
"بيئة ومحميات الشارقة" تُطلق ثاني محمية فلكية في جزيرة صير بونعير
في مبادرة غير مسبوقة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، أعلنت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، بالتعاون مع أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، عن إطلاق المحمية الفلكية في محمية جزيرة صير بونعير، لتكون ثاني محمية فلكية في إمارة الشارقة، ودولة الإمارات بعد محمية جبل بحيص الجيولوجية
.
هنا سيف السويدي تشهد مراسم الإطلاق
وشهدت مراسم الإطلاق سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، إلى جانب فريق من أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، بالإضافة إلى أعضاء من جمعية الإمارات للفلك وعدد من موظفي هيئة البيئة والمحميات الطبيعية
.
تطوير المبادرات لتعزيز الاستدامة البيئية
وأكدت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة أن إطلاق المحمية الفلكية في جزيرة صير بونعير، يمثل إضافة نوعية للمشاريع البيئية والسياحية في الشارقة، ويعكس التزام الهيئة بتطوير وتنويع المبادرات التي تعزز الاستدامة البيئية، وتواكب التوجهات العالمية في حماية السماء المظلمة من التلوث الضوئي، مُشيرةً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الشراكة الفاعلة والتعاون الوثيق مع المؤسسات العلمية والأكاديمية في الشارقة، بهدف إرساء معايير جديدة في السياحة البيئية وتعزيز مكانة الإمارة كوجهة مثالية لمحبي الاستكشاف وعشاق الفلك
.
فتح آفاق واسعة أمام السياحة الفلكية
وأضافت سعادتها: "إن المحمية الفلكية في جزيرة صير بونعير ستفتح آفاقاً واسعة أمام السياحة الفلكية، وهو مفهوم مبتكر يسهم في إتاحة تجربة استثنائية للمهتمين برصد النجوم والكواكب والظواهر الفلكية في بيئة طبيعية خالية من التلوث الضوئي، بالإضافة إلى أن هذه المبادرة تعكس التزام الشارقة بمواكبة التطورات العلمية وتعزيز الاهتمام بالعلوم الفلكية، كما توفر بيئة مثالية للعلماء والهواة للاستمتاع بمراقبة السماء الصافية بكل تفاصيلها المذهلة بعيدًا عن التأثيرات الضوئية للمدن
".
تطبيق المعايير العالمية لحماية السماء المظلمة
وأوضحت أن المحمية تعتمد المعايير الدولية المعتمدة من قبل الجمعية الدولية للسماء المعتمة
DarkSky International
، مما يضمن أقصى درجات الحماية للبيئة الفلكية، حيث أن التلوث الضوئي أصبح أحد التحديات البيئية العالمية التي تؤثر على الحياة الفطرية، وتحدّ من قدرة العلماء والهواة على رصد السماء الطبيعية. ومن هنا، فإن اعتماد محمية صير بونعير كمحمية فلكية لا يقتصر فقط على حماية البيئة الليلية، بل يساهم أيضًا في تعزيز الوعي بأهمية تقليل التلوث الضوئي، وهو جزء أساسي من التزاماتنا تجاه الاستدامة البيئية
.
ترسيخ مكانة الشارقة كوجهة عالمية للعلوم الفلكية
ومن جانبه، أعرب الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة ومدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، عن ترحيبه بإطلاق المحمية الفلكية في جزيرة صير بونعير، بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، مؤكداً أن هذا الإطلاق يمثل خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانة إمارة الشارقة كوجهة عالمية للعلوم الفلكية، وتعزيز السياحة البيئية والفلكية، وأضاف سعادته أن هذه المبادرة تعكس التزامنا المستمر بتوفير فرص فريدة للعلماء والباحثين والهواة للاستمتاع بالتجارب الفلكية، مشيرًا إلى أن التعاون بين الجهات ذات الصلة بالمجال سيكون له دور كبير في تقديم مساهمات فعّالة تواكب التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الفضاء، وسنعمل معًا لتطبيق أعلى المعايير العالمية في المجالات الفلكية بما يتناسب مع خدمة المجتمع المحلي
.
