
إذا لم تكن هذه إبادة جماعية، فماذا تكون؟
ألون بن مئير – (مدونة ألون بن مئير) 4/6/2025رفضتُ لأكثر من عام وصف حرب إسرائيل على حماس والرعب الذي تُنزله بالفلسطينيين في غزة بالإبادة الجماعية، لكنني الآن أشعر بصدمة عميقة مما أشاهده. إن لم يكن ما أراه إبادة جماعية، فلا أعرف ما هو.* * *حضرتُ في العام الماضي حفل تخرج كلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا. كانت الطالبة التي اختيرت لإلقاء كلمة نيابةً عن الطلاب عربية. تحدثَت في البداية عن تجربتها في الجامعة كطالبة، ثم انتقلت إلى الحديث عن الحرب في غزة. وذكرت خلال خطابها عبارة "إبادة جماعية" مرات عدة في وصفها لأنشطة إسرائيل الوحشية وهجومها على غزة.شعرتُ في ذلك الوقت بالغضب، مُعتقدًا أنه على الرغم من ارتكاب إسرائيل العديد من الجرائم في تنفيذها لحربها ضد حماس، إلا أنها لم ترتقِ إلى مستوى الإبادة الجماعية. ولكن خلال الأشهر القليلة الماضية، وبينما كنتُ أُشاهد الرعبَ المُتكشفَ الذي يحدثُ في غزة -التدميرُ الشاملُ للبنيةِ التحتية، والقتلُ العشوائي للرجالِ والنساءِ والأطفال، والانتقامُ الواضحُ الذي يمارسهُ الجنودُ الإسرائيليون والتجويعُ الذي يتعرضُ له المجتمعُ بأكمله- لم يسعني إلا أن أتوصلَ إلى استنتاجٍ مُحزنٍ ومُرعبٍ بأن ما ترتكبُه إسرائيلُ في القطاع ليسَ سوى إبادةٍ جماعية.نعم، كيف يمكن للمرء أن يفسر مقتلَ ما يقرب من 54.000 فلسطيني، أكثرُ من نصفِهم من النساءِ والأطفالِ وكبارِ السن؟ كيف يعرَّف التدمير المُتعمَّد للمستشفياتِ والعياداتِ والمدارسِ وأحياء بأكملها، مع دفنِ الآلافِ تحتَ الأنقاضِ، وتركِهم يتعفَّنون؟ كيف يصف المرء الجنودَ الإسرائيليينَ الكثيرينَ الذين يتباهونَ بعددِ الفلسطينيين الذين قتلوهم؟ وكيف يصنِّفُ حكومةً هلَّلتْ لهدفِها المُقصودِ بهدمِ وإبادةِ وتفكيكِ ما تبقّى من غزة؟بينما كنت أستمع وأشاهد الرعب المتكشف يومًا بعد آخر، لم أستطع التوقف عن البكاء على ما حدث أمام عينيّ -بل أمام أعين العالم أجمع. ولكن، لم يحدث شيء يُذكر لإنهاء هذه المهزلة المستمرة. تستمر الحرب، وتستمر المذبحة، ويستمر الجوع، ويستمر الدمار، ويستمر الانتقام والقصاص، مما يجعل اللاإنسانية والوحشية هما السائدتان.نعم، بكيت بدموع حقيقية، متسائلًا: أين كل هؤلاء الإسرائيليين الذين يتظاهرون يوميًا لإطلاق سراح الرهائن التسع والخمسين المتبقين، لكنهم لا يرفعون أصواتهم أبدًا لوقف قتل 54 ألف فلسطيني؟أين الحاخامات الذين يحمدون الله على اختيارهم؟ وأتساءل: هل اختار الله اليهود للتشويه والذبح والقتل؟ هل إسرائيل التي أنشئت على رماد اليهود الذين لقوا حتفهم في الهولوكوست لديها الآن المبرر الأخلاقي لارتكاب إبادة جماعية ضد الرجال والنساء والأطفال الأبرياء؟أين أحزاب المعارضة في إسرائيل التي أصابها الشلل وظلت في حالة خدر مريح؟ لماذا لا تصرخ وتصيح وتحتج ضد حكومة شريرة تُدمر الأساس الأخلاقي لبلد ضحى بنفسه على مذبحة أشنع حكومة في تاريخ إسرائيل؟أين الأكاديميون والأساتذة والطلاب الذين ينبغي أن يلتزموا بالقيم الأخلاقية السامية؟ لماذا دفنوا أصواتهم بين آلاف الفلسطينيين المدفونين من دون أثر؟وماذا حدث لما يسمى "أكثر الجيوش أخلاقية في العالم"، جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي افتخر بالدفاع عن وطنه ثم تحول إلى أكثر القوى انحطاطًا، مرتكبًا جرائم فظيعة، بوحشية لا توصف؟ إنهم يقاتلون تحت راية كاذبة هي إنقاذ البلاد من عدو لدود، بينما يدمرون في الحقيقة إسرائيل من الداخل، تاركينها تبحث عن الخلاص لأجيال مقبلة.لقد تربيت على يد والدين غرسا فيّ معنى الرعاية والرحمة ومساعدة المحتاجين ومشاركة طعامي مع الجائعين وتعلم عدم كره الآخرين أو احتقارهم. وقد تمسكت بهذه القيم منذ صغري إلى يومنا هذا، مدركًا أنها المثل العليا التي دعمتني في أوقات الفقد، وفي أوقات المعاناة، وفي أوقات الحزن، وفي أوقات الأمل، وفي أوقات الضيق، من دون أن أعرف ما يخبئه الغد.كنتُ قد سألت أمي في يوم من الأيام،: "أمي، ماذا أفعل بمن يكرهونني ويريدون إيذائي لمجرد أنني أنا؟". فكرت للحظة، ثم قالت: "يا بني، إذا جاءك وحش ليؤذيك، فدافع عن نفسك، ولكن لا تكن مثله أبدًا، أبدًا". لأنك لو فعلت لفقدت إنسانيتك، ولن يتبقى لك الكثير لتعيش من أجله. وبعد صمت قصير آخر، قالت لي: "تذكر يا بني أن قانون العين بالعين يُبقينا جميعًا عميانًا".قال لي العديد من الإسرائيليين في وجهي إنه ينبغي علينا قتل كل طفل فلسطيني في غزة، لأنه بمجرد أن يكبر هؤلاء الأطفال سيصبحون إرهابيين عازمين على إرهابنا ما داموا على قيد الحياة، وينبغي أن نقتلهم جميعًا لمنع ذلك المستقبل. لكم هم مرضى ومُختلون عقليًا هؤلاء الناس! هل خطر ببالهم أن ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين اليوم هو تغذية الجيل القادم من الفلسطينيين ليصبحوا إرهابيين لأنه لم يعد لديهم ما يخسرونه، وحيث سيكون الانتقام لما أصاب شعبهم هو السبب الوحيد الذي يريدون العيش من أجله؟لقد فقدت إسرائيل قيمها اليهودية وضميرها وأخلاقها وإحساسها بالنظام وسبب وجودها. إن هجوم "حماس" الوحشي على إسرائيل يرفضه كل ضمير وإحساس وهو غير مقبول. ومع ذلك، ذكرني رد الفعل الإسرائيلي على مجزرة "حماس" بما علمتني إياه والدتي منذ اليوم الأول: إذا هاجمك وحشٌ، فلا تُصبح كذلك أبدًا، لأنه لن يبقى لك ما تعيش من أجله.عندما تنتهي هذه الحرب البشعة، لن تعود إسرائيل كما كانت. لقد وصمت نفسها بالعار لأجيال مقببة وألحقت ضررًا لا يُعوّض بيهود العالم وفاقمت من تصاعد معاداة السامية إلى مستويات جديدة وخانت كل ما دافع عنه مؤسسوها. وفوق كل شيء، فقدت روحها، وقد لا تجد طريق العودة من الهاوية أبدًا.*د. ألون بن مئير Alon Ben-Meir: صحفي إسرائيلي من أصل عراقي. أستاذ سابق للعلاقات الدولية بجامعة نيويورك وزميل معهد السياسة الدولية. ولد في بغداد في العام 1937. مختص بسياسات الشرق الأوسط، وخاصة مفاوضات السلام بين إسرائيل والعالم العربي. يعد من داعمي السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومن خصوم اليمين الإسرائيلي المتطرف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 19 دقائق
- عمون
من يملك القرار؟!
