
جماعة أنصار الله تهاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة
جماعة أنصار الله تهاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة
مقال له علاقة: السعودية وروسيا تدعمان إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية وتقديم المساعدات الإنسانية
حرب مفتوحة
وفي نوفمبر من عام 2023، بدأت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن الانخراط في حرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي دعمًا لقطاع غزة ومقاومته، بعد أن استولت على سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر، ويرفض الحوثيون وقف هجماتهم على الاحتلال الإسرائيلي رغم الضربات الأمريكية والإسرائيلية القوية التي تلقتها الجماعة، ويرهنون وقف استهدافاتهم بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
الضغوط الإسرائيلية على واشنطن
في الآونة الأخيرة، طالبت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية باستئناف ضرباتها الجوية على جماعة الحوثيين في اليمن مع تصاعد هجمات الجماعة الصاروخية عليها واستهداف السفن في البحر الأحمر، في سياق ما تقول إنه إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولن يتوقف إلا بوقف إطلاق النار في القطاع، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الاحتلال الإسرائيلي برر طلبه بـ'تزايد إطلاق الصواريخ من اليمن باتجاه العمق الإسرائيلي، وتصاعد هجمات الحوثيين العنيفة على السفن في البحر الأحمر'.
ونفذ الحوثيون منذ مطلع الأسبوع الماضي هجمات أسفرت عن إغراق سفينتين في البحر الأحمر، وخطف عدد من البحارة، بالإضافة إلى مقتل 60 شخصًا خلال الهجوم على سفينة 'إيترنتي سي' مساء الاثنين، كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا أنه رصد واعترض أكثر من صاروخ أُطلق من اليمن، والخميس الماضي، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ ما وصفته بـ'عملية عسكرية نوعية' استهدفت مطار اللد – بن غوريون قرب تل أبيب، بصاروخ باليستي من طراز 'ذو الفقار'.
وأكد المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، استمرار الحوثيين في 'توسيع نطاق عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل، ما دام عدوانها مستمرًا على الشعب الفلسطيني'، مشيرًا إلى أن الجماعة تطور قدراتها الصاروخية وتوسع نطاق الحصار البحري المفروض على السفن المرتبطة بإسرائيل.
شوف كمان: اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس في ظل تعثر مفاوضات غزة
وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلنت، بشكل مفاجئ في مايو الماضي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي بوساطة عُمانية، دون التنسيق مع إسرائيل، وقد واجهت الحملة الأمريكية على الحوثيين صعوبات منذ بدايتها، لا سيما وأن أنصار الله نجحوا في إسقاط ما لا يقل عن 7 طائرات أمريكية مسيّرة، تقدر بملايين الدولارات، كما ذكر عدد من المسؤولين الأمريكيين أن الضربات الجوية الأمريكية على الحوثيين كان تأثيرها محدودًا، وفق شبكة 'سي إن إن' الأمريكية، وزعم ترامب، في أعقاب وقف إطلاق النار مع الحوثيين، أن واشنطن حققت نتيجة جيدة للغاية، قائلًا: 'لقد تلقّوا ضربات قوية، لكنهم يملكون قدرة هائلة على تحمّل الضربات.. تحمّلوا ذلك وأظهروا شجاعة كبيرة'
