
نظام الملالي حوّل إيران من دولة عظمى إلى دولة فاشلة!!
كتب عوني الكعكي:
ليس سرّاً، ان إيران في عهد الشاه كانت دولة عظمى في المنطقة، وكانت أميركا تعتبرها خط الدفاع الأول ضد الاتحاد السوڤياتي. كما كان الجيش الايراني من أهم الجيوش، إذ كان رابع جيش في العالم من حيث الأهمية، وكان هذا الجيش مزوّداً بأهم وأحدث الطائرات الحربية الاميركية مثل F-4 (الفانتوم) و F-5.
عندما عيّـن آية الله الخميني الذي كان مختبئاً في النجف، خوفاً من الشاه، كانت خطة هنري كيسينجر أن يحضّره كي يتسلم الحكم بدلاً من الشاه الذي رفض أوامر كيسينجر بشن حرب على العراق.
وعلى الصعيد الاقتصادي، كان في إيران مصنع سيارات لشركة رينو يُصنّع سنوياً مليون سيارة، ومصنع لشركة بيجو يُصنْع سنوياً مليون سيارة أيضاً، والنوعان من ابتكار فرنسي.
وعندما تسلم آية الله الخميني الحكم رفع شعار التشييع، وكان صاحب نظرية ان العالم الاسلامي الذي يعد ملياراً وخمسماية ألف مسلم سنّي يجب أن يتحوّل الى شيعة.
لذلك، شنّ حرباً على العراق تحت نظرية التشييع كلفت 1000 مليار دولار خسائر عسكرية ومليون شهيد في إيران، وكذلك 1000 مليار دولار خسائر عسكرية ومليون شهيد عراقي.
عندما أُجبر الخميني على توقيع معاهدة سلام قال: 'هذا كأس السم الذي أتجرّعه'. ومنذ مجيئه الى الحكم بدأ هذا النظام 'الملالي' بتدمير إيران أولاً تحت نظرية 'الموت لإسرائيل وتحرير القدس'. وبدأ بتشكيل حزب الله اللبناني عام 1983 إثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 الذي وصل الى بيروت. ومن خلال دعم الحزب عسكرياً ومالياً استطاع تحقيق إنجاز تاريخي ضد إسرائيل حيث أُجبرت إسرائيل عام 2000 على الانسحاب من لبنان. وكانت هذه المرّة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل الانسحاب من أراضٍ عربية احتلتها من دون قيد ولا شروط مسبقة.
كان همّ نظام الملالي الوحيد، كما ذكرت، مشروع التشييع. ومن أجل ذلك بدأ النظام بدعم وإنشاء حزب الله في لبنان، كذلك دعم النظام السوري.. ولكن هذا الدعم كان مدروساً لأنّ الرئيس حافظ الأسد كان يمسك العصا من منتصفها، أي مع إيران ومع أميركا في الوقت نفسه، لأنه كان يعرف جيداً انه لا يستطيع أن يغضب الاميركيين لأنّ ذلك يكلفه زوال حكمه.
المصيبة الكبرى كانت عندما تسلم الرئيس الغبي بشار الأسد الحكم، حيث كانت سوريا تعيش في أفضل أحوالها الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، ويكفي ان سوريا عندما تركها حافظ الأسد لم يكن عليها أي دولار ديناً، كذلك كان في البنك المركزي السوري 50 مليار دولار أميركي.
الغلطة الكبرى بدأت بالمفاعل النووي الذي كلّف 6 مليارات دفعها نظام الملالي، وكان الرئيس حافظ الأسد رفضها عام 1998… لكنّ بشار قبلها.
وهكذا أصبح الحكم السوري تحت سيطرة كاملة لإيران. ويكفي الصورة التي لا يمكن أن ننساها: صورة الرئيس الهارب بشار الأسد ومعه القائد حسن نصرالله والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.
أيام الشاه كان الدولار يعادل 37 تومان (العملة الايرانية)، وبفضل فشل نظام الملالي أصبح الدولار يساوي مليونا مايتين ألف تومان.
كذلك بسب فشل النظام الاقتصادي اضطرت الحكومة أن تعطي كل مواطن 20 يورو شهرياً، وذلك لـ40 مليون مواطن، وهذا دليل على فشل الحكم اقتصادياً.
اما الأهم من ذلك كله، فلا بدّ من أن نلقي الضوء كيف كانت المليارات من الدولارات يصرفها النظام على عملائه وتذهب هدراً.