بين دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء انتخابات وطنيّة قبل نهاية العام الجاري، ومباحثات سرّية في واشنطن تبحث ترحيل سكان غزّة إلى ليبيا أو أثيوبيا أو غيرها! تطّرح الساحة الفلسطينيّة سؤالاً وجودياً؟ من يملك القرار في هذا التصوّر؟! في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس الأميريكي عن إنهيار مفاوضات الدوحة وسحب الوفد الإميريكي من المفاوضات، وخطّة أخرى للإفراج عن ما تبقى من رهائن، تبدو الضفة الغربيّة وكأنّها خارج المشهد!. الرئيس الفلسطيني عباس يعلن عن خطّة طال انتظارها؛ وهي مجلس وطني جديد، ربما لإنقاذ ما تبقى في غزّة، أو لقطع الطريق على سيناريوهات اليوم التالي التي يجري طبخها خارجيًا، بمعزلٍ عن عِلم السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة. لكنّ التوقيت مربك والتحديات كبيرة، والإنقسام الفلسطيني الفلسطيني لم ينتهِ، والسلطة نفسها على وشك الإفلاس المالي بعد استمرار احتجاز الأموال من قبل إسرائيل. أمّا حماس فموقفها رافض لفكرة إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، معتبرة في بيانٍ لها الأربعاء الماضي إنّ القرار "منفرداً وبعيداً عن التوافق الوطني". لكنّ لا شيء يشي باستعداد الحركة للتنازل في مسألة الحكم على الخصوص. أمّا عباس فطالما شدّد وتعهدّ بأنّ حركة حماس لن تحكم قطاع غزّة في اليوم التالي، داعياً إياها مراراً وتكراراً لتسليم سلاحها للسلطة. يبقى السؤال كيف؟ خاصةً وأنّ إسرائيل ترفض كليهما، وما زالت تبحث عن سيناريو التهجير. فهل جاءت دعوة إجراء الانتخابات في هذا التوقيت لاستعادة زمام المبادرة أم لحجز مقعد في مشهد يتشكّل من دونها؟ هل تستطيع السلطة فعلاً فرض نفسها لاعبًا على الأرض، وغزّة تقصف والضفّة تخنق، وقيادة فلسطينيّة تسابق الزمن لحماية غزّة من الارتهان لتفاهمات الخارج؟. فهل الانتخابات هي الحل؟! منذ أكثر من عامٍ تتأرجح خزائن السلطة بين الإفلاس والإنهيار، بفعل ما تقولُ السلطةُ عنه عقوباتٌ إسرائيليّة. ما يقارب مليارين وأربعمئة مليون دولار تحتجزها إسرائيل من أموال الضرائب الفلسطينيّة التي تعدُ شريان الحياة المالي لخزينة السلطة الوطنية الفلسطينية. الديون المتراكمة وصلت منذ ما يزيد عن عشرين عامًا وصلت إلى ما يزيد عن خمسة عشر مليار دولار. لكن جواب أسباب أسئلة الأزمة الماليّة لا يحتاج إلى دبلوماسيّة ليظهر بأنّ إسرائيل باحتجازها أموال السلطة وغرقها بالنفقات هما سبب الأزمة الماليّة. وثمة من يقول بأنّ مخطط إسرائيل ليس هدفه فقط إنهاك السلطة ماليًا، بل إعادة هندستها؛ وتجويع مالي يؤدي إلى تفكك وظيفي، ومن ثم تفويض صلاحياتها في الإدارة المحليّة لشخصيات عشائريّة أو بلديات مدجّنة تتسلم ما تبقى من حكم ذاتي لا يتجاوز حكم البلديّة. وتقول الحكومة الفلسطينيّة بأنها اتخذت أكثر من ستين خطوةً إصلاحيّة مرتبطة بترشيد النفقات، لكنّها لا تخفي عجزها عن الإيفاء بإلتزاماتها تجاه الموظفين ومختلف القطاعات؛ الأمر الذي يدفع إلى إتخاذ قرار بإيقاف عمل بعض الدوائر الفلسطينيّة وتقليصٍ حاد في دوام الموظفين. وفي