
إلهام شرشر تكـــتب: مصـــــر... نبـض الســــلام
ولطالما كانت مصر حاضنةَ للقضية الفلسطينية وركيزة أساسية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية ودورها العربي والإقليمي، فقد وقفت على مدى عقودٍ في صف المقاومة السياسية والدبلوماسية، مؤمنةَ بأن الحل العادل للقضية لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وها هي مصر لم ولن تتخلَّى يومًا عن هذا المبدأ، بل سخّرته في كافة المحافل الدولية، داعيةً إلى تسويةٍ عادلة تضع حدًا لمعاناة ملايين الفلسطينيين، لتؤكد كما قلت أنها تسعى في حلكة الليل لإشعال شمعة تهدئة وسط هذا الظلام الدامي.
فمنذ اندلاع المواجهات الأخيرة في قطاع غزة، قبل أكثر من عامٍ ونصف، لم تنقطع قنوات الوساطة المصرية، وظلّت القاهرة، جنبًا إلى جنب مع كافة الأطراف التي ترجح كافة السلم على الحرب، ظلت تعمل بهدوء المثابرين وخبرة العارفين، على فكّ شفرات الهدنة المعقدة، رغم تعنت الاحتلال الصهيوني وتناقض رواياته حتى داخل سجونه، كما أشار أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، الذي أكد أن الوسيط المصري كان على دراية تامة بتفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار المقترح، وبدقة توزيع مراحل الإفراج عن الأسرى، حيث تحولت الأرقام من خمسة إلى ثمانية وقد تصل إلى عشرة محتجزين يتم الإفراج عنهم خلال ستين يوماً.
ولأنّ الواقع قد أكد صدق كلام الله فيهم، إذ ارتبط نقض العهود بهم كما ارتبطوا به، طالبت حماس بضمانات دولية، لا سيما من واشنطن، بعدم خرق إسرائيل للاتفاق، وربما تفضي بنود الاتفاق إلى إخراج قيادات من الحركة إلى دول أخرى، كجزء من ترتيبات ما بعد الهدنة.
وفي هذا الإطار المتشابك، يتحرك وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي في أكثر من اتجاه، حاملاً صوت غزة في آذان العالم، في اتصالاته المتكررة، من فرنسا إلى السعودية، ومن الاتحاد الأوروبي إلى الأردن وإسبانيا، يذكّر دول العالم بأن ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع، بل كارثة إنسانية تستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً، ويشدد على أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون مستدامًا، وليس مجرد هدنة مؤقتة تُستأنف بعدها آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تفرق بين صبيٍ ولا عجوز.
فمع الجانب الفرنسي، أكد وزير الخارجية المصري ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يجري في غزة والضفة، داعيًا إلى تسوية عادلةٍ وشاملةٍ للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ عاصمتها القدس الشرقية.
ومع السعودية، تجدد التناغم السياسي بين القاهرة والرياض، حيث بحث الوزيران الأوضاع الكارثية في القطاع، وأكدا على ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لعقد مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، والذي تعتزم مصر استضافته بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية.
ولا تزال جهود القاهرة قائمةً لم تتوقف عند حدود الإقليم، بل امتدت إلى مشاورات مع الاتحاد الأوروبي، حيث نقل «عبد العاطي» للممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، تفاصيل الجهود المصرية-القطرية-الأمريكية المبذولة لتحقيق التهدئة، ما دفعها أن تعرب من جانبها، عن القلق الأوروبي العميق تجاه الوضع الإنساني في غزة، وتؤكد ضرورة استئناف الآليات الأممية للمساعدات الإنسانية.
وفي تزامنٍ لافت، سلّمت حركة حماس ردها الرسمي إلى الوسطاء، متضمنًا موافقة مبدئية على هدنة تمتد لستين يومًا، ما فتح الباب أمام مفاوضات غير مباشرة برعايةٍ مصرية مكثفة.
إن تحركات الدولة المصرية التي لا تقتصر في هذا المسار على الجانب الفلسطيني-الإسرائيلي فقط، بل تشمل أيضًا السعي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واستئناف مفاوضات البرنامج النووي، لتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك سعيها الحثيث للتهدئة الشاملة وإحلال السلام في الإقليم والمنطقة التي باتت مؤججةً بالصراعات.
