logo
ترامب ينسحب للمرة الثانية من منظمة اليونسكو

ترامب ينسحب للمرة الثانية من منظمة اليونسكو

الشروق٢٢-٠٧-٢٠٢٥
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اليوم الثلاثاء، 22 جويلية، مثلما فعل في عهدته الأولى، قبل أن يتراجع بايدن عن قراره.
ووفقا لما أفادت به وكالة 'رويترز'، سيدخل الانسحاب من الوكالة والتي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز السلام من خلال التعاون الدولي في التعليم والعلوم والثقافة، حيز التنفيذ في 31 ديسمبر 2026.
و قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: 'قرر الرئيس ترامب سحب الولايات المتحدة من اليونسكو – التي تدعم القضايا الثقافية والاجتماعية المثيرة للانقسام والتي تتعارض تماما مع السياسات السليمة التي صوت عليها الأميركيون في نوفمبر'.
واعتبرت الخارجية الأميركية إن البقاء في اليونسكو لا يصب في مصلحة واشنطن، متهمة إياها بـ'تبني أجندة عالمية وأيديولوجية للتنمية الدولية تتعارض مع سياستنا الخارجية القائمة على مبدأ أميركا أولا'.
المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي قالت من جهتها إنها تشعر بالأسف الشديد لقرار ترامب، لكنها أضافت أن القرار كان 'متوقعا واليونسكو استعدت له'، وأضافت أن الوكالة قامت بتنويع مصادر تمويلها، إذ لم تتلق سوى نحو 8% من ميزانيتها من واشنطن.
كانت اليونسكو واحدة من عدة هيئات دولية انسحب منها ترامب خلال عهدته الأولى، إلى جانب منظمة الصحة العالمية، واتفاقية باريس للمناخ، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وخلال عهدته الثانية، أعاد ترامب تطبيق هذه الخطوات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عن "قسوة" حماس و"وحشيتها المطلقة"!
عن "قسوة" حماس و"وحشيتها المطلقة"!

الشروق

timeمنذ 2 ساعات

  • الشروق

عن "قسوة" حماس و"وحشيتها المطلقة"!

