logo
هل تجعل الحرب التجارية جنوب الهند مركز التصنيع العالمي؟

هل تجعل الحرب التجارية جنوب الهند مركز التصنيع العالمي؟

الاقتصاديةمنذ 2 أيام
يطلّ مكتب بنجامين لين في مدينة بنغالورو، عاصمة التقنية الهندية، على محطة مترو فوق الأرض باتت تحمل اسم شركته. إذ أنفقت الشركة التايوانية المتخصصة في تصنيع القطع الإلكترونية 650 مليون روبية (7.5 مليون دولار) لشراء حقوق التسمية، التي تعني رسالةً لآلاف الركّاب الذين يمرّون عبر محطة "دلتا إلكترونيكس بومّاساندرا" يومياً بأن الشركة جزء من مستقبل المدينة.
هذا الاستثمار جزء من خطة خمسية لترسيخ "دلتا" وجودها الصناعي في جنوب الهند. إلى جانب مركز الأبحاث والتطوير العصري الذي يعمل فيه لين مع نحو 400 مهندس من تايوان والهند، تدير الشركة منشأة إنتاج ضخمة على مساحة 125 فداناً في منطقة كريشناجيري بولاية تاميل نادو المجاورة. وتنتج هذه المنشأة شواحن للمركبات الكهربائية ومعدات تُستخدم في تصنيع هواتف "أيفون" عبر شركات تصنيع متعاقدة مع "أبل" التي كانت أعلنت عزمها نقل معظم إنتاج هواتفها المخصصة للسوق الأميركية إلى الهند.
حوافز الجنوب تستقطب المستثمرين
بيّن لين، الذي تولّى رئاسة عمليات الشركة في الهند عام 2022، أن "دلتا" التي تملك مصنعَين في شمال الهند، اختارت إقامة مصنعها الأحدث في ولاية تاميل نادو بعدما قدمت الولاية حزمة حوافز سخية تشمل إعفاءً ضريبياً لمدة عشر سنوات. وأشار إلى أن السلطات سارعت إلى تأمين امدادات الكهرباء والمياه، فيما شكلت البنية التحتية المتطورة، من الطرق السريعة المعبدة إلى سهولة الوصول إلى ميناء تشيناي على الساحل الشرقي، عاملاً حاسماً في اتخاذ القرار. قال: "هم يساعدوننا في حلّ كثير من المشاكل".
تدير "دلتا" اليوم 19 مصنعاً في أنحاء آسيا، معظمها في تايوان، إلى جانب مصنعين في الصين وثلاثة في تايلندا. لكن لين أشار إلى تزايد الطلب من العملاء على توريد المنتجات من مصانع الشركة في الهند، في ظل توجّه عالمي لبناء سلاسل توريد أكثر تنوعاً وأقل اعتماداً على الصين، إلى جانب الارتباك الذي خلّفته موجة الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. قال: "نحن نلحق بالعميل، وإذا طلب منا الخروج من الصين، نخرج من الصين".
بعد مرور ستة أشهر على بدء ولاية ترمب الثانية، تبدو آفاق التجارة العالمية أكثر ضبابية من أي وقت مضى. وبينما يدرس المصنعون ما إذا كان عليهم مغادرة الصين التي فُرضت عليها بعض من أعلى الرسوم الجمركية الأميركية، تسعى الهند إلى اقتناص فرصة إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية. وتستند في ذلك إلى وفرة اليد العاملة الشابة لديها، والأجور التي ما تزال أدنى بكثير مقارنة بالقوى الصناعية الآسيوية الأخرى.
