logo
استعارة من قاموس الديكتاتورية

استعارة من قاموس الديكتاتورية

العربي الجديد١٤-٠٧-٢٠٢٥
في حين كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أوامرَ تلقاها الجيش الإسرائيلي لاقتناص أهالي غزّة بالقتل العمد، وهم ينتظرون بعضاً من الغذاء، في ما تحوّل (بحسب وصف أحد الجنود) حقلاً للقتل، انشغل الإعلام البريطاني بردّات فعل غاضبة على هتاف مغنٍ في مهرجان غلاستنبري الشهير، مردّداً: "الموت للجيش الإسرائيلي". الإعلام الذي تغاضى عن نقل تقرير "هآرتس" المرعب أو نقاشه، وما تلاه من تسريبات جديدة حول مشاركة مرتزقة أميركيّين في عمليات القتل، استنفر في المقابل قواه وأفراده ومساحاته لنقاش الحدث الجلل في المهرجان، الذي اعتُبر ضرباً من "معاداة السامية"، حين غابت أخبار القتل العمد للمدنيين إلى حدّ كبير من التغطية. هل يعتبر هتاف عضو فرقة الهيب هوب، الذي يحمل تعابير من خطاب الحقد ضدّ جيش يقوم بالقتل الممنهج أكثر أهميةً من القتلى أنفسهم؟
يشكّل الجدال، وما يستتبعه من ملاحقات جنائية، خروجاً عن تقاليد المهرجانات الثقافية الشعبية في بريطانيا، التي غالباً ما تشهد تعبيرات سياسية راديكالية تثير الجدل
يشكّل الجدل حول مهرجان غلاستبنري، الذي شهد أخيراً هتافات مؤيّدة لفلسطين، وقرارُ تصنيف حملة "فلسطين أكشن" منظّمة إرهابية، حلقتَين متقدّمتَين في عملية الإسكات المتمادية للأصوات العالية والمؤثّرة ضدّ إسرائيل في بريطانيا. وقد أحيل أحد أعضاء فرقة "نيكاب" للهيب هوب إلى التحقيق لدى الشرطة، بتهمة دعم مجموعة محظورة، لرفعه علم حزب الله خلال أحد العروض في لندن العام الماضي، في حين قال المغنّي ليام أوهانا إنه حمل العلم من دون أن يعرف معناه. كذا، أعلنت الشرطة البريطانية أن العروض التي قدّمها مغني الراب بوب فيلان، إلى جانب فرقة نيكاب في مهرجان غلاستونبري، تخضع لتحقيق جنائي بسبب هتافات فيلان بموت جيش الاحتلال. أثارت الهتافات في المهرجان وشعبيتها بين الجمهور، زوبعةً من الاحتجاج في الإعلام والسياسة، بحجّة أن الفرقة تجاوزت حدود النقد، وأن المهرجان الصيفي الأكثر شعبيةً في البلاد قد سُيّس. قدّمت هيئة الإعلام العمومي البريطانية (بي بي سي) اعتذاراً لنقل الحفل مباشرةً، في حين دان رئيس الوزراء كير ستارمر الهتافات، واصفاً إيّاها بـ"تحريض مروّع على الكراهية"، وطالباً من "بي بي سي" أن توضّح "كيف بُثّت هذه المشاهد". في الوقت نفسه، أعلنت الهيئة أنها لن تعيد بثّ العرض المباشر للمغنّي بوب فيلان بسبب الشعار الذي ردّده أمام الجمهور.
يشكّل الجدال، وما يستتبعه من ملاحقات جنائية، خروجاً عن تقاليد المهرجانات الثقافية الشعبية في البلاد، التي غالباً ما تشهد تعبيرات سياسية راديكالية تثير الجدل، من دون أن تستتبع بملاحقةٍ أمنية. فرقة "نيكاب" الآتية، من بلفاست في إيرلندا الشمالية، معروفة بنشاطها الحركي دفاعاً عن قضايا إنسانية، في مشاركتها أخيراً في مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا، ردّدت هتافات "الحرية لفلسطين" رغم التضييق الجاري على الحراك من أجل فلسطين في الولايات المتحدة. والفرقة الإيرلندية لا ترى الحراك من أجل فلسطين أو غيرها من القضايا خارج هُويَّتها، إذ تعتبر أن استخدام غناء الراب باللغة الغيلية الإيرلندية فعل مقاومة للإلغاء من قوى الاستعمار. ولعلّ ردّات الفعل المبالغ فيها هي المثال الأكثر واقعيةً للمعايير المزدوجة في غياب استنكار "اصطياد" المدنيين الجائعين في غزّة والتركيز على مجرّد شعار في احتفال. الخبر ليس الهتاف، بل الإبادة، ردّد بعض المعلّقين في حلقات النقاش التلفزيونية وتغريدات السوشيل ميديا.
