
من العظمة إلى «الخيبة».. ماسك يودع إدارة ترامب
دخل السياسة الأمريكية من الباب العريض كمستشار مقرب من دونالد ترامب وكان لا يفارقه البتة خصوصا عند إعلان قرارات التخفيضات الفيدرالية.
لكن بعد أربعة أشهر، أكّد قطب التكنولوجيا، إيلون ماسك، أنه سيترك منصبه بعدما انتقد الرئيس الأمريكي للمرة الأولى منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
وأشاد ترامب بماسك ووصفه بأنه "رائع" معلنا أنهما سيعقدان مؤتمرا صحفيا مشتركا الجمعة مع مغادرة ماسك المولود في جنوب أفريقيا "هيئة الكفاءة الحكومية" (دوج).
وقال ترامب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال" الخميس "سيكون هذا يومه الأخير، لكن ليس فعليا، لأنه سيكون معنا دائما، ويساعدنا على طول الطريق".
"خيبات الأمل"
لكن هذه الكلمات الدافئة لا تخفي "خيبات الأمل" التي تحدث عنها أغنى رجل في العالم بالأسابيع الأخيرة، بشأن دوره في خفض التكاليف الفيدرالية والعقبات التي واجهها في سبيل ذلك.
وأظهر ماسك الذي دائما ما كان موجودا إلى جانب الرئيس الجمهوري معتمرا قبعة عليها شعار ترامب الشهير "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، إحباطا متزايدا من العقبات التي تواجهها "دوج".
ولم يتمكن ماسك من تحقيق هدفه المتمثل في توفير تريليونَي دولار، فيما قدّرت مجلة "ذي أتلانتيك" أنه وفر فقط جزءا زهيدا من هذا المبلغ، رغم فقدان عشرات آلاف الأشخاص وظائفهم.
والآن، سيركز على أعماله في شركتي تيسلا وسبايس إكس، بالإضافة إلى هدفه المتمثل في استعمار المريخ.
"الرئيس المشارك"
لكن العلاقة بين الرجلين كانت مختلفة تماما في البداية، حيث كان ماسك أكبر مانح لحملة ترامب الانتخابية لعام 2024، وكانا يتشاركان الكثير، مثل السياسات والرغبة في استئصال ما قالا إنها "دولة عميقة" مبذّرة.
وسُمّيَت هيئة "دوج" على سبيل المزاح تيمنا بعملة "ميمكوين"، لكنها في الواقع لم تكن مزحة.، حيث أغلق خبراء تكنولوجيا شباب ناموا في مجمع البيت الأبيض، إدارات حكومية برمّتها، كما قطعت الهيئة جزءا كبيرا من المساعدات الخارجية.
وفي إحدى الفعاليات، ظهر ماسك واضعا نظارتين شمسيتين وهو يحمل منشارا كهربائيا متفاخرا بمدى سهولة توفير الأموال، كما قام في مناسبة أخرى بأداء ما بدا أنه تحية نازية.
وسرعان ما أصبح ماسك الذي أطلق عليه المنتقدون لقب "الرئيس المشارك"، موجودا إلى جانب ترامب باستمرار.
وظهر رجل الأعمال حاملا ابنه الصغير إكس على كتفيه خلال أول مؤتمر صحفي له في المكتب البيضاوي، وكان يحضر اجتماعات الحكومة، وركب مع ترامب الطائرة والمروحية والسيارة الرئاسية، وشاهدا المصارعة معا.
وتساءل كثر حتى متى يمكن أن تصمد هذه العلاقة الوثيقة بين ترامب وماسك.
لكن ترامب نفسه بقي مخلصا علنا للرجل الذي وصفه بـ"العبقري".
وفي إحدى المرات، حوّل الرئيس البيت الأبيض إلى ما يشبه وكالة لبيع سيارات تيسلا بعدما استهدف محتجون الشركة.
