
هل تجعلنا الفلسفة أكثر ذكاء؟
ما الفلسفة؟ هل نعيش بشكل أفضل حين نتوسل بها؟ هل يتطور تفكيرنا؟ هل تُمَكِّنُنَا من إدراك المعرفة والحقائق إدراكاً أعلى كما يعتقد أفلاطون وسبينوزا أو هيجل؟ ألا تكون مجرد طريقة لإدارة العقل بشكل جيد (ديكارت) أو لتوضيح أفكار المرء (فتجنشتاين) أو حتى لإنشاء علم جديد للعقل (هوسرل)، ألا يمكن أن تتحول إلى آلة شيطانية، لا تنتج أي معرفة، لأنها ببساطة تريد دائماً التشكيك في كل شيء.
يسعى جان فرانسوا دورتييه في كتابه «من سقراط إلى فوكو.. الفلاسفة على محك التجربة»، ترجمة د. محمد أحمد طجو، إلى فهم المشروع الفلسفي وطبيعته وطموحاته، عبر تحقيق دقيق لخمس عشرة شخصية فلسفية عظيمة، من سقراط إلى فوكو، محاولاً الوقوف على مشروع التأسيس الذي غذى تفكير الجميع، وإعادته إلى زمانه وسياقه وحدسه التأسيسي، لكن من دون إخفاء مناطقه الرمادية وتناقضه وطرقه المسدودة.
سؤال محوري
في هذا الكتاب يخرج جان فرانسوا دورتييه خمسة عشر وحشاً مقدساً من قفص الطمأنينة، ويضعهم تحت مجهر العقل، وهو يطرح عليهم وعلى القارئ سؤالاً محورياً، هل يجعلنا الفلاسفة أكثر ذكاء؟، ويستهل الفصل الأول من كتابه بالحديث عن سقراط، الذي ارتبط اسمه بالمبادئ الأولية للفلسفة، سؤال المبادئ والأفكار السائدة سؤال دائم، لذلك يظهر سقراط في العديد من الحوارات وهو ينادي سكان أثينا ويحرجهم، ويضعهم أمام تناقضاتهم، فالاعتراف بالأخطاء بالنسبة إلى الفيلسوف هو بالفعل الخطوة الأولى للوصول إلى الحقيقة.
عاش سقراط في القرن الخامس قبل الميلاد، كان أثينياً وابن نجار وقابلة، وكان جندياً شارك في معركتين، وعندما عاد إلى أثينا تزوج امرأة وصفها بأنها «امرأة شرسة قاسية قليلاً» وتصور لنا الحوارات سقراط وهو يقضي وقته في النقاشات والحوارات في شوارع أثينا وصالات الجمباز أو الولائم، وكانت تلك الطريقة طريقة تقليدية للتدريس في ذلك الوقت.
يكمن جوهر الفلسفة وفقاً لسقراط في التساؤل الدائم، وهذا مصدر قوة التبادل والحوار والتساؤل، الذي يتيح للفكر أن يكون في حركة دائمة، فهذا الموقف هو أساس المبدأ الجدلي الذي يقوم على مواجهة الآراء، ومع ذلك فإن الحوار، كما يتصوره سقراط، لا يتوافق مع ما نفهمه اليوم، الحوار كما كان يمارسه هو كل شيء باستثناء مواجهة متعادلة في الآراء.
يشير الكتاب إلى أنه غالباً ما يتم اعتبار أفلاطون أباً للفلسفة، إنه من الشخصيات الرئيسية الثلاث في الفكر اليوناني مع سقراط، الذي كان معلمه وأرسطو الذي كان تلميذه، وقد أسس إحدى المدارس الفلسفية في العصور اليونانية القديمة التي سوف تستمر ثلاثة قرون، وأفلاطون وريث إحدى كبرى العائلات الأرستقراطية في أثينا، وهو وريث روحي لمعلمه سقراط، وكان يساعده في هذا الحرم الجامعي المكشوف الذي كانت تمثله أحياء أثينا، وهكذا شارك أفلاطون في تكوين الشبان النبلاء الذين نذروا أنفسهم أن يكونوا استراتيجيين أو قضاة.