حتى الآن، تتدفق معظم الاستثمارات الجديدة نحو الولايات الجنوبية الأكثر ازدهاراً ونمواً من حيث الصناعة في الهند. وتبذل الحكومات المحلية كلّ ما بوسعها للترحيب بالوافدين الجدد، عبر تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية وتقديم حوافز ضريبية، في مسعى لتغيير الصورة النمطية التي ارتبطت بالهند كمكان تصعب ممارسة الأعمال فيه. قال وزير الصناعة في ولاية تاميل نادو، تي آر بي راجا: "كل ما نفعله هنا مصمَّم بعناية ليتماشى مع احتياجات المستثمرين".
قيادة قطاع الصناعة في الهند
لطالما كان إنشاء قطاع تصنيع قوي أحد الأهداف الكبرى للهند، لكنه ظلّ بعيداً عن منال كثير من قادتها. بعد الاستقلال عن الحكم البريطاني، ركّز رئيس الوزراء جواهر لال نهرو على تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر إنتاج كل ما تحتاجه البلاد محلياً. غير أن هذه السياسات أفرزت اقتصاداً منغلقاً عُرف بمنتجاته الرديئة.
وفي تسعينيات القرن الماضي، أدّت الإصلاحات الاقتصادية إلى خفض الضرائب والرسوم الجمركية، ما ساعد على جذب استثمارات أجنبية وتسريع وتيرة النمو. إلا أن الاقتصاد بقي معتمداً بدرجة كبيرة على قطاع الخدمات، مثل تقنية المعلومات والخدمات المالية.
في 2014، أطلق رئيس الوزراء ناريندرا مودي حملة "اصنع في الهند"، واضعاً هدفاً طموحاً يتمثل في رفع مساهمة القطاع الصناعي إلى ربع الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2025. لكن مع نهاية السنة المالية في مارس 2024، لم تتجاوز مساهمة التصنيع 17.3%، أي بلا تغيير يذكر خلال عقد.
لكن المؤشرات الوطنية تخفي ما تحققه بعض الولايات الجنوبية من تقدّم، ومنها ولاية تاميل نادو التي باتت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ هدف 25% الذي حدّده مودي. برغم أن الولاية لا تضم سوى 6% من سكان الهند، إلا أنها تحتضن العدد الأكبر من المصانع في البلاد، وهي ثمرة عقود من الاستثمار في التعليم وتطوير البنية التحتية وتبنّي سياسات داعمة لبيئة الأعمال، بحسب راجا.
يبلغ إسهام تاميل نادو اليوم أكثر من 40% من صادرات الهند من الإلكترونيات، وما يقارب نصف إنتاجها من السيارات وقطع الغيار. وقال نيلاكّنتان آر إس، عالم البيانات ومؤلف كتاب (South vs North: India's Great Divide): "قطاع التصنيع في الهند متركّز بشدة في جنوب من البلاد، بغضّ النظر عن طبيعة المنتج، لكن كلما ارتفعت قيمة المنتج، زاد هذا التركّز نحو الجنوب".
مع اكتساب الولايات الجنوبية مزيداً من الثروات، تصاعد الاستياء حيال مساهمتها غير المتكافئة في خزينة الدولة. فيما يقلّ في هذه المناطق تأييد حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، وترتفع مطالب الولايات بمزيد من حماية اللغات المحلية، وتتنامى المعارضة لمقترحات إعادة هيكلة مجلس النواب بطريقة قد تُقلل من ثقل الجنوب السياسي.
