
مهرجان أفينيون ينطلق السبت بحيز هام للغة العربية
للغة العربية
. وتأسّس مهرجان أفينيون المسرحي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، عام 1947 على يد جان فيلار. وتحوّل فعالياته مدينة الباباوات إلى مسرح عملاق في شهر يوليو/تموز من كل عام. وستُفتتح هذه الدورة التاسعة والسبعون مساء السبت في قاعة الشرف بقصر الباباوات، من جانب مصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، بفعالية "نوت" المستوحاة من قصص "ألف ليلة وليلة".
العربية ضيفة
أفينيون
هذا الحدث الذي يضم 42 عرضاً، منها 32 عرضاً جديداً من عام 2025 و20 عرضاً مصمماً لأفينيون تحديداً، يُقدم "تنوعاً جمالياً كبيراً"، على ما قال مديره تياغو رودريغيز لوكالة فرانس برس. ويسلط المهرجان هذا العام الضوء على اللغة العربية، بعد الإنكليزية في عام 2023 والإسبانية في 2024. وبذلك، سيُثري حوالى 15 فناناً، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، نسخة من هذا الحدث الذي يُفرد حيزاً مهما في الأصل للرقص. من بينهم مصمم الرقصات اللبناني علي شحرور الذي يروي في عملٍ أُنتج على وقع القصف في بيروت، القصة المأساوية للعمال المهاجرين الذين تُركوا لمصيرهم خلال
العدوان الإسرائيلي على لبنان
خريف عام 2024.
وسيستضيف محجر بولبون عرضاً تكريمياً للمغني البلجيكي
جاك بريل
، تُحييه أيقونة الرقص المعاصر آن تيريزا دو كيرسماكر وراقص البريك دانس سولال ماريوت. ويُذكّر تياغو رودريغيز بأن بعض الفنانين "يتناولون قضايا الساعة بشكل صريح"، و"هذا جزء لا يتجزأ من هوية المهرجان"، و"يستكشف آخرون، بشكل أكثر علنية مسائل عميقة (بالقدر نفسه)". وهذا يُظهر "مدى التزام الفنانين التفكير في العالم من خلال عروضهم".
موسيقى
التحديثات الحية
"الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" على مسرح "بي بي سي"
ليلة قراءات صادمة
من أبرز الأحداث المرتقبة خلال المهرجان، ليلة قراءات لمقتطفات من محاكمة الفرنسية جيزيل بيليكو التي دأب زوجها على تخديرها لسنوات قبل تسليمها لغرباء لاغتصابها. ومن المتوقع أن يكون لهذا العمل الفني من توقيع ميلو رو تأثير خاص، نظراً لكون هذه المحاكمة التي أثارت اهتماماً إعلامياً عالمياً قد عُقدت في أفينيون بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول 2024. خلال عرضها الأول في فيينا عاصمة النمسا في 19 يونيو/حزيران، أثارت أمسية القراءات هذه صدمة لدى الجمهور.
ويشارك في المهرجان أيضاً مخرجون كبار مثل الألماني توماس أوسترماير، الذي يشكك في مفهوم الحقيقة في مسرحية "البطة البرية" لإبسن. وسيُعرض في قاعة الشرف بقصر الباباوات عملٌ بارز عن تاريخ أفينيون بعنوان "النعال الحريرية" لبول كلوديل، من إخراج مدير المسرح الوطني الفرنسي إريك روف.
