
علاج يستهدف مرض الضغط خلال 20 دقيقة
يؤدي ورم الغدد الكظرية إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الكثير من الأشخاص ، ولا يمكن علاجها بالعلاج التقليدي ، الأمر الذي يضطر الأطباء لإزالة الغدد الكظرية بالكامل لعقود من الزمان.
وطور باحثون في المملكة المتحدة إجراء يستغرق 20 دقيقة ويحقق نفس الهدف من خلال المعدة دون إحداث أي قطع خارجي.
يُطلق على شكل ارتفاع ضغط الدم الذي يستهدفه هذا العلاج اسم «الألدوستيرونية الأولية» وهي تؤثر على ما يصل إلى 13٪ من جميع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، مما يجعلها حالة شائعة ولكن لا يتم تشخيصها بشكل كافٍ.
وفقًا لبحث نُشر في مجلة «The Lancet»، إحدى المجلات الطبية الرائدة في العالم، فإنها تحدث عندما تنتج الأورام الحميدة الصغيرة في الغدد الكظرية الكثير من هرمون يسمى «الألدوستيرون»، مما يرفع ضغط الدم عن طريق زيادة مستويات الملح في الجسم.
ويعاني هؤلاء المرضى من ضعف خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل الكلى مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المنتظم، وغالبًا ما لا يستجيبون جيدًا لأدوية ضغط الدم القياسية وعلى الرغم من انتشاره، فإن أقل من 1% من الحالات يتم تشخيصها حاليًا.
ويقضي العديد من المرضى سنوات في تناول العديد من أدوية ضغط الدم بنجاح محدود، دون أن يدركوا أن الورم الصغير القابل للعلاج هو السبب الجذري لمشكلتهم.
تمثل التقنية الجديدة، التي أطلق عليها اسم «العلاج الحراري المستهدف»، تقدمًا كبيرًا في علاج هذه الحالة. تُعرف هذه العملية علميًا باسم «EUS-RFA»، أي الاستئصال بالترددات الراديوية الموجهة بالموجات فوق الصوتية.
ويستخدم الأطباء بدلاً من إزالة الغدة الكظرية بالكامل من خلال الجراحة التقليدية؛ منظارًا داخليًا، وهو أنبوب مرن مزود بكاميرا، يتم إدخاله من خلال الفم إلى المعدة للوصول إلى الورم الذي يسبب المشكلة. ومن هناك، يمكنهم تدمير الورم فقط مع ترك بقية الغدة السليمة سليمة.
وقال البروفيسور مارك جورنيل من جامعة كامبريدج: «أصبح هذا الاختراق ممكنًا بفضل التطوير التعاوني لجزيئات تتبع (PET) الجديدة، والتي تمكن التشخيص غير الجراحي من خلال السماح لنا بتحديد موقع العقيدات الكظرية وعلاجها بدقة لأول مرة».
وتستغرق العملية نفسها حوالي 20 دقيقة وتستخدم تقنيتين طبيتين راسختين بطريقة جديدة. أولاً، تقوم الموجات فوق الصوتية بإنشاء فيديو في الوقت الفعلي للمنطقة، مما يسمح للأطباء بتوجيه أدواتهم بدقة.
بعد ذلك، تولد موجات التردد اللاسلكي الحرارة في إبرة صغيرة توضع في الورم، مما يخلق حرقًا متحكمًا يدمر الأنسجة المسببة للمشاكل مع الحفاظ على المناطق الصحية المحيطة.
وأظهرت النتائج تحسن 75% من المرضى في مستويات الهرمونات لديهم، وشهد 43% تحسنًا ملموسًا في ضغط الدم لديهم. كما أن أربعة مرضى شُفوا تمامًا من ارتفاع ضغط الدم ولم يعودوا بحاجة إلى أي أدوية. وفي المتوسط، تمكن المرضى من تقليل استخدامهم لأدوية ضغط الدم بنحو 1.4 جرعة يوميًا.
في الوقت الحالي، لا يمكن علاج أورام الغدة الكظرية اليسرى إلا بهذه الطريقة لأن الغدة الكظرية اليسرى تقع بالقرب من جدار المعدة، مما يجعلها قابلة للوصول من خلال منظار داخلي.
تتطلب الأورام الموجودة في الجانب الأيمن نهجًا مختلفًا، وهو ما يدرسه الباحثون حاليًا في تجربة أكبر تسمى «WAVE».