لقد أضحت الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية مضرب مثل العالم، ومحل ثقةٍ وتقديرٍ لدى كل داعمٍ للسلام أو حتى متظاهرٍ به، كيف لا، ونحن نرى بين الحين والآخر دولةً تلو الأُخرى تؤكد دعمها للجهود المصرية المكثفة في هذه القضية، ربما كان آخرها تأكيد الأردن وإسبانيا دعمهما للجهود المصرية والقطرية والأمريكية، منادين بضرورة إنهاء الحرب وفتح المعابر لإدخال المساعدات فورًا، في ظل معاناة شعبٍ لم يعد يحتمل مزيدًا من الجوع أو الألم أو النزف.
إن ما يجري في غزة على الحقيقة ليس مجرد أزمة عابرة، بل مشهد يعكس انكشاف الضمير العالمي أمام مأساةٍ إنسانية تتجدد فصولها كل يوم، ويؤكد أن مصر كانت وازالت وستظل تتحرك بثقل التاريخ وحنكة الجغرافيا، تسابق الزمن لتثبيت هدنةٍ، وإطلاق روح الحياة من بين أنقاض الموت، فلا صوت يعلو فوق صوت السلام... إلا صوت طفلٍ فلسطيني يتنفس أخيرًا هواءً بلا بارود.
في النهاية، لا يسعنا في خضمّ العواصف التي تعصف بأمتنا، تبقى مصر تبقى قلب الأمة النابض، وضميرها الحيّ الذي لا ينام، تسير بثبات حين تتعثر الخطى، وترفع راية العقل عندما تشتعل نيران الغضب.... لا تتخلى عن دورها ولا تنأى بنفسها عن قضايا الأشقاء، بل تتقدم الصفوف بوعيٍ ومسؤولية.... تمدّ يدها لا لفرض الوصاية، بل لدرء الفتنة ونصرة المظلوم، وستظل مصر، كما كانت دومًا، وطنًا إذا نادى عليه التاريخ أجابه بحكمة وحنكة... حفظ الله أرض الكنانة، وحقن دماء الأبرياء في فلسطين.
ســـــــــــــــيرة الحـــــــــــبيب (ﷺ)
ذات الرقاع.. حين علّمنا النبى الثبات فى طريق الدعوة
نطلُّ اليوم على محطةٍ جديدةٍ من محطات تلك الرحلة الإيمانية التى نتعايش فيها متأملين سيرة سيد المجاهدين، قائد الغر المحجلين، سيدنا محمدٍ عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، لنقف فى رحاب غزوةٍ من غزوات سيدنا المصطفى –صلى الله عليه وسلم- التى قلّما تُذكر، رغم أنها تحمل من الدروس والعظات ما تهتز له القلوب وتخشع له الأبصار.
إنها غزوة ذات الرقاع، التى خرج فيها النبى –صلى الله عليه وسلم- ليرفع راية الحق ويكف أذى أهل الباطل، ويعلّمنا ويعلّم الأمة كيفية الصر والاحتساب، والتضحية والثبات، والعزم والتوكل، مهما اشتدت الخطوب أو ضاقت السبل.
لقد كانت غزوة ذات الرقاع فى السنة الرابعة من الهجرة – بعد إجلاء بنى النضير – حين تجمعت قبائل غطفان ومحارب وثعلبة، لتنفث سمّ الحقد وتخطط لقتل النبى الأمين –صلى الله عليه وسلم- وتبطش بأهل الإسلام، كما فعلت من قبل حين غدرت بالدعاة السبعين، فأهلكت ألسنة الحق التى أرسلها النبى –صلى الله عليه وسلم- إلى نجد لتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
هنا لم يتوانى سيدنا صلى الله عليه وسلم، بل انطلق ومعه أربعمائة – وقيل سبعمائة – من المؤمنين الصادقين، متوشحين التقوى، موقنين بالنصر، رغم وعورة الطريق، وقلة الزاد، وضعف الرواحل حتى كان الواحد منهم يركب ثم يترجل لغيره، إذ كان الستة أو السبعة يتبادلون ركوب بعير واحد .
