logo
إسعاد الآخرين موت مبكر

إسعاد الآخرين موت مبكر

الرياضمنذ يوم واحد

مصطلح الضغط النفسي تم استحداثه في ثلاثينات القرن العشرين، ومجموعة من الدراسات تحمله مسؤولية تفاقم 80 % من الأمراض الخطيرة، وفي الحياة العادية الحلقة الأضعف في أماكن العمل الحكومي أو الخاص على المستوى المحلي، هم من يتحملون تجاوزات رؤسائهم..
أشارت دراسات كثيرة إلى أن ما يزيد على 75 % من الأمراض، تحدث نتيجة للأفكار السلبية والكلام السلبي الداخلي مع الذات، وأن متوسط ما يتكلمه الشخص مع نفسه في اليوم الواحد، يتجاوز الخمسة آلاف كلمة، و77 % من هذا الرقم ليس إيجابياً، وقال الفيلسوف الروماني أبكتيتوس، إن الناس لا يتخوفون من الأشياء في حد ذاتها، وإنما من التصورات التي ينسجونها حولها، واللافت هو أن الطبيب ويليام فري وجد أن خروج الدموع نتيجة لعاطفة أو ضغوط نفسية معينة، يخرج معه كميات كبيرة من هرمونات التوتر والسموم، وفي دراسة أخرى، لوحظ أن البكاء ينشط هرمون الأندروفين، وهو بمثابة مخدر طبيعي يريح الأعصاب، والتوتر والضغط النفسي المتوازن والمؤقت مطلوب، فقد انتهت دراسة في جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا الأميركية، إلى أن نسبة معقولة من التوتر تحسن الذاكرة والقدرة على التركيز، ولا توجد حياة بدون ضغوطات، ولكن المبالغة فيها أمر خطير جداً.
إلا أن المشكلة تبدو في التوتر المزمن، الذي يؤثر على كفاءة الجهاز العصبي والمناعي والهضمي، وعلى جزء من الكرموزومات، وبصورة تجعلها تهرم بصورة أكبر، ما يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة، وأكدت الدراسات وبالدليل العلمي، أن هذا النوع من التوتر يعجل في ظهور علامات الهرم قبل موعدها، وبمعدل يتراوح ما بين 9 أعوام إلى 17 عاماً، ويرفع من احتمالات الموت المبكر بنسبة 63 %، وقد أشار الطبيب فيليب هايدن من مايوكلينيك، لعلاقة التوتر بزيادة الوزن، وأحال إلى أبحاث تربط ارتفاع هرمون التوتر الكورتيزول، بالتأثير على المستقبلات المسؤولة عن الجوع في الدماغ، وتعتبر الضغوطات النفسية من أمراض الحضارة، فلم يكن معروفاً قبلها، ويمكن الوقوف على ذلك في تجربة شعوب الزولو في جنوب إفريقيا، وهؤلاء عندما بدؤوا في التحضر، ارتفعت لديهم نسب الإصابة بارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبية، وحصل شيء مشابهة مع أبناء البادية في الجزيرة العربية، بفعل الاستقرار والحياة في المدن، والسابق زاد من نسب إصابتهم بالقولون العصبي.
الضغوطات بإمكانها تحويل حياة الشخص جنة أو جحيماً، ومن يدمن التوتر لم يحقق -بحسب المختصين- إشباعا عاطفيا كافيا في طفولته المبكرة، ما يفسر محاولاته الحصول عليه من مصادر خارجية مستقبلاً، والمسألة العاطفية تشكل جزءا أساسيا من تركيب الإنسان العصبي والكيميائي، ومن وجهة نظر الطبيب الأميركي موراي بوين، فالمرض لا يعتبر حدثاً بيولوجياً معزولاً، يحصل داخل جسم الإنسان، وعلاقته عضوية بالمحيط الذي ينشأ فيه الشخص، وبعلاقاته العائلية والاجتماعية، وليس على المستوى النفسي وحده، ولكن حتى على المستوى الجسدي.
