logo
الهجمات السيبرانية - كيف تهدد البنية التحتية في ألمانيا؟ – DW – 2025/5/29

الهجمات السيبرانية - كيف تهدد البنية التحتية في ألمانيا؟ – DW – 2025/5/29

DWمنذ 4 أيام

لا إنترنت ولا كهرباء ولا مياه - من الممكن أن تؤدي الهجمات الرقمية على السلطات الحكومية والمستشفيات ومحطات الطاقة إلى شلل الحياة اليومية، وأن تكون حتى خطيرة على الحياة. فماذا تفعل ألمانيا لمواجهة ذلك؟
يتناول الجميع موضوع الهجمات السيبرانية منذ زمن طويل، لكن هل يدرك الجميع حقاً معناها؟ أيضًا ما هو المقصود عندما يدور الحديث حول الهجمات السيبرانية (الإلكترونية)؟ وهل سمعتم بمصطلح "هجمات الحرمان من الخدمات" (DDoS)؟
تعني هذه الهجمات، بشكل مباشر، تعطيل الخدمات الرقمية عن طريق فرض حصار عليها. ربما مررت بتجربة محاولة الوصول إلى موقع إلكتروني مثل مصلحة الضرائب أو جامعة أو مزود خدمات اتصالات لساعات دون جدوى، وغالباً ما يكون السبب هو تعرض الموقع لهجوم "حرمان من الخدمات". وغالبًا ما تُستهدف بهذه الهجمات إدارات بلدية وبرلمانات وأحزاب سياسية وكذلك شركات كبرى.
ومن أحدث الأمثلة على ذلك: تعذّر الوصول إلى موقع الشرطة في مدينة بريمن الألمانية لنحو ساعتين بعد الساعة السابعة صباحًا بقليل يوم 12 شباط/فبراير. وكما تبيّن فقد كانت خوادم الموقع منهكة بـ18 ألف طلب إنترنت في الدقيقة. وانهار النظام تحت هذا العبء. وإذا كان هدف المهاجمين المجهولين هو تخويف المواطنين وجعلهم يفقدون الشعور بالأمن، فقد حققوا هذا الهدف. وبحسب وزارة داخلية ولاية بريمن فقد أعلن قراصنة روس مسؤوليتهم عن هذا الهجوم.
الأمن السيبراني: تهديد البنى التحتية الحيوية
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
الهجمات الرقمية هي "الواقع الجديد"
وتمكن المعنيون من إصلاح هذا الخلل بسرعة - مما أثار سعادة كارولا هايليمان-يِشكه، المسؤولة عن أمن تكنولوجيا المعلومات في مدينة بريمن ورئيسة قسم المعلومات (CIO). وفي هذا الصدد قالت الحقوقية هايليمان-يِشكه إنَّ الهجمات السيبرانية، مثل الهجوم الذي وقع في شباط/فبراير، هي "الواقع الجديد". وأضافت: "يجب علينا أن نستعد للتعامل يوميًا مع هذه الهجمات". وناقش المؤتمر السنوي للأمن السيبراني الوطني المنعقد في مدينة بوتسدام الألمانية حجم التهديد السيبراني وأفضل سبل الحماية منه.
وأشار كريستيان دور، صاحب الدعوة إلى المؤتمر والباحث في معهد هاسو بلاتنر (HPI)، إلى أن ألمانيا ما تزال بحاجة ماسة
إلى استدراك ما فاتها في هذا المجال. وأوضح لـ "DW" أن الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب المصالح الحكومية، هي الأكثر عرضة للمخاطر بسبب ضعف بنيتها التحتية الرقمية، داعياً إلى تكثيف الجهود لحمايتها.
دائرة بلدية انقطع اتصالها بالإنترنت عدة أشهر
على عكس ما حدث في بريمن دون أضرار جسيمة، كانت هناك حالات أخرى ذات عواقب أكثر خطورة. ففي عام 2021، شهدت دائرة بلدية أنهالت-بيترفيلد في ألمانيا انقطاعاً كاملاً للاتصال بإدارتها البلدية لأكثر من ستة أشهر إثر هجوم سيبراني.
وفي ضوء هذه التجارب، يؤكد كريستيان دور، الباحث في معهد هاسو بلاتنر، على الحاجة الملحة لتعزيز الاستثمارات في الأمن الرقمي بألمانيا، محذراً: "مثل هذه الهجمات قد تعطل عمل بلدية بأكملها لأسابيع أو أشهر، مما يتسبب في معاناة كبيرة للمواطنين".
ألمانيا: قطع كابلات بحرية في البلطيق قد يكون عملاً تخريبيا
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
بيد أنَّ المجرمين السيبرانيين الرسميين وغير الرسميين في جعبتهم هجمات أخطر بكثير: على المستشفيات وخطوط السكك الحديدية ومحطات الطاقة - أي على البنية التحتية الضرورية للحياة. فمن دون كهرباء لا يمكن إجراء عمليات في المستشفيات ولا يمكن تشغيل القطارات. كما أنَّ مثل سيناريوهات التهديد هذه تشكّل عملًا مربحًا ماليًا.
