
«إسرائيل الكبرى»: الحلم القديم الجديد
هكذا هي إسرائيلُ. ولكن هذا الكيان الذي أصاب ضميرَ العالم في مقتل هو نفسه الذي - مع الأسف الشديد - نشاهد تشبُّثَه بوهمه وحلمه المزعوم المتمثل في إقامة «إسرائيل الكبرى». نشاهد تمسُّكَه بكذبةٍ تاريخية ونحن في المقابل رغم امتلاكِنا الحقَّ التاريخيَّ، فإنَّنا فعلنا كلَّ ما يؤدي إلى التفريط فيه. وهكذا نفهم كيف أنَّه حتى الأكذوبة والوهم يعيشان أطولَ زمناً عندما يجدان من يتمسَّك بهما.
هذا هو التعليق السريع الذي بدا لنا مناسباً لتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يكشف عن حلمِه بإقامة «إسرائيل الكبرى» في اللحظة التي يمزّق فيها الجوع أمعاء أهلِ غزة، وتتواتر علينا صور الأطفال الذين أصبحوا عبارةً عن هياكلَ عظمية من شدَّة الجوع وسوء التغذية.
لنتذكر جيداً أنَّ الوضع في غزة مأساوي جداً إنسانياً، ومن فرط المأساوية والإحراج العالمي رأينا كيف أنَّ دولاً هدَّدت بالاعتراف بفلسطين وأخرى اعترفت بها. وهو أمرٌ لم يكن سهلاً لولا أنَّ التجويع القاتل الذي تمارسه إسرائيلُ ضد أهالي غزة وأطفالِها لم يترك أي مجال للمناورة والصَّمت سياسياً.
وكي يحوِّلَ وجهةَ الرأي العام إلى موضوع آخر؛ انخرط نتنياهو في خطاب البوح بحلمه التاريخي والروحي، مطلقاً عبارة «إسرائيل الكبرى» أسلوباً يهدف إلى تلهية العالم لينسى الصورة المعدّة بالذكاء الاصطناعي المنتشرة حول شخصه وهو يسبح في دم الفلسطينيين.
فعلاً، لا شيء جديداً في هذا الخطاب الذي أدار الأعناقَ التي كانت ملتفتة للجائعين ولتعنت إسرائيل في السماح للمساعدات الدولية الإنسانية بالوصول إلى أهالي غزة. ذلك أنَّ «إسرائيل الكبرى» هي «أرض الميعاد» التي اعتمدها الخطاب التاريخي الإسرائيلي. فالاثنان واحد في الحلم والأكذوبة والحدود والخريطة والجغرافيا والوهم. فقط، سياسياً عبارة «إسرائيل الكبرى» مناسبة أكثر من «أرض الميعاد» ذات المرجعية اللغوية الروحية التاريخية وفق المزاعم الإسرائيلية. هذا علاوة على أنَّ عبارة «إسرائيل الكبرى» قد سبق استعمالها في عام 1967.
طبعاً استحضار هذا الحلم المزعوم في هذه اللحظة علاوة على ما يمثله من محاولة لتشتيت اهتمام الرأي العام، فإنَّه يعبر بوضوح عن الشعور الإسرائيلي بالتقدم في تحقيق الحلم بتعزيز مشروع إقامة إسرائيل، وفي إحراز خطوات مهمة، وفي الاستعداد للانتقال إلى «إسرائيل الكبرى».
بطريقة أخرى، فإنَّ إسرائيل الآن تعلن اكتمال فرض حلمها، بخاصة بعد القضاء على الممانعين والأطراف التي كانت تهدد أمنها وتعلن أيضاً عن الشروع في الجزء الثاني من الحلم: إقامة «إسرائيل الكبرى»، وهي بالضبط تحمل نفس جغرافية «أرض الميعاد» التي تقع - حسب مزاعم الإسرائيليين وبخاصة المتطرفون منهم - في منطقة الشرق الأوسط، وتشمل أجزاء من مصر، وفلسطين، ولبنان، وسوريا والأردن. لذلك؛ فإنَّ الرسالة من وراء استخدام عبارة «إسرائيل الكبرى» قد وصلت، وهو ما يفسر الإدانات الرسمية التي صدرت عن الأردن ومصر.
