logo
"فيلمٌ من غزَّة" يفضح تحيُّز بي بي سي ويضعها أمام اتَّهامات "التَّجرُّد من المصداقية".. ماذا كشفت النتائج؟

"فيلمٌ من غزَّة" يفضح تحيُّز بي بي سي ويضعها أمام اتَّهامات "التَّجرُّد من المصداقية".. ماذا كشفت النتائج؟

أكدت صحيفة "الغارديان"، أنَّ شبكة "بي بي سي" البريطانية نفرت الجميع من خلال تحيزها للاحتلال في حرب غزة وبعد فشلها الأخير لم يبق هناك من يدافع عنها.
وقال المعلق أوين جونز في مقال له بالصحيفة، إنَّ نتائج تحقيق داخلي في عرض فيلم "غزة: كيف تنجو في محور حرب"، وهو الفيلم الذي بثته في شباط/فبراير ثم سحبته من خدمة البث آي بليير بحجة أن راويه هو ابن مسؤول في حركة حماس، مشيرًا إلى أن التحقيق الذي نشر يوم الاثنين كشف أن بي بي سي لم تخرق قواعد الحيادية.
وأضاف جونز "لكي تحدث إبادة جماعية، يجب أولا قلب كل ما يعتقده الناس خطأ رأسا على عقب. وقد كثرت الأمثلة على هذه الظاهرة المروعة خلال الـ21 شهرا الماضية وكان تقرير يوم الاثنين عن الفيلم الوثائقي الذي ألغي بثه على قناة بي بي سي حول محنة الأطفال في غزة أحدث مثال على ذلك".
وأوضح أن "فيلم غزة: كيف تنجو في محور حرب يعتبر مثالا نادرا عن التجارب المروعة التي يخوضها الفلسطينيون والتي تخضع للتحقيق الدقيق من قبل بي بي سي. وفي وسائل الإعلام أصبح هذا الفيلم الوثائقي فضيحة أكبر من كونه عن معاناة الأطفال الفلسطينيين. وعندما اكتشف الباحث المؤيد لإسرائيل ديفيد كولير، أن الراوي في الفيلم، عبد الله، البالغ من العمر 13 عاما، هو ابن نائب وزير الزراعة في حكومة حماس، اندلعت ضجة كبيرة. وبعد موجة إدانة صاخبة من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل والصحف البريطانية تم حذف الفيلم من خدمة آي بليير.
وكشف تقرير يوم الاثنين على أن عدم الكشف عن هذه الصلة ينتهك المبادئ التوجيهية التحريرية لبي بي سي والتي يجب أن "توفر الشفافية الكاملة لجمهورها"، لكن التقرير خلص إلى أن شركة الإنتاج هويو، كانت تعرف بالصلة ولم تضلل بي بي سي عمدا. وأن والد عبد الله كان يشغل منصبا مدنيا أو تكنوقراطيا في حكومة حماس وأن هويو "ارتكبت خطأ" بعدم إبلاغ بي بي سي عن الصلة.
وأهم ما في التقرير وفق المقال، هو أن كل كلام عبد الله كان معدا من شركة الإنتاج، نظرا لأنه السارد.
ويرى التقرير: " لا يوجد أي شيء في مشاركة الرواي بالبرنامج بأنه خرق لمعايير بي بي سي أو الحيادية وأنه لا توجد أدلة عن تأثير والد أو عائلة عبد الله على النص بطريقة أو بأخرى، ولم يكن مهما من هو والده".
وذكر جونز، أنه "لم يكن هناك مبرر جوهري لوقف بث هذا الفيلم الوثائقي. وكانت التداعيات المباشرة هي تعرض الراوي الشاب وعائلته لموجة من الإساءة والمضايقة، حيث حمل عبد الله بي بي سي المسؤولية عن أي مكروه يحدث له. ولا يخلو هذا الخوف من أساس: فقد ذبحت القوات الإسرائيلية آلاف الأطفال، بمن فيهم الطفل محمد سعيد البردويل، البالغ من العمر 12 عاما، وهو أحد الشهود القلائل على قتل إسرائيل للمسعفين والمسعفين الأوائل في آذار/مارس".
وفي الأيام الأخيرة قتلت القوات الإسرائيلية الأطفال الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المكملات الغذائية وآخرين كانوا ينتظرون توزيع الماء، وزعمت القوات الإسرائيلية أن الحادث الأخير كان "خطأً".