تحوّل إلى معقل صناعي
قبل عقود قليلة، لم تكن مدينة هوسور الواقعة شمال غرب تاميل نادو تضمّ سوى حفنة من المصانع التقليدية، مثل شركة "تيتان" (Titan)، أكبر صانع للساعات في الهند، و"أشوك ليلاند" (Ashok Leyland)، التي تنتج الشاحنات المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد.
عندما انتقل سينيفاسان بالاسوبراهمانيان إلى هوسور قبل ثلاثين عاماً ليعمل لدى شركة "تي في إس موتور" (TVS Motor)، المصنّعة للدراجات النارية والسكوترات، وصف المدينة آنذاك بأنها "مدينة عزّاب" يقطنها شبان يعملون في المصانع خلال أيام الأسبوع، ويغادرونها نهاية كل أسبوع. استذكر قائلاً: "في فترات الأعياد، كانت المدينة تخلو بالكامل تقريباً".
اليوم، أصبحت هوسور في قلب الاقتصاد الصناعي الهندي. فهي تحتضن ما تصفه شركة "أولا إليكتريك موبيليتي" (Ola Electric Mobility) بأنه أكبر مصنع في العالم لإنتاج السكوترات الكهربائية، فيما تشيّد "تاتا إلكترونيكس" (Tata Electronics) على الطرف الجنوبي الشرقي من المدينة مجمّعاً ضخماً لتجميع هواتف "أيفون" في ما كان يُعرف بأنه موقع عادةً ما تعبره الفيلة.
في المدينة نفسها، اختارت الشركة التي يعمل فيها بالاسوبراهمانيان اليوم، "إنترناشيونال إيروسبيس مانيوفاكتشرينغ " (International Aerospace Manufacturing) وهي مشروع مشترك بين "هندوستان إيروسبيس" (Hindustan Aeronautics) و"رولز رويس"، إقامة مجمّع صناعي بقيمة 850 مليون روبية لتوسيع إنتاج التوربينات النفاثة وأجزاء الطائرات المخصصة للقطاعين المدني والعسكري.
قال بالاسوبراهمانيان، وهو الرئيس التنفيذي للمشروع، إن أحد أبرز أسباب اختيار هوسور كان تسهيل حكومة تاميل نادو لكافة الإجراءات. أضاف: "أجرينا دراساتنا في عدد من الولايات، وما أن بدأنا نتواصل مع حكومة تاميل نادو حتى تحركوا فوراً وعرضوا علينا 12 قطعة أرض في هوسور".
إن تأمين الأراضي أحد أبرز التحديات التي تواجه المستثمرين في الهند، نظراً لتعقيدات قوانين الملكية العقارية، وهو عائق لطالما وعدت الحكومة المركزية بمعالجته لتخفق في الإيفاء بوعودها لاحقاً. لكن حين أثار بالاسوبراهمانيان هذه المسألة مع مسؤولي تاميل نادو، جاء الرد ببساطة: "سنتولّى الأمر".
اكتمل بناء المنشأة في ديسمبر 2023، وبدأ الإنتاج بعد شهر من ذلك. وتخطط الشركة لاستثمار ملياري روبية إضافية خلال السنوات المقبلة لتوسيع طاقتها التشغيلية، بحسب بالاسوبراهمانيان، الذي قال: "بعد ثلاث سنوات من الآن، أي طائرة تستقلّها ستكون مزوّدة بأجزاء أنتجها هذا المجمّع".
