logo
لبنان أمام مُعضلة تبادل السجناء مع سورية.. معالجة أزمة الاكتظاظ تقعدها العراقيل السياسية والانقسامات

لبنان أمام مُعضلة تبادل السجناء مع سورية.. معالجة أزمة الاكتظاظ تقعدها العراقيل السياسية والانقسامات

الأنباء١٩-٠٧-٢٠٢٥
في ظل تزايد الضغوط الأمنية والإنسانية الناتجة عن الاكتظاظ في السجون اللبنانية، تستعد الحكومة اللبنانية لاتخاذ خطوة نوعية عبر تفعيل قنوات التواصل مع الجانب السوري لإبرام اتفاقية تبادل السجناء المحكومين.
أوكل الأمر إلى وزير العدل اللبناني عادل نصار للتواصل مع نظيره السوري مظهر الويس لترتيب هذا الاتفاق، الذي يتوخى منه نقل المحكومين من كلا البلدين إلى سجون وطنهم، بما يساهم في التخفيف من الاكتظاظ المتزايد في السجون اللبنانية، لاسيما مع وجود أكثر من 1700 سجين سوري بينهم 389 محكوما.
هذا التطور جاء عقب اجتماع أمني- قضائي ترأسه رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون في قصر بعبدا، بمشاركة وزراء الدفاع والداخلية والعدل، إلى جانب كبار القادة الأمنيين والقضائيين، حيث خصص الاجتماع لمناقشة تداعيات اكتظاظ السجون والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة الأزمة المزمنة.
وأشار مصدر سياسي لبناني لـ «الأنباء» إلى أن الاجتماع «ناقش بعمق ضرورة تحريك عجلة القضاء اللبناني بعد التشكيلات المرتقبة، وتفعيل المحاكم للنظر في مئات الملفات العالقة التي تساهم مباشرة في تفاقم أزمة الاكتظاظ».
وأوضح المصدر أن الرهان الكبير الآن هو على القضاء اللبناني، «الذي لابد أن يؤدي دوره الكامل في بت الدعاوى والفصل في قضايا الموقوفين، لأن هناك مئات السجناء الذين يقبعون خلف القضبان من دون محاكمة، وهذا ما يخالف أبسط المعايير الحقوقية والإنسانية».
الواقع الميداني يعكس أزمة متفاقمة تتجاوز الجانب القانوني لتلامس صميم حقوق الإنسان. فالسجون اللبنانية، التي تعاني من ضعف في الخدمات الأساسية والبنية التحتية، أصبحت بيئة غير ملائمة لاحتجاز هذا الكم من النزلاء. ووفق المصدر السياسي نفسه، «جرى التشديد داخل الاجتماع الرئاسي الأخير على ضرورة تحسين ظروف الاحتجاز، لاسيما في الجوانب الطبية والمعيشية، والعمل على تأمين النظافة، وزيادة التقديمات الصحية في ظل تفشي الأمراض وتراجع الرعاية داخل بعض السجون».
أما فيما يخص السجناء السوريين فإن الاتجاه نحو توقيع اتفاقية مع دمشق لتبادل المحكومين يعكس محاولة لتوزيع العبء القائم، لكنه لا يخلو من تعقيدات سياسية. وأوضح المصدر أن «التحضير جار للقاء رسمي بين وزيري العدل في البلدين، سيتم خلاله بلورة الاتفاق، على أن يعرض لاحقا على مجلس النواب اللبناني للمصادقة عليه وفق الأصول القانونية».
لكن هذه الخطوة، وعلى رغم طابعها التقني، لن تمر بهدوء في الساحة الداخلية اللبنانية، بحسب المصدر ذاته، الذي حذر من أن «تسليم سجناء سوريين إلى الحكومة في دمشق قد يثير ردود فعل داخلية ودولية». ومع ذلك، يعتبر أن «الحاجة الملحة لتخفيف الضغط عن السجون اللبنانية، إضافة إلى الضغط الأمني والاجتماعي، يفرض على السلطات البحث في كل الخيارات المتاحة ضمن الأطر القانونية».
وفي هذا الإطار، تطرح مجددا فكرة تفعيل المحكمة الموجودة داخل سجن رومية، ما من شأنه تسريع المحاكمات والحد من تراكم الملفات، وهي خطوة طال انتظارها ولم تنفذ بعد رغم وعود متكررة. ويجمع مراقبون على أن أي حل مستدام يجب أن يبدأ بإصلاح قضائي فعلي، يضمن عدالة الإجراءات، ويعيد الاعتبار إلى مفهوم المحاكمة العادلة ضمن مهلة زمنية معقولة.
من هنا، فإن الاتفاق المرتقب مع سورية على تبادل السجناء، في حال أبصر النور، قد يشكل بداية معالجة جزئية لأزمة كبيرة، لكنه يظل عرضة للعراقيل السياسية والانقسام الداخلي، ما لم تتوافر الإرادة الجدية في معالجة شاملة لأزمة السجون، التي باتت مرآة حقيقية لترهل مؤسسات الدولة اللبنانية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لبنان بين الشائعات والواقع: رهان على الاستقرار والحقيقة الغائبة
لبنان بين الشائعات والواقع: رهان على الاستقرار والحقيقة الغائبة