خسائر الملالي بالأرقام:
ذكر برلماني إيراني سابق رقم 30 مليار دولار دفعها الملالي لبشار كوسائل اعتماد ولبسط النفوذ الايراني في سوريا. يضاف إليها إنفاق 'حرس' الملالي السرّي.
تقارير سرّية تفيد ان الهدر الذي قامت به إيران بأكثر من 150 مليار دولار، تحمّلت الخزينة الايرانية منها 76 ملياراً، يُضاف إليها نحو 50 ملياراً مشاريع واستثمارات، والباقي من إنفاق 'الحرس' من خارج مالية الدولة.
وفي تقرير دولي نُشر أخيراً تُظهر الجردة التالية:
– قاعدة في دير الزور 250 مليون دولار.
– مركز اللاذقية اللوجستي 180 مليون دولار.
– قاعدة T4 الجوّية في حمص 400 مليون دولار.
– 7 قواعد جوّية و14 مخزن مقذوفات و22 مركز قيادة وسيطرة ونحو 85 كيلومتراً من الأنفاق، مجموع هدرها يتخطى 35 مليار دولار.
– الإنفاق على المشاريع الاقتصادية لم يكن أقل، فمناجم الفوسفات 125 مليون دولار، ومشروع النفط في القطعة 21 في حمص، والحقل 121 في البوكمال 300 مليون دولار.
– ميناء طرطوس 1.2 مليار دولار.
– خط الغاز من إيران الى المتوسط توقف وضاعت أمواله تُضاف إليها أموال 'مقر خاتم الأنبياء' وهو الذراع المالية لحرس الملالي ولا يحق لأي شخص معرفتها باستثناء خامنئي، منها محطة كهرباء حمص، ومدن سكنية في حلب، قُدّرت كلفتها بأكثر من 1.5 مليار دولار.
– شبكة طرق بين حمص ودمشق 500 مليون دولار.
– استثمارات في العتبات الدينية 2 مليار دولار، منها قصر ضيافة السيدة زينب وحده 35 مليون دولار. فضلاً عن الخسائر الاقتصادية نتيجة سقوط سوريا.
لم يذهب ذلك كله هدراً وحسب، بل تحضّر السلطات السورية الجديدة بعد هرب بشار ملفاً لمقاضاة الملالي بغرامات تبلغ 300 مليار دولار، تعويضاً عن الأضرار التي ألحقها الملالي بسوريا.
كل ذلك فيما دخل المواطن الايراني عام 2024 أقل بـ11 ضعفاً من دخل المواطن الاسرائيلي.
كلمة أخيرة لا بدّ من قولها: إنّ حزب الله كلّف إيران حوالى 70 مليار دولار ثمن أسلحة ورواتب، وهذا باعتراف القائد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله حين قال: 'إنّ أكلنا وشربنا ورواتبنا وأسلحتنا وطبابتنا كلها من الجمهورية الاسلامية في إيران…'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صيدا أون لاين
منذ 30 دقائق
- صيدا أون لاين
"الضغط يزيد"...أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير
يجري الاستعداد لبنانياً لزيارة مرتقبة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الاسبوع المقبل. وكشفت مصادر سياسية بارزة ل" الاخبار" عن رسائل أميركية وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين تشير إلى أن «أورتاغوس تحمِل معها لائحة شروط تتجاوز اللجان الدبلوماسية الثلاث»، وأنها «ستنقل موقفاً متشدّداً من إدارتها بأن على لبنان أن يبدأ التفكير جدياً في عملية انضمامه إلى اتفاقيات السلام كشرط للانسحاب الإسرائيلي والوقف الكامل لإطلاق النار». وقالت المصادر، إن المبعوثة الأميركية «تهتمّ للبند المتعلّق بالفلسطينيين في لبنان، سواء لجهة نزع سلاحهم كما يحصل في سوريا، أو لجهة دفع السلطات اللبنانية إلى التخلي عن فكرة التعامل معهم كلاجئين والدفع إلى توطينهم على مراحل». إضافة إلى ذلك، فإن أورتاغوس تريد مناقشة سبل إيجاد «حل شامل بين لبنان وإسرائيل، وأن لا يكون البحث محصوراً في ملف الحدود»، مشيرة إلى أن «الضغط على لبنان سيزداد في الأسابيع والأشهر المقبلة، وقد تبلّغ رئيس الجمهورية بهذه الأجواء، وهو ما دفعه إلى القول من مصر إننا أمام تحدّي السلام لكل منطقتِنا ونحن جاهزون له»، قبل أن يعود إلى رفع السقف بموضوع السلاح بقوله إن «لا خيار أمام حزب الله إلا