وفى مسيرهم الشريف وسعيهم الذى يُرى، تمزّقت خفاف الصحابة، ونزفت أقدامهم دمًا، فلفّوا الأرجل بالخرق والجلود، حتى سُمّيت الغزوة بذات الرقاع، لما رقعوه من أرجلهم أو راياتهم، ولعل فى تسميتها بعدٌ عميقٌ إلى جانب المعنى القريب، يشير إلى أنها كانت أيضًا رمزًا لقلوب رُقعت بالصبر واليقين، فجعلها الله مفاتيح نصرٍ وخير.
بلغ جيش المسلمين موضعاً لبنى غطفان يُقال له أرض "نَخل"، فهربت جموع الأعداء، وقد تملكهم الخوف وقذف الله فى قلوبهم الرعب، فصعدوا رؤوس الجبال وتركوا النساء والذرية، وبقى النبى –صلى الله عليه وسلم- حريصًا على حراسة المسلمين، وقد حضرت الصلاة.
نعم، حضرت الصَّلاةُ، وخاف المسلمون أن يُغير الأعداء عليهم، وخشى النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يعود هؤلاء الفارّين وينتهزون الفرصة لينقضّوا على المسلمين أثناء الصلاة.
وهنا جاءت البشرى وجاء الفرج، إذ نزلت آيةٌ عظيمةٌ، وتشريعٌ يحفظ شعيرة الصلاة حتى فى أحلك الظروف، ألا وهى آية صلاة الخوف التى لا يتسع المقام للوقوف مع تفسيرها وكلا الفقهاء فيها وسرد هيئات هذه الصلاة كما وردت فى السنة الشريفة..
نزل البيان الإلهى الحاسم بالحل السحرى الذى يحفظ شعيرة الصلاة ويحقق شعور المسلمين بالأمان حال صلاتهم فى ساح المعركة، فقال تعالى: " وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا".
صلّى النبي–صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف، معلّمًا الأمة بأسرها أن لقاء العدو لا يمكن أن يحول بيننا وبين الصلة بالله، وأن السيوف لا تستطيع أن تحجب القلب عن مناجاة مولاه، وأن الصلاة لا تُسقط حتى فى ساحة المعركة، بل هى حصن المتوكل، ودرع المجاهدين، وسيف المرابطين.
انتهى رسول الله والصحابة من صلاتهم، ولم يحدث شيءٌ مما كان يخشاه النبى - صلى الله عليه وسلم - ، فاختار الرجوع إلى المدينة بعد أن حصل له مقصوده من الغزو، وحققت حملتهُ العسكريَّةُ أغراضَها، متمكنةً من تشتيت الحشد الَّذى قامت به غَطَفَان لغزو المدينة.
كيف لا، وقد قُذف الرعبُ فى قلوب تلك القبائل، ولُقنت درسًا قاسيًا يُعد أنموذجًا فى الردع، مفاده أنَّ قدرة المسلمين لا تقف عند إمكانية سَحْق مَنْ تحدِّثه نفسُه الاقتراب من المدينة؛ بل تتعدى ذلك لتعلن أنهم قادرون على نقل المعركة إلى أرض العدوِّ، وضربه فى عُقْر داره.
عزيزى القارئ
لقد انتهى المقال قبل أن يبدأ، فما أرى هذا إلا استهلالًا لتلك الغزوة المباركة التى أثبتت عزة الإسلام وقوة إيمان المسلمين وحسن توكلهم على الله رب العالمين، وسرعة استجابتهم وطاعتهم أمر رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، فإلى هنا نكتفى على أمل اللقاء فى عددٍ قادم نستأنف خلاله بقية أحداث ومشاهد هذه المحطة الهامّة فى تلك الرحلة العطرة.