وأضاف ترامب أن الحوثيين قدموا التزامًا بعدم مهاجمة السفن مجددًا، وأن واشنطن ستحترم كلمتهم، مع الترقب لما سيحدث لاحقًا، ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعتبر الاستهدافات الأخيرة للسفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين انتهاكًا للاتفاقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رصين
منذ ساعة واحدة
- رصين
إسرائيل تديرها حكومة غير سوية يجب اسقاطها
الغد- يديعوت أحرونوت بقلم: رون بن يشاي 15/7/2025 ليس بقلب مرتاح أدعو إلى إسقاط حكومة منتخبة في إسرائيل، لكن أحداث الأيام الأخيرة أوصلتني إلى استنتاج واحد ووحيد، لم يسبق لي أن وصلت إليه في كل حياتي - شؤون دولة إسرائيل تديرها اليوم حكومة غير سوية. حكومة سوية ما كانت لتدفع قدما بانقلاب قضائي في ذروة حرب في سبع ساحات، ينبغي فيها اتخاذ قرارات في شؤون الحياة والموت وما كانت لتمزق هكذا الشعب، تزرع فيه الكراهية وتمس بدافعية القطاعات التي تقاتل وتتحمل العبء. حكومة سوية ما كانت لتتصور العمل على قانون يعفي 80 ألف شاب مؤهل من التجنيد، بل وتحفزهم على عدم التجند بعطايا يتلقونها على حساب دافع الضرائب. وذلك في الوقت الذي يتعطش فيه الجيش إلى 10 آلاف مجند كي يحافظ على الإنجازات الأمنية التي وصلنا إليها ويمنع التدهور إلى حرب جديدة بعد وقت قصير. حكومة سوية ما كانت لتمزق نسيجنا الاجتماعي، ما كانت لتهدم "الدولة اليهودية والديمقراطية" التي قاتلنا وما نزال نقاتل في سبيلها. إن التركيز على بنيامين نتنياهو كجذر كل الشرور ليس صحيحا. إنها الحكومة كلها، بكل أعضائها. أنا أخاف منهم. أنا ببساطة أخاف منهم. تحليل العوامل والدوافع أن تكون حكومتنا صعدت إلى مصاف "مسيرة السخافة" وتعمل بخلاف مصالحنا الأمنية والقومية وبخلاف المنطق السليم أبقيه لخبراء أفضل وأكثر خبرة مني في السياسة الإسرائيلية والنفوس التي وراءها، لكن يبدو أن التشويه الفكري والخسوف الذي عانت منه هذه الحكومة يؤدي بنا إلى أفكار باتت غريبة، ضارة وخطيرة أكثر فأكثر. مثلا "المدينة الإنسانية" التي يطلب نتنياهو وسموتريتش من الجيش إقامتها بين محور موراغ ومحور فيلادلفيا. حسب الخطة التي توجد منذ الآن في الجيش لا يدور الحديث عن معسكر اعتقال، لا سمح الله، وبالتأكيد ليس عن معسكر إبادة، مثلما تدعي محافل معينة في اليسار الإسرائيلي وفي أعقابهم أيضا قسم من وسائل الإعلام الدولية. النية هي إقامة معسكر لاجئين كبير ستضطر إسرائيل لأن تبذر المليارات لإقامته وعلى شبكات المياه، المجاري، خدمات الصحة العامة والمستشفيات الضرورية لمئات الآلاف في البداية ولمليون فلسطيني في نهاية المسيرة. لكن فضلا عن الزمن الذي سيكون ضروريا لإقامة معسكرات اللاجئين هذه والمقدرات التي ستستثمر فيها، ليس واضحا أي هدف عسكري وأي مصلحة إسرائيلية ستخدمها هذه "المدينة الإنسانية". يعتقد وزير الدفاع كاتس ورئيس الوزراء نتنياهو بأن جمع السكان الفلسطينيين قرب الحدود مع مصر يقرب هجرة السكان إليها من قطاع غزة. سموتريتش يأمل بأنه هكذا ستفرغ له ولدانييلا فايس مناطق لاستيطان متجدد في قطاع الفلسطينيين، لكن هذا سيكون هذيانا تاما لأن لن تكون أي دولة غربية مستعدة لأن تستقبل عشرات آلاف اللاجئين من غزة، ناهيك عن مئات الآلاف. نصف الغزيين على الأقل مستعدون للهجرة من القطاع، لكنهم سيفعلون هذا فقط إلى دول غربية، حيث سيتحسن وضعهم، وليس إلى دول قد تكون مستعدة لأن تستوعبهم في أفريقيا وفي آسيا، حيث سيتفاقم وضعهم الشخصي فقط. كما أن فكرة إقامة مدينة مؤطرة في جنوب القطاع تفصل السكان عن حماس ليست ممكنة التنفيذ ومنقطعة عن