"مودة"
لكن قطب التكنولوجيا واجه أيضا صعوبة في فهم حقائق السياسة الأمريكية.
وقالت إيلاين كامارك من "بروكينغز إنستيتيوشن" لوكالة فرانس برس، إن النهاية "بدأت في منتصف مارس/ آذار (الماضي) عندما كان إيلون ماسك يدخل في خلافات خلال اجتماعات في المكتب البيضاوي وفي مجلس الوزراء".
وفي إحدى المرات، سمعت مشادة كلامية مع وزير الخزانة سكوت بيسنت في أرجاء الجناح الغربي للبيت الأبيض، في حين وصف ماسك علنا مستشار ترامب التجاري بيتر نافارو بأنه "أكثر غباء من كيس من الطوب".
وكذلك، بدأ تأثير المسار السياسي لماسك على أعماله يظهر بوضوح. فقد انتهت سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ التابعة لشركة سبايس إكس بفشل ذريع، فيما أعرب مساهمو تيسلا عن غضبهم العارم.
وبالتالي، بدأ ماسك يفكر في التراجع، وقال إن "دوج هي أسلوب حياة، مثل البوذية" يفترض أن تستمر بدونه.
وأخيرا، انتقد ماسك مشروع قانون طرحته إدارة ترامب معتبرا أنه سيزيد من عجز الحكومة الفيدرالية ويقوّض عمل وزارة هيئة الكفاءة الحكومية.
لكن كامارك رأت أن رحيل ماسك قد لا يكون نهاية القصة.
وأوضحت "أعتقد أن هناك مودة بينهما وأعتقد أن ماسك لديه الكثير من الأموال التي يمكن أن تساهم في الحملات الانتخابية إذا أراد ذلك. أعتقد أن العلاقة ستستمر".
aXA6IDgyLjIyLjIzNy4yNDEg
جزيرة ام اند امز
GB

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 43 دقائق
- الوطن
الإمارات وصربيا تعلنان دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ
أعلنت دولة الإمارات وجمهورية صربيا عن دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين حيز التنفيذ رسمياً في خطوة تمثّل محطة بارزة في مسار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية، وتهيئة الأسس لتعميق التعاون المشترك في مختلف القطاعات ذات الأولوية. وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، أن تفعيل الاتفاقية يمثل تطوراً إستراتيجياً في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. وقال معاليه إن دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وصربيا حيز التنفيذ يشكّل مرحلة جديدة في علاقاتنا الاقتصادية، ويفتح آفاقاً واسعة للتعاون والاستثمار والتجارة بما يعود بالنفع على البلدين. وأضاف أنه من خلال هذه الاتفاقية، نؤكد التزامنا بخلق فرص نوعية من شأنها تعزيز سلاسل التوريد، وتوليد الوظائف، وتهيئة بيئة مزدهرة للأعمال في كلا البلدين. وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وصربيا، والتي سجلت نحو 121.4 مليون دولار في عام 2024، بزيادة تعادل الضعف، مقارنة بعام 2021. وتشير التقديرات إلى أن الاتفاقية ستُسهم بما يصل إلى 351 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2031. ويُتوقّع تحقيق هذا النمو من خلال إلغاء الرسوم الجمركية أو خفضها على أكثر من 96% من خطوط المنتجات، بما يعزز فرص النفاذ إلى الأسواق، ويهيّئ بيئة أكثر جاذبية للتعاون بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين. وتُعد صربيا شريكاً اقتصادياً مهماً لدولة الإمارات، بفضل تنوع اقتصادها وموقعها الإستراتيجي الذي يُعد بوابة حيوية إلى أوروبا الشرقية ومنطقة البلقان. ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقية في تعزيز التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات في قطاعات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، والزراعة، واللوجستيات، والتكنولوجيا. وتحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي في حجم التبادل التجاري مع صربيا، حيث استحوذت على نحو 55% من إجمالي تجارتها مع دول المجلس في عام 2023. وشهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، مدفوعة بتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، لاسيما في القطاعات ذات النمو المرتفع، مما أسهم في تعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة. ومع دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ رسمياً، بات بإمكان البلدين الاستفادة من مزاياها في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة بما يعود بالنفع على الجانبين. وتُشكل اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة ركيزة أساسية في رؤية دولة الإمارات للنمو الاقتصادي الإستراتيجي، إذ تستهدف رفع قيمة التجارة غير النفطية إلى 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2031، ومضاعفة حجم الاقتصاد الوطني ليصل إلى 800 مليار دولار بحلول عام 2030. وتُعد الاتفاقية مع جمهورية صربيا عاشر اتفاقية تدخل حيز التنفيذ، ضمن مجموعة من 27 اتفاقية تم توقيعها مع دول في الشرق الأوسط، وإفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية، وأوروبا.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
اتجاهات التحول.. كيف ينعكس التوافق الأمريكي السوري على غزة؟
يهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المضي قدمًا في تحقيق مكاسب سريعة في السياسة الخارجية وتكون ذات فوائد ملموسة، حتى لو تطلب ذلك تجاوز التحالف مع إسرائيل لصالح الاستعانة بمصادر خارجية لسياسة الشرق الأوسط مثل تركيا والمملكة العربية السعودية. من ناحية أخرى تهدف إدارة ترامب إلى تنفيذ مخططها للتهجير وأن تتمكن من إخراج مئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة وإحياء نسخة من خطة السلام من أجل الازدهار وفي رؤيتها للحل في غزة. ومع ذلك، فإن السماح لإسرائيل بالسعي لإعادة التدخل والانخراط الميداني في سوريا، يُخاطر بزعزعة استقرار الحكومة في دمشق والعودة إلى مسار الحرب الأهلية. وهذا تحديدًا هو نوع المبادرات الفوضوية والمعقدة والمطولة التي يرغب البيت الأبيض في تجنبها، وهو أيضًا مؤشر على الخلافات السياسية الناشئة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. المشكلة في غزة وفق التصور الأمريكي، لم يُخفِ البيت الأبيض رغبته في رؤية إجلاء الفلسطينيين من غزة، بما سيسمح بإعادة إعمار القطاع قبل التحقق من عودة بعض اللاجئين. ويتماشى هذا مع خطط إدارة ترامب الأولى لاتباع نهج أكثر تكاملًا لعلاقة إسرائيل بالأراضي الفلسطينية، وهو نهج يلتزم بإطار قانوني واقتصادي موحد، ويجلب الأمن والاستقرار للمنطقة، إلى جانب احتمال حصول الرئيس على جائزة نوبل للسلام. وقد صاغ سياسيون من يمين الوسط في إسرائيل هذه الرؤية للسلام؛ حيث سعوا إلى معالجة الحقائق على الأرض مع مراعاة شكوك ومخاوف غالبية الجمهور الإسرائيلي. وبالتالي هناك تقارب بين المصالح الأمريكية والإسرائيلية في إيجاد حلٍّ لموقفٍ مُعقّد؛ حيث يختلف الرأيان الإسرائيلي والفلسطيني اختلافًا جذريًا حول مستقبل السلام والأمن. وبناءً على ذلك، تشير