يرى المؤلف أن جاك دريدا لم يكن مجرد فيلسوف فحسب، وإنما أيضاً نجم النخبة المثقفة الحقيقي، عندما توفي في أكتوبر 2004 ذكرت جميع السير العامة أنه كان أحد أكثر المنظرين الذين ترجمت أعمالهم، وأحد أكثر الذين تم الاقتباس منهم، وأحد أكثر الذين تم تكريمهم ويلمّح أحد عناوين أفلام وودي آلين «تفكيك هاري» (1997) بشكل مباشر إلى نظريته في التفكيك.
مع ذلك – كما يرى المؤلف – هل يعني كونه أحد أكثر المفكرين الذين تم الاقتباس منهم أنه كان أحد أكثر الذين تمت قراءتهم؟ يقول: لست متأكداً لسبب بسيط، وهو أن أعماله مبهمة، وكتبه الأولى قاحلة بما يكفي لينفر منها أفضل المتخصصين، فكتاب «الصوت والظاهرة» (1967) على سبيل المثال مخصص لموضوع محدد مسألة العلامة عند هوسرل وثمة أعمال أخرى محيرة لأسباب مختلفة: عناوين غامضة ومفردات معقدة واستطرادات طويلة من دون خطة شاملة.
يشير المؤلف إلى كتاب دريدا «قرعة حزن» مجموعة من المقتطفات النصية غير المتناسقة ظاهراً، وثمة الكثير من العناصر التي تجعل من دريدا أبا الهول الغامض الذي كان إنتاجه غزيراً، ما يقرب من 70 عملاً، وصعب الفهم كيف نفهم نجاحه إذاً؟ هل هو حقاً مؤلف مهم، لدرجة تحتم علينا قراءته، حتى على حساب عمل طويل في حل الطلاسم، على أمل فهم عمق فكره؟ ألا يعود نجاحه على الأقل إلى هذا النوع من الكاريزما المرتبطة بكل المفكرين العظماء في تاريخ الفكر؟ عندما تسمع اسم دريدا تفكر على الفور في «التفكيك»، إنه علامته التجارية التي أتاحت له إثبات وجوده في المشهد الفكري، في الأصل تنسب نظرية التفكيك إلى هايدجر الذي استوحى فكره من نيتشه، ويعني التفكيك بالنسبة إلى دريدا مهاجمة كبار المؤلفين من أفلاطون إلى هيجل ومن ديكارت إلى البنيويين الذين يدعون جميعاً أنهم ينظمون الواقع ويحبسونه في فكر منظم، فهذه القوالب الكبيرة ترتكز في الواقع على افتراضات ثقيلة.
سياقات
أما بيير بورديو، فتصدى للثقافة المدرسية الشرعية التي يتهمها بالمحافظة على الأشكال الخفية للهيمنة الطبقية، ودخل بورديو ودريدا إلى المدرسة العليا للمعلمين في العام نفسه بعد فترة وجيزة من فوكو، ففي ذلك الوقت كان تأثير لويس ألتوسير الذي انتقد أجهزة الدولة الأيديولوجية كبيراً في الشبان الذين تخرجوا في المدرسة، ولا يمكننا أن نفهم عمل دريدا وروح التفكيك دون مراعاة هذا السياق الفكري، ففي الولايات المتحدة ووصل المنهج التفكيكي في الوقت المناسب إذ قدم قالباً نظرياً مثالياً لشكل جديد من النقد الأدبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 8 ساعات
- الإمارات اليوم
«الشارقة للكتاب 2025».. اليونان ضيف الشرف
أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن اليونان، بما تحمله من عمق تاريخي وإرث ثقافي، تمثّل امتداداً حيّاً لمسيرة الإبداع الإنساني، حيث انطلقت منها الفلسفة، وازدهر فيها الشعر والمسرح، وتبلورت على أرضها الأسئلة الكبرى للعقل التي مازال العالم منشغلاً بها حتى يومنا هذا. وأضافت الشيخة بدور القاسمي - بمناسبة اختيار اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب - أن «الأرض التي خطّ فيها هوميروس أعظم الملاحم، وتجلّت فيها أفكار سقراط حول الفضيلة، وارتفعت على تلالها