
كيف رصد علماء أضخم اندماج بين ثقبين أسودين في التاريخ ؟
فقد اكتشف فريق من علماء فلك هذا الحدث الذي أطلقوا عليه اسم GW231123، عندما التقط مرصد مقياس التداخل الليزري للأمواج الثقالية (LIGO)، تموجات ضعيفة في نسيج الزمكان تنتج عن اصطدام ثقبين أسودين ببعضهما البعض ويطلق عليها الفيزيائيون اسم "الأمواج الثقالية.
ومرضد مقياس التداخل الليزري للأمواج الثقالية عبارة عن أداتان متطابقتان موجودتان في ليفينغستون بلويزيانا، وهانفورد بواشنطن.
وكان ألبرت أينشتاين تنبأ في العام 1915، بوجود الأمواج الثقالية كجزء من نظريته في النسبية، لكنه اعتقد أنها ضعيفة جدًا بحيث لا يمكن للبشر اكتشافها يومًا ما. لكن في العام 2016، رصد مرصد LIGO هذه الأمواج لأول مرة عندما تصادمت ثقوب سوداء، ما أثبت صحة نظرية أينشتاين مجددًا. وفي العام التالي، حصل ثلاثة علماء على جوائز تقديرًا لمساهماتهم الأساسية في تطوير ما يُعرف شعبيًا باسم "تلسكوب الثقب الأسود".
منذ الاكتشاف الأول للأمواج الثقالية، رصد مرصد LIGO وأجهزته الشقيقة، فيرغو في إيطاليا، وكاغرا في اليابان، إشارات تدلّ على حوالي 300 اندماج لثقوب سوداء.
وقال مارك هانام، رئيس معهد استكشاف الجاذبية في جامعة كارديف بالمملكة المتحدة، والعضو في التعاون العلمي لـLIGO: "هذه الكواشف المذهلة هي فعليًا، أكثر أدوات القياس حساسية التي بناها البشر. فنحن نرصد أعنف وأشد الأحداث تطرفًا بالكون من خلال أدق القياسات التي يمكننا القيام بها".
ويُعد الحدث GW231123 استثنائيًا بين الـ300 عملية اندماج لثقوب سوداء، ليس لكونه الأضخم من حيث الكتلة. فبحسب تشارلي هوى، زميل باحث في جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة وعضو في التعاون العلمي لـLIGO، فإن الثقبين الأسودين الفرديين في هذا الحدث مميزان، لأنهما يقعان ضمن نطاق من الكتل لا يُتوقّع أن تنتج فيه عن نجوم تحتضر.
وتابع: "كأن ذلك لم يكن كافيًا، يبدو أيضًا أن هذه الثقبين الأسودين يدوران بسرعة تقارب الحد الفيزيائي الأقصى الممكن. إن حدث GW231123 يُشكل تحديًا حقيقيًا لفهمنا لتكوّن الثقوب السوداء".
دراسة: الثقب الأسود بمجرتنا يدور بسرعة تسحب معها "الزمكان"
تعتبر الأمواج الثقالية الوسيلة الوحيدة التي تتيح للعلماء رصد تصادم في نظام ثنائي تدور فيه ثقوب سوداء حول بعضها. ولفت هانام إلى أنه "قبل أن نتمكن من رصدها عبر الأمواج الثقالية، كان هناك حتى تساؤل عمّا إذا كانت أنظمة الثقوب السوداء الثنائية موجودة أصلًا"، مضيفًا أنّ "الثقوب السوداء لا تصدر أي ضوء أو إشعاع كهرومغناطيسي، لذلك فإنّ أيّ تلسكوب تقليدي غير قادر على رصدها".
ووفقًا لنظرية أينشتاين في النسبية العامة، فإنّ الجاذبية هي انحناء في الزمكان، وتجبر الأجسام على التحرّك عبر فضاء منحني. وعندما تتحرك الأجسام بسرعة هائلة، مثل الثقوب السوداء الدوّارة، فإنّ هذا الفضاء المنحني يُولد تموجات تنتشر للخارج مثل الأمواج.
ولفت هانام إلى أنّ هذه الأمواج الثقالية "ضعيفة للغاية، بشكل لا يصدّق"، وهناك حدود للمعلومات التي يمكن الحصول عليها منها. فعلى سبيل المثال، لا تزال هناك شكوك حول المسافة التي تفصل GW231123 عن الأرض، فقد يكون على بُعد يصل إلى 12 مليار سنة ضوئية.