الأنباء

timeمنذ 8 ساعات

  • الأنباء

لبنان بين الشائعات والواقع: رهان على الاستقرار والحقيقة الغائبة

في مرحلة سياسية دقيقة تتقاطع فيها الأزمات الداخلية بالتحديات الإقليمية، تبرز محاولات متواصلة لإعادة صياغة المشهد اللبناني، ليس فقط على مستوى السياسات، بل في عمق السردية التي تحكم الرأي العام. في خضم هذا التعقيد، برزت مواقف صريحة نقلها مصدر سياسي لبناني رفيع لـ «الأنباء»، حاول من خلالها تفكيك الصورة النمطية التي رسمت عن البلاد خلال الأشهر الماضية، مسلطا الضوء على ملامح التقدم الحذر وسط الضجيج المفتعل. منذ فبراير الماضي، وبحسب المصدر، «شهد لبنان سلسلة تطورات لا يمكن إغفالها: تشكيل حكومة جديدة، اجراء تعيينات اساسية امنية وعسكرية ومالية وقضائية، وإنجاز الانتخابات البلدية في موعدها. هذه الخطوات، وإن بدت اعتيادية في دول مستقرة، إلا أنها في لبنان تعبر عن استعادة جزئية للدينامية المؤسساتية، في لحظة كانت توصف بأنها أقرب إلى الانهيار الكامل. وبينما يستمر الخطاب المتشائم في تجاهل هذه المحطات، يرى المصدر أن المنظومة السياسية، على تعقيداتها، أظهرت قدرة على إنتاج حلول مرحلية على الأقل». وفي موازاة هذه الإشارات، لم تغب العلاقة اللبنانية - العربية عن خارطة التحسن، إذ يشير المصدر إلى أن «عودة هذه العلاقات إلى مسارها الطبيعي ليست تفصيلا ديبلوماسيا، بل ركيزة أساسية في مسعى تثبيت الاستقرار السياسي والاقتصادي للبنان. لكنه يسجل بأسف إصرار البعض على تصدير صورة سوداوية، تغلب الفشل على الإنجاز، وتقزم أي تقدم لصالح خطاب الإحباط الشعبي». في الملف الأمني، يكشف المصدر عن «استمرار التنسيق الوثيق بين لبنان وسورية، على مستوى الأجهزة الأمنية كما على صعيد وزارات الدفاع، بدعم ومتابعة من أطراف إقليمية وازنة، لاسيما المملكة العربية السعودية. الهدف الأساسي لهذا التنسيق، هو منع الانفلات على الحدود المشتركة، وإرساء منظومة أمنية تحصن الداخل اللبناني من تداعيات الفوضى العابرة للحدود. وفي هذا السياق، فإن الشائعات التي تتحدث عن توترات أو مواجهات في مناطق حدودية هي جزء من حملة تضليل منهجية لا صلة لها بالوقائع الميدانية». أما فيما يتصل بملف الفساد، الذي يشكل محورا مركزيا في النقاش السياسي والشعبي، فيؤكد المصدر أن «مكافحة الفساد تمضي في طريقها من دون غطاء طائفي أو حزبي، وأن الملفات المفتوحة تطال شخصيات من أطياف متعددة، ما يعد دليلا على جدية المقاربة، لا مجرد استخدام ظرفي للملف في سياقات سياسية. مع التشديد على أهمية حماية استقلالية القضاء وتمكينه من أداء دوره بلا تدخلات». وعلى جبهة السيادة الوطنية، تتجه الأنظار إلى الورقة اللبنانية التي قدمت للموفد الدولي توماس باراك، والتي تطالب بانسحاب إسرائيل من التلال الخمس واحترام متكافئ لاتفاق وقف إطلاق النار. ووصف المصدر هذه الورقة بأنها «واضحة وصريحة ولا تقبل التأويل أو المساومة، وأن أي تأخير أو مماطلة في الرد الدولي لا يخدم الاستقرار في المنطقة، ويضع علامات استفهام حول النيات». الملف الأمني لا يغيب عن الواجهة، فمع تصاعد التوترات الإقليمية وعودة الحديث عن تمدد الجماعات المتطرفة، يجمع المسؤولون الأمنيون، بحسب المصدر، «على أن الاستقرار اللبناني لايزال ممكنا مادام القرار السياسي والأمني موحدا. والأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها في ملاحقة الخلايا الإرهابية وتفكيكها في مراحلها المبكرة، مع التحذير من خطابات التحريض والتهويل التي تغذي الانقسام ولا تخدم سوى الأجندات العابرة للوطن». وفيما يخص سلاح «حزب الله»، يلفت المصدر إلى «وجود تواصل مباشر مع الجهات المعنية، وأن المفاوضات في هذا الملف تتقدم وإن ببطء، باتجاه إيجاد صيغة توازن بين ضرورات الأمن وثوابت السيادة. وكل النقاشات تتم في إطار سياسي مباشر، بعيدا من الأطر الرسمية». الاستحقاق الانتخابي بدوره لم يغفل في هذا السياق، إذ جدد المصدر «التزام الدولة بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، وتأمين هذا الحق يشكل امتدادا للديمقراطية الدستورية التي لا يزال لبنان متمسكا بها رغم العواصف». وعند الحديث عن حقوق المودعين، لم يخف المصدر الواقع المالي الصعب، معتبرا «أن الأزمة لن تجد طريقها إلى الحل إلا بعد إقفال الفجوة المالية الكبرى». وفي خاتمة مواقفه، شدد المصدر على أن «بناء الدولة لا ينجز بخطابات أو وعود لحظية، بل هو مسار طويل ومتشعب، يتطلب إرادة ومثابرة. ومن يعتقد أن التغيير يصنع في ليلة واحدة، يتجاهل تعقيدات البنية اللبنانية. ما يبنى بصمت، يهدد بالضجيج، لكن الرهان الحقيقي يبقى على من يعمل، لا على من يصرخ».