يُشفِّرون بيانات كمبيوتر ويطلبون فدية مالية
يخترق قراصنة مجهولون كمبيوترات أشخاص آخرين، ويقومون في أسوأ الأحوال بتشفير النظام كله باستخدام ما يعرف باسم "رانسوم وير". ورانسوم كلمة إنكليزية تعني فدية مالية - وهذا بالضبط ما يطلبه المجرمون من ضحاياهم مقابل تفعيل البرامج المقرصنة.
وتظهر أرقام المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية (BKA) لعام 2024 مدى حجم الجرائم السيبرانية الآن: فقد تم تسجيل أكثر من 333000 جريمة سيبرانية من داخل ألمانيا وخارجها. كما أنَّ الجرائم غير المبلغ عنها تتجاوز 90 بالمائة. والوضع يزداد تعقيدًا باستمرار. وحول ذلك قال رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية هولغر مونش في مؤتمر بوتسدام: "نحن نلاحظ بالفعل احترافية متزايدة أكثر".
المجرمون والمحققون يستخدمون الذكاء الاصطناعي
وبحسب استنتاجاته فإنَّ المهاجمين يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي: التكنولوجيا التي يستخدمها أيضًا المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في مكافحة الجرائم السيبرانية. وعلى العموم يرى مونش أنَّ إدارته تسير على الطريق الصحيح، ولكنه يعترف أيضًا بوجود بعض القصور: "أعتقد أنَّنا أصبح لدينا الآن استراتيجيات فعالة، ولكن يجب أن نصبح أفضل وأسرع".
وهذا ينطبق أيضًا على الإدارات الأخرى وعلى أجزاء كبيرة من القطاع الخاص للحماية بشكل أكثر فعالية من الهجمات السيبرانية. ولهذا السبب فقد جمع كريستيان دور وفريقه من معهد هاسو بلاتنر جميع المعنيين في مؤتمرهم. وحصلت هذا العام على اهتمام خاص الشركات المتخصصة في أنظمة مراقبة خطوط الأنابيب وخطوط السكك الحديدية ومحطات طاقة الرياح.
تعد كابلات البيانات الممتدة في قاع البحر جزءًا مما يعرف باسم البنية التحتية الحرجة، والتي كثيرًا ما تكون هدفًا للهجمات السيبرانية (صورة رمزية) صورة من: AFP
أحدث التقنيات للحد من التخريب
وهكذا يمكن تجهيز كابلات الألياف الضوئية الحساسة بأجهزة استشعار ترسل إشارات صوتية وتعرضها بصرياً على شاشة مراقبة، مما يتيح اكتشاف أي نشاطات مشبوهة بالقرب من الكابلات وخطوط الاتصالات، حتى في عرض البحر وتحت الماء. تتعرض هذه البنى التحتية الحرجة بشكل متكرر لأعمال تخريب، وتشير السلطات الأمنية إلى أن روسيا غالباً ما تكون وراء هذه الأعمال.
وفي مؤتمر بوتسدام للأمن السيبراني، شرح بيرند دراب من شركة AP Sensing كيف يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لكشف السفن المشبوهة، قائلاً: "نمط الصوت يختلف تماماً عندما تزيد سرعة المحرك ثم تتوقف، مقارنةً بصوت سفينة شحن تسير بسرعة ثابتة". كما يمكن لنفس أجهزة الاستشعار رصد سحب المراسي في قاع البحر أو اقتراب الغواصين من الكابلات البحرية.
لا بد من تعاون الدولة والاقتصاد
توجد إذًا مجموعة كبيرة من الوسائل والطرق لحماية البنية التحتية الحرجة. ومع ذلك فإنَّ ألمانيا لا تزال معرضة للخطر في أماكن عديدة - وذلك بسبب استخدام أنظمة تكنولوجيا معلومات قديمة في الإدارة العامة وبسبب التقليل من شأن خطر الهجمات السيبرانية في الشركات الخاصة.
ومن أجل سد الثغرات والتقليل من نقاط الضعف في جميع المجالات وزيادة القدرة على الصمود، يدعو كريستيان دور من معهد هاسو بلاتنر إلى تعاون أوثق بين الدولة والاقتصاد: "حتى نستطيع الشعور بالأمان كمواطنين ويتمكن مجتمعنا من العمل بشكل صحيح".
أعده للعربية: رائد الباش/ تحرير: صلاح شرارة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرب مسيرات: هجوم نوعي في عمق روسيا وأكبر هجوم على أوكرانيا – DW – 2025/6/1
حرب مسيرات: هجوم نوعي في عمق روسيا وأكبر هجوم على أوكرانيا – DW – 2025/6/1

