
ترامب يدق أول مسمار في نعش نتنياهو
في الوقت الذى تتصاعد فيه الضغوط والانتقادات داخليا وخارجيا بالنسبة لإسرائيل فيما يتعلق بعدوان غزة الجارى، تبدو الإدارة الأمريكية وكأنها بدأت لتوها فى رسم مسار وتكوين رؤية (من الأساس) لغزة فى يومها التالي، غير متقيدة بوجهات النظر اليمينية التى تمليها قوى اليمين المنفلت على الحكومة الإسرائيلية الإرهابية فيما يتعلق ب غزة.
وفي هذا التقرير، تبدو وجهات نظر عديدة تشرح الصدام الحالي بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل وفرصه بالنسبة لإنقاذ القطاع المنكوب.
وقال تحليل لصحيفة هاآرتس العبرية إن المسئولين الأمريكيين يدركون أن نتنياهو ضعيف، ومعرّض للابتزاز السياسى. فهو يتراجع باستمرار فى استطلاعات الرأى، ويماطل دون نهاية، وفى بعض الحالات يخدعهم ويضللهم.
كما يعلمون أن هناك بدائل سياسية فى إسرائيل أكثر قابلية للتفاهم والتعاون، ومن المرجح أن يتخذوا خطوات لدعم هذه البدائل وتعزيزها.
وترامب يرى نتنياهو شخصا «عالى التكلفة» خاصة بعد أن حصلت إسرائيل على ما يقارب 18 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية خلال العام السابق. وصرّح ترامب علنًا بأنه لا يرغب فى إنفاق أموال الأمريكيين لا فى أوكرانيا ولا فى إسرائيل. فمواصلة دعم الاضطرابات فى الشرق الأوسط ليست ضمن أولوياته.
◄ لعبة المصالح
وعلى عكس ما هو شائع، فإن نتنياهو يشكّل عائقًا أمام ترامب. فمصالح ترامب تتماشى مع مصالح دولة إسرائيل نفسها، لكن ليس مع مصالح نتنياهو، الذى يُعد عقبة فى طريق تحقيق أهدافه.
أما ترامب، باعتباره شخصية متقلبة وغير متوقعة، فلا يمكن التنبؤ بتوقيت قراراته، ومن هنا فإن الحديث عن إزاحة نتنياهو ليس تنبوءا زمنيًا بقدر ما هو تحليل لموقف ترامب، حيث تتصدر الاعتبارات الاقتصادية أولوياته. والأحداث والتطورات الأخيرة خلال الأسابيع والأيام الماضية تقرّب نتنياهو من «جولة الإقصاء»، إذ بات ترامب وفريقه يدركون أنهم لا يحرزون أى تقدم مع نتنياهو، وأن استبداله بات أمرًا واردًا تمامًا.
ويرغب ترامب فى دفع مسار السلام فى المنطقة لتحقيق أهداف اقتصادية. ولا يهتم بالحروب التى قد تتطلب تدخلًا أمريكيًا مباشرًا. وفى المقابل، يواصل نتنياهو تأجيج الوضع فى الشرق الأوسط، مهددًا بضرب المنشآت النووية الإيرانية وتدمير غزة.
كما تدرك الإدارة الأمريكية أن نتنياهو دعّم حماس لسنوات، ولا يزال يعارض أى بديل واقعى لحكمها فى غزة. ترامب لا يريد الانجرار إلى متاهات عسكرية، ولا يرغب فى الاستمرار فى ضخ المليارات لتمويل حروب نتنياهو، أو المخاطرة باتفاقاته الاقتصادية الجديدة فى شبه الجزيرة العربية. وهو ينصت جيدًا لمحمد بن سلمان، أكثر بكثير مما يصغى لدوائر نتنياهو.
وعلى الساحة الدولية، لم يعد لنتنياهو أى حلفاء، لا بين حلفاء أمريكا الغربيين التقليديين، ولا حتى بين قادة مثل فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، الذين يكنّ لهم ترامب قدرًا من الاحترام. وهناك مذكرة توقيف صادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية فى معظم الدول الأوروبية.