أما بالنسبة إلى كتلة الثقبين الأسودين، فيشعر هانام بثقة أكبر، ويعتقد أنّ كتلتهما تقارب 100 أو 140 ضعفًا لكتلة الشمس.
دراسة تثبت نظرية تنبأ بها أينشتاين عن الثقوب السوداء
لكنّ هذه الأرقام تثير الحيرة. فبرأي هانام "هناك آليات قياسية نعرف من خلالها كيف تتكوّن الثقوب السوداء، عندما تنفد طاقة النجوم وتموت ثم تنهار. وثمة نطاقًا معينًا من الكتل نعتقد أنه يستحيل تكوّن ثقوب سوداء جراءه. والثقوب السوداء الناتجة عن الحدث GW231123 تقع تمامًا في منتصف هذه (الفجوة) الكتلية. لذا يبقى السؤال: كيف تشكّلت؟ وهذا الأمر يجعلها مثيرة جدًا للاهتمام".
تشير "فجوة الكتلة" التي يتحدث عنها هانام إلى نطاق يبدأ من حوالي 60 ضعف كتلة الشمس ويصل إلى نحو 130 ضعف كتلة الشمس. لكن بما أن هذا النطاق نظري، أي لم يُرصد بشكل مباشر، فإن هناك عدم يقين بشأن النقطة التي تبدأ منها هذه الفجوة وتنتهي عندها.
وإذا كانت الثقوب السوداء الناتجة عن الحدث GW231123 تقع فعلاً ضمن هذه الفجوة، فإن هذا يُشير إلى أنها لم تتكوّن من انهيار نجوم محتضرة، بل تكونت من خلال آلية مختلفة تمامًا.
وفي دراسة نُشرت على موقع مستودع الأبحاث مفتوح الوصول Arxiv، الإثنين، اقترح هانام وزملاؤه أن "فجوة الكتلة" يمكن تفسيرها إذا كان الثقبان الأسودان في هذا الحدث ناجمين عن اندماجات سابقة لثقوب سوداء أخرى، وليس عن نجوم منهارة، مشيرًا إلى أن "هذه آلية ناقشها الباحثون في السابق، وقد لاحظنا بعض الدلائل عليها من قبل".
في هذا السيناريو، تحدث تفاعلات متسلسلة من اندماجات الثقوب السوداء. ويرى هانام أنه "ممكن أن تبدأ عملية يتم فيها تكوين ثقوب سوداء أكبر فأكبر تدريجيًا. ونظرًا لأنّ الثقوب السوداء في الحدث GW231123 تقع عند كتل لا يمكن تكوينها بالآليات المعتادة، فإن هذا يشير بقوة إلى أن عملية أخرى، ألا وهي الاندماجات المتعاقبة، قد تكون هي المسؤولة عن ذلك".
إذا تأكدت هذه الفرضية، فإنها ستُشير إلى وجود مجموعة غير متوقعة من الثقوب السوداء، تقع كتلها في منطقة وسطى بين الثقوب السوداء الناتجة عن موت النجوم الضخمة، وتلك فائقة الكتلة الموجودة في مراكز المجرات، وفق دان ويلكنز، الباحث بمعهد كافلي لفيزياء الجسيمات الفلكية وعلم الكونيات في جامعة ستانفورد، غير المشارك في اكتشاف GW231123.
وبحسب ويلكنز: "تفتح الأمواج الثقالية نافذة شيقة جدًا على عالم الثقوب السوداء، وتكشف لنا ألغازًا محيّرة. فقبل ظهور علم فلك الأمواج الثقالية، لم نتمكن من رصد الثقوب السوداء إلا إذا كانت تنمو عبر سحب المواد المحيطة بها، فتنتج مصدرًا ضوئيًا قويًا. أما الآن، فالأمواج الثقالية تكشف لنا جانبًا مختلفًا من الثقوب السوداء، تلك التي تنمو عبر الاندماج مع ثقوب سوداء أخرى".
الميزة الأخرى المثيرة للدهشة في حدث GW231123 تتمثل بالسرعة الهائلة التي يدور بها الثقبان الأسودان حول بعضهما.