القبول بمفهوم الدولة، ومن حقّه المشاركة السياسية لكنّ السلاح بيد الدولة». وكانت اورتاغوس اطلقت مواقف جديدة من الوضع في لبنان، فاعتبرت أن لبنان لا يزال أمامه "الكثير" ليفعله من أجل نزع سلاح "حزب الله" في أعقاب اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل. وأشارت أورتاغوس في ردّها على سؤال بشأن نزع سلاح "حزب الله" خلال منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، إلى أن المسؤولين في لبنان "أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية". وأضافت، "لكن لا يزال أمامهم الكثير". وشدّدت على أن الولايات المتحدة الأميركية دعت إلى نزع السلاح الكامل لحزب الله وأن هذا لا يعني في جنوب الليطاني فقط بل في أنحاء البلاد كافة، داعية القيادة اللبنانية إلى اتخاذ قرار في هذا الشان. وكتبت" الديار": بعيد زيارة موفد بريطاني، بيروت، منذ ايام، بعيدا عن الاعلام ولقائه عددا من المسؤولين للوقوف على راي الدولة اللبنانية من مسالة التجديد لقوات الطوارئ الدولية، في ظل القلق الدولي المتصاعد من «الاعتداءات» التي تتعرض لها دورياتها بشكل شبه يومي، كشفت مصادر دبلوماسية، ان تل ابيب تخوض «حربا» في واشنطن عنوانها «تعديل تركيبة اليونيفيل وتعديل قواعد الاشتباك» ، مستفيدة من قرار عصر النفقات التي اتخذته الامم المتحدة، بعد وقف الادارة الجمهورية تمويلها للمنظمة الدولية، مبدية مخاوفها من ان يملء الوقت الفاصل عن اول ايلول، مزيدا من الاشكالات جنوبا والتي يمكن ان تتطور بشكل اكبر، دون اغفال احتمال التصعيد الاسرائيلي سياسيا وميدانيا وعسكريا، في حال فشلها في تمرير التعديلات التي تريدها


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
ترامب يكشف عن خططه لنظام 'القبة الذهبية' الدفاعي الصاروخي
Reuters أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اختيار بلاده تصميماً لنظام الدفاع الصاروخي المستقبلي 'القبة الذهبية'، لافتاً إلى أن النظام سيدخل الخدمة نهاية ولايته. وبعد أيام قليلة من عودته كرئيس إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، كشف ترامب عن نواياه بشأن النظام، الذي يهدف إلى مواجهة 'الجيل القادم' من التهديدات الجوية للولايات المتحدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. وخصصت الولايات المتحدة مبلغاً أولياً قدره 25 مليار دولار للمشروع ضمن قانون الميزانية الجديد – على الرغم من أن الحكومة قدّرت أن التكلفة ستتجاوز ذلك بكثير على مدى عقود. ويحذر المسؤولون من أن الأنظمة الحالية لم تواكب الأسلحة التي يمتلكها الخصوم المحتملون وتتطور بشكل كبير. كما أعلن الرئيس ترامب أن الجنرال مايكل غيتلين، القائد في قوة الفضاء، سيشرف على المشروع. ويشغل الجنرال غيتلين حالياً منصب نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء. وكان ترامب أمر وزارة الدفاع، بعد سبعة أيام من توليه منصب الرئيس للمرة الثانية، بتقديم خطط لنظام ردع ودفاع ضد الهجمات الجوية، التي وصفها البيت الأبيض بأنها لا تزال 'التهديد الأكثر كارثية' الذي تواجهه الولايات المتحدة. وفي حديثه في المكتب البيضاوي الثلاثاء، قال ترامب إن النظام سيتألف من تقنيات 'الجيل القادم' عبر البر والبحر والفضاء، بما في ذلك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية فضائية. وأضاف أن كندا طلبت الانضمام إلى النظام. وخلال زيارة لواشنطن في وقت سابق من هذا العام، أقر وزير الدفاع الكندي آنذاك، بيل بلير، باهتمام كندا بالمشاركة في مشروع القبة، معتبراً أنه 'منطقي' ويصب في 'المصلحة الوطنية' للبلاد. وأضاف بلير أن 'على كندا أن تعرف ما يجري في المنطقة' وأن تكون على دراية بالتهديدات القادمة، بما في ذلك القطب الشمالي. وأضاف ترامب أن النظام سيكون 'قادراً حتى على اعتراض الصواريخ التي تُطلق من الجانب الآخر من العالم، أو تُطلق من الفضاء'. 