
الأسهم العالمية تنتعش بدعم تفاؤل التجارة وانحسار التوترات
تحركت الأسواق العالمية تحت تأثير سلسلة من المؤشرات الاقتصادية والسياسية، وذلك في أسبوع شهد تراجع التوترات الجيوسياسية، لا سيما بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، لتسجل الأسواق تبايناً في أداء الأصول المختلفة.
وبينما دعمت التفاهمات التجارية بين واشنطن وبكين شهية المخاطرة، وضعت الأسواق نصب أعينها تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة، وتحركات أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، وسط مراقبة حذرة لاتجاهات التضخم، وتطورات المحادثات التجارية.
في «وول ستريت» انعكس التفاؤل في مكاسب قوية للمؤشرات الثلاثة الكبرى، مدفوعة بآمال تجارية وانفراجات سياسية، وسجلت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة أداء متفاوتاً، فيما واصلت «إنفيديا» قيادة الزخم الإيجابي، مقابل أداء هزيل نسبياً في أسهم أبل، وعلى الجانب الآخر من الأطلسي لم تكن أوروبا بعيدة عن موجة المكاسب، مدعومة بإشارات تهدئة في ملف الرسوم الجمركية، ومؤشرات على استقرار أكبر في العلاقات الاقتصادية الدولية، رغم الضغوط التي تعرض لها قطاع الطاقة مع هبوط أسعار النفط.
لكن في المقابل تكبدت أسواق السلع خسائر ملحوظة، إذ تراجعت أسعار النفط والذهب بشكل لافت، على وقع انحسار المخاوف الجيوسياسية، وتبدد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط. وأسهم الاتفاق الأمريكي - الصيني في تحويل السيولة نحو الأصول عالية المخاطر، ما انعكس سلباً على المعدن الأصفر، فيما تكبدت أسعار النفط أسوأ خسائرها الأسبوعية منذ أكثر من عامين.
مكاسب جماعية في وول ستريت
وسجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية محصلة خضراء خلال الأسبوع المنتهي في 27 يونيو، مع المؤشرات الإيجابية المرتبطة بالرسوم الجمركية، (بما في ذلك التوصل لاتفاق مع الصين)، فضلاً عن تداعيات انحسار المخاوف من تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط.
فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز مستوى قياسياً جديداً بنهاية تعاملات الأسبوع عند النقطة 6,173.07، بارتفاع بنحو 3.44% عن مستويات الأسبوع الماضي المنتهي في 20 يونيو عندما أغلق المؤشر عند 5,967.84 نقاط. كذلك ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 3.82%، منهياً تعاملات الأسبوع عند مستوى 43,819.27 نقطة، مقارنة مع 42,206.82 الأسبوع الماضي. وارتفع أيضاً مؤشر ناسداك المركب بنسبة 4.25% منهياً التعاملات عند مستوى 20,273.46 نقطة، مقارنة بمستوى 19,447.41 الأسبوع الماضي.
وشهدت «وول ستريت» أسبوعاً حافلاً بالمحطات الرئيسية، بما في ذلك تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول، خلال شهادته أمام الكونغرس منتصف الأسبوع، والتي أكد فيها من جديد أن الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض الفائدة، ويراقب البيانات.
وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع أسعار المستهلك بشكل طفيف خلال شهر مايو، في حين واصل معدل التضخم السنوي الابتعاد عن هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. وسجّل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو المقياس المفضل للفيدرالي لقياس التضخم، ارتفاعاً بنسبة 0.1% على أساس شهري. أما معدل التضخم الأساسي – الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة – فسجل 0.2% على أساس شهري، و2.7% على أساس سنوي، وهو أعلى من التوقعات البالغة 0.1% و2.6% على التوالي.