تقارن تجربة «WAVE»، التي ستشمل 120 مريضًا، هذه التقنية الجديدة بالجراحة التقليدية للأورام الموجودة في الجانبين الأيسر والأيمن ومن المتوقع ظهور النتائج في عام 2027.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- المدينة
الدكتورعمرو : نمط الحياة مسبب رئيسي لارتفاع ضغط الدم والسكري
كشف الدكتور عمرو ضياء حسين 'طبيب عام' ، أن ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني يشهدان ارتفاعًا عالميًا مدفوعًا بشكل رئيسي بخيارات نمط الحياة ومنها النظام الغذائي السيء ، قلة النشاط البدني، السمنة، التدخين، الكحول ، والتوتر المزمن ، إذ تشكل كل هذه الأمور الأسباب الرئيسية التي تؤدي مباشرة إلى هذه الأمراض عبر إلحاق الضرر بالأنظمة الأيضية والقلبية.وتفصيلاً أوضح د.عمرو أن نمط الحياة غير الصحي يمهد لتلك الأمراض بهذه العوامل :أولا: النظام الغذائي السيء ، فالأطعمة المصنعة الغنية بالسكر والصوديوم ترفع سكر الدم وضغط الدم ، والمشروبات السكرية اليومية تزيد مخاطر السكري بنسبة 26%، وفقًا لـ "The Lancet".ثانيا : قلة النشاط البدني ، فالعادات الخاملة تضعف استخدام الأنسولين وترفع ضغط الدم ، فأقل من 150 دقيقة من التمارين الأسبوعية تزيد مخاطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 30-50%.ثالثا : السمنة ، فالوزن الزائد يسبب مقاومة الأنسولين ويرفع ضغط الدم ، فالسمنة تزيد مخاطر السكري سبعة أضعاف وتضاعف مخاطر ارتفاع ضغط الدم، وفقًا لـ CDC.رابعا: التدخين ، فالنيكوتين يضيق الأوعية الدموية ويزيد مقاومة الأنسولين، مما يرفع المخاطر.خامساً : الإفراط في الكحول ، فالشرب الزائد يعطل التحكم بالسكر ويرفع ضغط الدم.سادساً : التوتر المزمن ، فارتفاع الكورتيزول والأدرينالين يرفعان سكر الدم وضغط الدم.وعن سؤال: لماذا نمط الحياة هو المحرك الرئيسي تابع د.عمرو بقوله:عوامل نمط الحياة تهيمن لأنها شائعة، قابلة للتعديل، وتؤدي مباشرة إلى آليات المرض ، فأكثر من 90% من حالات السكري من النوع الثاني و70% من حالات ارتفاع ضغط الدم يمكن الوقاية منها عبر تغييرات نمط الحياة، وفقًا لـ CDC وجمعية القلب الأمريكية ، كما أن برنامج الوقاية من السكري أظهر أن النظام الغذائي، التمارين، وفقدان الوزن يقلل مخاطر السكري بنسبة 58%. نظام DASH الغذائي يخفض ضغط الدم بما يصل إلى 11 ملم زئبق.وحول الحلول عبر نمط الحياة مضى د.عمرو قائلاً :الأكل الصحي، التمارين المنتظمة (150 دقيقة - أسبوع)، فقدان الوزن (5-10%)، الإقلاع عن التدخين، تجنب الكحول، وإدارة التوتر يمكن أن يمنع ويدير هذه الأمراض ، بجانب الجهود الصحية العامة، مثل التثقيف الغذائي والتغييرات السياسية، إذ تعزز التأثير.وختم د.عمرو حديثه بقوله:ارتفاع ضغط الدم والسكري ناتجان بشكل رئيسي عن نمط الحياة، وليس الجينات أو التقدم في العمر ، وبتغيير العادات اليومية، يمكن للأفراد منع هذه الحالات وعكسها، مما يقلل من عبئها العالمي.