بدل أن يكون أداة لتحقيق السلم الدولي وفضّ النزاعات المسلحة بين الدول وإنهاء الحروب التي تنشب في شتى أنحاء العالم، وهي مهمته الأولى منذ إنشائه فور انتهاء الحرب العالمية الثانية، أثبت مجلس الأمن الدولي أنّه مجرّد أداة في يد الولايات المتحدة والغرب وربيبهم الصهيوني، فقد عجز تماما عن إنهاء حرب الإبادة التي يشنّها الكيان على غزة منذ 22 شهرا، وعجز عن إدانة جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتجويع المنهجي للفلسطينيين لتهجيرهم من بلدهم، ولم يكتف بذلك، بل عقد ليلة الأربعاء جلسة طارئة درس فيها وضعية الأسرى الصهاينة في غزة، بطلب من الاحتلال الذي اتّهم 'حماس' بتجويعهم عمدا، على طريقة 'رمتني بدائها وانسلّت'! من أجل 20 أسيرا صهيونيا حيا في غزة، اجتمع مجلس الأمن الدولي، بعد أن بثّت المقاومة فيديوهات تظهر أسيرين يعانيان الإنهاك والوهن والهزال بسبب الجوع، في حين أنّ 2.3 مليون فلسطيني بالقطاع يعانون مجاعة حادّة منذ أسابيع عديدة بسبب ندرة المساعدات الإنسانية التي لا يسمح الاحتلال بدخولها إلى غزة، وقد توفي منهم إلى حدّ الساعة 193 من شدّة الجوع، منهم 96 طفلا، فضلا عن 1516 شهيد و10067 جريح من طالبي المساعدات، والقائمة لا تزال مفتوحة.. لكنّ ذلك كلَّه لم يكن كافيا ليعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، واجتمع فقط حينما بثّت المقاومة صور أسيرين جائعين! قبل أن يجتمع هذا المجلس الذي يخضع لهيمنة غربية مطلقة، كان عدد من قادة الدول الغربية قد انتفضوا بدورهم لمنظر الأسيرين الصهيونيين وشنّوا حملة جائرة وحاقدة على 'حماس' وتبنّوا سردية الاحتلال التي تتهم الحركة بتجويع أسراه عمدا؛ إذ وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صور الأسيرين بـ'المروّعة'، وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إنها 'تكشف عن بربرية حماس'، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنها 'تعبّر عن قسوة مطلقة ووحشية بلا حدود'، وحتى وزير خارجية صربيا، ماركو غوريتس، عدّها 'شهادة على الوحشية غير المعقولة لآسريهم، ونحافتهم جريمة فظيعة'، وتجاهل هؤلاء المسؤولون الغربيون تماما صور أطفال غزة وهم يموتون جوعا بعد أن تحوّلوا إلى هياكل عظمية، وصور الفلسطينيين وهم يقتلون كل يوم أمام مراكز توزيع المساعدات برصاص جنود الاحتلال بكل همجية وسادية، وإمعانا في التحيّز والظلم والبغي، اتّهموا 'حماس' بتجويع الأسرى الصهاينة مع أنّهم متيقّنون أنّ المجاعة منتشرة في غزة كلّها بفعل السياسة الإجرامية للاحتلال، ولا يمكن للأسرى أن يتناولوا طعاما لا يحصل عليه الفلسطينيون! منذ قرابة سنتين، والاحتلال يرتكب إبادة واسعة في غزة ويقتل عشرات الأطفال والنساء وبقيّة المدنيين يوميا في مجازر مهولة، ويهدم البيوت والمستشفيات والمدارس على رؤوس الفلسطينيين، ويحرقهم أحياء في خيمهم، لكن أغلب قادة الغرب كانوا يتجاهلون المحرقة المتواصلة ويلزمون الصمت، بل إنّ بعضهم واصل دعم الاحتلال بالأسلحة والذخائر للاستمرار في ارتكاب جرائمه، وشجّع هذا الصمت والتواطؤ الغربي الاحتلال على محاولة التطهير العرقي للسكان وتهجيرهم إلى سيناء عبر التجويع والحصار، فكانت 'خطة الجنرالات' ثم 'عربات جدعون' ومحاولة إنشاء 'المدينة الإنسانية' في رفح، وغلق المعابر منذ 2 مارس الماضي ومنع إدخال أيّ مساعدات إنسانية إلى القطاع حتى تفشّت المجاعة وبدأ الناس يموتون من الجوع وصور الأطفال والكبار الذين تحوّلوا إلى هياكل عظمية تملأ شاشات الفضائيات… لكنّ قادة الغرب لم يتحرّكوا عمليا لإنهاء المجاعة، ولم يتحدّث أي منهم عن تجرّد الاحتلال من إنسانيته وعن قسوته الشديدة وهمجيته التي فاقت كلّ الحدود، وسمعنا فقط قادة أوروبيين يقولون إنّ صور الجوع في غزة 'غير مقبولة'.. نعم.. هي فقط مجرّد صور 'غير مقبولة' في نظرهم! ولكنّ حينما نشرت المقاومة صور أسيرين جائعين بفعل سياسة حكومتهما الجائرة، انتفض هؤلاء بسرعة وبدأوا يتّهمون المقاومة بـ'الوحشية والبربرية' وأيّدوا دعوة وزارة الخارجية الصهيونية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لدراسة 'الوضع المتردّي للرهائن في غزة'! إنّها الذاتية المقيتة عندما تتحكّم في النفوس وتدفعها إلى التعامي عن الحقائق السّاطعة كالشمس، والعنصرية البغيضة في أبشع صورها، والكره الغربي الأعمى لكلّ ما هو عربي وإسلامي. ومع ذلك، أحسن عدد من ممثلي الدول الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن الدولي صنعا حينما استغلوا فرصة الجلسة 'الاستثنائية' لمحاكمة العدوّ الصهيوني على جريمة نشر المجاعة في غزة لإبادة أهلها أو إجبارهم على الهجرة، وطالبوا بالوقف الفوري للحرب وفتح المعابر وإيصال المساعدات، وانتقدوا الغرب على سياسة الكيل بمكيالين والتغاضي عن جرائم الاحتلال، ورفع ممثل الجزائر، عمار بن جامع، صور أطفال فلسطينيين استشهدوا بفعل المجاعة، ونبّه قادة العالم إلى أنّ الأجيال القادمة ستسأل: 'أين كنتم عندما كانت غزة تتضوّر جوعا، وعندما مات الأطفال وهم يبحثون عن الخبز، وحينما سحق شعب بأكمله باسم الأمن؟'، وانتقد ضمنيّا كل قادة الغرب المتحيّزين للاحتلال وقال: 'التاريخ سيسجّل أسماء الذين كثيرا ما يعطون دروسا للآخرين باسم حقّ الدفاع عن النفس، أولئك الذين ينكرون الجريمة وكانوا شركاء فيها، وأولئك الذين صمتوا وكانوا شهود عار'.