تقارير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإقناع دولٍ أفريقيةٍ مُختلفةٍ بقبول الفلسطينيين، بما في ذلك جنوب السودان والصومال لاستقبال الفلسطينيين. وقد قدّم المبعوث الأمريكي الخاص ويتكوف اقتراحًا أكثر جدية بشأن إندونيسيا في يناير الماضي. ومع ذلك، وفي ظل غياب عملية تفاوض متماسكة واستراتيجية إعلامية، رفضت جاكرتا هذا الاقتراح رفضًا قاطعًا. وانتشرت شائعات منتصف مارس عن تواصل البيت الأبيض مع سوريا عبر طرف ثالث، إلا أن الحكومة السورية نفت هذه التقارير. الحسابات الاستراتيجية لإسرائيل رغم هذا التقارب في المصالح، تنطلق إسرائيل من موقف مختلف تمامًا عن واشنطن. فمنذ انتهاء وقف إطلاق النار في ١٧ مارس ٢٠٢٥، حوّلت إسرائيل ٣٠٪ من غزة إلى منطقة عازلة، كما تعتزم وزارة الدفاع الإسرائيلية الاحتفاظ بها في ظل أي تسوية سلمية. فإلى جانب ممر نتساريم الذي يعزل مدينة غزة شمالًا، أقامت القوات الإسرائيلية الآن ممر موراج الذي يفصل رفح عن خان يونس جنوبًا. وتأتي هذه الخطوات بعدما دُمِّرَت الغالبية العظمى من القطاع، وحتى لو كانت تكلفة إعادة الإعمار في متناول تحالف من الشركاء، فلا أحد يرغب في إعادة الإعمار في ظل الظروف الحالية. ويتوقع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أنه في غضون ستة أشهر، سيُحشر سكان غزة في قطعة أرض صغيرة على طول الحدود والبحث عن مأوى لبدء حياة جديدة في أماكن أخرى. ولطالما تكهنت العديد من الدراسات والاتجاهات الفكرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية بأن إسرائيل لا تملك خططًا لما بعد الحرب. وينتقدون إسرائيل لتفضيلها احتلالًا دائمًا يسمح بالعودة إلى بناء المستوطنات، أو حربًا لا نهاية لها لتأخير الانتخابات والتحقيقات الجنائية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو. ومع ذلك، فإن القول بأن إسرائيل تفتقر إلى استراتيجية، والتلميح إلى أن صانعي السياسات يُطلقون العنان لأسوأ دوافعهم للوحشية، هو قول خاطئ، ويتجاهل الكم الكبير من التخطيط الذي أظهرته الحكومة الإسرائيلية منذ ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ في إدارة عملياتها العسكرية والسياسية. من غزة إلى سوريا وفق الرؤية الإسرائيلية فإنها تنظر إلى سوريا ضمن إطار استراتيجية تهيئة الأوضاع والبيئة اللازمة لتسوية الوضع في غزة، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيحتل جبل الشيخ والمنطقة الأمنية الموسعة حول القنيطرة إلى أجل غير مسمى، كما سمح نتنياهو بزيارات تاريخية لقادة دينيين دروز سوريين إلى إسرائيل، وبتقديم العلاج الطبي لهم في المستشفيات الإسرائيلية. كما سعى إلى التودد إلى الأكراد السوريين بعروض المساعدة في وقت يطالب فيه الأكراد باللامركزية والحكم الذاتي الإقليمي. وفي هذا الإطار، ثمة تقارب بين المصالح الأمريكية والإسرائيلية في سوريا في ظل مخاوفهما من أن النظام الجديد في دمشق قد يعمل على تهديد مصالحهما، وقد يتحول لاحقًا إلى دولة إرهابية. كما أن هناك تردد في الثقة بمجموعة من المقاتلين الإرهابيين السابقين، ورغبة في رؤية تقدم ملموس من أحمد الشرع على جبهات متعددة. وقد دفعت هذه المخاوف إسرائيل إلى سيطرتها على عدد كبير من نقاط الضغط التي يمكنها من خلالها ممارسة نفوذها على دمشق، ويُفترض أن يكون ذلك موجهًا نحو هدف استراتيجي، ومن المؤكد أن التقارب الأمريكي الأحادي