وأشار تشارلي هوى: "حتى الآن، معظم الثقوب السوداء التي رصدناها عبر الأمواج الثقالية كانت تدور ببطء نسبي. لذا فإن الدوران السريع في GW231123 قد يشير إلى أن هذا الحدث نتج عن آلية مختلفة عن باقي الاندماجات التي تم رصدها، أو قد يكون دليلاً على أن نماذجنا النظرية تحتاج إلى تحديث".
فمعلوم أن إنتاج دورانات بهذه السرعة أمر بالغ الصعوبة، لكنه يعزز كذلك فرضية أنّ الثقوب السوداء قد اندمجت مسبقًا. فالثقوب السوداء الناتجة عن اندماجات سابقة يُتوقع أن تدور بسرعة أعلى، بحسب هانام.
وقالت صوفي بيني، باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد كاليفورنيا للتقنية (Caltech)، وعضوة في تعاون LIGO–Virgo–KAGRA: "الحدث GW231123 يتحدّى نماذجنا لإشارات الأمواج الثقالية، لأنه من الصعب نمذجة مثل هذه الدورانات السريعة. إنه حدث استثنائي يصعب تفسيره".
وأضافت: "ما أدهشني حقًا مقدار ما نجهله عن الأمواج الثقالية. وأتمنى أن نتمكن في المستقبل من رصد أحداث مشابهة لـGW231123، حتى نُحسّن فهمنا لهذه الأنظمة".
الرقم القياسي السابق لأضخم اندماج لثقوب سوداء تم رصده كان للحدث GW190521، الذي لم تتجاوز كتلته 60% من كتلة GW231123.
لكن هانام يعتقد أنّ العلماء قد يكتشفون اندماجات أعظم حجمًا مستقبلًا، وقد يصبح ممكنًا رصدها باستخدام أجهزة أكثر دقة في العقود التالية، مثل التلسكوبات المقترحة Cosmic Explorer في الولايات المتحدة وEinstein Telescope في أوروبا.
نجم يبتلع كوكبًا.. هذا ما شهده العلماء على بعد 12 ألف سنة ضوئية من الأرض
ورغم اتفاق إيمري بارتوش، أستاذ مساعد في جامعة فلوريدا وغير المشارك بهذا البحث، مع الفرضية القائلة إنّ اندماجات سابقة يمكن أن تفسر كلًا من الكتلة الكبيرة والدوران السريع للثقوب السوداء، إلا أنه أشار إلى احتمالات أخرى، مثل:
التصادمات المتكررة داخل عناقيد النجوم الشابة
أو انهيار مباشر لنجم ضخم غير معتاد
غير أنه أوضح أنّ تلك السيناريوهات أقل احتمالًا أن تُنتج ثقوبًا سوداء تدور بهذه السرعة الكبيرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 5 أيام
- CNN عربية
كيف رصد علماء أضخم اندماج بين ثقبين أسودين في التاريخ ؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تم رصد تصادم بين ثقبين أسودين، يفوق حجم كل منهما مئة شمس. ويُعد هذا الاندماج الأكبر من نوعه الذي يتم تسجيله في التاريخ، وفقًا لأبحاث جديدة. فقد اكتشف فريق من علماء فلك هذا الحدث الذي أطلقوا عليه اسم GW231123، عندما التقط مرصد مقياس التداخل الليزري للأمواج الثقالية (LIGO)، تموجات ضعيفة في نسيج الزمكان تنتج عن اصطدام ثقبين أسودين ببعضهما البعض ويطلق عليها الفيزيائيون اسم "الأمواج الثقالية. ومرضد مقياس التداخل الليزري للأمواج الثقالية عبارة عن أداتان متطابقتان موجودتان في ليفينغستون بلويزيانا، وهانفورد بواشنطن. وكان ألبرت أينشتاين تنبأ في العام 1915، بوجود الأمواج الثقالية كجزء من نظريته في النسبية، لكنه اعتقد أنها ضعيفة جدًا بحيث لا يمكن للبشر اكتشافها يومًا ما. لكن في العام 2016، رصد مرصد LIGO هذه الأمواج لأول مرة عندما تصادمت ثقوب سوداء، ما أثبت صحة نظرية أينشتاين مجددًا. وفي العام التالي، حصل ثلاثة علماء على جوائز تقديرًا لمساهماتهم الأساسية في تطوير ما يُعرف شعبيًا باسم "تلسكوب الثقب الأسود". منذ الاكتشاف الأول للأمواج الثقالية، رصد مرصد LIGO وأجهزته الشقيقة، فيرغو في إيطاليا، وكاغرا في اليابان، إشارات تدلّ على حوالي 