الخليط المدمر: الجماعة التي جمعت بين الفاشية والنازية والإرهاب الديني
الخليط المدمر: الجماعة التي جمعت بين الفاشية والنازية والإرهاب الديني

خبر للأنباء

timeمنذ 5 ساعات

  • خبر للأنباء

الخليط المدمر: الجماعة التي جمعت بين الفاشية والنازية والإرهاب الديني

في 18 يوليو الماضي، شاركت بورقة بعنوان "العنصرية والإبادة الثقافية في اليمن"، ضمن فعاليات اليوم الثقافي اليمني التي نظمتها الجمعية اليمنية للثقافة والاندماج في مدينة سالزبورغ - النمسا. وعقب الندوة، دار نقاش مع السياسية النمساوية هادفج روتشيدل والصديق الطبيب والأديب الدكتور مروان الغفوري الذي أضفى على الحديث بعدا تحليليا ثريا كعادته، تناولنا فيه مضامين الورقة، لا سيما مقاربتي بين الحوثية في شبه الجزيرة العربية والنازية في أوروبا. وخلال النقاش، اقترحت السيدة روتشيدل بأن أحرص على ذكر ممارسات الحوثيين من خلال منظور الفاشية، باعتبارها إطارا أشمل للأنظمة الشمولية الاستبدادية، ورأت أن مقارنة الحوثية بالفاشية قد يكون أكثر دقة في توصيف الجريمة الممنهجة من الاقتصار على النموذج النازي كما ورد في ورقتي. هذه الملاحظة القيمة جعلتني أبحث أكثر عن الفاشية، وعلاقتها بالنازية، ومقارنتها بالحوثية في اليمن، لاسيما وأنا حاليا أنجز كتابا عن العنصرية السلالية في اليمن ومقارناتها مع عنصريات كانت في دول مختلفة. الفاشية نظام شمولي استبدادي قائم على تمجيد الدولة والقائد ورفض النظام الديمقراطي وقمع الحريات مع عسكرة وسحق المجتمع وفرض الولاء الكامل للنظام. ظهرت الفاشية في إيطاليا مع صعود بينيتو موسوليني إلى الحكم سنة 1922، وكان هدفها استعادة أمجاد الإمبراطورية الرومانية وبناء دولة قومية. أما النازية، فقد جاءت لاحقا، وتحديدا مع صعود أدولف هتلر في الحزب النازي (حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني) ثم استلامه الحكم عام 1933. ومن حيث الشكل والبنية السياسية والوسائل، يمكن القول بأن النازية في ألمانيا تطابقت مع الفاشية فيما يخص الدولة الشمولية والزعيم الذي يجب أن يُطاع بشكل مطلق والعداء للديمقراطية، والرغبة المستمرة في التوسع العسكري والاستخدام المكثف للبروباغندا والإعلام وتقديس الزعيم، وغيرها من القناعات والوسائل التي استخدمتها الفاشية والنازية، حتى أن هتلر أشار في كتابه "كفاحي" إلى إعجابه بما فعله موسوليني، ووصفه بأنه عمل بطولي ملهم. لكن من حيث الجوهر الأيديولوجي والعقيدة التي قامت عليها النازية، فالأخيرة ليست مجرد تطور للفاشية، بل هي تحول نوعي أكثر تطرفا وعنفا ودموية، لأنها تقوم على أساس عنصري يقدس العرق الآري ويقصي بل يقضي على الأعراق الأخرى، وهو ما لم تفعله الفاشية إلا بعد تحالفها السياسي والعسكري مع النازية في الحرب العالمية الثانية وتحديدا 1936 وقد سُمي حينها بمحور (روما – برلين). تقول بعض المصادر، بأن الفاشية الإيطالية لم تكن معادية صراحة لليهود في بداية الأمر، وكان هناك يهود يؤيدون الفاشية ويشغلون مناصب في الحزب الفاشي نفسه، حتى أن موسوليني نفسه لم يكن كارها لليهود كما هتلر، لكن عقب التقارب مع النظام النازي، وتحديدا في عام 1938، أصدرت الحكومة الإيطالية الفاشية "قوانين العرق"، والتي تأثرت بشكل مباشر بالأفكار النازية. حيث منعت اليهود من العمل في القطاع العام بما فيها المدارس والجامعات وحظرت