دمتم فى أمان الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 24 دقائق
- خبر صح
بريطانيا تفرض 137 عقوبة جديدة على قطاعي الطاقة والنفط في روسيا
فرضت بريطانيا حزمة جديدة من العقوبات تشمل 137 إجراءً تستهدف بشكل مباشر قطاعي الطاقة والنفط في روسيا، وذلك في خطوة منسقة مع حلفائها الغربيين تهدف إلى تقويض قدرة روسيا على تمويل عملياتها العسكرية في أوكرانيا. بريطانيا تفرض 137 عقوبة جديدة على قطاعي الطاقة والنفط في روسيا مقال له علاقة: 'تقارير تكشف عن صفقة محتملة بين نتنياهو وترامب تتعلق بغزة وتنازلات في سوريا' وجاءت هذه الخطوة متزامنة مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن تبني الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، والتي أقرها ممثلو الدول الأعضاء، وفقاً لمصادر دبلوماسية نقلتها وكالة الأنباء الألمانية. تسعى الإجراءات الجديدة إلى تقليص العائدات الروسية من صادرات النفط، وتعميق القيود على القطاع المالي، بالإضافة إلى منع أي محاولات لإعادة تشغيل خطي أنابيب الغاز 'نورد ستريم 1″ و'نورد ستريم 2'. مقال مقترح: مبادرة إماراتية مصرية لإنشاء مشروع الأمل لتوفير مياه غزة عقوبات أوروبية على الأسطول الروسي الخفي وتضمنت الحزمة أيضاً إدراج أكثر من 100 سفينة ضمن ما يُعرف بـ'الأسطول الروسي الخفي' المستخدم للالتفاف على العقوبات، حيث لن يُسمح لهذه السفن بدخول موانئ الاتحاد الأوروبي، كما سيتم تقييد وصولها إلى خدمات التأمين، والتمويل، والتجهيز، مما قد يؤدي إلى توسع تأثير العقوبات ليطال نحو 450 سفينة لاحقاً. شملت العقوبات أيضاً فصل 22 بنكاً روسياً إضافياً عن نظام 'سويفت' المالي العالمي، مع توسيع نطاق الحظر ليشمل جميع المعاملات المالية مع هذه المؤسسات. ورغم حدة هذه العقوبات، لم تسجل أسعار النفط تغيراً كبيراً في تعاملات الاثنين، حيث قيّم المستثمرون تداعيات الإجراءات الأوروبية الجديدة على إمدادات النفط العالمية، وسط تزايد الإنتاج من قبل بعض منتجي الشرق الأوسط، وتخوف من أثر الرسوم الجمركية على الطلب. استقر خام برنت عند 69.27 دولاراً للبرميل، بتراجع طفيف قدره سنت واحد، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 10 سنتات ليصل إلى 67.44 دولاراً للبرميل، بعد أن أغلق كلاهما على انخفاض في الجلسة السابقة. ومن اللافت أن شركة 'نايارا إنرجي' الهندية، التي تعتبر واحدة من أبرز مستوردي النفط الروسي المكرر، كانت من بين الكيانات التي طالتها العقوبات الأوروبية الجديدة. في المقابل، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا أصبحت تملك ما وصفه بـ'مناعة نسبية' ضد الضغوط الغربية، رغم استمرار تصاعد العقوبات. تزامناً مع هذا التصعيد، من المقرر أن تُعقد محادثات نووية جديدة بين إيران وكل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول يوم الجمعة المقبل، وفقاً لوزارة الخارجية الإيرانية. تأتي هذه الخطوة في ظل تحذيرات أوروبية من احتمال إعادة فرض عقوبات دولية على طهران إذا لم تُستأنف المفاوضات قريباً. كما يُتوقع أن تبدأ الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من أغسطس/آب، حيث عبّر وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، عن ثقته في التوصل إلى اتفاق تجاري مع بروكسل، رغم التوترات الحالية.


