
صحيفة بريطانية : ترامب يقلب الصمت الأميركي على الحوثيين إلى قصف شديد يتضمن رسائل إلى إيران
وجهت القوات العسكرية الأميركية مساء السبت ضربات جوية واسعة النطاق، ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، ردا على استمرار عرقلة حركة الملاحة الدولية، في خطوة مفاجئة تعد الأشد في تاريخ الصراع الأميركي مع الحوثيين وتوجه في الوقت نفسه رسائل إنذار لإيران، داعمهم الرئيسي في المنطقة.
وتوعد الحوثيون بالرد على الضربات الأميركية، كما هددوا باستمرار عملياتهم في البحر الأحمر وهو ما يذكر بقدرتهم على المقاومة والصمود التي أثبتوها خلال معاركهم مع التحالف العربي بقيادة السعودية، لذلك يدعو محللون الإدارة الأميركية إلى عدم الاكتفاء بالردع العسكري للقضاء عليهم.
وينظر محللون إلى الضربة على أنها تحول كبير في السياسة الأميركية تجاه الحوثيين، حيث كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن مترددة في اتخاذ خطوات حاسمة ضدهم، ورغم توجيه بعض الضربات إلا أنها حاولت بشكل أكبر التركيز على الحلول الدبلوماسية والضغط على إيران من خلال مفاوضات نووية بدلا من التصعيد العسكري.
وبحسب المحللين ساهم تردد إدارة بايدن في إضعاف الموقف الأميركي في المنطقة وهو ما سمح للحوثيين بالتمادي، فرغم إعلان الهدنة بين حماس وإسرائيل عادوا إلى استهداف السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل ردا على منعها دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
ويقول محمد الباشا، الخبير في الشؤون اليمنية والمقيم في الولايات المتحدة، إن المنطقة المستهدفة في صنعاء يقيم فيها كبار قادة الحوثيين وتعتبر معقلهم في العاصمة.
ويضيف 'هذه نقطة اللاعودة. من الآن فصاعدا، بدأت المواجهة بين الحوثيين وسنتكوم،' في إشارة إلى القيادة المركزية العسكرية الأميركية.
وقال مستشار الأمن القومي مايكل والتز في تصريح لشبكة إيه بي سي نيوز إن الغارات الجوية السبت 'استهدفت في الواقع العديد من قادة الحوثيين وقتلتهم.'
وقال في تصريح آخر أدلى به لشبكة فوكس نيوز 'لقد ضربناهم بقوة ساحقة وحذرنا إيران من أن الكيل قد طفح.'
وفي منشور على منصته 'تروث سوشال' للتواصل الاجتماعي قال ترامب السبت متوعّدا الحوثيين 'سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا،' واتهمهم بتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وأضاف 'إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل!'
ونفذ الحوثيون منذ أكتوبر 2023 أكثر من 100 هجوم في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ أسفرت عن غرق سفينتين واحتجاز أخرى، ومقتل أربعة بحارة، وهو ما دفع السفن التجارية إلى تغيير مساراتها وزاد من تكاليف الشحن البحري.
وحذر ترامب إيران من استمرار دعمها لجماعة الحوثي، متوعدا بمحاسبة طهران 'بشكل كامل' على تصرفات وكلائها.
جاء ذلك بعد مرور أسبوعين على إرسال الرئيس الأميركي رسالة إلى القادة الإيرانيين عرض فيها طريقا لاستئناف المحادثات الثنائية بين البلدين بشأن برنامج إيران النووي المتقدم. وقال ترامب إنه لن يسمح بأن يصبح هذا البرنامج قابلا للتشغيل.
ويبدو أن الرسائل الأميركية وتهديدات ترامب الواضحة لم تصل بعد إلى إيران التي عادت إلى إنكار أي علاقة لها بالحوثيين، في محاولة واضحة للتهرب من المسؤولية وتجنب تصعيد المواجهة مع واشنطن.