وتساءل الكاتب، هل هذا هو التفسير لكيفية قيام أحد أكثر جيوش العالم تطورا، والذي تسمح له التكنولوجيا بمعرفة من سيقتله بالضبط في ضرباته، بقتل عشرات الآلاف من الأطفال منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023؟.
ومع ذلك، خضع هذا الفيلم الوثائقي في بريطانيا لتدقيق لا حدود له يفوق تدقيق هذه الجرائم التاريخية.
وتابع، أن وزيرة الثقافة، ليزا ناندي، طالبت بمعرفة سبب عدم فصل أي شخص في بي بي سي بعد قرار بث الفيلم. ففي عالم ناندي المقلوب، فإن تفصيلا واحدا في فيلم وثائقي يكشف عن قتل الأطفال كفيل بتدمير المسيرة المهنية.
وأوضح، ماذا عن زملائها الذين دعموا استمرار توريد المعدات العسكرية للقوات الإسرائيلية بينما ترتكب إبادة جماعية تبث مباشرة؟. وقد دفع الهجوم على عبدالله والفيلم، بي بي سي للتردد في بث فيلم آخر وهو "غزة: أطباء تحت النار" والذي قام بتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ضد الأطباء والمسعفين والقطاع الصحي. وحتى الآن قتلت إسرائيل حوالي 1,580 مسعفا وطبيبا.
وقررت بي بي سي التخلي عن الفيلم رغم أنه حصل على الموافقة وعلى كل المستويات داخل الهيئة وبدون أي اعتراض على معلومات وردت فيه. وتم بث الفيلم على القناة الرابعة.
وكشف بن دي بير، المنتج التنفيذي للفيلم الوثائقي ومحرر الأخبار السابق في القناة الرابعة، والذي كتب عن القرار في صحيفة "أوبزرفر" فقد هيمنت على اجتماعات إعداد السيناريوهات في بي بي سي نقاشات حول الاعتراضات المحتملة من كولير وجماعة الضغط "كاميرا".
ويعد كولير من مؤيدي "إسرائيل" ومنشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي مفيدة حيث قال في واحد منها: "لليهود كل الأسباب لاعتبار العلم الفلسطيني راية كراهية إبادة جماعية"، وأن "الهوية الفلسطينية، وخاصة "اللاجئين"، طورت كسلاح ضد إسرائيل".
وقد استخدمت بحسب الكاتب، هذه الضجة لتبرير تحيز بي بي سي ضد "إسرائيل" مع أن العكس هو الصحيح. ففي تقرير أعده مركز مراقبة الإعلام التابع للمجلس الإسلامي البريطاني، وجد أن بي بي سي منحت وفيات الإسرائيليين تغطية أوسع بكثير في مقالاتها عند قياسها على أساس عدد القتلى، وباستخدام العدد الرسمي المحافظ للغاية لقتلى غزة.
وأشار إلى أن الغالبية العظمى من الكلمات المؤثرة، مثل "مجزرة" و"فظائع" و"مذبحة" و"بربرية" و"وحشية"، خصصت لوصف الضحايا الإسرائيليين. وتم منح الإسرائيليين فرصة أكبر بكثير من أصوات الفلسطينيين.
وقد أثار هذا غضب الكثيرين داخل هيئة الإذاعة البريطانية أيضا، ممن يرغبون في تغطية الصراع بإنصاف، فقد وقع أكثر من 100 شخصا على رسالة تنتقد اختيار عدم بث برنامج "غزة: أطباء تحت النار".
كما وتم تجاهل وطمس السياق التاريخي لجرائم "إسرائيل" ضد الفلسطينيين. وبالكاد تم الاعتراف بالتصريحات العديدة للقادة الإسرائيليين حول الإبادة الجماعية والنوايا الإجرامية.
ومثل غيرها من وسائل الإعلام الغربية، جردت بي بي سي حياة الفلسطينيين من قيمتها وتجاهلت الجرائم الإسرائيلية وتعاملت مع إنكار "إسرائيل" المتكرر بأنه رواية موثوقة، حتى عندما يتم الكشف عن كذب الإنكار بحسب الكاتب.