«التنظيم والإدارة» يتيح خدمة الاستعلام عن ترتيب المتقدمين في قائمة الانتظار لمسابقة معلم مساعد رياضيات
«التنظيم والإدارة» يتيح خدمة الاستعلام عن ترتيب المتقدمين في قائمة الانتظار لمسابقة معلم مساعد رياضيات

الأنباء

timeمنذ 8 ساعات

  • الأنباء

«التنظيم والإدارة» يتيح خدمة الاستعلام عن ترتيب المتقدمين في قائمة الانتظار لمسابقة معلم مساعد رياضيات

القاهرة - هالة عمران ووكالات أعلن م.حاتم نبيل رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة عن إتاحة خدمة الاستعلام عن ترتيب المتقدمين في قائمة الانتظار الخاصة بمسابقة شغل 22 ألف وظيفة معلم مساعد (رياضيات) لصالح وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عبر موقع بوابة الوظائف الحكومية: وتأتي هذه الخطوة استجابة لمطالب عدد كبير من المتقدمين للمسابقة، ممن اجتازوا الامتحان الإلكتروني ولم يرشحوا للتعيين ضمن الدفعة الأساسية، حيث تم إعداد قائمة انتظار لهؤلاء الناجحين ترتب وفقا لمجموع الدرجات، ويعاد الرجوع إليها حال عدم استكمال أي من المرشحين للمراحل التالية في المسابقة أو عدم تسلم الوظيفة، وذلك خلال عام من إعلان النتيجة. وأكد رئيس الجهاز أن هذه المسابقة تعد من أولى مسابقات المعلمين التي اكتملت كل مراحلها، بداية من التقديم الإلكتروني، مرورا بعقد الامتحانات، وفحص التظلمات، وإعلان النتيجة، وانتهاء بمرحلة تقديم الرغبات وتسكين المرشحين في بعض المحافظات وفقا للاحتياج، داعيا الناجحين في الامتحان الإلكتروني للمسابقة والذين لم يتم ترشيحهم للعمل بمحافظاتهم أو محافظات أخرى، إلى الدخول على موقع بوابة الوظائف الحكومية باستخدام الرقم القومي ورقم التسجيل، للاطلاع على ترتيبهم داخل قائمة الانتظار، والتي يعتمد عليها في أي ترشيحات لاحقة خلال فترة سريانها. وقال م.حاتم نبيل: «إن الاستجابة لطلب المتقدمين بإتاحة ترتيبهم في قائمة الانتظار ليست مجرد تلبية لمطلب مشروع، بل تعكس التزام الجهاز بنهج الشفافية وتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مؤكدا أن كل متقدم اجتاز مراحل المسابقة له الحق في معرفة موقعه بدقة استنادا إلى نتائج موضوعية، خاصة أن هذه القوائم تعد مرجعا أساسيا في تلبية أي احتياجات قد تظهر خلال عام دون الحاجة لإعادة الإعلان أو تكرار الإجراءات». وأضاف أن الشفافية ليست فقط التزاما أخلاقيا بل هي سياسة مؤسسية متكاملة يعمل الجهاز على ترسيخها وتطوير أدواتها، مشيرا إلى أن إتاحة ترتيب قوائم الانتظار يمثل خطوة نوعية تضاف إلى منظومة التحول الرقمي في التوظيف الحكومي، بما يضمن العدالة وتكافؤ الفرص للجميع.