ونفى الجنرال حسين سلامي، رئيس الحرس الثوري الإيراني، تورط بلاده في هجمات الحوثيين، قائلا إنها 'لا تلعب أي دور في تحديد السياسات الوطنية أو العملياتية' للجماعات المسلحة المتحالفة معها في جميع أنحاء المنطقة، حسب التلفزيون الحكومي.
ورد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على النفي الإيراني بالقول 'لم يكن بوسع الحوثيين مهاجمة السفن دون دعم إيران.'
في المقابل حث وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي في منشور على موقع إكس، الولايات المتحدة على وقف الضربات وقال إن واشنطن لا يمكن أن تملي على إيران سياستها الخارجية.
ويقلل تقرير أعده المجلس الأطلسي من قدرة الضربات الأميركية المكثفة وحدها على القضاء على الحوثيين.
وبحسب التقرير فإنه 'نظرا إلى تاريخ الحوثيين الطويل في المقاومة، بدايةً ضد الحكومة اليمنية المركزية التي أطاحوا بها، ثم ضد التحالف الذي تقوده السعودية، من غير المرجح أن تردع الجولة الحالية من الضربات الجوية الحوثيين. ونظرا إلى أن الحوثيين يتلقون الدعم ليس فقط من إيران، بل أيضًا من شبكات المشتريات في الصين وروسيا، فستحتاج الولايات المتحدة إلى توظيف موارد أكبر من غارات السبت.'
ويضيف 'ستشمل هذه الموارد الإضافية التواصل الدبلوماسي مع روسيا والصين، وموارد بحرية إضافية لمنع إعادة إمداد الحوثيين، وضغطًا فعّالًا على إيران. لا تشمل هذه الموارد الحاجة المحتملة إلى زيادة دفاعات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين استهدفهما الحوثيون سابقًا. ستكون هذه الموارد كبيرة من حيث الأصول العسكرية والتنسيق الدولي. ستتضح في الأيام والأسابيع المقبلة علامات جدية النوايا الأميركية في بذل المزيد من الجهود مقارنة بالماضي. هذا المستوى من الالتزام، الذي يفوق ضربات السبت، هو ما سيبعث رسالة أميركية جدية إلى إيران والمنطقة.'
وأفاد الحوثيون بوقوع سلسلة انفجارات في مناطقهم بالعاصمة صنعاء وفي محافظة صعدة شمالي اليمن، بالتزامن مع ظهور تقارير تفيد بوقوع المزيد من الضربات الجوية في تلك المناطق خلال ساعة مبكرة من صباح الأحد.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي الأحد إن الحصيلة غير النهائية بلغت '31 شهيدا و101 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء،' مشيرا إلى أن الضربات استهدفت 'مناطق مدنية وسكنية في صنعاء ومحافظة صعدة والبيضاء ورداع.'
وتحدث شهود عن ليلة من الرعب على وقع الضربات في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2014.
وقال أحمد (35 عاما) إنّه سمع 'انفجارا مهولا' لدى تناوله وجبة السحور ليل السبت – الأحد، مضيفا أن الانفجار 'هزّ البيت وكسر النوافذ وأرعبني مع أسرتي.'
وأشار هذا الأب لطفلتين إلى أنه يقيم منذ 'عشر سنوات في صنعاء، وأنا أسمع القصف منذ بدء الحرب. لكن لم يحصل مثل هذا الانفجار أبدا أبدا' منذ بدء النزاع في اليمن بين المتمردين من جهة، والحكومة المعترف بها دوليا، والتي تدخل لدعمها اعتبارا من عام 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية.
