
الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات.. ما قصة مؤسسة غزة الإنسانية؟ ومن أعضائها؟
-مارينا ميلاد:
ستبدأ مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة العمل في غزة بحلول نهاية مايو بموجب خطة لتوزيع المساعدات، بحسب رويترز.
يأتي ذلك في وقت، لم يتم إيصال أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، وهو ما جعل منظمات أممية تحذر من مواجهة نحو نصف مليون شخص، أي ربع سكان غزة، لمرحلة "الجوع الكارثي"، في أطول حصار تفرضه إسرائيل على القطاع منذ بدء حربها في أكتوبر 2023.
أقرأ: 250% زيادة في "تصنيف الخطر".. هكذا يموت سكان غزة جوعًا
فماذا نعرف عن تلك المؤسسة الجديدة؟
في أعقاب الخطة الأمريكية بشأن توزيع المساعدات بغزة، والتي أعلنها مايك هاكابي (السفير الأمريكي في إسرائيل) بالقدس، ظهر اسم مؤسّسة جديدة تسمى غزة الإنسانية" (جي إتش إف) من أجل هذا الغرض. لكن يبدو أنه سبق العمل عليها قبل هذا الإعلان الرسمي بفترة وجيزة.
وبحسب الخطة المُعلنة من السفير، ستقام مراكز توزيع الغذاء وغيره من المساعدات لقُرابة مليون شخص مبدئيًا عبر مؤسسة خاصة، على أن يتم ذلك تحت حماية "متعهدين أمنيين"، في إطار محاولة لمنع حركة حماس من "سرقة المساعدات"، حسب وصفه.
وأشار إلى أن "القوات الإسرائيلية لن تكون موجودة، لكنها ربما ستؤمّن محيط مراكز التوزيع".
ولم تصدر المؤسسة الجديدة المنوط بها توزيع المساعدات، حتى اللحظة، موقعًا إلكترونيا خاص بها، إلا أنها نشرت وثيقة منفصلة مكونة من 14 صفحة، تذكر بها: "أنه بعد شهور من الصراع دمّرتْ قنوات الإغاثة التقليدية في قطاع غزة، وتآكلت ثقة المانحين... وقد تمّ تدشين مؤسسة غزة الإنسانية لاستعادة هذا الدور عبر نموذج مستقل وخاضع لنظام مراجعة صارم يُقدّم المساعدة للمحتاجين إليها فقط وبشكل مباشر، وفقا لمبادئ إنسانية وحيادية ومستقلة".
ثم توضح أن طريقة عملها ستتم على هذا النحو: "ستنشئ أربعة مواقع آمنة لتوزيع الطعام والمياه والأدوات الصحية، كل منها ستخدم 300 ألف شخص بشكل مستمر، أي نحو 1.2 مليون نسمة"، ما يمثل نحو 60% من سُكان القطاع، كمرحلة أولى.
وعبر ممرات مراقبة بدقة، ستُنقل الحصص الغذائية المُعبأة مسبقًا، ومستلزمات النظافة، والمستلزمات الطبية، حسبما تُكمل الوثيقة، من خلال عامليها الذين سيستقلون مركبات مدرعة لنقل الإمدادات.
وسيتكلف الأمر 1.31 دولار أمريكي فقط للوجبة (تشمل المشتريات والخدمات اللوجستية والتوزيع).
وبالنسبة للتأمين، فسيتولاه من أسمتهم "متخصصون ذوو خبرة، بمن فيهم أفراد سبق لهم تأمين ممر نتساريم خلال وقف إطلاق النار الأخير"، ولن تتمركز القوات الإسرائيلية في تلك المواقع، كما تزعم.
