logo
مفاوضات إيران النووية على وقع التهديد.. هل تحل المرونة التكتيكية عقدة التخصيب؟

مفاوضات إيران النووية على وقع التهديد.. هل تحل المرونة التكتيكية عقدة التخصيب؟

الجزيرةمنذ 2 أيام

من جديد، عاد الملف النووي الإيراني لتصدر المشهد وسط حديث متواتر عن إبلاغ إسرائيل المسؤولين الأميركيين أنها مستعدة تماما لشن عملية عسكرية على إيران، في حين تتوقع واشنطن أن ترد طهران باستهداف مواقع أميركية في العراق، مما دفعها لوضع السفارات والقواعد العسكرية الأميركية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى، وسمحت لأسر العسكريين بالمغادرة بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.
وأكملت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بوساطة عُمانية، الجولة الخامسة دون التوصل إلى اتفاق وسط استعدادات لجولة "حاسمة" الأحد المقبل في مسقط، مع استمرار التباين المعلن بينهما بشأن قضية تخصيب اليورانيوم وتصعيد ملحوظ في نبرة التصريحات المتبادلة وغياب المؤشرات على تقارب في الرؤى.
وفي ظل هذا الغموض الذي يكتنف المسار الدبلوماسي، وتشكيك مراقبين في جدوى الدبلوماسية في ظل إصرار أميركا على تصفير التخصيب داخل إيران، وتأكيد الأخيرة حقها في مواصلته لأغراض مدنية، نشر مركز الجزيرة للدراسات تعليقا للباحثة المختصة بالشأن الإيراني فاطمة الصمادي بعنوان " المفاوضات الإيرانية الأميركية: التخصيب هو العقدة و"المرونة التكتيكية" تحول دون انهيار المحادثات".
"تناقض أميركي"
وقالت الباحثة إن الإشكالية الرئيسية في المفاوضات تتمثل فيما يصفه الإيرانيون بـ"التناقض الأميركي"، وهو ما عبّر عنه مجيد تخت روانجي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، بقوله "التفاوض يجب ألا يتم خارج الغرف الخاصة به، أي عبر وسائل الإعلام، فهذا أمر غير صحيح، وقد قام الأميركيون بهذا، لذلك علينا أن نرى ما إذا كانوا يتبعون الأسلوب نفسه داخل غرف التفاوض أم لا".
وكان تخت روانجي يعلق على تصريحات لممثل الرئيس الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا ستيف ويتكوف، الذي قال "إن أي مستوى من تخصيب إيران لليورانيوم غير مقبول"، في حين أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلده سيواصل التخصيب، الأمر الذي يبدو وكأنه يشير إلى طريق مسدود في المفاوضات.
ويأخذ الطرف الإيراني على الأميركيين أنهم يتخذون مواقف متناقضة ومتعارضة أحيانا. ففي بعض المرات، كانوا يقولون شيئا خارج المفاوضات، ثم يطرحون شيئا مختلفا داخل المفاوضات، و"كان أحد مسؤوليهم يدلي برأي، ثم يدلي مسؤول آخر برأي مختلف تماما".
وبينما تسعى طهران لحل دبلوماسي يقود لتخفيف العقوبات وتجنب الخيار العسكري، يأمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إنجاز نصر دبلوماسي في السياسة الخارجية دون الدخول في صراع عسكري قد يرفع أسعار النفط ويضر بالاقتصاد الأميركي. ويحتاج اتفاقا يضمن تنازلا إيرانيا واضحا ليقنع الجمهوريين واللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد، الذين يعارضون أي اتفاق شبيه بـ الاتفاق النووي السابق الذي تم التوصل إليه عام 2015.
ولا تبدو مهمة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفريقه التفاوضي سهلة، خاصة مع الدعم المحدود والمشروط من قبل القيادة العليا في إيران والتي لا تحمل تصورا إيجابيا عن المفاوضات، ويبدو أنها أعطت ضوءا أخضر لها على مضض وبفعل مقتضيات داخلية إيرانية ضاغطة. وكذلك الحال لدى التيار الأصولي المنافس الذي يسيطر على مجلس الشورى ويرفض التنازل عن برنامج التخصيب الذي كلف إيران سياسيا واقتصاديا.
مرونة في مواجهة عقدة التخصيب
وتلعب عمان دورا محوريا باعتبارها وسيطا مقبولا من الطرفين، وتسعى بشكل حثيث لإنجاز اتفاق. وقد أصبحت المرونة التكتيكية ضرورية للطرفين، رغم ضيق مساحة المناورة بسبب الضغوط السياسية الداخلية لدى كلا الجانبين.