ظل استمرار العمليّات العسكريّة في قطاع غزّة ترفض قيادة الجيش الإسرائيلي وعلى رأسها رئيس الأركان إيال زامير بشكل قاطع فكرة إقامة مدينةٍ إنسانيّةٍ جنوب القطاع، معتبراً المشروع يشكّل مخاطرة ميدانيّةً كبيرة، يحمّل المؤسسة العسكريّة أعباءً لا تملك القدرة على إدارتها. الموقف العسكري ينبع من قناعةٍ بأنّ إقامة منطقةٍ واسعةٍ في قلب ساحةِ حرب، دون وجود آليات دوليّةٍ فعالةٍ، للرقابة والإدارة قد يؤدي إلى تهديداتٍ أمنيّةٍ وخسائر مستقبليّة ويضع الجيش في مأزق ميداني معقد. ورغم هذا الرفض الواضح من قبل المؤسسة العسكرية تدفع أحزاب يمينية متطرفة في الحكومة باتجاه تنفيذ الفكرة، معتبرينها خطوةً ضروريةً على طريق تهجير المدنيين من القطاع، وتغيير الواقع الديمغرافي في غزّة تحت غطاء إنساني. يتزامن ذلك مع تراجع تدريجي عن محور ميراج، وتركز الحكومة على مشروع المدينة الإنسانيّة كبديل رغم المخاوف الأمنيّة التي تحذر منها قيادة الجيش. الانقسام العميق بين الجيش والمستوى السياسي، يعبّر عن توتر في توجّه إدارة الحرب، حيث تبرز أبعادٌ سياسيةٌ وأيديولوجيّة تصطدمُ بتقيمات أمنيّة دقيقة، ما يترك مصير المدينة الإنسانيّة في دائرة من الغموض والانتظار. تخوض إسرائيل وتحديداً حكومة نتنياهو الحروب على أكثر من جبهة، كذلك تواجه هذه الحكومة ضغوطًا داخليّة في أكثر من ملف. كيف تقرأ الأوضاع في إسرائيل وما هو موقف الشارع الإسرائيلي من الحروب التي تخوضها حكومة نتنياهو؟ السلطة الوطنية الفلسطينيّة في موقفٍ لا تحسدُ عليه بين ضغوطٍ تمارسها إسرائيل، وبين الوضع في غزّة الذي بات ضاغطًا على الصعد السياسيّة والأمنيّة والإنسانيّة. وفي خضم هذه الأزمات تهدد واشنطن المؤتمر الدولي المقرّر لمناقشة حلّ الدولتين والمزمع عقده في نيويورك، ويسبقه عقد مؤتمر وزاري، الاثنين والثلاثاء، المقبلين برئاسة وزيري الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والسعودي الأمير فيصل بن فرحان في سياق المبادرة التي بدأتها المملكة العربية السعودية وفرنسا منذ أشهر، وكمقدمة مهمة لعقد مؤتمر دولي، في باريس، أو في نيويورك على هامش الاجتماعات رفيعة المستوى للدورة السنوية الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في النصف الثاني من أيلول المقبل، في ظل جهود متواصلة لنيل دولة فلسطين اعترافاً من دول أوروبيّة رئيسيّة، وأبرزها فرنسا، ضمن خطة تشمل خطوات أخرى لإحلال السلام بين الدول العربيّة وإسرائيل؛ وتفكيك سرديات التحريض والكراهية واستبدالها بسردية إنسانيّة عادلة تعترف بالحقوق الفلسطينيّة. كيف تتحرك السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة بشأن الموقف الدولي من حلّ الدولتين؟!وهل تعوّل السلطة على هذا المؤتمر لإيجاد أفقٍ للقضيّة؟ ماذا عن تطورات الوضع في قطاع غزّة؟ وما مستقبل حُكم القطاع بعد إنتهاء الحرب وتداعيات ما يجري في الضفّة الغربيّة؟! مقترح وقف إطلاق النار في غزّة ما بين ردّ حماس وفجواتٍ جوهريّة، ثم تعديل الردّ على الردّ، ذلك تم؛ ومن ثم سحب الوفد المفاوض الإميركي ومن ثم سحب الوفد الإسرائيلي؛ بانتظار قرار إسرائيلي بالمضي نحو اتفاق أو مواصلة حملة عسكريّة مستعرة، وسط المفاوضات والمقترحات هنالك مليوني فلسطيني يواجهون الموت جوعًا، مجاعة في الأفق ووفيات من الأطفال والنساء وكبار السن، الأرقام في تزايد والمأساة تتفاقم والجميع بانتظار اتفاق. هل تصغر الخلافات أمام حجم المأساة الإنسانيّة؟ أم أنّ الحسابات السياسيّة تقفز فوق كُلّ الاعتبارات ؟! المجاعةُ في غزّة تتقدّم والمفاوضات تراوحُ مكانها، حماس تُسلّمُ ردّها على مقترح الهدنة والوسطاء يرفضون، فبين خرائط الإنسحاب وحدود المجاعة أين يتجّه مصيرُ الغزيين؟! البحثُ عن معادلةٍ صفريّة في غزّة ممكنٌ في حالةٍ واحدةٍ فقط؛ خروجُ إسرائيل ومعها حماس من القطاع؛ فكلاهما في حالة إنكارٍ للواقع. إسرائيل العاجزة عن الحسم العسكري تتحدث عن التزامٍ بالقوانين الدوليّة في هذهِ الحرب، وحماس تفاوض وتشترط، بينما سكان القطاع يستشهدون إمّا بالرصاص وإمّا من الجوع !. تتعثر المبادرات وتتأخر القرارات، ولكن في غزّة لا ينتظر الجوع نتائج المباحثات، فبينما يناقش العالم شروط التهدئة يحصدُ الجوع أرواح الأبرياء بصمتٍ قاتل. في مشهدٍ يختزلُ السياسية وقسوة الواقع ومع تحذيرات متزايدة من مجاعة جماعية ترتفع الأصوات الدوليّة مطالبة بوقفٍ فوريٍ لإطلاق النار، فهل تستجيب المفاوضات قبل أن يسبقها الموت؟!.


رؤيا نيوز
منذ 19 دقائق
- رؤيا نيوز
بهمّة هؤلاء المقاولين بدل أن تُوحّدنا غزة فرّقتنا
لم يختلف الأردنيون ، في أي وقت ، على 'غزة '، وقفوا مع أهلها وتقاسموا معهم الفاجعة، في كل بيت أردني غُصّة كبيرة ومرارة على ما يعانيه الصابرون هناك أمام آلة القتل والتجويع والإبادة، لم يترددوا، أيضاً ، عن تقديم الواجب بقدر استطاعتهم ، العين بصيرة واليد قصيرة ، لكن الجُود من الموجود، بلا مِنّة ولا انتظار شكراً من أحد. بالمقابل ، منذ اليوم الأول (7 أكتوبر ) دخلت تيارات المقاولة والمزايدة على الخط ، اقتنصوا الفرصة المجبولة بالدم والألم ليصنعوا منها فتنة ، فماذا كانت النتيجة، يا خسارة ..بدل أن تُوحّدنا غزة فرّقتنا ، غزة بالنسبة لهؤلاء المقاولين بالدم مجرد بورصة لتداول الشعارات والخطابات ، وتوزيع المكاسب والبطولات ، أما الأردن في أعينهم فيشكل قلقاً أبدياً يُذكّرهم بفشلهم وتقصيرهم وخيباتهم، يجعلهم يرون أنفسهم صغاراً لا يملكون إلا خناجر التحريض والإساءة ،يطعنون بالظهر لتمرير أجنداتهم ، على' وهم' أن يتطهروا من نقائصهم. صحيح ، الأردن أكبر من أن يدخل هذا السوق الذي يتزاحم فيه تجار (اضرب واهرب ) وعصابات الابتزاز السياسي التي تروج لبضائعها الفاسدة ، لكن من حق الأردنيين وواجبهم ، أيضاً ، أن يكشفوا هذا الزيف لكي لا يتحول تاريخهم إلى روايات يكتبها حاقدون يرتدون عباءة المؤرخ ، ولكي لا تتراكم الأخطاء وتتناسل ثم تنفجر في لحظة غير محسوبة ، لا نريد وقتها أن نقول : أخطأنا حين لم نستدرك ونردع سفهاءنا، تجاربنا، وما أكثرها، يجب أن تعيد لذاكرتنا كيف وقعنا في 'الفخ ' حين قابلنا التشكيك بالسماحة، والتحريض بالإعراض عن الرد ،حينئذ فهم البعض صمتنا ضعفاً، وصبرنا عجزاً واستهانة . الآن، تجاوزنا كل ذلك ،أو هكذا يفترض ، نحن أمام أخطار تستهدفنا جميعا , يجب أن نتوحد لمواجهتها ، صحيح من حق الأردنيين أن يختلفوا في وجهات النظر ، أن ينتقدوا اخطاء حكوماتهم وإداراتهم العامة ، أن يتعاطفوا مع أشقائهم ويعبروا عن ذلك بما ينسجم مع القانون ، أن يشاركوا في بناء بلدهم ويقولوا كلمتهم في الشأن العام بلا خوف أو وصاية، أن يتحرروا من كل ما يجرح المواطنة والعدالة والحرية التي يستحقونها. لكن في المقابل ،ليس من حق أحد من الأردنيين ( ناهيك عن غيرهم ) أن يسيء للدولة الأردنية أو يعبث برموزها ويتطاول على مؤسساتها وثوابتها ، ليس من حق أي أردني أن يقدم اي أولوية من خارج الحدود على مصالح الدولة الأردنية ، أو أن يرفع أي قضية ،مهما كانت ،فزّاعة للتشكيك والتحريض ضد الأردن، هذه جريمة وخيانة عظمة لا يجوز أن تمر بدون حساب ، الوطنية أن تكون أردنيا أولاً، وأن تكون أردنياً يعني أن تخلص للأردن الدولة والوطن ، وحين تتعارض مواقف الأردن مع أي مواقف أخرى تراها بحكم الايديولوجيا أو السياسة أو المصلحة ، لابد أن تنحاز لمواقفه بلا أي تردد. حان الوقت لكي نحسم جدل الاتهامات والإساءات، بالقانون أولاً، ثم بالحوار والتفاهم ، حان الوقت لكي يقول الأردنيون كلمتهم تجاه قضايا بلدهم دون أن تطاردهم لعنة العنصرية ،أو تهمة الانكفاء على الذات أو خذلان الأشقاء، حان الوقت لكي نخرج جميعا من قوالب التوظيف والاستخدام التي وضعنا فيها هواة النضال المغشوش ، كُرمى لامتداداتهم الخارجية. حان الوقت لكي ندافع عن الأردن ونحتشد خلف تاريخنا وهويتنا الوطنية الأردنية وجيشنا وقيادتنا دون أن نسمع من يقول لنا : أنتم أبناء سايكس بيكو ، حان الوقت لكي نعتز بإنجازاتنا ومواقفنا العربية والإنسانية وأن نحتفل بمناسباتنا الوطنية دون أن يرفع أحد في وجوهنا ( هراوات)التخويف والتبخيس والتيئيس، أو أن يهددنا بمصيرنا في جهنم ، أصارحكم، سندافع عن بلدنا ، وندحض أساطيرهم وافتراءاتهم ، لن نصمت ولا نتوقف أبداً.


البوابة
منذ 19 دقائق
- البوابة
قوات الاحتلال تقتحم السفينة "حنظلة"
أفادت وكالات أنباء ومواقع إخبارية، منتصف ليل السبت/ الأحد، باقتحام الجيش الإسرائيلي السفينة "حنظلة" التي كانت تتجه إلى غزة لكسر الحصار. وتجاهل الجيش الإسرائيلي كافة التحذيرات الإنسانية التي أطلقها تحالف أسطول الحرية، مساء السبت، من أي تدخل، ضد سفينة "حنظلة" بعد اقتراب سفينة ومسيرة منها. وذكر التحالف عبر حسابه على تلغرام، أن هناك سفينة وطائرة مسيّرة اقتربتا من "حنظلة"، محذرا من "احتمال وجود تدخل" ضدها. وفي وقت سابق، أبحرت سفينة "حنظلة" باتجاه غزة، حاملة على متنها 21 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 17 عاما. وأعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مساء السبت، أن مسيّرة إسرائيلية تحلق فوق سفينتها حنظلة، بعد تقارير عن تهديدات إسرائيلية بالسيطرة عليها. وأبحرت "حنظلة" في 13 يوليو/تموز الجاري، من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجددا في 20 يوليو باتجاه غزة، وعلى متنها 21 ناشطا. المصدر: وكالات