سلام ينقل إلى بري مضمون محادثاته مع ماكرون.. ومصدر: التحذيرات والمخاوف لا يمكن تجاهلها.. لكن لاتزال هناك بقعة ضوء في النفق الطويل
سلام ينقل إلى بري مضمون محادثاته مع ماكرون.. ومصدر: التحذيرات والمخاوف لا يمكن تجاهلها.. لكن لاتزال هناك بقعة ضوء في النفق الطويل

الأنباء

timeمنذ 8 ساعات

  • الأنباء

سلام ينقل إلى بري مضمون محادثاته مع ماكرون.. ومصدر: التحذيرات والمخاوف لا يمكن تجاهلها.. لكن لاتزال هناك بقعة ضوء في النفق الطويل

بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين لم يحجب انشغال البلاد الرسمي والشعبي في نعي الفنان زياد عاصي الرحباني والتحضير لدفنه اليوم الاثنين في بكفيا، الاهتمام برصد ضربة عسكرية إسرائيلية باتت أكثر ترجيحا، كوسيلة ضغط في ملف تسليم السلاح غير الشرعي، والدفع نحو ترتيبات جديدة بين إسرائيل ولبنان تتعدى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر 2024 برعاية أميركية – فرنسية. وبات التكهن في تحديد موعد الضربة والعمل على حصرها، وخصوصا تفادي الدخول في حرب جديدة موسعة. ويأتي ذلك مع تصريحات أخيرة للمبعوث الأميركي توماس باراك تحدث فيها عن موعد أقصاه منتصف أغسطس المقبل كعد تنازلي للبدء بتسليم السلاح ونزعه. توازيا، تزداد المواقف الداخلية من قبل بعض الأفرقاء من النواب والسياسيين المؤيدين لموقف الولايات المتحدة الأميركية المتشدد في موضوع نزع سلاح «حزب الله» وبقية التنظيمات، لجهة حث السلطة اللبنانية الرسمية على تسريع الخطى والخروج من دائرة منح الوقت للتفاوض، وانتظار تعاون قد لا يأتي من جانب «الحزب»، لجهة المبادرة طوعا ورفع المخاطر عن البلاد وتجنيبها ضربات عسكرية تتخطى المدى الجغرافي في الجنوب والبقاع الشمالي. وتحدثت مصادر خاصة بـ«الأنباء» عن «دفع داخلي رسمي على خطين لجهة الانتهاء من مسائل معقدة قبل سبتمبر المقبل، مع ارتفاع الكلام عن ردود ميدانية من قبل الحزب عبر ما يطلق عليه تسمية «الأهالي»، على تحركات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، من بوابة «المقاومة الداخلية»، تفاديا لتأجيج الأمور، مع توقع تحرك عسكري إسرائيلي مكثف قبل سبتمبر». وتعمل السلطات الرسمية في شكل متواصل لتضييق المساحات أمام الرافضين تسريع الخطى في ملف السلاح، توازيا مع العمل على تكريس صورة طبيعية للحياة، وخصوصا من قبل رئاستي الجمهورية والحكومة، عبر نزول الرئيس العماد جوزف عون إلى الشارع والتجول في أحياء شعبية كسن الفيل بساحل المتن الشمالي، والمشاركة في مناسبات دينية في دير مار مارون في عنايا بجبيل، ورئيس الحكومة نواف سلام بحضور افتتاحيات المهرجات الفنية الصيفية (في الأرز شمالا وفي بعلبك بالبقاع). كما يواصل رئيس الجمهورية جولاته الخارجية وخصوصا على الدول العربية، وبينها الجزائر التي يزورها غدا الثلاثاء. وتنشط الاتصالات الرسمية من المسؤولين اللبنانيين في محاولة لاستثمار الصداقات الدولية بمواجهة تسارع التحذيرات من مصادر متعددة من أن لبنان في عين العاصفة. هذه التحذيرات والهواجس كانت موضوع بحث معمق بين الرئيسين نبيه بري ونواف سلام العائد من زيارة خاطفة إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث أجرى محادثات مع الرئيس إيمانويل