الزواج منهم، ومنعتهم من الالتحاق بالجيش أو التدريس وفرضت قيودا اقتصادية وتعليمية عليهم. إذن، يمكننا اعتبار النازية تطورا للفاشية من حيث الشكل والتنظيم والأدوات والدوافع العامة، لكن الحقيقة أنها تختلف في المضمون الأيديولوجي نظرا لمركزية البعد العرقي ولجوئها للتطهير في مشروعها، وهو الأمر الذي تورطت به الفاشية في سنواتها الأخيرة ولو بنسب أقل توحشا ودموية. وفي ضوء هذه الخلفية التاريخية الموجزة للفاشية والنازية، يقف أمامنا سؤال جوهري: أين تقع الحركة الحوثية ضمن هذا الإرث الدموي العالمي؟ محاولة الإجابة عن هذا السؤال تفرض علينا إجراء مقارنة سريعة بين أبرز مضامين الأيديولوجيا والممارسات الحوثية ونظيرتيها الفاشية والنازية، رغم اختلاف السياقات الزمانية والثقافية والدينية والعرقية. تشترك هذه الحركات المتطرفة الثلاث في النزعة الشمولية والعنصرية والعنف الممنهج كوسيلة لإخضاع المجتمع، إلا أن جماعة الحوثي، في واقع الأمر، تعتبر أكثر تطرفا وخطورة، كما يتضح من المقارنة التالية: النشأة: - الفاشية تأسست بعد الحرب العالمية الأولى في مارس 1919 وظهرت ووصلت إلى السلطة في أكتوبر 1922 وقد سقطت في أبريل 1945، أي أن الشعب الإيطالي بقي يعاني من الفاشية حوالي 23 سنة. - تأسس الحزب النازي في فبراير 1920، وعين هتلر مستشارا لألمانيا في يناير 1933، وقد انهارت النازية في مايو 1945، أي أن حكم النازية لم يتجاوز 12 سنة. - أما الحوثية، فرغم أن ظهورها التنظيمي السري يعود –ظاهريا- إلى عام 1992 بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، ثم نشاطها العسكري في 2004، واستيلائها على العاصمة صنعاء في 2014، فإنها في جوهرها ليست ظاهرة حديثة، بل امتداد مباشر لعقيدة سلالية عنصرية قديمة في اليمن. تعود جذور العقيدة الحوثية إلى أكثر من 1200 عام، حين قدم يحيى الرسي -الذي ينتمي إليه زعيم الحوثيين سلاليا- إلى اليمن على رأس جيش من طبرستان (منطقة في إيران حاليا)، مدعيا أن النبي محمد منحه حكم اليمن له وذريته إلى يوم القيامة. ومنذ ذلك الحين لم يستقر اليمن، حيث شهد موجات متعاقبة من الثورات والحروب، كانت في جوهرها رفضا لهذه الفكرة العنصرية التي تحتكر الحكم والحق الإلهي في سلالة بعينها جاءت من خارج اليمن لتستعبد بقية اليمنيين. الأساس الفكري: - الفاشية قومية على أساس تمجيد الدولة والحزب. - النازية قومية إضافة إلى عنصرية عرقية (استعلاء العرق الآري). - الحوثية عرقية دينية إمامية، قائمة على نظرية الولاية والاصطفاء الإلهي لسلالة "آل البيت". السلطة: - ترى الفاشية بأن الدولة فوق الجميع، وتعادي الديمقراطية واستهدفت الشيوعية وكثير من المكونات إيطاليا. - ترى النازية العرق الآري فوق الجميع، وتعادي الديمقراطية. - ترى الحوثية "آل البيت" فوق الجميع، وتعادي الديمقراطية وتعبرها بدعة غربية. نظام الحكم: - نظام الحكم في الفاشية دكتاتوري قومي لا يؤمن بالتعددية، ومن يحكم هو الحزب الفاشي. - نظام الحكم في النازية دكتاتوري عنصري (عرقي) لا يؤمن بالتعددية ويستهدف ويجتث العرقيات الأخرى، ومن يحكم هو الحزب النازي. - نظام الحكم في الحوثية ثيوقراطي عنصري (سلالي) يقصي كل المكونات اليمنية، ومن يحكم هم جماعة "أنصار الله"، بزعم أن الله قد اختارهم لحكم اليمنيين بل وكل المسلمين. الموقف من العرق والنسب: - لم تقم الفاشية على الاعتقاد