DW

timeمنذ 9 ساعات

  • DW

حرب مسيرات: هجوم نوعي في عمق روسيا وأكبر هجوم على أوكرانيا – DW – 2025/6/1

شنت أوكرانيا هجوما "واسع النطاق" داخل العمق الروسي تزامنا مع إطلاق موسكو 472 مسيرة في أكبر هجوم من نوعه على أوكرانيا. وعشية مفاوضات تركيا، تعتزم كييف طرح خارطة طريق للسلام. أب، رويترز، أ ف ب أعلنت أوكرانيا تنفيذ عملية "واسعة النطاق" ضد طائرات عسكرية في روسيا، حيث استهدفت خصوصا قاعدة في شرق سيبيريا على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، حسبما أفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية. وقال مسؤول أمني أوكراني الأحد (الأول من يونيو/حزيران 2025) إن كييف دمرت أكثر من 40 طائرة روسية في هجوم بطائرات مسيرة داخل عمق الأراضي الروسية. ونقلت أسوشيتد برس عن المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن الإعداد لتنفيذ الهجوم استغرق أكثر من عام ونصف العام وأشرف عليه شخصيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف المسؤول أن العملية تضمنت نقل الطائرات المسيرة في حاويات تحملها الشاحنات إلى عمق الأراضي الروسية بينما تردد أن المسيرات قصفت 41 قاذفة متمركزة في العديد من المطارات بما في ذلك قاعدة بيلايا الجوية في منطقة إيركوتسك الروسية، التي تبعد أكثر من 4000 كيلومتر عن أوكرانيا. ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا شنت هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مطارات عسكرية روسية في خمس مناطق، مما تسبب في اشتعال النيران في عدة طائرات. وقعت الهجمات على مناطق مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور. وقالت الوزارة إن الدفاعات الجوية تصدت للهجمات في جميع المناطق باستثناء منطقتين هما مورمانسك وإيركوتسك. وفيما تنفذ أوكرانيا بانتظام هجمات بمسيّرات على الأراضي الروسية، إلا أنّ هذا الهجوم هو الأول على هذه المسافة البعيدة عن الجبهة. أعلنت أوكرانيا تنفيذ عملية "واسعة النطاق" ضد طائرات عسكرية في روسيا. صورة من: Moscow Interregional Transport Prosecutor's Office telegram channel/AP/dpa 472 مسيرة روسية يأتي ذلك فيما أعلنت أوكرانيا أنّ أراضيها استُهدفت ليلا بـ472 مسيرة روسية في عدد قياسي منذ بدء الحرب. وقالت القوات الجوية إن روسيا اطلقت 472 مسيرة وسبعة صواريخ، لافتة لإلى إسقاط 385 من هذه المقذوفات. ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم يلاح الجو قوله إن الهجوم هو الأكبر بمسيرات روسية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وفي السياق ذاته، أعلن قائد سلاح البر الاوكراني ميخايلو دراباتي أنه قدم استقالته، مؤكدا أنه يشعر ب"المسؤولية" إثر مقتل 12 جنديا على الأقل في ضربة روسية على موقع تدريب. ألمانيا تساعد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video لقاء بوتين-زيلينسكي؟ يأتي ذلك مع ما أفادت به وسائل إعلام روسية بمغادرة الوفد الروسي إلى إسطنبول لحضور الجولة القادمة من المحادثات مع أوكرانيا والمزمعة الاثنين (الثاني من يونيو/حزيران 2025). وفي وقت سابق الاحد، أعلن زيلينسكي أن وفدا أوكرانيا سيتوجه إلى تركيا بعدما كانت كييف قد أبقت الشكوك قائمة بشأن مشاركتها. وأكد زيلينسكي أنّ الأولويات بالنسبة لأوكرانيا هي التوصل إلى "وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار"، بالإضافة إلى "إعادة الأسرى" والأطفال الأوكرانيين الذين تتهم كييف موسكو باختطافهم. وأجرى الوفدان الروسي والأوكراني جولة أولى من المحادثات في اسطنبول في 16 أيار/مايو، بهدف إنهاء الحرب التي اندلعت في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن اللقاء لم يثمر عن نتائج مهمّة، ما عدا الاتفاق على تبادل للأسرى فقط. ورغم الجهود الدبلوماسية، لا تزال مواقف أوكرانيا وروسيا متعارضة. ودعا الرئيس الأوكراني إلى "التحضير لاجتماع على أعلى مستوى"، أي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وسبق أن اقترح عقد لقاء كهذا مع بوتين، الأمر الذي لم يلقَ ترحيبا من الأخير. استضافت تركيا جولة أولى من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في 16 أيار/مايو. صورة من: Murat Gok/Turkish Foreign Ministry/AP Photo/picture alliance وثيقة: أوكرانيا تعتزم طرح خارطة طريق للسلام بمحادثات إسطنبول وأظهرت وثيقة اطلعت رويترز على نسخة منها أن المفاوضين الأوكرانيين المشاركين في المحادثات المقرر عقدها غدا الاثنين في إسطنبول سيقدمون للجانب الروسي خارطة طريق مقترحة للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للحرب بين البلدين. وتبدأ خارطة الطريق المقترحة بوقف كامل لإطلاق النار 30 يوما على الأقل، ويتبعه عودة جميع الأسرى الذين يحتجزهم البلدان إلى جانب الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا للأراضي التي تسيطر عليها روسيا، ثم عقد اجتماع بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين. وتنص خارطة الطريق على أن تعمل موسكو وكييف بمشاركة الولايات المتحدة وأوروبا على صياغة الشروط التي يمكن للبلدين الاتفاق عليها لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وهي أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال مسؤولون أوكرانيون قبل أيام إنهم أرسلوا خارطة الطريق إلى الجانب الروسي قبل محادثات إسطنبول. وتتشابه الشروط الإطارية التي طرحتها كييف في الوثيقة إلى حد بعيد مع الشروط التي سبق أن قدمتها. وتشمل هذه الشروط عدم فرض أي قيود على قوة أوكرانيا العسكرية بعد التوصل إلى اتفاق سلام، وعدم الاعتراف الدولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها موسكو، ودفع تعويضات لأوكرانيا. تحرير: خ. س

أفريقيا أكبر المتضررين ـإدارة ترامب تستهدف تحويلات المهاجرين – DW – 2025/6/1
أفريقيا أكبر المتضررين ـإدارة ترامب تستهدف تحويلات المهاجرين – DW – 2025/6/1