ماكرون. وقد نقل سلام إلى بري، ما تضمنته المحادثات من مزيج من الدعم والتحذير من أن استمرار الوضع على حاله ليس في صالح لبنان، وأنه من دون اتخاذ خطوات واضحة فإن أصدقاء لبنان لن يستطيعوا تقديم الكثير. وقال مصدر مقرب من مرجع مسؤول لـ «الأنباء»: «التحذيرات والمخاوف لا يمكن تجاهلها.. لكن لاتزال هناك بقعة ضوء في النفق الطويل والمظلم يمكن الاستفادة منها، والسير على هديها للخروج من عنق الزجاجة التي وصلت اليها الاتصالات ومساعي الحل». وأضاف: «الزيارة الثالثة للموفد الأميركي توماس باراك أوصلت الرسالة بالتقسيط، سواء من خلال اللقاءات مع الرؤساء الثلاثة الذين يحملون الرد على المقترحات الأميركية، وبشكل أوضح خلال اللقاءات الموسعة التي شملت عددا كبيرا من الوزراء والنواب ومرجعيات دينية وإعلاميين. وخلاصة الرسالة مفادها أن الإدارة الأميركية الحالية (وفقا لمصادر ديبلوماسية) مختلفة عن الإدارات السابقة ولا تملك سعة الصدر والصبر كما اعتاد المسؤولون اللبنانيون. وهي تريد ردودا سريعة وواضحة». وذكر المصدر «بقرارات العزل التي اتخذتها واشنطن بمواجهة لبنان في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ما أدى إلى انقسام وانهيار لمنظومة الدولة بشكل كامل». وتابع: «يقود رئيس المجلس النيابي المساعي لإقناع «حزب الله» بالسير بالمطالب الدولية، وهو سعى إلى تحقيق خرق لجهة حصول خطوة مقابلة من إسرائيل سواء بالنسبة إلى وقف العدوان أو الانسحاب من المواقع الخمسة المحتلة. الا ان هذا الطرح لا يلقى قبولا من الجهات الدولية، وسط دعوات داخلية لتسليم السلاح كمدخل لتجنب وقوع لبنان تحت وطأة الضغوط الدولية ومخاطر التعرض لحرب جديدة، في وقت صعدت إسرائيل من غاراتها، ولوحت بتصعيد أوسع فيما لو اضطر «حزب الله» للقيام بأي رد، بعدما أصبح يقع تحت وطأة الضغوط من مختلف الجهات المحلية، سواء شعبيا من بيئته التي توقفت عنها تعويضات الأضرار نتيجة شح الأموال، أو لاستمرار العدوان وسقوط القتلى خلال الغارات، وقد تعدى الرقم الـ 200 منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024. ويضاف إلى ذلك غياب أي إشارة حول إعادة إعمار القرى المهدمة التي يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات التدمير والتجريف فيها والعبث بجغرافيته». في أي حال، تقف البلاد بين مفارقات أخطرها الضربات العسكرية الإسرائيلية التي تلامس الحرب الموسعة، وبين حالة إنكار من قبل فئة قليلة من المجتمع، لجهة الإفراط في «حياة السهر والبذخ»، وعرض السيارات الفارهة في مناطق يرتادها الأثرياء في بقع جغرافية معينة ساحلا وجبلا، إضافة إلى يوميات الصيف اللبناني، بحركة كثيفة نهارا وليلا على الطرقات كافة. كما عاد الكلام أكثر إلى الشرائح الشعبية التي تعاني من فواتير الكهرباء في الصيف جراء تشغيل أجهزة التبريد لتفادي موجة الحر التي تضرب البلاد، والتي تتخطى قيمتها رواتب العاملين من الأسرة الواحدة. في يوميات الجنوب، تحدثت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، عن«توغل قوة اسرائيلية معادية في بلدة ‎كفركلا بعد منتصف الليل (السبت – الأحد) ونفذت تفجيرا في أحد أحيائها الشرقية».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store