وفي ظل هذه المعادلة لا يمكن الحديث عن اتفاق شامل أو شبه شامل، وإنما يمكن توقع اتفاق مؤقت أو مرحلي باعتبار ذلك خيارا واقعيا. وحتى هذا الخيار الواقعي، فنجاحه مرهون بوجود خطوات واضحة تجعل تطبيقه أمرا ميسرا ومن شأنه أن يفضي مستقبلا إلى اتفاق أوسع، خاصة وأن أي اتفاق يجب أن يكون "أفضل من اتفاق 2015 " بالنسبة للداخل الإيراني" و"أقل منه" بالنسبة للطرف الأميركي، وهي معادلة شديدة التعقيد.
ويبرز موضوع "تخصيب اليورانيوم" بوصفه عقبة رئيسية في المحادثات، وبعد تصريحات متضاربة أعلنت إيران صراحة أنها لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، في حين قالت الخارجية الأميركية إنها لن تقبل بذلك.
قد ينجح مقترح "تعليق التخصيب" في منع فشل المفاوضات، لكنه سيذكي نار الخلاف الداخلي الإيراني بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، ولا يبدو حال الرئيس الأميركي مع الدافعين بقوة نحو عمل عسكري ضد إيران بأفضل، فهو معني بالتوصل إلى اتفاق يتضمن تنازلا إيرانيا واضحا لضمان صمتهم.
السيناريوهات المحتملة
أولا: تعليق مؤقت للتخصيب:
قد يفتح المجال لاتفاق شامل مستقبلي، إذا ما تم بالتوازي مع رفع حقيقي لبعض العقوبات. ويواجه هذا السيناريو تحديات، أهمها: صعوبة قبول ذلك داخليا في إيران، خاصة من قبل تيارات أصولية داخل مجلس الشورى، وكذلك الحال بالنسبة للقوى المعادية لإيران داخل الإدارة الأميركية والتي لن ترضى بأقل من وقف تام ودائم لعملية تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.
إعلان
من شأن ذلك أن يحافظ على مسار التفاوض ويحول دون انهيار المفاوضات، على أمل النجاح في بناء أجواء تساعد في بناء مستوى من الثقة تدريجيا. ولكن ذلك لا يمكن أن يستمر طويلا، إذ سيتم اعتباره مماطلة إن لم يُترجم لاحقا إلى اتفاق حقيقي.
ثالثا: القبول بالتخصيب: وذلك وفق النسبة التي تضمنها اتفاق 2015، وهي 3.67%.
مستقبل غير واضح
في منتدى طهران للحوار ، الذي عُقد في الفترة بين 17 و19 مايو/أيار 2025، قُدّمت مداخلات عدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعضها في جلسات علنية وأخرى في جلسات مغلقة، ويمكن وضع خلاصاتها في النقاط التالية:
تناقض المواقف الأميركية: بين ما يقال داخل المفاوضات وما يُصرح به خارجها، بل حتى بين مسؤول وآخر.
تمسك إيران بحق التخصيب: باعتباره حقا مشروعا بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي.
الخطوط الحمراء الإيرانية: خاصة فيما يتعلق بحقوقها النووية، مع التأكيد على سلمية برنامجها.
كلفة البرنامج النووي: إيران دفعت أثمانا كبيرة -مادية ومعنوية- من أجل برنامجها النووي، لذا فهي تصر على استمراه.
عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل: لم يتضمن أي من هذه المداخلات رؤية واضحة لما ستؤول إليه الأمور.
الخلاصة
من شأن نجاح المفاوضات أن يعطي زخما إيجابيا لعلاقات إيران الدولية، الأمر الذي يمنح مجالا لاستثمارات خارجية في إيران قد يكون لدول الخليج نصيب فيها.
في المقابل، فإن فشل المفاوضات أو تعثرها يعني استمرار العقوبات الاقتصادية، وربما تشديدها خاصة على القطاعات الحيوية مثل النفط والطاقة والبنوك، مما يعمِّق الأزمة الاقتصادية في إيران، وقد يشكّل ذلك أرضية احتجاجية من قبل فئات باتت محرومة بصورة كبيرة.
كما يعني فشل المفاوضات أيضا تصاعد سباق التسلح الإقليمي، وزيادة التوتر بين إيران وجوارها، وقد يعزز ذلك احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو ما تتمناه إسرائيل وتسعى إليه، كما أن ضرب منشآت نووية قد يؤدي إلى تسرب إشعاعات نووية قد تتضرر بها المنطقة، في وقت أرسلت فيه إيران رسائل واضحة بشأن قدرتها على الرد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حركة غير عادية بالأجواء.. هذا ما جرى بإسرائيل قبل 72 ساعة من الهجوم على إسرائيل
حركة غير عادية بالأجواء.. هذا ما جرى بإسرائيل قبل 72 ساعة من الهجوم على إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

