المدافع وطلقات الرصاص والملاحقات المتواصلة للمدنيين الأبرياء، وشاعت جرائم القتل والخطف والاغتصاب بصورة هزت الضمير العالمى وحركت المشاعر الإنسانية فى كثير من بقاع الدنيا وأنحاء العالم.
وقد بلغت المأساة ذروتها لأن العرب وبعض الأفارقة مشغولين فى مأساة غزة وكارثة شعبها الأبى المناضل، فاستثمر الانفصاليون والخوارج ذلك الموقف من أجل الاستمرار فى مزيد من الجرائم وشلالات الدم فى ظل لظروف معيشية مؤلمة وأوضاع حياتية قاسية، وهنا يحسن بنا أن نشير إلى الحقائق الآتية:
أولاً: إن الشعب السودانى رفيع الحس عميق الوجدان فهو شعب الثقافة والأدب والشعر، وهو شعب المواقف التى تستحق التقدير أثناء الأزمات القومية والمصائب الإقليمية، فهى الدولة التى استقبلت طلاب الدفعات العسكرية من القاهرة بعد هزيمة 1967 وانتقال الطلاب الدارسين من مصر إلى جبل الأولياء فى السودان، وهى أيضًا الدولة التى شاركت بفاعلية فى كل الأحداث القومية وانفعل شعبها بكل القضايا الإسلامية والعربية وظل دائمَا حائط صد فى مواجهة المؤامرات والفتن، وعندما اندلعت الحرب بين شماله وجنوبه قبل التقسيم فإن الكل يشهد أن الشعور العام لم يكن عنصريًا دينيًا لكنه كان سياسيًا قبليًا، ولقد أتاحت لى فرصة العمل كسكرتير سياسى للرئيس المصرى الراحل مبارك أن أستمع مباشرة من «جون قرنق» قائد حركة التمرد فى الجنوب قوله إنه يسعى إلى نشر تعليم اللغة العربية وتأصيل دراستها فى ولايات الجنوب السودانى دون إكراه فى الدين أو ضغط على العقيدة، مضيفًا أنه يتطلع شخصيًا إلى إتاحة الفرصة له ولمواطنيه فى الجنوب أن يكونوا مرشحين لرئاسة السودان الموحد بشماله وجنوبه دون تفرقة أو تمييز، فالوعى الوطنى السودانى لم يكن غائبًا فى أى من فترات تاريخه الطويل.
ثانيًا: إن الجيش السودانى واحد من أقدم وأهم الجيوش الإفريقية وأكبرها لذلك ظل رافدًا لوحدة الدولة وسلامة مقاصدها، ولم يكن أبدًا أداة لقوى خارجية تعبث بالداخل أو تسعى لتمزيق وحدته، وقد أفرز عددًا من القيادات التاريخية التى لا تنسى فى مقدمتها المشير «سوار الذهب» الذى رفض الاستمرار فى السلطة وآثر أن يكون ابنًا بارًا للسودان وشعبها الأصيل، ومارس دوره بعد ذلك فى أعمال الإغاثة على المستويين الدولى والإقليمى بشكل يثير الإعجاب ويستحق التقدير، لذلك يظل «عبدالرحمن سوار الذهب» نموذجًا مشرقًا فى التاريخ الإفريقى والعربى على السواء.
ثالثًا: يواجه السودان اليوم على حدوده مصادر للقلق، فموقعه الجغرافى فى حوض النيل وشرق إفريقيا يجعله طرفًا فى كثير من صراعات تلك المنطقة وما أكثرها، ولقد انفتحت شهية الأتراك للسودان وسعت حكومة أردوغان منذ سنوات قليلة إلى الحصول على قاعدة عسكرية فى (سواكن) شرقى البلاد، وظل السودان دائمًا مهمومًا بحدوده الملتهبة وعلاقاته المختلفة ومشكلاته الصعبة، ومع ذلك بقى وفيًا لقضاياه العربية والإفريقية والإسلامية على الدوام. وقد تحول السودان فى السنوات الأخيرة عن التقسيمات التقليدية ذات الطابع السياسى والدينى بين الختمية والأنصار إلى نموذج دولة تسعى للديمقراطية دائمًا وتصل إليها أحيانًا.
إن جراح السودان التى تنزف تستحق منّا نحن العرب أقصى درجات الانتباه والتعاطف، كما أن مشكلاتها التقليدية، ومنها ما يتصل بسد النهضة باعتبارها مشكلة مشتركة بين مصر وإثيوبيا والسودان، هى كلها صفحات شائكة فى ملف السودان المتحد الذى حان الوقت أن يتعافى من أوجاعه وأن تعود دولته المركزية الشرعية الموحدة إلى ممارسة دورها الوطنى الذى لا بديل عنه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وفد برئاسة رئيس جامعة عمّان العربية يزور الديوان الملكي الهاشمي تأكيداً على الولاء والانتماء الوطني
وفد برئاسة رئيس جامعة عمّان العربية يزور الديوان الملكي الهاشمي تأكيداً على الولاء والانتماء الوطني