وفيما يخص المسؤولين عنها، فهم "مجموعة من الخبراء والمختصين في إدارة الأزمات، يمزجون بين الخبرات الإنسانية والدبلوماسية والأمنية والمالية"، كما تُعرفهم، فتذكر أن مجلس الإدارة، سيترأسه نيت موك، وهو الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة وورلد سنترال كيتشن الخيرية، والمستشار الخاص لشؤون أوكرانيا، ويضم كل من رايسا شاينبرغ (نائب رئيس الشؤون الحكومية والسياسات في ماستركارد، المديرة السابقة للتجارة والاستثمار الدولي في مجلس الأمن القومي الأمريكي)، وجوناثان فوستر (مؤسس ومدير عام شركة كارنت كابيتال)، ولويك هندرسون (محامي).
كذلك فريق تنفيذي يشكله جيك وود (الجندي السابق ورائد الأعمال، مؤسس شركة فريق روبيكون لتقديم خدمات من المحاربين القدامي بالولايات المتحدة إلى المناطق التي تتعرض لأزمات). ويبدو "جيك" على علاقة وثيقة بشخصيات إسرائيلية، كما تُظهر منشوراته على حسابه الموثق بموقع "فيسبوك"، حيث نشر صوره مع رجل أعمال، معلقا: " كانا شريكين رائعين لشركة فريق روبيكون لسنوات عديدة".
ثم صورة أخرى مع رئيس العمليات البحرية الإسرائيلي سابقا، واضعًا عليها توضيح: "قاد هذا الرجل الغواصة الإسرائيلية الوحيدة في مهمة سرية إلى ميناء الإسكندرية بعد اجتياح مصر عام 1967. كانت لديه قصصٌ قيّمة". كما زار "جيك" عام 2019 مرتفعات الجولان على الحدود السورية، وقال " كان يومًا رائعًا في إسرائيل، أطللنا على سوريا من جبل بنتال (موقع أعظم معركة دبابات في التاريخ)"، وهذه المعركة التي يقصدها وقعت بين إسرائيل وسوريا عام 1973 وانتهت بانسحاب الجيش السوري.
ويرافق "جيك"، ديفيد بيرك، وهو من قدامى المحاربين في سلاح مشاة البحرية أيضا، وخبير في العمليات الاستراتيجية، وكان زميلا له بشركة فريق روبيكون، وجون أكري (خبير أزمات، عمل مع مكتب المساعدة الخارجية الأمريكية للكوارث (OFDA) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية).
وفي المجلس الاستشاري، سيكون رئيس برنامج الأغذية العالمي السابق ومعه مارك شوارتز (قائد عسكري أمريكي، ومنسق الأمن في السفارة الأمريكية بالقدس)، وبيل ميلر (منسق الأمم المتحدة الإقليمي السابق) رغم أن هذه المؤسسة لا تحظى بموافقة الأمم المتحدة وترى فيه، بحسب مسؤوليها، "سلب لدورها".
وتتمثل مسارات التبرع المبينة بالوثيقة في "65 دولارًا أمريكيًا لتغطي 50 وجبة كاملة في صندوق عائلي، تُسلّم مباشرةً إلى مدنيين مُعرّض للخطر"، بجانب التبرع بمواد عينية كالطعام أو المياه أو المواد الطبية، أو مواد الإيواء، على أن تتولى هي مسؤولية التغليف والنقل والتوزيع، كما يمكنها الشراكة مع منظمات غير حكومية عبر توجيه شحناتها إليها، فتشير المؤسسة إلى أنها "تؤمن النقل من ميناء أشدود أو كرم أبو سالم"، وهي المنافذ الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.
ويبدو أن المؤسسة تظهر وجهة نظرها بتلك الوثيقة، فتقول إن "حماس والمنظمات الإجرامية تواصل اعتراض المساعدات وفرض الضرائب عليها وإعادة بيعها، مما يُقوّض الحياد الإنساني". وعندما تحدثت في السياق نفسه عن السياسة الإسرائيلية، قالت إن "هناك مخاوف تتعلق بالأمن الداخلي والضغوط السياسية تحد من الوصول إلى غزة وتدفع بسياسات متحفظة تجاه المنظمات الإنسانية".