'الأكبر في التاريخ'، الولايات المتحدة والسعودية توقعان صفقة أسلحة ضخمة ماذا حدث للأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان، التي يسعى ترامب لاستردادها؟ واستُوحي هذا النظام جزئياً من نظام القبة الحديدية الإسرائيلية، الذي يُستخدم لاعتراض الصواريخ والقذائف منذ عام 2011. ومع ذلك، ستكون القبة الذهبية أكبر بكثير، ومُصممة لمواجهة مجموعة أوسع من التهديدات، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على التحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأنظمة القصف المداري الجزئي – المعروفة أيضاً باسم 'فوبز- Fobs'، وتقدر على إطلاق رؤوس حربية من الفضاء. وقال ترامب 'ستُسقط جميع هذه الصواريخ في الجو قبل أن تصل'. لافتاً إلى أن 'نسبة نجاح النظام قريبة جداً من 100 في المئة'. وكان مسؤولون أمريكيون صرحوا سابقاً بأن القبة الذهبية تهدف إلى تمكين الولايات المتحدة من إيقاف الصواريخ في مراحل مختلفة من إطلاقها، بما في ذلك قبل إطلاقها وأثناء وجودها في الجو. وأكد مسؤولو دفاع أمريكيون أن الجوانب المتعددة للنظام ستكون تحت قيادة مركزية واحدة. وصرح ترامب، الثلاثاء، بأن البرنامج سيتطلب استثماراً أولياً يقدّر بـ 25 مليار دولار، بتكلفة إجمالية تبلغ 175 مليار دولار على المدى الطويل. وحُدد المبلغ الأولي البالغ 25 مليار دولار ضمن مشروع قانونه الضريبي، الذي لم يُقر بعد. ومع ذلك، قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس أن الحكومة قد تنفق في نهاية المطاف مبلغاً أكبر، يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عاماً، على الأجزاء الفضائية من النظام وحده. ولطالما حذّر مسؤولو البنتاغون من أن الأنظمة الحالية لا تواكب تكنولوجيا الصواريخ الجديدة التي تُصمّمها روسيا والصين. وقال ترامب في المكتب البيضاوي، الثلاثاء، 'في الواقع، لا يوجد نظام حالي. لدينا مجالات مُحدّدة للصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي مُحدّدة، ولكن لا يوجد نظام. لم يسبق أن وُجد شيء كهذا'. وأشارت وثيقة إحاطية أصدرتها وكالة استخبارات الدفاع مؤخراً إلى أن التهديدات الصاروخية 'ستتوسّع في نطاقها وتعقيدها'، إذ تصمم الصين وروسيا بشكل نشط أنظمةً 'لاستغلال الثغرات' في الدفاعات الأمريكية. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


MTV
منذ ساعة واحدة
- MTV
21 May 2025 06:47 AM زيارة عباس إلى بيروت: هل يُطوى ملف السلاح؟
يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام. تأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، وسط تسارع في إعادة رسم المشهد الإقليمي، وتزايد الضغط اللبناني الرسمي لضبط السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، في ظل القرار الثابت بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. السلاح الفلسطيني يتصدر المشهد الأمني وبعد أحداث أمنية عدّة كان آخرها عملية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستعمرات الإسرائيلية اتُّهمت بها عناصر في «حماس»، عاد ملف السلاح الفلسطيني إلى صدارة الاهتمامات الأمنية في لبنان، ووجهت الحكومة تحذيراً لحركة «حماس»، بناء على توصية مجلس الدفاع الأعلى، من استخدام الأراضي اللبنانية في عمليات عسكرية ضد إسرائيل. هذا التحذير ترافق مع قرار حكومي حاسم يقضي بتسليم سلاح «حزب الله» أو وضعه تحت إمرة