logo
كارولين شبطيني... تجرّأت على الحلم ودخلت "غينيس" بنفاياتها البلاستيك

كارولين شبطيني... تجرّأت على الحلم ودخلت "غينيس" بنفاياتها البلاستيك

العربي الجديد٢٤-٠٧-٢٠٢٥
قبل سنوات قليلة، تجرّأت فنانة إعادة التدوير اللبنانية كارولين شبطيني على الحلم، ودخلت موسوعة
غينيس
للأرقام القياسية خمس مرات، من خلال تحويل النفايات البلاستيكية إلى أعمال فنية
أحياناً، يقول بعض الناس لفنانة
إعادة التدوير
اللبنانية، كارولين شبطيني (43 عاماً)، إنها يجب أن تتجول في الشوارع مع حراس بعدما أصبحت قدوة لكثيرين. تضحك، وتكتفي بالقول: "أنا مجرّد امرأة بسيطة". مع ذلك، لا تتردّد في اعتبار نفسها بطلةً بيئية. وليس في قولها هذا غرورٌ، بعدما سجلت اسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية خمس مرات عن مشاريع بيئية تقوم على تحويل أطنان من
النفايات والقناني البلاستيكية
إلى أعمال فنية. والبطولة بالنسبة إليها ليست في عدد النفايات البلاستيكية التي جمعتها لتصنع منها لوحات أو مجسمات فنية، بل في دورها التغييري والتوعوي للأجيال الجديدة لإعادة التدوير والاستدامة. وفي الوقت الحالي، تستعد لتحقيق رقم قياسي جديد من خلال تصميم أكبر منحوتة لشجرة أرز في العالم.
والفن كان اللغة التي استخدمتها للتواصل مع الأطفال، بعدما أدركت ضجرهم من المقاربة البيئية التقليدية بالحثّ على ضرورة الفرز. أضافت للواجب البيئي بعداً فنياً جعل الأطفال يتابعون إعلاناتها عن إطلاق مشاريع جديدة بشغف، تقول: "بمجرد أن أعلن على وسائل التواصل الاجتماعي عن مشروع جديد، يباشرون في جمع النفايات البلاستيكية والتواصل معي، وهذا دليل على مدى تأثّرهم بالحملات التوعوية في هذا الإطار".
لم يكن لدراستها علاقة بالبيئة، بل درست المحاسبة وعملت تقنيةً لفحص النظر. بدأت علاقتها بالقناني البلاستيكية من خلال طبيبتها التي نصحتها بالإكثار من شرب المياه لتذويب الدهون عند البطن. ولم تكن من الذين لا يأبهون لرمي البلاستيك. وهنا كانت لحظة انطلاقها... وقبل ستّ سنوات، فكرت في صنع شجرة ميلادية من البلاستيك. وكانت المرة الأولى التي تلاحظ فيها أنها ربما تملك موهبة في إعادة التدوير.
بيئة
التحديثات الحية
انبعاثات الحروب... أسلحة العالم الأول تُفاقم أزمة المناخ
في تلك اللحظة، أعادت اكتشاف نفسها؛ امرأة مطلقة في السابعة والثلاثين من عمرها، تعيش في بلدة مزيارة شمالي لبنان، تملك موهبة تحويل النفايات إلى فن. اعتنقت مبدأين قاداها إلى الأمام: "أنا أستطيع" و"أجرؤ على الحلم".