ويقول جونز، يجب أن ينظر لبي بي سي على أنها مؤيدة "لإسرائيل"، على الرغم من الأدلة الدامغة على جرائمها. ويجب في هذا الوضع المؤيد، التركيز على الفضائح المتعلقة بالأفلام الوثائقية عن الفلسطينيين، بدلا من التركيز على الفظائع التي يعاني منها الفلسطينيون.
وبين أن هنا تكمن المشكلة، فبفضل عمل الصحافيين الفلسطينيين، شهد جزء كبير من العالم بالفعل الفظائع التي ترتكبها الدولة الإسرائيلية. يمكنهم أن يروا التناقض بين ما يعرفونه على أنه صحيح وما تنقله وسائل الإعلام مثل هيئة الإذاعة البريطانية.
ويعتقد جونز أن "بي بي سي نفرت حلفاءها الطبيعييين، فهي مكروهة من اليمين لأنها هيئة بث عامة. وقد قوضت إخفاقاتها الصحافية في عهد المحافظين الثقة بمعاييرها التحريرية بشكل متزايد. والآن، فإن فشلها في تقديم تغطية دقيقة لجريمة عصرنا الكبرى قد عمق هذا الغضب. فمن سيبقى إذن للدفاع عن هذا الوحش المريض؟".
وفي تقرير منفصل، وثق مركز الرصد الإعلامي التابع لمجلس المسلمين البريطاني (CfMM) انحيازاً منهجياً في تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حربَ الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد تحليل اللغة التحريرية، وكذلك الأصوات المختلفة التي أعطيت مساحة في البرامج الحوارية.
التقرير الذي أصدره المركز في 16 يونيو/حزيران الحالي تحت عنوان BBC On Gaza‑Israel: One Story, Double Standards (بي بي سي عن غزة وإسرائيل: سردية واحدة، معايير مزدوجة) تناول الفترة من 7 أكتوبر 2023 حتى 6 أكتوبر 2024، مستنداً إلى تحليل أكثر من 35 ألف مادة إعلامية، تشمل مقالات مكتوبة وتقارير تلفزيونية من كافة المنصات التابعة لـ"بي بي سي".
أشار التقرير إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الفترة التي تناولها كان قد تجاوز 42 ألف شهيد، مقابل 1246 قتيلاً إسرائيلياً. وعلى الرغم من هذا التفاوت، وجد التقرير أن "بي بي سي" منحت تغطية أكبر بكثير للقتلى الإسرائيليين، فحصل الشهداء الفلسطينيون على تغطية أقل بـ33 مرة في المقالات و19 مرة في البث التلفزيوني، مقارنة بما حظي به القتلى الإسرائيليون.
وعلى صعيد القصص الشخصية أو "البروفايلات الإنسانية"، سجل التقرير 279 قصة شخصية للشهداء الفلسطينيين، مقابل 201 للقتلى الإسرائيليين. وعلى الرغم من أن هذا الرقم يبدو متقارباً، إلا أنه يبدو متحيزاً إذا ما أخذ بعين الاعتبار إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين.
كما أن التفاصيل التي تضمنتها التقارير عن الإسرائيليين كانت أعمق وأكثر شخصية، شملت أسماء وصوراً دقيقة وحكايات عائلية، ما ساهم في إضفاء طابع إنساني قوي عليهم في مقابل حرمان الفلسطينيين من ذلك.
ولم يذكر عدد الشهداء الفلسطينيين في العناوين إلا ضعف عدد مرات ذكر القتلى الإسرائيليين، رغم أن عددهم أكبر بـ34 مرة. كما استخدمت "بي بي سي" توصيف "وزارة الصحة التي تديرها حماس" 1155 مرة، ما أعطى انطباعاً عن التشكيك في مصداقية الأرقام الصادرة عن الجهات الفلسطينية.
المصدر / وكالات
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أكسيوس: ترامب لم يضفط على نتنياهو لإنهاء الحرب
أكسيوس: ترامب لم يضفط على نتنياهو لإنهاء الحرب