تصوّيت أعضاء البرلمان البريطاني على حظر حملة "فلسطين أكشن"، الناشطة ضدّ الدعم العسكري لإسرائيل، مصنّفاً إيّاها منظّمةً إرهابية، أسوة بمنظَّمتَين من النازية الجديدة، سابقة أكثر خطورةً من كلّ تعابير القمع التي شهدتها البلاد في المعركة بين الأصوات المناهضة للإبادة، وتلك التي تتهمها بمعاداة السامية. وقد خسرت الحملة معركتها أمام القضاء لتأخير تنفيذ القرار، وباتت مدرجةً على قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة، ما يجعل العضوية فيها أو دعمها جريمةً جنائيةً يُعاقَب عليها بالسجن مدّة تصل إلى 14 عاماً.
يعتبر التصنيف ضربةً جديدةً للنشاط الحراكي الحقوقي في البلاد، الذي غالباً ما استخدم أشكالاً من التخريب للممتلكات العامّة أو الخاصّة للتعبير عن النقد، والتي لا تُلاحق بموجب قانون مكافحة الارهاب. تعرّف الحملة "فلسطين أكشن" نفسها في موقعها على الإنترنت بأنها تستهدف أساساً شركات تصنيع الأسلحة، في مقدمها شركة إلبيت سيستمز (Elbit Systems)، أكبر مُصنّع للأسلحة في إسرائيل، فضلاً عن شركات أسلحة مثل ليوناردو وتاليس وتيليدين ((Leonardo, Thales and Teledyne، والشركات والمؤسّسات المرتبطة بها. ولعلّ الحملة في تركيزها على شركات تصنيع الأسلحة تستهدف جوهر الكارثة، إذ اعتبر تقرير لمقرّرة الأمم المتحدة لشؤون الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، صدر أخيراً تحت عنوان "من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية"، أن الإبادة مستمرّة، لأنها مربحة لمجموعة من الشركات العالمية، في ما وصفه التقرير بـ"الآلية المؤسّسية التي تدعم المشروع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي".
في قمعها الحراك من أجل فلسطين، تستعير الحكومة البريطانية آليات الإسكات الأكثر فاعلية في قاموس الديكتاتورية
في قمعها الحراك الناشط من أجل فلسطين، تستعير الحكومة البريطانية آليات الإسكات الأكثر فاعلية في قاموس الديكتاتورية في منطقتنا: الملاحقة الجنائية بموجب قانون مكافحة الإرهاب. اعتبرت مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في بريطانيا، ياسمين أحمد، أن استخدام تشريعات مكافحة الإرهاب لحظر الحملة من أجل فلسطين "إساءة خطيرة لاستخدام سلطة الدولة، وتصعيد مرعب في حملة هذه الحكومة لتقييد الحقّ بالاحتجاج"، كما أن تصنيف الحملة في فئة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو تنظيم القاعدة "سابقة خطيرة للغاية". وقد سبق أن استُخدمت هذه التشريعات في ملاحقة أفراد بما في ذلك صحافيون وأكاديميون وناشطون (ولا تزال) عبّروا عن مواقف وصفت بأنها مؤيّدة لمجموعات محظورة، سواء في تصريحات لهم في المجال العام أو في تعبيرات عبر وسائل السوشيال ميديا. وتلك أكثر من سابقة خطيرة في بلاد عرفت بحراك نسوي بارز (سافراغيت) استخدم تخريب الممتلكات الخاصّة والعامّة وسيلةً للعصيان المدني في المطالبة بحقّ النساء في التصويت والمشاركة في الحياة السياسية، وهو حراك تحتفل به الطبقة السياسية باعتبارها حدثاً تقدّمياً بارزاً.
بات التعبير الحراكي من ضروب المغامرة في بلاد تقول إنها ليبرالية، إلّا في ما يتعلّق بالحراك الداعم لفلسطين ضدّ نظام الفصل العنصري الإسرائيلي. حمل أحد المتظاهرين دعماً لحملة "فلسطين أكشن" لافتةً تحمل شعار "يا للهول، لقد دلقت الدهان" الأحمر. دماء المدنيين السائلة في غزّة لم تُثِر أيّ "هول" مماثل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معاريف.. وثائق تدين الشركات الأمريكية العاملة في غزة بجرائم حرب: لو لم أشاهد ذلك لما صدقت
معاريف.. وثائق تدين الشركات الأمريكية العاملة في غزة بجرائم حرب: لو لم أشاهد ذلك لما صدقت