(فرانس برس، العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 16 ساعات
- العربي الجديد
إلغاء مهرجان في سلوفاكيا كان سيستضيف المغني كانييه ويست
أُلغي مهرجان كان مقرراً أن يقدم فيه مغني الراب الأميركي كانييه ويست حفلة الأسبوع المقبل في سلوفاكيا ، بسبب "ضغط إعلامي" و"انسحاب عدد من الفنانين والشركاء"، بحسب ما أعلنه المنظمون. وكتب المنظمون على موقع إنستغرام: "لم يكن قراراً سهلاً"، من دون ربط القرار مع مشاركة الفنان الأميركي والانسحابات رافقت ذلك. وعندما اتصلت وكالة فرانس برس بالقائمين على المهرجان الذي يحمل اسم "روبيكون"، وكان من المقرر إقامته على أرض خاصة، رفضوا الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وقال أحد المنظمين، روبرت ميكلوس، الذي أعلن استقالته الأسبوع الماضي من دون تعليل قراره: "أردنا استضافة نجم كبير في سلوفاكيا". أضاف: "الاعتقاد أنني أشاركه آراءه أمرٌ سخيف. كنا نريد استضافة الفنان بصفته الفنية". وإثر إعلان إقامة الحفلة الأوروبية الوحيدة لمغني الراب الأميركي البالغ 48 عاماً في 20 يوليو/ تموز الحالي في براتيسلافا، واجه المهرجان انتقادات من جمعيات بسبب تصريحات سابقة أدلى بها كانييه ويست واعتُبرت مؤيدة للنازية. كما وقّع آلاف الأشخاص عريضة ضد الحفلة الموسيقية التي وصفوها بأنها "إهانة لذكرى الضحايا وتمجيد للعنف". موسيقى التحديثات الحية روبي ويليامز... فوضى بصرية لمغني البوب وحقّق مغني الراب، المعروف حالياً باسم "يي "، شهرةً واسعة بفضل أعماله الموسيقية التي نال من خلالها 24 جائزة غرامي، لكنه أثار الجدل بسبب تصريحاته المعادية للسامية والمؤيدة للنازية في السنوات الأخيرة. وكان من المقرر إقامة مهرجان روبيكون الذي يُعدّ الحدث الرئيسي لموسيقى الراب في هذه الدولة الواقعة في وسط أوروبا، في الفترة بين 18 و20 يوليو. وضمّت قائمة المشاركين أيضاً مغنيي الراب الأميركيين أوفسيت وشيك ويس. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 16 ساعات
- العربي الجديد
مراجعة "بي بي سي" تخلص إلى "انتهاك معايير الدقة" بسبب طفل فلسطيني
خلصت مراجعة داخلية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الاثنين، إلى أن فيلماً وثائقياً أنتجته بالتعاون مع شركة إنتاج مستقلة حول الأطفال في غزة، وأثار جدلاً في الأشهر الأخيرة، خالف معايير الهيئة التحريرية الخاصة بالدقة، وذلك نتيجة عدم الكشف عن أن الطفل الراوي هو نجل مسؤول سابق في حكومة حماس في غزة. وكان مدير عام "بي بي سي"، تيم ديفي، قد كلف بإجراء مراجعة للوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" ، بعد أن سُحب من منصة آي بلاير في فبراير/ شباط الماضي عندما أُثيرت قضية صلات الطفل بوالده بعد حملة تحريض قادتها منظمات مناصرة لإسرائيل والسفيرة الإسرائيلية في لندن. وأشار تقرير المراجعة إلى أن شركة الإنتاج المستقلة هويو فيلمز تتحمل معظم مسؤولية الفشل، لكنها قالت أيضاً إن "بي بي سي" تتحمل بعض المسؤولية، وكان ينبغي عليها بذل المزيد من الجهد في إشرافها، كما أكدت "بي بي سي" أنه ما كان ينبغي الموافقة على الوثائقي، وأنها تتخذ الإجراءات المناسبة بشأن المساءلة. مع ذلك، لم يجد التحقيق الداخلي في إنتاج فيلم "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" أي انتهاكات أخرى لإرشادات الإنتاج، بما في ذلك الحياد بحسب ما قالت المراجعة، كما وجد أنه لم تؤثر أي مصالح خارجية "بشكل غير لائق على البرنامج"، وخلص التقرير إلى أنه "جرى النظر بعناية في متطلبات الحياد الواجب في هذا المشروع نظراً لطبيعة الموضوع المثيرة للجدل بشدة". يأتي هذا التقرير بعد استفسار قدّمته قبل أيام وزيرة الثقافة، ليزا ناندي، عن سبب عدم فقدان