
الذكاء الاصطناعي: معلم أم منافس؟
تشير دراسة أجرتها جامعة هارفارد في سبتمبر 2024 إلى أن الطلاب الذين استخدموا معلمي الذكاء الاصطناعي حققوا نتائج أكاديمية أعلى بنسبة ملحوظة مقارنة بالتعليم التقليدي. الدراسة، التي شملت عينة من الطلاب في تخصصات متنوعة، أظهرت أن متوسط درجات الطلاب الذين اعتمدوا على أدوات الذكاء الاصطناعي بلغ 4.5 من 5، بينما سجل الطلاب في الفصول التقليدية متوسط 3.5. هذه النتائج تعكس قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم تجربة تعليمية مخصصة، حيث يستطيع تحليل احتياجات الطالب الفردية وتقديم محتوى يتناسب مع مستواه وقدراته.
على سبيل المثال، تستخدم منصات مثل الدروس التفاعلية القائمة على الذكاء الاصطناعي خوارزميات لتتبع تقدم الطالب، مما يتيح تقديم تمارين مخصصة تزيد من فعالية التعلم. ومع ذلك، هناك مخاوف جدية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف التعليمية. دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في عام 2024 كشفت أن 27% من الوظائف التعليمية في الدول المتقدمة قد تكون عرضة للأتمتة بحلول عام 2030، خاصة المهام الإدارية والتدريس الروتيني. هذه الإحصائية تثير تساؤلات حول مستقبل المعلمين، خاصة أولئك الذين يعتمدون على التدريس التقليدي. ومع ذلك، تؤكد الدراسة أن المهام التي تتطلب التفكير الإبداعي، التفاعل البشري، واتخاذ القرارات المعقدة ستبقى حكرًا على المعلمين البشر، مما يعزز فكرة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مكملًا وليس بديلاً كاملاً .
من ناحية أخرى، تبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم كعامل محفز للإبداع. على سبيل المثال، أظهرت تجربة أجريت في المملكة المتحدة أن استخدام ألعاب تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي زاد من مشاركة الطلاب بنسبة 43% مقارنة بالفصول التقليدية. هذه الأدوات لا تعزز تجربة التعلم فحسب، بل تساعد الطلاب على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.
رغم هذه الفوائد، هناك تحديات أخلاقية وتقنية. دراسة أجرتها جامعة ستانفورد في أكتوبر 2023 أشارت إلى أن الافتقار إلى الشفافية في نماذج الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف بشأن المساءلة. على سبيل المثال، قد تؤدي الخوارزميات غير المنظمة إلى تحيزات في تقييم الطلاب أو توجيههم نحو مسارات تعليمية غير مناسبة. علاوة على ذلك، هناك قلق من أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يقلل من التفاعل البشري، وهو عنصر أساسي في عملية التعلم. وتشير إحصاءات من تقرير QuestionPro لعام 2023 إلى أن 62% من الطلاب يفضلون التفاعل المباشر مع المعلمين على الأدوات الرقمية، مما يعكس أهمية التوازن بين التكنولوجيا والتفاعل البشري.
في الختام، يمثل الذكاء الاصطناعي ثورة تعليمية تجمع بين الإمكانات والتحديات. من خلال تقديم تجارب تعليمية مخصصة وأتمتة المهام الروتينية، يثبت الذكاء الاصطناعي أنه معلم فعال وداعم. ومع ذلك، فإن دوره كمنافس محتمل لا يمكن تجاهله، خاصة مع تزايد الأتمتة في المهام التعليمية. الحل يكمن في الدمج الذكي للذكاء الاصطناعي مع التدريس البشري لضمان تحقيق أفضل النتائج. مع استمرار التقدم، يتعين على المؤسسات التعليمية وضع سياسات تعليمية تضمن الدقة في استخدام هذه التقنيات، ليبقى الذكاء الاصطناعي شريكًا في بناء مستقبل التعليم، وليس بديلاً يهدد جوهره الإنساني.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
إطلاق تقرير "مؤشر نضج الذكاء الاصطناعي للغة العربية"
أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تقرير النصف الأول من عام 2025م لمؤشر نضج تقنيات الذكاء الاصطناعي للغة العربية "بلسم"؛ يهدف إلى تقييم أداء النماذج اللغوية الضخمة (LLMs) في مجموعة من مهام معالجة اللغة الطبيعية، عبر منصة موحدة تُيسّر على المطورين والباحثين فهم أداء النماذج في المجالات اللغوية المختلفة. وأوضح الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، أن إطلاق تقرير مؤشر (بلسم) يجسد التزام المجمع بقيادة الجهود الوطنية في دعم المحتوى العربي الرقمي، إذّ يُعدٌّ مرجعًا لأدوات موضوعية لتقييم أداء النماذج، وتحليل مخرجاتها، وتطويرها بما يتوافق مع الخصائص اللغوية العربية، مشيرًا إلى أن التقرير أُعد بالشراكة مع عدد من الجهات المختصة، عبر تطوير منهجية متقدمة للتقييم، تجمع بين التحكيم البشري والتقييم الآلي عالي الدقة؛ للوصول إلى مقاييس تقارب نتائج التحكيم البشري بنسبة (0.88%)، وهو ما يمنح المؤشر موثوقيةً عاليةً تسهم في اعتماده على المستويين البحثي والتطبيقي. وشملت الجهات المشاركة في إعداد التقرير: الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة بيشة، وجامعة قطر، وجامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة (QCRI)، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة نيويورك أبو ظبي، وشركة (aiXplain)، إضافةً إلى مجموعة من الباحثين والخبراء في الذكاء الاصطناعي واللغة العربية. ويُشكّل التقرير خطوةً عمليةً ضمن دعم المجمع لتطوير أدوات ومعايير تقييم دقيقة، تسهم في تحسين جودة تطبيقات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وتدعم بناء مخرجات قابلة للتطبيق في البيئات التقنية من خلال بيانات موثوقة تُستخدم في المقارنة والتحسين. ويعرض التقرير نتائج تقييم شاملة لـ (22) نموذجًا لغويًّا، استنادًا إلى (12,786) سؤالًا موزعة على (54) مهمة ضمن (13) فئة لغوية، تتنوع بين الترجمة، والتلخيص، والكتابة الإبداعية، والفهم القرائي، والبرمجة، والتصنيف، وغيرها من المهام المتصلة بمعالجة اللغة الطبيعية. ويُقدّم التقرير أيضًا تحليلات مفصّلة لأداء النماذج، ويُيسّر المقارنة بينها، ويساعد في تحديد نقاط القوة والضعف لكل نموذج بحسب المهمة. ويُعدُّ مؤشر (بلسم) أحد مشروعات المجمع في تمكين الحوسبة اللغوية، وتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي الموجّه للعربية، ويُسهم في دعم منظومة الابتكار التقني التي تسعى المملكة إلى تعزيزها، ضمن مستهدفات التحول الرقمي، ومبادرات المحتوى المحلي، وبناء القدرات الوطنية في تقنيات اللغة.


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
مجمع الملك سلمان العالمي" يطلق تقرير النصف الأول لمؤشر نضج الذكاء الاصطناعي للغة العربية
أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تقرير النصف الأول من عام 2025م لمؤشر نضج تقنيات الذكاء الاصطناعي للغة العربية "بلسم"؛ يهدف إلى تقييم أداء النماذج اللغوية الضخمة (LLMs) في مجموعة من مهام معالجة اللغة الطبيعية، عبر منصة موحدة تُيسّر على المطورين والباحثين فهم أداء النماذج في المجالات اللغوية المختلفة. وأوضح الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، أن إطلاق تقرير مؤشر (بلسم) يجسد التزام المجمع بقيادة الجهود الوطنية في دعم المحتوى العربي الرقمي، إذّ يُعدٌّ مرجعًا لأدوات موضوعية لتقييم أداء النماذج، وتحليل مخرجاتها، وتطويرها بما يتوافق مع الخصائص اللغوية العربية، مشيرًا إلى أن التقرير أُعد بالشراكة مع عدد من الجهات المختصة، عبر تطوير منهجية متقدمة للتقييم، تجمع بين التحكيم البشري والتقييم الآلي عالي الدقة؛ للوصول إلى مقاييس تقارب نتائج التحكيم البشري بنسبة (0.88%)، وهو ما يمنح المؤشر موثوقيةً عاليةً تسهم في اعتماده على المستويين البحثي والتطبيقي. وشملت الجهات المشاركة في إعداد التقرير: الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة بيشة، وجامعة قطر، وجامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة (QCRI)، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة نيويورك أبو ظبي، وشركة (aiXplain)، إضافةً إلى مجموعة من الباحثين والخبراء في الذكاء الاصطناعي واللغة العربية. ويُشكّل التقرير خطوةً عمليةً ضمن دعم المجمع لتطوير أدوات ومعايير تقييم دقيقة، تسهم في تحسين جودة تطبيقات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وتدعم بناء مخرجات قابلة للتطبيق في البيئات