وبثت قناة المسيرة التابعة للمتمردين لقطات قالت إنها لآثار الضربات في صعدة، أظهرت مسعفين ينقلون جرحى من بينهم أطفال، بدت على بعضهم آثار حروق وملابس غالبيتهم ممزقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 39 دقائق
- الشرق السعودية
إسرائيل تسيطر على 77% من غزة.. و"حماس": لن نقبل بوقف مؤقت للنار
قال عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، باسم نعيم، الأحد، لـ"الشرق"، إن الحركة لا تتوقف عن البحث عن سبيل للخروج من الأزمة ووقف الحرب، مؤكداً أنها "لن تقبل بحلول لوقف مؤقت لإطلاق النار"، فيما أعلن الإعلام الحكومي في القطاع أن الجيش الإسرائيلي يسيطر فعلياً على أكثر 77% من مساحة غزة. وأوضح نعيم أن "حماس تتواصل مع كل الأطراف من أجل وقف الحرب، وفي كثير من الأحيان بمبادرة منها لدراسة أي مقترحات على أن تحقق شرطاً وحيداً وهو ضمات وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع". ووضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، عدة شروط من أجل إنهاء الحرب على غزة، منها "نفي قادة حركة حماس" خارج القطاع، وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخاصة بتهجير الفلسطينيين، مشيراً إلى أن جميع أجزاء القطاع ستكون في النهاية تحت السيطرة الإسرائيلية. ومنذ انهيار الهدنة في مارس الماضي رفضت إسرائيل وقف الحرب على القطاع الفلسطيني، إذ تؤكد أن أي مفاوضات ستبقى "تحت النار". وفشلت جولة المفاوضات الأخيرة بين "حماس" وإسرائيل في تحقيق أي اختراق، حيث توقفت الأسبوع الماضي في الدوحة دون نتائج. إسرائيل تسيطر على أكثر 77% من غزة وفيما أعلنت إسرائيل عن نيتها السيطرة على كامل القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة، وفقاً لمنظمات أممية وإنسانية، قالت الإعلام الحكومي في غزة، عبر بيان، إن الجيش الإسرائيلي يسيطر فعلياً على أكثر 77% من مساحة قطاع غزة. ويواصل الجيش الإسرائيلي نشر المزيد من قوات المشاة وفرق المدرعات في قطاع غزة، وذلك بعد أن طلبت الإدارة الأميركية من إسرائيل في الأيام الأخيرة تأجيل عمليتها البرية واسعة النطاق في غزة، لمنح فرصة للمفاوضين للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين، بحسب ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست"، عن مصدرين مطلعين. وقال المصدران إن الطلب الأميركي يتكون من شقين، الأول تأجيل العملية الموسعة في غزة، وتمكين المفاوضات الحالية من الاستمرار بالتوزاي مع عملها العسكري في القطاع. وأضافا أنه فيما تجري إسرائيل عمليات عسكرية كبيرة في غزة بالفعل، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين أوضحوا للإدارة الأميركية أنه ما أن يبدأ الغزو البري الشامل، لن تنسحب إسرائيل من المناطق التي تدخلها، "حتى ولو كان ذلك في إطار اتفاق محتمل". وذكر المسؤولان أن احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار قد يصبح "أكثر تعقيداً". غارات إسرائيلية مكثفة على القطاع وفي السياق، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، لـ"الشرق"، إن الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في القطاع قتلت 29 فلسطينياً على الأقل، منذ فجر الأحد، بينهم عدد من الأطفال والنساء، وأوضح بصل أن "7 ضحايا وعدداً من المصابين بينهم أطفال ونساء جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة جباليا" شمالي القطاع، لافتاً إلى أن من بين الضحايا سيدة حامل في شهرها السابع، في مخيم النصيرات، وقال الأطباء في مستشفى "العودة" إنهم حاولوا عبر عملية جراحية عاجلة من أجل إنقاذ الجنين لكن محاولاتهم باءت بالفشل حيث وُجد ميتاً. وأضاف الناطق باسم الدفاع المدني أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف أيضاً خيمة نازحين منطقة المشاعلة غرب دير البلح وقتل 5 فلسطينيين وجميعهم من عائلة واحدة. وتابع بصل أن غارة إسرائيلية نفذتها طائرة مسيرة استهدفت شقة سكنية في منطقة عين جالوت جنوب شرق مخيم النصيرات، قتلت مدير إدارة العمليات في الدفاع المدني في غزة العقيد أشرف أبو نار وزوجته. وأشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى أن هناك العشرات لا يزالون في عداد المفقودين تحت الأنقاض في حين يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية البرية في غزة.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