ممثلة الكوميديا الأميركية غيلدا رادنر، والتي كانت من نجوم برنامج (ساترداي نايت لايف) خلال الفترة ما بين 1975 و1980، وحصلت عن عملها فيه على جائزة الإيمي عام 1978، توفيت في سن 42 عاماً، بعد تشخيصها المتأخر بمرض السرطان، وهناك من يحيل وفاتها المبكرة، إلى سماحها للضغط والتوتر بقيادة حياتها، وإدمانها للعمل بصورة غير معقولة، لتحصل على استحسان الرجال في حياتها، وهذا شكل ضغطاً عصبياً عليها، وجعلها تضع مشاعرها في آخر قائمة أولوياتها.
المثال الآخر، لاعب البيسبول في نيويورك يانكيز، الأميركي لو غيريغ، المعروف بالحصان الحديدي، الذي استطاع لعب 17 موسما متتاليا، وبواقع 2130 مباراة بدون انقطاع، وقد لعب لفريقه ما بين عامي 1923 و1939، واعتزل وفي يده 17 كسراً، ولم يتم تحطيم رقمه إلا في 1995، وهو السبب في شهرة مرض التصلب اللويحي في أميركا الشمالية، ولدرجة أنهم يسمونه باسمه أو مرض لو غيريغ، وقد غادر الحياة في 1941، وفي العام التالي من وفاته، أو في 1942، خرج فيلم يسرد سيرته عنوانه: ذا برايد أوف ذا يانكيرز، أو فخر اليانكيز، وغريغ والمصابين بمرضه يعملون على قمع عواطفهم وإنكار آلامهم الجسدية، ويقدمون مصالح الآخرين على مصالحهم، ويجتهدون لكسب استحسانهم، وكأنهم يعيشون حياتهم بأكملها كردة فعل، تماماً كغيلدا رادنر، والمحصلة مأساوية في الحالتين.
مصطلح الضغط النفسي تم استحداثه في ثلاثينات القرن العشرين، ومجموعة من الدراسات تحمله مسؤولية تفاقم 80 % من الأمراض الخطيرة، وفي الحياة العادية الحلقة الأضعف في أماكن العمل الحكومي أو الخاص على المستوى المحلي، هم من يتحملون تجاوزات رؤسائهم عليهم ويحاولون استرضائهم، ولو امتهنت كرامتهم، لاعتقادهم الخاطئ أن السكوت سيفيدهم وسيجعلهم مفضلين لديهم، وهم لا يعرفون أن كبت عواطفهم وانفعالاتهم، قد يصيبهم بضغوطات وتوترات عالية، تدمر جهازهم المناعي، وتجعلهم عرضة للإصابة بأمراض بكتيرية وفيروسية وسرطانية لا يمكن حصرها، ولا أقولها من عندي، وإنما استنادا لدراسة مشتركة، ما بين جامعتي كنتاكي الأميركية وبريتش كولومبيا الكندية، تم نشرها عام 2014، وفي رأيي الشخصي، لا يجب أن يجامل الشخص على حساب نفسه ومشاعره، لفترات طويلة، مهما كانت المكاسب، لأنها ستنتهي بحمله إلى قبره مبكراً، ولن تسعده في الأهم وهو حياته في بيته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بـ«التوأم الرقمي».. تطوير بنكرياس اصطناعي لإدارة السكري
بـ«التوأم الرقمي».. تطوير بنكرياس اصطناعي لإدارة السكري

