
"تورا بورا" فشل أميركي لا يغتفر... فهل يتكرر مع "فوردو"؟
حتى هذه اللحظة فإن مصير "اليورانيوم" عالي التخصيب الذي كانت منشأة فوردو النووية الحصينة تضمه قبل استهدافها بالغارات الأميركية الفتاكة غير معروف، بل إن الشك طاول حتى صلاحية مرافق التخصيب الواقعة تحت سلسلة جبال "قم" المحروسة بهالات القداسة والاحتياطات العسكرية لدى الإيرانيين، حين دفنوا سرهم الثمين هناك قبل 14 عاماً، بعيداً من أعين مستهدفيه اليوم، قبل أن ينكشف الستار لاحقاً.
ففي مشهد يستعيد ذكريات أحداث مرّ عليها أكثر من عقدين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن القاذفات الإستراتيجية الأميركية أبادت منشأة فوردو النووية الإيرانية، مدعياً أن البرنامج النووي الإيراني قد "انتهى إلى الأبد".
لكن هذا الإعلان الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، استدعى إلى الأذهان درساً قديماً من تورا بورا، حيث فشلت القوة الجوية وحدها في تحقيق النصر الحاسم، ففي عام 2001 شنت الولايات المتحدة هجمات جوية مكثفة على كهوف تورا بورا في جبال أفغانستان بعد التأكد من احتماء أسامة بن لادن بحصونها، وعلى رغم إسقاط آلاف الأطنان من القنابل فقد تمكن بن لادن من الفرار، في واحدة من أبرز الهفوات العسكرية في "الحرب على الإرهاب"، ووثق تقرير لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي هذا الفشل واصفاً إياه بـ "فرصة ضائعة" كان يمكن أن تغير مسار التاريخ، وأكد ضباط من وحدة "دلتا فورس" لاحقاً أن غياب التنسيق البري والدعم الاستخباراتي جعل القصف الجوي غير كاف مهما بلغت دقته.
الاحتماء بالجغرافيا من أفغانستان إلى إيران
اليوم تعود منشأة فوردو المحصنة بعمق داخل جبال قم لتكون محور الجدل، فمع الإعلان عن استخدام قنابل خارقة للتحصينات، أثارت تقارير إعلامية أميركية تساؤلات حول الضرر الفعلي الذي لحق بالمنشأة، فصحيفة "نيويورك تايمز" وصفت العملية بأنها "محاولة جريئة ولكنها غير مضمونة النتائج"، مشيرة إلى أن "فوردو" صممت لتتحمل مثل هذه الهجمات بفضل موقعها الجغرافي المحصن، وبدورها ذكرت "واشنطن بوست" في إحدى تقاريرها أن المخابرات الأميركية لم تؤكد بعد تدمير البنية التحتية الحيوية للمنشأة، مما يعزز الشكوك حول تصريحات ترمب بأن البرنامج النووي الإيراني قد انتهى.
وفي سياق متصل لم تبلغ "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" عن أي تسرب إشعاعي عقب الهجوم، مما يشير وفقاً لمحللين إلى أن إيران ربما أخلت المنشأة أو حيدت معداتها الحساسة تحسباً للضربة، كما أن غياب صور أقمار اصطناعية واضحة تظهر دماراً شاملاً، كما نقلت "بلومبيرغ"، يعزز التشكيك في فعالية العملية، وقد أشار المحلل العسكري ديفيد أكس في مقالة له بمجلة "فورين أفيرز"، إلى أن "الضربات الجوية وحدها نادراً ما تنهي برامج نووية، بخاصة عندما تكون مدعومة بإرادة سياسية قوية".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تقرير موسع لـ "نيويورك تايمز" حول هذه الجزئية، يتضح أن الغموض لا يزال يكتنف مصير البرنامج النووي الإيراني بعد يوم واحد فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الضربات الجوية "دمرت بالكامل" قدرة إيران النووية، لكن مسؤولين كباراً، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، أقروا بأن مصير مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال غير معروف بدقة.
وأشار فانس إلى أن إيران تملك كمية تكفي لصنع تسع إلى 10 قنابل نووية، لكنها فقدت، بحسب التقدير الأميركي، المعدات اللازمة لتحويل هذا الوقود إلى أسلحة فعالة، مضيفاً أن هذا الملف سيكون محور نقاشات مستقبلية مع إيران على رغم أنها رفضت استئناف المحادثات، متهمة واشنطن باستخدام الحوار كغطاء للتحضير للهجوم.