خبر صح
منذ 24 دقائق
- خبر صح
دموع أنس الشريف تلامس قلوب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي
في أحد تقاريره الميدانية، وقف المراسل الصحفي أنس الشريف أمام الكاميرا ليصف آثار المجاعة، وفجأة مرت بجواره عربة بخارية تحمل مصابين بإغماءات ومضاعفات نتيجة شدة الجوع، هنا انهار أنس، وتخونه الكلمات، لينفجر باكيًا وسط تضامن شعبي مؤثر، حيث يواسيه الغزيون قائلين: 'استمر، أنت صوتنا'، وتبقى لحظة بكاء أنس الشريف أثناء نقله آثار الجوع على أهل غزة محفورة في الذاكرة، وسط مواساة الأهالي له بقولهم: 'استمر، أنت صوتنا'. دموع أنس الشريف تلامس قلوب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي شوف كمان: هجمات الدرون تهدد العمق العسكري الأمريكي بعد عملية شبكة العنكبوت وفي أول تعليق له على هذه اللحظة، كتب أنس عبر منصة 'إكس': 'صحيح، لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت أبناء شعبي المجوّعين يصرخ بجانبي: 'استمر يا أنس، لا تقف، أنت صوتنا''، 'والله، هذا هو كل همي أن أنقل صوت الناس المخذولين، المحاصرين، المجوّعين في غزة'. صحيح، لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت أبناء شعبي المجوّعين يصرخ بجانبي: 'استمر يا أنس، لا تقف، أنت صوتنا'. والله، هذا هو كل همي… أن أنقل صوت الناس المخذولين، المحاصرين، المجوّعين في غزة. — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0). تضامن واسع وتفاعل مؤثر أثار المقطع موجة تضامن كبيرة عبر منصات التواصل، حيث عبّر البعض عن تقديره لرسالة الشريف، بينما استشعر آخرون الحزن والعجز أمام المأساة، فكتب أحد المغرّدين: 'بكاء أنس الشريف على الهواء والناس يتساقطون من الجوع من حوله، وآخر يهتف له: 'استمر يا أنس.. أنت صوتنا''، 'لا أظن في تاريخ الإسلام حدث كهذا منذ حوصر النبي ﷺ في شعب أبي طالب'. بكاء أنس الشريف على الهواء مباشرة والناس يتساقطون حوله من شدة الجوع. وآخر ينادي: استمر يا أنس استمر.. استمر أنت صوتنا. لا أظن في تاريخ الإسلام حدث مثل هذا منذ حوصر رسول الله في شعب أبي طالب اللهم إنا استيأسنا! يا رب رحمتك، يارب نصرك، يارب ردّ بأس القوم المجرمين. مواضيع مشابهة: رعب في تل أبيب بعد إصابة مطار بن جوريون بصاروخ حوثي مما أدى إلى شلل الحركة فيه — Aseel (@f_maq106). وأضاف آخر: 'غلبته دموعه فخنق البكاء صوته، وساد الصمت، لكن الحشود خلفه هتفت بشغف: تابع يا أنس، لا تتوقف أنت صوتنا'. فيما نشر ناشط ثالث: 'انهار أنس بالبكاء عند الحديث عن الجوع، فسكت.. ثم صرخ الناس خلفه: 'استمر يا أنس، أنت صوتنا''، 'وأحنا بنقولك كمان.. لا تلتفت لأفيخاي ومن اصطفوا معه في الهجوم عليك.. استمر، أنت تمثّلنا'. انهار أنس بالبكاء خلال حديثه عن التجويع، فسكت.. ثم صرخ الناس من خلفه: استمر يا أنس، استمر… أنت صوتنا واحنا بنقولك يا أنس كمان .. انت صوتنا وصوت كل غزاوي .. استمر ولا تلتفت لأفيخاي اللي هاجمك اليوم ولشوية قمامة محسوبين علينا اصطفوا مع أفيخاي في الهجوم عليك! — صـقـر (@sqrpal105). وكتب آخر: 'حين انهار أنس الشريف، تسلّل صوت جائع من الخلف يقول له: 'استمر يا أنس أنت صوتنا''، 'حتى وهم يموتون جوعًا، ما زالوا يثقون بنا، لكننا والله لم نعد نستحق هذه الثقة!' فيما علّق أحدهم بأسى قائلاً: 'بكاء أنس الشريف وسقوط الناس من الجوع حوله قتلني، والناس تهتف: 'أنت صوتنا'.. سامحنا يا أنس، لم يعد هناك رجال إلا عندكم، يا منجي نجّهم نحن لا حول لنا ولا قوة إلا بك'. الجوع في غزة.. سلاح صامت يفوق القصف ومع استمرار إغلاق المعابر وتقييد إدخال المساعدات، تحول الجوع إلى سلاح فتاك يُحاصر السكان، لا يقلّ فتكًا عن صواريخ الاحتلال. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 19 شخصًا خلال 24 ساعة فقط بسبب الجوع، بينهم الطفلة رزان أبو زاهر ذات الأربعة أعوام، التي عاشت نصف عمرها في الحرب، وكامل عمرها تحت الحصار. ووفق مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، فإن رزان قضت نحبها داخل قسم الأطفال نتيجة سوء التغذية، لتنضم إلى قائمة تضم 70 طفلًا من شهداء المجاعة منذ بداية العدوان.