القدس العربي

timeمنذ 6 ساعات

  • القدس العربي

معاريف.. وثائق تدين الشركات الأمريكية العاملة في غزة بجرائم حرب: لو لم أشاهد ذلك لما صدقت

في الفيلم يظهرون بالتدريج وراء الأفق وهم يركضون. أشخاص قلائل في البداية، ثم جموع. الشباب يصلون في البداية. الجميع يحملون أكياساً. منظمون يرتدون سترات زرقاء وعلى وجوههم أقنعة ويتحدثون معهم باللغة العربية. 'اليوم لا يوجد سكر أو طحين'، قال أحدهم. الشمس لم تشرق بعد. في فيلم آخر، عدد كبير من الأشخاص يمرون بين الرزم، بعضهم يقفزون فوق أكوام التراب. شاب مسرور يرقص وهو يحمل صندوق كتب عليه 'بصل مميز' ويضحك للكاميرا. وراءه جموع تبحث عن الطعام، على الأرض رزم صندوق المساعدة لغزة. مواطنون يفكون الرزم بشكل محموم ويدخلون السلع إلى أكياسهم. آخرون يحملون رزماً كاملة على ألواح خشبية أو على دراجات. في الخلفية يسمع أحيانا صوت إطلاق نار، من بعيد ومن قريب. الفوضى تسيطر على كل شيء. يسمع بين حين وآخر منظمون وهم يطلبون تخصيص رزمة لشخص ما، ولكن لا أحد يسجل من الذي حصل عليها، في الأصل لا توجد للمنظمين فرصة لهذا التسجيل، أو أنهم لم يرغبوا في ذلك. في أحد الأفلام يشاهد شخص يرتدي نظارة وهو يتوجه إلى المصور بصوت مخنوق. الطعام نفد، وهو يتوسل للحصول على المساعدات. 'أنتم الأفضل في العالم. حماس تخيف عائلتي. يا أمريكا، ساعديني من فضلك، أعطيني رزمة طعام واحدة فقط. وإذا لم تتوفر، فأعطوني مئة شيكل'. الأفلام التي وصلت إلى 'هآرتس' تم توثيقها في غضون أسبوعين في نهاية أيار وبداية حزيران في أحد مراكز التوزيع التابعة لصندوق المساعدة لغزة قرب خان يونس. الموثق هو أنطوني اغلار، الذي عمل في القوات الخاصة الأمريكية، والذي تم استئجاره ليكون مقاول حماية ومدير عمليات في إطار إحدى شركات المقاولة التي استأجرها صندوق المساعدة لغزة من أجل حماية مراكز التوزيع. هم يعززون شهادات 'هآرتس' في الأسابيع الأخيرة حول الظروف التي يوزع فيها الغذاء على سكان غزة في مراكز التوزيع. وثق اغلار في الأفلام الأيام الأولى لافتتاح المراكز التي كانت الأكثر دموية. حسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإنه أثناء خدمة اغلار، قتل في طريق الحصول على المساعدات 230 شخصاً وأصيب المئات. في هذا الأسبوع، قرر اغلار تقديم شهادته بوجه مكشوف لعدد من وسائل الإعلام، من بينها 'هآرتس'. الشركات التي شغلته تريد تشويه مصداقيته، لكن الأفلام التي صورها وحللها الباحثون في 'آكتف إنفو' للتأكد صدق تصويرها في المراكز المذكورة في غزة، تم توثيق ملصق لمراكز التوزيع وما يحدث فيها، وتصعب مناقشة مضمونها. 'كل عملية توزيع في المكان تستمر 8 – 11 دقيقة. هذا سريع جداً، فوضى. عندما كنت هناك، سميت ذلك أولمبياد غزة، لأنه عندما يفتح الجيش الإسرائيلي حاجز الأمن ويسمح للسكان بالوصول إلى المركز، تكون هناك عملية ركض جماعية، والقوي يبقى. من يصل أولاً يحصل على المساعدة'، قال اغلار للصحيفة في محادثة من واشنطن. 'النساء والأطفال لا يحصلون على شيء، معظم الوقت. جميع الصناديق في مكان واحد، في كومة كبيرة. هذه ببساطة حرب جماعية فوضوية على الطعام'. حسب قوله، هكذا أديرت مراكز التوزيع من اليوم الأول. 'هكذا كان الأمر من البداية وما زال'، قال. 'مرات رأيت أن كل الطعام نفد خلال 6 دقائق. لو لم أشاهد ذلك لما صدقت. هذه حرب بقاء فوضوية. ذعر مطلق. كل الطعام اختفى'. فشل مزدوج وصف بديل لـ 'أولمبياد غزة'، قال البروفيسور يعقوب جارد من جامعة بن غوريون، الذي تابع إقامة مراكز المساعدة بواسطة صور الأقمار الصناعية. 'هذا الأمر يشبه إطعام حيوانات خطيرة في حديقة الحيوانات'، قال للصحيفة. 