وأوضح الدكتور حميد مجول النعيمي أن جامعة الشارقة تضع البحث العلمي والتعليم في مجالات علوم الفضاء والفلك في صدارة أولوياتها، من خلال برامجها الأكاديمية، ومرافقها العلمية ومختبراتها البحثية المتطورة، مما يجعلها منصة مثالية للطلبة وكافة المهتمين بهذا المجال، مضيفاً إلى أن هذه المبادرة تمثل إضافة كبيرة لمنظومة البحث العلمي في الإمارة، وتدعم الجهود المستمرة لتحقيق الاستدامة البيئية
.
جولة استكشافية صباحية
وبدأت الفعالية بجولة استكشافية صباحية في الجزيرة، حيث استمتع المشاركون بالتعرف على معالمها البيئية الغنية وتنوعها الطبيعي، وفي الفترة المسائية، تجوّل الحضور في المعرض، الذي أتاح لهم فرصة لاكتشاف أهمية جزيرة صير بونعير وتنوعها الحيوي، والتعرف على أسباب اختيارها كمحمية فلكية. كما تم عرض مجموعة من الصور التي التقطها أعضاء جمعية الإمارات للفلك، والتي توثق جمال السماء. وشهدت الفعالية أيضًا محاضرة حول الجمعية الدولية للسماء المظلمة، تناولت أهدافها والمعايير والاشتراطات اللازمة لتسجيل المواقع كمحميات فلكية، نظرًا لأهميتها في الحفاظ على البيئة. واختتمت الفعالية بجلسة لرصد النجوم والكواكب، حيث خاض المشاركون تجربة استثنائية لاستكشاف روائع السماء
.
نافذة جديدة لاستكشاف الكون في بيئة استثنائية
وتوفر المحمية الفلكية فرصة استثنائية لعشاق الفلك لرصد زخات الشهب، ومراحل تطور القمر، والسدم النجمية المتشكلة نتيجة انفجار النجوم، إلى جانب مراقبة تساقط الشهب واستكشاف الحياة البرية الليلية في موائلها الطبيعية. وتعد جزيرة صير بونعير، بفضل موقعها الفريد وانخفاض مستويات التلوث الضوئي فيها، وجهة مثالية للعلماء والهواة على حد سواء، حيث تتيح للزوار تجربة فريدة لمشاهدة السماء في أجواء صافية تمامًا، والاستمتاع برؤية النجوم المتلألئة والكواكب في مشهد طبيعي نادر يخلو من تأثيرات الإضاءة الاصطناعية
.
جزيرة صير بو نعير
يذكر أن جزيرة صير بو نعير تغطي مساحة 13 كيلومتر مربع، وتقع في مياه الخليج العربي على بعد 110 كيلومترات شمال إمارة الشارقة، وتنفرد بنظام بيئي مميز تحده الشواطئ الرملية الذهبية، وتزخر مياهها الصافية بحياة مرجانية وسمكية ثرية، وقد تم إعلان الجزيرة محمية طبيعية في عام 2000 بموجب المرسوم الأميري رقم 25 الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وعليه، تعززت الأهمية الدولية لهذه المحمية؛ وأثمر ذلك عن إدراج اسمها في الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة رامسار، بهدف المحافظة على عناصرها البيئية المتنوعة، كما انضمت إلى قائمة اليونسكو التمهيدية لمواقع التراث العالمي، وقبولها أيضًا في إطار مذكرة التفاهم بشأن الحفاظ على السلاحف البحرية وموائلها الطبيعية في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا
IOSEA
، كما تم إدراجها مؤخراً بالقائمة العالمية الخضراء
IUCN
تقديراً لالتزامها التام بمعايير الحوكمة والاستدامة البيئية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
٣١-٠٧-٢٠٢٥
- الشارقة 24
ابتكارات من الشارقة... التكنولوجيا في خدمة الحياة البرية
وتعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال مجموعة من المبادرات والابتكارات، من أبرزها ما يلي: أعشاش اصطناعية ذكية لحماية العقاب النساري في بيئته الطبيعية توظّف إمارة الشّارقة التقنيات التكنولوجية المتقدّمة ضمن مراكز العناية بالحيوانات البرّية و ؛ لضمان تقديم رعاية متكاملة تُعزّز الإكثار، وتُحافظ على التنوّع البيولوجيّ، وتحمي الحياة البرّية. وفي هذا السياق أطلقت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة مشروعاً نوعياً يهدف إلى دعم طائر العقاب النساري الذي يعد أحد الطيور الجارحة المهددة بالانقراض في الدولة من خلال إنشاء أعشاش اصطناعية مهيأة في بيئته الطبيعية. وقد جرى تثبيت أول عش في محمية جزيرة صير بونعير، وهي من المواقع الحيوية التي يرتادها هذا الطائر لصيد الأسماك وبناء أعشاشه، ويعكس هذا المشروع التزام الهيئة بالابتكار في حماية الأنواع؛ إذ جرى تسجيل العش الجديد في منصة "Osprey Watch" العالمية، ما يتيح تتبّع البيانات، وتعزيز جهود البحث البيئي على نطاق واسع، ومن المتوقع أن تساهم هذه الأعشاش الذكية في توفير مواقع آمنة للتكاثر خلال مواسم الإكثار. استزراع الشعاب المرجانية بتقنيات الروبوتات الذكية في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الاستدامة البيئية باستخدام أدوات متقدمة، تبنّت في الشارقة مشروعاً نوعياً لاستزراع الشعاب المرجانية بالاعتماد على روبوتات بحرية يجري التحكم بها عن بُعد، إلى جانب تطبيق تقنية التفتيت الدقيق، وذلك بهدف تسريع عمليات الاستزراع وتحسين كفاءتها، من خلال توزيع الشعاب المجزّأة على نطاق واسع، مع مراقبة مستمرة لمواصفات المياه وجمع بيانات مرئية عالية الدقة. وتقوم هذه الروبوتات التي تعمل على مدار الساعة بتثبيت أقراص مرجانية مصممة خصيصاً، وتحتوي كل منها على عدة قطع من الشعاب، ومزوّدة بشرائح إلكترونية دقيقة ومستشعرات وكاميرات تلتقط صوراً ثلاثية الأبعاد؛ ما يوفّر إمكانية تحليل تطور الشعاب وقياس معدلات بقائها بدقة. وهذا ما يجعل المشروع مثالاً رائداً على كيفية توظيف الذكاء التقني والابتكار في استعادة النظم البيئية البحرية، مما يُعزّز من جهود الإمارة في حماية التنوع البيولوجي، و على المدى الطويل. تكنولوجيا طبية متطورة لعلاج الحيوانات البرّية ترتكز إمارة الشارقة عبر هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، ومراكزها المتخصصة على تطبيق معايير الرعاية الطبية عالية الجودة للحيوانات البرّية بما في ذلك المهدّدة بالانقراض، من خلال استخدام أجهزة وأدوات متقدمة، وإجراء الفحوصات الدورية، وتقديم اللقاحات الوقائية، والعلاجات، وإجراء الجراحات. وعلى سبيل الذكر لا الحصر؛ تُستخدم في مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض أدوات التشخيص البيطري المتطورة لإجراء فحوص فسيولوجية وسلوكية دورية تُوثّق عبر قواعد بيانات دقيقة، وهي تُسهِم في تحسين خطط الإكثار والعلاج، كما تعتمد مرافق مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية على تقنيات متخصصة لإعطاء اللقاحات الوقائية، وتوفير بيئات محاكاة طبيعية باستخدام أنظمة تتحكّم في الضوء والحرارة، مما يدعم صحة الحيوان خلال الفحص. الزراعة الذكية وصحة الثروة الحيوانية لدعم النظم البيئية البرية تساهم إمارة الشارقة في حماية من خلال تبنّي استراتيجيات متقدمة تعزز الاستدامة في الأنظمة البيئية ككل، ومن ذلك اعتماد التكنولوجيا في الزراعة وصحة الثروة الحيوانية ضمن "تحدي بوابة الشارقة 2024" الذي أطلقه مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع". إذ ركّز هذا التحدي على إيجاد حلول مبتكرة تساهم في خفض استنزاف الموارد الطبيعية وتقليل الضغط على المواطن، من خلال تقنيات ريّ ذكية، وتحلية مستدامة للمياه، وممارسات زراعية تقلل من ، وتحدّ من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى استخدام أنظمة مراقبة متقدمة لصحة الثروة الحيوانية، تُمكّن من التدخل الوقائي وتقليل تأثير الأمراض على التوازن البيئي. ومن خلال هذا التوجه، تُظهر إمارة الشارقة كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة فعالة ليس فقط في تعزيز الأمن الغذائي، بل أيضاً في حماية النظم البيئية الطبيعية والحياة الفطرية التي ترتبط بشكل وثيق باستدامة الموارد واستخدامها الرشيد. ختاماً، تؤكد تجربة إمارة الشارقة أن التكنولوجيا لم تعد خياراً إضافياً، بل أداة جوهرية لحماية الحياة البرية وصون التنوع البيولوجي، ومن خلال الجمع بين الابتكار العلمي والرؤية الاستراتيجية، تواصل الإمارة بناء نموذج متفرد في توظيف التقنيات الحديثة لخدمة الطبيعة واستدامة مواردها، بما ينعكس إيجاباً على الأجيال الحالية والمستقبلية. المراجع [1] لتعزيز الزراعة المستدامة في المناطق التي تعاني من شح المياه جامعة الشارقة وIBM تطلقان تطبيق My FarmWell [2] مشروع مزرعة القمح بمليحة يحصد علامة الجاهزية للمستقبل [3] شراع يطلق تحدي بوابة الشارقة للحلول الزراعية وصحة الثروة الحيوانية


الشارقة 24
٢٢-٠٧-٢٠٢٥
- الشارقة 24
ابتكارات الشارقة الفضائية تُبرز إمكاناتها التقنية المتقدمة
فيما يأتي استعراض لأهم الإنجازات والمشروعات في هذا المجال: إنشاء المؤسسات العلمية: ركيزة الطموح الفضائي تجلت رؤية إمارة الشارقة الرائدة في ميدان الفضاء عبر تأسيس أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في رحاب جامعة الشارقة عام 2015، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد أصبحت الأكاديمية منارة للمعرفة تسهم في إثراء الوعي العلمي المجتمعي، وتعزز مكانة دولة الإمارات بِعَدّها وجهة علمية مرموقة تنافس أرقى المراكز العالمية. وتضم الأكاديمية مجموعة متكاملة من المرافق المتطورة التي تشكل بيئة علمية متميّزة، وتتكامل هذه المنشآت لتقديم تجربة معرفية شاملة للباحثين والزوار على حد سواء، وفيما يأتي أبرز هذه المرافق الرائدة: القبة الفلكية: رحلة بصرية عبر الكون تُعد القبة الفلكية أكبر قباب منطقة الشرق الأوسط، فهي تقدم للزائرين رحلات افتراضيةً مذهلة عبر أعماق الكون، تتميّز بتقنيات عرض متطورة تُمكّن المشاهدين من استكشاف المجرات و والكواكب، وتُنظم عروضاً تفاعلية دورية تجذب الطلاب والعائلات، وتسهم في نشر الثقافة الفلكية بأسلوب مشوق ومبسط. مختبرات الأبحاث: منصات علمية متقدمة تضم الأكاديمية مجموعة من المختبرات المجهزة بأحدث التقنيات، وباحثين متخصصين يعملون على دراسة الشهب والنيازك وظواهر الطقس الفضائي، وتشمل هذه المنظومة مختبر علم الفلك الراديوي الذي يدرس ، ومختبر الأقمار الصناعية المصغرة، إضافة إلى مختبر الطقس الفضائي والأيونوسفير الذي يرصد تأثيرات النشاط الشمسي. المرصد الفلكي: عيون ترصد الكون يضم المرصد الفلكي ثلاثة تلسكوبات متطورة، أكبرها يُعد التلسكوب الرئيس في دولة الإمارات بقطر يصل إلى 45 سنتيمتراً تقريباً، أمَّا الثاني فهو بقطر 20 سنتيمتراً تقريباً، وهو مخصص لمراقبة الكواكب والشمس، وتلسكوب ثالث أصغر حجماً بقطر 10 سنتيمترات وهو مصمم خصيصاً للرصد المباشر للشمس، وتتمحور الأبحاث العلمية للمرصد حول استكشاف الكواكب الواقعة خارج نطاق النظام الشمسي ودراستها، الأمر الذي يسهم في إثراء المحتوى العلمي للدراسات الفلكية. معارض الفضاء: نوافذ معرفية تفاعلية تفتح معارض