
بين يوم القيامة و"اقتصاد الإبادة".. تقرير أممي يفضح ماكينة الموت الإسرائيلية
جاء ذلك خلال عرضها لتقريرها الصادم المعنون: "من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية"، والذي يتناول بشكل غير مسبوق البنية الاقتصادية التي تمكّن إسرائيل من تحويل العدوان إلى استثمار، والمأساة الفلسطينية إلى مكسب استراتيجي ومالي.
قالت ألبانيز إن ما يجري في الأرض المحتلة يشبه مشاهد يوم القيامة: دمار شامل، جوع ممنهج، وموت يزحف ببطء على السكان، وسط صمت دولي مريب. وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل يرتكز على منظومة اقتصادية تعمل على تدمير سبل الحياة الفلسطينية، وعزل الفلسطينيين ومراقبتهم، تمهيداً لتهجيرهم القسري.
مصيدة موت
وفي هذا السياق، وصفت ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" بأنها "مصيدة موت"، تُدار ليس لإغاثة السكان بل لدفعهم نحو أحد خيارين: الهلاك أو الفرار. وأشارت إلى أن أكثر من 200 ألف فلسطيني قتلوا أو جُرحوا منذ بدء العدوان، في واحدة من أكثر الكوارث دموية في الذاكرة الحديثة.
ولم يكن الوضع في الضفة الغربية أقل قسوة، حيث يعيش السكان تحت سطوة "أكبر عملية نزوح قسري منذ عام 1967". وتابعت ألبانيز أن أكثر من 900 نقطة تفتيش وعائق إسرائيلي تُحاصر الفلسطينيين في حياتهم اليومية، بينما يعيث المستوطنون المسلحون فسادًا في القرى والمدن، وقد قُتل نحو ألف فلسطيني وجُرح الآلاف، وتعرض عشرات الآلاف للاعتقال والتعذيب.
لكن ما زاد التقرير صدمة، هو الكشف عن استفادة تل أبيب اقتصادياً من هذه المذبحة. فمنذ أكتوبر 2023، ارتفعت بورصة تل أبيب بنسبة 213% بالدولار، بزيادة تجاوزت 125 مليار دولار، مدفوعة باختبارات حية لأسلحة جديدة وتقنيات مراقبة وطائرات مسيّرة، تم استخدامها ميدانيًا في غزة، ثم تسويقها عالميًا كمجربة وفعالة.
فقد فازت شركة "إلبيت سيستمز" بجائزة الابتكار من وزارة الدفاع الإسرائيلية، في حين حصدت شركات عالمية كبرى مثل "لوكهيد مارتن" أرباحًا ضخمة، بعد اختبار طائرات إف-35 الإسرائيلية بوضعية "الوحش"، القادرة على حمل 22 طنًا من الذخيرة، أي أربعة أضعاف قدرتها في وضعية التخفي.
وأكدت ألبانيز أن ما يحدث ليس مجرد حرب، بل اقتصاد إبادة جماعية، وأن من يتعامل مع هذا النظام أو يسهم فيه هو شريك ضمني في الجريمة. ودعت الدول والمؤسسات إلى التخلي الكامل عن هذا الاقتصاد القائم على دماء الأبرياء، وإنهاء كل أشكال التواطؤ مع آلة الاحتلال الإسرائيلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 6 ساعات
- العين الإخبارية
الأولى منذ الحرب.. جولة محادثات نووية محتملة الأسبوع المقبل
تم تحديثه الخميس 2025/7/3 07:08 م بتوقيت أبوظبي في أول محادثات مباشرة منذ الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، يخطط مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أوسلو الأسبوع المقبل، لاستئناف المحادثات النووية. ونقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصدرين مطلعين على المناقشات، قولهما، إنه لم يُحدد موعد نهائي بعد، ولم يُؤكّد أيٌّ من البلدين علنًا عقد الاجتماع. لكن في حال عقده، فسيكون أول محادثات مباشرة منذ أن أمر الرئيس ترامب بشن ضربة عسكرية غير مسبوقة على المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي. وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ«أكسيوس»: «ليس لدينا أي إعلانات سفر في هذا الوقت»، فيما رفضت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة التعليق. وبحسب مصادر «أكسيوس»، فإن ويتكوف وعراقجي كانا على اتصال مباشر أثناء وبعد الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، والتي انتهت بوقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة. كما شارك مسؤولون عمانيون وقطريون في التوسط بين الجانبين. وفي أعقاب الحرب مباشرة، كان الإيرانيون مترددين في التعامل مع الولايات المتحدة، لكن هذا الموقف أصبح أكثر ليونة تدريجيا، يقول «أكسيوس». قضايا على الطاولة وبحسب الموقع الأمريكي، فإن القضية الرئيسية في أي محادثات مستقبلية ستكون مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يشمل 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. ويقول مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، إن المواد «مغلقة حاليا عن العالم الخارجي داخل المواقع النووية الثلاثة التي تعرضت للهجوم خلال الضربات المشتركة: منشآت التخصيب في نطنز وفوردو، والأنفاق تحت الأرض في موقع أصفهان». ورغم أن «إيران غير قادرة على الوصول إلى المخزون في الوقت الحالي بسبب الأضرار الناجمة عن الضربات، لكن يمكن استعادته بمجرد إزالة الأنقاض»، بحسب «أكسيوس». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلنت إيران، تعليق كل أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكتب عراقجي يوم الخميس أن إيران تظل ملتزمة بمعاهدة منع الانتشار النووي واتفاقية الضمانات الخاصة بها. aXA6IDMxLjU4LjI1Ljc5IA== جزيرة ام اند امز GB


