logo
محرك "الانحناء".. هل يمكن السفر أسرع من الضوء؟

محرك "الانحناء".. هل يمكن السفر أسرع من الضوء؟

البيان١١-٠٤-٢٠٢٥

لطالما ارتبطت فكرة السفر بسرعة تفوق سرعة الضوء بعالم الخيال العلمي، كما في أفلام "ستار تريك" و"حرب النجوم"، وظلت لسنوات حلمًا بعيد المنال، غير أن مجموعة من الباحثين، بقيادة الدكتور جاريد فوكس، تطرح اليوم رؤية جديدة قد تُحوّل هذا الحلم إلى واقع، دون الحاجة إلى خرق قوانين الفيزياء. فكرتهم؟ ببساطة، ثني الفضاء بدلاً من التنقل عبره.
الدكتور فوكس وفريقه من الفيزيائيين في جامعة ألاباما في هانتسفيل (UAH) يعملون على مفهوم يُعرف بـ"محرك الانحناء"، والذي لا يتطلب تجاوز سرعة الضوء فعليًا، بل يعتمد على التلاعب بالزمكان – أي النسيج الذي يجمع بين الفضاء والزمن. ووفقًا لما نشرته الجامعة، فإن هذا النموذج قائم على حسابات علمية دقيقة، لا تُخالف النظرية النسبية لأينشتاين.
الانحناء لا الكسر: نحو مفهوم جديد للسفر الكوني
تعتمد النظرية النسبية على مبدأ أن لا شيء يمكنه السفر أسرع من الضوء داخل الفضاء. لكن ماذا لو لم نسافر عبر الفضاء أصلاً؟ تخيّل أنك على سجادة تتحرك ليس باندفاعها للأمام، بل بطيّ المساحة أمامها وتوسيعها خلفها – هذه هي الفكرة الأساسية لمحرك الانحناء.
وفي محاكاة رقمية أجراها فريق جامعة ألاباما، أظهرت النتائج أنه من الممكن تحقيق شروط الطاقة المطلوبة لتشغيل محرك الانحناء في ظل ظروف معينة. المشكلة الحقيقية لا تكمن في الفيزياء، بل في التكنولوجيا المتاحة حاليًا.
محرك الالتواء: الفكرة التي بدأت منذ التسعينات وتطوّرت اليوم
يعود أصل مفهوم محرك الالتواء إلى عام 1994، عندما طُرح كمقترح لنقل مركبة عبر "فقاعة" تُحدث انحناءً في الفضاء باستخدام طاقة سالبة، إلا أن فريق فوكس طوّر هذا المفهوم، متجاوزًا الحاجة للطاقة السالبة تمامًا، ومستخدمًا بدلاً منها طاقة موجبة في تلاعب أكثر دقة بالزمكان.
وفقًا للتفسير الجديد، فإن الفضاء لا يتمدد أو يتقلص، بل يتم تدوير كميات ضخمة من الطاقة حول المركبة، بطريقة تُشبه تأثير "حزام ناقل"، ينقل الركاب عبر الزمكان وكأنهم داخل حلقة من الدخان، تُحرّكهم الجاذبية.
بين النظرية والتطبيق: الطريق لا يزال طويلاً
ورغم أن هذه الفكرة لا تزال في طور النموذج النظري، ولم تُنفذ على أرض الواقع بعد، إلا أن الأمل يظل قائمًا، فالعقبات التكنولوجية والهندسية ما زالت كبيرة، والتصميم المقترح يحتاج إلى دقة وتعقيد كبيرين في توزيع المادة والطاقة، ومع ذلك، فإن مجرد التفكير في لفّ الفضاء للتنقل خلاله يُظهر مدى طموح الإنسان ورغبته في تجاوز حدود الممكن.
فقد لا نكون قريبين من السفر بين النجوم بعد، لكن العلماء يواصلون العمل على الاقتراب من هذا الحلم – خطوة بخطوة، وانحناءً بعد الآخر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجمع اللغة العربية أمام "تعليم النواب": تقدم كبير فى إنجاز "المعجم الكبير"
مجمع اللغة العربية أمام "تعليم النواب": تقدم كبير فى إنجاز "المعجم الكبير"