سرايا الإخبارية

timeمنذ 37 دقائق

  • سرايا الإخبارية

وفد برئاسة رئيس جامعة عمّان العربية يزور الديوان الملكي الهاشمي تأكيداً على الولاء والانتماء الوطني

سرايا - في إطار تعزيز قيم المواطنة والانتماء وترسيخ الوعي الوطني لدى الشباب الجامعي قام وفد من جامعة عمان العربية بزيارة رسمية إلى الديوان الملكي الهاشمي العامر، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد الوديان رئيس الجامعة، وبمشاركة عدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة من مختلف التخصصات، وبتنظيم من كلية الآداب والعلوم في الجامعة، وكان في استقبال الوفد معالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر. وفي بداية اللقاء رحب معالي رئيس الديوان الملكي بالوفد معبرًا عن اعتزازه بجهود المؤسسات الأكاديمية الأردنية ودورها في خدمة الوطن والمجتمع، وأكد معاليه على الموقف الثابت للمملكة الأردنية الهاشمية قيادةً وشعبًا في دعم القضية الفلسطينية، مشددًا على أن الأردن سيبقى مدافعًا أمينًا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، كما تحدث معاليه عن الأعياد والمناسبات الوطنية التي يمر بها الوطن العزيز، موجهًا أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى القيادة الهاشمية الحكيمة والشعب الأردني الوفي، وأشار معاليه إلى الدعم الكبير الذي يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه للقطاعات الأكاديمية والجامعات الأردنية، إدراكًا لأهمية التعليم في بناء المستقبل وصناعة التقدم، واختتم معاليه حديثه بنقل تحيات جلالة سيد البلاد إلى الوفد، وتمنياته لهم بمزيد من النجاح والتوفيق في خدمة الأردن العزيز. وأعرب الأستاذ الدكتور الوديان خلال اللقاء عن بالغ الاعتزاز والولاء لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، مؤكداً أن جامعة عمّان العربية، تقف صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية، فخورة بمسيرتها الوطنية الراسخة، ومستمرة في أداء رسالتها العلمية والوطنية، كما أكد الدكتور متعب العتيبي عميد كلية الآداب والعلوم على أهمية هذه الزيارة في ترسيخ مفاهيم المواطنة والولاء الوطني لدى الطلبة، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تسهم في بناء جيل واعٍ ومتمسك بثوابته الوطنية، وأشار الدكتور العتيبي عن مدى عمق العلاقة الأخوية التاريخية التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بدولة الكويت الشقيق. ومن جانبهم، عبّر كل من: الدكتور بلال أبو قدوم عميد كلية الشريعة، والدكتور محمد الشريدة عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية، والدكتور محمود أبو جمعة من كلية الأعمال عن فخرهم بالقيادة الهاشمية التي تشكل صمام أمان الوطن، مشيرين إلى أهمية دعم القيادة الوطنية في المسيرة التعليمية وأن هذه الزيارة جاءت للتعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز بالإنجازات الوطنية، مشيراً إلى أهمية دعم القيم الوطنية في المسيرة التعليمية. وفي ختام الزيارة نقل الوفد رسالة جامعة عمّان العربية التي عبّرت عن أسمى مشاعر الولاء والانتماء للعرش الهاشمي، والفخر بالمناسبات الوطنية العزيزة، كعيد الاستقلال، وعيد الجلوس الملكي، ويوم العلم، مؤكداً استمرار الجامعة في أداء دورها الوطني والتربوي في خدمة الأردن، وإعداد أجيال تحمل في قلوبها حب الوطن وقيادته. وتأتي هذه الزيارة في إطار حرص جامعة عمان العربية على تعزيز حضورها الوطني، ومواصلة رسالتها في خدمة المجتمع الأردني، وترسيخ الثوابت الوطنية في مختلف مجالات العمل الأكاديمي.

عدنان خليل بكتب : عمر سلامة ..
عدنان خليل بكتب : عمر سلامة ..

أخبارنا

timeمنذ 43 دقائق

  • أخبارنا

عدنان خليل بكتب : عمر سلامة ..