البوابة
منذ 7 ساعات
- البوابة
غروندبرغ في مرمى الانتقادات.. صمت أممي يُربك مشهد السلام في اليمن
وسط مشهد يمني بالغ التعقيد، لم تَعد الانتقادات الموجهة إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مقتصرة على التحفظات الدبلوماسية المعتادة، بل تحولت إلى مواقف معلنة ورسائل مشحونة بالاستياء من قِبَل مسؤولين يمنيين وفاعلين سياسيين. وكانت زيارته الأخيرة إلى العاصمة المؤقتة عدن، والتي اختُتمت دون لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بمثابة ذروة هذا التوتر المكتوم. ففي خطوة وُصفت بالنادرة، أطلق مسؤولون يمنيون تساؤلاتهم بصوت مرتفع حول جدوى وجود البعثة الأممية في البلاد، متهمين غروندبرغ بتجاهل المبادئ الأساسية التي يُفترض أن تستند إليها مهام الوساطة الأممية، وعلى رأسها الحياد والجدية في تمثيل العدالة الدولية. غروندبرغ، الدبلوماسي السويدي الذي تولّى مهمته منذ أغسطس 2021 خلفًا للبريطاني مارتن غريفيث، لم ينجح حتى اللحظة – في نظر منتقديه – في كسر الجمود السياسي الذي يخيّم على المشهد اليمني، ولا في وقف تدهور الثقة بين أطراف النزاع، بل إن البعض يذهب إلى أنه بات جزءًا من هذا الركود المتعاظم. مصدر يمني أن المبعوث الأممي حاول ترتيب لقاء مع الرئيس العليمي خلال زيارته لعدن، إلا أن الطلب قوبل بالرفض – في ما عُدّ رسالة استياء سياسية نادرة من القيادة اليمنية الشرعية. وعلّق المصدر على ذلك بالقول: "يحاول أن يسجّل حضورًا في لحظة ركود... حاول أن يقابل الرئيس، ورفضنا." مشيرًا إلى أن تكليف نائب وزير الخارجية بلقاء المبعوث كان في حد ذاته تعبيرًا عن محدودية الثقة بدور البعثة. وإن كان اللقاء قد تمّ في نهاية المطاف مع رئيس الوزراء الجديد، سالم بن بريك، فإنه عُدّ إجراءً بروتوكوليًا لا يعكس رضا القيادة اليمنية عن أداء غروندبرغ. إذ يرى مراقبون أن الشرعية قدّمت تنازلات متكررة لصالح جهود السلام، بينما لم تُقابل تلك الخطوات بتصعيد مماثل من المبعوث أو من الحوثيين الذين يستمرون في خرق الاتفاقات وتوسيع أنشطتهم العسكرية، بما في ذلك خارج الحدود اليمنية تحت لافتة "دعم فلسطين". وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، شنّ هجومًا شديد اللهجة على المبعوث الأممي، متهِمًا إياه بالصمت المريب إزاء الجرائم الحوثية، لا سيما مقتل الشيخ صالح حنتوش وحفيده في محافظة ريمة، بعد حصار منزلهما وقصفه بقذائف الـRPG. وكتب الإرياني في تغريدة عبر منصة "إكس": "مغادرة المبعوث الأممي دون حتى تعليق على هذه الجريمة البشعة ليس فقط مخيبًا، بل يكشف عن ثغرة خطيرة في الالتزام الأممي بحماية المدنيين ومساءلة منتهكي حقوق الإنسان." مسؤولية تقنية وتابع الإرياني: "المبعوث لا يتحمّل فقط مسؤولية تقنية أو تفاوضية، بل أيضًا أخلاقية وقانونية، وتجاهل هذه الانتهاكات يقوّض الثقة تمامًا بدور الأمم المتحدة كمظلة سلام، ويفتح الباب واسعًا أمام إفلات الجناة من المحاسبة." في المقابل، لم يُصدر مكتب المبعوث تعليقًا حاسمًا بشأن ما إذا كانت الرئاسة اليمنية قد رفضت اللقاء، واكتفى بالقول إن "الاجتماعات تُحدد وفق التوافر المشترك للطرفين." وأوضحت المتحدثة باسم غروندبرغ، إزميني بالا، أن المبعوث أجرى في عدن "نقاشات بناءة مع رئيس الوزراء وممثلين عن المجتمع المدني وقيادات نسائية"، مشيرة إلى أن التواصل مع مجلس القيادة الرئاسي لا يزال قائمًا. لكن هذا التوضيح لم يهدّئ منسوب الانتقاد. الكاتب اليمني صالح البيضاني وصف أداء غروندبرغ بـ"المخاتل"، مشيرًا إلى أن خطابه لا يسهم إلا في تشجيع الحوثيين على الاستمرار في ممارساتهم، سواء السياسية أو الإنسانية. وقال البيضاني: "الحكومة الشرعية تعاملت بمرونة مع كل مبادرات السلام، وقدّمت تنازلات مريرة، لكن المبعوث لا يزال يتعامل مع الانقلابيين كطرف طبيعي، متجاهلًا أنهم أصل الأزمة وأساس المأساة اليمنية." ويُجمع مراقبون على أن موقف البعثة الأممية في اليمن، بشكله الحالي، يفتقر إلى الوضوح والحزم، وأن استمراره بهذا النهج قد يؤدي إلى نسف ما تبقى من فرص لحوار حقيقي، يُعيد للسلام هيبته في بلد أنهكته الحرب ودمّره الصراع.