الواقع. مثلما حصل في المنطقة الإنسانية في المواصي وفي مناطق أخرى في غزة، فإن أناس حماس بلا سلاح سينتقلون مع عائلاتهم إلى المدينة الإنسانية جنوبي محور موراغ وهناك سيخوضون معارك شوارع مع أناس العشائر الذين سبق أن تمردوا عليهم، والذين هم أيضا سيأتون إلى المدينة الإنسانية كي يحصلوا على الغذاء. "الصمامات" التي سيقيمها الشاباك كي يرشح أناس حماس والجهاد الإسلامي من بين الوافدين إلى المدينة الإنسانية سبق أن ثبتت عدم نجاعتها، عندما فر سكان شمال القطاع للنجاة بأرواحهم إلى المواصي وبينهم أناس حماس، وكذا عندما سمح لأولئك الناس بالعودة إلى شمال القطاع والشركة الأميركية حاولت هي أيضا الفصل بين الإرهابيين والمدنيين غير المشاركين وفشلت. نحن كمواطنين ملزمون بأن نعترف بأنه طالما بقيت هذه الحكومة في الحكم، فإن أفكارا من هذا النوع ستتسبب بتبذير مقدرات وبضحايا في الأرواح في أوساطنا. واضح تماما ما ينبغي لهذه الحكومة أن تفعله كي تبقي دولة إسرائيل في يدها ما سبق أن حققته، وتمتنع عن مواصلة سفك الدماء والمقدرات التي المنفعة الهامشية له قلت بشكل دراماتيكي هذه الأيام. لو كانت لنا حكومة عقلانية وبراغماتية لكان رئيس الوزراء ووزراؤه فهموا واستوعبوا بأننا في هذه الحرب انتصرنا تقريبا في كل الساحات، ربما باستثناء اليمن. رئيس الوزراء، الذي يرى نفسه كالدرع المطلق للشعب اليهودي على أجياله غير مستعد لأن يعترف بذلك، لكن في غزة أيضا تبقى فقط قليل جدا مما يمكن أخذه من حماس من خلال أعمال الجيش الإسرائيلي. صحيح أن حماس لم تحسم، لكنها هزمت. هي لم تحسم رغم أن معظم قدراتها العسكرية، بما في ذلك الأنفاق أخذت منها منذ الآن، لكن ما تزال لديها الإرادة للوقوف على قدميها وإدارة حرب عصابات من خلال خلايا صغيرة. نتنياهو يرى في الإسلام المتطرف العدو المطلق الذي يجب إلغاؤه من المنطقة تماما من خلال إبادته الجسدية أو طرده إلى مناطق أخرى. طالما كانت حماس توجد على مسافة 800 متر عن سديروت، فإنها تشكل خطرا. نتنياهو ليس مخطئا، لكن كلفة - منفعة نصر عسكري مطلق يحاول أن يحققه من شأنها أن تجعل نصرا كهذا أشبه بالهزيمة لبيروس الذي قال "نصر آخر كهذا وضعنا". في كل حرب، سواء كانت هذه حربا ضد جيوش إرهاب أو ضد جيوش لدول، فإن القدم المنهية يجب أن تكون سياسية، وهكذا أيضا يجب أن يكون في حرب 7 تشرين الأول (أكتوبر) في كل ساحاتها السبع. في لبنان وفي سورية نحن نوجد منذ الآن في مسيرة الانتقال إلى المرحلة السياسية، هكذا أيضا في إيران - وإن كان هذا سيستغرق هناك زمنا أطول. وفي غزة يجب أن نعمل أمرين بالترتيب التالي: الأمر الأول، إعادة المخطوفين. كلهم. عندها فقط يمكن للجيش، إذا لم هناك يكن وقف نار دائم، أن يعمل بنجاعة ضد 3-4 مراكز الثقل تحت الأرضية الأخيرة المتبقية لحماس في غزة. طالما بقي لدى حماس حتى ولو مخطوف واحد، فلن يتمكن الجيش من إنهاء المهمة حتى وفقا بنهج نتنياهو وسموتريتش اللذين تعد ايديولوجيتهما أقرب بكثير مما يظهر للعيان. إن تحرير المخطوفين سينهي أيضا الجدال الهدام في إسرائيل الذي هو الآخر يقسم المجتمع ويزرع الكراهية فيه. الأمر الثاني هو أنه بالتوازي مع تحرير المخطوفين، يجب أن نضمن مع الولايات المتحدة، مع دول المنطقة ومع السلطة الفلسطينية، حكما جديدا في غزة. نعم، نتنياهو وسموتريتش ملزمان بأن يسمحا للسلطة الفلسطينية بأن تكون جزءا من اليوم التالي في القطاع، وإلا فسنضطر لأن نختار بين تحول القطاع إلى الصومال وحكم عسكري إسرائيلي