300 اندماج لثقوب سوداء. وقال مارك هانام، رئيس معهد استكشاف الجاذبية في جامعة كارديف بالمملكة المتحدة، والعضو في التعاون العلمي لـLIGO: "هذه الكواشف المذهلة هي فعليًا، أكثر أدوات القياس حساسية التي بناها البشر. فنحن نرصد أعنف وأشد الأحداث تطرفًا بالكون من خلال أدق القياسات التي يمكننا القيام بها". ويُعد الحدث GW231123 استثنائيًا بين الـ300 عملية اندماج لثقوب سوداء، ليس لكونه الأضخم من حيث الكتلة. فبحسب تشارلي هوى، زميل باحث في جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة وعضو في التعاون العلمي لـLIGO، فإن الثقبين الأسودين الفرديين في هذا الحدث مميزان، لأنهما يقعان ضمن نطاق من الكتل لا يُتوقّع أن تنتج فيه عن نجوم تحتضر. وتابع: "كأن ذلك لم يكن كافيًا، يبدو أيضًا أن هذه الثقبين الأسودين يدوران بسرعة تقارب الحد الفيزيائي الأقصى الممكن. إن حدث GW231123 يُشكل تحديًا حقيقيًا لفهمنا لتكوّن الثقوب السوداء". دراسة: الثقب الأسود بمجرتنا يدور بسرعة تسحب معها "الزمكان" تعتبر الأمواج الثقالية الوسيلة الوحيدة التي تتيح للعلماء رصد تصادم في نظام ثنائي تدور فيه ثقوب سوداء حول بعضها. ولفت هانام إلى أنه "قبل أن نتمكن من رصدها عبر الأمواج الثقالية، كان هناك حتى تساؤل عمّا إذا كانت أنظمة الثقوب السوداء الثنائية موجودة أصلًا"، مضيفًا أنّ "الثقوب السوداء لا تصدر أي ضوء أو إشعاع كهرومغناطيسي، لذلك فإنّ أيّ تلسكوب تقليدي غير قادر على رصدها". ووفقًا لنظرية أينشتاين في النسبية العامة، فإنّ الجاذبية هي انحناء في الزمكان، وتجبر الأجسام على التحرّك عبر فضاء منحني. وعندما تتحرك الأجسام بسرعة هائلة، مثل الثقوب السوداء الدوّارة، فإنّ هذا الفضاء المنحني يُولد تموجات تنتشر للخارج مثل الأمواج. ولفت هانام إلى أنّ هذه الأمواج الثقالية "ضعيفة للغاية، بشكل لا يصدّق"، وهناك حدود للمعلومات التي يمكن الحصول عليها منها. فعلى سبيل المثال، لا تزال هناك شكوك حول المسافة التي تفصل GW231123 عن الأرض، فقد يكون على بُعد يصل إلى 12 مليار سنة ضوئية. أما بالنسبة إلى كتلة الثقبين الأسودين، فيشعر هانام بثقة أكبر، ويعتقد أنّ كتلتهما تقارب 100 أو 140 ضعفًا لكتلة الشمس. دراسة تثبت نظرية تنبأ بها أينشتاين عن الثقوب السوداء لكنّ هذه الأرقام تثير الحيرة. فبرأي هانام "هناك آليات قياسية نعرف من خلالها كيف تتكوّن الثقوب السوداء، عندما تنفد طاقة النجوم وتموت ثم تنهار. وثمة نطاقًا معينًا من الكتل نعتقد أنه يستحيل تكوّن ثقوب سوداء جراءه. والثقوب السوداء الناتجة عن الحدث GW231123 تقع تمامًا في منتصف هذه (الفجوة) الكتلية. لذا يبقى السؤال: كيف تشكّلت؟ وهذا الأمر يجعلها مثيرة جدًا للاهتمام". تشير "فجوة الكتلة" التي يتحدث عنها هانام إلى نطاق يبدأ من حوالي 60 ضعف كتلة الشمس ويصل إلى نحو 130 ضعف كتلة الشمس. لكن بما أن هذا النطاق نظري، أي لم يُرصد بشكل مباشر، فإن هناك عدم يقين بشأن النقطة التي تبدأ منها هذه الفجوة وتنتهي عندها. وإذا كانت الثقوب السوداء الناتجة عن الحدث GW231123 تقع فعلاً ضمن هذه الفجوة، فإن هذا يُشير إلى أنها لم تتكوّن من انهيار نجوم محتضرة، بل تكونت من خلال آلية مختلفة تمامًا. وفي دراسة نُشرت على موقع مستودع الأبحاث مفتوح الوصول Arxiv، الإثنين، اقترح هانام وزملاؤه أن "فجوة الكتلة" يمكن تفسيرها إذا كان الثقبان الأسودان في هذا الحدث ناجمين عن اندماجات سابقة لثقوب سوداء أخرى، وليس عن نجوم منهارة، مشيرًا إلى أن "هذه آلية ناقشها الباحثون في السابق، وقد لاحظنا بعض الدلائل عليها من قبل". في هذا السيناريو، تحدث تفاعلات متسلسلة من اندماجات الثقوب السوداء. ويرى هانام أنه "ممكن أن تبدأ عملية يتم فيها تكوين ثقوب سوداء أكبر فأكبر تدريجيًا. ونظرًا لأنّ الثقوب السوداء في الحدث GW231123 تقع عند كتل لا يمكن تكوينها بالآليات المعتادة، فإن هذا يشير بقوة إلى أن عملية أخرى، ألا وهي الاندماجات المتعاقبة، قد تكون هي المسؤولة عن ذلك". إذا تأكدت هذه الفرضية، فإنها ستُشير إلى وجود مجموعة غير متوقعة من الثقوب السوداء، تقع كتلها في منطقة وسطى بين الثقوب السوداء الناتجة عن موت النجوم الضخمة، وتلك فائقة الكتلة الموجودة في مراكز المجرات، وفق دان ويلكنز، الباحث بمعهد كافلي لفيزياء الجسيمات الفلكية وعلم الكونيات في جامعة ستانفورد، غير المشارك في اكتشاف GW231123. وبحسب ويلكنز: "تفتح الأمواج الثقالية نافذة شيقة جدًا على عالم الثقوب السوداء، وتكشف لنا ألغازًا محيّرة. فقبل ظهور علم فلك الأمواج الثقالية، لم نتمكن من رصد الثقوب السوداء إلا إذا كانت تنمو عبر سحب المواد المحيطة بها، فتنتج مصدرًا ضوئيًا قويًا. أما الآن، فالأمواج الثقالية تكشف لنا جانبًا مختلفًا من الثقوب السوداء، تلك التي تنمو عبر الاندماج مع ثقوب سوداء أخرى". الميزة الأخرى المثيرة للدهشة في حدث GW231123 تتمثل بالسرعة الهائلة التي يدور بها الثقبان الأسودان حول بعضهما. وأشار تشارلي هوى: "حتى الآن، معظم الثقوب السوداء التي رصدناها عبر الأمواج الثقالية كانت تدور ببطء نسبي. لذا فإن الدوران السريع في GW231123 قد يشير إلى أن هذا الحدث نتج عن آلية مختلفة عن باقي الاندماجات التي تم رصدها، أو قد يكون دليلاً على أن نماذجنا النظرية تحتاج إلى تحديث". فمعلوم أن إنتاج دورانات بهذه السرعة أمر بالغ الصعوبة، لكنه يعزز كذلك فرضية أنّ الثقوب السوداء قد اندمجت مسبقًا. فالثقوب السوداء الناتجة عن اندماجات سابقة يُتوقع أن تدور بسرعة أعلى، بحسب هانام. وقالت صوفي بيني، باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد كاليفورنيا للتقنية (Caltech)، وعضوة في تعاون LIGO–Virgo–KAGRA: "الحدث GW231123 يتحدّى نماذجنا لإشارات الأمواج الثقالية، لأنه من الصعب نمذجة مثل هذه الدورانات السريعة. إنه حدث استثنائي يصعب تفسيره". وأضافت: "ما أدهشني حقًا مقدار ما نجهله عن الأمواج الثقالية. وأتمنى أن نتمكن في المستقبل من رصد أحداث مشابهة لـGW231123، حتى نُحسّن فهمنا لهذه الأنظمة". الرقم القياسي السابق لأضخم اندماج لثقوب سوداء تم رصده كان للحدث GW190521، الذي لم تتجاوز كتلته 60% من كتلة GW231123. لكن هانام يعتقد أنّ العلماء قد يكتشفون اندماجات أعظم حجمًا مستقبلًا، وقد يصبح ممكنًا رصدها باستخدام أجهزة أكثر دقة في العقود التالية، مثل التلسكوبات المقترحة Cosmic Explorer في الولايات المتحدة وEinstein Telescope في أوروبا. نجم يبتلع كوكبًا.. هذا ما شهده العلماء على بعد 12 ألف سنة ضوئية من الأرض ورغم اتفاق إيمري بارتوش، أستاذ مساعد في جامعة فلوريدا وغير المشارك بهذا البحث، مع الفرضية القائلة إنّ اندماجات سابقة يمكن أن تفسر كلًا من الكتلة الكبيرة والدوران السريع للثقوب السوداء، إلا أنه أشار إلى احتمالات أخرى، مثل: التصادمات المتكررة داخل عناقيد النجوم الشابة أو انهيار مباشر لنجم ضخم غير معتاد غير أنه أوضح أنّ تلك السيناريوهات أقل احتمالًا أن تُنتج ثقوبًا سوداء تدور بهذه السرعة الكبيرة.