الشرق الأوسط
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
دراسة: 15 دقيقة إضافية من النوم قد تعزز أداءك في الامتحانات
كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يحصلون على 15 دقيقة إضافية فقط من النوم، يُحققون أداءً أفضل في الامتحانات، وفقاً لصحيفة «التلغراف» واستَخدمت النتائج المنشورة في مجلة «Cell Reports» بيانات من دراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقين، وهي دراسة طويلة الأمد حول نمو الدماغ وصحة الطفل في الولايات المتحدة. وُزّعت أجهزة «Fitbit» على نحو 3 آلاف و222 طفلاً، تتراوح سنهم بين 11 و12 عاماً، لتتبع أنماط نومهم، وذلك من قِبل باحثين من جامعة كامبريدج وجامعة فودان في شنغهاي. قُسِّم الأطفال في الدراسة إلى 3 فئات، بناءً على متوسط أوقات النوم. نامت المجموعة الأولى بمعدل 7 ساعات و10 دقائق، بينما نامت المجموعة الثانية لمدة 7 ساعات و21 دقيقة، ونامت المجموعة الثالثة لمدة 7 ساعات و25 دقيقة. وجدت الدراسة أن المجموعة التي نامت أطول كانت تمتلك أكبر حجم دماغ وأفضل وظيفة دماغية، بينما عانت المجموعة الأولى التي نامت أقصر مدة، من دماغ أصغر حجماً ووظيفة دماغية أضعف. لم يجد الباحثون أي فرق في التحصيل الدراسي بين المجموعات الثلاث، ولكن عند إخضاعها لاختبارات معرفية تتناول القراءة والمفردات وحل المشكلات، حققت المجموعة التي نامت أطول أداءً أفضل. وقالت البروفسورة باربرا ساهاكيان، من قسم الطب النفسي بجامعة كامبريدج: «إن الحصول على نوم هانئ بانتظام أمرٌ مهمٌ لمساعدتنا على العمل بشكل سليم، ولكن بينما نعرف كثيراً عن النوم في مرحلة البلوغ وما بعدها، فإننا لا نعرف سوى قليل عنه في مرحلة المراهقة، على الرغم من أنها مرحلة حاسمة في نمونا». وتابعت: «مع أن الاختلافات في مقدار النوم الذي حصلت عليه كل مجموعة كانت صغيرة نسبياً؛ إذ تجاوزت ربع ساعة بقليل بين أفضل وأسوأ من ينامون، فإننا ما زلنا قادرين على ملاحظة اختلافات في بنية الدماغ ونشاطه، وفي مدى أدائهم الجيد للمهام». ودرس الباحثون أيضاً معدلات ضربات القلب بين المجموعات. ووجدوا أن الشباب الذين ناموا فترة أطول سجلوا معدلات ضربات قلب أقل، وهو ما يُعدُّ عادة علامة على صحة أفضل. وقال الدكتور تشينغ ما، من جامعة فودان: «على الرغم من أن دراستنا لا تستطيع الإجابة بشكل قاطع على ما إذا كان الشباب يتمتعون بوظائف دماغية أفضل وأداء أحسن في الاختبارات بفضل نومهم الجيد، فإن هناك عدداً من الدراسات التي تدعم هذه الفكرة». وجدت بحوث سابقة أن تعلُّم المواد على مراحل، والحصول على قسط كافٍ من النوم بين الجلسات، يعني أن الطلاب كانوا أكثر قدرة على تخزين المعلومات، بدلاً من «التكدس» في المراجعة قبل الامتحان مباشرة. كما وجد العلماء أن الأطفال الذين يلتزمون بمواعيد نوم صارمة، هم أكثر عرضة لامتلاك أدمغة أكثر صحة وأكبر حجماً. وترتبط قلة النوم ببطء نمو الدماغ، وضعف الوظائف الإدراكية، وانخفاض الأداء الأكاديمي.