أي شخص لوظيفته بسبب الفيلم الوثائقي، مع استمرار حملات ضغط على "بي بي سي" تقودها مجموعات مناصرة لإسرائيل. مع العلم أن ناندي كانت سابقاً رئيسة مجموعة "أصدقاء حزب العمال لفلسطين والشرق الأوسط". إعلام وحريات التحديثات الحية حكم بسجن الروائي المعارض بوريس أكونين لمدة 14 عاماً في روسيا وتولى مدير الشكاوى والمراجعات التحريرية في "بي بي سي"، بيتر جونستون، عملية المراجعة بعد سحب الفيلم، وخلص إلى أن وظيفة الأب كانت "معلومات حساسة"، وهو ما لم تَطّلع عليه "بي بي سي" قبل بث الوثائقي. قال جونستون: "بغض النظر عن كيفية الحكم على أهمية منصب والد الراوي من عدمها، كان ينبغي إعلام الجمهور بهذا الأمر"، كما لم تجد المراجعة أي "أساس معقول" للاستنتاج بأن أي شخص شارك أو دفع مقابل البرنامج كان خاضعاً لعقوبات مالية، مثل "حماس"، إذ دُفعت رسوم قدرها 795 جنيهاً إسترلينياً للراوي. من جهته، رأى مدير "بي بي سي"، تيم ديفي أن المراجعة الداخلية تظهر "تقصيراً كبيراً في دقة هذا الفيلم الوثائقي. أشكره على عمله الدؤوب، وأعتذر عن هذا التقصير"، مضيفاً: "سنتخذ الآن إجراءاتٍ على جبهتين: إجراءاتٍ عادلة وواضحة ومناسبة لضمان المساءلة السليمة، والتنفيذ الفوري لخطواتٍ لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء". ولم توضح الهيئة ما إذا كانت ستتخذ إجراءات تأديبية ضد أي من الموظفين. وأشار التقرير إلى أن ثلاثة من أعضاء فريق شركة "هويو فيلمز" كانوا على علم بمنصب والد الطفل، لكن لم يجرِ إبلاغ "بي بي سي" بذلك في حينه. واعتبرت المراجعة هذا الإغفال "تقصيراً جسيماً" من الشركة، كما انتقدت فريق التحرير في "بي بي سي" لعدم اتخاذ خطوات "استباقية كافية" أثناء عمليات التدقيق التحريري الأولية، و"لغياب إشراف نقدي على الأسئلة التي لم تُجب عنها بشكل كامل". من جانبها، قالت شركة هويو فيلمز في بيان: "نأخذ النتائج الواردة في تقرير بيتر جونستون عن غزة: كيف تنجو من منطقة حرب على محمل الجد، ونعتذر عن الخطأ الذي أدى إلى خرق المبادئ التحريرية". وينشر الطفل عبد الله اليازوري منذ أشهر عبر صفحته في إنستغرام فيديوهات عن معاناة الفلسطينيين في غزة في ظل القصف الإسرائيلي اليومي. وقال في فيديو نشره خلال عيد الفطر الأخير: "في هذا العيد، لا نفطر على ولائم، بل على حزن. منازلنا مدمرة، وعائلاتنا ممزقة - ومع ذلك، ما زلنا نجتمع، وما زال لدينا أمل". سوشيال ميديا التحديثات الحية الجرافات الإسرائيلية تمرّ عبر "فيسبوك" ووقع أكثر من 600 شخصية بارزة في عالم السينما والصحافة والثقافة والإعلام في مايو/ أيّار الماضي، على رسالة طالبت "بي بي سي" ببث الفيلم بعد سحبه. وجاء في الرسالة في حينه: "هذا ليس تحذيراً تحريرياً، بل قمعٌ سياسي"، واتهم الموقعون هيئة الإذاعة البريطانية "بإسكات شهادات حيوية وتطبيق معايير مزدوجة على الأصوات الفلسطينية"، في ظل الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة التي يكون فيها الأطفال أكثر الضحايا تأثراً. وكانت "بي بي سي" قد منعت مؤخراً بث فيلم آخر أنتجته عن الأطباء والعاملين في مجال الإغاثة في غزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع باسم "أطباء تحت الهجوم"، ولاحقاً قامت القناة الرابعة البريطانية ببث العمل. وأشار تقرير صدر عن منظمة يونيسف في مايو الماضي إلى أن أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو أصيبوا في غزة منذ أكتوبر/ تشرين أول 2023، كما أن 67 طفلاً قد ماتوا بسبب سوء التغذية، كما يعيش نحو 650 ألف طفل دون سن الخامسة في ظل خطر التعرض لسوء التغذية الحاد. ووثقت تقارير، الأحد، استشهاد ستة أطفال على الأقل في غارة إسرائيلية على نقطة لتجميع المياه في النصيرات بقطاع غزة.