CNN عربية
منذ 6 أيام
- CNN عربية
اكتشاف مادة سوداء تعج بالحياة تسربت من سفينة أبحاث
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تجوب السفينة البحثية "Blue Heron" البحيرات العظمى، وتجمع البيانات من المياه. ومع ذلك، فإن أحدث اكتشافات هذا المختبر العائم جاء من مكان غير متوقع، أي دفة السفينة نفسها. بينما كانت السفينة راسية بعد رحلة طويلة في سبتمبر/ أيلول لدراسة تكاثر الطحالب في بحيرتي "إيري" و"سوبيريور"، لاحظ الطاقم وجود مادة سوداء شبيهة بالقطران تتسرب من عمود الدفة، وهو الجزء الذي يسمح للسفينة التي يبلغ طولها نحو 27 مترًا بتغيير الاتجاه. ولأنه لم يكن متأكدًا من ماهية هذه المادة الغريبة، أخذ دوغ ريكيتس، المشرف البحري والباحث الأول في مرصد البحيرات الكبرى بجامعة مينيسوتا دولوث، كوبًا من هذه المادة إلى علماء المرصد لتحليلها. وقد فوجئ العلماء عندما اكتشفوا أن هذه المادة كانت تعجّ بأشكال من الحياة، بعضها كائنات مجهرية غير معروفة. وبحسب إعلان صادر عن الجامعة في 27 يونيو/ حزيران، يبدو أن هذه المادة الغامضة، التي أُطلق عليها اسم "ShipGoo001" بشكلٍ غير رسمي، كانت تنمو وتزدهر في بيئة خالية من الأوكسجين داخل عمود الدفة. وقال ريكيتس: "لا يوجد سبب لتوقّع وجود أي كائنات حية في هذا الجزء من السفينة"، مشيرًا إلى حجرة عمود الدفة المغلقة. وأوضح أن "هذا الجزء تحديدًا من السفينة لا يتحرك كثيرًا. إنه غير مكشوف للعالم الخارجي". من جهته، أشار الباحث الرئيسي كودي شيك، وهو مختص في علم البيئة الميكروبية في مرصد البحيرات الكبرى، إلى أنه في حال العثور على المزيد من هذه المادة اللزجة، فإن الهدف سيكون جمعها دون تعريضها للأوكسجين. وأضاف أن دراسة أعمق قد تؤدي إلى اكتشاف المزيد من أنواع الميكروبات الجديدة. عند تحليل الحمض النووي المستخرج من المادة السوداء، تبيّن أن بعضه يعود إلى كائنات دقيقة غير معروفة سابقًا، بينما عُثِر على مواد وراثية أخرى سبق رصدها حول العالم. وعند فحص قواعد البيانات العالمية، اكتشف الباحثون ارتباط بعض الأحماض النووية بكائنات دقيقة عُثر عليها في مادة شبيهة بكتل القطران في البحر الأبيض المتوسط، وفي رواسب ملوثة بالهيدروكربونات في كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، وفي عينات أخرى من سواحل كاليفورنيا إلى ألمانيا. أوضح شيك: "يبدو أن هذه الكائنات تُكتشف في بيئات متنوعة تمامًا، ومنتشرة في أماكن مختلفة". وأضاف: "أعتقد أننا سنفهم قدرات هذه الكائنات بشكل أفضل إذا فكرنا بصورة أوسع في البيئات الأخرى التي وُجدت فيها". ولا يزال لدى الباحثين العديد من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها بعد حول هذه المادة الغريبة، بما في ذلك كيف وصلت إلى السفينة، وما إذا كانت قادرة على التسبب في التآكل الحيوي، أي تآكل الفولاذ الخاص بالسفينة. ونظرًا لأن المادة كانت في بيئة مغلقة خاصة بها، فإنها تحتاج إلى شبكة غذائية معقدة لكي تتمكن من النمو والبقاء. وقال شيك: "التآكل الحيوي هو أحد الأمور التي تقلقنا في خطوط أنابيب النفط وفي الكثير من البنى التحتية الحيوية الأخرى. لذلك، بالنسبة لبعض هذه السفن، وخصوصًا تلك التي مكثت لفترة طويلة هنا في البحيرات العظمى فوق المياه العذبة، هل هذا شيء قد يسبب تآكلاً في هذه المنطقة؟ قد يكون هذا أمرًا يجب التفكير فيه عند تصميم وبناء السفن في المستقبل". مادة مخاطية على المواد البلاستيكية الدقيقة تُسهم بتكاثر بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية أضاف شيك أن الباحثين يأملون في الإجابة عن هذه الأسئلة في ورقة بحثية قادمة، والتي ستتضمن أيضًا التسلسل الكامل لجينومات الكائنات الدقيقة الموجودة في هذه المادة اللزجة، حتى يتمكن العلماء الآخرون من البناء على نتائج هذا البحث. وحسب إعلان الجامعة، فإن المادة قد تكون لها تطبيقات عملية اعتمادًا على ما يكتشفه الباحثون، إذ قد تكون الكائنات المنتجة للميثان الموجودة في هذه المادة مفيدة في إنتاج الوقود الحيوي. راهنا، يواصل الباحثون مراقبة السفينة وغيرها من السفن بحثًا عن مزيد من هذه المادة، بهدف جمع عينات إضافية وإجراء اختبارات أخرى. تجارب تكشف نتائج واعدة لمادة هلامية تمنع الحمل للرجال


CNN عربية
منذ 6 أيام
- CNN عربية
منها اللغة العربية..أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وفقًا لموقع "إثنولوج: لغات العالم"، يُستخدم اليوم 7,159 لغة حول العالم، لكن هذا الرقم ليس ثابتًا، إذ يتغير باستمرار مع اكتشاف المزيد من اللغات وتوثيقها. يُعد "إثنولوج" مرجعًا عالميًا شاملًا يُقدّم معلومات وإحصاءات دقيقة عن جميع اللغات الحية المعروفة، وهو مشروع بحثي مستمر منذ عام 1951 بمساهمة مئات اللغويين والباحثين من مختلف أنحاء العالم. وذكر الموقع أن اللغات نفسها تمرّ بحالة دائمة من التغير، فهي كيانات حيّة وديناميكية تعكس المجتمعات التي تستخدمها، وتتأثر بتقلبات عالمنا سريع التحول. وأضاف التقرير أنه بينما نعيش في زمن لغوي هش، فإن حوالي 44% من لغات العالم مهددة بالانقراض، وغالبًا لا يتجاوز عدد المتحدثين بها الألف شخص. وفي المقابل، تمثل أكبر 20 لغة في العالم اللغة الأم لأكثر من 3.7 مليار نسمة، أي نحو نصف سكان الكوكب، رغم أنها لا تتجاوز 0.3% فقط من إجمالي اللغات. وقد نشر الموقع مؤخرًا تقريرًا يُبرز أكثر اللغات استخدامًا في العالم لعام 2025، ويأخذ في الاعتبار المتحدثين باللغات الأولى والثانية والثالثة. تصدّرت اللغة الإنجليزية القائمة بعدد متحدثين بلغ 1.5 مليار شخص، ويُعزى هذا الانتشار الواسع أولًا إلى إرث الاستعمار البريطاني، ثم إلى التأثير الثقافي والإعلامي الأمريكي. وجاءت اللغة العربية الفصحى في المرتبة الخامسة بإجمالي 334.5 مليون متحدث. في الإنفوغرافيك أعلاه، يمكنكم الاطلاع على ترتيب أكثر اللغات تحدثًا في العالم لعام 2025.