البوابة

timeمنذ 21 ساعات

  • البوابة

مجمع اللغة العربية أمام "تعليم النواب": تقدم كبير فى إنجاز "المعجم الكبير"

أكد الدكتور عبد الحميد منعم مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، أن المجمع يمثل صرحاً عريقاً يخدم اللغة والثقافة العربية منذ أكثر من 93 عاما، لافتا إلى أن مجمع اللغة العربية في مصر هو رئيس المجامع العربية كافة، قائلاً: "مقام مصر لا يجوز أن يكون إلا كذلك، والجميع يفخرون بعضويتهم فيه". جاء ذلك خلال إجتماع لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، برئاسة النائب سامي هاشم، المخصص لمناقشة مشروعي خطة وموازنة المجمع اللغة العربية للعام المالي الجديد 2025/2026. دور رؤساء مجامع اللغة العربية وقال "مدكور" إن المجمع يعقد مؤتمراً سنوياً يحضره ممثلو المجامع اللغوية في العالم العربي للاطلاع على ما أنجزته لجانه المختلفة، إلا أن جائحة كورونا أثرت على انعقاده، ما أدى إلى الاعتماد على الوسائل التقنية كبديل، وهو ما حال دون مشاركة رؤساء المجامع بشكل فعال في المناقشات، لكننا نتطلع لعوده انعقاد المؤتمر خلال العام الجديد مما يتطلب ميزانية. وأوضح "مدكور" إن المؤتمر يستمر لمدة 15 يوما، ويتضمن مراجعة أعمال اللجان، إلى جانب مؤتمر ثقافي يُعنى بتيسير اللغة العربية، منوها إلي أن التوصيات الصادرة عن المؤتمر سنويا تُعد بالغة الأهمية، حيث تسهم في دعم اللغة العربية، وتعزيز حضورها في مجالات التعليم، والإعلام، والإبداع. وكشف الأمين العام عن تقدم العمل في "المعجم الكبير"، حيث تم إنجاز 19 مجلداً ( من حرف الألف إلى حرف العين)، لكن ضعف الميزانية يحول دون طباعته بشكل منتظم، منوها إلي أن ما يُطبع متأخر كثيرا عما يتم إنجازه، ونشكر وزارتي التخطيط والمالية على دعمهم، لكننا نطمح إلى المزيد". ولفت "مدكور" إلى أن مشروع رقمنة كافة إصدارات المجمع، بما يشمل عشرات المعاجم في مختلف المجالات، وكان آخر الاصدارات "معجم مصطلحات الفيزياء" الذي يضم 10 آلاف مصطلح علمي. من جانبه، أكد النائب سامي هاشم، رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب، دعم المجلس النيابي لمجمع اللغة العربية، مطالبا بأن يتم إرسال أي ألفاظ أو كلمات جديدة مقترحة للإضافة إلى اللغة إلى مجلس النواب والجامعات والمؤسسات التعليمية لمناقشتها واعتمادها. ووجه "هاشم" الحديث إلي ممثلي المالية، قائلا : "هناك عجز مالي لدي الهيئة، في الباب الرابع بقيمة 107 آلاف جنيه .. مطالبا بتوفير الدعم اللازم لتغطية النفقات الأساسية للمجمع لاسيما وأنه مبلغ بسيط . بدورها، أكدت سها سليمان، ممثلة وزارة المالية، أن الوزارة تثمن دور المجمع وتقدر جهوده، مؤكدة أن الوزارة ستوفر كافة المتطلبات اللازمة لعقد المؤتمر السنوي قبل انعقاده في أبريل القادم. وأقرت ممثله المالية، أن نسبة الزيادة في الميزانية لا تزال غير كافية، خاصة في الباب الرابع، وسيتم توفير الاعتمادات المالية اللازمة للأوسمة خلال العام المالي.