المسارح التي لاتزال تُلهم الفنانين والمبدعين، مازالت تحتفظ بمكانتها في الحاضر، كما كانت عبر التاريخ منارةً للعلماء والمفكرين والأدباء». ووقّعت اتفاقية «اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب» لعام 2025، بين هيئة الشارقة للكتاب ووزارة الثقافة في جمهورية اليونان، في قاعة مجلس الإدارة بمركز «هيليكسبو» الدولي للمعارض والمؤتمرات، ووقّعها كل من الرئيس التنفيذي للهيئة، أحمد بن ركاض العامري، ونائب وزير الثقافة اليوناني، ياسوناس فرتسيلاس. وتابعت الشيخة بدور القاسمي: «تستند الشارقة في مسيرتها الثقافية، كما كانت دائماً، إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتواصل اليوم ترسيخ هذا الدور من خلال فتح أبوابها أمام الثقافة اليونانية، فنحن نؤمن أن الحضارات، في أوج ازدهارها، لم تكن منغلقة، بل قامت على الحوار والتبادل، رغم المسافات الجغرافية؛ وهو النهج الذي تواصله الشارقة اليوم لتبني حواراً حيّاً بين الشعوب عبر الثقافة والمعرفة». ولفتت إلى أن «استضافة اليونان في الشارقة تمثل دعوة لاستكشاف الجذور المشتركة في القصص والأساطير، وكل ما شكّل وعي الإنسان عبر العصور، إذ تسعى هيئة الشارقة للكتاب لأن تكون هذه الدورة محطة استثنائية تسلط الضوء على بلدٍ صاغ مع العرب جزءاً مهماً من تاريخ الإنسانية، وتضعه في حوار مع الحاضر لإثراء مستقبل الإبداع الثقافي والأدبي، بما يوحّد العالم حول القيم المشتركة والروابط الإنسانية». وأضافت: «الشارقة اليوم تستعيد الماضي وتبني عليه، وتعيد تعريفه كأداة لفهم الذات والتواصل مع الآخر، بما يمثل دعوة للإصغاء إلى صوت أثينا، كما أصغينا من قبل إلى أصوات مراكش وقرطبة وسيؤول وروما، وغيرها من العواصم التي مثّلت دولها ضيوف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ بما يؤكد أن المعرض بات فضاءً عالمياً تلتقي فيه ذاكرة الشعوب، وتتحاور فيه لغات العالم». إلى ذلك، قال أحمد بن ركاض العامري: «تشكل استضافة اليونان ضيف شرف معرض الشارقة للكتاب إضافة نوعية إلى سجل الشراكات الثقافية التي يعتز بها المعرض، وفرصة للتعرف إلى واحدة من أقدم وأغنى التجارب الحضارية التي تركت بصمتها على الفكر الإنساني، فكل دورة من المعرض نسعى من خلالها إلى فتح نوافذ جديدة على الثقافات، وإتاحة مساحة لحوار معرفي يعزز قيم التنوع والتبادل الثقافي». وأضاف: «معرض الشارقة للكتاب لم يعد مجرد تظاهرة ثقافية، بل أصبح منصة عالمية لصناعة النشر والإبداع الأدبي، ومقصداً للناشرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم. ونواصل تطوير هذا الحدث ليتجاوز فكرة العرض إلى خلق تجارب معرفية متكاملة، تجمع القرّاء بالمؤلفين، وتُثري قطاع النشر، وتُكرّس مكانة الشارقة على خارطة المعارض الدولية الكبرى». شراكة إبداعية قال نائب وزير الثقافة اليوناني، ياسوناس فرتسيلاس، بمناسبة اختيار بلاده ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب: «نلتقي اليوم في ظلّ روح من الصداقة والتعاون التي لطالما ميّزت العلاقات بين اليونان ودولة الإمارات، شراكة إبداعية تعكس صورة بلدينا، وتحقّق فوائد ملموسة لشعبينا، وهي النهج الذي تسير عليه حكومتنا بثبات ومن دون تردّد».