سيتطلب منا مقدرات وقوى نفسية ليست لدينا. على إسرائيل أن تصر في المفاوضات على اليوم التالي في القطاع على مبدأين مهمين: الأول، إسرائيل ستكون المسؤولة الحصرية والأخيرة على أمنها وأمن مواطنيها. المبدأ الثاني، يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقيم دفاعا متقدما في أراضي القطاع. وطالما لم يتفق على هذين المبدأين، فإن من حق إسرائيل أن تصر على ألا يكون هناك وقف نار دائم. كما أن على إسرائيل أن تساعد الولايات المتحدة وإدارة ترامب على الوصول إلى اتفاق في موضوع النووي والصواريخ مع إيران. هذا ممكن، لكنه يستغرق وقتا. هذه هي خلاصة ما ينبغي أن تفعله حكومة في إسرائيل، تضع المصالح الأمنية والقومية أمام ناظرها. لكن إذا لم تصعد هذه الحكومة في غضون أسابيع قليلة إلى مسار عقلاني يخدمنا، نحن المواطنين، فلن يكون هناك مفر. كلنا سنضطر لأن نبذل الجهود لإسقاطها من خلال إضراب عام إلى موعد نهاية في الاقتصاد يترافق مع خروج جماهيري إلى الشوارع. لا مفر أمامنا. هكذا فقط مثلما يقال في الصلاة:"نرحل هذه الحكومة المغرضة عن البلاد" وننهي "مسيرة السخافة"، قبل أن تلحق هذه الحكومة أضرارا أخطر، ربما غير قابلة للتراجع بأمننا وبنسجينا الاجتماعي.


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
محافظ أسيوط يتفقد موقع حادث محور ديروط.. ويوجه بصرف التعويضات وتوفير الرعاية للمصابين
أسيوط- إسلام رضوان تفقد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، موقع حادث التصادم الذي وقع على محور ديروط، وأسفر عن وفاة 3 اشخاص وإصابة 21 آخرين في حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وأخرى ربع نقل وثالثة نقل ثقيل. موضوعات مقترحة المحافظ خلال تفقده لموقع الحادث والمصابين تفقد موقع الحادث وعقب تلقيه إخطارًا من غرفة عمليات المحافظة، انتقل المحافظ فورًا إلى موقع الحادث يرافقه الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، وخالد عبدالرؤوف السكرتير العام المساعد، ثم توجه إلى مستشفيات ديروط المركزي ومنفلوط المركزي والايمان العام وأسيوط الجامعي لزيارة المصابين والاطمئنان على حالتهم الصحية. المحافظ خلال تفقده لموقع الحادث والمصابين الرعاية الطبية للمصابين ووجه المحافظ مسئولي الصحة بتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية العاجلة للمصابين، وتوفير المستلزمات والأدوية اللازمة، مع التأكيد على الجاهزية التامة لأطقم الطوارئ بالمستشفيات. المحافظ خلال تفقده لموقع الحادث والمصابين دفن ضحايا الحادث كما كلف محافظ أسيوط بسرعة إنهاء إجراءات تصاريح الدفن، وتسليم جثامين الضحايا إلى ذويهم، متقدمًا بخالص العزاء لأسر المتوفين، وداعيًا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم أهلهم الصبر والسلوان. المحافظ خلال تفقده لموقع الحادث والمصابين صرف التعويضات وفي السياق ذاته، كلف المحافظ مديرية التضامن الاجتماعي بسرعة صرف التعويضات المستحقة للمصابين وأسر المتوفين، وتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة، مؤكدًا وقوف الدولة إلى جانبهم في هذه اللحظات الصعبة. المحافظ خلال تفقده لموقع الحادث والمصابين رفع آثار الحادث كما وجه المحافظ مسؤولي الوحدة المحلية لمركز ديروط بالتنسيق مع إدارة المرور لرفع السيارات المتسببة في الحادث، وتسيير الحركة المرورية، مع فتح تحقيق عاجل للوقوف على الأسباب واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.