◄ خيارات واشنطن
وأضاف تحليل هاآرتس أنهم أيضا يدركون أن هناك بدائل سياسية أكثر مرونة فى إسرائيل، ومن المرجح أن يتخذوا خطوات لدعمها. ومن بين هذه البدائل، تبرز إمكانية تولّى نفتالى بينيت منصب رئيس الوزراء، وجدعون إيزنكوت منصب وزير الدفاع. من المحتمل أن تنضم قوى غربية أخرى مثل كندا، فرنسا، المملكة المتحدة، وربما ألمانيا، إلى هذا المسعى. فالمجتمع الإسرائيلى ممزق، والحرب المستمرة خلّفت انقسامات عميقة وتشريدًا واسعًا. ومن ثم فالتغيير هو المسار المعقول والمدعوم من غالبية الجمهور فى إسرائيل. وستؤدى الإشارات التى يرسلها ترامب بشأن خطورة نتنياهو وطبيعة تحالفه مع اليمين المتطرف إلى تعزيز هذا الاتجاه السائد فى استطلاعات الرأى.
وأشار التحليل إلى ملاحظتين: أولًا، تملك الإدارة الأمريكية نفوذًا كبيرًا على الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة (الحريديم) فى إسرائيل. وإذا كانت هذه الأحزاب لا تريد أن تفوّت القطار، فعليها أن تتعاون بسرعة لحماية مصالحها فى الحكومة المقبلة. لكنها يتوقع أن تخسر نظرًا لافتقار قيادتها إلى البصيرة.
وثانيًا، تدرك الإدارة أيضًا محدودية القوة السياسية لشركاء نتنياهو من أقصى اليمين. على سبيل المثال، من غير المرجح أن يتمكن المتطرف القومى بتسلئيل سموتريتش من اجتياز نسبة الحسم الانتخابية.
وقد يكون خروج نتنياهو من المشهد مصحوبًا بترتيب قانونى وانتقاله للعيش فى الولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد مشكلاته القانونية فى ضوء قضية «قطر جيت» وتشكيل لجنة تحقيق رسمية فى أحداث السابع من أكتوبر والحرب الجارية. ومثل هذه الترتيبات سبق أن طُبّقت فى أمريكا اللاتينية مع عدد من القادة الفاسدين عند تقاعدهم.
وشدد التحليل على أن صبر ترامب بدأ ينفد. فهو لا يرغب فى أن يسمح لنتنياهو ـ «الخاسر» كما يراه ـ بتقويض إنجازاته الأخيرة فى المنطقة.
أما الخيار الآخر لترامب فقد كشف عنه الدبلوماسى المخضرم دينيس روس فى مقال نشره بالصحيفة ذاتها. وكتب فيه إنه عندما تم انتخاب ترامب، عمّت النشوة أوساط اليمين الإسرائيلى.
ولقد تحققت صلواتهم، فقد بدا أن ترامب سيمنح إسرائيل شيكًا على بياض لتفعل ما تشاء، بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهزيمة أعدائها دون أى قيود. لكن فى الأشهر الأربعة التى تلت توليه منصبه، لم تتصرف إدارة ترامب بأى شكل من الأشكال بما يتوافق مع توقعاتهم.
◄ رغبات ترامب
وللإنصاف، فإن تلك التوقعات كانت دومًا مفصولة عن الواقع. فالرغبة التى أبداها ترامب فى توسيع «اتفاقيات إبراهيم» كانت تتناقض بطبيعتها مع رغبة إسرائيل فى ضم الضفة الغربية.
وبالمثل، فإن رغبة ترامب فى إبرام اتفاق نووى مع طهران تعنى أيضًا أنه لن يكون هناك دعم تلقائى لاستخدام إسرائيل القوة ضد البرنامج النووى الإيرانى. وكل ذلك يعنى أن الاعتقاد بأن ترامب سيدعم ببساطة كل ما تريده الحكومة الإسرائيلية اليمينية، كان دائمًا مجرد وهم. فقد أجرى فريقه تفاوضا مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح أسرى ووقف محتمل لإطلاق النار، وهو أمر لم تفعله أى إدارة أمريكية من قبل، ودون إبلاغ إسرائيل.