الفضاء التفاعلية آفاقاً معرفية جديدة للزوار من مختلف الأعمار، وتعتمد مبدأ "المس وتعلم" لتعزيز المعرفة العلمية بطريقة عملية، وتضم نماذج للمركبات الفضائية وعينات من النيازك وشاشات تفاعلية تشرح نشأة الكون، ما يجسد طموح الإمارة الذي يحلق بعيداً متجاوزاً حدود كوكب الأرض. برامج الدراسات العليا: منصة العلوم المستقبلية عززت إمارة الشارقة مكانتها العلمية باستحداث ماجستير العلوم في الفلك وعلوم الفضاء في جامعة الشارقة عام 2020، ويمزج البرنامج بين مناهج متعددة التخصصات ومهارات بحثية متقدمة، ويتيح للدارسين تجارب عملية بالشراكة مع هيئات محلية وعالمية، ما يُمكِّنهم من خوض غمار البحث العلمي ومواكبة وعلم الفلك. الابتكار التكنولوجي: محرك النهضة الفضائية برزت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك منارةً للبحث والابتكار عبر تأسيس مختبر الذكاء الاصطناعي الفضائي، الذي يطور خوارزميات التعلم الآلي لتحليل البيانات الفلكية، ويعزز مشروعات متعددة التخصصات كتمييز النيازك، واكتشاف الشهب والانفجارات الشمسية، ويجمع المختبر بين الباحثين والطلبة في مشروعات مبتكرة تسهم في تحسين كفاءة البرمجيات الخادمة لقطاع الفضاء والفلك. المشروعات الرائدة: تجسيد التفرد الفضائي احتضنت إمارة الشارقة أول محمية فلكية معتمدة في دولة الإمارات من الرابطة الدولية للسماء المظلمة، ونظمت هيئة البيئة و فعالية المحمية الفلكية في بحيص الجيولوجية بمنطقة المدام، بالتعاون مع أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، متيحة للزوار تجربة رصد البقع الشمسية والكواكب والسدم النجمية في بيئة خالية من التلوث الضوئي، ما يجعلها وجهة مثالية للسياحة الفلكية وعشاق الاستكشاف. التعاون الدولي: جسور المعرفة الفضائية تمتد رؤية إمارة الشارقة الفضائية عبر شبكة واسعة من العلاقات الدولية، وقد طورت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك شراكات استراتيجية مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لتعزيز التبادل العلمي والتكنولوجي، وتعاونت مع جامعة نيويورك أبوظبي في مشروعات بحثية تخدم الفيزياء الفلكية. ونظمت جامعة الشارقة بالتعاون مع الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك المنتدى الدولي لتطورات الاتصالات الفضائية في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، بمشاركة أكثر من 15 دولة، متناولة قضايا محورية من الذكاء الاصطناعي إلى القانون الفضائي، ما يرسخ مكانة الإمارة لتكون مركزاً إقليمياً للابتكار الفضائي. الفعاليات التعليمية: ترسيخ الوعي الفضائي تجسدت رؤية إمارة الشارقة في تعزيز ثقافة الفضاء لدى الشباب عبر مبادرة "سفراء الفلك والفضاء" التي أطلقها مجلس الشارقة للتعليم عام 2019، وقد وفرت هذه المبادرة لعشرين طالباً متفوقاً من الصفين العاشر والحادي عشر فرصة الابتعاث إلى مركز يوري غاغارين في موسكو، بعد خضوعهم إلى برنامج تأهيلي في أكاديمية الشارقة لعلوم الفلك والفضاء، ما أسهم في تأسيس جيل واعد من سفراء علميين يواكبون استراتيجيات الفضاء الوطنية. أمَّا أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، فقد أثْرت مهارات الطلبة بفعاليات تفاعلية متخصصة، ونظمت ورشة "العربة المريخية 2.1" التي مكَّنت المشاركين من تصميم روبوتات فضائية والتحكم بها، ونفذت برنامج "الأسبوع المفتوح" الذي شمل تدريبات عملية على استخدام التلسكوبات ومحاضرات عن الطقس الفضائي والأقمار