DW

timeمنذ 12 ساعات

  • DW

أفريقيا أكبر المتضررين ـإدارة ترامب تستهدف تحويلات المهاجرين – DW – 2025/6/1

يتضمن مشروع قانون أمريكي جديد، خطة لفرض ضرائب كبيرة على التحويلات المالية إلى الخارج. تأثير هذه الضرائب سيكون كبيرا على المهاجرين وعلى عائلاتهم واقتصاديات بلدانهم الأصلية، بما في ذلك على دول أفريقية وكذلك دول عربية. صارت خطط ترامب الضريبية، تستهدف الجميع، فحتى إرسال الأموال من الولايات المتحدة إلى الأقارب في الوطن الأم ستتعرض للعرقلة. ويرى إينوك أيكنز، الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية، "يمكنني أن أضرب المثال بنفسي، كشخص ينحدر من قرية نموذجية يسكنها الكثير من الناس وعائلة تعتمد على مساعدتي". نشأ إينوك، الباحث في معهد الدراسات الأمنية ومقره الآن في بريتوريا، جنوب أفريقيا، في بلدة أغونا كوانياكو الصغيرة، على بُعد حوالي 70 كيلومترا (43 ميلا) من العاصمة الغانية أكرا. تتيح له وظيفته توفير مصدر مساعدة للعديد من أفراد عائلته في غانا، سواء لتغطية تكاليف علاج والدته أو تعليم أبناء أقاربه. قال: "في كل مرة تحدث مشكلة عائلية، يتصلون بي، ويتعين عليّ إيجاد طريقة سريعة لإرسال الأموال إليهم لحل أزمة طارئة. غالبًا ما تكون هذه النفقات مرتبطة بأمور حيوية، مثل الطعام والسكن والرسوم المدرسية أو لتغطية النفقات الطبية". إينوك راندي أيكينز لديه تجربة شخصية حول أهمية التحويلات المالية صورة من: privat تأثير عالمي إينوك واحد من ملايين الأفارقة حول العالم، الذين يرسلون تحويلات مالية إلى بلدانهم الأصلية أو مناطقهم. وتبرز أهمية هذه التحويلات المالية بسبب مشروع قانون الضرائب الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أقره مجلس النواب في 22 مايو. يتضمن هذا الإجراء ضريبة بنسبة 3.5% على التحويلات المالية التي يقوم بها أي شخص ليس مواطنا أمريكيا. كانت الخطة الأصلية أن تكون الضريبة 5%، ولكن تم تخفيضها قبل التصويت. أثار مشروع القانون انتقادات شديدة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية. ومن المرجح أن يؤثر سلبا ومباشرا على المهاجرين من المكسيك وأمريكا الوسطى والجنوبية. كما سيتأثر الأفارقة أيضا بشكل كبير، وفقًا لإينوك أيكينز، الذي قال "لا يمكننا أن نملي عليهم كيفية إدارة شؤونهم المالية، لكن هذا سيكون له تأثير هائل على الاقتصادات الإفريقية". تُظهر بيانات البنك الدولي أن تدفقات التحويلات المالية إلى أفريقيا تجاوزت 92 مليار دولار (81 مليار يورو) في عام 2024، حيث استحوذت الولايات المتحدة وحدها على ما لا يقل عن 12 مليار دولار. ووفقا للبنك الدولي، تعد الولايات المتحدة أيضا أكبر بلد منشأ لجميع التحويلات المالية في العالم، حيث تجاوزت 656 مليار دولار في عام 2023. وتقول مونيكا دي بول، الباحثة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن العاصمة، إن هناك نقصا في البيانات الموثوقة حول التحويلات المالية لأن الكثير منها لا يُرسل عبر معاملات مسجلة. وأوضحت في تصريحات لـ DW: "كل يرسل الأموال إلى وطنه بطريقته الخاصة، أحيانا يكون الأمر مخفيا، كأن يأتي أحد أفراد الأسرة للزيارة، ثم يحصل على مبلغ من المال ويعود به إلى الوطن. وهذه الأنواع من المعاملات ببساطة غير مسجلة". ومع ذلك، تؤكد المتحدثة بأن البيانات المتاحة، مهما