على بُعد بضعة كيلومترات، يواصل مصنع "تيتان" القديم إنتاج الساعات، غير أن مصنعاً أحدث يقع على مقربة منه يُعدّ اليوم أحد محركات الطفرة الصناعية في الولاية، وهو منشأة "تيتان إنجنيرينغ أند أوتوميشن" (Titan Engineering & Automation)، التي يمكن تسميتها "مصنع المصانع" في الهند، إذ تُجمع فيها المعدات التي تُستخدم في تصنيع الإلكترونيات والمعدات الطبية والمركبات الكهربائية والهواتف الذكية.
وقد حققت المنشأة نمواً في الإيرادات بنسبة 15% خلال السنة المالية 2025، بعد نمو بلغ 50% في العام السابق. قال مديرها العام سريدهار نيلاكنتان: "جميع المحادثات التي أجريناها حتى الآن كانت تتطرق إلى ما يمكننا تقديمه أكثر، ولا أعتقد أن الرسوم الجمركية هي ما يقود هذه الحوارات".
استمرار الاعتماد على الصين
رغم التقدم الكبير الذي أحرزته ولايات الجنوبية في الهند كي تتحوّل إلى مركز صناعي عالمي، ما يزال أصحاب المصانع يشتكون من ثغرة رئيسية، فحتى عندما تكون خطوط الإنتاج داخل الهند، تبقى سلاسل التوريد معتمدة إلى حد كبير على مكوّنات ومواد مستوردة من الصين.
ينطبق ذلك حتى على شركات رائدة مثل "آذر إنرجي" (Ather Energy)، رابع أكبر مصنّع للسكوترات الكهربائية في الهند بعد "أولا". فقد اختارت الشركة مدينة هوسور موقعاً لمصنعها الثاني بفضل قربها من موردي قطع الغيار، إلا أنها لا تزال عاجزة عن تقليص اعتمادها على الصين لتأمين مكونات أساسية، ومن ذلك الرقائق الدقيقة المسماة "المتحكمات المصغرة" والمغناطيسات الأساسية المستخدمة في البطاريات، والتي أصبحت نقطة ساخنة في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
قال الشريك المؤسس سوبنيل جاين: "الهند مكان جذاب لكل من يسعى إلى الانتقال من الصين، وما تزال تتمتع بقدرة تنافسية من حيث الكلفة... لكن استمرار هذا الاعتماد على الصين في جزء كبير من سلسلة التوريد أمر لا بد من معالجته".
يشغل هذا الهاجس أيضاً لين، رئيس "دلتا إلكترونيكس". فيشير إلى أن خطوط الإنتاج التابعة للشركة في الهند أصبحت اليوم أكثر كفاءة من حيث الكلفة مقارنة بمصنعها في تايلندا. إلا أنها ما تزال غير قادرة على منافسة مصانعها في الصين، التي تستفيد من منظومة توريد إلكترونية متكاملة، صقلتها سنوات من التطوير ضمن نموذج "الإنتاج عند الطلب".
لكن لين يطمح إلى تغيير هذا الواقع. لقد خصصت الشركة في مجمّع "دلتا" الصناعي في كريشناجيري 20 فداناً لاستقبال الموردين، على أمل أن يلتحق بعضهم بها في الهند. وبينما الأراضي ما تزال خالية حتى الآن، قال لين إنه دخل في محادثات مع عدد من الشركات، ورسالته لها: "الوقت مناسب الآن. يمكنكم الانتقال إلى الهند".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السعودية ترفع توريد سماد الفوسفات إلى الهند وسط مباحثات لاستكشاف الفرص
السعودية ترفع توريد سماد الفوسفات إلى الهند وسط مباحثات لاستكشاف الفرص