الاقباط اليوم
منذ 29 دقائق
- الاقباط اليوم
تحية واجبة للشرطة المصرية .. بقلم خالد منتصر
بقلم خالد منتصر ما حدث مع مجموعة حسم أمس الأول يعد ملحمة بطولية تضاف إلى سجل مكافحة الإرهابيين، الذين يريدون الخراب لهذا الوطن، متابعة الشرطة المصرية وجهاز الأمن الوطنى ومراقبة تحركات هؤلاء القتلة المجرمين، هى درس أمنى لمعنى الأمن الحقيقى، الذى فيه دور التوقع والترقب قبل الحادث أهم من إحباط الحادث أو بالأصح الوسيلة الناجعة الناجحة لإحباط الحادث، كانت تلك الخلية الإرهابية تخطط كما هو المعتاد لحوادث تخريب وتدمير لزعزعة الأمن، حرق مؤسسات، تفجير هيئات، اغتيال شخصيات عامة.. إلى آخر تلك الأعمال الوضيعة التى يريدون بها استهداف نواة هذا الوطن واستقراره وإشاعة الفوضى والخراب فى ربوعه، رئيس المجموعة وعقلها المدبر يحيى موسى عقد مؤتمراً خارج البلاد يبشرنا فيه بوعد الله الذى حدث فى الثورة السورية، ويقول إننا سنصبح مثل سوريا محكومين بالتيار الإسلامى، والسؤال للدكتور يحيى، هل تريد أن يقفز المصريون المسيحيون من البلكونات مثل الدروز ويطلق عليهم الرصاص من ظهورهم، وتحرق بيوتهم مثلما أحرقت بيوت العلويين؟؟! هل تريد قتل عازفى الكمان مثلما قتل الدواعش فى سوريا الطفلة التى احتضنت قوس الكمان قبل موتها؟! هل ستترك الأمهات يصرخن كما تصرخ الأمهات فى السويداء والساحل على أولادهن؟ هل هذا هو المصير الذى قررت الثورة من أجله يا دكتور يحيى؟؟! طمنتنا يا شيخ إلهى يطمنك!! ما يقوله يحيى وغيره من الحمقى الإرهابيين، يثبت أن المعركة ليست مع أشخاص بل هى مع أفكار، حرب الإرهاب أهم من الإرهابيين، الفكرة التى تحركهم والمستمدة من تراث مصطلحاته مكانها الوحيد هو متحف الفولكلور، التكفير، الولاء والبراء، الجهاد بالغزو، البراء، الجزية، السبىإلخ، هذه الفكرة أهم من الأشخاص، ومقاومتها على نفس القدر من الأهمية مثل مقاومة ومطاردة الأشخاص، الشرطة تقوم بدور خرافى وأسطورى فى مقاومة هؤلاء الأشرار، الذين تفوقوا فى الشر على أكبر مافيا فى العالم، لكن لا بد من مساندتها من وزارات أخرى منها التعليم والإعلام، والخارجية والثقافة، كل هؤلاء مهمتهم مواجهة الإرهاب، الفكرة هى من تجعل الكلاشينكوف وحامله مقتنعاً بالقتل والتفجير والاغتيال، التناسخ من تلك الجماعات لن ينتهى إلا بقطع جذوره ثقافياً بفكر مستنير مضاد وقوى ومفتوح له كل نوافذ التعبير.