بالنسبة لأداء مجموعة من أبرز الأسهم الرئيسية في «وول ستريت» هذا الأسبوع فقد واصلت «أبل» ابتعادها نسبياً عن الارتفاعات القياسية المسجلة من جانب كبار التكنولوجيا في وول ستريت، لتسجل أسهم الشركة مكاسب أسبوعية هامشية بنسبة 0.04%، بينما على الجانب الآخر سجلت أسهم عملاق الرقائق «إنفيديا» مكاسب أسبوعية بنسبة 9.66%، وارتفعت أسهم ميتا بنحو 7.51%، وأسهم أمازون بنسبة 6.49%.
محصلة أوروبية خضراء
وبدعم من التفاؤل الذي ساد الأسواق فيما يتعلق بتحسن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم (الولايات المتحدة والصين) مع إعلان الرئيس ترامب عن توقيع الاتفاق التجاري مع بكين، سجلت الأسهم الأوروبية مكاسب أسبوعية، حيث سجل المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» أول مكسب أسبوعي في ثلاثة أسابيع، مرتفعاً بنسبة 1.32%، منهياً التعاملات عند مستوى 543.63 نقطة، مقارنة مع 536.53 نقطة في ختام الأسبوع المنتهي في 20 يونيو.
وفي ألمانيا (أكبر اقتصاد أوروبي) سجل مؤشر داكس قفزة أسبوعية بنسبة 2.92%، مغلقاً عند النقطة 24,033.22 في نهاية تعاملات الأسبوع المنتهي في 27 يونيو، مقابل 23,350.55 في الأسبوع السابق، وبذلك يكون المؤشر الألماني قد سجل «أعلى ارتفاع أسبوعي له في شهرين تقريباً».
كذلك ارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1.38% خلال الأسبوع، منهياً التعاملات عند مستوى 7,691.55 نقاط مقارنة مع 7,589.66 الأسبوع السابق، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي في شهر، كما ارتفع فوتسي البريطاني بنسبة 0.28%، ليصل إلى النقطة 8,798.91 مقارنة مع 8,774.65 الأسبوع الماضي، لكن قطاع الطاقة الأوروبي قد شهد ضغوطاً متنامية هذا الأسبوع، ليسجل أول تراجع أسبوعي منذ عدة أسابيع، بعد تراجع أسعار النفط مع انحسار المخاوف المرتبطة بالتوترات في الشرق الأوسط، وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.
وتترقب الأسواق محادثات التجارة بين الولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم، بما في ذلك الدول الأوروبية، في الوقت الذي كشف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنهاية الأسبوع عن خطته للإعلان عن معدل التعريفات الجمركية، والموعد المرتقب للتطبيق.
وقال ترامب - في مؤتمر يوم الجمعة - إنه يخطط لإرسال خطاب خلال فترة أسبوع ونصف الأسبوع المقبلة لإبلاغ الدول بمعدل الرسوم الجمركية، التي سيتعين عليها دفعها.
الأسهم اليابانية «خضراء»
وفي طوكيو استطاع مؤشر نيكاي الياباني تجاوز مستوى الـ 40 ألف نقطة للمرة الأولى منذ يناير الماضي، منهياً التعاملات الأسبوعية عند مستوى 40,150.79 نقطة، مرتفعاً بأكثر من 4%.
الذهب والنفط.. خسائر أسبوعية
إلى ذلك، واصلت أسعار النفط تقلباتها الحادة هذا الأسبوع على وقع التوترات المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وإيران قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار بينهما، ومع تصريحات الرئيس الأمريكي المرتبطة بضرورة خفض الأسعار بعد قفزات متتالية على وقع المخاوف المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط.
وتبعاً لذلك أنهت العقود الآجلة لخام برنت تعاملات الأسبوع عند مستوى 67.77 دولاراً للبرميل عند التسوية يوم الجمعة، لتسجل بذلك خسائر أسبوعية قوية بنسبة 12% (بما يمثل أسوأ أسبوع منذ شهر أغسطس من العام 2022).