كما أن موافقته على وقف إطلاق النار مع الحوثيين دون إشراك إسرائيل، بعد يومين فقط من سقوط صاروخ حوثى قرب مطار بن جوريون، وعدم إبلاغ إسرائيل بهذا الوقف إلا بعد حدوثه، قد أثار غضباً كبيراً لدى حكومة اليمين فى تل أبيب.
وأخيرا فقد جاء قرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، أيضًا دون علم إسرائيل، رغم أن لإسرائيل مخاوف أمنية كبيرة فى هذا الصدد.
وأخيرًا، لم تشمل زيارة ترامب للمنطقة محطة فى إسرائيل، بل تضمنت صفقات تسليح ضخمة قد تثير تساؤلات بشأن الحفاظ على «التفوق العسكرى النوعي» لإسرائيل، وهو التزام مُكرّس فعليًا فى التشريع الأمريكى.
وكان غياب أى رد من البيت الأبيض على البيان المشترك الصادر عن فرنسا وكندا وبريطانيا، الذى أدان إسرائيل بسبب عملياتها فى غزة وهدد باتخاذ «إجراءات ملموسة إضافية» إن لم تتوقف العملية العسكرية ويتم السماح بإدخال المساعدات، قد أثار أيضًا الكثير من التساؤلات.
◄ تجديد الاتفاق
ومن كل ما سبق يوجد استنتاج هام، وفقا لروس، وهو أن الرئيس ترامب يتخذ قراراته بناءً على ما يراه يخدم «المصالح الأمريكية». وبشكل عام، يركّز ترامب على الولايات المتحدة، وليس على مصالح أو مخاوف حلفائها، التى يعتبرها أمورًا ثانوية.
التحدث مع حماس أو الإيرانيين أو القبول بوقف إطلاق النار مع الحوثيين أو إبرام صفقة سلاح بقيمة 142 مليار دولار مع السعوديين، كلها قرارات تخدم المصالح الأمريكية، وهذا ما اعتبره ترامب، وليس ما يهم الإسرائيليين أو البريطانيين، الذين فوجئوا أيضًا بقرار وقف إطلاق النار رغم أنهم يشاركون عسكريًا فى مواجهة الحوثيين.
قد لا يكون هذا الاستنتاج مريحًا للإسرائيليين، لكنه ينبغى أن يدفعهم لفهم أن ترامب يريد انتهاء الحرب، لإنهاء القتل أولاً، ولإتاحة إمكانية تحقيق تطبيع فى المنطقة ثانيًا.
لكن افتقار حكومة نتنياهو لخطة ذات مصداقية لإنهاء الحرب وما بعد الحرب ـ أى توفير بديل لحماس ـ يمثل مشكلة كبيرة.
ومن المعروف أن الصبر ليس من صفات ترامب. ولدى ترامب قنوات أخرى لإنفاذ رغبته فى تل أبيب.
فمذكرة التفاهم التى وقعتها إدارة أوباما لمدة عشر سنوات، التى تضمن دعمًا عسكريًا سنويًا لإسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار، ستنتهى خلال فترة إدارة ترامب الحالية. فهل سيتم التفاوض على اتفاق جديد لعشر سنوات أخرى؟
◄ غزة المنكوبة
أما كل أهمية ذلك بالنسبة للعدوان الإسرائيلى الطاحن والإرهابى فى القطاع، فهو أن الرئيس الأمريكى بات يتحدث صراحة عن «إنهاء الحرب» وليس عمل صفقات لهدنة.
ولا يزال المبعوث الأمريكى إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يخوض جهوده مع الوسطاء لإيجاد وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة بين إسرائيل وحماس. وبين وقت وآخر، يعبر ويتكوف عن «شعور إيجابى جدا بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمى طويل الأمد لهذا الصراع».
وبين تصريحات وبيانات تراوح مكانها، تتجاهل إسرائيل المسار التفاوضى، الذى لا شك أنها تقوم به لتقليل الضغوط الدولية فى الظاهر وشراء الوقت فى الحقيقة.. وأصدر الاحتلال أوامره بالاستمرار فى عمليته البرية من ناحية واستهداف العزل متلقى المساعدات من ناحية أخرى.
وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن الاحتلال ارتكب مذابح دموية بحق الجوعى بينهم مجزرة فى الأول من يونيو الجارى أدت لاستشهاد وإصابة أكثر من 220 منهم برصاص الجيش الإسرائيلي قرب إحدى نقاط المساعدات المدعومة أمريكيًّا جنوبى رفح.
وقال المرصد الأورومتوسطى فى بيان إنّ فريقه الميدانى وثّق إطلاق جيش الاحتلال النار تجاه آلاف المدنيين الذين تجمعوا فجر الأحد ١ يونيو، فى حى تل السلطان فى رفح جنوبى قطاع غزة، قرب نقطة مساعدات أقامها الجيش الإسرائيلى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 23 دقائق
- مصراوي
الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات.. ما قصة مؤسسة غزة الإنسانية؟ ومن أعضائها؟
-مارينا ميلاد: ستبدأ مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة العمل في غزة بحلول نهاية مايو بموجب خطة لتوزيع المساعدات، بحسب رويترز. يأتي ذلك في وقت، لم يتم إيصال أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، وهو ما جعل منظمات أممية تحذر من مواجهة نحو نصف مليون شخص، أي ربع سكان غزة، لمرحلة "الجوع الكارثي"، في أطول حصار تفرضه إسرائيل على القطاع منذ بدء حربها في أكتوبر 2023. أقرأ: 250% زيادة في "تصنيف الخطر".. هكذا يموت سكان غزة جوعًا فماذا نعرف عن تلك المؤسسة الجديدة؟ في أعقاب الخطة الأمريكية بشأن توزيع المساعدات بغزة، والتي أعلنها مايك هاكابي (السفير الأمريكي في إسرائيل) بالقدس، ظهر اسم مؤسّسة جديدة تسمى غزة الإنسانية" (جي إتش إف) من أجل هذا الغرض. لكن يبدو أنه سبق العمل عليها قبل هذا الإعلان الرسمي بفترة وجيزة. وبحسب الخطة المُعلنة من السفير، ستقام مراكز توزيع الغذاء وغيره من المساعدات لقُرابة مليون شخص مبدئيًا عبر مؤسسة خاصة، على أن يتم ذلك تحت حماية "متعهدين أمنيين"، في إطار محاولة لمنع حركة حماس من "سرقة المساعدات"، حسب وصفه. وأشار إلى أن "القوات الإسرائيلية لن تكون موجودة، لكنها ربما ستؤمّن محيط مراكز التوزيع". ولم تصدر المؤسسة الجديدة المنوط بها توزيع المساعدات، حتى اللحظة، موقعًا إلكترونيا خاص بها، إلا أنها نشرت وثيقة منفصلة مكونة من 14 صفحة، تذكر بها: "أنه بعد شهور من الصراع دمّرتْ قنوات الإغاثة التقليدية في قطاع غزة، وتآكلت ثقة المانحين... وقد تمّ تدشين مؤسسة غزة الإنسانية لاستعادة هذا الدور عبر نموذج مستقل وخاضع لنظام مراجعة صارم يُقدّم المساعدة للمحتاجين إليها فقط وبشكل مباشر، وفقا لمبادئ إنسانية وحيادية ومستقلة". ثم توضح أن طريقة عملها ستتم على هذا النحو: "ستنشئ أربعة مواقع آمنة لتوزيع الطعام والمياه والأدوات الصحية، كل منها ستخدم 300 ألف شخص بشكل مستمر، أي نحو 1.2 مليون نسمة"، ما يمثل نحو 60% من سُكان القطاع، كمرحلة أولى. وعبر ممرات مراقبة بدقة، ستُنقل الحصص الغذائية المُعبأة مسبقًا، ومستلزمات النظافة، والمستلزمات الطبية، حسبما تُكمل الوثيقة، من خلال عامليها الذين سيستقلون مركبات مدرعة لنقل الإمدادات. وسيتكلف الأمر 1.31 دولار أمريكي فقط للوجبة (تشمل المشتريات والخدمات اللوجستية والتوزيع). وبالنسبة للتأمين، فسيتولاه من أسمتهم "متخصصون ذوو خبرة، بمن فيهم أفراد سبق لهم تأمين ممر نتساريم خلال وقف إطلاق النار الأخير"، ولن تتمركز القوات الإسرائيلية في تلك المواقع، كما تزعم. وفيما يخص المسؤولين عنها، فهم "مجموعة من الخبراء