'أنت تضع الطعام وتفتح الباب وتبتعد'. أحداث التوزيع نفسها فوضوية وسريعة، لدرجة أنه من النادر التقاطها بالقمر الصناعي. ورغم ذلك، نجحت عدسات 'بلانيت لابس' في توثيقها في الأسابيع الأخيرة أثناء دورانها في الفضاء على بعد 500 كم عن الكرة الأرضية. هذه الصور توفر زاوية أخرى -حتى لو صعب مشاهدتها- عما يحدث في مراكز التوزيع. في صباح 13 تموز مثلاً، وثق القمر الصناعي 'سكاي سات'، الذي مر فوق جنوب القطاع، آلاف الغزيين الجائعين الذين يستعدون للانقضاض على مركز التوزيع إس.دي.اس 2. والذي يسمى أيضاً 'الحي السعودي'، وهو أحد المركزين في شمال غرب الأنقاض المتبقية من مدينة رفح، من أجل مئات آلاف النازحين في المواصي. وثمة مركز توزيع ثالث، اس.دي.اس3، أقيم على بعد بضعة كيلومترات شرقاً على طول محور موراغ، من أجل سكان شرق خان يونس. ومركز آخر، إس.دي.إس 4، أقيم في محور نتساريم من أجل سكان النصيرات ودير البلح. المسافة بين مدينة الخيام الكبيرة في المواصي ومركز التوزيع في الحي السعودي تبلغ 2.5 كم. تظهر صور الأقمار الصناعية مجموعة من الغزيين وهي تنتظر في نقطة تفتيش على بعد بضع مئات الأمتار جنوب مخيم اللاجئين. وعلى بعد كيلومتر من هذه المجموعة، ثمة مجموعة أشخاص آخرين يختبئون وراء أكوام من التراب. قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر، كانت هناك دفيئات زراعية. وعلى بعد بضع مئات الأمتار نحو الجنوب عند مركز التوزيع، تقف على جانب الشارع عدة مصفحات للجيش الإسرائيلي. نقطة التوزيع نفسها فارغة تماماً. صناديق المساعدات تنتظر فوق الألواح الخشبية بانتظار آلاف الجائعين. بعد خمسة أيام من ذلك، قبل الثالثة والنصف بعد الظهر بقليل، وثق قمر صناعي آخر مجموعة من آلاف النقاط السوداء التي تغطي النقطة بالكامل. الجائعون وصلوا إلى مركز التوزيع. أول أمس، نشر صندوق المساعدة لغزة بيانات تفيد بأن 95 مليون وجبة طعام تم توزيعها حتى الآن. وهو ينجح في توزيع مليون وجبة كل يوم. ولكن حسب منظمات الإغاثة وخبراء التغذية الذين يتابعون ما يحدث في غزة، فهذا حساب مضلل بعدة طرق: أولاً، حتى لو وزعت بالفعل مليون وجبة في اليوم، فإن حساباً بسيطاً يظهر أن الأمر يتعلق بأقل من سدس الوجبات التي يحتاجها سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون شخص. ثانياً، الحديث لا يدور عن مليون وجبة. فالصندوق يعتمد على حساب يقول بأنه يمكن استخراج 57.5 وجبة من كل صندوق يزن 16 – 18 كغم، فيه أرز ومعكرونة وطحينة وملح وزيت وحمص أو عدس. إذا حسبنا ثلاث وجبات لـ 5.5 شخص لمدة 3.5 يوم. لكن هذا الحساب يقوم على جهاز منظم للتوزيع يأخذ فيه كل رب عائلة صندوقاً كل 3 أيام ونصف. وأن للعائلة وسائل لتخزين الطعام وحمايته وطبخه. في الوضع القائم في القطاع الذي يعد فيه 90 في المئة من السكان نازحين، بدون كهرباء أو غاز لطبخ، ونقص حاد للمياه الصالحة، تبدو القدرة على إعداد وجبات من هذه الصناديق ضئيلة. ليست هذه سوى مشكلة من مشكلات طريقة التوزيع، كما توضح نظرة خاطفة على الأفلام التي وثقها اغلار، أو على الأفلام التي وثقها الفلسطينيون. فمن ينجح في الحصول على الطعام هم الشباب، ومن يحتاج إلى الطعام أكثر من الجميع هم الأطفال الصغار والنساء المرضعات والمرضى وكبار السن، وهؤلاء بصعوبة ينجحون في الحصول على الطعام. في الأسبوع الماضي، في أعقاب انتقاد هذا الأمر، حدد رجال الصندوق للمرة الأولى وقت توزيع مخصصاً للنساء والأطفال. وثمة مشكلة جوهرية أخرى في طريقة التوزيع، النية الأصلية للمخططين هي أن يأخذ السكان الصناديق المغلقة ويذهبون إلى عائلاتهم، وهناك يطبخون المواد ويأكلون. وهكذا لن ينتج سوق طعام، ولن تستطيع حماس جباية الضرائب من التجار. لكن عملياً، لم يحدث شيء من ذلك. بسبب صعوبة السير لبضعة كيلومترات على الرمال حاملاً بين يديك صندوقاً يزن 18 كغم، بدأ سكان غزة يتزودون بالأكياس، ويفككون الصناديق في مراكز التوزيع. حسب البروفيسور جارد، تظهر الصور الجوية أكواماً من القمامة المتكدسة في المراكز بعد فتح مئات آلاف الصناديق. بسرعة، تبلورت مجموعات من منظمات من الشباب بدأت في جمع السلع الثمينة من الصناديق وبيعها بأسعار مرتفعة. في التوثيق التي وصل 'هآرتس' يظهر هؤلاء الشباب وهم يبيعون سلع المساعدات في سيارة 'تندر'. وهكذا فشل الصندوق ليس فقط في منع الجوع، بل أيضاً في منع خلق سوق طعام، بحيث تستطيع حماس الاستفادة منه. في أحد توثيقات اغلار، التي نشرتها أيضاً وكالة إي.