كانت، تُؤكد أهمية الولايات المتحدة كمصدر للتحويلات المالية لأفريقيا". مشروع قانون ترامب الذي أقره مجلس النواب، يتجه الآن إلى مجلس الشيوخ للتداول حوله صورة من: AP/picture alliance أهمية التحويلات المالية لإفريقيا تُعتبر التحويلات المالية مهمة في جميع أنحاء أفريقيا لثلاثة أسباب رئيسية. أولا، لأنها تُمثل جزءا كبيرا من دخل العديد من اقتصادات القارة، وكثير منها من بين أفقر اقتصادات العالم. تُشير آخر الإحصائيات إلى أن التحويلات المالية السنوية تفوق الآن كلا من المساعدات والاستثمار الأجنبي المباشر كدخل في القارة. يقول أيكينز إن التحويلات المالية تُمثل "أكبر تدفق مالي خارجي إلى أفريقيا" في الوقت الحالي. وأضاف: "لا توجد اختناقات أو مشاكل إدارية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تُقدم مساعدة بقيمة 100 مليون دولار تقريبًا إلى دولة أو مؤسسة أفريقية، فإن أكثر من نصفها يُصرف إداريا قبل أن يصل إلى الناس". ثم إن الفئات ذات الدخل المنخفض عادة ما تكون الأكثر اعتمادا على التحويلات المالية من الأقارب أو الأصدقاء العاملين في الخارج. وقالت مونيكا دي بول: "إنه أمر مُضرٌ للغاية. في كثير من الأحيان، تأتي هذه التدفقات من ذوي الدخل المحدود في الولايات المتحدة إلى بلدانهم الأصلية وعائلاتهم التي تعاني هي الأخرى من ضائقة مالية". ستتأثر بعض الدول الأفريقية أكثر من غيرها. فبينما تُسجِّل الاقتصادات الكبرى في القارة، مثل مصر ونيجيريا والمغرب، أعلى مستوى إجمالي للتحويلات المالية من الخارج، فإن بعض الاقتصادات تعتمد عليها بشكل خاص، وفقا لأيكينز. تُشير إحصائيات البنك الدولي إلى أن نسبة التحويلات المالية الواردة من الناتج المحلي الإجمالي تبلغ حوالي 20% في ليسوتو وجزر القمر والصومال وغامبيا وليبيريا. مشاكل مالية تنتقد مونيكا دي بول ضريبة التحويلات المالية، وتعتقد أن المهاجرين سيجدون طرقا للتهرب من الضريبة. وتقول: "إذا كان الأشخاص الذين يرسلون الأموال إلى أوطانهم يستخدمون الطرق القانونية، فسيحاولون الآن طرقا أخرى لتجنب الضريبة". وتشير إلى أن فرض ضرائب على التحويلات المالية أمر نادر عالميا، وتعتقد أن هذه السياسة جزء من حملة إدارة ترامب ضد الهجرة غير الشرعية. وتقول بول: "سيكون التأثير هو الضغط على المهاجرين، والضغط على المقيمين حاليا في الولايات المتحدة، وتعطيل الآليات التي لا يعتمدون عليها في إعالة أنفسهم فحسب، بل يعتمدون عليها أيضا في إعالة أفراد أسرهم". وتضيف: "الخلاصة هي أن التحويلات المالية مشكلة مالية، فهي تسحب المال من جيوب الناس". منزل عائلة إينوك راندي أيكينز في بلدة أغونا كوانياكو، غانا صورة من: Enoch Randy Aikins لن تُفرض ضرائب على تحويلات إينوك المالية لأنها لا تأتي من الولايات المتحدة. ومع ذلك، يستطيع أن يتخيل بوضوح العواقب الواقعية المترتبة على شخص في قرية مثل تلك التي نشأ فيها، ويعتمد على قريب يرسل له المال من الولايات المتحدة. عندما يتلقى طلبا للحصول على المال، تكون الحاجة إليه ملحة، ويعتقد أن المهاجرين سيلجأون بشكل متزايد إلى العملات المشفرة وغيرها من الوسائل لإرسال الأموال إلى وجهتها؛ "سيكون للضريبة تأثير هائل على كيفية إرسال الناس الأموال إلى عائلاتهم في الوطن". أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