Independent عربية
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- Independent عربية
أوروبا تفتح أبوابها لعلماء أميركا المضطهدين
في حملته الرئاسية العام الماضي تعهد دونالد ترمب بتعزيز جهود البحث العلمي في الولايات المتحدة، وتعهد "بإطلاق العنان لقوة الابتكار الأميركي" لمكافحة السرطان ومرض ألزهايمر وأمراض أخرى، لكن ترمب أطلق العنان للخفوضات التي تقوض الأبحاث الجارية، مما أدى إلى تسريح العمال وتهديد مكانة أميركا كـ"زعيم علمي عالمي"، فمنذ تنصيب ترمب في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي، انخفض تمويل المعاهد الوطنية للصحة بأكثر من ثلاثة مليارات دولار مقارنة بالمنح المُقدمة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لمراجعة بيانات المنح المتاحة للجمهور. الوضع حرج وقد وصف أكثر من 12 عالماً في مجالات مختلفة من أبحاث السرطان وحتى الصحة النفسية، إلغاء دراسات مخطط لها وتسريح موظفين موقتاً وإلغاء عروض عمل، في مقابلات معهم، بأنه صدمة تعرض لها مجتمع البحث العلمي الأميركي أشد من الركود الكبير عام 2008 أو جائحة فيروس كورونا التي بدأت عام 2020، وأن الضرر الناتج منها قد يستمر أعواماً. في هذا السياق قال أستاذ الهندسة الحيوية، رائد الأعمال في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، دينو دي كارلو، "الوضع حرج بالفعل"، محذراً من أن مصادر البحث العلمي ومصادر الكفاءات آخذة في النضوب مع انكماش المختبرات ورفض الطلاب، وأشار إلى مختبره الخاص، موضحاً أنه للمرة الأولى منذ ما يقارب الـ20 عاماً لا يوظف طلاب دكتوراه للعمل معه، نظراً إلى عدم اليقين في شأن التمويل، وهو يعلم أن باحثين آخرين يتخذون قرارات مماثلة. يهدف برنامج "ملاذ آمن للعلوم" بقيمة 15 مليون يورو إلى استقطاب 15 عالماً أميركياً يعملون في مجالات المناخ والصحة والفيزياء الفلكية (أ ف ب) رد "الأبيض" ويعتبر نموذج التمويل الفيدرالي للعلماء الأميركيين، الذي يعود تاريخه إلى الحرب العالمية الثانية، وفقاً للمدير التنفيذي لمشروع العلوم الجيدة، ستيوارت باك، مبادرة غير حزبية تهدف إلى تحسين السياسة العلمية الفيدرالية، وتتلقى أكثر من 2500 جامعة وكلية طب ومؤسسة بحثية أخرى في كل ولاية تمويلاً من المعاهد الوطنية للصحة. وعلى رغم الإشارة إلى أن اللوم يقع بالكامل على إدارة ترمب، التي عطّلت هذا النموذج، فإن هناك فرصاً كثيرة للإصلاح، لكن البيت الأبيض رد على هذه الآراء والتصريحات بالقول إن التمويل الفيدرالي المفرط قد دعم أساتذة الجامعات ذوي الميول اليسارية ومبادراتهم، وإن خطواته جزء من مبادرة يشرف عليها إيلون ماسك ودائرة DOGE التابعة له في الولايات المتحدة للحد من هدر الإنفاق الحكومي. وقد أوقفت الإدارة ما لا يقل عن 300 منحة، بما في ذلك كثير من المنح التي تركز على القضايا الصحية لمجتمع "الميم" ولقاحات فيروس كورونا، ومجالات بحثية أخرى يقول القادة إنها ليست من أولوياتهم، كما صرح مسؤولو إدارة ترمب أن تباطؤ التمويل يعكس الوقت اللازم للانتقال إلى فريق قيادة جديد ومراجعة المنح الممنوحة في عهد إدارة جو بايدن. أوروبا تغتنم الفرصة في خضم هذه الفوضى وجدت جامعات أوروبا والصين فرصة ذهبية لاستقطاب العلماء والباحثين الأميركيين، وعلى رأسهم جامعة كامبريدج التي تعد واحدة من بين مجموعة من المؤسسات البحثية الكبرى التي تسعى إلى جذب الخبراء في مجالات عدة من الطب الحيوي إلى الذكاء الاصطناعي. وهذا ما بينته كبيرة مسؤولي العلاقات الحكومية في الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، جوان بادرون كارني، وقالت إن "دولاً بما فيها الصين وفرنسا كانت تحاول جذب الباحثين المقيمين في الولايات المتحدة للعمل في جامعاتها ومختبراتها وصناعاتها، كذلك فإن هناك دولاً أخرى تدرك أن هذه فرصة يمكنها استغلالها لصالحها". وعليه فقد