ورغم أن المؤسسة تبدي في وثيقتها استعدادها للشراكة مع منظمات إغاثية والأمم المتحدة، إلا أن الأخيرة انتقدت الخطة، وحذرت من استخدام المساعدات "كطُعم لإجبار السكان على النزوح". وأبدت مخاوفها من "سيطرة إسرائيل على عملية توزيع المساعدات، واستخدامها كورقة ضغط".
ووجد تقييم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن هذا الاقتراح "غير قابل للتنفيذ" لأسباب عديدة، بما في ذلك أن الحصص الغذائية سيتم توزيعها مرة أو مرتين فقط في الشهر في مواقع محددة.
ووصف متحدث اليونيسف الأمر كله بأنه "خيار بين النزوح والموت".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 2 ساعات
- خبر صح
راية الانتقام الإيرانية الحمراء ترفرف فوق جمكران
في مشهد يثير الدهشة ويحتوي على رمزية دينية وتاريخية وعسكرية، قامت إيران، اليوم الجمعة، برفع علمها فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم المقدسة، جنوب العاصمة طهران، بعد سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت عمق الأراضي الإيرانية. راية الانتقام الإيرانية الحمراء ترفرف فوق جمكران مقال مقترح: بيل جيتس يتبرع بأغلب ثروته التي تصل إلى 200 مليار دولار لأفريقيا وقد وثقت وسائل الإعلام الإيرانية لحظة رفع العلم في مشهد احتفالي كئيب، مما يشير بوضوح إلى أن الجمهورية الإسلامية تستعد لرد قوي، قد يمثل تحولًا كبيرًا في مسار الصراع مع إسرائيل. 'يا لثارات الحسين'… من الحداد إلى الانتقام الراية الحمراء التي كُتب عليها 'يا لثارات الحسين' ليست مجرد قطعة قماش ترفع فوق قبة المسجد، بل هي نداء تاريخي محفور في الوعي الشيعي والإيراني، يعبر عن العزم على الثأر لمن سقطوا ظلمًا، وأصل هذه العبارة يعود إلى حركة 'التوابين' التي ظهرت بعد واقعة كربلاء في القرن السابع الميلادي، حين قررت مجموعة من الشيعة الثأر لمقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد. وتعتبر هذه الراية، ضمن التقاليد الإيرانية الشيعية، بمثابة إعلان رمزي لحالة حرب، حيث لا تُرفع إلا في لحظات قصوى، وغالبًا ما تُعتبر تمهيدًا لأعمال عسكرية وشيكة، تعبر عن قرار رسمي وشعبي بالمواجهة. تاريخ من الرمزية والثأر لا يرتبط اللون الأحمر في الثقافة الإيرانية بالغضب فقط، بل هو أيضًا جزء من ألوان العلم الإيراني، يرمز إلى القوة في القتال والشجاعة الوطنية، وقد أصبحت هذه الراية الحمراء أداة رسائل سياسية واستراتيجية في لحظات مفصلية. فقد رفعت الراية نفسها في يناير 2020 عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة أمريكية قرب مطار بغداد، ولم تُنزل إلا بعد أن ردّت طهران بقصف قاعدة 'عين الأسد' الجوية ومواقع أمريكية في أربيل. كما شهد مسجد جمكران رفع الراية مجددًا في يوليو 2024، بعد اغتيال زعيم المكتب السياسي لحركة 'حماس' إسماعيل هنية، في ضربة نسبت إلى إسرائيل، مما جعل من 'جمكران' مركزًا لتصعيد رمزي وديني قبل الرد الفعلي. جمكران.. المسجد الذي يعلن الغضب الإيراني يقع مسجد جمكران في ضواحي مدينة قم، ويُعتبر من أقدس المساجد الشيعية في إيران، ووجهة دينية مركزية للزائرين، لكن دوره تجاوز العبادة ليصبح ساحة رمزية للرسائل السيادية والميدانية. ممكن يعجبك: زيادة الهجمات السيبرانية الصينية على الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة ويعرف عن هذا المسجد أنه يرتبط بعقيدة 'المهدي المنتظر'، حيث يعتقد البعض أن للإمام الغائب ظهورًا روحانيًا فيه، ومع كل أزمة كبرى، يتحول المسجد إلى منصة لخطاب رمزي قوي، يوصل رسائل الداخل والخارج. لا يمكن اعتبار رفع الراية من فوق جمكران خطوة عاطفية، بل هو بيان حرب بامتياز، يستدعي ذاكرة قتالية ودينية عميقة في الوعي الجمعي الإيراني. ما بعد الراية رفع 'راية الثأر' عادة ما يأتي بعد مراسم تشييع ودفن القتلى، لكن إيران رفعتها هذه المرة قبل أي طقوس جنائزية، وهو ما يُفسر على أنه استعجال في الإعلان عن نية الانتقام، وربما يعكس حالة استنفار قصوى داخل غرف القيادة العسكرية والسياسية في طهران. وكانت قد أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة أودت بحياة عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، واستهدفت مواقع شديدة الحساسية، من بينها منشآت نووية تقع في عمق الأراضي الإيرانية، ضمن ضربة افتتاحية مفاجئة نفذتها مئات المقاتلات الإسرائيلية فجر اليوم، مما يشير إلى أن الرد الإيراني لن يكون بعيدًا، بل قد يكون أكثر اتساعًا وتعقيدًا مما حدث بعد مقتل سليماني. أبعاد دينية وسياسية للراية الحمراء تاريخيًا، كانت الرايات الحمراء تُرفع فوق قبور المظلومين أو القتلى ممن لم يُؤخذ بثأرهم، وتبقى مرفوعة حتى تحقيق العدالة، وفي السياق الإيراني الحديث، أصبحت هذه الراية مرتبطة بشكل وثيق بـ'المظلومية السياسية' التي ترفعها طهران كلما تعرضت لضربات كبرى، خاصة من إسرائيل أو الولايات المتحدة. بذلك لا تقتصر الراية على الدلالة العسكرية، بل تحمل رسالة لداخل إيران وخارجها، للداخل تأكيد على وحدة المصير والاستعداد للثأر، وللخارج إنذار بأن خطوط طهران الحمراء قد تم تجاوزها، وأن الرد مسألة وقت. راية لا ترفع عبثًا رفع راية الثأر الحمراء فوق مسجد جمكران لا يعد خطوة بروتوكولية أو تعبيرًا شعبيًا فقط، بل هو حدث مفصلي يعكس قرارًا سياديًا بالتصعيد، ومع تصاعد التوتر الإقليمي، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية العنيفة، فإن العين الآن على طهران وقيادتها العسكرية: هل ستأتي ساعة 'الوعد الصادق 3' قريبًا؟ أم أن إيران ستنتظر ترتيب أوراقها لرد استراتيجي واسع وموجع


مصراوي
منذ 3 ساعات
- مصراوي
الضربات الإيرانية الإسرائيلية تثير قلق العالم وزعماؤه يدعون لضبط النفس
القاهرة- مصراوي أثارت الضربة الإسرائيلية على إيران والرد الإيراني المضاد داخل إسرائيل موجة من المحادثات الدبلوماسية بين زعماء العالم، الذين دعوا في غالبيتهم البلدين إلى ضبط النفس. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس ترامب تحدث إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد الظهر يوم الجمعة، بعد انطلاق الهجمات، وهي المرة الثانية في يومين يتواصل فيها الزعيمان. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة التطورات الجارية، أن المكالمة تناولت الوضع القائم بين إيران وإسرائيل. كما ناقش نتنياهو قرار إسرائيل باستهداف المنشآت النووية الإيرانية وكبار المسؤولين العسكريين مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا والهند وروسيا، بحسب مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين في بعض هذه الدول. في بريطانيا، قال متحدث باسم داونينغ ستريت، إن رئيس الوزراء كير ستارمر أخبر نتنياهو بأن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، لكنه 'جدد التأكيد على ضرورة خفض التصعيد والسعي لحل دبلوماسي، لصالح الاستقرار في المنطقة". وذكر مكتب رئيس الوزراء، أن ستارمر تحدث أيضًا مع ترامب، مؤكدًا 'قلق المملكة المتحدة العميق بشأن البرنامج النووي الإيراني'، وأنهما 'اتفقا على أهمية الدبلوماسية والحوار". تجسد هذه المكالمات قلق العواصم العالمية من احتمال اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط قد تزيد من زعزعة استقرار المنطقة، ورفع أسعار النفط، وتصعيد مخاطر هجمات إرهابية عالمية. وركز مكتب نتنياهو في بيانه على كلمات الدعم لإسرائيل، قائلاً إن 'القادة أبدوا تفهمهم لحاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها من تهديد إيران بالإبادة.' لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دان الضربات الإسرائيلية بعد محادثة مع نتنياهو والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان. وقال الكرملين في بيان يوم الجمعة: 'روسيا تدين أفعال إسرائيل التي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". وعرض بوتين الوساطة في النزاع، مدعيًا أن روسيا قدمت 'مبادرات ملموسة' إلى كل من إيران وإسرائيل لتحقيق السلام. وأفادت تقارير من Axios أن ترامب تحدث أيضًا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمناقشة ضرورة وقف التصعيد بين إيران وإسرائيل. من جانبها، رفضت إيران دعوات ضبط النفس خلال حديث لوزير خارجيتها عباس عراقجي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.


بوابة الأهرام
منذ 3 ساعات
- بوابة الأهرام
اليوم الأخطر
18 فبراير 2011 تاريخ لا يمكن ان يبتعد عن ذهن اى متابع للأحداث بعد ما شهدته مصر من تطورات بعد 25 يناير، فهذا اليوم الذى اعتلى فيه يوسف القرضاوى مفتى الإخوان والإرهاب فى نفس الوقت المنصة التى كانت موجودة فى ميدان التحرير ليلقى خطبة الجمعة و يصلى بمن وجدوا فى الميدان، وكانت تلك اللحظة الخطيرة فى التاريخ المصري، لأنه أعطى جماعة الإخوان الإرهابية الضوء الأخضر من أجل السيطرة والوصول لحكم البلاد، بناء على خطط مسبقة وتمويلات خارجية وتحالفات مع تنظيمات إرهابية دولية من أجل تنفيذ مخطط محكم وموضوع لتلك الجماعة وتنفيذ تعليمات تلقوها من الخارج فى محاولة الى إضعاف الدولة المصرية، وإنهاك أجهزة الأمن وتشويه مؤسسات الدولة، مع تنفيذ عمليات إرهابية لتحييد باقى الشعب. منذ تلك اللحظة تخيل ذلك التنظيم انه قادر على الوصول لحكم البلاد بأى طريقة كانت، و حاولت أن تروج باسم الدين وبعض الدعاة لمشروعهم وانهم يجب أن يحصلوا على فرصتهم للحكم تحت شعار (نحمل الخير للجميع)، وبدأت تلك الجماعة من خلال قياداتها بالضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مستندين على المظاهرات وأتباعهم فى الميادين والشوارع ممن يحشدونهم من كل محافظات الجمهورية لإثبات انهم القوة والقدرة والأغلبية والمتحكمون فى الشارع المصري، وبدأت عمليات الوقيعة بداية من محاصرة ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية إلى أحداث ماسبيرو، وأخيرا محاولة حصار وزارة الدفاع، كل تلك الأعمال هدفها فقط انهاك مؤسسات