زاوية
منذ 21 ساعات
- زاوية
بدور القاسمي تعلن اختيار اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب
الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب: استضافة اليونان في الشارقة تمثل دعوة لاستكشاف الجذور المشتركة في القصص والأساطير، وكل ما شكّل وعي الإنسان عبر العصور. أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: استضافة اليونان ضيف شرف تشكل إضافة نوعية إلى سجل الشراكات الثقافية التي يعتز بها المعرض. ياسوناس فرتيلاس، نائب وزير الثقافة اليوناني:التعاون الثقافي مع معرض الشارقة الدولي للكتاب يعزّز الروابط بين بلدينا وشعبينا الشارقة، أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن اليونان، بما تحمله من عمق تاريخي وإرث ثقافي، تمثّل امتداداً حيّاً لمسيرة الإبداع الإنساني، حيث انطلقت منها الفلسفة، وازدهر فيها الشعر والمسرح، وتبلورت على أرضها الأسئلة الكبرى للعقل التي ما زال العالم منشغلاً بها حتى يومنا هذا؛ مشيرةً إلى أن الأرض التي خطّ فيها هوميروس أعظم الملاحم، وتجلّت فيها أفكار سقراط حول الفضيلة، وارتفعت على تلالها المسارح التي لا تزال تُلهم الفنانين والمبدعين، ما زالت تحتفظ بمكانتها في الحاضر، كما كانت عبر التاريخ منارةً للعلماء والمفكرين والأدباء. وجاء ذلك في تعليق الشيخة بدور القاسمي على توقيع اتفاقية "اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب" لعام 2025، بين هيئة الشارقة للكتاب ووزارة الثقافة في جمهورية اليونان، والتي جرت مراسم توقيعها في قاعة مجلس الإدارة بمركز "هيليكسبو" الدولي للمعارض والمؤتمرات، ووقّعها كلٌ من سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة، وسعادة ياسوناس فرتسيلاس، نائب وزير الثقافة اليوناني. رؤية ثقافية ممتدة تربط الماضي بالحاضر وتوحد الشعوب وقالت الشيخة بدور القاسمي:"تستند الشارقة في مسيرتها الثقافية، كما كانت دائماً، إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتواصل اليوم ترسيخ هذا الدور من خلال فتح أبوابها أمام الثقافة اليونانية. فنحن نؤمن أن الحضارات، في أوج ازدهارها، لم تكن منغلقة، بل قامت على الحوار والتبادل، رغم المسافات الجغرافية؛ وهو النهج الذي تواصله الشارقة اليوم لتبني حواراً حيّاً بين الشعوب عبر الثقافة والمعرفة." وأضافت:"استضافة اليونان في الشارقة تمثل دعوة لاستكشاف الجذور المشتركة في القصص والأساطير، وكل ما شكّل وعي الإنسان عبر العصور"، مشيرةً إلى أن هيئة الشارقة للكتاب تسعى لأن تكون هذه الدورة محطة استثنائية تسلط الضوء على بلدٍ صاغ مع العرب جزءاً مهماً من تاريخ الإنسانية، وتضعه في حوار مع الحاضر لإثراء مستقبل الإبداع الثقافي والأدبي، بما يوحّد العالم حول القيم المشتركة والروابط الإنسانية." وأكدت الشيخة بدور القاسمي:"الشارقة اليوم تستعيد الماضي وتبني عليه، وتعيد تعريفه كأداة لفهم الذات والتواصل مع الآخر، بما يمثل دعوة للإصغاء إلى صوت أثينا، كما أصغينا من قبل إلى أصوات مراكش وقرطبة وسيول وروما، وغيرها من العواصم التي مثّلت دولها ضيوف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ بما يؤكد أن المعرض بات فضاءً عالمياً تلتقي فيه ذاكرة الشعوب وتتحاور فيه لغات العالم." حوار فكري متجدد في كل دورة من دورات معرض الشارقة وفي تعليقه على توقيع الاتفاقية، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الحراك الثقافي العالمي، تشكل استضافة اليونان ضيف شرف على الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب إضافة نوعية إلى سجل الشراكات الثقافية التي يعتز بها المعرض، وفرصة للتعرف إلى واحدة من أقدم وأغنى التجارب الحضارية التي تركت بصمتها على الفكر الإنساني. فكل دورة من المعرض نسعى من خلالها إلى فتح نوافذ جديدة على الثقافات، وإتاحة مساحة لحوار معرفي يعزز قيم التنوع والتبادل الثقافي." وأضاف العامري: "معرض الشارقة الدولي للكتاب لم يعد مجرد تظاهرة ثقافية، بل أصبح