«التربية» تعتمد هياكل امتحانات الفصل الدراسي الثالث
«التربية» تعتمد هياكل امتحانات الفصل الدراسي الثالث

صحيفة الخليج

timeمنذ 6 أيام

  • صحيفة الخليج

«التربية» تعتمد هياكل امتحانات الفصل الدراسي الثالث

اعتمدت وزارة التربية والتعليم، عدداً من هياكل الامتحانات المركزية في مواد «الفيزياء والرياضيات والدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية»، للطلبة من الصفوف الرابع حتى الثاني عشر، وذلك في إطار استعداداتها لامتحانات نهاية العام الدراسي الجاري 2024-2025. وبدأت الوزارة في إتاحة هذه الهياكل تباعاً عبر بوابة التعلم الذكي، حيث تم تحميل عدد من المواد، على أن تُستكمل البقية خلال الساعات المقبلة، لتكون متاحة لجميع المدارس الحكومية والخاصة التي تتبع منهاج الوزارة. وتوفر الهياكل تصوراً واضحاً لطبيعة الورقة الامتحانية، وتوزيع الأسئلة والدرجات، حيث تشتمل على 15 - 25 سؤالاً أساسياً بحسب كل مادة ولا تختلف عن الكتاب بهدف دعم الطلبة والمعلمين في التحضير الفعّال للاختبارات، وتعزيز مستوى الجاهزية الأكاديمية. وبحسب التقويم الأكاديمي للعام الدراسي 2024-2025، من المقرر عقد الاختبار التجريبي في الفترة من 2 إلى 4 يونيو المقبل، ما يمنح الطلبة فرصة تطبيقية للتعرف على نمط الامتحانات ومستوى الأسئلة المتوقع. وتبدأ امتحانات الفصل الدراسي الثالث، نهاية العام الدراسي عقب إجازة عيد الأضحى المبارك مباشرةً، في الفترة من 10 – 19 يوليو المقبل، ومن المتوقع أن تصدر الوزارة خلال الفترة القليلة المقبلة الجداول الزمنية المعتمدة لاختبارات نهاية الفصل الدراسي الثالث. ودعت الوزارة إدارات المدارس إلى متابعة التحديثات أولاً بأول عبر بوابة التعلم الذكي.

الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً
الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً

الاتحاد

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الاتحاد

الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً

الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً ليس هناك مجالٌ لا يتنازع داخله الضّدان، ومثلما الأذكياء في الخير والأمانة والتَّقدم، يقابلهم أذكياء في الدَّجل والكذب والتَّأخر، وهنا أقصد المجال الفكريّ، ففي لحظة يُقدم «الاصطناعيّ» بحثاً، في أيّ مجال ترغبُ، إن أردت الفيزياء فعنده ما ليس عند إسحاق نيوتن (ت 1727)، وإنْ طلبت البيان فعنده ما ليس لدى الجاحظ (ت 255 هج)، وإن طلبت علوم الرّجال والسِّير، فيُقدم لك ما تجهد به لأيام وشهور بثوانٍ. لهذا نجد التّثاقف يتزايد، فالكلّ يتحدث، فإن سُئلت، كطبيب أو مؤرخ، عن دواء أو واقعة، تجد الذي سألك يوزع عيناه بينك وبين آيفونه، وما يقرأه فيه هو المصدقُ، مع أنه جمعه مِن علوم النّاس، لكنَّ هيبة الجهاز، وعجائبيته الباهرة، تغري بالتّصديق، وكأن العلم الذي فيه ليس بشريّاً. نادراً ما يوجد باحث، أو كاتب اليوم، لم يستفد مِن محركات البحث، بصورة أو أخرى، فبواسطتها تؤخذ المعلومة مِن أمهات العلوم كافة بلمح بصر، أو لمح برق، إنَّها سرعة الضّوء، وما عليك إلا تحديد المعلومة، ثم تدقيق النتيجة بطريقتك، وهذا يحتاج إلى عِلمٍ وتخصص وثقافة، وإلا المحرك لا يهديك إلى شيء موثوق. كانت سرعة لمح البصر، أو لمع البرق، مِن أحلام الأولين، تأتي قصص عديدة فيها وصل فلان بلمح بصر، تشبيهات لواقع متخيل سيأتي وقد أتى، نعيشه الآن، كالشَّعاع الذي تخيله المتكلمون، وهو اليوم يماثل الأشعة فوق البنفسجية. غير أنَّ هذا التَّقدم الفائق، يُستخدم في الدَّجل أيضاً، أشخاص يدعون البحث، ومترجمون يدعون الترجمة، يستخدمون «الذَّكاء الاصطناعي» في تأليف الكتب وترجمتها، ويبدون متخصصين، لكنهم أتقنوا إدارة أدوات «الذَّكاء الاصطناعي»، فألفوا الكتب العِظام، وللأسف معارض الكتب ملأى بمؤلفاتهم، وهي ليست لهم، ولا للذكاء الاصطناعي، فالأخير يقوم بمهمة الإدارة والتنسيق، لِما رمي في أجواف أجهزته. إنّ الدَّجل في الكتابة ظاهرة قديمة، لكنها تعاظمت، مع ظهور «غوغل»، وبقية محركات البحث، بما يمكن تسميته بـ «نسخ ولصق»، ولأنَّ الدَّجالين احترفوا لصوصية الحروف، فهم يقومون بإعادة صياغة النُّصوص، كي لا تبدو مِن جهود غيرهم، مع التَّلاعب بالمصادر والحواشي، إذا اقتضى الأمر. هذا هو الدَّجل، الذي يمنحه الذَّكاء الاصطناعي، وليس لدي ما أستطيع التعبير به، عن الوقاية مِنه. سيكون أمام المؤسسات الأكاديميَّة، ومراكز البحوث، مهمة صعبة، في التَّمييز بين ما ينتجه العقل، وما يستولي عليه الدَّجل، وإلا لا قيمة تبقى لهذه المراكز، ولم تبق حاجة لأهل الاختصاص، والخطورة الأكثر تكون في العلوم الإنسانية والآداب، فمجال اللصوصيّة فيها مفتوح، منذ القدم، ولكنه توسع، وسيتوسع، مع الذَّكاء الاصطناعي.لا أتردد في المشابهة بين العقل والدَّجل، مع الذكاء الاصطناعي، باكتشاف نوبل للديناميت، أفاد البشرية بأعز فائدة، لكنه صار أداة قتل رهيبة، فمنه تصنع المتفجرات القالعة للصخور، والمبيدة للحياة، في الوقت نفسه. إذا فتح مجال الذّكاء الاصطناعي، دون ضوابط صارمة، وأحسبها في مجال التأليف والكتابة، صعبة المنال، ستتحول الثّقافة إلى مستنقع مِن الدَّجل، فما وصله ول ديورانت (ت 1981)، في «قصة الحضارة» سيظهر مؤلفات لدجال، وأسفار غيره أيضاً، لأن الذَّكاء الاصطناعي يُقدمها له، فيطبخها مِن جديد. قد يلغي الذكاء الاصطناعي الاختصاص، فيظهر أصحاب السَّبع صنائع. يقول أبو عُبيْد القاسم بن سلام (ت 224 هج)، صاحب «الأموال»: «ما ناظرني رجلٌ قطٌ، وكان مُفَنِّناً في العلوم إلا غلبته، ولا ناظرني رجلٌ ذو فنٍّ واحد إلا غلبني في عِلمه ذلك» (ابن عبد البرِّ، بيان العلم وفضله). قدمت منصات الذَّكاء الاصطناعي باحثين مزيفين، وخبراء دجالين في كلّ علم ينطون، يزايدون على ابن سلام في شرح كتابه «الأموال»، وبحضوره! قد يفيد ما قاله المفسر فخر الدِّين الرَّازي (ت 606 هج) شاهداً: «نهاية إقدام العقول عِقالُ/ وأقصى مدى العالمين ضلال» (ابن خِلِّكان، وفيات الأعيان).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store