هذه الجرأة حوّلتها من امرأة مهمّشة بعدد متابعين لا يتجاوز الـ 200، إلى أخرى قوية استطاعت إشراك مشاهير مثل الفنانات اللبنانيات مايا دياب، ونانسي عجرم، ونجوى كرم، في حملات جمع القناني البلاستيكية. وفي عام 2019، بنت شجرة ميلاد من 140،000 قنينة بلاستيكية في بلدة شكا شمال لبنان، لتدخل "غينيس" للمرة الأولى. وحصلت على جائزة "غينيس" الثانية بعدما صنعت هلالاً من أغطية العبوات البلاستيكيّة بمناسبة شهر رمضان، وذلك خلال جائحة كورونا.
وبعد انفجار مرفأ بيروت في الرّابع من أغسطس/ آب 2020، وفي خطوة منها لإيصال رسالة أمل إلى
اللبنانيين
، صنعت أكبر علم دولة في العالم من أغطية العبوات البلاستيكية، لتدخل "غينيس" للمرة الثالثة.
والجائزة الرابعة (2022) كانت بعد عملها مع شركة "سوني" في دبي من خلال لوحة موزاييك 2D من الأغطية البلاستيكية لتسويق منتج جديد لهم "PlayStation5"، بلغت مساحتها 260 متراً مربعاً. والجائزة الأخيرة كانت بعد صنعها أكبر كرة بلاستيكية باستخدام أكثر من 500,000 غطاء قنينة وموادّ قابلة لإعادة التدوير (2022).
في مزيارة، كان بعض السكان يلقّبونها بـ"أبو إبراهيم"، وهو اسم جامع نفايات البلدة، وكانت تردّ مازحة: "نادوني بأم إبراهيم على الأقل". اليوم، لم تعد الأرقام القياسية هدفها الأساسي، بل أصبحت الرسالة هي الأهم. تقول: "البعض يراني قدوة، وهذا يعني أنني لا أستطيع التوقف. هذا شغفي. عدم وجود مشروع جديد يشعرني وكأنني أموت".
بيئة
التحديثات الحية
الزراعة العمودية... جيسيكا حكيّم تحمي بيئة البترون اللبنانية وتزرعه
لا تروي كارولين قصتها فنانةً فحسب، بل بصفتها امرأةً بدأت من جديد، في عمر الـ37، مطلّقة في مجتمع لا يسهّل على النساء الوقوف من جديد. اليوم، اسمها في "غينيس"، وهي متزوجة من جديد، وأم لطفل، وتواصل بناء حياة على طريقتها الخاصة، رسالتها بسيطة: "يمكنككِ أن تبدئي من جديد. يمكنكِ أن تحلمي من جديد. ويمكنكِ أن تصبحي كلّ ما قالوا إنك لا تستطيعين أن تكونينه".
تعرب كارولين عن قلقها من الوضع البيئي في لبنان، تقول: "ما زلنا من بين الأسوأ في ما يتعلق بالتلوّث. أحياناً أتساءل: ماذا تفعل المنظمات البيئية فعلياً بينما أجمع شخصياً ما بين خمس وستِّ أطنان من النفايات البلاستيكية سنوياً، إما لإعادة التدوير أو لبناء شيء ذي معنى؟".
ورغم أنها كان يمكن أن تصبح مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وتستغلّ شهرتها، إلّا أن حلمها مختلف. تقول: "أريد أن أترك بصمة لبنانية في كل بلد حول العالم".
*(أنتجت هذه القصة ضمن ورشة عمل دولية نظمتها مؤسّسة "تاز بانتر" الألمانية)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أصالة تعتزل مواقع التواصل بعد التوتر مع مايا دياب
أصالة تعتزل مواقع التواصل بعد التوتر مع مايا دياب