العربي الجديد
منذ 19 ساعات
- العربي الجديد
استعارة من قاموس الديكتاتورية
في حين كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أوامرَ تلقاها الجيش الإسرائيلي لاقتناص أهالي غزّة بالقتل العمد، وهم ينتظرون بعضاً من الغذاء، في ما تحوّل (بحسب وصف أحد الجنود) حقلاً للقتل، انشغل الإعلام البريطاني بردّات فعل غاضبة على هتاف مغنٍ في مهرجان غلاستنبري الشهير، مردّداً: "الموت للجيش الإسرائيلي". الإعلام الذي تغاضى عن نقل تقرير "هآرتس" المرعب أو نقاشه، وما تلاه من تسريبات جديدة حول مشاركة مرتزقة أميركيّين في عمليات القتل، استنفر في المقابل قواه وأفراده ومساحاته لنقاش الحدث الجلل في المهرجان، الذي اعتُبر ضرباً من "معاداة السامية"، حين غابت أخبار القتل العمد للمدنيين إلى حدّ كبير من التغطية. هل يعتبر هتاف عضو فرقة الهيب هوب، الذي يحمل تعابير من خطاب الحقد ضدّ جيش يقوم بالقتل الممنهج أكثر أهميةً من القتلى أنفسهم؟ يشكّل الجدال، وما يستتبعه من ملاحقات جنائية، خروجاً عن تقاليد المهرجانات الثقافية الشعبية في بريطانيا، التي غالباً ما تشهد تعبيرات سياسية راديكالية تثير الجدل يشكّل الجدل حول مهرجان غلاستبنري، الذي شهد أخيراً هتافات مؤيّدة لفلسطين، وقرارُ تصنيف حملة "فلسطين أكشن" منظّمة إرهابية، حلقتَين متقدّمتَين في عملية الإسكات المتمادية للأصوات العالية والمؤثّرة ضدّ إسرائيل في بريطانيا. وقد أحيل أحد أعضاء فرقة "نيكاب" للهيب هوب إلى التحقيق لدى الشرطة، بتهمة دعم مجموعة محظورة، لرفعه علم حزب الله خلال أحد العروض في لندن العام الماضي، في حين قال المغنّي ليام أوهانا إنه حمل العلم من دون أن يعرف معناه. كذا، أعلنت الشرطة البريطانية أن العروض التي قدّمها مغني الراب بوب فيلان، إلى جانب فرقة نيكاب في مهرجان غلاستونبري، تخضع لتحقيق جنائي بسبب هتافات فيلان بموت جيش الاحتلال. أثارت الهتافات في المهرجان وشعبيتها بين الجمهور، زوبعةً من الاحتجاج في الإعلام والسياسة، بحجّة أن الفرقة تجاوزت حدود النقد، وأن المهرجان الصيفي الأكثر شعبيةً في البلاد قد سُيّس. قدّمت هيئة الإعلام العمومي البريطانية (بي بي سي) اعتذاراً لنقل الحفل مباشرةً، في حين دان رئيس الوزراء كير ستارمر الهتافات، واصفاً إيّاها بـ"تحريض مروّع على الكراهية"، وطالباً من "بي بي سي" أن توضّح "كيف بُثّت هذه المشاهد". في الوقت نفسه، أعلنت الهيئة أنها لن تعيد بثّ العرض المباشر للمغنّي بوب فيلان بسبب الشعار الذي ردّده أمام الجمهور. يشكّل الجدال، وما يستتبعه من ملاحقات جنائية، خروجاً عن تقاليد المهرجانات الثقافية الشعبية في البلاد، التي غالباً ما تشهد تعبيرات سياسية راديكالية تثير الجدل، من دون أن تستتبع بملاحقةٍ أمنية. فرقة "نيكاب" الآتية، من بلفاست في إيرلندا الشمالية، معروفة بنشاطها الحركي دفاعاً عن قضايا إنسانية، في مشاركتها أخيراً في مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا، ردّدت هتافات "الحرية لفلسطين" رغم التضييق الجاري على الحراك من أجل فلسطين في الولايات المتحدة. والفرقة الإيرلندية لا ترى الحراك من أجل فلسطين أو غيرها من القضايا خارج هُويَّتها، إذ تعتبر أن استخدام غناء الراب باللغة الغيلية الإيرلندية فعل مقاومة للإلغاء من قوى الاستعمار. ولعلّ ردّات الفعل المبالغ فيها هي المثال الأكثر واقعيةً للمعايير المزدوجة في غياب استنكار "اصطياد" المدنيين الجائعين في غزّة والتركيز على مجرّد شعار في احتفال. الخبر ليس الهتاف، بل