حركة غير عادية بالأجواء.. هذا ما جرى بإسرائيل قبل 72 ساعة من الهجوم على إسرائيل

شهد المجال الجوي في إسرائيل حركة لافتة قبل نحو 72 ساعة من الهجمات الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت إيران فجر أمس الجمعة، وشملت هذه التحركات القواعد الجوية الإسرائيلية، إضافة إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب. ورصدت وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة حركة طائرات غير اعتيادية، تضمنت وصول طائرات شحن عسكري إلى قواعد جوية إسرائيلية، إلى جانب تحليق طائرات اختبار تجريبية تابعة لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية "آي إيه آي" (IAI)، المتخصصة في إنتاج أنظمة دفاعية لصالح الجيش الإسرائيلي. طائرات الشحن العسكري في 10 يونيو/حزيران الجاري، أظهرت بيانات موقع "فلايت رادار" المتخصص في تتبع حركة الطائرات، وصول طائرة شحن عسكري أميركية ثقيلة من طراز "بيونغ سي-17 إيه غلوب ماستر 3" (Boeing C-17A Globemaster III) إلى قاعدة نيفاتيم الجوية، قادمة من قاعدة رامشتاين في ألمانيا. وقد وصلت الطائرة التي ترفع العلم الأميركي، وتحمل رقم التسجيل 08-8195 إلى القاعدة في تمام الساعة 02:57 مساء بالتوقيت المحلي، وأقلعت بعد ذلك بساعة ونصف عائدة إلى قاعدة رامشتاين، مما يُشير إلى أنها كانت في مهمة لتفريغ حمولة. وتُعد هذه الطائرة من بين أضخم طائرات الشحن العسكري التابعة للجيش الأميركي، حيث تستطيع حمل ما يصل إلى 77.5 طنا من الأسلحة والمعدات العسكرية، وفقا للموقع الرسمي للقوات الجوية الأميركية. وبالتزامن مع وصول الطائرة الأميركية إلى قاعدة نيفاتيم، وصلت في اليوم ذاته (10 يونيو/حزيران)، 3 طائرات شحن عسكري تابعة للقوات الجوية الإيطالية من طراز "لوكهيد سي-130 جيه هيركوليز" (Lockheed C-130J Hercules)، وهبطت جميعها في مطار إيلات، الواقع في أقصى جنوب إسرائيل، في رحلة تُعد غير اعتيادية، نظرا لأن المطار لا يستقبل عادة طائرات شحن عسكري، وذلك بحسب الرصد والتحليل الملاحي الدوري الذي تُجريه "سند" لحركة الملاحة في المطارات الإسرائيلية، العسكرية منها والمدنية. وقد وصلت الطائرة الأولى، التي تحمل رقم التسجيل MM62195، إلى المطار قادمة من قاعدة بيسا العسكرية الإيطالية في تمام الساعة 03:31 مساء بتوقيت الدوحة، وأقلعت في اليوم التالي عند الساعة 06:31 مساء بتوقيت إسرائيل. أما الطائرتان الثانية والثالثة، اللتان تحملان رقمي التسجيل MM62193 وMM62196، فقد وصلتا إلى مطار إيلات في الساعة 05:42 مساء بالتوقيت المحلي، وأقلعتا في اليوم التالي عند الساعة 07:17 مساء بتوقيت الدوحة. ووفقا للموقع الرسمي للشركة المُصنّعة، فإن الطائرة قادرة على حمل حمولة تصل إلى 74.4 طنا من المعدات العسكرية. اختبار الرادارات إلى جانب رحلات الشحن العسكري، نفّذت إسرائيل في اليوم ذاته عمليات جوية بطائرتين تابعتين لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية "آي إيه آي" (IAI)، المملوكة بالكامل للحكومة الإسرائيلية. وتُظهر بيانات موقع "فلايت رادار" أن الطائرة الأولى تتبع شركة "إلتا للإلكترونيات" (IAI Elta Electronics)، وهي شركة فرعية متخصصة في أنظمة الرادارات، والحرب الإلكترونية، والتشويش، إضافة إلى أنظمة الاستخبارات الإلكترونية. وقد أجرت الطائرة، التي تحمل رقم التسجيل 4X-AOO، عملية استطلاع على طول الحدود الشرقية لإسرائيل، استمرت 3 ساعات متواصلة، من الساعة 11:31 صباحا حتى 01:30 ظهرا بالتوقيت المحلي. ورُصدت الطائرة نفسها مجددا في 12 يونيو/حزيران، خلال مهمة استطلاع أخرى في المنطقة ذاتها، استمرت قرابة 4 ساعات، من الساعة 10:00 صباحا حتى 01:52 ظهرا. كما تُشير البيانات إلى طائرة أخرى مملوكة لفرع تابع لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI – Israel Aerospace Industries / Test Flight)، وتحمل رقم التسجيل TEST، وقد كانت تُجري اختبارات في محيط تل أبيب. وبحسب الرصد الملاحي، تُظهر بيانات تحركات الطائرتين في الفترة ما بين مارس/آذار 2025 و14 يونيو/حزيران نشاطا غير اعتيادي في المنطقة ذاتها. إجلاء الطيران المدني ورصدت "سند" قيام إسرائيل بتوجيه جزء من أسطول طائراتها المدنية إلى مطارات أوروبية بديلة، إضافة إلى نقل الطائرة الرئاسية الحكومية، وذلك بعد ساعات من تنفيذ تل أبيب ضربات واسعة النطاق على طهران. وتتبع التحليل حركة 6 شركات طيران إسرائيلية، وهي: إلعال للطيران الإسرائيلي، إلعال للشحن الجوي، أركيا للطيران الإسرائيلي، يسرائير إير، صن دور للطيران الدولي، وطيران حيفا. وكشف تحليل بيانات حركة الطائرات الإسرائيلية، المستند إلى موقع "فلايت رادار" المتخصص في رصد وتتبع حركة الملاحة الجوية، عن مغادرة أكثر من 27 طائرة إسرائيلية في تمام الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي. وتوجّه نصف هذه الطائرات إلى مطاري لارنكا وبافوس في جزيرة قبرص، اللذين يُعدّان أقرب مطارين أوروبيين إلى إسرائيل، في حين واصلت بقية الطائرات رحلاتها نحو مطارات أوروبية أخرى حتى الساعة التاسعة صباحا. كما توجهت الطائرة الرئاسية الحكومية، المعروفة باسم "جناح صهيون"، وتحمل رقم التسجيل 4X-ISR، إلى أثينا، في حين توزعت بقية الطائرات على مطارات في المجر، وبلغاريا، وفرنسا. وسبق أن أعلنت عدة شركات طيران إسرائيلية عن نقل أسطول طائراتها من مطار بن غوريون، الذي تم إغلاقه يوم الجمعة حتى إشعار آخر، موضحة أن عملية النقل تمت دون وجود ركاب على متن الطائرات. وكشفت صور أقمار صناعية التُقطت أمس، بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران، عن وجود 8 طائرات على الأقل في مطار لارنكا بجزيرة قبرص، كانت مجتمعة بشكل منظم على مدرج جانبي داخل المطار.