معا الاخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • معا الاخبارية

أكسيوس: ترامب لم يضفط على نتنياهو لإنهاء الحرب

واشنطن- معا- نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين، اليوم السبت، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم انزعاجه من "مقتل" المدنيين الفلسطينيين، لم يمارس أي ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأشهر الماضية لإنهاء الحرب في غزة. وبحسب المصادر، قال ترامب لنتنياهو في معظم الاتصالات بينهما: "افعل ما يجب عليك فعله في غزة". بل إنه في بعض الحالات شجعه على اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه حركة حماس. وبحسب "أكسيوس"، خلال الأشهر الستة الماضية، أعطى ترامب نتنياهو يدا شبه مطلقة في إدارة الوضع في غزة من العمليات العسكرية إلى مفاوضات الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية. يأتي ذلك وسط تصاعد الانتقادات الدولية بشأن الوضع الإنساني في القطاع واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية. وكان ترامب من أوائل القادة العالميين الذين حذروا علنا من المجاعة في غزة، لكنه كان أيضا أقل انتقادا من سلفه لسياسات إسرائيل التي تحد من دخول المساعدات. وقد دعم مبادرة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) التي ترعاها إسرائيل، والتي تهدف إلى إيصال المساعدات عبر شركة أمريكية خاصة بدلا من الأمم المتحدة، بدعوى ضمان عدم وقوعها بيد حماس.

ترامب يعيد تقييم استراتيجية غزة بعد ستة أشهر من الفشل: المفاوضات تنهار والأزمة الإنسانية تتفاقم
ترامب يعيد تقييم استراتيجية غزة بعد ستة أشهر من الفشل: المفاوضات تنهار والأزمة الإنسانية تتفاقم

قدس نت

timeمنذ 5 ساعات

  • قدس نت

ترامب يعيد تقييم استراتيجية غزة بعد ستة أشهر من الفشل: المفاوضات تنهار والأزمة الإنسانية تتفاقم

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيتها "إعادة النظر بجدية" في استراتيجيتها حيال الحرب في قطاع غزة، بعد مرور ستة أشهر من ولايته دون تحقيق أي اختراق سياسي أو إنساني، في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال اجتماع جمعه بأهالي عدد من الرهائن المحتجزين في غزة، حيث أقر بفشل المحاولات الحالية قائلاً: "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بجدية... الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح"، وفق ما نقلته شبكة Axios عن مصادر حضرت الاجتماع. انهيار المفاوضات وتصاعد الضغط الدولي تأتي هذه التصريحات عقب فشل جولة جديدة من مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وسط اتهامات متبادلة بعدم الجدية. وأشار مراقبون إلى أن الجمود السياسي في الملف بات يهدد بتفاقم العزلة الدولية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد الإدانات من قبل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التي وثّقت تزايد حالات الوفاة جوعًا في غزة. ترامب: على إسرائيل "إنهاء المهمة" وفي خطوة لافتة، صعّد الرئيس ترامب من لهجته تجاه الملف، حيث صرّح الجمعة بأنه يدعم توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتصعيد العمليات العسكرية في غزة، مشيرًا إلى ضرورة "التخلّص من حماس نهائيًا"، بعد فشل جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. تصريحات ترامب تزامنت مع نشر تقارير حقوقية وإنسانية تؤكد دخول غزة مرحلة كارثية، مع آلاف الأطفال والنساء الذين يصطفون يوميًا أمام مطابخ خيرية في خان يونس للحصول على الماء أو الطعام، وسط انهيار شبه تام في الخدمات الأساسية. أزمة إنسانية غير مسبوقة وقالت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية إن الوضع الإنساني في غزة "تجاوز كل الحدود المقبولة"، مشيرة إلى وفاة أعداد متزايدة من المدنيين بسبب الجوع، ونقص الغذاء، وانعدام المياه الصالحة للشرب، في حين يبقى أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار الشامل. مستقبل غامض وسط هذا المشهد القاتم، يرى مراقبون أن فشل واشنطن في إدارة الملف قد يفرض تحولًا استراتيجيًا خلال الفترة المقبلة، في ظل ضغوط داخلية من أهالي الرهائن، وضغوط دولية متزايدة تطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدات بشكل عاجل إلى القطاع المنكوب. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة

علماء كردستان إيران يصدرون فتوى للجهاد دفاعاً عن غزة
علماء كردستان إيران يصدرون فتوى للجهاد دفاعاً عن غزة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 5 ساعات