والمختصين في إدارة الأزمات، يمزجون بين الخبرات الإنسانية والدبلوماسية والأمنية والمالية"، كما تُعرفهم، فتذكر أن مجلس الإدارة، سيترأسه نيت موك، وهو الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة وورلد سنترال كيتشن الخيرية، والمستشار الخاص لشؤون أوكرانيا، ويضم كل من رايسا شاينبرغ (نائب رئيس الشؤون الحكومية والسياسات في ماستركارد، المديرة السابقة للتجارة والاستثمار الدولي في مجلس الأمن القومي الأمريكي)، وجوناثان فوستر (مؤسس ومدير عام شركة كارنت كابيتال)، ولويك هندرسون (محامي). كذلك فريق تنفيذي يشكله جيك وود (الجندي السابق ورائد الأعمال، مؤسس شركة فريق روبيكون لتقديم خدمات من المحاربين القدامي بالولايات المتحدة إلى المناطق التي تتعرض لأزمات). ويبدو "جيك" على علاقة وثيقة بشخصيات إسرائيلية، كما تُظهر منشوراته على حسابه الموثق بموقع "فيسبوك"، حيث نشر صوره مع رجل أعمال، معلقا: " كانا شريكين رائعين لشركة فريق روبيكون لسنوات عديدة". ثم صورة أخرى مع رئيس العمليات البحرية الإسرائيلي سابقا، واضعًا عليها توضيح: "قاد هذا الرجل الغواصة الإسرائيلية الوحيدة في مهمة سرية إلى ميناء الإسكندرية بعد اجتياح مصر عام 1967. كانت لديه قصصٌ قيّمة". كما زار "جيك" عام 2019 مرتفعات الجولان على الحدود السورية، وقال " كان يومًا رائعًا في إسرائيل، أطللنا على سوريا من جبل بنتال (موقع أعظم معركة دبابات في التاريخ)"، وهذه المعركة التي يقصدها وقعت بين إسرائيل وسوريا عام 1973 وانتهت بانسحاب الجيش السوري. ويرافق "جيك"، ديفيد بيرك، وهو من قدامى المحاربين في سلاح مشاة البحرية أيضا، وخبير في العمليات الاستراتيجية، وكان زميلا له بشركة فريق روبيكون، وجون أكري (خبير أزمات، عمل مع مكتب المساعدة الخارجية الأمريكية للكوارث (OFDA) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية). وفي المجلس الاستشاري، سيكون رئيس برنامج الأغذية العالمي السابق ومعه مارك شوارتز (قائد عسكري أمريكي، ومنسق الأمن في السفارة الأمريكية بالقدس)، وبيل ميلر (منسق الأمم المتحدة الإقليمي السابق) رغم أن هذه المؤسسة لا تحظى بموافقة الأمم المتحدة وترى فيه، بحسب مسؤوليها، "سلب لدورها". وتتمثل مسارات التبرع المبينة بالوثيقة في "65 دولارًا أمريكيًا لتغطي 50 وجبة كاملة في صندوق عائلي، تُسلّم مباشرةً إلى مدنيين مُعرّض للخطر"، بجانب التبرع بمواد عينية كالطعام أو المياه أو المواد الطبية، أو مواد الإيواء، على أن تتولى هي مسؤولية التغليف والنقل والتوزيع، كما يمكنها الشراكة مع منظمات غير حكومية عبر توجيه شحناتها إليها، فتشير المؤسسة إلى أنها "تؤمن النقل من ميناء أشدود أو كرم أبو سالم"، وهي المنافذ الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية. ويبدو أن المؤسسة تظهر وجهة نظرها بتلك الوثيقة، فتقول إن "حماس والمنظمات الإجرامية تواصل اعتراض المساعدات وفرض الضرائب عليها وإعادة بيعها، مما يُقوّض الحياد الإنساني". وعندما تحدثت في السياق نفسه عن السياسة الإسرائيلية، قالت إن "هناك مخاوف تتعلق بالأمن الداخلي والضغوط السياسية تحد من الوصول إلى غزة وتدفع بسياسات متحفظة تجاه المنظمات الإنسانية". ورغم أن المؤسسة تبدي في وثيقتها استعدادها للشراكة مع منظمات إغاثية والأمم المتحدة، إلا أن الأخيرة انتقدت الخطة، وحذرت من استخدام المساعدات "كطُعم لإجبار السكان على النزوح". وأبدت مخاوفها من "سيطرة إسرائيل على عملية توزيع المساعدات، واستخدامها كورقة ضغط". ووجد تقييم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن هذا الاقتراح "غير قابل للتنفيذ" لأسباب عديدة، بما في ذلك أن الحصص الغذائية سيتم توزيعها مرة أو مرتين فقط في الشهر في مواقع محددة. ووصف متحدث اليونيسف الأمر كله بأنه "خيار بين النزوح والموت".