من جهتها تجنبت وزارة الدفاع الأميركية تبني خطاب ترمب التصعيدي واكتفت بالقول إن الضربات على ثلاث منشآت نووية، بينها "فوردو" المدفونة تحت الجبل، "ألحقت أضراراً بالغة"، لكنها لم تنه قدرات إيران بصورة نهائية، وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية ثقوباً عميقة أحدثتها قنابل خارقة، لكن إسرائيل قدرت أن الموقع لم يدمر بالكامل.
هرب بن لادن في مقابل اختفاء اليورانيوم
المفاجأة الأبرز، بحسب مصادر إسرائيلية، أن إيران نقلت بالفعل قبيل الهجوم نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة من "فوردو" إلى منشأة أكثر أماناً قرب أصفهان، وهو ما أكده مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وهذا المخزون الذي يمكن تخزينه في حاويات صغيرة داخل 10 سيارات، لا يزال يعد إحدى أوراق إيران النووية الأهم في أية مفاوضات مقبلة، مما يعني أن درس "تورا بورا" لا يزال حاضراً، فالقنابل مهما كانت فتاكة قد تهدم الجدران والقلاع الحصينة، لكنها لا تبلغ في كثير من الأحيان درجة اليقين التي ينشدها السياسيون، ففي عالم تعتمد فيه القدرات النووية على التخصيب، تبقى المنشآت أهدافاً مادية، لكن المشروع النووي الإيراني أعمق من أن يطوى تحت الأنقاض، بحسب الإيرانيين.
ومع تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران يرى مراقبون، كما نقلت "سي إن إن"، أن العملية قد تكون جزءاً من حرب نفسية تهدف إلى الضغط على إيران أكثر من كونها ضربة حاسمة، غير أن الإصرار الإسرائيلي على حسم ملف "فوردو" قد يجعل فرص نجاح العملية، على رغم التعقيدات الجغرافية، أفضل من نظيرتها في تورا بورا التي أفضت إلى انتكاسة في ملف محاربة الإرهاب حينها، ودفعت التنظيم الدموي إلى إعلان المواجهة بشراسة أكبر في مدريد ولندن وكثير من المواقع بعد نجاة قادته من موت محقق، في حين صار فشل الجيش الأميركي في تلك المهمة مثار انتقاد لا يغتفر تروى قصصه حتى اليوم، ومن ذلك ما صوره الفيلم الوثائقي "مطاردة أميركية" الذي يعرض هذه الأيام على "نتفليكس" حول شهادات المسؤولين عن مطاردة بن لادن بعد الـ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، إذ قدم مسؤولون من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية والـ "بنتاغون" تفاصيل دقيقة حول مطاردة رأس الإرهاب في جبال تورا بورا حينئذ، مع التركيز على التحديات والإخفاقات التي واجهتهم خلال تلك العملية.
وأعرب مدير مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) كوفر بلادك، عن غضبه من قرار وزارة الدفاع، وتحديداً وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، عدم إرسال دعم عسكري كاف لعملاء "سي آي أي" في تورا بورا، ووفقاً لبلاك فقد كان بن لادن في مرمى البصر، لكن الافتقار إلى الدعم العسكري بسبب السياسات الداخلية سمح له بالهرب.
قاذفات الشبح التي نفذت الغارات على "فوردو" وهي تحلق فوق قاعدتها الأميركية (رويترز)
ويصف المستشار في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض وقت العملية، ريتشارد كلارك، المعركة بأنها شكلت "حالاً من الإهمال العسكري"، مؤكداً أن الجيش الأميركي كان لديه الوقت والموارد والمعلومات الكافية للقبض على بن لادن، لكن القادة العسكريين، بما في ذلك الجنرال تومي فرانكس، قرروا عدم تخصيص قوات كافية لأنهم لم يروا في ذلك جزءاً من مهمتهم، معرباً عن استيائه من عدم استخدام مشاة البحرية المتمركزين في قندهار والذين كانوا على مقربة من المنطقة.
"كانت درساً قاسياً"
وفي هذا الصدد لفت قائد العمليات الخاصة الذي أشرف على غارة "أبوت آباد" الأدميرال ويليام ماكريفن إلى أن الدروس المستفادة من تورا بورا هي التي أثرت في التخطيط لعمليات لاحقة، مؤكداً أن نقص القوات البرية في تورا بورا أبرز الحاجة إلى تنسيق أفضل بين العمليات الجوية والبرية، وهو ما جرى تطبيقه بنجاح في غارة أبوت آباد عام 2011 والتي انتهت بمقتل بن لادن، في وقت أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية في حينه، ليون بانيتا، أن تورا بورا كانت درساً قاسياً دفع "سي آي أي" إلى تعزيز قدراتها.