بي، يظهر إلقاء قنابل الصوت بين الجمهور. ورجال حماية من يو.جي.اس هم الوحيدون الذين يقفون قرب السكان، وفي توثيقات أخرى يظهرون وهم يحملون قنابل صوت. وتُسمع في فيلم آخر ضجة كبيرة لإطلاق نار قرب مركز التوزيع، هناك يتم حشر الجمهور في عنق الزجاجة التي تؤدي إلى المخرج. كان في الخلفية شخص ينادي 'ممنوع! ممنوع!'، ويأمرهم 'على الجميع إخلاء المكان، ارجعوا إلى الخلف'. ويُسمع في توثيق آخر لدقيقة ونصف إطلاق حوالي عشرين صلية كي يخلي الجمهور المركز. يوضح الجيش أنه منذ النشر في 'هآرتس' حدثت تغييرات هيكلية في المراكز وفي طريقة الوصول إليها، وفي الأوامر أيضاً. في الفترة الأخيرة، تم الإبلاغ عن أحداث إطلاق النار على طالبي المساعدات في شمال القطاع فقط، وليس في مناطق مراكز التوزيع. مع ذلك، حادثة الموت الجماعي الأخيرة التي أبلغ عنها في تموز كانت في مركز التوزيع في خان يونس، حيث تم دهس واختناق 20 شخصاً. واتهمت 'جي.اتش.اف' حماس بهذه الحادثة، وقالت بأنها وجدت في المركز حالة من الذعر بعد تهديد أحد أعضاء حماس عاملاً في الصندوق. وعقب الوضع الإنساني المتدهور في القطاع والانتقاد الدولي الصعب، أعلنت إسرائيل عن فتح مسارات توزيع أخرى – مسارات إنسانية – تسمح فيها بانتقال آمن لمئات شاحنات المساعدات التي تنتظر في القطاع الآن، مسارات برية، ستمر فيها شاحنات المساعدات من الأردن ومصر، ومسارات جوية ستستخدم لانزال رزم المساعدات. إلى جانب توزيع المساعدات 'الممأسس'، انتشر في مصر الأسبوع الماضي تريند جديد في 'تك توك'، وهو إرسال زجاجات تنتصف بالأرز أو العدس في مياه البحر المتوسط، على أمل أن تحملها الأمواج إلى القطاع. حسب أفلام من غزة، فإن بعض هذه الزجاجات ربما وصل الهدف. الإسهام الغذائي لهذه الزجاجات صفر بالطبع، ولكنها نوع من احتجاج رمزي ضد التجويع. ولكن حسب أقوال الخبراء، فإن إنزال الطعام من الجو الذي غطته إسرائيل إعلامياً يبدو مفيداً بنفس الدرجة. كمية الطعام التي تلقى من الجو في كل طلعة تساوي حمولة شاحنة، ومثلما في مراكز صندوق المساعدة لغزة، سيصل هذا الطعام إلى من يقدر على الركض واختطافه، أي للأقوياء جداً، ولا شروط لتخزين هذا الطعام وحفظه وطبخه. يقول الخبراء إن الحل الوحيد لمشكلة الجوع في غزة ليس في الزجاجات أو الطائرات، بل إعطاء فرصة للمنظمات الإنسانية والتجار الخاصين بإدخال كميات كبيرة من الطعام والمساعدات الطبية والعمل بحرية في القطاع، لإعادة تشغيل المخابز والمطابخ الجماعية وفتح مراكز تغذية للأطفال، وتسجيل منظم للعائلات المحتاجة والبدء في ترميم شبكة المياه والنظافة. يظهر أحد أفلام اغلار جمهوراً كبيراً وراء حاجز أقيم من طاولات فارغة. وراءه شروق شمس وردي وبرتقالي يرتسم في السماء. 'يا شباب، الأمر انتهى'، قال أحد الحراس الأمنيين. الفجر يظهر على وجوه عشرات آلاف الأشخاص خائبي الأمل. من وراء المنظم مسلحون من رجال يو.جي.اس، شركة الحراسة الأمريكية. 'حان وقت الذهاب، تعالوا في الغد'، قال المنظم. يقف السكان أمامه بهدوء وهم يحملون أكياساً فارغة. لا يوجد أي ذكر للفوضى التي كانت هنا قبل ذلك. الآن لا شيء يؤخذ، أو أي شيء يتم الصراع عليه. في الغد، سيحاولون حظهم مرة أخرى، سينقبون بين الصناديق والبضائع في محاولة إحضار الطعام. فقط البقاء للأقوى. في إطار تأكيد أقوال اغلار، تم إرسال هذا الفيلم إلى شركة جي.اتش.اف، مع الأفلام الأخرى التي ظهرت في المقال. لكن الأمر عند صندوق المساعدة لغزة لم يقتصر على التشكيك في مصداقية الأفلام، بل إن الشركة ذهبت إلى مدى أبعد حين استخدمت الفيلم الأخير في منشوراتها، لتظهر قدرة مراكز التوزيع على تنظيم العملية مقابل سرقة شاحنات الأمم المتحدة. بعد تقديم اعتراض 'هآرتس'، تم شطب المنشور وقالت الشركة إن الفيلم تم نشره بالخطأ، بسبب خطأ تقني لأحد العاملين. رد شركة جي.