عكاظ

timeمنذ 6 ساعات

  • عكاظ

بـ«التوأم الرقمي».. تطوير بنكرياس اصطناعي لإدارة السكري

طور فريق بحثي من جامعة فرجينيا الأمريكية نظاماً مبتكراً لبنكرياس اصطناعي تفاعلي، يعتمد على تقنية «التوأم الرقمي» لتحسين إدارة السكري من النوع الأول. ويستخدم النظام الجديد أسلوباً يعرف بـ«التحكم السلوكي الحيوي التكيفي»، الذي يتيح للبنكرياس الاصطناعي التكيف بمرونة مع التغيرات الفسيولوجية والسلوكية لكل مستخدم، عبر تحديثات دورية وتحليل بيانات آنية. وقال الدكتور بوريس كوفاتشيف، مدير مركز تكنولوجيا السكري في جامعة فرجينيا والمعد الرئيسي للبحث السريري الذي استمر 6 أشهر بالاعتماد على تقنية ABC: «إن هذا الابتكار يطور خوارزمية توصيل الأنسولين كل أسبوعين، ما يرفع من كفاءة البنكرياس الاصطناعي ويجعله أكثر استجابة لاحتياجات المرضى»، لافتاً إلى أن النظام يوفر أيضاً أداة محاكاة رقمية تفاعلية، تتيح للمستخدمين اختبار إعدادات مختلفة مثل تغيير جرعات الأنسولين الليلية بأمان داخل بيئة افتراضية، قبل اعتمادها فعليّاً على أجهزتهم. وذكر أن النتائج أثبتت زيادة الوقت الذي يقضيه المستخدمون ضمن النطاق الآمن لمستوى سكر الدم من 72% إلى 77%، مقابل انخفاض متوسط مستوى السكر التراكمي (HbA1c) من 6.8% إلى 6.6%، مؤكداً مواجهة النظام الجديد تحديين رئيسيين لطالما صعبا على الأنظمة السابقة الوصول إلى نتائج مثالية، الأول يتمثل في إدارة التقلبات الكبيرة في سكر الدم خلال النهار، الناتجة عن تناول الطعام أو النشاط البدني، أما الثاني فهو ما يعرف بـ«مرحلة الثبات»، وهي نقطة يتراجع فيها تحسن المستخدمين بعد فترة أولية ناجحة، لافتاً إلى أن التكيف المشترك بين الإنسان والآلة ضروري في حالات مثل السكري من النوع الأول، إذ يتشارك الذكاء الاصطناعي والمستخدم في اتخاذ قرارات العلاج، وتعد تقنية التوأم الرقمي ركيزة أساسية في تمكين هذا التفاعل الذكي. وأوضح فريق البحث أن النظام يقدم استراتيجيتين لحل هذه التحديات، من خلال دمج التوأم الرقمي مع خوارزمية تتعلم من سلوك المستخدم وتتكيف معه بمرور الوقت، منوهين إلى أن فكرة «التوأم الرقمي» تستند إلى نماذج افتراضية تحاكي أداء الأنظمة والعمليات الواقعية، وهي تقنية استخدمت لأول مرة في برنامج «أبولو» الفضائي التابع لوكالة ناسا في الستينيات، لكنها توظف لأول مرة بشكل شخصي وفردي لمرضى السكري عبر نماذج سحابية مخصصة. كما تسمح هذه التقنية للمستخدم بفهم كيفية تأثير تعديلاته اليومية مثل التمارين أو تغييرات النظام الغذائي على أداء البنكرياس الاصطناعي، ما يعزز دقة العلاج ويقلل من المخاطر. أخبار ذات صلة

العلاقات الاجتماعية تقلل الشيخوخة
العلاقات الاجتماعية تقلل الشيخوخة

الرياض

timeمنذ 7 ساعات

  • الرياض

العلاقات الاجتماعية تقلل الشيخوخة

كشفت دراسة علمية حديثة أن المداومة على العلاقات الاجتماعية النشطة تقلل الشيخوخة البيولوجية واحتمالات الوفاة. وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Journal of the American Geriatrics Society، أكد فريق من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على ستين عاما ممن يظلون منخرطين اجتماعيا تتراجع لديهم الشيخوخة البيولوجية، وتقل مخاطر وفاتهم. وفي حين أن عمر الشخص في الأساس يقاس زمنيا حسب سنوات حياته، فإن قياس العمر البيولوجي يتوقف على درجة تلف الخلايا والأنسجة والأعضاء بمرور الزمن. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد دراسة شملت حوالي 230 شخصا مسنا بعد إجراء سلسلة من التحاليل الطبية وملء استبيانات لاستيضاح أنماط حياتهم. وبعد أربع سنوات من متابعة الحالة الصحية للمتطوعين في الدراسة، تبين أن الانخراط في الحياة الاجتماعية يقلل احتمالات الوفاة بنسبة 42 %، وأن الأنشطة مثل الأعمال الخيرية والمشاركة في تريبة الأحفاد والانخراط في الأنشطة الرياضية والاجتماعية بالنوادي تقلل من احتمالات الوفاة.