الزمان
منذ 4 ساعات
- الزمان
إلهام شرشر تكـــتب: مصـــــر... نبـض الســــلام
في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات القصف وتئنُّ غزة تحت نيران الحصار، وفي ظل مشهدٍ إنسانيٍّ تتكسَّرُ فيه الملامح وتتقاطع فيه الدماء مع الدموع، تقف مصر كعادتها، حاملة لواء الدبلوماسية والعقل، تسعى في حلكة الليل لإشعال شمعة تهدئة وسط هذا الظلام الدامي. ولطالما كانت مصر حاضنةَ للقضية الفلسطينية وركيزة أساسية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية ودورها العربي والإقليمي، فقد وقفت على مدى عقودٍ في صف المقاومة السياسية والدبلوماسية، مؤمنةَ بأن الحل العادل للقضية لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وها هي مصر لم ولن تتخلَّى يومًا عن هذا المبدأ، بل سخّرته في كافة المحافل الدولية، داعيةً إلى تسويةٍ عادلة تضع حدًا لمعاناة ملايين الفلسطينيين، لتؤكد كما قلت أنها تسعى في حلكة الليل لإشعال شمعة تهدئة وسط هذا الظلام الدامي. فمنذ اندلاع المواجهات الأخيرة في قطاع غزة، قبل أكثر من عامٍ ونصف، لم تنقطع قنوات الوساطة المصرية، وظلّت القاهرة، جنبًا إلى جنب مع كافة الأطراف التي ترجح كافة السلم على الحرب، ظلت تعمل بهدوء المثابرين وخبرة العارفين، على فكّ شفرات الهدنة المعقدة، رغم تعنت الاحتلال الصهيوني وتناقض رواياته حتى داخل سجونه، كما أشار أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، الذي أكد أن الوسيط المصري كان على دراية تامة بتفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار المقترح، وبدقة توزيع مراحل الإفراج عن الأسرى، حيث تحولت الأرقام من خمسة إلى ثمانية وقد تصل إلى عشرة محتجزين يتم الإفراج عنهم خلال ستين يوماً. ولأنّ الواقع قد أكد صدق كلام الله فيهم، إذ ارتبط نقض العهود بهم كما ارتبطوا به، طالبت حماس بضمانات دولية، لا سيما من واشنطن، بعدم خرق إسرائيل للاتفاق، وربما تفضي بنود الاتفاق إلى إخراج قيادات من الحركة إلى دول أخرى، كجزء من ترتيبات ما بعد الهدنة. وفي هذا الإطار المتشابك، يتحرك وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي في أكثر من اتجاه، حاملاً صوت غزة في آذان العالم، في اتصالاته المتكررة، من فرنسا إلى السعودية، ومن الاتحاد الأوروبي إلى الأردن وإسبانيا، يذكّر دول العالم بأن ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع، بل كارثة إنسانية تستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً، ويشدد على أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون مستدامًا، وليس مجرد هدنة مؤقتة تُستأنف بعدها آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تفرق بين صبيٍ ولا عجوز. فمع الجانب الفرنسي، أكد وزير الخارجية المصري ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يجري في غزة والضفة، داعيًا إلى تسوية عادلةٍ وشاملةٍ للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ عاصمتها القدس الشرقية. ومع السعودية، تجدد التناغم السياسي بين القاهرة والرياض، حيث بحث الوزيران الأوضاع الكارثية في القطاع، وأكدا على ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لعقد مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، والذي تعتزم مصر استضافته بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية. ولا تزال جهود القاهرة قائمةً لم تتوقف