الصناعية المكعبة، ما أسهم في استكشاف الطلبة تخصصاتهم المستقبلية في هذا المجال الحيوي. وفي الختام، تعكس مساعي إمارة الشارقة في مجال الفضاء والفلك رؤية مستقبلية طموحة، تسهم في ترسيخ ثقافة العلوم والابتكار، وتفتح آفاقاً واعدة للباحثين والطلبة لاستكشاف أسرار الكون. المراجع [1] أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك [2] مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك جهود مستمرة لاستكشاف الكون [3] أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك تبحث سبل التعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" [4] "بيئة ومحميات الشارقة" تنظم فعالية المحمية الفلكية [5] عرض القبة السماوية بالشارقة


العين الإخبارية
٠٣-٠٦-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
أول دراسة من نوعها في الشرق الأوسط حول ابتلاع الطيور البحرية للنفايات
في إنجاز علمي بارز يتزامن مع اليوم العالمي للبيئة، أعلنت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة عن تنفيذ ونشر نتائج أول دراسة علمية من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تهدف إلى رصد ابتلاع الطيور البحرية للنفايات الصلبة، واللدائن الدقيقة، والزيوت. وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام" تُشكل هذه الدراسة، التي نُشرت نتائجها في الدورية العلمية المرموقة "Marine Pollution Bulletin"، علامة فارقة في فهم التحديات البيئية التي تواجه الطيور البحرية في سواحل الدولة والمنطقة، وتأتي ضمن "برنامج الشارقة للاستجابة لجنوح الحياة البحرية". وكشفت الدراسة، التي شملت فحص الجهاز الهضمي لـ478 طائرا نافقا من الطيور البحرية والساحلية (تمثل 17 نوعا مختلفا) عُثر عليها على شواطئ الخليج العربي وخليج عمان، أن 12.8% من العينات احتوت على نفايات بحرية، من بين هذه النسبة، ابتلعت 11.1% من الطيور نفايات صلبة، بينما احتوت 1.7% على كرات زيتية. وأظهرت النتائج أن اللدائن البلاستيكية، وخصوصا البولي إيثيلين، كانت الأكثر شيوعا بين المواد المبتلعة، لا سيما من قبل طائر النورس أسود الرأس، كما لوحظ أن الطيور اليافعة من فصيلة النوارس البيضاء الكبيرة كانت أكثر عرضة لابتلاع النفايات مقارنة بالطيور البالغة. وفي عينة فرعية مكونة من 20 طائرا، شكلت الألياف الدقيقة 77.8% من اللدائن الدقيقة المكتشفة، مما يرجح أن تكون مياه الصرف الناتجة عن غسل الملابس من المصادر الرئيسة لهذا النوع من التلوث، كما أكدت الدراسة أن الكرات الزيتية وخطاطيف الصيد تمثل تهديدات فورية وخطيرة على حياة هذه الطيور. وأكدت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، أن هذه الدراسة غير المسبوقة، التي تستند إلى منهجية علمية دقيقة، تُجسد التزام الهيئة برؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في حماية واستدامة النظم البيئية، وقالت إن نتائجها توفر قاعدة بيانات مرجعية لرصد الاتجاهات البيئية طويلة الأمد، وتسهم في بناء سياسات حماية فاعلة قائمة على الأدلة العلمية. ودعت إلى أهمية استمرار الجهود البحثية بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لتعزيز مكانة الشارقة كمركز إقليمي في مجال الدراسات البيئية، وحثت المؤسسات البيئية والعلمية في المنطقة على تبني مبادرات مماثلة للحد من آثار التلوث وتعزيز استدامة النظم البيئية البحرية في الشرق الأوسط. aXA6IDgyLjI2LjI0My4yMTkg جزيرة ام اند امز GR