الفرنسية: العراق يسعى للنأي بنفسه عن الصراع بين إيران وإسرائيل
الفرنسية: العراق يسعى للنأي بنفسه عن الصراع بين إيران وإسرائيل

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الفرنسية: العراق يسعى للنأي بنفسه عن الصراع بين إيران وإسرائيل

قال مسؤولان عراقيان -لوكالة الصحافة الفرنسية- إن بغداد أجرت اتصالات مع كلّ من طهران وواشنطن للنأي بنفسها عن النزاع العسكري الدائر بين إيران وإسرائيل، في ظلّ تفاقم التوترات الإقليمية المتصاعدة. ومع أن العراق يتشارك مع إيران حدودا طويلة ويرتبط بها بعلاقات تاريخية ثقافية وسياسية، فإنه حافظ منذ سنوات على علاقات إستراتيجية مع واشنطن. وقال مسؤول عراقي أمني كبير -للوكالة الفرنسية طالبا عدم كشف هويته- إن بغداد طلبت من طهران تجنّب استهداف المصالح الأميركية في أراضيه، موضحا أن إيران متفهمة للطلب العراقي، وأنها وعدت خيرا. ومن جهته، قال مسؤول حكومي -طلب عدم كشف هويته- إن بغداد"طلبت رسميا من الولايات المتحدة عدم السماح للطائرات الإسرائيلية بخرق الأجواء العراقية" مؤكدا "أهمية احترام سيادة العراق وسلامة مجاله الجوي". شكوى لمجلس الأمن وأعلن العراق -أمس الجمعة- رفع شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل التي اتهمها باستخدام أجوائه في ضرب إيران. وقال المسؤول العراقي إن "الولايات المتحدة، بصفتها الدولة القائدة للتحالف الدولي، يجب أن تتحمّل مسؤولياتها وتمنع أي انتهاكات تمس أمن العراق أو تعرض استقراره للخطر". إعلان وكانت إيران هدّدت -الأربعاء، قبل بدء التصعيد الجاري مع إسرائيل- باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع يكون سببه فشل المباحثات النووية مع واشنطن. وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار تحالف دولي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبنّت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة على مواقع بالعراق وسوريا ينتشر فيها جنود أميركيون في إطار ما سمي التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. وقد أعلنت الولايات المتحدة -الأربعاء- تقليص عدد موظفي سفارتها في بغداد لأسباب أمنية من خلال سحب موظفين "غير أساسيين". وطالبت فصائل عراقية مسلحة موالية لطهران -أمس- بمغادرة القوات الأميركية المنتشرة في البلد ضمن التحالف الدولي، ومن جانبها حذّرت كتائب حزب الله خصوصا من "مزيد من الحروب في المنطقة" بعد هجمات إسرائيل على إيران.