كما سجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي تراجعاً إلى 65.52 دولاراً للبرميل عند تسوية الجمعة، وبما يشكل انخفاضاً نسبته 11% تقريباً (أسوأ أسبوع منذ شهر مارس 2023). وكانت الأسواق قد تلقت دعماً خلال فترة الـ 12 يوماً، التي شهدت الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وبلغت لفترة وجيزة مستوى 80 دولاراً للبرميل (بالنسبة لخام برنت) قبل أن تهبط لمستويات 67 دولاراً، التي أنهت عندها الأسبوع.
وتترقب الأسواق اجتماع مجموعة أوبك+ في السادس من شهر يوليو المقبل، مع توقعات بزيادة أخرى في الإنتاج.
أما بالنسبة للذهب فقد عزز الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين شهية المخاطرة، بما يعني تقلص جاذبية المعدن الأصفر كونه ملاذاً آمناً، علاوة على انعكاسات وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
انعكس ذلك على مستويات أسعار الذهب خلال الأسبوع، والذي سجل أدنى مستوى في شهر تقريباً في تعاملات الجمعة الماضي، ليسجل خسائر أسبوعية - الثانية على التوالي - بنسبة 2.8% تقريباً، عند 3,277 دولارات للأونصة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 31 دقائق
- الإمارات اليوم
ترامب: عرض مرتقب من أثرياء لشراء "تيك توك" خلال أسبوعين
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة بثتها قناة (فوكس نيوز) اليوم الأحد إنه وجد مجموعة من "شديدي الثراء" ترغب في شراء تطبيق(تيك توك) مضيفا أنه سيعلن عن هويتهم في غضون أسبوعين تقريبا. وأدلى ترامب بهذه التعليقات في مقابلة مع برنامج يذاع على القناة الإخبارية.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
مستثمرو «وول ستريت» يترقبون بيانات اقتصادية وتطورات سياسية
بعد أسابيع من الانشغال بالتطورات الجيوسياسية، يستعد المستثمرون لتحويل اهتمامهم في الأسبوع الجاري نحو بيانات اقتصادية رئيسية وتطورات سياسية قد تحدد ما إذا كان الارتفاع القوي في الأسهم الأمريكية سيواصل زخمه، بحسب التقرير الأسبوعي لرويترز بشأن «وول ستريت». وسجل مؤشرا «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك المركب» مستويات قياسية جديدة الجمعة الماضية للمرة الأولى منذ أشهر، مدعومين بالتفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة وإبرام اتفاقات تجارية. وساهمت تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، في تعزيز موجة الصعود الأخيرة. وفي هذا السياق، من المتوقع أن يتحول التركيز إلى العاصمة واشنطن، حيث يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفاقه الجمهوريين نحو تمرير مشروع قانون شامل يتضمن تخفيضات ضريبية وحزمة إنفاق بحلول الرابع من يوليو، وفقاً لـ «رويترز». وسيحصل المستثمرون أيضاً على لمحة حاسمة عن وضع الاقتصاد الأمريكي من خلال تقرير التوظيف الشهري المقرر صدوره الخميس المقبل، مع الإشارة إلى أن أسواق الأسهم الأمريكية ستكون مغلقة يوم الجمعة بمناسبة عطلة عيد الاستقلال. وأشار ماثيو ميسكين كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة «مانولايف جون هانكوك»، إلى أن مؤشر المفاجآت الاقتصادية الأمريكية التابع لـ «سيتي غروب» يسجل أداءً ضعيفاً، ما يدل على أن البيانات الأخيرة كانت دون توقعات «وول ستريت». وقال ميسكين: «بعد ضعف بعض بيانات مايو، ستكون بيانات يونيو تحت المجهر؛ وإذا تدهورت المعطيات أكثر، فقد تلفت انتباه الأسواق». وتوقعت استطلاعات «رويترز» أن