اتش.اف: 'بالطبع، الجمهور تدفق إلى مراكز توزيع المساعدات. الحديث يدور عن مساعدات أدخلت بعد ثلاثة أشهر من الحصار. توقعنا أحداثاً كهذه واستعددنا وفقاً لذلك. وما لم يتم تحقيق الأمن الغذائي في غزة، فأي محاولة لتوزيع المساعدات سترافقها هذه المشاهد. يتبين من تجربتنا أن الوضع الغذائي عندما يتحسن فنظام طوابير س يتحسن أيضاً. وعندما يتدهور الوضع فهكذا يكون السلوك على الأرض. هل يمكن توقع شيء آخر؟ 'الأفضلية الأولى لنا كانت وما زالت إطعام الناس بطريقة آمنة، وهذا هو سبب اتخاذ وسائل تفريق الجمهور التي استهدفت فقط تقليل الاكتظاظ الذي يعرض الحياة للخطر. أي ادعاء يقول بأن المواطنين أصيبوا على يد رجال طاقم جي.اتش.اف، كاذب. نحن ندرك ادعاءات السيد اغلار، وفي اللحظة التي عرفنا فيها عن ذلك، فتحنا ملف تحقيق على الفور. لدينا الآن أدلة قاطعة بأنها غير صحيحة، وأن السيد اغلار زور وثائق وتصريحات، التي أرسلها إلى وسائل الإعلام. لقد أوضحنا من اليوم الأول أن صندوق المساعدة لغزة لا يمكنه إطعام كل سكان غزة. أحد الأمور التي تم الاتفاق عليها في بداية نشاطاتنا هو أن إسرائيل ستواصل إدخال المساعدات الإنسانية وفقاً للآلية القائمة، التي تشمل الأمم المتحدة. بالتالي، لا يوجد ما يكفي من المساعدات في غزة، وتوجهنا مرة تلو الأخرى إلى المجتمع الدولي لتحمل دور والمساعدة في الاستجابة للاحتياجات القائمة. المشكلة ليست في عدم رغبتنا، بل غياب الآخرين، الذين لم يتواجدوا وقت الحاجة. ورغم ذلك، سنفعل كل ما في استطاعتنا لإطعام سكان غزة، وسنوسع مشاريع تجريبية توفر الطعام بشكل مباشر للتجمعات. رد شركة يو.جي.اس: 'الشركة أرسلت إلى 'هآرتس' رسالة تتكون من 8 صفحات، فيها عدة بيانات أرسلها اغلار إلى مديريه أثناء عمله وبعد ذلك. حسب الشركة، فإن اغلار تحمس لعمله في يو.جي.اس ونشاطاته في غزة، الأمر موثق في بعض البيانات، وقد أقيل بسبب سلوكه، وبعد أن طلب العودة إلى العمل ولم تتم الموافقة على ذلك، بدأ حملة تشهير وتشويه، كما قالوا في الشركة. 'السيد اغلار عمل في الشركة مدة 27 يوماً، قضى معظمها في فندق في إسرائيل وليس في مناطق التوزيع. الأحداث التي وصفها لم تحدث، وليس هذا فحسب، بل لم يكن في المكان الصحيح والوقت الصحيح ليكون شاهداً على هذه الاتهامات. الادعاء القائل بأن رجال الشركة كانوا متورطين في جرائم حرب هو ادعاء كاذب. بالعكس، العاملون في الشركة أنقذوا حياة أشخاص وحيدوا مجرمين وقتلة محتملين، وأضعفوا سيطرة حماس على توفير الطعام. السيد اغلار عامل سابق، وساخط، ويسعى إلى الانتقام. سلوكه منذ إقالته غير مفاجئ، نظراً لسلوكه غير المهني وغير المتزن في غزة. شركة يو.جي.اس تركز الجهود على إيصال الغذاء للمدنيين الجائعين، وهي منفتحة على آراء موظفيها حول كيفية تحسين عملية توزيع المساعدات، ولن نتسامح مع حملة التشهير الكاذبة التي بثتها حماس نفسها لدعم دعايتها الإرهابية. رد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: 'كل ادعاء بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار عمداً على المدنيين ادعاءات كاذبة ولا أساس لها. علينا التوضيح بأن الجيش الإسرائيلي لا يعمل داخل مراكز التوزيع، وأن حماية هذه المراكز من مسؤولية منظمة جي.اتش.اف فقط. مع ذلك، قوات الجيش الإسرائيلي متواجدة قريباً بسبب نشاطاتها في المنطقة. القوات تجري عمليات دراسة معمقة وجارية بهدف تحسين الرد العملي وتقليص الاحتكاكات المحتملة مع السكان، وكجزء من ذلك أضافوا في الفترة الأخيرة جدراناً جديدة، ووضعوا لافتات، وتم شق طرق أخرى وما شابه. أي ادعاء يطرح بخصوص أحداث إطلاق النار في مراكز التوزيع ستفحصه الجهات المختصة'. بار بيلغ وآخرون هآرتس 30/7/2025