منصة عالمية لصناعة النشر والإبداع الأدبي، ومقصداً للناشرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم. ومن خلال توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نواصل تطوير هذا الحدث ليتجاوز فكرة العرض إلى خلق تجارب معرفية متكاملة، تجمع القرّاء بالمؤلفين، وتُثري قطاع النشر، وتُكرّس مكانة الشارقة على خارطة المعارض الدولية الكبرى." مسار ثقافي بين اليونان والإمارات بدوره، قال سعادة ياسوناس فرتيلاس، نائب وزير الثقافة اليوناني:"نلتقي اليوم في ظلّ روح من الصداقة والتعاون التي لطالما ميّزت العلاقات بين اليونان ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ شراكة إبداعية تعكس صورة بلدينا، وتحقّق فوائد ملموسة لشعبينا، وهي النهج الذي تسير عليه حكومتنا بثبات ودون تردّد. وجودنا في الشارقة هو ثمرة الجهود الملهمة التي قادتها وزيرة الثقافة، والتي عملت على بناء محور قوي للتعاون، ومسار ثقافي يربط بين اليونان ودولة الإمارات؛ مسار نغذّيه بالكلمات والنصوص والقصائد، وبالكتب والمنشورات، والفعاليات والمعارض والمبادرات الثقافية المتنوعة." وأكد نائب وزير الثقافة اليوناني: "إن التعاون الثقافي مع معرض الشارقة الدولي للكتاب يعزّز الروابط بين بلدينا وشعبينا، من خلال إعداد برنامج مشاركة يليق بالمؤلفين والناشرين اليونانيين، ويتماشى مع توجه بلادنا نحو الانفتاح والنمو والحضور الدولي المتزايد. نتوجه بجزيل الشكر إلى هيئة الشارقة للكتاب على تعاونها البنّاء، ونحن واثقون من استمرار هذا التعاون بنفس الروح الإبداعية والفاعلية." الفكر اليوناني يلتقي بجمهور الشارقة في دورة استثنائية ويتضمن برنامج مشاركة اليونان ضيف الشرف في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب تقديم مجموعة من الفعاليات الثقافية والأدبية التي تعكس ثراء الموروث اليوناني وتنوعه، بدءاً من الفلسفة والمسرح والشعر، وصولاً إلى الأدب المعاصر والفنون البصرية. كما يشهد البرنامج حضور نخبة من الكتّاب والمفكرين والناشرين اليونانيين، إلى جانب عروض فنية وموسيقية مستلهمة من التراث اليوناني، وفقرات تعريفية تسلط الضوء على المحطات الكبرى في تاريخ الثقافة اليونانية، وإسهاماتها في تشكيل الفكر الإنساني عبر العصور. -انتهى-


الإمارات اليوم
منذ 21 ساعات
- الإمارات اليوم
اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب
أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن اليونان، بما تحمله من عمق تاريخي وإرث ثقافي، تمثّل امتداداً حيّاً لمسيرة الإبداع الإنساني، حيث انطلقت منها الفلسفة، وازدهر فيها الشعر والمسرح، وتبلورت على أرضها الأسئلة الكبرى للعقل التي ما زال العالم منشغلاً بها حتى يومنا هذا؛ مشيرةً إلى أن الأرض التي خطّ فيها هوميروس أعظم الملاحم، وتجلّت فيها أفكار سقراط حول الفضيلة، وارتفعت على تلالها المسارح التي لا تزال تُلهم الفنانين والمبدعين، ما زالت تحتفظ بمكانتها في الحاضر، كما كانت عبر التاريخ منارةً للعلماء والمفكرين والأدباء. وجاء ذلك في تعليق الشيخة بدور القاسمي على توقيع اتفاقية "اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب" لعام 2025، بين هيئة الشارقة للكتاب ووزارة الثقافة في جمهورية اليونان، والتي جرت مراسم توقيعها في قاعة مجلس الإدارة بمركز "هيليكسبو" الدولي للمعارض والمؤتمرات، ووقّعها كلٌ من أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة، و ياسوناس فرتسيلاس، نائب وزير الثقافة اليوناني. رؤية ثقافية ممتدة تربط الماضي بالحاضر وتوحد الشعوب وقالت الشيخة بدور القاسمي:"تستند الشارقة في مسيرتها الثقافية، كما كانت دائماً، إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتواصل اليوم ترسيخ هذا الدور من خلال فتح أبوابها أمام الثقافة اليونانية. فنحن نؤمن أن الحضارات، في أوج ازدهارها، لم تكن منغلقة، بل قامت على الحوار والتبادل، رغم المسافات الجغرافية؛ وهو النهج الذي تواصله الشارقة