أخبارنا : كتب : عدنان خليل هي وقفة تضاف إلى وقفات الأخ الكبير عمر سلامة الناطق الإعلامي بإسم وزارة المياه والري العديدة والمتكررة منذ أن بدأ رحلته العملية مع العمل العام وفي كافة المناصب التي تسنمها وإلى يومنا هذا، فالعطاء والوفاء هاجس يلازم "أبو قصي" على امتداد سنوات عمره قولاً وفعلاً ، ولهذا... أكتب إليك أخي الكبير وأنا على يقين لا شك فيه أن صور العطاء الجميلة الفرحة بك دوماً،مع انتمائك لوطننا الأغلى التي وصلت أسرع شحناً وأبهى نوراً إلى أشجار حواسنا عبر السنوات العديدة التي خلت.. وهنا ما زلت أستذكر مواقفك الأصيلة وكيف انثلت في حياتنا عطراً محبباً فرحاًوأمواجاً من مشاعرٍ وبيادر غلال في الوفاء للوطن وقائده الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يحفظه الله. اليوم أكتب إليك من نبضِ أبجدية خاصة بك ولك ونحن أحباؤك نركب معاً موج هذا الوجد إبحاراً نحو الفخر واللا انتهاء. أكتب إليك أعداداً جديدة من مشاعر صادقة ومعاني ضافيةراقية وأنت واسع الأفق ورائد الصدق وسيد النطق وبيادر الغلال في أشواق أعمارنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. أكتب إليك وأنت بهي الإشراق ونهر عطاءٍْ رقراق إذ ينثالان فخراً ووجداً على أوتار حياتنا وفاءً وفرحاًمع تغاريد صوتك وهديل أيامك الواعدة بكل خيرٍ وأوراد النماء.....

محمد داودية يكتب : ... ونجونا من انقلابات العسكر (3-3).
محمد داودية يكتب : ... ونجونا من انقلابات العسكر (3-3).

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

محمد داودية يكتب : ... ونجونا من انقلابات العسكر (3-3).

أخبارنا : حيثما يتولى العقيد والصاغ والعماد والصول والجنرال السلطة، تنفجر في الأرض والناس ما أسماها الدكتور أحمد المديني "حرب الجنرالين" !! كما هي الحرب التي تنهمر على السودان، وكما كانت حروب الجنرال عمر البشير رئيس "مجلس قيادة الانقاذ الوطني"، التي استمرت عشرات الأعوام وكانت عاقبتها الوخيمة تقسيم السودان، لا انقاذها !! كادت بلادنا ان تنزلق إلى ما انزلقت إليه معظم البلاد العربية، فقد اغتر الضباط الأردنيون الشباب بالدبابات والمدافع التي بين أيديهم، وانخدعوا بشعارات الثورات العربية والعالمية التي اندلعت وأطاحت الأنظمة الملكية، وخلبتهم موضةُ تلك الأيام، التي شهدت تحول أنظمة المنطقة من الولاء للاستعمار البريطاني والفرنسي إلى فلك الاستعمار الأميركي الجديد. كاد تنظيم الضباط الأردنيين الأحرار أن يشكل حكومة عسكرية في الأردن، اقتداء واهتداء بما قام به الضباط الأحرار في مصر، وضمن مسلسل الانقلابات على الدولة المدنية في مصر وسورية والعراق، ولاحقا في السودان واليمن وليبيا. ومِن فضل الله ورحمته ولطفه بالشعب الأردني، وحكمة الملك الحسين وحنكته، وتصدي جبهة الإعلام والثقافة الأردنية الباسلة، والرشد والرضى الذي ميّز وطبع العلاقة بين الأردنيين والهاشميين، المنزّه عن الدم والامتهان والظلم، أننا نجونا من تلك التقليعة. فرغم كل ما يتبجح به جنرالات الدول العسكرية "الثورية"، من كليشيهات تنادي بالحرية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية والوحدة وتحرير فلسطين، فإنها تؤول، بلا أية استثناءات، إلى حكم الفرد الدكتاتور المستعين بغير الله، بل المستعين بالنماريد، أعتى أدوات القمع والقطع، وأكثر الأعوان جهلًا وضحالة ووحشية. لقد تناوبت الدولةُ المدنية البرلمانية، على الإقليم كما في الأردن والكويت والمغرب. والدولةُ العسكرية كما في مصر والعراق وسورية وليبيا واليمن والجزائر. والدولةُ الدينية كما في السودان وإيران والباكستان وأفغانستان. وخطّت المملكة الأردنية الهاشمية، ذات البنية المدنية، التي نطمح ونعمل على تعزيزها وتحديثها، أسلوبَ الحياة المتصف بالعدل والاعتدال، فحفظت وعززت الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي الذي أصبح DNA الأردن. وظل دور الجندية الأردنية في إطار الاحتراف والاحترام والنأي عن ألاعيب السياسة ودسائسها ونهاياتها المحتومة، التي قادت إلى الإطاحة بالعقداء والأوطان. ــ الدستور

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store