طبيب من جامعة هارفارد يكشف عن عادة بسيطة تعزز صحة الأمعاء
طبيب من جامعة هارفارد يكشف عن عادة بسيطة تعزز صحة الأمعاء

العربية

timeمنذ 12 ساعات

  • العربية

طبيب من جامعة هارفارد يكشف عن عادة بسيطة تعزز صحة الأمعاء

يقترح الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في كاليفورنيا، إضافة بذور الشيا إلى النظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء. بحسب ما نشرته صحيفة Times of India، فإن بذور الشيا غنية بالألياف وأحماض أوميغا-3 الدهنية ومضادات الأكسدة، مما يُساعد على الهضم ويُخفف الإمساك. كما تُساعد بذور الشيا على تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. "الدماغ الثاني" تلعب صحة الأمعاء دورًا حاسمًا في الصحة العامة، حيث تؤثر على كل شيء بدءًا من الهضم والمناعة وصولًا إلى الحالة المزاجية وصفاء الذهن. فلا عجب أنها تُسمى غالبًا "الدماغ الثاني". يُغفل النظام الغذائي في الآونة الحالية كيفية الاعتناء بصحة الأمعاء حيث تحتل الأطعمة فائقة المعالجة والمواد المضافة الاصطناعية مركز الصدارة. وشارك سيثي طريقة بسيطة ومدهشة لتحسين صحة الأمعاء وتحسين الهضم وتقليل الانتفاخ بعادة يومية واحدة فقط، تتمثل في إضافة بذور الشيا إلى الروتين اليومي. دعم صحة القلب شارك الدكتور سيثي، الذي يتابعه أكثر من مليون شخص على إنستغرام، مقطع فيديو، قال فيه: "إذا كان [الشخص] يرغب في تعزيز صحة أمعائه بخطوة بسيطة، ينبغي أن يضيف بذور الشيا إلى الروتين اليومي. تُعد بذور الشيا مصدرًا ممتازًا للألياف، وتقدم فوائد صحية عديدة. إنها تدعم صحة القلب من خلال المساعدة في خفض مستويات الكوليسترول وتحسين صحة الأمعاء من خلال توفير الألياف التي تساعد في تخفيف الإمساك". وتشتهر بذور الشيا بغناها بالألياف، وأحماض أوميغا-3 الدهنية، ومضادات الأكسدة. تحتوي ملعقتان كبيرتان من بذور الشيا، أي ما يعادل 28 غرامًا، على: • سعرات حرارية: 138 سعرة حرارية • بروتين: 4.7 غرام • دهون: 8.7 غرام (منها 5 غرامات من أحماض أوميغا-3 الدهنية) • كربوهيدرات: 12.3 غرام (10.6 غرامات من الألياف) • كالسيوم: 18٪ من القيمة اليومية • مغنيسيوم: 23٪ من القيمة اليومية • فوسفور: 27٪ من القيمة اليومية • فيتامين 1B (ثيامين): 15٪ من القيمة اليومية • فيتامين 3B (نياسين): 16٪ من القيمة اليومية بذور الشيا وصحة الأمعاء ويؤكد دكتور سيثي على أهمية محتواها العالي من الألياف، فهو يُحدث فرقًا كبيرًا في صحة الأمعاء. إن بذور الشيا مصدر ممتاز للألياف، التي تدعم الهضم وتخفف الإمساك وتعزز صحة ميكروبيوم الأمعاء. تساعد الألياف على تنظيم حركة الأمعاء وتغذية بكتيريا الأمعاء النافعة. 12 ضعف الوزن من الماء ويقول دكتور سيثي إن "بذور الشيا غنية بالألياف القابلة للذوبان، ويمكنها امتصاص ما يصل إلى 12 ضعف وزنها من الماء، مما يخلق قوامًا يشبه الهلام. للحصول على أفضل النتائج، يجب تناولها منقوعة في سائل مثل دقيق الشوفان أو الزبادي أو الماء". منع ارتفاع الأنسولين كما يؤكد على دور بذور الشيا في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ومنع ارتفاع الأنسولين، مضيفًا أن: "هذا مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين وداء السكري من النوع الثاني. كما يمكن أن يقلل هذا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية". نصيحة احترافية وينبغي نقع بذور الشيا دائمًا قبل تناولها. يمكن الحصول على قوام أكثر نعومة يشبه الهلام إذا تم نقعها لبضع ساعات. كما يعزز النقع امتصاص العناصر الغذائية ويسهل الهضم بشكل كبير. يمكن إضافة بذور الشيا إلى العصائر أو دقيق الشوفان أو الزبادي للحصول على دفعة صحية من الألياف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store