مدير مكتب الجزيرة: معادلة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
مدير مكتب الجزيرة: معادلة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

مدير مكتب الجزيرة: معادلة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل

قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن درة التاج في عناصر القوة الإيرانية هو البرنامج الصاروخي ، وقال إن إيران استخدمت جزءا لا بأس به من هذه المنظومة خلال الساعات الماضية في ردها على الهجوم الإسرائيلي. غير أن فايز أوضح أن هناك بعدا معينا في هذا البرنامج لم يستخدم بشكل مباشر، إذ لم يتم إطلاق مجموعة من الصواريخ مع بعضها بعضا من طراز "خيبر شكن"، "قيام"، "سجيل"، "عماد"، و"هذه أنواع من الصواريخ لها قدرة تدميرية عالية". وهو الأمر الذي أثار تساؤلات عما إذا كانت إيران ستستخدم هذا النوع من الصواريخ، وعن حجم مخزونها من هذا النوع من الصواريخ الإستراتيجية. ويشير مدير مكتب الجزيرة إلى أن بعض التحليلات داخل إيران ترجح احتمال حدوث تصعيد ما، وهو ما يتقاطع مع ما ذكره مسؤول لوكالة أنباء فارس بأن إيران قد تذهب باتجاه تفعيل المشهد. يأتي ذلك بينما لم تحسم وزارة الخارجية الإيرانية أمرها بشأن الذهاب إلى مفاوضات يوم غد في سلطنة عمان مع الولايات المتحدة الأميركية. وبحسب فايز، فإنه لا أحد يعتقد بأن إيران قد تذهب إلى المستوى السياسي بهذا الحجم وهي على خسارة وربما ضعيفة. ومن الأمور التي يعتقد أنها تصب في مصلحة الموقف الإيراني هو أن طهران لديها حضور لحلفاء في الإقليم، انطلاقًا من أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، و حزب الله في لبنان -رغم الخسائر التي تكبدها- وكذلك الساحة العراقية التي وصفها فايز بأنها "معقدة جدا"، ولم يستبعد أنه إذا تدخل حلفاء إيران فإن ذلك يرفع احتمال الانتقال بالحرب إلى المستوى الإقليمي. سيارات مشبوهة وفي سعيها لملاحقة عملاء الموساد على أرضها، وجهت وزارة الاستخبارات في إيران رسالة عامة للشعب الإيراني للإبلاغ عن نوع معين من السيارات المحلية من نوع "بيك أب" مفتوحة من الخلف، استخدمتها إسرائيل عبر عملاء داخليين لنقل ما سمي بالمسيّرات الصغيرة الانقضاضية للقيام بهجمات داخل إيران سواء في الاغتيال أو في تعطيل ربما بعض المنشآت العسكرية. ولجأت إسرائيل إلى الاستعانة بعملاء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) على الأرض الإيرانية، حيث تكفلوا ببدء العملية في استهداف شخصيات ومواقع إيرانية حساسة قبل أن تصل المقاتلات الإسرائيلية إلى سماء المدن الإيرانية وتحديدًا طهران. ويذكر أن إيران أطلقت وابلا من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة على مناطق متفرقة من وسط إسرائيل وشمالها، ردا على الهجمات الجوية الإسرائيلية الواسعة التي ضربت مواقع داخل إيران فجر الجمعة. وأعلن الإسعاف الإسرائيلي صباح اليوم السبت مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172 آخرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store