
لماذا أصاب جيمي ديمون «كبد الحقيقة» في نقده للاجتماعات؟
إيما جاكوبس
من قال إن فن كتابة الرسائل قد مات؟ الرسالة السنوية إلى المساهمين من جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة بنك «جيه بي مورغان»، بلغت 57 صفحة إضافة إلى الحواشي السفلية.
ووصفت زاوية «لكس» في صحيفة «فايننشال تايمز» رسالة جيمي ديمون بأنها «درس مُتقن في فن مخاطبة أصحاب النفوذ»، مع الإشارة إلى أسلوبه في مخاطبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن المثير للانتباه أن انتقادات ديمون الأشد لم تكن للسياسيين، بل لضعف التواصل المؤسسي والممارسات الإدارية المتهالكة.
«تحدث بلغتك الطبيعية — وتخلص من المصطلحات المعقدة»، هكذا كتب ديمون في رسالته المنشورة هذا الشهر، والتي تطرقت أيضاً إلى قضايا الرسوم الجمركية وآفاق الاقتصاد العالمي وسبل تحقيق إنتاجية أعلى بموارد أقل، محذراً من «الهراء الإداري» الذي يعيق التواصل الفعال.
وصب ديمون جام غضبه على ثقافة الاجتماعات المفرطة، داعياً صراحة إلى «قتل هذا الأسلوب»، مشدداً على أنه في حالة الضرورة القصوى، فلا بد من الالتزام بمواعيد بداية ونهاية صارمة، وتحديد هدف واضح، مع اقتصار الحضور على المعنيين فقط، مضيفاً: «في كثير من الأحيان نتوهم أننا نتصرف بلطف حين ندعو أشخاصاً لا حاجة لوجودهم في الاجتماع».
وتحظى دعوات إعدام الاجتماعات بحرارة بشكل عام في عالم الأعمال، فقد استقطبت شركة «شوبيفاي» للتجارة الإلكترونية قبل عامين اهتماماً إعلامياً واسعاً بعد قرارها الجريء بإلغاء اجتماعات أيام الأربعاء بالكامل، وكذلك الاجتماعات التي تضم أكثر من شخصين.
وتعالت الأصوات المطالبة بإنهاء هذه التجمعات بعد الجائحة، حيث تحولت عبارة «كان يمكن لهذا الاجتماع أن يكون مجرد رسالة إلكترونية» إلى صيحة احتجاج بين أوساط موظفي الياقات البيضاء الذين ازدحمت جداولهم بمواعيد اجتماعات افتراضية يحجزها الزملاء عبر تطبيقات مثل زووم.
وكشفت دراسة حديثة أجرتها شركة مايكروسوفت بين عامي 2020 و2023 عن تضاعف عدد اجتماعات منصة «تيمز» ثلاث مرات، فيما أبدى المشاركون استياء من افتقار الاجتماعات الافتراضية للكفاءة، حيث أفاد 55% منهم بغموض الخطوات التالية في نهاية الاجتماعات، بينما اشتكى 56% من صعوبة تلخيص ما جرى خلالها.
وأدت هذه الظاهرة إلى اضطرار الموظفين لتمديد ساعات عملهم للتركيز على إنجاز مهامهم الأساسية بعد استنزاف أوقاتهم في اجتماعات طويلة ومتكررة.
ويعكس التفشي الخبيث والمتزايد لثقافة الاجتماعات أن ديمون ليس وحده من قادة الأعمال الساعين إلى ترشيد هذه الممارسة وتحسين آليات تبادل الأفكار بين الزملاء. فعندما تحدثت إلى شركات تحاول تطبيق أسبوع عمل من أربعة أيام، كانت الاجتماعات عادة أول الأشياء التي يتم إلغاؤها.
للأسف، يضم قائمة المجربين أيضاً عمالقة التكنولوجيا الذين يرون، كما هو متوقع، أن علاج فوضى الاجتماعات المتزايدة يكمن في المزيد من التقنيات الذكية.