القدس العربي

timeمنذ 11 ساعات

  • القدس العربي

أصالة تعتزل مواقع التواصل بعد التوتر مع مايا دياب

بيروت- 'القدس العربي': قررت النجمة السورية أصالة نصري اعتزال مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصاعد الخلاف مع اللبنانية مايا دياب في الأيام القليلة الماضية ما أشعل موجة جديدة من التفاعل والجدل. وجاء موقف أصالة في مؤتمر صحافي عقدته بعد ختام 'مهرجان جرش للثقافة والفنون' في الأردن، إذ أعلنت بوضوح ما يلي: 'سأعتزل السوشيال ميديا، وأتابع من خلال الهواتف الذكية الخاصة بزوجي وابنتي وابني، الآلاف يحبونني، ولكن من يريد مضايقتي يستطيع فعل ذلك، ولا أستطيع تجاوز الأمر'. وكان الخلاف بين أصالة ودياب نشب بعد إدلاء أصالة برأيها بألبوم مايا دياب الجديد، قائلة: 'مايا دياب نزلت ألبوم؟ ألف مبروك، من سوء حظي ما سمعتو'، قبل أن تختتم المؤتمر بقولها: 'خلي المؤتمر فني وخلينا مبسوطين مع بعض، أنا جايتكم بكل حب وتعبانة عن جد'. وقد استفز كلام أصالة الفنانة اللبنانية التي ردت بعنف على هامش انطلاق مهرجان 'بياف' في بيروت، حيث قالت: 'أولاً، أود أن أقول لها إنها إنسانة بلا قيمة، ويا ريت (She Zip It) وتصمت.. وإذا احتاجت من يفسر لها العبارة بالعربية لأنني أشك أنها ستفهمها بالإنجليزية'. وأضافت: 'أتمنى ألا أجد نفسي مضطرة يوماً ما لعقد مؤتمر صحافي غير فني أتحدث فيه عن أصالة، شكراً'. وذكرت معلومات صحافية بأن الخلاف بين مايا دياب وأصالة ليس بجديد، بل يعود لسنوات عندما صرّحت مايا من دون الغوص في التفاصيل، أن 'أصالة إنسانة طيبة، لكنها أحياناً متسرّعة، سواء بالإيجابي أو السلبي، والموقف اللي صار بيننا كان مُحرج، وما بحب أحكي فيه، خصوصاً إنو بيننا خبز وملح'.

كارولين شبطيني... تجرّأت على الحلم ودخلت "غينيس" بنفاياتها البلاستيك
كارولين شبطيني... تجرّأت على الحلم ودخلت "غينيس" بنفاياتها البلاستيك