  • فلسطين أون لاين

علماء كردستان إيران يصدرون فتوى للجهاد دفاعاً عن غزة

أصدر علماء السنة في محافظة كردستان غربي إيران فتوى تدعو لـ"الجهاد" دفاعاً عن سكان غزة في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية وسياسة التجويع التي أدخلت القطاع المحاصر بمرحلة مجاعة قاتلة. جاء ذلك في مؤتمر جماهيري حاشد عُقد داخل مسجد قباء، أكبر مساجد مدينة سنندج عاصمة المحافظة، بحضور عدد كبير من العلماء الكرد ولفيف من الناشطين والجمهور. وأكد العلماء المشاركون أن "الجهاد الدفاعي ضد الكيان الصهيوني المعتدي، الذي يمعن في قتل الأطفال والنساء، هو واجب شرعي على كل الأمة الإسلامية"، معتبرين أن الصمت والتقاعس عن نصرة غزة يبقى "خيانة تاريخية لا تُغتفر". وأضافت فتوى علماء كردستان إيران أن "المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس والمجاهدين الفلسطينيين، سيبقون رمزاً لعزة الأمة وخط الدفاع الأول عن كرامتها". وشدد بيان الفتوى على أن "الصمت واللامبالاة تجاه هذه المجازر يعدان جريمةً لا تغتفر وخيانة تاريخية"، مؤكداً أن "إيمان أهل غزة ومقاوميها وصبرهم وثباتهم يمثل حجة دامغة على الضمائر الغافلة، وإنذاراً لكل المسلمين حول العالم". ودعت الفتوى الأمة الإسلامية إلى "اليقظة والنهوض العاجل، وجعل المساجد منصات لإحياء الوعي ودعم القضية، ورفض التطبيع مع الاحتلال ومقاطعة بضائع الكيان الصهيوني وأعوانه". كما دعت لتوظيف المنابر الدولية والإعلامية في "حشد الشعوب وتحريك الضمائر"، مشددة على أن "دعم فلسطين اختبار إلهي لمدى إخلاص المسلمين للعدالة وبرهان على التضامن الإسلامي". وحذرت الفتوى "الحكام والدول المطبّعة" مع إسرائيل من عواقب "المواقف المرتجفة"، مؤكدة أن "التاريخ سيشهد عليكم، والأمة الإسلامية لن تغفر خيانة القدس الشريف. إن غضب الله وصحوة الشعوب ستطاردكم عاجلاً أم آجلا". وطالب العلماء المنظمات الدولية والأممية والحقوقية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بالخروج عن صمتهم "المميت" واتخاذ خطوات عملية وقانونية عاجلة للانتصار لغزة، رافضين الاكتفاء بالبيانات "الفارغة" في مواجهة الإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع. وشهد المؤتمر كلمات مؤثرة لعدد من العلماء؛ إذ دعا ماموستا أيوب غنجي إلى "بذل الغالي والنفيس لنصرة غزة"، وأدان صمت الحكام والمجتمعات الإسلامية والعربية، مشيرا إلى أن شعب غزة "يسجل أسمى معاني التضحية والثبات بينما يمعن الاحتلال في جرائمه". وشارك في المؤتمر عبر رسالة مسجّلة من غزة الشيخ فیصل سهیل مزید، عضو رابطة علماء فلسطين وأمين سر المؤسسات العاملة للقدس والمسجد الأقصى، إذ أكد ثبات أهل غزة رغم ما يحيط بهم من جوع ومجازر، داعياً علماء الأمة عامة لقيادة نهضة جماعية نصرة لغزة والقدس. من جانبه، عبّر المستشار علاء الدين العكلوك، رئيس التجمع الوطني للقبائل والعشائر الفلسطينية، عن شكره لعلماء كردستان إيران، مُستذكراً الروابط التاريخية الممتدة بين غزة وكردستان من زمن القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي. وتوجّه العكلوك لعلماء ومفكري الأمة بتساؤل: "أين أنتم مما يجري على أرض فلسطين؟ أطفالنا يُذبحون، نساؤنا تُهان، أرضنا تُغتصب، ومساجدنا تُدنس، والعالم يلوذ بصمته المرير". واختتم المؤتمر بكلمة لخطيب الجمعة في مسجد قباء، ماموستا أحسن حسيني، مزج فيها بين البيان الشعري والوصف الواقعي لمظلومية أهل غزة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وسط تفاعل الحضور بالأناشيد التي تمجد المقاومة وتدعو لنصرة فلسطين من كل الأعراق والقوميات الإسلامية. المصدر / وكالات

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store