الاقتصادية

timeمنذ 2 ساعات

  • الاقتصادية

السعودية ترفع توريد سماد الفوسفات إلى الهند وسط مباحثات لاستكشاف الفرص

تخطط شركات هندية عاملة في الكيماويات والأسمدة إلى استكشاف الفرص في قطاع البتروكيماويات السعودي، وفقا لما قالته لـ"الاقتصادية" السفارة الهندية في الرياض. وبحث فريق مشترك بقيادة وزير الصناعة والثروة المعندية السعودي بندر الخريف، وجيه بي نادا وزير الكيماويات والأسمدة الهندي، تعزيز التعاون طويل الأمد في القطاع. كما ناقش مع مسؤولين سعوديين تعزيز التعاون في القطاعات الطبية، والخدمات الصحية، والأدوية، وحلول الصحة الرقمية، وتبادل المعرفة. كانت شركات هندية وقعت اتفاقيات مع شركة المعادن السعودية لزيادة توريد سماد فوسفات ثنائي الأمونيوم إلى 3.1 مليون طن متري خلال عام، بحضور وزير الصناعة السعودي والوزير الهندي في ختام زيارته للسعودية أمس. السفارة الهندية في الرياض أشارت إلى أن الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين أسفرت عن التزامات تتضمن توريد الأسمدة من السعودية إلى الهند على المدى الطويل بداية من العام المالي الحالي 2025-2026 . شهد الوزيران توقيع اتفاقيات طويلة الأجل في قطاع البرتوكيماويات بين شركة معادن وشركات هندية تضمنت IPL و KRIBHCO و CIL ، لمدة 5 سنوات، ابتداء من عامي 2025 و2026، مع إمكانية تمديدها فترة مماثلة. وأجرى جيه بي نادا أجرى مباحثات اليوم مع وزير الصناعة بندر الخريف خلال لقائه في الرياض، تناولت آليات تعزيز الشراكة في قطاعات الأسمدة والبتروكيماويات والأدوية. كما زار الدمام والرياض في الفترة من 11 إلى 13، مع وفد رفيع المستوى لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الكيماويات والأسمدة. أكد الجانبان التزامهما بتوسيع نطاق العلاقات الثنائية لتشمل أسمدة رئيسية أخرى، مثل اليوريا، إضافة إلى DAP ، بهدف ضمان أمن الأسمدة في الهند . كما عُقدت مناقشات حول تسهيل الاستثمارات المتبادلة، مع التركيز على استكشاف فرص استثمار مؤسسات القطاع العام الهندية في قطاع الأسمدة السعودي، وبالمقابل، الاستثمارات السعودية في الهند. وأكدت السفارة الهندية أن الهند تُعدّ وجهة رئيسية لاستيراد الأسمدة من السعودية، كما تُعدّ معادن الشركة الرائدة في هذا القطاع في السعودية. فيما أوضحت أن واردات الهند من سماد ثنائي فوسفات الأمونيوم السعودي " DAP " بلغت في الفترة 2024-2025 أكثر من 1.9 مليون طن متري، بزيادة قدرها 17% عن 1.6 مليون طن متري استوردتها خلال العام الماضي. وفي أبريل 2025، بلغت قيمة صادرات السعودية إلى الهند 8.64 مليار ريال، بينما بلغت قيمة وارداتها من الهند 4.21 مليار ريال سعودي، ما أدى إلى فائض تجاري قدره 4.43 مليار ريال سعودي. وفي السنة المالية 2024-2025، بلغ إجمالي حجم التجارة بين البلدين 41.88 مليار دولار، حيث بلغت واردات الهند من السعودية 30.12 مليار دولار، وصادراتها إلى السعودية 11.76 مليار دولار.

«بنك أوف أميركا»: معنويات المستثمرين تصل لأعلى مستوى منذ فبراير
«بنك أوف أميركا»: معنويات المستثمرين تصل لأعلى مستوى منذ فبراير