الملاحظة الأخرى الواضحة جداً، أنَّ خطاب إسرائيل رغم كل الضغوط من دول عدة في العالم، فإنَّها تبدو في وضع سياسي مرتاح، أي أنَّها تصرّح وتتصرَّف بوصفها دولة رابحة ومنتصرة وبفارق كبير جداً في النتيجة. وكي نؤكدَ هذه الملاحظة؛ فإنَّنا نطرح السؤال التالي:
في الوقت الذي يحاول فيه لبنان تقوية أجهزة دولته والاستئثار بالسلاح، يتم النفخ في مشروع «إسرائيل الكبرى» لبلبلة الأوضاع وإضعاف كل الأطراف التي تعمل من أجل معالجة التوتر في المنطقة. هو نوع من تأجيج الأوضاع والاستفزاز حتى يتم استدراج هذه الطراف لمعارك تخص مشروع «إسرائيل الكبرى » هذه المرة. السؤال: هل الدول العربية التي آمنت بالتفاوض وبالقبول الاضطراري بإسرائيل قد أخطأت؟ ألم توقّع مصر في عهد السادات على اتفاقية سلام ودفعت مقابل ذلك أثماناً باهظة؟ فهل يكون جزاء عقلاء منطقة الشرق الأوسط الانقلاب على البعض منهم باعتبار أن ذلك الانقلاب حتمية يفرضها مشروع «إسرائيل الكبرى»؟ الوضع حالياً إشكالي وكأنه يجر أخطاء بدايات الصراع العربي - الإسرائيلي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 15 دقائق
- عمون
إعلان إعادة خدمة العلم رسالة حاسمة على تصريحات نتينياهو
في خطوة تحمل أبعاداً سياسية واضحة، أعلن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني عن إعادة خدمة العلم وربطها بالهوية الوطنية الأردنية، في رسالة ذكية وعميقة المعنى، تشكّل رداً عملياً على التصريحات الاستفزازية لرئيس وزراء العدو الإسرائيلي. رئيس وزراء الكيان لم يتردد في الإفصاح عن طموحاته القديمة، مؤكداً أن حلمه بإقامة ما يسميه بـ"إسرائيل الكبرى" قائم منذ أكثر من ثلاثين عاماً. تلك الخريطة الوهمية، التي تشمل كامل الأراضي الفلسطينية والأردنية وأجزاء واسعة من العراق وسوريا والسعودية ومصر، تعكس أطماعاً توسعية لا تقيم وزناً للقوانين الدولية ولا حتى لاتفاقيات السلام الموقعة مع الأردن ومصر والسلطة الوطنية الفلسطينية، والتي وصفها بأنها "اتفاقيات بالية وغير واقعية". إعلان ولي العهد لم يأت من فراغ؛ بل هو رد سياسي مباشر على هذه التصريحات. فالربط بين إعادة خدمة العلم وتعزيز الهوية الوطنية يبعث برسالة واضحة: الأردن لن يقف مكتوف اليدين أمام هذه التهديدات. إن إعادة تفعيل خدمة العلم، والتي كان تجميدها أصلاً جزءاً من التفاهمات المرتبطة باتفاقية السلام، يُعد مؤشراً بالغ الدلالة، بل وتلويحاً ضمنياً بأن الأردن قد يعيد النظر في التزاماته إذا ما استمرت الأطماع الإسرائيلية. الأردن، بقيادته الهاشمية وجيشه العربي وشعبه الواعي، أعلن جهوزيته الكاملة للدفاع عن الأرض والسيادة والهوية. فالقرار لا يعني فقط تدريباً عسكرياً للشباب، بل هو استدعاء للروح الوطنية الأصيلة وتجديد للولاء والانتماء لأرض هذا الوطن . إنها رسالة سياسية موجهة لكل من يتوهم أن الأردن قد يضعف أو يتراجع أمام المخاطر، فالشعب والجيش والملك يقفون صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد وجودي. إعادة خدمة العلم ليست مجرد قرار سيادي ، بل هي رسالة استراتيجية للأردنيين أولاً وللعالم ثانياً. إنها تأكيد أن الأردن، الذي قدّم للعالم أنموذجاً في الاستقرار والاعتدال، قادر في الوقت ذاته على أن يكون صلباً وحازماً في الدفاع عن أرضه وهويته. حمى الله الأردن أرضاً وشعباً وجيشاً وعرشاً.

