
عقيدة ترمب بين العزلة والاندماج
في أعقاب الضربة التي وَجَّهتها الطائرات الأميركية للمفاعلات النووية الإيرانية، ارتفع عاليًا في الداخل الأميركيّ، جدل واسع حول الرئيس ترمب، وما إذا كان صاحب عقيدة بالنسبة للسياسات الخارجية الأميركية، أم أنه يتحرك من منطلق الحدس والحدث ليس أكثر.
الجواب في واقع الأمر يقتضي الرجوع إلى الوعود التي قَطَعها سيد البيت الأبيض على نفسه، في بداية ولايته الثانية، وفي مُقَدِّمها إنهاء الحروب وإحلال السلام.
تبدو الإشكالِيّة الآنِيّة والتي انفلش الحوار من حولها في الداخل الأميركي، تدور حول ما إذا كان على الولايات المتحدة في عهده أن تنعزل عن قضايا العالم الخارجي، أو تندمج فيها، ولهذا نرى شقاقًا وفراقًا واسعَيْن بين تيارَيْن داخل الحزب الجمهوري نفسه، وقد كان منهم من رفض فكرة الهجوم على إيران، مثل ستيف بانون، القطب اليميني الأميركي الأشهر، والذي اعتبرها حرب نتانياهو وليس حرب ترمب، في حين حاول التيّار الآخر الدفاع عن الرئيس بوصفه صاحب عقيدة .. ماذا عن تلك العقيدة؟
المثير في الأمر أن ترمب نفسه لم يُقدِّم ذاته على أنه صاحب فكر سياسيّ مُؤَدْلَج بعينه، وهو أمرٌ طبيعي يَتَّسِق مع بنيته الفكرية كرجل أعمال، بعيد كل البعد عن المناورات والمداورات السياسية.
المدهش في المشهد أنّ مَن سعى إلى بسط هذا المفهوم هو نائبه جي دي فانس، المثقف السياسي بامتياز، والذي تعهدته ولا تزال جماعات ذات طبيعة فلسفية وسياسية تعمل وراء الكواليس، تمتد من عند "الأوبس داي" ولا تنتهي بمؤسسة "التراث" التي تُعَدُّ العقلَ الفاعل لهذه الإدارة.
على أنّ ما فَجَّرَ الحديثَ حول فكرة عقيدة ترمب، هو الخلاف الكبير في تقييم الضربات الأميركية للمفاعلات النووية الإيرانية، وما إذا كانت "المهمة اكتملت" بالفعل، أم أن ترمب فتح صندوق "باندورا"، ما يمكن أن يَجُرَّ الولايات المتحدة إلى حالة حرب، تضحي عَمَّا قليل مقدمة طبيعية لمستنقع عسكري جديد للولايات المتحدة الأميركية، لا يقل ضراوة عن مستنقعَيْ فيتنام وأفغانستان، في سبعينات وثمانينات القرن المنصرم على التوالي.
القصة باختصار غير مُخِلٍّ، بدأت من عند تقريرين متضادَيْن، الأول صدر عن "استخبارات الدفاع الأميركية DIA"، ويحمل تشكيكًا واسعًا في نتائج الهجوم، وأنه لم يُنْه الحلم النووي الإيراني، وذلك بناء على معلومات تمَّ جَمْعُها من الداخل الإيراني بعد 24 ساعة من القصف الجوي، وأن جُلَّ ما تم إصابته لا يتجاوز المداخل الخاصة بالمفاعلات، فيما الجسم الصلب لا يزال سليمًا على أعماق كبيرة مختلف في تقديرها.
أما التقرير الثاني، فيرجع إلى وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركية CIA، والتي حسم مديرها وبتكليف المشهد بقوله إن منشآت إيران قد تمَّ تدميرها عن بكرة أبيها دفعةً واحدةً.
التقرير الأول يعطي قارءه انطباعًا بأنّ إيران ربما تحتاج لبضعة أشهر فقط كي تعيد من جديد بناء ما تمَّ هدمه، أما الثاني فيفيد بأن الإيرانيين ربما يحتاجون إلى عامٍ أو عامَيْن فقط لإعادة تشغيل مفاعلاتهم والبدء من جديد في الدوران مع العالم الخارجي ضمن تلك الدائرة المُفرَغة.
هنا يطفو على السطح مضمون "عقيدة ترمب" والتي تحدث عنها دي فانس، وكأنه يحاول تجسير الهوة بين اليمين المتشدد داخل الحزب الجمهوري، والآخر العقلاني الرافض لتلك الضربة.
فكرة عقيدة ترمب التي حاول نائبه التسويق لها تنطلق من أن ترمب لا يريد نزاعات طويلة الأمد، تستهلك القدرات وتستنزف الموارد، وإنما ضربات جراحية انتقائية، بهدف تغيير المسار وليس إنهاء الأنظمة.