فها هي منصة «أوتر» للنسخ الصوتي تطلق مساعداً ذكياً يتولى الإجابة الصوتية عن الأسئلة خلال الاجتماعات، ويؤدي مهام أخرى مماثلة. أما إريك يوان، مؤسس زووم ورئيسها التنفيذي، فيتوقع مستقبلاً يستطيع فيه الموظف الذهاب إلى الشاطئ مرسلاً نسخة رقمية من نفسه لحضور الاجتماع، بل والتفاعل مع أشباه رقمية أخرى، إذ صرح لموقع «ذا فيرج»: «يمكنني إرسال نسختي الرقمية - ويمكنك إرسال نسختك الرقمية».
غير أن التجارب الحالية للذكاء الاصطناعي في توثيق الاجتماعات وتلخيصها تكشف عن ثغرات جوهرية، فرغم توفيرها للوقت، تعجز هذه التقنيات عن التقاط الإيماءات الدقيقة والرسائل الضمنية خلال المحادثات. وقد تتجاوز الأمور ذلك إلى محاذير أكبر. مؤخراً، سمعت عن فريق تسويق اكتشف متأخراً جداً أن التسجيل استمر بعد مغادرة العميل لاجتماع معهم. ولم يكن العميل سعيداً لاحقاً بتلقي نسخة نصية تسرد عيوبه المختلفة التي استمر الفريق في الحديث عنها.
ويتبنى ديمون مقاربة معاكسة تماماً، محذراً من أن الحل يكمن في تخلي المشاركين تماماً عن أجهزتهم الإلكترونية أثناء الاجتماعات، وقال: «أشاهد باستمرار أشخاصاً في الاجتماعات يتفقدون إشعاراتهم أو يتبادلون رسائل شخصية أو يتصفحون بريدهم الإلكتروني. هذا السلوك يجب إيقافه، فهو ينم عن قلة احترام ويبدد وقتاً ثميناً».
تنبع جذور هذه السلوكيات السلبية جزئياً إلى فترة الجائحة القاتمة، فلم يكن بإمكان الموظفين الحصول على أي متعة سوى عن طريق «إرسال رسائل نصية لبعضهم البعض حول مدى كون الشخص الآخر أحمق»، كما قال ديمون بصراحة في خطاب تسرب للإعلام سابقاً. ويتعلق الأمر أيضاً بالعمال الذين يتعاملون مع كميات هائلة من الرسائل عبر منصات عديدة، من البريد الإلكتروني إلى واتساب.
وطرح ديمون يستحق الترحيب، خاصة مع تصاعد النقاشات المقلقة خلال الأسابيع الأخيرة حول تأثير الهواتف الذكية على الأطفال، لا سيما بعد عرض فيلم «مراهقة» على نتفليكس الذي يتناول قصة مراهق في الثالثة عشرة يتعرض لغسيل دماغ بواسطة مجتمعات ذكورية متطرفة عبر الإنترنت. آن الأوان لتوجيه الانتقاد أيضاً للبالغين بخصوص إدمانهم على الأجهزة الرقمية.
ولعل مشكلة تشتت الانتباه تتجاوز مجرد الانشغال بتطبيق واتساب، لكن بالمحتوى الممل وأسلوب المشاركين المتكلف في الاجتماعات نفسها.
وتؤكد بيث شيرمان، مستشارة الاتصالات المقرر مشاركتها في «معرض الاجتماعات» لاحقاً هذا العام، هذا الرأي بقولها: «حين ينشغل المشاركون في اجتماعك بهواتفهم، فإنهم في أفضل الأحوال ينصتون بنصف تركيزهم فقط؛ لذا، فمن الأفضل أن تنصب جهود القادة على معالجة المرض الأساسي، بدلاً من الاكتفاء بمعالجة الأعراض».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 19 ساعات
- سكاي نيوز عربية
ديمون: لسنا في وضع مثالي.. والأزمات تتربص بالاقتصاد الأميركي
وأضاف ديمون في تصريحات لتلفزيون بلومبرغ على هامش قمة الصين العالمية التي ينظمها البنك الأميركي في مدينة شنغهاي الصينية: "لا أوافق على القول إننا في وضع مثالي"، مشيرا إلى أن قائمة المخاطر التي تواجه الاقتصاد الأميركي تشمل العجز المالي الضخم والعوامل التضخمية والمخاطر الجيوسياسية. وأكد أن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ قراره بشأن خفض الفائدة الأميركية صائب تماما. وأبقى مسؤولو مجلس الاحتياطي على أسعار الفائدة دون تغيير منذ بداية العام الحالي، في ظل بيئة اقتصادية قوية وحالة غموض بشأن تغييرات السياسات الحكومية مثل الرسوم الجمركية وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد. وقال اعضاء الفيدرالي في وقت سابق من هذا الشهر إنهم يرون مؤشرات متزايدة على ارتفاع التضخم والبطالة في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة. وفي وقت سابق هذا الشهر، اتفقت الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية بشكل حاد لمدة 90 يومًا للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد بين البلدين وذلك في إطار جولات محادثات يُتوقع أن تكون صعبة بين واشنطن وبكين. ويتوقع محللون ومستثمرون أن تظل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصين عند مستوى من شأنه أن يُقلص الصادرات الصينية بشكل كبير بعد هدنة التسعين يومًا. وقال ديمون: "لا اعتقد أن الحكومة الأميركية ترغب في الانسحاب من الصين. آمل أن تُعقد جولة ثانية، أو ثالثة، أو رابعة، وأن تنتهي الأمور على خير". وأثارت إعلانات ترامب الفوضوية عن الرسوم الجمركية، وجهوده لتقليص أو إغلاق الوكالات الحكومية الفيدرالية، مخاوف بشأن التجارة والتضخم والبطالة والركود الاقتصادي المحتمل. وصرح مسؤولون تنفيذيون في البنوك بأن الشركات علقت مشروعات توسعاتها، بما في ذلك عمليات الدمج والاستحواذ المربحة التي تديرها بنوك الاستثمار. كما أطلق جيه بي مورغان تشيس ، وهو أكبر بنك أميركي، "مركزه للجيوسياسية" هذا الأسبوع، والذي يُجري أبحاثًا حول روسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط وإعادة التسلح العالمي.


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
رئيس إنفيديا: الصين تضم 50% من باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم
قال رئيس شركة إنفيديا، جنسن هوانغ، إن القيود الأمريكية على تصدير الرقائق الإلكترونية كانت "فاشلة" لأنها حفزت تطوير التكنولوجيا في الصين. قال رئيس شركة إنفيديا، جنسن هوانغ، إن القيود الأمريكية على تصدير الرقائق الإلكترونية كانت "فاشلة" لأنها حفزت تطوير التكنولوجيا في الصين. جاء ذلك خلال حديثه في منتدى تقني الأربعاء، في الوقت الذي تتهم فيه بكين الولايات المتحدة بـ"الحمائية". وقد فرضت الإدارات الأمريكية المتعاقبة قيوداً على بيع رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، في محاولة لكبح التقدم العسكري الصيني وحماية الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن هوانغ قال في منتدى Computex في تايبيه إن هذه القيود أدت بدلاً من ذلك إلى تحفيز المطورين الصينيين. وقال هوانغ للصحفيين خلال المعرض التقني: إن "الشركات المحلية موهوبة للغاية ومصممة جداً، وقد منحتها القيود على التصدير الروح والطاقة والدعم الحكومي لتسريع تطورها. أعتقد أن القيود على التصدير كانت فاشلة بشكل عام". وأضاف هوانغ: إن "الصين تمتلك نظاماً بيئياً تقنياً نابضاً بالحياة، ومن المهم أن ندرك أن الصين تضم 50% من باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم، وهي بارعة للغاية في مجال البرمجيات". أضرار كبيرة وتعرضت شركة إنفيديا، التي تصمم وحدات معالجة الرسومات المتطورة (GPUs)، لأضرار كبيرة بسبب القيود الأمريكية. وصرّح هوانغ أن الشركة خسرت "مليارات الدولارات" من المبيعات، وانخفضت حصتها في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين من نحو 95% في بداية إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى 50%. وفي الشهر الماضي، قام هوانغ بزيارة مفاجئة إلى بكين، حيث التقى برئيس مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية صينية، وكذلك بمؤسس شركة DeepSeek، ليانغ وينفنغ، بحسب صحيفة فايننشال تايمز. وجاءت زيارته بعد أيام من فرض الولايات المتحدة قيوداً جديدة حظرت تصدير وحدات معالجة البيانات H20 من إنفيديا إلى الصين، وهي نسخة أقل قوة صُممت خصيصاً للامتثال للقيود المفروضة خلال إدارة بايدن. وأبلغت الحكومة الأمريكية شركة إنفيديا أن هذه القواعد تهدف إلى تقليل خطر استخدام منتجاتها في أجهزة كمبيوتر فائقة الأداء في الصين أو تحويلها إليها. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن اجتماع هوانغ مع ليانغ في بكين كان يهدف إلى مناقشة تصاميم شرائح جديدة للشركة الصينية للذكاء الاصطناعي بحيث لا تنتهك القيود الأمريكية الجديدة. إلغاء قيود وفي الأسبوع الماضي، ألغت إدارة ترامب بعض القيود المفروضة على مبيعات الرقائق إلى الصين، بعد أن أعربت بعض الدول عن مخاوفها من حرمانها من تكنولوجيا ضرورية لتطوير الذكاء الاصطناعي. لكنها في الوقت نفسه أصدرت إرشادات جديدة لدول أخرى، محذرة الشركات من أن استخدام رقائق ذكاء اصطناعي متقدمة مصنوعة في الصين، وبشكل خاص رقائق Ascend التي تنتجها شركة هواوي، قد يضعها في خرق للقيود الأمريكية الحالية. وردت الصين باتهام الولايات المتحدة بـ"إساءة استخدام القيود التصديرية لقمع واحتواء الصين". وقالت وزارة التجارة الصينية، اليوم الأربعاء، إن التحذيرات الأمريكية "تمثل بلطجة وحمائية أحادية الجانب نموذجية، وتُقوض بشكل خطير استقرار سلسلة صناعة وأمداد أشباه الموصلات العالمية". كما حذّرت الصين من أن "أي منظمة أو فرد يطبّق أو يساهم في تطبيق مثل هذه الإجراءات" قد يكون مخالفاً للقانون الصيني. aXA6IDEwNC4yNTMuODkuMTMzIA== جزيرة ام اند امز IT


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
شوبيفاي تطلق خاصية استثنائية.. إنشاء متاجر إلكترونية بالذكاء اصطناعي
أطلقت شوبيفاي اليوم الأربعاء خاصية ذكاء اصطناعي توليدي تمكن البائعين على منصتها الإلكترونية من إنشاء متاجرهم الإلكترونية عن طريق إدخال كلمات مفتاحية وصفية. وفقا لوكالة رويترز، تنشئ الخاصية ثلاثة تصميمات للمتاجر مزودة بالصور والنصوص بناء على الكلمات المفتاحية، مما يساعد البائعين على تقليل الوقت والموارد اللازمة لتصميم متاجرهم الإلكترونية. وفي حين أن شوبيفاي تقدم أدوات متنوعة قائمة على الذكاء الاصطناعي وتطبيقات خارجية لمساعدة البائعين في بناء متاجرهم، فإن أداة بناء المتاجر بالذكاء الاصطناعي أول خاصية متكاملة تحول عملية إعداد الموقع الإلكتروني إلى عملية آلية بالكامل. وتعتمد شوبيفاي بشدة على منتجات الذكاء الاصطناعي لجذب المزيد من البائعين إلى منصتها. Shopify هي منصة تجارة إلكترونية تساعد على إنشاء متجر إلكتروني، وإدارة المدفوعات، ومراقبة نمو الأعمال. يمكن استخدام تطبيق Shopify لمراقبة المتاجر والمعاملات والمخزون والمزيد من أي مكان، طالما لدى الشخص اتصال بالإنترنت. تقدم Shopify خططا بسيطة للبدء، ولكنها توفر العديد من الخدمات لتخصيص المتجر بما يتناسب مع العمل، بما في ذلك واجهات متاجر مخصصة، وتطبيقات خارجية، بالإضافة إلى بناء حلول مخصصة. بمجرد أن تكون المنتجات والمبيعات والمهام التشغيلية جاهزة على Shopify، يمكن بعد ذلك توسيع خيارات المنتجات والمبيعات. يقدم Shopify باقات متنوعة لتلبية احتياجات الأعمالك ونطاقها، تتراوح من ٢٩ دولارا أمريكيا شهريا للخطة الأساسية إلى ٢٣٠٠ دولار أمريكي شهريا لخدمات Shopify Plus. aXA6IDgyLjI2LjIzOS4xODkg جزيرة ام اند امز UA