الجانب سيقوض ذلك. ومع ذلك، يُشير إعلان الرئيس ترامب تخفيف العقوبات الأمريكية على سوريا، وقراره لقاء الشرع في السعودية، إلى استعداد الإدارة الأمريكية للمضي قدمًا في الخطوات التالية تجاه دمشق، سواءً بمشاركة إسرائيل أو بدونها. كما تشير بعض الاتجاهات إلى أن واشنطن شجّعت المحادثات الإسرائيلية التركية الأخيرة في أذربيجان كوسيلةٍ لتقريب وجهات النظر والمضي قدمًا في تنفيذ الرؤية الأمريكية؛ حيث يريد البيت الأبيض المضي قدمًا في تحقيق مكاسب سريعة في السياسة الخارجية ذات فوائد ملموسة، لا في مناورات استراتيجية غير مؤكدة النتائج، حتى لو تطلب ذلك تجاوز إسرائيل لصالح إسناد سياسة الشرق الأوسط إلى تركيا والسعودية. الصفقة الكبرى يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تُبقي خيار إبرام صفقة مع الشرع مفتوحًا، وتشير جهود إسرائيل للترويج لأفعالها ونواياها في سوريا من خلال خطابات كبار المسئولين والتصريحات الصحفية إلى رغبة في توجيه رسالة إلى أطراف إقليمية أخرى مفادها أن هناك أوراقًا قد تكون إسرائيل مستعدة لاستغلالها. وتتضمن الصفقة انسحابًا عسكريًا إسرائيليًا من أجزاء من جنوب سوريا، وخفض مستوى التواصل المباشر مع الأقليات العرقية والدينية والوصول إلى تسوية مع تركيا، كما أن منح واشنطن الضوء الأخضر لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة، كل ذلك مقابل استقبال سوريا لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من غزة. ويمكن القول إن هذه ليست المرة الأولى التي تستقبل فيها سوريا أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين. تزعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) أنها تدعم ٤٣٨ ألف فلسطيني في سوريا اليوم. وتعيش الغالبية العظمى منهم في فقر، على الرغم من أن معظمهم، على الأقل قبل الحرب الأهلية السورية، كانوا يعيشون ظروفًا أفضل من نظرائهم في أجزاء أخرى كثيرة من المنطقة. ومع ذلك، يُنظر إلى احتمال التوصل إلى اتفاق إسرائيلي سوري بشأن غزة بقلق بالغ في المنطقة العربية. من ناحية أخرى، لا تزال سوريا ممزق بسبب الحرب، مع قلة أماكن إيواء اللاجئين، خاصةً مع توقف الحكومات الأوروبية عن قبول طلبات اللجوء للسوريين، وتزايد الضغوط على الكثير منهم للعودة إلى ديارهم. ومن ثم سيتعرض الشركاء الإقليميون الذين أعلنوا دعمهم المالي والدبلوماسي للحكومة الانتقالية في دمشق، لضغوط شعبية حادة للتنديد بهذه الخطوة بجانب الضغوط التي ستتعرض لها الحكومة السورية. وهو ما سيؤدي إلى تأجيج التوترات بين المجتمعات السورية التي تعاني أصلًا من شح الموارد. وهنا برزت التساؤلات حول ما إذا كانت إدارة ترامب تدرك أن نقل أجزاء كبيرة من السكان الفلسطينيين قد يُسبب حالة من عدم الاستقرار في أماكن أخرى، وأن واشنطن قد تضطر إلى التدخل لمنع أو تخفيف آثار الصراع الإقليمي. خاصة أن كبار المسئولين الأمريكيين يهدفون إلى تمكن الإسرائيليون والأتراك من تسوية خلافاتهم والتوصل إلى تسوية تُمكّن أمريكا من النأي بنفسها عن المشاكل المُحدقة في سوريا. ومع ذلك، قد لا يكون أي من هذين الطرفين مستعدًا للتعامل مع أسوأ سيناريو محتمل، والمتمثل في تجدد الحرب الأهلية السورية، كما أنه في حال ربط ترامب السياسة الأمريكية بالطموحات الإسرائيلية في الشرق الأوسط، فقد يُضحي بالاتجاهات العملية والبراجماتية التي يسعى لتنفيذها في سوريا.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