العربي الجديد

time٢٤-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

كارولين شبطيني... تجرّأت على الحلم ودخلت "غينيس" بنفاياتها البلاستيك

قبل سنوات قليلة، تجرّأت فنانة إعادة التدوير اللبنانية كارولين شبطيني على الحلم، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية خمس مرات، من خلال تحويل النفايات البلاستيكية إلى أعمال فنية أحياناً، يقول بعض الناس لفنانة إعادة التدوير اللبنانية، كارولين شبطيني (43 عاماً)، إنها يجب أن تتجول في الشوارع مع حراس بعدما أصبحت قدوة لكثيرين. تضحك، وتكتفي بالقول: "أنا مجرّد امرأة بسيطة". مع ذلك، لا تتردّد في اعتبار نفسها بطلةً بيئية. وليس في قولها هذا غرورٌ، بعدما سجلت اسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية خمس مرات عن مشاريع بيئية تقوم على تحويل أطنان من النفايات والقناني البلاستيكية إلى أعمال فنية. والبطولة بالنسبة إليها ليست في عدد النفايات البلاستيكية التي جمعتها لتصنع منها لوحات أو مجسمات فنية، بل في دورها التغييري والتوعوي للأجيال الجديدة لإعادة التدوير والاستدامة. وفي الوقت الحالي، تستعد لتحقيق رقم قياسي جديد من خلال تصميم أكبر منحوتة لشجرة أرز في العالم. والفن كان اللغة التي استخدمتها للتواصل مع الأطفال، بعدما أدركت ضجرهم من المقاربة البيئية التقليدية بالحثّ على ضرورة الفرز. أضافت للواجب البيئي بعداً فنياً جعل الأطفال يتابعون إعلاناتها عن إطلاق مشاريع جديدة بشغف، تقول: "بمجرد أن أعلن على وسائل التواصل الاجتماعي عن مشروع جديد، يباشرون في جمع النفايات البلاستيكية والتواصل معي، وهذا دليل على مدى تأثّرهم بالحملات التوعوية في هذا الإطار". لم يكن لدراستها علاقة بالبيئة، بل درست المحاسبة وعملت تقنيةً لفحص النظر. بدأت علاقتها بالقناني البلاستيكية من خلال طبيبتها التي نصحتها بالإكثار من شرب المياه لتذويب الدهون عند البطن. ولم تكن من الذين لا يأبهون لرمي البلاستيك. وهنا كانت لحظة انطلاقها... وقبل ستّ سنوات، فكرت في صنع شجرة ميلادية من البلاستيك. وكانت المرة الأولى التي تلاحظ فيها أنها ربما تملك موهبة في إعادة التدوير. بيئة التحديثات الحية انبعاثات الحروب... أسلحة العالم الأول تُفاقم أزمة المناخ في تلك اللحظة، أعادت اكتشاف نفسها؛ امرأة مطلقة في السابعة والثلاثين من عمرها، تعيش في بلدة مزيارة شمالي لبنان، تملك موهبة تحويل النفايات إلى فن. اعتنقت مبدأين قاداها إلى الأمام: "أنا أستطيع" و"أجرؤ على الحلم". هذه الجرأة حوّلتها من امرأة مهمّشة بعدد متابعين لا يتجاوز الـ 200، إلى أخرى قوية استطاعت إشراك مشاهير مثل الفنانات اللبنانيات مايا دياب، ونانسي عجرم، ونجوى كرم، في حملات جمع القناني البلاستيكية. وفي عام 2019، بنت شجرة ميلاد من 140،000 قنينة بلاستيكية في بلدة شكا شمال لبنان، لتدخل "غينيس" للمرة الأولى. وحصلت على جائزة "غينيس" الثانية بعدما صنعت هلالاً من أغطية العبوات البلاستيكيّة بمناسبة شهر رمضان، وذلك خلال جائحة كورونا. وبعد انفجار مرفأ بيروت في الرّابع من أغسطس/ آب 2020، وفي خطوة منها لإيصال رسالة أمل إلى اللبنانيين ، صنعت أكبر علم دولة في العالم من أغطية العبوات البلاستيكية، لتدخل "غينيس" للمرة الثالثة. والجائزة الرابعة (2022) كانت بعد عملها مع شركة "سوني" في دبي من خلال لوحة موزاييك 2D من الأغطية البلاستيكية لتسويق منتج جديد لهم "PlayStation5"، بلغت مساحتها 260 متراً مربعاً. والجائزة الأخيرة كانت بعد صنعها أكبر كرة بلاستيكية باستخدام أكثر من 500,000 غطاء قنينة وموادّ قابلة لإعادة التدوير (2022). في مزيارة، كان بعض السكان يلقّبونها بـ"أبو إبراهيم"، وهو اسم جامع نفايات البلدة، وكانت تردّ مازحة: "نادوني بأم إبراهيم على الأقل". اليوم، لم تعد الأرقام القياسية هدفها الأساسي، بل أصبحت الرسالة هي الأهم. تقول: "البعض يراني قدوة، وهذا يعني أنني لا أستطيع التوقف. هذا شغفي. عدم وجود مشروع جديد يشعرني وكأنني أموت". بيئة التحديثات الحية الزراعة العمودية... جيسيكا حكيّم تحمي بيئة البترون اللبنانية وتزرعه لا تروي كارولين قصتها فنانةً فحسب، بل بصفتها امرأةً بدأت من جديد، في عمر الـ37، مطلّقة في مجتمع لا يسهّل على النساء الوقوف من جديد. اليوم، اسمها في "غينيس"، وهي متزوجة من جديد، وأم لطفل، وتواصل بناء حياة على طريقتها الخاصة، رسالتها بسيطة: "يمكنككِ أن تبدئي من جديد. يمكنكِ أن تحلمي من جديد. ويمكنكِ أن تصبحي كلّ ما قالوا إنك لا تستطيعين أن تكونينه". تعرب كارولين عن قلقها من الوضع البيئي في لبنان، تقول: "ما زلنا من بين الأسوأ في ما يتعلق بالتلوّث. أحياناً أتساءل: ماذا تفعل المنظمات البيئية فعلياً بينما أجمع شخصياً ما بين خمس وستِّ أطنان من النفايات البلاستيكية سنوياً، إما لإعادة التدوير أو لبناء شيء ذي معنى؟". ورغم أنها كان يمكن أن تصبح مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وتستغلّ شهرتها، إلّا أن حلمها مختلف. تقول: "أريد أن أترك بصمة لبنانية في كل بلد حول العالم". *(أنتجت هذه القصة ضمن ورشة عمل دولية نظمتها مؤسّسة "تاز بانتر" الألمانية)