عمون
منذ 15 دقائق
- عمون
الاحزاب الوسطية النيابية: تأييد مطلق لإعلان ولي العهد بإعادة تفعيل خدمة العلم
عمون - أعربت كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية النيابية برئاسة النائب الكابتن زهير الخشمان، تأييدها المطلق وتأكيدها الحاسم لإعلان ولي العهد، سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني حول إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم. واعتبرت الكتلة النيابية الإعلان خطوة استراتيجية تتجاوز البعد الشكلي إلى عمق المشروع الوطني، وتعكس رؤسة مستقبلية شاملة. وتابعت أنّ هذا التوجهجاء في لحظة دقيقة حيث يؤكد ولي العهد أنّ الأردن ماضٍ في مشروعه الإصلاحي بروح واثقة. وتاليًا نص البيان: بيان صادر عن كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية النيابية تأييد وتأكيد لإعلان سمو ولي العهد حول إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم إن كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية النيابية، برئاسة سعادة النائب الكابتن زهير محمد الخشمان، تعلن وبكل وضوح وقوة، تأييدها المطلق وتأكيدها الحاسم لإعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حول إعادة تفعيل برنامج "خدمة العلم" قريباً، باعتباره خطوة استراتيجية تتجاوز البعد الشكلي إلى عمق المشروع الوطني، وتعكس رؤية مستقبلية شاملة لتأهيل شباب الأردن وتعزيز صلابة الدولة. لقد جاء هذا التوجه في لحظة دقيقة، يؤكد فيها ولي العهد أن الأردن ماضٍ في مشروعه الإصلاحي التحديثي بروح واثقة، وبمنهجية لا تترك الشباب على هامش الحياة العامة، بل تضعهم في قلب المسؤولية الوطنية. خدمة العلم ليست مجرد برنامج تدريبي أو التزام وقتي، بل هي معسكر وطني متكامل، يعيد الاعتبار لقيم الانتماء والانضباط، ويصقل الشخصية الأردنية بروح التضحية والالتزام، تماماً كما أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين. وإذ تثمن الكتلة هذه الخطوة، فإنها تعتبر أن إعادة تفعيل خدمة العلم هو تجديد للعقد الوطني بين الدولة والشباب، ورافعة أساسية لتعزيز منظومة القيم الوطنية وتحصين الجبهة الداخلية، في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تحيط بوطننا. وهو ما يجعلنا على ثقة بأن هذا البرنامج سيُعيد إنتاج قوة المجتمع من الداخل، عبر شباب مدرَّب، مؤهل، منضبط، وقادر على حماية الوطن والمساهمة في نهضته. وتؤكد الكتلة أن دور البرلمان سيكون داعماً ومسانداً لهذه الرؤية، وستعمل بكل طاقاتها لضمان أن يُنفَّذ البرنامج بأفضل الوسائل وبما يحقق الأهداف الوطنية العليا. كما تدعو جميع القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى التكاتف خلف هذه المبادرة، التي تمثل حجر أساس في مشروع التحديث الوطني الشامل. عاش الأردن قوياً بمليكه وولي عهده وشعبه الوفي، وعاش شباب الوطن درعاً للأردن وسنداً لمستقبله.

عمون
منذ 15 دقائق
- عمون
مجلس النواب: ندعم بكل الطاقات والأدوات إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم
عمون - قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إنّ الجيش العربي والأجهزة الأمنية يتقدمها القائد الأعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى، كانت وستبقى محط فخر واعتزاز أبناء الشعب الأردني، مشيراً إلى أن إعلان سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد المعظم، إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريباً، يلقى في نفوس أعضاء مجلس النواب وأبناء الشعب الأردني الثقة والاعتزاز والفخر. وأضاف الصفدي في بيان صادر عن مجلس النواب اليوم الأحد أن إعلان سمو ولي العهد، يعكس الرؤية التي طالما آمن بها جلالة الملك عبد الله الثاني بأبناء وطنه، انطلاقاً من الحرص في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء والولاء والانضباط لدى وشباب الوطن الذين طالما أكدوا أنهم على أتم الجاهزية للدفاع عن الوطن وأمنه ومكتسباته. وأكد مجلس النواب دعمه الكامل لهذا الإعلان بكل الطاقات وبكل الأدوات، فهو إعلان يشكل محطة مهمة في رسم معالم شخصية الشباب الأردني، القادر على التفاعل مع التحديات في ظل بيئة إقليمية ودولية متغيرة، مثمناً هذه المبادرة التي تشكل مشروعا وطنيا متكاملا، يعزز ثقافة العمل والانضباط، ويفتح أمام الشباب أبوابًا جديدة. وأكد الصفدي أن جيشنا وأجهزتنا الأمنية يبرهنون دوماً القدرة العالية على مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية، وأسهموا في الحفاظ على استقرار الأردن وسط محيط مضطرب، ويقف الشعب الأردني بكل فخر خلف أبنائه في القوات المسلحة الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن، ويضربون أروع الأمثلة في الانضباط، الشجاعة، والولاء للقيادة الحكيمة. وشدد مجلس النواب أن الشباب الأردني هم الثروة الحقيقية والركيزة الأساسية لمستقبل الأردن والأساس المتين في الدفاع عن الوطن، مؤكداً أن الجيش والأجهزة الأمنية درع الوطن وسياجه المنيع، ستبقى مشاعل المجد ومعنى الفخر على طول السنين، حيث سطروا أروع البطولات في الدفاع عن أرض الوطن وحماية حدوده وسيادته. وختم الصفدي بالقول إن انخراط الشباب الأردني في خدمة العلم خطوة أساسية نحو بناء جيل واعٍ ومسؤول يتحلى بالانضباط والانتماء للوطن، ويسهم في إعداد شباب قادر على تحمل المسؤولية، وخدمة العلم ليست مجرد واجب، بل شرف لكل شاب أردني يسعى للمساهمة في أمن وطنه واستقراره.