اليوم لتبني حواراً حيّاً بين الشعوب عبر الثقافة والمعرفة." وأضافت:"استضافة اليونان في الشارقة تمثل دعوة لاستكشاف الجذور المشتركة في القصص والأساطير، وكل ما شكّل وعي الإنسان عبر العصور"، مشيرةً إلى أن هيئة الشارقة للكتاب تسعى لأن تكون هذه الدورة محطة استثنائية تسلط الضوء على بلدٍ صاغ مع العرب جزءاً مهماً من تاريخ الإنسانية، وتضعه في حوار مع الحاضر لإثراء مستقبل الإبداع الثقافي والأدبي، بما يوحّد العالم حول القيم المشتركة والروابط الإنسانية." وأكدت الشيخة بدور القاسمي:"الشارقة اليوم تستعيد الماضي وتبني عليه، وتعيد تعريفه كأداة لفهم الذات والتواصل مع الآخر، بما يمثل دعوة للإصغاء إلى صوت أثينا، كما أصغينا من قبل إلى أصوات مراكش وقرطبة وسيول وروما، وغيرها من العواصم التي مثّلت دولها ضيوف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ بما يؤكد أن المعرض بات فضاءً عالمياً تلتقي فيه ذاكرة الشعوب وتتحاور فيه لغات العالم." حوار فكري متجدد في كل دورة من دورات معرض الشارقة وفي تعليقه على توقيع الاتفاقية، قال أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الحراك الثقافي العالمي، تشكل استضافة اليونان ضيف شرف على الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب إضافة نوعية إلى سجل الشراكات الثقافية التي يعتز بها المعرض، وفرصة للتعرف إلى واحدة من أقدم وأغنى التجارب الحضارية التي تركت بصمتها على الفكر الإنساني. فكل دورة من المعرض نسعى من خلالها إلى فتح نوافذ جديدة على الثقافات، وإتاحة مساحة لحوار معرفي يعزز قيم التنوع والتبادل الثقافي." وأضاف العامري: "معرض الشارقة الدولي للكتاب لم يعد مجرد تظاهرة ثقافية، بل أصبح منصة عالمية لصناعة النشر والإبداع الأدبي، ومقصداً للناشرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم. ومن خلال توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نواصل تطوير هذا الحدث ليتجاوز فكرة العرض إلى خلق تجارب معرفية متكاملة، تجمع القرّاء بالمؤلفين، وتُثري قطاع النشر، وتُكرّس مكانة الشارقة على خارطة المعارض الدولية الكبرى." مسار ثقافي بين اليونان والإمارات بدوره، قال ياسوناس فرتيلاس، نائب وزير الثقافة اليوناني:"نلتقي اليوم في ظلّ روح من الصداقة والتعاون التي لطالما ميّزت العلاقات بين اليونان ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ شراكة إبداعية تعكس صورة بلدينا، وتحقّق فوائد ملموسة لشعبينا، وهي النهج الذي تسير عليه حكومتنا بثبات ودون تردّد. وجودنا في الشارقة هو ثمرة الجهود الملهمة التي قادتها وزيرة الثقافة، والتي عملت على بناء محور قوي للتعاون، ومسار ثقافي يربط بين اليونان ودولة الإمارات؛ مسار نغذّيه بالكلمات والنصوص والقصائد، وبالكتب والمنشورات، والفعاليات والمعارض والمبادرات الثقافية المتنوعة." وأكد نائب وزير الثقافة اليوناني: "إن التعاون الثقافي مع معرض الشارقة الدولي للكتاب يعزّز الروابط بين بلدينا وشعبينا، من خلال إعداد برنامج مشاركة يليق بالمؤلفين والناشرين اليونانيين، ويتماشى مع توجه بلادنا نحو الانفتاح والنمو والحضور الدولي المتزايد. نتوجه بجزيل الشكر إلى هيئة الشارقة للكتاب على تعاونها البنّاء، ونحن واثقون من استمرار هذا التعاون بنفس الروح الإبداعية والفاعلية. الفكر اليوناني يلتقي بجمهور الشارقة في دورة استثنائية ويتضمن برنامج مشاركة اليونان ضيف الشرف في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب تقديم مجموعة من الفعاليات الثقافية والأدبية التي تعكس ثراء الموروث اليوناني وتنوعه، بدءاً من الفلسفة والمسرح والشعر، وصولاً إلى الأدب المعاصر والفنون البصرية. كما يشهد البرنامج حضور نخبة من الكتّاب والمفكرين والناشرين اليونانيين، إلى جانب عروض فنية وموسيقية مستلهمة من التراث اليوناني، وفقرات تعريفية تسلط الضوء على المحطات الكبرى في تاريخ الثقافة اليونانية، وإسهاماتها في تشكيل الفكر الإنساني عبر العصور.