الاحتلال يحتجز جثمان الشهيد عودة الهذالين ويحاصر قريته ويقتحم بيت عزائه- (فيديو)
الاحتلال يحتجز جثمان الشهيد عودة الهذالين ويحاصر قريته ويقتحم بيت عزائه- (فيديو)

القدس العربي

timeمنذ 7 ساعات

  • القدس العربي

الاحتلال يحتجز جثمان الشهيد عودة الهذالين ويحاصر قريته ويقتحم بيت عزائه- (فيديو)

الخليل- 'القدس العربي': شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها على قرية 'أم الخير' في مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية، في تصعيد عقابي أعقب إعدام الناشط عودة الهذالين برصاص مستوطن، الإثنين. وإمعانا في التنكيل، رفضت سلطات الاحتلال تسليم جثمان الشهيد وفرضت على عائلته شروطا مهينة لدفنه. وفي إطار حملة القمع، تم اعتقال 9 مواطنين، بينهم 8 من القرية، ليرتفع عدد المعتقلين من عائلة الهذالين إلى 14 خلال أقل من 24 ساعة، إلى جانب اعتقال الناشط علي راشد عوض من خربة طوبا. قوات الاحتلال تقتحم خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في خربة أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل وتطرد الفلسطينيين منها. — فلسطين بوست (@PalpostN) July 29, 2025 وأفاد الناشط الإعلامي في مسافر يطا، أسامة مخامرة، بأن قوات الاحتلال لا زالت تفرض حصارا على القرية لليوم الثاني على التوالي، بعد استشهاد الهذالين. وقالت مصادر لـ'القدس العربي' إن سلطات الاحتلال لا زالت تحتجز جثمانه وترفض تسليمه لعائلته، فيما هاجمت ظهر أمس خيمة العزاء. الاحتلال يعلن خربة أم الخير جنوب الخليل منطقة عسكرية ويطرد جميع الفلسطينيين الذين قدموا لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد عودة الهذالين — بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) July 29, 2025 وقالت صحيفة 'هآرتس' العبرية إن المستوطن الذي قتل عودة يملك شركة بلدوزرات (جرافات ضخمة) مهمتها تنفيذ عمليات الهدم لإنشاء مستوطنات جديدة، حيث قتل هذالين أثناء محاولة الشركة تنفيذ عمليات هدم وتجريف ومصادرة مياه عائلات التجمع. وبحسب الصحيفة، فإن عمليات الهدم في أم الخير مستمرة منذ 15 عاما وهي تتواصل في أراضٍ مملوكة لأشخاص كملكية خاصة وليست مسجلة كملكية عامة. وقال ابن عم الشهيد عصام إن سلطات الاحتلال ترفض حتى اللحظة تسليم جثمانه إلا بشروط وصفتها العائلة بالمهينة، حيث تشترط عدم إقامة بيت عزاء في القرية، ومنع دفنه فيها، والسماح فقط بدفنه في مدينة يطا أو الخليل. وترفض العائلة شروط الاحتلال وتصرّ على دفنه في مقبرة العائلة داخل أم الخير، مؤكدة أنها لن تقبل بتقييد بيت العزاء أو نقله من قريتهم. ترفض سلطات الاحتلال حتى اللحظة تسليم جثمان عودة الهذالين إلا بشروط تفرض عدم إقامة بيت عزاء في القرية، ومنع دفنه فيها، والاكتفاء بالسماح بدفنه في مدينة يطا أو الخليل فقط جاء ذلك بعد ساعات من إفراج محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس عن المستوطن ينون ليفي، قاتل الشهيد عودة، حيث سمحت للمستوطنين بمواصلة أعمال التجريف في أراضي المواطنين داخل القرية. وتقع القرية بمحاذاة مستوطنة 'كرمل'، التي أُقيمت عام 1980 على أراضي أم الخير، وهي ثاني مستوطنة في محافظة الخليل بعد 'كريات أربع'، وكانت قد تعرضت لعمليات هدم متكررة خلال العقدين الماضيين، شملت منازل وحظائر أغنام وممتلكات، حيث بلغ عدد مرات الهدم نحو 18 مرة. واعتبر نادي الأسير الفلسطيني أن ذلك يُعدّ دليلا إضافيا وليس الأخير على الدور الوظيفي الذي تؤديه المنظومة القضائية الإسرائيلية كأحد الأذرع الأساسية في ترسيخ منظومة التوحش الإسرائيلية. وأوضح النادي أن هذا القرار يكرّس سياسة الإفلات من العقاب ويوفّر مظلة حماية قانونية لمرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الفلسطيني عودة الهذالين ترسيخ للتوحش الإسرائيلي
نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الفلسطيني عودة الهذالين ترسيخ للتوحش الإسرائيلي