عند حدود الإقليم، بل امتدت إلى مشاورات مع الاتحاد الأوروبي، حيث نقل «عبد العاطي» للممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، تفاصيل الجهود المصرية-القطرية-الأمريكية المبذولة لتحقيق التهدئة، ما دفعها أن تعرب من جانبها، عن القلق الأوروبي العميق تجاه الوضع الإنساني في غزة، وتؤكد ضرورة استئناف الآليات الأممية للمساعدات الإنسانية. وفي تزامنٍ لافت، سلّمت حركة حماس ردها الرسمي إلى الوسطاء، متضمنًا موافقة مبدئية على هدنة تمتد لستين يومًا، ما فتح الباب أمام مفاوضات غير مباشرة برعايةٍ مصرية مكثفة. إن تحركات الدولة المصرية التي لا تقتصر في هذا المسار على الجانب الفلسطيني-الإسرائيلي فقط، بل تشمل أيضًا السعي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واستئناف مفاوضات البرنامج النووي، لتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك سعيها الحثيث للتهدئة الشاملة وإحلال السلام في الإقليم والمنطقة التي باتت مؤججةً بالصراعات. لقد أضحت الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية مضرب مثل العالم، ومحل ثقةٍ وتقديرٍ لدى كل داعمٍ للسلام أو حتى متظاهرٍ به، كيف لا، ونحن نرى بين الحين والآخر دولةً تلو الأُخرى تؤكد دعمها للجهود المصرية المكثفة في هذه القضية، ربما كان آخرها تأكيد الأردن وإسبانيا دعمهما للجهود المصرية والقطرية والأمريكية، منادين بضرورة إنهاء الحرب وفتح المعابر لإدخال المساعدات فورًا، في ظل معاناة شعبٍ لم يعد يحتمل مزيدًا من الجوع أو الألم أو النزف. إن ما يجري في غزة على الحقيقة ليس مجرد أزمة عابرة، بل مشهد يعكس انكشاف الضمير العالمي أمام مأساةٍ إنسانية تتجدد فصولها كل يوم، ويؤكد أن مصر كانت وازالت وستظل تتحرك بثقل التاريخ وحنكة الجغرافيا، تسابق الزمن لتثبيت هدنةٍ، وإطلاق روح الحياة من بين أنقاض الموت، فلا صوت يعلو فوق صوت السلام... إلا صوت طفلٍ فلسطيني يتنفس أخيرًا هواءً بلا بارود. في النهاية، لا يسعنا في خضمّ العواصف التي تعصف بأمتنا، تبقى مصر تبقى قلب الأمة النابض، وضميرها الحيّ الذي لا ينام، تسير بثبات حين تتعثر الخطى، وترفع راية العقل عندما تشتعل نيران الغضب.... لا تتخلى عن دورها ولا تنأى بنفسها عن قضايا الأشقاء، بل تتقدم الصفوف بوعيٍ ومسؤولية.... تمدّ يدها لا لفرض الوصاية، بل لدرء الفتنة ونصرة المظلوم، وستظل مصر، كما كانت دومًا، وطنًا إذا نادى عليه التاريخ أجابه بحكمة وحنكة... حفظ الله أرض الكنانة، وحقن دماء الأبرياء في فلسطين. ســـــــــــــــيرة الحـــــــــــبيب (ﷺ) ذات الرقاع.. حين علّمنا النبى الثبات فى طريق الدعوة نطلُّ اليوم على محطةٍ جديدةٍ من محطات تلك الرحلة الإيمانية التى نتعايش فيها متأملين سيرة سيد المجاهدين، قائد الغر المحجلين، سيدنا محمدٍ عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، لنقف فى رحاب غزوةٍ من غزوات سيدنا المصطفى –صلى الله عليه وسلم- التى قلّما تُذكر، رغم أنها تحمل من الدروس والعظات ما تهتز له القلوب وتخشع له الأبصار. إنها غزوة ذات الرقاع، التى خرج فيها النبى –صلى الله عليه وسلم- ليرفع راية الحق ويكف أذى أهل الباطل، ويعلّمنا ويعلّم الأمة كيفية الصر والاحتساب، والتضحية والثبات، والعزم والتوكل، مهما اشتدت الخطوب أو ضاقت السبل. لقد كانت غزوة ذات الرقاع فى السنة الرابعة من الهجرة – بعد إجلاء بنى النضير – حين تجمعت قبائل غطفان ومحارب