التقنية من خلال بيانات موثوقة تُستخدم في المقارنة والتحسين. ويعرض التقرير نتائج تقييم شاملة لـ (22) نموذجًا لغويًّا، استنادًا إلى (12,786) سؤالًا موزعة على (54) مهمة ضمن (13) فئة لغوية، تتنوع بين الترجمة، والتلخيص، والكتابة الإبداعية، والفهم القرائي، والبرمجة، والتصنيف، وغيرها من المهام المتصلة بمعالجة اللغة الطبيعية. ويُقدّم التقرير أيضًا تحليلات مفصّلة لأداء النماذج، ويُيسّر المقارنة بينها، ويساعد في تحديد نقاط القوة والضعف لكل نموذج بحسب المهمة. ويُعدُّ مؤشر (بلسم) أحد مشروعات المجمع في تمكين الحوسبة اللغوية، وتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي الموجّه للعربية، ويُسهم في دعم منظومة الابتكار التقني التي تسعى المملكة إلى تعزيزها، ضمن مستهدفات التحول الرقمي، ومبادرات المحتوى المحلي، وبناء القدرات الوطنية في تقنيات اللغة


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
openai تتراجع عن خاصية إظهار محادثات chatgpt في محركات البحث
أعلنت شركة OpenAI التراجع عن إتاحة محادثات مستخدمي تطبيقها الذكي ChatGPT، في نتائج محركات البحث مثل "جوجل سيرش"، وذلك بعد انتقادات وتحفظات. وقال دان ستاكي، مدير أمن المعلومات في OpenAI، في بيان نشره على منصة "إكس"، إن الشركة قررت إنهاء هذه التجربة القصيرة التي كانت تهدف إلى تسهيل اكتشاف المحادثات المفيدة من خلال محركات البحث، موضحاً أن الخاصية كانت تتطلب من المستخدم اختيار محادثة لمشاركتها، ثم تفعيل خيار إضافي يسمح بإدراجها ضمن نتائج البحث. وأوضح ستاكي، أن "الخاصية تطلبت مشاركة طوعية تماماً من المستخدمين، الذين كان عليهم اتخاذ خطوتين واضحتين لتفعيل الفهرسة"، لكنه أشار إلى أن OpenAI خلصت إلى أن الخاصية "فتحت العديد من الأبواب لمشاركة محتوى شخصي عن غير قصد". وأضاف: "نعتقد أن هذه الميزة خلقت فرصاً كثيرة للمستخدمين لمشاركة معلومات لم يكونوا ينوون مشاركتها علناً، سواء بسبب سوء الفهم أو الإهمال"، مؤكداً قرار OpenAI بإزالة خيار الفهرسة تماماً من التطبيق، معلناً بدء العمل على إزالة المحتوى المفهرس من محركات البحث. أولوية الخصوصية وشدد ستاكي، على أن الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تضع الخصوصية والأمان في مقدمة أولوياتها، قائلاً: "سنواصل العمل على تحسين منتجاتنا وميزاتها لتعكس هذا الالتزام بشكل واضح ومتين". ويأتي هذا القرار عقب تحقيق نشره موقع Fast Company، كشف ظهور آلاف المحادثات التي أجراها مستخدمو ChatGPT وتمت مشاركتها عبر الإنترنت، في نتائج البحث على Google. وأشار الموقع إلى أن هذه المحادثات شملت معلومات شخصية تتعلق بالإدمان، والاضطرابات النفسية، والعلاقات العاطفية، والعنف الأسري، وحتى نقاشات حول نظريات المؤامرة والبرمجة النفسية. وأوضح الموقع، أن عدد المحادثات المفهرسة بلغ نحو 4500 محادثة، بينما قد يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير، إذ لا يمكن التأكد مما إذا كانت محركات البحث قد فهرست جميع المحادثات القابلة للمشاركة. وأثار تقرير الموقع، قلقاً واسعاً، لا سيما أن خيار جعل المحادثة قابلة للفهرسة، لم يكن متاحاً سوى عبر موقع ChatGPT على الويب، بينما لا يظهر هذا الخيار في تطبيقات الهواتف الذكية سواء على iOS أو "أندرويد"، كما لا يمكن تفعيله من داخل الإعدادات. وكانت OpenAI قد حذرت سابقاً المستخدمين من مشاركة معلومات حساسة مع روبوت المحادثة، مشيرة إلى أنها قد تُجبر على تسليم هذه المعلومات في حال صدور أمر قضائي. وهذه ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها تساؤلات حول الخصوصية في أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ ظهرت حالات مشابهة مع روبوتات تابعة لشركة "ميتا"، حيث بدأت تظهر استفسارات المستخدمين ضمن خلاصات عامة على بعض تطبيقاتها. وبينما تتيح OpenAI للمستخدمين حذف روابط المشاركة في أي وقت، فإن ضعف الوعي الرقمي بين المستخدمين، إلى جانب تعقيد بعض خيارات المشاركة، قد ساهم في الكشف غير المقصود عن معلومات شخصية حساسة.