البوابة
منذ 7 ساعات
- البوابة
بين يوم القيامة و"اقتصاد الإبادة".. تقرير أممي يفضح ماكينة الموت الإسرائيلية
في مشهد قاتم أشبه بأهوال يوم القيامة، قدّمت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، شهادتها الجريئة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مؤكدة أن ما تفعله إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس مجرد انتهاك، بل "واحدة من أقسى جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث". جاء ذلك خلال عرضها لتقريرها الصادم المعنون: "من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية"، والذي يتناول بشكل غير مسبوق البنية الاقتصادية التي تمكّن إسرائيل من تحويل العدوان إلى استثمار، والمأساة الفلسطينية إلى مكسب استراتيجي ومالي. قالت ألبانيز إن ما يجري في الأرض المحتلة يشبه مشاهد يوم القيامة: دمار شامل، جوع ممنهج، وموت يزحف ببطء على السكان، وسط صمت دولي مريب. وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل يرتكز على منظومة اقتصادية تعمل على تدمير سبل الحياة الفلسطينية، وعزل الفلسطينيين ومراقبتهم، تمهيداً لتهجيرهم القسري. مصيدة موت وفي هذا السياق، وصفت ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" بأنها "مصيدة موت"، تُدار ليس لإغاثة السكان بل لدفعهم نحو أحد خيارين: الهلاك أو الفرار. وأشارت إلى أن أكثر من 200 ألف فلسطيني قتلوا أو جُرحوا منذ بدء العدوان، في واحدة من أكثر الكوارث دموية في الذاكرة الحديثة. ولم يكن الوضع في الضفة الغربية أقل قسوة، حيث يعيش السكان تحت سطوة "أكبر عملية نزوح قسري منذ عام 1967". وتابعت ألبانيز أن أكثر من 900 نقطة تفتيش وعائق إسرائيلي تُحاصر الفلسطينيين في حياتهم اليومية، بينما يعيث المستوطنون المسلحون فسادًا في القرى والمدن، وقد قُتل نحو ألف فلسطيني وجُرح الآلاف، وتعرض عشرات الآلاف للاعتقال والتعذيب. لكن ما زاد التقرير صدمة، هو الكشف عن استفادة تل أبيب اقتصادياً من هذه المذبحة. فمنذ أكتوبر 2023، ارتفعت بورصة تل أبيب بنسبة 213% بالدولار، بزيادة تجاوزت 125 مليار دولار، مدفوعة باختبارات حية لأسلحة جديدة وتقنيات مراقبة وطائرات مسيّرة، تم استخدامها ميدانيًا في غزة، ثم تسويقها عالميًا كمجربة وفعالة. فقد فازت شركة "إلبيت سيستمز" بجائزة الابتكار من وزارة الدفاع الإسرائيلية، في حين حصدت شركات عالمية كبرى مثل "لوكهيد مارتن" أرباحًا ضخمة، بعد اختبار طائرات إف-35 الإسرائيلية بوضعية "الوحش"، القادرة على حمل 22 طنًا من الذخيرة، أي أربعة أضعاف قدرتها في وضعية التخفي. وأكدت ألبانيز أن ما يحدث ليس مجرد حرب، بل اقتصاد إبادة جماعية، وأن من يتعامل مع هذا النظام أو يسهم فيه هو شريك ضمني في الجريمة. ودعت الدول والمؤسسات إلى التخلي الكامل عن هذا الاقتصاد القائم على دماء الأبرياء، وإنهاء كل أشكال التواطؤ مع آلة الاحتلال الإسرائيلية.