وثعلبة، لتنفث سمّ الحقد وتخطط لقتل النبى الأمين –صلى الله عليه وسلم- وتبطش بأهل الإسلام، كما فعلت من قبل حين غدرت بالدعاة السبعين، فأهلكت ألسنة الحق التى أرسلها النبى –صلى الله عليه وسلم- إلى نجد لتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. هنا لم يتوانى سيدنا صلى الله عليه وسلم، بل انطلق ومعه أربعمائة – وقيل سبعمائة – من المؤمنين الصادقين، متوشحين التقوى، موقنين بالنصر، رغم وعورة الطريق، وقلة الزاد، وضعف الرواحل حتى كان الواحد منهم يركب ثم يترجل لغيره، إذ كان الستة أو السبعة يتبادلون ركوب بعير واحد . وفى مسيرهم الشريف وسعيهم الذى يُرى، تمزّقت خفاف الصحابة، ونزفت أقدامهم دمًا، فلفّوا الأرجل بالخرق والجلود، حتى سُمّيت الغزوة بذات الرقاع، لما رقعوه من أرجلهم أو راياتهم، ولعل فى تسميتها بعدٌ عميقٌ إلى جانب المعنى القريب، يشير إلى أنها كانت أيضًا رمزًا لقلوب رُقعت بالصبر واليقين، فجعلها الله مفاتيح نصرٍ وخير. بلغ جيش المسلمين موضعاً لبنى غطفان يُقال له أرض "نَخل"، فهربت جموع الأعداء، وقد تملكهم الخوف وقذف الله فى قلوبهم الرعب، فصعدوا رؤوس الجبال وتركوا النساء والذرية، وبقى النبى –صلى الله عليه وسلم- حريصًا على حراسة المسلمين، وقد حضرت الصلاة. نعم، حضرت الصَّلاةُ، وخاف المسلمون أن يُغير الأعداء عليهم، وخشى النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يعود هؤلاء الفارّين وينتهزون الفرصة لينقضّوا على المسلمين أثناء الصلاة. وهنا جاءت البشرى وجاء الفرج، إذ نزلت آيةٌ عظيمةٌ، وتشريعٌ يحفظ شعيرة الصلاة حتى فى أحلك الظروف، ألا وهى آية صلاة الخوف التى لا يتسع المقام للوقوف مع تفسيرها وكلا الفقهاء فيها وسرد هيئات هذه الصلاة كما وردت فى السنة الشريفة.. نزل البيان الإلهى الحاسم بالحل السحرى الذى يحفظ شعيرة الصلاة ويحقق شعور المسلمين بالأمان حال صلاتهم فى ساح المعركة، فقال تعالى: " وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا". صلّى النبي–صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف، معلّمًا الأمة بأسرها أن لقاء العدو لا يمكن أن يحول بيننا وبين الصلة بالله، وأن السيوف لا تستطيع أن تحجب القلب عن مناجاة مولاه، وأن الصلاة لا تُسقط حتى فى ساحة المعركة، بل هى حصن المتوكل، ودرع المجاهدين، وسيف المرابطين. انتهى رسول الله والصحابة من صلاتهم، ولم يحدث شيءٌ مما كان يخشاه النبى - صلى الله عليه وسلم - ، فاختار الرجوع إلى المدينة بعد أن حصل له مقصوده من الغزو، وحققت حملتهُ العسكريَّةُ أغراضَها، متمكنةً من تشتيت الحشد الَّذى قامت به غَطَفَان لغزو المدينة. كيف لا، وقد قُذف الرعبُ فى قلوب تلك القبائل، ولُقنت درسًا قاسيًا يُعد أنموذجًا فى الردع، مفاده أنَّ قدرة المسلمين لا تقف عند إمكانية سَحْق مَنْ تحدِّثه نفسُه الاقتراب من المدينة؛ بل تتعدى ذلك لتعلن أنهم قادرون على نقل المعركة إلى أرض العدوِّ، وضربه فى عُقْر داره. عزيزى القارئ لقد انتهى المقال قبل أن يبدأ، فما أرى هذا إلا استهلالًا لتلك الغزوة المباركة التى أثبتت عزة الإسلام وقوة إيمان المسلمين وحسن توكلهم على الله رب العالمين، وسرعة استجابتهم وطاعتهم أمر رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، فإلى هنا نكتفى على أمل اللقاء فى عددٍ قادم نستأنف خلاله بقية أحداث ومشاهد هذه المحطة الهامّة فى تلك الرحلة العطرة. دمتم فى أمان الله.