بالتميز العرقي، لكنها كانت تمارس القمع السياسي. - كان البعد العرقي محوري وأساسي في النازية، وكانت بناء على ذلك تمارس إبادة عرقية وثقافية ضد العرقيات الأخرى مثل اليهود والغجر والسود وغيرهم. - البعد العرقي محوري وأساسي في الحوثية، فالهاشميين من آل البيت هم "أصحاب الحق الإلهي" في الحكم والمال والجاه، ولهذا تنفذ عمليات قتل واسعة واقصاء طائفي وسياسي واسع وإبادة ثقافية، ومن لا يقبل بمعتقدها يُوصَف بأنه منافق وكافر وملحد وخائن وعميل ومرتزق وصهيوني وكل تهمة من هذه التهم يستحق صاحبها القتل في نظرها. نشر الأيديولوجيا: نفذت الفاشية والنازية والحوثية ما يمكن وصفه بـ "الإبادة الثقافية" كوسيلة من وسائل السيطرة وإخضاع المجتمع وإن كان بنسب مختلفة. وقد استخدم الجميع الإعلام والدين والمدارس والفن والقتل والتهجير والترهيب والترغيب وكل الوسائل لنشر معتقدهم وإبادة معتقدات المكونات الأخرى الدينية والسياسية وغيرها. جميع هذه الحركات قامت بتدمير الرموز الثقافية والدينية، وفرضت ثقافة وهوية خاصة بها، ومنعت التعبير عن الانتماء التاريخي أو الديني أو العرقي، وغيرت المناهج الدراسية وقضت على المفكرين والمثقفين والاكاديميين والمدرسين ورجال الدين الذين لا ينتمون إليها. - اقتصاد الفاشية مركزي قومي. - اقتصاد النازية مركزي قومي وقائم على سرقة اليهود وبقية المخالفين. - اقتصاد الحوثية قائم على الجباية والاستيلاء على أموال وأملاك اليمنيين ومصادرة أملاك الخصوم بذرائع دينية وعسكرية واقتصادية مختلفة، وكذلك أخذ خمس الثروات والتهريب وتجارة المخدرات والابتزاز الاقتصادي والسيطرة على مقدرات الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها، ونهب المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية لليمنيين. السياسة الخارجية: - كانت الفاشية عدائية تجاه الخارج، لكن رغبتها في التوسع محدودة. - كانت النازية عدوانية ولديها رغبة في التوسع والسيطرة على أنحاء أوروبا. - الحوثية كذلك عدوانية ولديها طموح قديم/جديد متمثل في السيطرة على الدول العربية والإسلامية بداية المملكة العربية السعودية التي تتواجد فيها مقدسات المسلمين مكة والمدينة المشرفة كونهم يعتقدون بأن سلالة "آل البيت" أصحاب الحق السماوي في حكم هذه البقاع وهذا توجه المنظومة الخمينية في الشرق الأوسط بقيادة النظام الإيراني. العنف: - استخدمت الفاشية العنف المفرط ضد المخالفين لها عبر ما كان يتم وصفهم بـ "مليشيات القمصان السوداء"، وتم تسميتهم بـ"الفرق الفاشية للعمل"، ثم "الميليشيا الطوعية للأمن القومي"، وقد ارتدوا قمصانا سوداء ترمز للقوة والعنف والموت لإرهاب المخالفين لهم. - استخدمت النازية "كتيبة العاصفة" وقد تم تسميتهم بـ "القمصان البنية"، وكانت مهمتها إرهاب خصوم النازية وتنفيذ عمليات قتل وتنكيل بهم، ثم أنشأت "وحدات SS" (شوتزشتافل)، التي نفذت جرائم الإبادة الجماعية لاحقا. - تستخدم الحوثية "المشرفون"، واللجان الشعبية واللجان الثورية وكتائب الزينبيات (التي ذكرتها تقارير الأمم المتحدة كواحدة من المكونات الحوثية التي ارتكبت جرائم بشعة ضد النساء)، كذلك الأمن الوقائي وكتائب الحسين وفرق الموت الحوثية وغيرها من التشكيلات التي تنفذ الجرائم ضد اليمنيين بشكل ممنهج. الإبادة والتطهير: - لم تنفذ الفاشية جرائم إبادة جماعية. - نفذت النازية