الوفد
منذ 29 دقائق
- الوفد
انخفاض الأسهم وارتفاع النفط والذهب بعد تنفيذ إسرائيل ضربة على إيران
تراجعت الأسهم في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الجمعة الموافق 13 يونيو، بقيادة موجة بيع في العقود الآجلة الأمريكية بينما قفزت أسعار النفط بعد أن نفذت إسرائيل ضربة عسكرية على إيران مما دفع المستثمرين إلى الإسراع صوب الملاذات الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري.. وفقا لرويترز. ويثير الهجوم الإسرائيلي خطر تصعيد جديد في التوترات في الشرق الأوسط، المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط، ويأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية بسبب التغييرات التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياسات التجارة. وكان رد فعل السوق سريعا وتأثرت الأسهم بشكل فوري، فتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز إي-ميني الأمريكي بنسبة 1.5% اعتبارا من الساعة 0055 بتوقيت جرينتش، كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 1.7%. تراجع الأسهم الآسيوية وتراجع مؤشر نيكي الياباني، انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.4%، انخفض بنسبة 1.2%. وقفز سعر خام برنت بأكثر من 6% ليصل إلى 73.56 دولارًا للبرميل. فيما ارتفع سعر الذهب بنسبة 1% ليصل إلى حوالي 3419 دولارًا للأوقية. إسرائيل تعلن حالة الطوارئ قالت إسرائيل إنها أعلنت حالة الطوارئ تحسبا لهجوم صاروخي وطائرة بدون طيار من جانب طهران، بعد ما وصفته بـ"ضربة استباقية" ضد البرنامج النووي الإيراني. وقالت قناة نور نيوز الإيرانية الرسمية إن انفجارات سمعت شمال شرقي العاصمة طهران في ساعة مبكرة من صباح اليوم. وصرح مسؤولان أمريكيان، لرويترز، بأن إسرائيل بدأت بتنفيذ ضربات على إيران، وأنه لم تكن هناك أي مساعدة أو مشاركة أمريكية في العملية. وذكرت شبكة "سي إن إن" أن ترامب كان يعقد اجتماعًا لمجلس الوزراء. وقال كارل شاموتا، الخبير الاقتصادي: 'يبحث المتداولون عن الأمان مع ورود تقارير عن ضربة على إيران، ولكن التفاصيل المتعلقة بحجم ونطاق الهجوم لا تزال نادرة، وكانت التحركات محدودة نسبيا حتى الآن'. وتصاعدت التوترات مع وصول جهود ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران إلى طريق مسدود. أمريكيون وايرانيون يجتمعون في جولة سادسة من محادثات تخصيب اليورانيوم وكان من المقرر أن يعقد مسؤولون أمريكيون وإيرانيون جولة سادسة من المحادثات بشأن برنامج طهران المتصاعد لتخصيب اليورانيوم في عُمان يوم الأحد، وفقًا لمسؤولين من كلا البلدين ووسطاء عُمانيين. ارتفاع الين والفرنك السويسري كملاذ آمن وارتفع الفرنك السويسري بنحو 0.4% إلى 0.8072 مقابل الدولار الأميركي، كما ارتفع الين، الملاذ الآمن، بنحو 0.3% إلى 143.06 مقابل الدولار. وتراجع اليورو 0.3 بالمئة إلى 1.1553 دولار، متخليا قليلا عن قفزته البالغة 0.9 % التي حققها خلال الليل.