خبراء: تعليق استقدام طلاب أجانب يضر بسمعة واقتصاد أمريكا – DW – 2025/5/30
خبراء: تعليق استقدام طلاب أجانب يضر بسمعة واقتصاد أمريكا – DW – 2025/5/30

DW

timeمنذ 2 أيام

  • DW

خبراء: تعليق استقدام طلاب أجانب يضر بسمعة واقتصاد أمريكا – DW – 2025/5/30

في ظل توترات بين إدارة ترامب ومؤسسات التعليم العالي، وخاصة جامعة هارفارد، علقت الخارجية الأمريكية النظر في مقابلات منح التأشيرات للطلاب الأجانب. هذا الأمر سينعكس على الولايات المتحدة على مختلف الأصعدة، وفق خبراء. أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية معالجة تأشيرات الطلاب بناءً على أوامر من وزير الخارجية ماركو روبيو، وهو أحدث إجراء ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب بهدف تشديد إجراءات الهجرة. يأتي هذا القرار، الذي يُلزم البعثات الدبلوماسية الأمريكية بتعليق مواعيد المقابلات لطلبات تأشيرات الطلاب الجدد، في ظل توترات مستمرة بين إدارة ترامب ومؤسسات التعليم العالي، وخاصة جامعة هارفارد. وذكرت البرقية، التي نشرتها بوليتيكو، أن: "الوزارة تُجري مراجعة للعمليات والإجراءات الحالية لفحص وتدقيق طالبي تأشيرات الطلاب والتبادل، وبناء على هذه المراجعة، يتم التخطيط لإصدار توجيهات بشأن توسيع نطاق التدقيق على وسائل التواصل الاجتماعي لجميع هؤلاء المتقدمين". ويتوافق نهج وزارة الخارجية مع الجهود المبذولة مع سياسة تشديد إجراءات البحث حول الأفراد الذين يدخلون الولايات المتحدة. منذ تنصيب دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني، طبّقت الإدارة إجراءات شاملة لاحتجاز وترحيل المهاجرين، ومنع دخول بعض المسافرين، بمن فيهم السياح، مما دفع العديد من الدول إلى تحديث تحذيراتها بشأن السفر. تأتي هذه الخطوة في أعقاب جهود الحكومة لتحديد هوية الطلاب المشاركين في أنشطة جامعية، وربما اعتقالهم أو ترحيلهم، وخاصة الاحتجاجات ضد الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على غزة. وقد قوبلت محاولات المؤسسات التعليمية للرد على إجراءات إدارة ترامب بتجميد المنح وخفض التمويل. في مارس/آذار، ألغت الحكومة الأمريكية أكثر من 300 تأشيرة، حيث صرّح روبيو بأن الطلاب شاركوا في "أنشطة تتعارض مع مصلحتنا الوطنية وسياستنا الخارجية". الطلاب الدوليون.. محرك اقتصادي رئيسي استقبلت الولايات المتحدة أكثر من 1.1 مليون طالب دولي في العام الدراسي 2023-2024، حيث شكّل الطلاب من الهند حوالي 30% منهم، بينما شكّل الطلاب من الصين حوالي 25%. لكن من المحتمل أيضا أن تتأثر المساهمة المالية الرئيسية التي يقدمها الطلاب للاقتصاد الأمريكي بوقف المقابلات. ووفقا لرابطة المدرسين الدوليين (NAFSA)، ضخ الطلاب الدوليون 43.8 مليار دولار (42.8 مليار يورو) في الاقتصاد الوطني خلال العام الدراسي 2023-2024. وفي بيان لها، وصفت فانتا أو، المديرة التنفيذية والرئيسة التنفيذية لـ NAFSA، وقف المقابلات بأنه "هجوم آخر مقلق للغاية ضد الطلاب الدوليين، يُضاف إلى قائمة طويلة تشمل الاعتقالات، وإلغاء التأشيرات، وإنهاء نظام معلومات الطلاب والزوار المتبادلين (SEVIS)، وتهديد قدرتهم على الالتحاق ببعض المؤسسات الأمريكية". وأثارت حملات التأشيرات السابقة قلق الطلاب الدوليين، وصار بعضهم يرى أن فرص العمل أو التعليم في الولايات المتحدة قد لا تستحق المخاطرة. وقال مايكل كليمنس، الخبير الاقتصادي في شؤون الهجرة بجامعة جورج ماسون في ولاية فرجينيا الأمريكية، إن