جرائم إبادة جماعية لليهود وغيرهم. - تنفذ الحوثية جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والطائفي والمناطقي كما تمارس التجويع وتفجير المنازل وزراعة ملايين الألغام وسياسة التهجير الممنهج. تجنيد الأطفال: - الفاشية لم تكن تهدف إلى الدفع بالأطفال إلى المعارك، لكنها كانت تعمل على بناء جيل يحمل العقيدة الفاشية للمستقبل من خلال اخضاع الأطفال لدورات تثقيفية، إلا أن انهيار النظام خلال (1943–1945)، دفعهم إلى استخدام بعض الأطفال كجنود اضطراريين وبشكل محدود جدا. - النازية لم تقم بتجنيد الأطفال والدفع بهم إلى جبهات القتال في بداية نشأتها، ومنذ السيطرة على ألمانيا في 1933 حتى 1943، قامت بإعدادهم عقائديا وعسكريا للمستقبل عبر منظمة "شباب هتلر"، وليس كمقاتلين مباشرين. وفي عام 1943، أنشأت النازية وحدات عسكرية استخدم الأطفال كمقاتلين وانتحاريين فيها للدفاع عن برلين في الأشهر الأخيرة من الحرب. - يمكن القول وبكل ثقة وصدق بأن الحوثية أكثر جماعة في العصر الحديث تستخدم الأطفال في القتال فعليا وعلى نطاق واسع وبشكل ممنهج ومنذ بداية ظهورها العسكري في 2004. وبحسب منظمات محلية ودولية عديدة، يتم استدراج الأطفال من القرى والمدارس بدورات دينية واغراءات مالية مستغلين حالة الفقر والجوع، ثم ينقلونهم إلى المعسكرات أو الزج بهم في الجبهات مباشرة دون أي تدريب. وإضافة للقتال، يستخدمونهم في مهام مثل حمل السلاح وزراعة الألغام وكمرشدين وقناصة وجنود في نقاط التفتيش، وقد سقط عشرات الآلاف من الأطفال قتلى أثناء مشاركتهم في القتال مع الحوثيين، أو أثناء تنفيذهم أعمالا عسكرية واستخباراتية مختلفة. الدين: - لم تكن الفاشية دينية لكنها لم تعادي المتدينين، وقد استخدمت الدين الكاثوليكي لتعزيز شرعيتها وهيمنتها، أي أنها كانت براغماتية في التعامل مع الكنيسة وتستخدم الدين دعائيا. - وقفت النازية ضد الدين بشكله التقليدي، لأنها كانت تركز على تعزيز مكانة العرق الآري أساسا، وبالرغم بأنها ضيقت على رجال الدين وسجنت بعضهم وأغلقت مؤسسات دينية، إلا أنها أيضا استخدمت الرموز الدينية المسيحية لأغراض دعائية بين الوقت والآخر. - الحوثية جماعة دينية عقائدية بالمقام الأول، تؤمن بما يسمى الولاية والإمامة و"حق آل البيت الإلهي في حكم المسلمين"، وهذا هو أساس فكرها السياسي ودافع حروبها المستمرة. تمارس إقصاء طائفيا ضد السُنة وتعمل بشكل ممنهج على فرض التشيع عبر المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام المختلفة. كما تستهدف الأديان الأخرى في اليمن فقد هجرت اليمنيين اليهود والبهائيين والمسيحيين وصادرت أملاكهم. تقوم الحوثية بتسيس الدين وحصر تفسيره فيما يسمى "سلالة آل البيت" وتستخدمه لتكفير الخصوم وقتلهم ونهب أموالهم وتهجيرهم. نظرة العالم لها: - ينظر العالم للفاشية كنظام استبدادي. - ينظر العالم للنازية كمرادف للشر وكيان عنصري. - الحوثية حركة إرهابية عنصرية طائفية في نظر معظم اليمنيين والمجتمع الدولي. السؤال هنا: هل الحوثية أقرب للفاشية أم للنازية؟ كما هو واضح أعلاه إضافة لكثير من البيانات التي لم يتم ذكرها هنا، يمكن القول بأن الحوثية تشترك مع الفاشية والنازية في كثير من الصفات والممارسات، إلا أنها النموذج الأكثر وحشية وخطورة باعتبارها جمعت بين العنصرية التي تميزت بها النازية، والاستبداد وهو ما تميزت به الفاشية، زد على ذلك العقيدة الثيوقراطية الإرهابية التي تكفر وتبيح دم المخالف. الحوثية فاشية في حكمها الشمولي القمعي وتمركزها في الزعيم والقائد الأوحد (عبدالملك الحوثي)، وفي عدائها للديمقراطية، وكذلك تمجيد الجماعة وعسكرة المجتمع وتعبئة المجتمع بشكل دائم وافتراض العدو لإبقاء المجتمع في حالة استنفار ضد عدو خارجي مفترض. والحوثية نازية لوجود النظرية العرقية العنصرية "الاصطفاء الإلهي لآل البيت الهاشميين"، وتقسيم الناس على أساس "النسب" إلى سادة وغير سادة، وأشراف وغير أشراف، وشريفات وغير شريفات. علما بأن العنصرية النازية هي عنصرية ادعاء تميز قومية وشعب بأكمله، بينما عنصرية الحوثيين قائمة على ادعاء تمييز وقدسية سلالة في اليمن لا تتجاوز نسبها 5% من إجمالي عدد السكان في اليمن إذا بالغنا في التقدير. وبناء على نظرية "التمييز الإلهي"، تهيمن هذه السلالة على كل المناصب والأعمال العامة والخاصة المدنية والعسكرية والأمنية وتسيطر على أموال وثروات الدولة وهذا ما يدفع اليمنيين لخوض معارك مستمرة ضد هذه الخرافة العنصرية التي تبقي اليمن في حالة فقر وتخلف مستمر. الحوثية أقرب إلى النازية من حيث تطابق سياسة التطهير والتجويع والتهجير وتفجير المنازل واستغلال التعليم والإعلام والفن وتنفيذ جرائم الإبادة الثقافية بحق المخالفين دينيا وسياسيا والمختلفين عرقيا ووصفهم بتهم وأكذيب تشرعن القضاء عليهم. ما يميز الحوثية عن الفاشية والنازية، هو البعد الكهنوتي الثيوقراطي الإرهابي الذي يمنح حكم السلالة مشروعية سماوية. فعبدالملك الحوثي ليس مجرد قائد شعبي، أو حتى رجل دين عادي، بل شخص اختاره الله هو وسلالته لحكم اليمن والمسلمين، وتقع عليه -كونه يدعي بانه حفيد الرسول محمد- مهمة تخليص الإسلام والمسلمين في كل مكان من الظلم والقهر. وهذا الاعتقاد هو الذي يجعل الحوثيين يمارسون جرائمهم في اليمن وخارجه. هذه الجماعة نسخة هجينة ومطورة جمعت بين فاشية موسوليني، وعنصرية هتلر، وإرهاب داعش والخميني. هي مزيج من أنواع وألوان مختلفة من الشر. ونادرا ما تجتمع هذه الثلاثية في جماعة واحدة، فأغلب الجماعات المتطرفة عبر العصور كانت تأخذ واحدة أو اثنتين من هذه الصفات. لكن الأخطر من كل مظاهر الاستبداد والعنصرية والإرهاب التي ذكرناها آنفا والتي تمارسها في الداخل اليمني، هو أن هذه الجماعة ليست كيانا منفصلا أو طارئا، بل جزء من منظومة إقليمية ودولية، وتحظى بدعم مالي وعسكري وإعلامي كبير جدا من قوى ودول تسعى لتقويض الأنظمة العربية وتفكيك مجتمعاتها. لهذه الجماعة أنصار خارج اليمن وفي دول عربية وإسلامية مختلفة، منهم من ينتمي إلى السلالة نفسها ويتعصبون معها عرقيا وطائفيا، وآخرون مخدوعون بخطابها المضلل عن فلسطين والقدس وقتال أمريكا وإسرائيل. ولذلك يتجاهلون الجرائم البشعة ضد اليمنيين، بل يعتبرونه "تمكينا إلهيا" و"حكما رشيدا" يجب أن ينتقل إلى بقية الدول العربية والإسلامية. في ختام هذا النص المطول أقول: إن التعامل مع الحوثية كحركة سياسية أو مجرد جماعة متمردة في اليمن، يُعد تجاهلا خطيرا لطبيعتها الفاشية الدينية وجوهرها العنصري العرقي. والمطلوب اليوم أن يتم العمل بصدق على إدراج هذه الجماعة رسميا في الوثائق الدولية كواحدة من أكثر الحركات البشرية تطرفا ووحشية في التاريخ، تماما كما تم تصنيف النازية والفاشية في القرن الماضي.