نافذة على العالم
منذ 41 دقائق
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : ترامب عن سبب مطالبة أفراد بمغادرة الشرق الأوسط: ستكتشفون ذلك
الخميس 12 يونيو 2025 07:30 صباحاً نافذة على العالم - قدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إجابة غامضة عندما سُئل عن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى طلب مغادرة أفراد أمريكيين من الشرق الأوسط، واكتفى بالقول: "عليكم أن تكتشفون ذلك بأنفسكم"، تاركاً التفاصيل غير واضحة وسط تصاعد التوترات في المنطقة. وأقر ترامب بإجلاء موظفين أمريكيين من الشرق الأوسط، مجدداً تعهده بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بإمتلاك سلاح نووي. وفي وقت سابق الأربعاء أفاد مسؤولون أمريكيون، أن وزارة الخارجية الأمريكية تستعد لإصدار أمر بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية في بغداد، والسماح بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت، وكذلك السماح بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط، وسط ترقب لمصير المفاوضات النووية مع إيران. ومن المتوقع أن تعقد الولايات المتحدة وإيران جولة محادثات بشأن برنامج طهران النووي هذا الأسبوع. وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال إن الجولة المقبلة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران ستعقد، الخميس، فيما قال مسؤول إيراني كبير ومسؤول أمريكى إنه ليس من المرجح عقدها في ذلك اليوم، وذكرت مصادر إيرانية في تصريحات صحافية أن الموعد هو يوم الأحد. وأشارت وكالة "أسوشيتد برس"، إلى أن وزارة الخارجية سمحت بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت، ما يمنحهم خيار مغادرة البلاد، فيما ذكر مسؤول أمريكى، أن وزير الدفاع بيت هيجسيث أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط. وأكد المسؤول، على أن "سلامة وأمن أفراد الخدمة العسكرية وعائلاتهم تظل على رأس أولوياتنا، وتواصل القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) مراقبة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط". وذكر أن "القيادة المركزية تعمل بتنسيق وثيق مع نظرائها في وزارة الخارجية الأمريكية، وكذلك مع حلفائها وشركائها في المنطقة، للحفاظ على حالة تأهب مستمرة لدعم أي عدد من المهام حول العالم في أي وقت". وأكد مسؤولان في وزارة الدفاع الأمريكية لشبكة FOX NEWS، أنه لن يتم إجلاء أي جندي أمريكى من الشرق الأوسط. وتعمل السفارة الأمريكية في بغداد بطاقم محدود، بحسب "أسوشيتد برس"، التي أشارت إلى أن هذا القرار لن يؤثر على عدد كبير من الموظفين. وقالت السفارة الأمريكية في الكويت في بيان أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، إنها "لم تجر أي تعديل على عدد موظفيها، وإنها تواصل عملها بشكل كامل كالمعتاد". وأكدت أن "الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ملتزم بالحفاظ على سلامة الأمريكيين في الداخل والخارج، وأنه في إطار هذا الالتزام يتم باستمرار تقييم الوضع المناسب للكوادر في جميع السفارات، وبناء على أحدث التحليلات تقرر تقليص حجم البعثة الأمريكية في العراق". وأوضحت السفارة الأمريكية في الكويت، أن "هذا الإجراء لا يشمل بعثتها"، مشددة على أن "وضع الموظفين لم يتغير وأن العمل مستمر بكامل الجاهزية".