القدس العربي

timeمنذ 9 ساعات

  • القدس العربي

نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الفلسطيني عودة الهذالين ترسيخ للتوحش الإسرائيلي

رام الله: أكد نادي الأسير الفلسطيني، الأربعاء، أن قرار محكمة إسرائيلية بالإفراج عن المستوطن المشتبه به في قتل الفلسطيني عودة الهذالين، هو بمثابة 'ترسيخ للتوحش الإسرائيلي'. جاء ذلك في بيان لنادي الأسير، غداة قرار محكمة الصلح بالقدس إطلاق سراح ينون ليفي، المشتبه فيه بإطلاق النار وقتل عودة الهذالين في قرية أم الخير بالضفة الغربية، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، بحسب ما ذكرته صحيفة هآرتس العبرية، الثلاثاء. وأوضح نادي الأسير في البيان أن قرار المحكمة 'يعد دليلاً إضافياً على الدور الوظيفي الذي تؤديه المنظومة القضائية الإسرائيلية في ترسيخ منظومة التوحش الإسرائيلية'. وأكد أن القرار 'يكرس سياسة الإفلات من العقاب ويوفر مظلة حماية قانونية لمرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، ويمثل رسالة تحريض علنية للمستوطنين لقتل المزيد من الفلسطينيين'. وظهر المستوطن ينون ليفي في لقطات فيديو وهو يطلق النار من مسدسه على الفلسطينيين، بينما بدأت مجموعة من المستوطنين الذين يعملون في أراض قرب مستوطنة الكرمل المجاورة بدخول القرية، ونسبت الشرطة إليه جريمتي القتل غير العمد وإطلاق النار من سلاح ناري، وفق هآرتس. وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على ليفي بسبب ممارسته العنف والتهجير بحق مواطنين فلسطينيين. والهذالين هو أحد المشاركين في إنتاج فيلم 'لا أرض أخرى' (No Other Land)، الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل وثائقي طويل عام 2025. ويركز الفيلم على التهجير القسري الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين من منطقة مسافر يطا جنوبي الخليل، وما يرافقه من عمليات هدم منازل. ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون خلال النصف الأول من العام الجاري 2153 اعتداء، تسببت في مقتل 7 فلسطينيين. وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، قتل الجيش والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1009 فلسطينيين، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات رسمية فلسطينية. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. بالأمس، قُتل الناشط الفلسطيني عودة الهذالين برصاص مستوطن إسرائيلي في قريته. ويظهر مقطع مصوَّر المستوطن يينون ليفي – الذي فُرضت عليه سابقًا عقوبات دولية بسبب عنفه المتطرف – وهو يحاول مع آخرين اقتحام القرية بواسطة جرافة. وقد حاول عدد من سكان القرية منع المجموعة من الدخول إلى… — ابو الحسن 🇵🇸 (@PAL_194) July 29, 2025 (الأناضول)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store