تقرير: وزير خارجية إسرائيل حذر نتنياهو من تداعيات وقف مساعدات غزة
قال مسؤول إسرائيلي إن وزير الخارجية جدعون ساعر حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مارس الماضي، من أن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "لن يضعف حماس"، وسيؤدي إلى دفع حلفاء إسرائيل بعيداً عنها، وذلك وسط تحركات بريطانية أوروبية ضد إسرائيل إثر توسيع عملياتها البرية في القطاع، ورفض إدخال المساعدات. وأضاف المسؤول لـ"أكسيوس"، أن ساعر قدم هذه التحذيرات في اجتماعات لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وإنه جادل بأن إسرائيل ستضطر في نهاية المطاف إلى استئناف إدخال المساعدات للقطاع تحت الضغط. وأضاف المسؤول: "هذا هو بالضبط ما حدث. لقد كان خطأً كبيراً، والطريقة التي تم بها، كانت لأغراض سياسية محلية". ورغم أن إسرائيل أعلنت في 19 مايو السماح بدخول المساعدات، إلا أن التقارير الأممية تشير إلى أن حجم المساعدات التي دخلت بالفعل، "ضئيل للغاية"، ووصفها المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني بأنها "إبرة في كومة قش". وقال "أكسيوس"، إنه بينما يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هدأ من وتيرة الحديث عن خطته لطرد سكان غزة لبناء "ريفييرا" جديدة، قال نتنياهو الأسبوع الماضي، إن الحرب لن تنتهي حتى يتم تنفيذ تلك الخطة. وذكر أن حكومة نتنياهو تعتبر ذلك بمثابة ضوء أخضر للمضي قدماً في ما تسميه بـ"الهجرة الطوعية"، وهو الاسم الرمزي لعملية تهجير جماعي لسكان غزة بأكملهم، أولاً إلى ما تصفه بـ"منطقة إنسانية" داخل القطاع، ثم إلى خارج غزة. وأضاف "أكسيوس"، أنه "إذا مضت إسرائيل قدماً في تنفيذ هذه الخطة، التي تتطلب تدمير معظم مناطق غزة بالكامل، فمن شبه المؤكد أنها ستزيد من عزلتها على الساحة الدولية". ضغوط دولية على نتنياهو وتأتي تصريحات المسؤول الإسرائيلي، فيما باعد عدد من أقرب حلفاء إسرائيل أنفسهم عن حكومة نتنياهو بسبب توسيعها للعمليات العسكرية في غزة، وتعليق إدخال المساعدات الإنسانية منذ 2 مارس الماضي، وتعليق بريطانيا والاتحاد الأوروبي محادثات بشأن اتفاقيات التجارة. وأشار ترمب وكبار مساعديه، إلى ضرورة إنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات، رغم أن ترمب أبقى مخاوفه بشأن الحرب، في الغالب عبر محادثات خاصة، وفق "أكسيوس". وفي مقابل الموقف الأميركي، أعلن عدد من الدول الأوروبية معارضتهم لتوسيع إسرائيل للحرب، وحذر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا في بيان مشترك، في 19 مايو، من أن دولهم ستتخذ إجراءات ملموسة، إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الذي استأنفته على قطاع غزة، وترفع القيود المفروضة على المساعدات. وأيد 17 من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27، الثلاثاء، مقترح هولندا، لإعادة النظر في اتفاق الشراكة التجارية والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. وعلقت بريطانيا، الثلاثاء، محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، واستدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي، وأعلنت عقوبات جديدة على مستوطنين إسرائيليين بالضفة الغربية. ووصف وزير الخارجية ديفيد لامي الوضع في غزة بأنه "بغيض"، وقال أمام البرلمان البريطاني: "في حين أن هناك اتفاقية تجارية قائمة، فإننا لا نستطيع مواصلة المناقشات مع الحكومة الإسرائيلية، التي تنتهج سياسات فظيعة في الضفة الغربية وغزة". وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، أن اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ستخضع للمراجعة