سيارة تيسلا ومجوهرات للفائزين في «الشرق الأوسط للساعات»
الشارقة: «الخليج» يواصل معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات الذي ينظمه مركز إكسبو الشارقة بدعم من غرفة تجارة وصناعة الشارقة، تقديم المزيد من المفاجآت لزواره متيحاً لهم فرصة المشاركة بالسحوبات على جوائزه الكبرى التي تشمل سيارة تيسلا من طراز M3، بالإضافة إلى أطقم قيّمة من الذهب والألماس، التي سيتم الإعلان عن الفائزين بها بعد ختام المعرض. يشهد المعرض الذي يختتم فعالياته مساء اليوم الأحد، إقبالاً جماهيرياً وتجارياً لافتاً، حيث توافد الزوار والتجار للاطلاع على ما يقدمه الحدث الأكبر من نوعه على أجندة الفعاليات التجارية المتخصصة في دولة الإمارات والمنطقة، والذي تميز بعروض لمجموعات حصرية من الذهب والمجوهرات والساعات، إلى جانب تشكيلة متنوعة من أحدث خطوط الموضة والتصاميم الحصرية لعام 2025. وقدم أكثر من 500 عارض وشركة وما يزيد على 1800 من كبار المصممين والصناع والمتخصصين المشغولات المبتكرة من الألماس والأحجار الكريمة التي مثلت أبرز المصممين والعلامات التجارية العالمية، وتألقت تصاميم شركات الذهب والعارضين المحليين من دولة الإمارات بإبداعات متميزة أبرزت الخبرة في الجمع بين التراث والمعاصرة. أكد سلطان شطاف، المدير التجاري في مركز إكسبو الشارقة، أن النجاح الباهر الذي حققه معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات، الذي رسخ مكانته كحدث مهم وتقليد يترقبه عشاق المجوهرات في المنطقة يعد ثمرة للحضور الجماهيري اللافت، موضحاً أن تتويج المعرض بتوزيع جوائز قيّمة على الزوار، يأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى إبراز هذا الحدث وإثراء تجربة المشاركين من عارضين وزوار وضمان حصولهم على تجربة مميزة. وكشف الجناح الإيطالي المشارك في فعاليات النسخة ال55 من معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات، عن مجموعة نادرة من قطع الألماس والمجوهرات المصنوعة يدوياً والتي تم تصميمها من قبل نخبة من أشهر المصممين الإيطاليين خصيصاً لتعرض للمرة الأولى في الشارقة. وزار عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة رئيس مجلس إدارة مركز إكسبو الشارقة يرافقه عدد من أعضاء ومسؤولي الغرفة الجناح الإيطالي، حيث أشاد بعمق العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط دولة الإمارات بالجمهورية الإيطالية. «جوهرة» تعود إلى إكسبو الشارقة أعلنت مجوهرات جوهرة مشاركتها الحادية عشرة في إكسبو الشارقة، من خلال فعاليتين من أكبر معارض المجوهرات في المنطقة: معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات 2025 ومعرض جواهر الإمارات. وتُعد هذه المشاركة هي الثامنة لجوهرة في معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات، حيث بدأت أول مشاركة لها في الدورة الخمسين في أكتوبر 2022. كما حافظت جوهرة على وجودها القوي في معرض جواهر الإمارات، حيث انطلقت في الدورة الثالثة بعد جائحة كوفيد، وشاركت مؤخرًا في الدورة الخامسة مطلع هذا العام. وصرّح توحيد عبد الله، الرئيس التنفيذي لمجوهرات جوهرة: «لقد أصبح إكسبو الشارقة منصة استراتيجية لعرض مجموعاتنا، وتعزيز الحرفية الإماراتية، والتواصل المباشر مع عشاق المجوهرات في الإمارات والمنطق».