الجيش اللبناني، ما فتح الباب أمام استكمال معالجة ملف السلاح غير الشرعي في البلاد، وفي مقدمتها السلاح الفلسطيني. في هذا السياق، أكد مصدر وزاري لبناني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن «ملف السلاح الفلسطيني، سواء داخل المخيمات أو خارجها، عاد ليكون من أبرز الملفات الأمنية التي تحتاج إلى معالجة جدية وهادئة في الوقت نفسه، بعيداً عن التشنج أو المزايدات». وأشار المصدر إلى أن «مرجعية الدولة اللبنانية في هذا الشأن واضحة ولا تقبل التأويل، وهناك التزام فلسطيني متكرر، سواء من الرئيس محمود عباس شخصياً أو من قيادات بارزة، بضبط السلاح وعدم استخدامه إلا للدفاع عن القضية الفلسطينية مع احترام كامل للسيادة اللبنانية». غير أن المصدر لفت إلى أن «الإشكالية الكبرى تكمن في غياب آلية تنفيذية واضحة لهذا الالتزام، خاصة في ظل تعدد المرجعيات الفلسطينية داخل لبنان، ووجود فصائل لا تخضع مباشرة لسلطة الرئيس عباس، وبعضها مرتبط بأجندات إقليمية تثير قلق لبنان». وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال سرحان سرحان، وهو عضو في القيادة السياسية ومنظمة التحرير الفلسطينية: «لم يُطرح ملف سلاح المخيمات بشكل رسمي حتى الآن في اجتماعات لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، ولكن إذا طُرح خلال لقاءات الرئيس مع المسؤولين اللبنانيين، فسيكون جزءاً من حوار شامل». وأكد أن «سلاح منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان منضبط مائة في المائة، ويخدم أمن واستقرار المخيمات فقط، ولدينا مؤسسات تعمل داخل كل المخيمات لتحقيق الأمن الاجتماعي والسياسي». وشدد على رفض وصف المخيمات بأنها «جزر أمنية خارجة عن القانون»، مؤكداً أن «ما يصيب لبنان يصيبنا، ونعمل تحت سقف القانون اللبناني وبما يتفق عليه اللبنانيون». وأشار سرحان إلى أن «نزع السلاح بالقوة قد يفتح باب مشاكل أمنية واجتماعية، لكننا نؤيد ضبط السلاح بالتنسيق مع الدولة اللبنانية، وهناك تنسيق دائم بين منظمة التحرير والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية لمنع توسع الاشتباكات أو امتدادها إلى مناطق أخرى». وختم بالقول: «نعمل بكل جدية على تثبيت الأمن داخل المخيمات وضبط أي سلاح متفلّت خارج الأطر الرسمية، ونعتبر أن استقرار لبنان مصلحة فلسطينية بامتياز». تعقيدات ملف «فتح» والفصائل الفلسطينية وتجري حالياً اتصالات مغلقة بين الجانب اللبناني وقيادات فلسطينية مسؤولة، بحسب ما تشير مصادر فلسطينية مطلعة على الملف لـ«الشرق الأوسط»، وذلك سعياً لصياغة تفاهم يهدف إلى نزع السلاح من خارج المخيمات وضبطه داخلها، إلى جانب التشدد الكامل تجاه أي إطلاق صواريخ أو تحركات مسلحة خارجة عن السيطرة. ومع ذلك، فإن مشاركة السلطة الفلسطينية، وتحديداً حركة «فتح»، في صياغة هذه الخطة، تثير تحفظات، بحسب المصادر، من بعض الفصائل الفلسطينية «التي تتبنى مواقف سياسية وآيديولوجية مختلفة، لا سيما في ظل غياب مظلة وطنية فلسطينية موحدة داخل لبنان». من هنا، تلفت المصادر إلى «أن المفاوضات مع المجموعات الإسلامية الجهادية المنتشرة في بعض المخيمات تبدو محدودة التأثير، حيث ترفض هذه الفصائل تسليم سلاحها ما لم تُقدَّم لها ضمانات واضحة بشأن مصير أعضائها المطلوبين، بحيث ترى هذه المجموعات أن أي خطة لنزع السلاح من دون تسوية شاملة هي محاولة لإضعافها وإقصائها قسراً». مع العلم أنه وقبل ساعات من زيارة عباس إلى بيروت اندلعت اشتباكات عنيفة، مساء الاثنين، داخل مخيم شاتيلا في بيروت بين مجموعات محلية مرتبطة بتجارة المخدرات، أسفرت عن سقوط قتيلين وجريحين، بحسب وسائل إعلام لبنانية.