عمرو دياب... محاولة للبقاء في زمن متقلّب المزاج
عمرو دياب... محاولة للبقاء في زمن متقلّب المزاج

العربي الجديد

time٢١-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

عمرو دياب... محاولة للبقاء في زمن متقلّب المزاج

إذا أثبت ألبوم "ابتدينا" لعمرو دياب شيئاً، فهو أن المغني المصري لا يزال يتمتع بقوة تسويقية كبيرة، واختياره "ابتدينا" عنواناً لألبومه الجديد جاء علامةً تسويقيةً على استمراريته وتجدّده، في واقع يتقاسم به القمة مع موجات موسيقية جديدة وشابة في صناعة موسيقية متقلبة في أذواق المستمعين، وفي طريقة عملها. اختلفت أهداف عمرو دياب في المرحلة الحالية من حياته عن السابق، فهو لم يعد مطالباً بتغيير صناعة الموسيقى ودفعها إلى الأمام أو إثبات أنه على القمة. وأصبح الهدف الرئيسي والصعب في البقاء ومجاراة التطورات السريعة في صناعة الأغنية وإرضاء الأذواق الجديدة، متناقضاً مع الحملة التسويقية لعمرو دياب، القائمة على رفع سقف التوقعات وتصويره بأنه "رقم واحد"، وأن الألبوم الجديد يغير قواعد الموسيقى العربية، وأن "ابتدينا" مجرد بداية فقط لعمرو دياب لما هو قادم. إثباتاً لقيمته التسويقية، جاءت الحملة الإعلانية لألبومه بتنفيذ ورعاية ثلاث شركات كبرى، على رأسها شركة سوني ميوزك المنتجة للألبوم. على أرض الواقع، أصدر عمرو دياب ألبوماً لا يختلف كثيراً عن ألبوماته الأخيرة من الناحية الفنية، ولا يشهد أفكاراً غير متوقعة أو جريئة إلا في بعض الأغاني التي خرجت قليلاً عن قاموسه المعتاد، مثل "بابا" التي استلهم بها روح الفلكلور الصعيدي المصري، أو أغنية "إشارات" الأكثر اختلافاً من ناحية الأداء الصوتي لعمرو دياب، حتى إن تقديمه أبناءه معه في أغانيه لم يعد مفاجأة. حتى إن التنوع في الأشكال الموسيقية في "ابتدينا"، بين الموسيقى اللاتينية والإلكترونية والشرقية، وكذلك نسب تمثيل الأغاني الرومانسية والدرامية والإيقاعية في أغاني ألبوماته، كلها توليفات معتادة منه أيضاً. تُضاف إلى هذه السمات محاولات لمجاراة الرائج حالياً، مثل التقرب إلى المهرجانات والأغاني الشعبية، كما في أغنية "قفلتي اللعبة" أو أغنية "يا بخته"، أو استخدام الإيقاعات الأفريقية الرائجة عالمياً في السنوات الأخيرة، مثل أغنية "دايماً فاكر". لذلك، لم يعد عمرو دياب ذلك الفنان المبادر بتقديم ابتكارات موسيقية وصوتية جديدة في ألبوماته، وفي الوقت نفسه لن يستطيع التخلي عن موسيقى البوب الخاصة به بعد كل هذه السنوات، ولا يعني ذلك بالضرورة أن عمرو دياب يعاني من تدهور المستوى، لأن ميزته الرئيسية في حفاظه على مستوى أعماله مقارنة بزملائه في موسيقى البوب في مصر، ولكن النوع الموسيقي الذي يقدمه مع زملائه يواجه أزمة ثقة ومنافسة قوية تجعل مسألة الريادة الموسيقية حالياً غير مضمونة. منافسة تدفع عمرو دياب دائماً إلى المنطقة الآمنة، فهو قادر على الاستمرار