يكون الاقتصاد الأمريكي قد أضاف 110 آلاف وظيفة في يونيو، مقارنة بإضافة 139 ألف وظيفة في مايو، مما يشير إلى تباطؤ في نمو التوظيف. ورغم أن بيانات الخميس الماضي أظهرت تراجع عدد المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة؛ إلا أن معدل البطالة قد يشهد ارتفاعاً مع استمرار صعوبة العثور على وظائف من قبل بعض المسرحين. وقال برنت شوت الرئيس التنفيذي للاستثمار في «نورث وسترن ميوتشوال ويلث مانجمنت»: «سوق العمل سيكون في بؤرة الاهتمام خلال الأسابيع المقبلة». ومن المرجح أن تؤثر بيانات التوظيف في توقعات المستثمرين بشأن توقيت خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، في ظل متابعة دقيقة لما إذا كان التضخم يتراجع بما يكفي لفتح الباب أمام التيسير النقدي. وقد عبر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في شهادته أمام الكونجرس هذا الأسبوع، عن قلقه من أن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تعاود تغذية الضغوط التضخمية؛ بينما أشار بعض مسؤولي الفيدرالي إلى تزايد المبررات لخفض الفائدة. ووفق تداولات العقود الآجلة لأسعار الفائدة، فقد ارتفعت في الأيام الماضية رهانات المستثمرين على مزيد من التيسير النقدي خلال هذا العام. ويتوقع أن تتضح الصورة بشأن الرسوم الجمركية بشكل أكبر مع اقتراب تاريخ 9 يوليو، وهو الموعد النهائي لبدء فرض رسوم أعلى على مجموعة واسعة من الدول. وكان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، قد صرح الجمعة الماضية بأن اتفاقات تجارية مع 18 شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة قد تبرم بحلول عيد العمال الأمريكي في 1 سبتمبر المقبل. وكانت الأسواق قد تعافت بشكل حاد بعد التراجع الكبير في أبريل، الذي أعقب إعلان ترامب عن «يوم التحرير» وفرض رسوم جمركية جديدة. وتراجع الرئيس الأمريكي لاحقاً عن بعض الرسوم الأكثر حدة، مما هدأ المخاوف من ركود اقتصادي؛ إلا أن الأسواق لا تزال حساسة تجاه أي تطورات تتعلق بالتجارة. وسيراقب المستثمرون تفاصيل مشروع القانون المالي المطروح في الكونجرس، للوقوف على حجم الحوافز المتوقعة في حال إقراره، ومدى تأثيرها المحتمل في زيادة عجز الميزانية الفيدرالية. ومع اقتراب نهاية النصف الأول من 2025، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 5% منذ بداية 2025. ووفقاً لتقرير صدر هذا الأسبوع عن محللي «ويدبوش»، فإن شهر يوليو يعد تاريخياً من الأشهر القوية للأسهم، حيث ارتفع المؤشر في المتوسط بنسبة 2.9% خلاله على مدار 15 عاماً الماضية. وتنطلق قريباً أيضاً نتائج أعمال الشركات الأمريكية للربع الثاني، وسط تساؤلات حول مدى تأثير الرسوم الجمركية في أرباح الشركات وإنفاق المستهلكين. وتشير بيانات «إل إس إي جي» إلى أن أرباح الشركات المدرجة على مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» من المتوقع أن تكون قد ارتفعت بنسبة 5.9% في الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي. وقال جوش جامنر كبير محللي استراتيجية الاستثمار في «كليربريدج إنفستمنتس»: «لقد كانت الأسواق تركز على الجوانب الجيوسياسية خلال الأسابيع الماضية، وأعتقد أن بدء موسم الأرباح سيعيد التركيز نحو الأساسيات الاقتصادية من جديد». مؤشر مديري المشتريات الصناعي في شيكاغو مؤشر «ستاندرد آند بورز» النهائي لمديري المشتريات الصناعي مؤشر «ISM» لمديري المشتريات الصناعي تقرير «ADP» للتوظيف في القطاع الخاص تقرير الوظائف الشهري ومؤشر طلبات إعانة البطالة الأولية ومؤشر البطالة مؤشر متوسط الأجور - 8:30 صباحاً العجز التجاري - 8:30 صباحاً مؤشر «ستاندرد آند بورز» النهائي لمديري المشتريات في قطاع الخدمات - 9:45 صباحاً مؤشر الطلبات على السلع - 10:00 صباحاً مؤشر «ISM» لمديري المشتريات في قطاع الخدمات 10:00 صباحاً عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة


البيان
منذ 4 ساعات
- البيان
باول ولاغارد و3 بنوك مركزية تحصر تكلفة قرارات ترامب
من المرجح أن يكون الاضطراب الذي أصاب الاقتصاد العالمي جراء سياسة دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة قبل 5 أشهر محور التركيز، عندما يناقش 5 من أبرز رؤساء البنوك المركزية في العالم السياسات النقدية في جلسة علنية يوم الثلاثاء. من النزاعات التجارية المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى تقلبات أسعار النفط الناجمة عن التوترات في الشرق الأوسط، قد يبرز السؤال حول كيفية التعامل مع تداعيات قرارات البيت الأبيض، وذلك خلال حلقة نقاشية يتحدث فيها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مع نظرائه في منطقة اليورو واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة. سيمثل هذا التجمع السنوي رفيع المستوى في المنتجع التابع للبنك المركزي الأوروبي في البرتغال، المناسبة الأولى التي تتشارك فيها رئيسته كريستين لاغارد، مع نظيرها الأمريكي فعالية لمناقشة تذاع علناً منذ اجتماع العام الماضي، عندما تناقشا بمشاركة رئيس البنك المركزي البرازيلي السابق روبرتو كامبوس نيتو، وتحول حديثهم إلى ما يشبه جلسة جماعية لمناقشة تجاربهم بشأن تحديد أسعار الفائدة في أوقات التوتر السياسي. وكان هذا النقاش بحد ذاته نذير شؤم لاضطرابات قادمة. بعد مرور عام، وفي منتصف 2025، تعاني السياسة العالمية من شلل شبه كامل، تسببت ببداياته جائحة كورونا، لينتقل الخطر إلى التعامل مع تداعيات إجراءات ترامب على التضخم والنمو. وهذا هو التحدي الذي يواجهه جميع رؤساء البنوك المركزية والذي سيتناقشون بشأنه في الندوة التي ستنعقد هذا الأسبوع. أكد باول الثلاثاء أن الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لتحريك أسعار الفائدة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أبقى بنك إنجلترا كذلك تكاليف الاقتراض دون تغيير. تحركات البنوك المركزية المتوقعة بعد أن خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة أخيراً، فإنه غير مستعد لإجراء المزيد من التخفيضات في الوقت الحالي. وفي اليابان من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقرر في 31 يوليو. كما أن بنك كوريا يصر على توخي الحذر. وفي بودكاست سبق اجتماع منتجع «سينترا» البرتغالي هذا الأسبوع، شدد كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين، على أهمية الندوة المشتركة لرؤساء البنوك المركزية باعتبارها الحدث الأبرز في هذا التجمع، والذي يبدو موضوعها «التكيف مع المتغيرات» أقل من حجم التحديات. وقال: «علينا أن نرجع خطوة إلى الوراء للنظر في العوامل الأساسية المحركة، بدلاً من التركيز فقط عن ماذا سنفعل في يوليو أو سبتمبر؟ وقبل أن نترقب أن اجتماع رؤساء البنوك المركزية سيكون«جلسة مفعمة بالحيوية»». ومن بين أبرز البيانات الأخرى المنتظرة هذا الأسبوع، أرقام الوظائف الأمريكية، واستطلاعات الأعمال التجارية الصينية، وأرقام التضخم في منطقة اليورو.