في ظل الوضع "الكارثي" في قطاع غزة. وأضافت كالاس، أن "أغلبية قوية" من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل يؤيدون مثل هذه المراجعة لاتفاقية الشراكة بين التكتل وإسرائيل في ضوء الأحداث في القطاع الفلسطيني. وذكرت كالاس للصحافيين في بروكسل: "الوضع في غزة كارثي. المساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها مرحب بها بالطبع، ولكنها قطرة في محيط. يجب أن تتدفق المساعدات على الفور، دون عوائق وعلى نطاق واسع، لأن هذا هو المطلوب". ورحب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، خلال حديثه في البرلمان، بقرار الاتحاد الأوروبي، وقال إن 17 دولة عضواً من أصل 27 أيدت هذه الخطوة. "إبرة في كومة قش" وأعلن مكتب نتنياهو في 19 مايو، السماح باستئناف إدخال المساعدات الإنسانية "الأساسية" إلى غزة "على الفور". ولكن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني قال الجمعة، إن ما يصل من مساعدات إلى قطاع غزة "إبرة في كومة قش". وأوضح لازاريني، عبر منصة "إكس": "في وقت لا يزال قطاع غزة يعاني فيه من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعابر في 2 مارس الماضي". وأشار إلى أن "الفلسطينيين في قطاع غزة عانوا، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية، من الجوع والحرمان ومن أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعاً". وقال إن "المساعدات التي تصل الآن لغزة أشبه بإبرة في كومة قش"، مشدداً على أن "تدفّق المساعدات بشكل فعال ومتواصل يمثل السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة". وأوضح أن أقل ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع هو "500-600 شاحنة يومياً تُدار من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا".


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
تقرير: أميركا طلبت من إسرائيل تأجيل عمليتها الشاملة في غزة
أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلاً عن مصدرين مطلعين، اليوم الأحد، بأن الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل في الأيام الأخيرة تأجيل عمليتها العسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة لإعطاء الفرصة للمفاوضات بشأن اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الطلب الأميركي تضمن تأجيل العملية الشاملة في غزة والسماح باستمرار المفاوضات بالتوازي مع العمليات العسكرية الجارية حالياً. وعلى الرغم من أن إسرائيل تنفذ حاليا هجمات ضارية في غزة، أوضح مسؤولون إسرائيليون أنه بمجرد بدء العملية البرية الشاملة، فإن إسرائيل لن تنسحب من المناطق التي ستدخلها حتى لو تم التوصل لاتفاق. ونقل الجيش الإسرائيلي جميع ألوية المشاة والدبابات النظامية الخاصة به إلى قطاع غزة، بحسب ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» ووسائل إعلام محلية أخرى، اليوم الأحد، عن الجيش الإسرائيلي. وجاء في تقرير «تايمز أوف إسرائيل»، أن الجيش يستعد لتكثيف هجماته على غزة. كما ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن الهجمات الإسرائيلية مستمرة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قبل أيام، «بمجرد بدء العملية العسكرية الشاملة، سنعمل بكامل قوتنا، ولن نتوقف حتى تحقيق جميع الأهداف». وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي، «إذا كانت هناك فرصة لوقف مؤقت لإطلاق النار لإعادة الرهائن، فنحن مستعدون لذلك». وقررت إسرائيل، في اليوم التالي، استدعاء وفدها من قطر بعد أن أصرت حركة «حماس» على ضمانات أميركية لإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق. ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون، وفقا للصحيفة، أن الاتفاق الوحيد المطروح حالياً على الطاولة هو «إطار عمل ويتكوف»، والذي يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً. وقال مصدر إسرائيلي لـ «جيروزاليم بوست» قبل أيام: «لقد وصل الأمر إلى طريق مسدود».