ومزاحمة الأشكال الموسيقية الجديدة من خارج البوب، ولكنه ليس جديداً بما يكفي، لأن تاريخه لا يسمح له بالمغامرة أكثر من ذلك، ما قد يكون في حالته تنازلاً وليس جرأة، خصوصاً أن تاريخه وذكرياته مع الأجيال المختلفة من الجمهور هي المصادر الرئيسية لقوته التسويقية حالياً، ولأنه يمثل أيضاً منطقة آمنة بالنسبة إلى أبناء جيل الثمانينيات والتسعينيات الذين يسعون لإنقاذ ذوقهم الموسيقي المهدد في عصر المهرجانات والراب وهيمنة جيل زد. المختلف حقاً في ألبوم عمرو دياب، تعاقده الجديد مع شركة سوني وإنتاجه 15 أغنية دفعة واحدة في الألبوم الجديد. تُذكّر هذه الخطوة بتعاقده الحصري السابق مع منصة أنغامي في الألبومات الأخيرة. وهنا يلعب عمرو دياب الدور نفسه بالنسبة إلى الشركات الجديدة الفاعلة في صناعة الموسيقى، بالترويج لانطلاقتها الجديدة في صفقات تسويقية مؤقتة. فعل ذلك مع إعادة انطلاق "أنغامي"، والآن مع انطلاقة "سوني" في الشرق الأوسط، مع عدم معرفة بنود التعاقد مع عمرو دياب في الحالتين. تصف "سوني" التعاقد بالشراكة مع عمرو دياب من أجل الاستحواذ على كتالوغه الغنائي، وإنتاج أعمال جديدة للمنافسة عالمياً. مع ذلك، لم يكشف الطرفان عن تفاصيل الصفقة، إن كان عمرو دياب قد باع ألبوماته من إنتاجه الخاص للشركة، أو أن دورها يقتصر على التوزيع الرقمي. يأتي هذا بعد ثبوت إخفاق شراكة عمرو دياب مع " أنغامي " بعد عامين من التعاقد، في تجربة حرمته الحضور على المنصات الأخرى، واتبع هذه المرة سياسة جديدة مع "سوني" بإتاحة أغانيه على جميع المنصات. تكمن نقطة ضعف عمرو دياب في عدم امتلاك أرشيفه الغنائي بالكامل، وانتبه إلى هذا الجانب متأخراً بعد انفصاله عن شركة روتانا وتدشين شركته ناي، التي أنتج من خلالها ستة ألبومات في السنوات الأخيرة، وهي الألبومات التي يعقد بها الصفقات الجديدة، سواء مع "أنغامي" أو "سوني"، لأن أرشيفه القديم من الثمانينيات إلى بداية الألفينات تملكه شركات أخرى مثل "صوت الدلتا" و"عالم الفن"، وتملك شركة روتانا حقوق سبعة ألبومات في أرشيفه، وهي الألبومات التي اختفت أخيراً من منصة سبوتيفاي بسبب خلاف في التعاقد بين "روتانا" والمنصة، من دون أي سلطة لعمرو دياب. سيكون من الغريب تكرار دياب تجربة " روتانا " مرة أخرى مع "سوني" بالتخلي عن حقوق أغانيه، وهو ما سنعرفه في المستقبل، خصوصاً في ظل أهمية الأرشيف في الوقت الحالي في الأرباح والإيرادات من الاستماع الرقمي، الجانب الذي لم يضعه عمرو دياب في الحسبان في تعاقداته في عصره الذهبي، بعدم تفضيله الإنتاج لنفسه في معظم مشواره الفني، ولم يسع لشراء أرشيفه من الشركات الأخرى أيضاً، ما يجعله في النهاية يحتكم على ستة أو سبعة ألبومات فقط من أصل 36، وهي الألبومات التي يتنقل بها بين الشركات وتؤمن له الصفقات التجارية والتسويقية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store