يعتقد دي فانس أنّ غالبية إن لم يكن كل تجارب الولايات المتحدة الأميركية العسكرية، بعد الحرب العالمية الثانية، والانتصار المُدَوِّي لها في أوربا، أعتبرت انتكاسات وانكسارات، لا انتصارات.
من هذا المنطلق يؤمن دي فانس أنّ ترمب وفيما يتصل بإيران، لم يتجاوز هذا التقدير، بمعنى أنه لم يَسْعَ ولن يسعى حكمًا إلى نزال بري وتدخل عسكري على الارض، فقد تعلم الجميع من درس العراق الأخير بصورة خاصة.
غير أن هناك الكثيرين في الداخل الأميركي، يعتقدون أن دي فانس ألقى برداءه هو على جسد ترمب الذي يتعرض لطعنات من الكثيرين، ومنهم أعضاء من الجمهوريين في مجلس الشيوخ يشككون في رواية ترمب حول القضاء المبروم على برنامج إيران النووي.
من جهة اخرى عَزَّزت رواية الفاينانشيال تايمز، عن قيام إيران بتوزيع مخزونها من اليورانيوم المُخصَّب، والذي يتجاوز 400 كيلوغرام، بنسب تصل إلى 60% على عدد من الأماكن السرية، والتي لا يعرفها أحد، حتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو أمر يسير إذا رغبت السلطات الإيرانية في دولة تبلغ مساحتها 1.64 مليون كيلومترمربع.
غير أن هذه الرواية ربّما تمثل خنجرًا في خاصرة "عقيدة ترمب"، لأنها باختصار غير مخلٍّ، تفتح الباب واسعًا لمعركة واسعة مع الإيرانيين، خلال السنوات القادمة، لا سيما أن ترمب لديه حوال ثلاثة أعوام ونصف في البيت الأبيض، وهذا معناه أنه لن يستطيع الفكاك من قدر الحرب.
في مؤتمر حلف الأطلسي في لاهاي قبل بضعة أيام، بدا ترمب وكأنه يلمح بالفعل إلى العودة مرة أخرى إلى استخدام سيناريوهات الفوة العسكرية، إذا عاودت إيران مشاغبة فكرة الحصول على الطاقة النووية من مفاعلاتها مجهولة المصير حتى الساعة.
والشاهد أن النقاش اليوم حول أميركا الانعزالية وأميركا المندمجة مع العالم الخارجي، قد أخذ مسارًا مغايرًا وربما مثيرا لا سِيَّما بعد أن علا صوت عضو الكونجرس الديمقراطية اليسارية الشابة ألكسندريا كورتيز بعزل ترمب، الأمر الذي لقى هوى كبيرً عند نسبة غالبة من النواب أو الشيوخ.
إشكالية اندماج أميركا أو انعزالها، تعود بنا في واقع الأمر إلى سؤال أكثر عمقًا: "هل أميركا أمة يمكن الاستغناء عنها، أم لا يمكن؟"
هذا التساؤل تصَدَّتْ له "كوري شاك" من معهد أميركا إنتربرايز، والتي شغلت منصبًا في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأميركية خلال إدارة جورج دبليوبوش.
عند شاك أن واشنطن ربما عليها التعاون والإلتحام مع العالم، عبر الشراكات، لا من خلال الهيمنة والسيادة، وإلّا فإنّها ستجد نفسها أمام أكثر من كعب أخيل يقودها إلى مواجهات عسكرية قاتلة في الكثير من البقاع والأصقاع حول العالم، قد تكون إيران اضعف تلك النقاط، مقارنة بالصدام الذي يمكن أن يجري بين لحظة وأخرى في بحر الصين الجنوبي، أو فوق جزيرة تايوان حال رغبت بكين في إعادة ضمها إليها بالقوة العسكرية، عطفًا على المخاوف المزعجة من أن تمتد أطماع القيصر بوتين لجهة المزيد من أراضي أوروبا الشرقية ودول البلقان.
ما بين أنصار العزلة الذين يقطعون بأن واشنطن ليست شرطي العالم أو دركه، وبين الذين يرون القدر الواضح لأميركا في إعادة رسم مسارات نظامٍ دوليّ جديد، تبدو هناك فترة ضبابيّة تغشى الداخل الأميركي، ومن علائمها التضارب في تقديرات الاستخبارات مؤخرًا، بل إن مديرة مجمع الاستخبارات الأميركية تولسي غابارد عينها، قد اختلفت مع ترمب حول عدم سعي ايران لامتلاك سلاح نووي الأمر الذي ينذر بمغادرة قريبة لها لفريق الرئيس بعد أن يهدأ غبار المعركة.