بدأت حكومات ومؤسسات الاتحاد الأوروبي تغتنم هذه الفرصة بالفعل، فعلى سبيل المثال، أعلنت جامعة إيكس مرسيليا في السابع من مارس (آذار) الماضي عن برنامج "ملاذ آمن للعلوم"، وهو برنامج مدته ثلاثة أعوام بقيمة 15 مليون يورو، يهدف إلى استقطاب 15 عالماً أميركياً يعملون في مجالات المناخ والصحة والفيزياء الفلكية إلى حرمها الجامعي، ووفقاً لمتحدث باسم الجامعة، فقد تلقت الجامعة أكثر من 60 طلباً منها 30 خلال الساعات الـ24 الأولى، وأشارت الجامعة إلى أنها على تواصل مع جامعات أخرى والحكومة الفرنسية في شأن توسيع نطاق "اللجوء العلمي" على المستويين الوطني والأوروبي، وللمساعدة في تنسيق استقبال ونقل الباحثين المختلفين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أوروبا تعمل على قدم وساق قالت مديرة معهد باستور في باريس ياسمين بلقايد، "إن المعهد يعمل بالفعل على تجنيد أشخاص من مختلف أنحاء المحيط الأطلسي للعمل في مجالات مثل الأمراض المعدية أو أصول الأمراض"، وأضافت بلقايد في حديثها لصحيفة "لا تريبيون" الفرنسية، "أتلقى يومياً طلبات من أشخاص يرغبون في العودة، فرنسيون وأوروبيون وحتى أميركيون لم يعودوا يشعرون بالقدرة على إجراء أبحاثهم أو يخشون القيام بها بحرية". كما فتحت جامعة بروكسل الحرة البلجيكية 12 وظيفة ما بعد الدكتوراه للباحثين الدوليين، مع التركيز على الأميركيين، في حين يبحث معهد باستور في باريس عن باحثين في الأمراض المعدية. وحذت هولندا حذوها أخيراً بإعلانها عن صندوق مماثل لاستقطاب علماء بارزين في عدد من المجالات، وفي الوقت نفسه تستقبل جامعة يورك ومقرها المملكة المتحدة الباحثين المضطهدين من جميع أنحاء العالم في عامها الثاني من خلال صندوقها المخصص للاجئين. في هذا السياق قالت رئيسة المجلس الأوروبي للبحوث ماريا ليبتين، "إن المناخ السياسي في الولايات المتحدة محبط للبحوث التي يقودها باحثون مستقلون، ويسبب القلق للزملاء الأوروبيين الذين قد يكونون قادرين على تقديم ملاذ آمن". وتابعت ليبتين "ما يمكننا فعله هو توضيح لزملائنا في الولايات المتحدة أن مجتمع البحث الأوروبي ومموليه يقدمون ترحيباً في أوروبا بأولئك، بغض النظر عن الجنسية، الذين يجدون أن خياراتهم للعمل العلمي المستقل، مهددة". أما عميد معهد كارولينسكا للأبحاث الطبية الحيوية في السويد، ستين لينارسون فصرح، "أن المنظمة من المرجح أن تبدأ في الإعلان عن الوظائف الشاغرة في وقت مبكر، وتبحث عن طرق لمساعدة الباحثين الأميركيين الذين يبحثون عن ملجأ آمن"، وأضاف "زملاؤنا يخبروننا أن لديهم زملاء في الولايات المتحدة يبحثون عن مكان عمل، ولمنحهم مكاناً يستقرون فيه ويشقون طريقهم، يمكننا منحهم إجازة لمدة ستة أو 12 شهراً، وهذا سهل للغاية". حدود لا حدود لها يذكر أن فانيفار بوش، العالم الذي ساعد في الإشراف على جهود تطوير قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية، هو من ابتكر النموذج الذي تقوم عليه المعاهد الوطنية للصحة وغيرها من الوكالات الفيدرالية، وبينما كان بوش الأب يتطلع إلى بيئة ما بعد الحرب عام 1945، حثّ الرئيس هاري أس. ترومان على تحفيز الابتكار من خلال توجيه المنح إلى الجامعات ومؤسسات البحث، داعياً إلى "حدود لا حدود لها". وقد مهدت هذه الإستراتيجية الطريق للولايات المتحدة لتحقيق إنجازات في تطوير الأدوية وتقنيات الحاسوب وكثير من المجالات الأخرى، كذلك ساعدت موارد البلاد الوفيرة في جذب علماء من جميع أنحاء العالم للعمل في مختبراتها، وحظي هذا النهج بدعم قوي من الحزبين، لا سيما الجمهوري الذي اعتبر أن الابتكار العلمي ضرورة اقتصادية وأمنية وطنية، وتحمل المباني الستة في حرم المعاهد الوطنية للصحة أسماء مشرّعين جمهوريين ساعدوا على تأمين التمويل الفيدرالي لمعاهد الأبحاث، بمن فيهم السيناتور السابق روي بلانت من ولاية ميسوري الذي تقاعد عام 2022.