وقفا مؤقتا لطلبات تأشيرات الطلاب قد يكون له آثار سلبية كبيرة في جميع أنحاء البلاد. وقال كليمنس في تصريح لـ DW: "هذا التوقف مُضر للغاية، فهو يسبب توجسا للطلاب الذين يُفكّرون في استثمار مبالغ طائلة للدراسة في الولايات المتحدة، خاصة أنه في العديد من الولايات، يُعدّ النظام الجامعي إما أكبر جهة توظيف، كما هو الحال في ولاية ألاباما، أو من أبرزها". وحذر المتحدث من أن انخفاض أعداد الطلاب الدوليين قد يُقوّض إمكانات المشاريع الجديدة ويخنق الابتكار الأمريكي. وقال: "إن 15% من الشركات الناشئة الممولة برأس المال الاستثماري في أمريكا، مع كل ما تُوفّره من فرص عمل واستثمارات وتطور تكنولوجي، تعتمد على الطلاب الأجانب". كما أن توقف تأشيرات الطلاب قد يُلحق ضررا بالغا بالاقتصاد المحلي، سواء أكان ذلك بسبب توفير فرص عمل صيفية، أو دعم الوظائف المحلية والشركات الصغيرة. ويُعرب كليمنس عن قلقه من أن الجهود المبذولة لخفض أعداد الطلاب الدوليين ستشلّ المدن الأمريكية الصغيرة. إن الآثار الدائمة لفقدان أمريكا مكانتها كوجهة عالمية رائدة لأجيال قادمة، ستشعر بها كل زاوية من زوايا المجتمع، فهم جوهر الديناميكية والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، ولن ينجو أحد من عواقبها. فقدان الثقة في التعليم الأمريكي روحام منظور، الذي درس في الولايات المتحدة، ويعمل الآن كمدير عام لشركة MACES، وهي شركة استشارات تعليمية في بنغلاديش تُقدّم المشورة للطلاب حول خيارات الدراسة حول العالم، يقول: "لقد قضيت وقتا رائعا هناك، أعتبر الولايات المتحدة موطني. لديّ شغف كبير بالتعليم الأمريكي، وأعتقد أنه من بين الأفضل في العالم". وأضاف: "إنه لأمر مُحزن أن نرى هذا يحدث". وقال: "أعداد الطلاب الذين يأتون إلينا الآن بغرض الذهاب إلى الولايات المتحدة انخفضت بشكل كبير، ومع هذا، سيُحجم عدد كبير جدًا من الطلاب عن التقديم إلى الولايات المتحدة". طلاب هارفارد قلقون من ترحيل زملائهم آشيش مالك واحد من ملايين الطلاب الدوليين الذين استفادوا من الدراسة في الولايات المتحدة، وقد وصل إليها بالتأشيرة التي تُمنح عادة للطلاب الذين يزورون الولايات المتحدة ضمن برامج التبادل مثل الزمالات. يتابع مالك زمالته في جامعة إدنبرة، وقد صرّح لـ DW قائلا: "هذه الخطوة ستجعل العديد من الطلاب الدوليين في حيرة بشأن ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لهم". وأضاف: "إذا فكرت في الذين خططوا للدراسة أو العمل في أمريكا، فستجد أن مستقبلهم على المحك". وأضاف أن الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لخفض المنح، ستجعل الطلاب الدوليين الذين يعتمدون على التأشيرات غير متأكدين من الآفاق داخل الولايات المتحدة على المدى الطويل. وأوضح مالك: "العديد من زملائي ليسوا متأكدين مما إذا كانت منحهم ستُمدَّد". وبالنسبة لكليمنس، بصفته أستاذا في جامعة أمريكية، يأمل أن تُعيد إدارة ترامب النظر في سياساتها قبل أن يلحق ضرر دائم بالتعليم الدولي. وقال: "إن الثقة التي يكنّها الطلاب الدوليون والمواهب المتميزة من جميع أنحاء العالم للولايات المتحدة تتزعزع بشكل ممنهج. وإلى أن تبدأ الحكومة الأمريكية بمحاولة إصلاح هذا الضرر، سيكون من الصعب أن أنصح الطلاب بمواصلة القدوم إلى الولايات المتحدة. وهذا أمرٌ محزنٌ للغاية بالنسبة لي". أعدته للعربية: ماجدة بوعزة تحرير: عبده جميل المخلافي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store