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

«بنك أوف أميركا»: معنويات المستثمرين تصل لأعلى مستوى منذ فبراير

كشف أحدث استطلاع عالمي لمديري صناديق الاستثمار أجراه «بنك أوف أميركا» عن ارتفاع معنويات المستثمرين في يوليو (تموز) إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير (شباط)، مدفوعة بأكبر قفزة في تفاؤل الأرباح خلال خمس سنوات، وبتزايد شهية المخاطرة إلى مستويات قياسية. وانخفضت مستويات السيولة إلى 3.9 في المائة في يوليو، وهو معدل منخفض، دفع استراتيجيي البنك الاستثماري إلى إصدار «إشارة بيع» داخلية، وفق «رويترز». وفي مذكرة نُشرت الثلاثاء، أشار البنك إلى أن المعنويات تعكس حالة من التفاؤل أو «الارتفاع»، إلا أن تركيز مديري الصناديق على الأسهم لم يصل بعد إلى قمته، وظلت تقلبات سوق السندات منخفضة. وقال محللون في البنك إن «الجشع هو دائماً عكس الخوف»، مضيفين أن المستثمرين يميلون إلى احتضان «صيف التحوط والتجديد» بدلاً من الرهان على مراكز قصيرة كبيرة أو الانسحاب تماماً من السوق. وسجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مستويات قياسية هذا الشهر. كما شهدت عملة «البتكوين» تدفقات نقدية إيجابية، مع افتراض المستثمرين أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن ينفذ تهديداته بفرض رسوم جمركية مرتفعة على شركائه التجاريين قبل الموعد النهائي الجديد في الأول من أغسطس (آب). وظلّت مؤشرات التقلب في الأسهم والسندات والعملات هادئة، ما يشير إلى غياب الذعر في التحوط أو تغيير المراكز، وفقاً لاستطلاع «بنك أوف أميركا» الذي شمل 211 مدير صندوق يديرون أصولاً بقيمة 504 مليارات دولار. وشهدت سوق السندات ضغوطاً، لا سيما في الديون طويلة الأجل، مع استعداد المستثمرين لزيادة الاقتراض والإنفاق الحكومي. كما تواجه سندات الخزانة الأميركية ضغوطاً إضافية نتيجة تهديدات ترمب المتكررة بإقالة رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، معتقداً أن أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل. وأظهر الاستطلاع أن 81 في المائة من المشاركين يتوقعون خفضاً واحداً أو اثنين في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام. وعند سؤالهم عن المرشح الأوفر حظاً لرئاسة «الاحتياطي الفيدرالي» المقبل، أشار 26 في المائة إلى سكوت بيسنت، و17 في المائة إلى كيفن وارش، و14 في المائة إلى كريستوفر والر، و7 في المائة إلى كيفن هاسيت. وعلى صعيد العملات، كشف الاستطلاع أن مديري الصناديق يحتفظون بأكبر مراكز زيادة وزن في اليورو منذ يناير (كانون الثاني) 2005. وكان اليورو المستفيد الأكبر من تدفقات المستثمرين الخارجة من الدولار الأميركي هذا العام، مرتفعاً بنحو 13 في المائة؛ ليصل إلى أعلى مستوياته منذ نحو أربع سنوات. وأعرب المشاركون في الاستطلاع عن اعتقادهم أن مراكز البيع على الدولار باتت الأكثر ازدحاماً حالياً، رغم انخفاض نسبة المستثمرين الذين ينوون التحوط ضد انخفاضات الدولار إلى 33 في المائة مقارنة بـ39 في المائة سابقاً، مما يشير إلى تراجع في توقعات استمرار تراجع العملة الأميركية.

كورويف تستثمر 6 مليارات دولار في بنسلفانيا لتعزيز قدرتها السحابية
كورويف تستثمر 6 مليارات دولار في بنسلفانيا لتعزيز قدرتها السحابية

أرقام

timeمنذ 3 ساعات

  • أرقام

كورويف تستثمر 6 مليارات دولار في بنسلفانيا لتعزيز قدرتها السحابية

أعلنت الأمريكية "كورويف" عن خطط لاستثمار ما يصل إلى 6 مليارات دولار لإنشاء مركز بيانات جديد في مدينة لانكستر بولاية بنسلفانيا، ضمن مساعيها لتوسيع قدراتها السحابية في الولايات المتحدة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة المتخصصة في خدمات الحوسبة السحابية، "مايكل إنتراتور" في مقابلة، إن المرحلة الأولى من المشروع ستوفر قدرة تشغيلية تبلغ 100 ميجاواط، مع إمكانية توسعتها لاحقًا إلى 300 ميجاواط. وأضاف "إنتراتور" أن المشروع سيوفر نحو 600 وظيفة مؤقتة في قطاع الإنشاءات، إلى جانب 175 وظيفة دائمة، مع تزويد المركز الجديد بأحدث الرقائق من شركة "إنفيديا" خلال السنوات المقبلة، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرج". وأشار "إنتراتور" إلى أن الطلب على منشآت الحوسبة يشهد نموًا غير مسبوق، مضيفًا: قبل ثلاث سنوات، كانت المرافق بحجم 10 ميجاواط، ثم تطورت إلى 100 ميجاواط، والآن بدأ الحديث يدور حول منشآت بحجم جيجاواط، وهو ما يكفي لتزويد نحو 750 ألف منزل بالكهرباء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store