الخلاصة أنّ الأمر يتجاوز ترمب إلى روح أميركا المأزومة وهو أمر طبيعي في ظل قطبية منفردة بمقدرات العالم حتى الساعة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 36 دقائق
- Independent عربية
قصف إسرائيلي مكثف على غزة قبيل محادثات البيت الأبيض
تحدث فلسطينيون في شمال غزة عن واحدة من أقسى ليالي القصف الإسرائيلي منذ أسابيع بعدما أصدر الجيش أوامر إجلاء جماعي اليوم الإثنين، في حين من المقرر أن يصل مسؤولون إسرائيليون إلى واشنطن في مسعى جديد من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن يصل أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض بعد يوم من دعوة ترمب إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهراً، وذلك لإجراء محادثات في شأن وقف إطلاق النار في غزة وحول إيران وصفقات دبلوماسية أوسع نطاقاً محتملة في المنطقة. لكن لا توجد أي مؤشرات إلى الأرض في القطاع على توقف القتال. وأفاد سكان بأن دبابات إسرائيلية توغلت في المناطق الشرقية من حي الزيتون بمدينة غزة وقصفت مناطق عدة في الشمال، كما قصفت طائرات أربع مدارس في الأقل بعدما أمرت مئات العائلات التي كانت تحتمي بداخلها بالمغادرة. وقالت السلطات الصحية إن 25 شخصاً في الأقل قتلوا في الغارات الإسرائيلية اليوم منهم 10 في حي الزيتون. ولم يصدر تعليق حتى الآن من الجيش الإسرائيلي الذي يقول إن هناك مسلحين فلسطينيين مندسون بين المدنيين. وتنفي الجماعات المسلحة ذلك. وجاء القصف العنيف بعد أوامر جديدة بإخلاء مناطق شاسعة في الشمال، حيث كانت القوات الإسرائيلية تنشط هناك من قبل وخلفت وراءها دماراً واسع النطاق. وأمر الجيش الإسرائيلي السكان هناك بالتوجه إلى الجنوب، قائلاً إنه يعتزم محاربة مسلحي "حماس" الذين ينشطون في شمال غزة. الخطوات التالية بعد يوم من دعوة ترمب إلى "التوصل إلى اتفاق في غزة واستعادة الرهائن" قال مسؤول إسرائيلي إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، من المتوقع أن يزور البيت الأبيض اليوم لإجراء محادثات في شأن إيران وغزة. وفي إسرائيل من المتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني لمناقشة الخطوات التالية في غزة. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي الجمعة الماضي إن العملية البرية الحالية على وشك تحقيق أهدافها، فيما تحدث نتنياهو أمس الأحد عن ظهور فرص جديدة لاستعادة الرهائن الذين يعتقد أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. وأفادت مصادر فلسطينية ومصرية مطلعة على أحدث الجهود الجارية لوقف إطلاق النار إن قطر ومصر اللتين تضطلعان بدور الوساطة كثفتا اتصالاتهما مع طرفي الحرب، لكن لم يتحدد موعد بعد لإجراء جولة جديدة من المحادثات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال مسؤول في "حماس" إن التقدم يعتمد على تغيير إسرائيل موقفها وموافقتها على إنهاء الحرب والانسحاب من غزة. وتقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب إلا بنزع سلاح "حماس" وتفكيكها، لكن الحركة الفلسطينية ترفض إلقاء سلاحها. واندلعت الحرب بعدما اقتحم مسلحون بقيادة "حماس" إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهو ما تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد 251 رهينة إلى غزة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحرب الإسرائيلية اللاحقة أسفرت عن مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وتشريد كل سكان القطاع تقريباً والبالغ عددهم نحو 2.3 مليون، وألقى بالقطاع في براثن أزمة إنسانية. وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80 في المئة من القطاع حالياً صار منطقة عسكرية إسرائيلية أو تحت أوامر إخلاء.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
بيان مشترك قدمته المملكة وانضمت له 62 دولة .. السعودية تدعو لالتزام دولي عادل في تمويل العمل المناخي