الاتحاد الأوروبي ... تكتل بلا بوصلة جيوسياسية
الاتحاد الأوروبي ... تكتل بلا بوصلة جيوسياسية

جزايرس

timeمنذ 6 ساعات

  • جزايرس

الاتحاد الأوروبي ... تكتل بلا بوصلة جيوسياسية

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وكان المفوض السابق للعلاقات الخارجية والدفاع ضمن المفوضية الأوروبية، جوسيب بوريل، قد حذّر منذ سنوات من أن على الاتحاد الأوروبي تعزيز الاتحاد والتنسيق في مختلف المجالات ومنها التجارة الخارجية، وسياسة الدفاع والصناعة الحربية، إذا أراد الاستمرار ضمن نادي الكبار، رفقة الصين والولايات المتحدة ونسبيا روسيا. ودعا وقتها إلى ورشات تفكير كثيرة، بمشاركة خبراء من مختلف الدول. غير أنه مع مرور الوقت تبين كيف وصل الاتحاد الأوروبي إلى حالة من الوهن الجيوسياسي، لم يسبق لها مثيل، لاسيما في ظل المفوضية الأوروبية الحالية بزعامة الألمانية أورسولا فان دي لاير، الفاقدة لكل مقومات الزعامة والتسيير والكاريزما. ونجد في عناوين بعض الصحف الأوروبية ما يعكس هذا الشعور بالحسرة وخيبة الأمل، ويمكن إجمالها في عنوان عريض وهو «ترامب يعري أوروبا»، وهو ما كتبته جريدة «الباييس» الأحد الماضي. وعمليا، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعرية أوروبا من خلال ما فرضه عليها من رسومات بلغت 15% على الصادرات الأوروبية للسوق الأمريكية، من دون رسومات في الاتجاه الآخر. وإذا كانت الرسومات الجمركية هي النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الأوروبيين يتساءلون عن السيادة الأوروبية، وهم يشاهدون كيف تقلل إدارة البيت الأبيض من شأن الاتحاد الأوروبي، وتعامل «قادة» أوروبيين باستخفاف، فهناك ملفات أخرى كثيرة تثبت حالة الوهن التي عليها هذا الاتحاد. وكما تنازل الاتحاد الأوروبي في مجال الرسوم الجمركية هذه الأيام، فقد تبنى موقف الخنوع في ملف الدفاع العسكري عندما خضع لضغوطات القيصر ترامب بضرورة رفع الدول الأوروبية العضو في منظمة شمال الحلف الأطلسي لنسبة الدفاع في ميزانيتها العسكرية من 2% إلى 5%. ومن تجليات هذا الوهن غياب أي مبادرة له في ما يقع على حدوده الجنوبية، التي يعتبرها استراتيجية له من مضيق جبل طارق إلى الشرق الأوسط، وأساسا ما يجري في قطاع غزة من تقتيل، وهكذا، في حالة فلسطين، تعج الصحف الأوروبية بمقالات وتحاليل، ولا نجد خير مثال مما نشرته جريدة «الباييس» يوم الأحد الماضي في افتتاحيتها، حيث تبرز ضعف الاتحاد الأوروبي أمام ما يجري في قطاع غزة من جرائم، وتكتب أن ما تقوم به إسرائيل هو عمل وحشي، له أصداء القرون الماضية. وفي مواجهة أمرٍ كهذا، فإن صمت الاتحاد الأوروبي ككتلة غير قادرة على اتخاذ أدنى إجراء جماعي للضغط على حكومة نتنياهو، هو تنازل لا يغتفر عن قيادته الأخلاقية في العالم». ولا تغطي نوايا الاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف بريطانيا وفرنسا، وربما دول أخرى مثل البرتغال عن هذا الوهن الجيوسياسي المريع.إذا كانت الرسومات الجمركية هي النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الأوروبيين يتساءلون عن السيادة الأوروبية.. فهناك ملفات أخرى كثيرة تثبت حالة وهن الاتحاد الأوروبي في الوقت ذاته، لا يمتلك الاتحاد الأوروبي رفقة بريطانيا رؤية ثابتة للتطورات في حرب أوكرانيا وروسيا، وكما يخاف الاتحاد من القيصر الأمريكي، لا يقل خوفه من القيصر الروسي، الذي يدق أبواب أوروبا عبر أوكرانيا. ولأول مرة خلال العقود الأخيرة، تجد الدول الأوروبية ذات التاريخ العسكري الكبير، مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، نفسها محدودة الاختيارات العسكرية أساسا أمام موسكو. ومقارنة مع خطابها خلال الأسابيع الأولى من الحرب الروسية – الأوكرانية في فبراير 2022، حيث كانت تنادي بتدمير روسيا اقتصاديا، والحد من قوتها العسكرية، تجد نفسها الآن رهينة الموقف الأمريكي المتقلب مع ترامب. ولعل المفارقة الصارخة هو أنه على الرغم من أن أوروبا هي الداعم الاقتصادي الرئيسي لأوكرانيا، فقد تم تهميشها في المحادثات الدبلوماسية الرئيسية بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا، ما يبرز ضعف النفوذ الجيوسياسي لأوروبا. وأمام هذه التطورات، تريد أوروبا إقناع كييف بضرورة التخلي عن أقاليم أوكرانيا الشرقية وشبه جزيرة القرم، إلى الأبد من أجل إنهاء الحرب ووضع حد للاستنزاف المسترسل الذي تعاني منه أوروبا عسكريا ويهدد استمرار أوكرانيا كدولة. كل مقارنة بين أوروبا ونادي الكبار، تخسر المنافسة والمباراة، وعلاقة بالصين، لقد فشلت أوروبا في الريادة في قطاعات التكنولوجيا الرئيسية في مواجهة التقدم الصيني، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، وأشباه الموصلات والسيارات الكهربائية والسكك الحديدية عالية السرعة. تتخلف قدرات الاستثمار والابتكار في أوروبا كثيراً عن الصين. وهذا ما جعلها تصبح رهينة الصين في المجالات الدقيقة مثل التكنولوجيا الرئيسية. جزء مما يصيب أوروبا يعود إلى عوامل متعددة، ويبقى على رأسها، غياب زعماء قادرين على توحيد القارة العجوز، حيث لم تعد تنجب سياسيين مثل الرئيس الفرنسي جاك شيراك والألماني هيلموت كول، ومفوضين مخضرمين للاتحاد الأوروبي مثل جاك دولور، حيث من النادر العثور على سياسيين لهم رؤية ثاقبة الآن مثل جوسيب بوريل. في الوقت ذاته، سقوطها في بيروقراطية قاتلة منعت الابتكار وتعيش على الماضي أكثر من الرؤية للمستقبل.في غضون ذلك، يبقى أسوأ ما يمكن أن يواجهه الاتحاد الأوروبي، ليس فقط عدم قدرته على الانضمام إلى نادي الكبار، بل هو فقدان الشعوب الأوروبية الثقة في هذا التكتل، وسينتقل من الاتحاد إلى البلقنة، وهو ما ينجح به اليمين القومي المتطرف الذي يدعو إلى العودة إلى الدولة الوطنية القطرية. أمام كل هذه التطورات، يمكن الجزم بفقدان الاتحاد الأوروبي اللحاق بقطار نادي الكبار وسيصبح قوة متوسطة مع مرور الوقت. القدس العربي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store