التحديات اللوجستية والاستخباراتية ليست هامشية هي الأخرى، إذ أشار المسؤولون إلى أن التحديات الجغرافية في تورا بورا، مع تضاريسها الجبلية المعقدة وشبكة الأنفاق المحصنة، جعلت من الصعب تحديد موقع بن لادن بدقة، كما أن المعلومات الاستخباراتية كانت غير كاملة مما أعاق التخطيط الفعال، وذكر أحد المسؤولين السابقين في "سي آي أي" أن "الثقة المفرطة" في القوة الجوية، مثل استخدام القنابل الثقيلة، لم تأخذ في الاعتبار قدرة بن لادن على التنقل بسرعة عبر الطرق الجبلية.
فوردو... قلعة نووية إيرانية محصنة في باطن الجبل، ماذا نعرف عنها بعد الضربة الأميركية؟#نكمن_في_التفاصيل pic.twitter.com/Vty8NpfIIC — اندبندنت عربية الآن (@indya_now) June 22, 2025
وكان نائب مدينة قم في البرلمان الإيراني أفاد أن المنشأة تحت الأرض لم تتعرض لأي أضرار، وأن حجم الخسائر ليس كما يروج له ترمب، فيما قال مستشار رئيس مجلس النواب الإيراني مهدي محمدي "كانت إيران تنتظر الهجوم على فوردو ليلاً"، مشيراً إلى أنه جرى إخلاء الموقع منذ فترة طويلة ولم يتعرض لأي أضرار لا يمكن إصلاحها جراء الهجوم، بينما أشار مستشار في البرلمان الإيراني إلى أن "هناك أمران مؤكدان: أولاً أن المعرفة لا تُقهر، وثانياً أن المقامر سيخسر هذه المرة"، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الإيرانية.
كل ذلك يعيدنا إلى المشهد اليوم، فهل هرب اليورانيوم المخصب من قبضة أميركا في "فوردو" كما هرب منها بن لادن قبل عقدين؟
هذا ما يخشاه الجميع، ولا سيما الأميركيون والإسرائيليون، وهو ما يمني به الإيرانيون أنفسهم وهم يرون في البرنامج النووي بوجه عام رمزاً للكرامة والاستقلال، لكن العودة لاستهداف القلعة الحصينة من جانب إسرائيل يشير إلى تضاؤل فرص نجاة المشروع جله أو كله، وهذا ما جعل الكاتب الأميركي توماس فريدمان المناهض لسياسات نتنياهو يعود للتأكيد على أن "إسرائيل مصممة على تجريد إيران من جميع قدراتها على صنع القنابل النووية، بما في ذلك منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة في أعماق جبل قم"، والسؤال بحسب تقديره هو كيف سيفعلون ذلك؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
ترمب: مبروك للعالم حان وقت السلام
في تصريح جديد عبر منصته 'تروث سوشيال'، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تفاؤله بإمكانية دخول المنطقة مرحلة سلام بعد التطورات العسكرية الأخيرة، مشيدًا بدور القيادة القطرية في تهدئة الأوضاع، ومؤكدًا أن الرد الإيراني على الضربات الأميركية لم يُسفر عن خسائر بشرية. وقال ترمب: 'أتوجّه بالشكر إلى الأمير المحترم لدولة قطر على كل ما فعله من أجل السعي لتحقيق السلام في المنطقة'، مؤكدًا أن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الأميركية في قطر لم يسفر عن أي إصابات بين الأميركيين أو القطريين، وهو ما اعتبره تطورًا إيجابيًا ومهمًا. وأضاف الرئيس الأميركي أن إيران ردّت بشكل 'ضعيف ومتوقّع' على تدمير منشآتها النووية نهاية الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة اعترضت 13 من أصل 14 صاروخًا، بينما تُرك أحدها 'ليمرّ' لأنه لم يشكّل أي تهديد. وأكد ترمب أن الخسائر كانت محدودة جدًا، لافتًا إلى أن الإيرانيين قد أفرغوا ما لديهم من ردود فعل، ما يمهد لفرصة واقعية لوقف التصعيد، وقال: 'أشكر إيران على إخطارها المبكر، الذي سمح لنا بتفادي الخسائر. ربما آن الأوان لإيران أن تسلك طريق السلام والوئام، وسأحثّ إسرائيل بحماسة على أن تفعل الشيء نفسه'. وختم ترمب رسالته بالقول: 'مبروك أيها العالم.. لقد حان وقت السلام!'.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
هل يُعقِّد الاستهداف الأمريكي مهمة مراقبة «النووي الإيراني»؟