الدولة، خاصة الشرطة والقوات المسلحة، بجانب التحالف مع التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سيناء، والتى تسللت بعد فوضى يناير . الخطر الحقيقى كان مع وصول محمد مرسى الى حكم البلاد والبدء من خلال خطة ممنهجة تم وضعها ويشرف على تنفيذها السفيرة الأمريكية فى القاهرة أن باترسون، من خلال اتصالاتها واجتماعاتها المستمرة مع قيادات الإخوان، وكان الهدف الأول للتنظيم هو الاصطدام مع القوات المسلحة من خلال تنفيذ مذبحة رفح الأولى وصولا لاختطاف بعض الجنود وما بينهما من أعمال ارهابية تؤكد كلها ان الجماعة تعمل على إظهار ان الجيش المصرى غير قادر على الدفاع عن أبنائنا، بجانب الاتفاق مع الإدارة الأمريكية على تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصري، وتخصيص نصف مليار دولار من المعونة العسكرية لذلك، مع تقويض دور القوات المسلحة للعمل فى سيناء، مع فتح الحدود أمام أخطر الإرهابيين وتوطينهم فى سيناء، مع إصدار عفو رئاسى عن اخطر الإرهابيين ونقلهم لسيناء، معتقدين أن بتلك التنظيمات القدرة على مواجهة الجيش المصري. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل زاد الأمر بالعبث بالأمن القومى المصرى من خلال خطط تقسيم الدولة المصرية، أهمها تصريحات محمد مرسى واتفاقه مع الجانب الأمريكى على إعطاء جزء من أراضى سيناء الى أهالى قطاع غزة، وهذا الامر تم فضحه من قبل الرئيس الفلسطيني، ولا ننسى تصريحات وزير الدولة للشئون الخارجية السودانى فى أثناء زيارة مرسى للخرطوم انه تم الاتفاق مع الرئيس المصرى على التنازل عن حلايب وشلاتين للسودان، الأخطر من ذلك دعوة عصام العريان القيادى فى التنظيم لعودة اليهود من أصل مصرى الى مصر، وتعويضهم عما حدث معهم، كلها أمور تمس بشكل مباشر الأمن القومى المصرى وتهدد الامن والاستقرار داخل الدولة. وفيما يخص الأمن الداخلى فقد أثارت الجماعة الذعر بين المواطنين من خلال حملات الترويع و الضرب والسحل لكل المعارضين، و محاولة إسكات الإعلام وتدبير حملات هجومية على كل من يعارض هذا النظام، مع محاولة تشويه دور المخابرات العامة المصرية، وتشويه القضاء، ومحاصرة المحكمة الدستورية. وعندما هب الشعب المصرى لإزاحة هذا التنظيم فى 30 يونيو 2013 برزت الموجة الخطيرة للإرهاب.. هذه الموجة التى أعلن عنها قيادات التنظيم على منصة رابعة، مع البدء فى مهاجمة عناصر القوات المسلحة فى سيناء، وتنفيذ عمليات إرهابية فى العمق المصرى مع حرق للكنائس والهجوم على منشآت حكومية وشرطيهة. لم تتوقف مؤامرات الإخوان منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، فتم البدء فى إنشاء قنوات فضائية ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعى لبث الفتن والشائعات والمحاولات المستمرة من أجل زعزعة الاستقرار، ومحاولة ايضا بث الفتن بين مصر ودول اخرى مع دعم اى عمل إرهابى او تخريبى داخل مصر، والهدف واضح انهم حتى الآن يسعون لتنفيذ المخطط المرسوم ضد الدولة المصرية، والعمل على اسقاطها، حتى يكتمل مشروع الشرق الأوسط الجديد بأضعاف دول المنطقة بالكامل وتقسيمها على أساس دينى أو إثنى أو طائفي، وأضعاف الجيوش الوطنية وتدميرها، ولكن بالتأكيد ان مخططات الإخوان المستمرة ومن يحركهم لن يستطيعوا تهديد مصر بسبب تماسك شعبها وقدراتها الشاملة.