الإبادة، ردّد بعض المعلّقين في حلقات النقاش التلفزيونية وتغريدات السوشيل ميديا. تصوّيت أعضاء البرلمان البريطاني على حظر حملة "فلسطين أكشن"، الناشطة ضدّ الدعم العسكري لإسرائيل، مصنّفاً إيّاها منظّمةً إرهابية، أسوة بمنظَّمتَين من النازية الجديدة، سابقة أكثر خطورةً من كلّ تعابير القمع التي شهدتها البلاد في المعركة بين الأصوات المناهضة للإبادة، وتلك التي تتهمها بمعاداة السامية. وقد خسرت الحملة معركتها أمام القضاء لتأخير تنفيذ القرار، وباتت مدرجةً على قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة، ما يجعل العضوية فيها أو دعمها جريمةً جنائيةً يُعاقَب عليها بالسجن مدّة تصل إلى 14 عاماً. يعتبر التصنيف ضربةً جديدةً للنشاط الحراكي الحقوقي في البلاد، الذي غالباً ما استخدم أشكالاً من التخريب للممتلكات العامّة أو الخاصّة للتعبير عن النقد، والتي لا تُلاحق بموجب قانون مكافحة الارهاب. تعرّف الحملة "فلسطين أكشن" نفسها في موقعها على الإنترنت بأنها تستهدف أساساً شركات تصنيع الأسلحة، في مقدمها شركة إلبيت سيستمز (Elbit Systems)، أكبر مُصنّع للأسلحة في إسرائيل، فضلاً عن شركات أسلحة مثل ليوناردو وتاليس وتيليدين ((Leonardo, Thales and Teledyne، والشركات والمؤسّسات المرتبطة بها. ولعلّ الحملة في تركيزها على شركات تصنيع الأسلحة تستهدف جوهر الكارثة، إذ اعتبر تقرير لمقرّرة الأمم المتحدة لشؤون الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، صدر أخيراً تحت عنوان "من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية"، أن الإبادة مستمرّة، لأنها مربحة لمجموعة من الشركات العالمية، في ما وصفه التقرير بـ"الآلية المؤسّسية التي تدعم المشروع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي". في قمعها الحراك من أجل فلسطين، تستعير الحكومة البريطانية آليات الإسكات الأكثر فاعلية في قاموس الديكتاتورية في قمعها الحراك الناشط من أجل فلسطين، تستعير الحكومة البريطانية آليات الإسكات الأكثر فاعلية في قاموس الديكتاتورية في منطقتنا: الملاحقة الجنائية بموجب قانون مكافحة الإرهاب. اعتبرت مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في بريطانيا، ياسمين أحمد، أن استخدام تشريعات مكافحة الإرهاب لحظر الحملة من أجل فلسطين "إساءة خطيرة لاستخدام سلطة الدولة، وتصعيد مرعب في حملة هذه الحكومة لتقييد الحقّ بالاحتجاج"، كما أن تصنيف الحملة في فئة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو تنظيم القاعدة "سابقة خطيرة للغاية". وقد سبق أن استُخدمت هذه التشريعات في ملاحقة أفراد بما في ذلك صحافيون وأكاديميون وناشطون (ولا تزال) عبّروا عن مواقف وصفت بأنها مؤيّدة لمجموعات محظورة، سواء في تصريحات لهم في المجال العام أو في تعبيرات عبر وسائل السوشيال ميديا. وتلك أكثر من سابقة خطيرة في بلاد عرفت بحراك نسوي بارز (سافراغيت) استخدم تخريب الممتلكات الخاصّة والعامّة وسيلةً للعصيان المدني في المطالبة بحقّ النساء في التصويت والمشاركة في الحياة السياسية، وهو حراك تحتفل به الطبقة السياسية باعتبارها حدثاً تقدّمياً بارزاً. بات التعبير الحراكي من ضروب المغامرة في بلاد تقول إنها ليبرالية، إلّا في ما يتعلّق بالحراك الداعم لفلسطين ضدّ نظام الفصل العنصري الإسرائيلي. حمل أحد المتظاهرين دعماً لحملة "فلسطين أكشن" لافتةً تحمل شعار "يا للهول، لقد دلقت الدهان" الأحمر. دماء المدنيين السائلة في غزّة لم تُثِر أيّ "هول" مماثل.