أكدت المملكة العربية السعودية، أهمية تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، ودعت الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بتمويل العمل المناخي وبناء القدرات. جاء ذلك في بيان مشترك قدمته المملكة، وانضمت له 62 دولة وألقاه المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير عبدالمحسن بن خثيلة، أمام مجلس حقوق الإنسان في حلقة النقاش السنوية حول الآثار السلبية لتغير المناخ على حقوق الإنسان. وأعرب السفير بن خثيلة، عن قلق المملكة البالغ من أن العجز المزمن في تمويل المناخ يُقوّض قدرة الدول النامية على حماية حقوق الإنسان، والتكيف مع تداعيات تغير المناخ، مؤكدًا أن الآثار السلبية للتغير المناخي لا تزال تُهدد التمتع الكامل والفعال بحقوق الإنسان خاصة في الدول النامية وبين الفئات الأكثر ضعفًا. وأشار إلى أهمية التنفيذ الكامل والفعال والمستدام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، بوصفهما جزءًا أساسيًا من جهود تحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر والجوع وسوء التغذية، وتعزيز مرونة المجتمعات المتضررة. وشدد على تمسك المملكة بمبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة والقدرات الخاصة، بوصفه حجر الزاوية في التعاون الدولي في مجال المناخ، مؤكداً ضرورة اضطلاع الدول المتقدمة بدورها القيادي في خفض الانبعاثات وتقديم الدعم المالي والتقني وبناء القدرات للدول النامية. وأوضح السفير بن خثيلة، في ختام البيان، أن المساهمات المحددة وطنيًا تشكل أساسًا لمسارات الانتقال العادل، ويجب أن تراعي هذه المسارات الظروف الوطنية، ومبادئ الإنصاف، دون فرض أي نهج تنازلي أو إلزامي لا يتوافق مع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
حرب إيران وإسرائيل.. تل أبيب تعلن ضبط جواسيس لصالح طهران
أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية، الاثنين، عن اعتقال ثلاثة إسرائيليين في قضيتين منفصلتين بتهمة تنفيذ مهام لصالح جهات استخباراتية إيرانية، في ظل التصعيد الحالي بين إيران وإسرائيل. وبحسب ما نشرته هيئة البث الإسرائيلية، اعتقلت السلطات الإسرائيلية مارك مورجين (33 عاماً) من سكان غور الأردن، بعد أن تبين أنه كان على اتصال مباشر مع "عناصر استخبارات معادية" خلال يونيو. وأفادت الهيئة بأن مورجين وافق على تنفيذ سلسلة من المهام، من بينها الوصول إلى نقطة سرية لاستلام قنبلة يدوية ونقلها إلى جهة أخرى، مع علمه المسبق بأن الهدف من العملية هو استهداف مدنيين إسرائيليين. كما قام بتصوير عملية اعتراض صاروخي وأرسل التسجيل إلى الجهة التي يتخابر معها، ما اعتبرته أجهزة الأمن الإسرائيلية خرقاً أمنياً خطيراً. تصوير منشآت في القضية الثانية، اعتقلت السلطات الإسرائيلية شابين من مدينة طبريا هما يوني سيجال (18 عاماً) ونهوراي عمري مزراحي (20 عاماً)، وقالت إنهما كانا على تواصل مع جهات استخباراتية من "دولة معادية" خلال الشهرين الماضيين. وكشفت التحقيقات أن المتهمين صورا مراكز تجارية ومستشفيات، منها "جراند كانيون" في حيفا، و"بيج فاشن" في طبريا، و"ديزنجوف سنتر" في تل أبيب، بالإضافة إلى مستشفى إيخيلوف، وأرسلا معلومات تفصيلية عن عدد الحراس، وعدد المتاجر، وتصميم المباني، كما أرسلا مواقعهما الجغرافية أثناء تنفيذ المهام، وطلبا من مٌشغّليهما تكليفهما بمهام إضافية. وأظهرت التحقيقات أن الشابين تلقيا عرضاً لاغتيال شخصية إسرائيلية، لم يكشف عن هويتها، مقابل مئات آلاف الشواكل، وكان من المفترض أن يسافرا إلى دولة ثالثة لتلقي تدريب خاص قبل تنفيذ العملية، إلا أن اعتقالهما المبكر حال دون تنفيذ المخطط، بحسب السلطات الإسرائيلية. وتم الكشف، الأحد، عن قضية ثالثة تتعلق بـ"دينيس لياخوف" (30 عاماً) من مدينة ريشون لتسيون، والذي اتُّهم بالتواصل مع عميل أجنبي طلب منه تصوير مبانٍ في وسط إسرائيل، والتوجه إلى وكالة سيارات للحصول على عروض أسعار، مقابل دفعات مالية عبر محفظة رقمية. تجنيد إسرائيليين بحسب صحيفة "يسرائيل هايوم"، تأتي هذه القضايا ضمن موجة متصاعدة من محاولات إيران تجنيد إسرائيليين لتنفيذ مهام تجسسية أو عمليات تخريبية داخل إسرائيل. وتعتبر التقديرات الأمنية الإسرائيلية أن هذه المحاولات تتزايد في ظل التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران، حيث تسعى طهران إلى ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية عبر أدوات محلية. كان جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية قد شددا في بيانات رسمية على أن أي تواصل مع جهات أجنبية معادية يُعد خيانة خطيرة، وهددت بمحاكمة جميع المتورطين بأقصى درجات الحزم.