رغم وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عملية استهداف 3 منشآت نووية إيرانية بـ«الناجحة»، مؤكداً أنها أسفرت عن «دمار هائل»، فإن مراقبين يرون أنها أسفرت عن تحديات جديدة تتعلق بمدى القدرة على تقييم ما تبقى من البرنامج النووي. وفيما لا يزال مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران يعملون على تقدير حجم الأضرار، نقلت وكالة «بلومبيرغ» عن ثلاثة مصادر مطّلعة على البرنامج النووي، أن الضربات الأمريكية زادت من صعوبة تتبّع مسارات اليورانيوم وضمان عدم سعي طهران لتطوير سلاح نووي. ولفتت المصادر إلى أن مثل هذه العمليات العسكرية قد تنجح في تدمير المنشآت النووية المعلنة، إلا أنها قد تمنح إيران «مبرراً لنقل أنشطتها النووية إلى مواقع تحت الأرض، بعيداً عن أعين الرقابة الدولية». وأظهرت صور الأقمار الصناعية لموقع فوردو، ووزعتها شركة «ماكسار تكنولوجيز» حفراً جديدة، ومداخل أنفاق محتملة منهارة، وثقوباً على قمة سلسلة جبلية. وحسب الصور، فإن أحد مباني الدعم الكبيرة في موقع فوردو لا يزال سليماً، والذي قد يستخدمه المشغلون للتحكم في التهوية لقاعات التخصيب تحت الأرض. ولم تكن هناك أي تسربات إشعاعية من الموقع، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي منشأة نطنز، أظهرت الصور حفرة جديدة بقطر حوالى 5.5 متر (18 قدماً)، وقالت «ماكسار» في بيان إن الحفرة الجديدة كانت مرئية في التراب مباشرة فوق جزء من منشأة التخصيب تحت الأرض. وحسب الوكالة، فإن الصورة لا تقدم دليلاً قاطعاً على أن الهجوم اخترق الموقع تحت الأرض المدفون على عمق 40 متراً ومعزز بغطاء خرساني وفولاذي سميك يبلغ سمكه 8 أمتار. وقالت الباحثة في المعهد الملكي للخدمات المتحد ومقره لندن داريا دولزيكوفا: «هناك احتمال ضئيل بأن دخول الولايات المتحدة الحرب سيقنع إيران بزيادة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ورأت أن «السيناريو الأكثر ترجيحاً.. هو بناء إيران لمنشآت أعمق وغير معلنة، لتجنب استهداف مماثل في المستقبل». ويعتقد الرئيس السابق لسياسة التحقق النووي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية طارق رؤوف، أن القصف الأخير يُعقّد الآن تتبع اليورانيوم الإيراني بشكل أكبر. وقال: «سيكون من الصعب جداً الآن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنشاء ميزان مادي لما يقرب من 9 آلاف كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، خصوصاً ما يقرب من 410 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%». من جانبه، قال مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي شمخاني، «حتى مع افتراض التدمير الكامل للمواقع النووية، فإن اللعبة لم تنتهِ بعد»، لافتاً إلى أن «المواد المخصبة لا تزال سليمة». أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
البرلمان الإيراني يوافق مبدئياً على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني إبراهيم رضائي اليوم (الإثنين) أن اللجنة وافقت على الخطوط العريضة لمشروع قانون يهدف إلى التعليق الكامل لتعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء الإيرانية عن رضائي قوله إنه بموجب مشروع القانون، سيتم تعليق أعمال تركيب كاميرات المراقبة والسماح بعمليات التفتيش وتقديم التقارير إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية، موضحاً أنه يتعين على البرلمان الموافقة على المشروع في جلسة عامة لإقراره. وكان التلفزيون الإيراني قد أوضح أن منشأة فوردو النووية تعرضت للهجوم مجدداً، اليوم، دون تقديم أي تفاصيل بشأن الأضرار، فيما ذكر المتحدث باسم مركز إدارة الأزمات في منطقة قم لوكالة «تسنيم» أن منشأة فوردو النووية تعرضت لهجوم إسرائيلي جديد. وأوضح مصدر أمني لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجيش استهدف الطريق المؤدي إلى منشأة فوردو النووية وليست المنشأة نفسها. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، قد قال اليوم، إن القصف الأمريكي ربما ألحق أضراراً «جسيمة» بأجزاء من منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، المقامة في عمق جبل، غير أنه ليس بوسع أحد حتى الآن تحديد مدى هذه الأضرار، موضحاً خلال اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة أن من المتوقع حدوث أضرار جسيمة بالنظر إلى الحمولة المتفجرة المستخدمة وطبيعة أجهزة الطرد المركزي شديدة الحساسية للاهتزاز. يذكر أن فوردو هو الموقع الرئيسي في إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% وهو محصن تحت الأرض على عمق يقارب 90 متراً. أخبار ذات صلة