
لمنع وصولها غزة.. تقارير تكشف علاقة إسرائيل بالهجوم على "أسطول الحرية"
رُصدت طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق فوق مالطا قبل ساعات فقط من إعلان "تحالف أسطول الحرية" عن تعرّض سفينة مساعدات إنسانية، تابعة له وكانت متجهة إلى غزة، لهجوم بالمسيرات في المياه الدولية قبالة سواحل الجزيرة، على ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وعقدت لجنة الأمن البحري في مالطا اجتماعاً عاجلاً، الجمعة، لمناقشة الحادث الذي وقع على متن سفينة متجهة إلى غزة قبالة مالطا، والذي ألقى ناشطون باللائمة فيه على هجوم طائرات مسيرة.
وغادرت الطائرة، وهي من طراز C-130 Hercules إسرائيل، الخميس، وقضت أكثر من 3 ساعات داخل المجال الجوي في مالطا قبل أن تعود إلى إسرائيل، وفقاً لبيانات وثقها موقع ADS-B Exchange لتتبع رحلات الطيران، والتي أكدتها بشكل مستقل كلٌ من صحيفة "تايمز أوف مالطا" و"مالطا توداي".
وأفادت تقارير بأن الطائرة الإسرائيلية حلّقت على ارتفاع منخفض نسبياً يبلغ نحو 5 آلاف قدم، قبل أن تُجري سلسلة مناورات فوق "ضفة هورد" شرق الجزيرة، وهي نفس المنطقة التي أطلقت فيها سفينة "كونشنس" نداء استغاثة، ثم عادت الطائرة إلى إسرائيل بعد نحو 7 ساعات، بحسب بيانات تتبع الرحلات الجوية.
وتشير معلومات حصلت عليها صحيفة "مالطا توداي" إلى أن الطائرة الإسرائيلية هي من طراز KC 130 H Hercules برقم تسجيل 4X FBZ/545، استخدمها "السرب 131" التابع لسلاح الجو الإسرائيلي، إذ يتمركز السرب في قاعدة "نيفاتيم" الجوية جنوب إسرائيل.
وحتى الآن لم يُثبت رسمياً وجود صلة مباشرة بين الطائرة العسكرية الإسرائيلية، والهجوم المُبلغ عنه على سفينة المساعدات، ولم تعلق إسرائيل على الواقعة بشكل رسمي.
ويُعتقد أنه لم يتم تلقي أي إخطار رسمي من إسرائيل بشأن الرحلة العسكرية، وهو أمر متوقع عادةً من الطائرات العسكرية الأجنبية التي تدخل منطقة معلومات الطيران (المجال الجوي) في مالطا.
اجتماع أمني واتهامات لإسرائيل
وذكرت الصحيفة أن لجنة الأمن البحري في مالطا (MMSC)، التي تضم مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم مسؤولون من الشرطة وجهاز الأمن، ووزارات الداخلية والنقل والخارجية عقدت اجتماعاً عاجلاً، الجمعة، لمناقشة الحادثة.
وقال وزير الداخلية بايرون كاميليري لصحيفة "تايمز أوف مالطا" إن اللجنة عقدت اجتماعين الجمعة مع ورود تفاصيل الحادثة، وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، أشار الكثيرون إلى إسرائيل بأصابع الاتهام.
عندما سُئل عما إذا كانت الحكومة تبحث في احتمال تورط إسرائيلي، أجاب كاميليري: "على اللجنة التحقيق في كل شيء".
وأكد الوزير أن السلطات المالطية قدمت مساعدة فورية للسفينة من خلال القوات المسلحة المالطية وسلطات النقل. ولا تزال سفينة إنقاذ مالطية متمركزة بالقرب من الأسطول على بُعد 14 ميلاً بحرياً من الجزيرة.
وأفاد "مركز لارنكا المشترك لتنسيق الإنقاذ" (JRCC) بأنه أُبلغ من وزارة الخارجية القبرصية أن سفينة يُحتمل أنها تنقل مساعدات إنسانية إلى غزة تعرضت لهجوم صاروخي من طائرة إسرائيلية مسيرة أثناء إبحارها داخل منطقة البحث والإنقاذ في مالطا، بحسب هيئة الإنقاذ القبرصية.
"انتهاك خطير"
وقال مصدر عسكري، طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة: "ما حدث خطير للغاية.. يبدو أن إسرائيل حلقت بطائرة عسكرية غير مُصرّح لها فوق مالطا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، في انتهاك لحيادنا.. هذا أمر خطير للغاية".
وقالت الحكومة في بيان، الجمعة: "لم تدخل أي طائرة أو سفينة في أي وقت، خلال الـ 48 ساعة الماضية، كما يرد حالياً في وسائل إعلام محلية وأجنبية، فيما يتعلق بقضية السفينة كونشنس، المجال الجوي السيادي لمالطا أو مياهها الإقليمية (على بُعد 12 ميلاً بحرياً من الشاطئ).. ولذلك، لم تُمسَّ سلامة أراضي مالطا في أي وقت".
وأعلنت الحكومة في وقت سابق أن زورق قطر قريب أخمد الحريق بعد تأكيده لخدمات حركة السفن في مالطا أن لديه معدات إطفاء.
كما أُرسلت سفينة دورية تابعة للقوات المسلحة المالطية لتقديم المزيد من المساعدة، لكن الأشخاص الذين كانوا على متن قارب الأسطول رفضوا الانتقال إلى قاطرة السحب. وقالو إنه يتعين عليهم البقاء على متن السفينة المحملة بالمساعدات الإنسانية، إذ تقع على عاتقهم مسؤولية ضمان بقائها طافية.
وأضافت الحكومة أن السفينة لا تزال خارج المياه الإقليمية، وتخضع لمراقبة الجهات المختصة.
إدانات دولية
وأدانت تركيا، التي أكدت وجود رعاياها على متن السفينة، بشدة "هذا الهجوم على سفينة مدنية، والذي يهدد حرية الملاحة والأمن البحري في المياه الدولية".
وذكر بيان لوزارة الخارجية: "ثمة اتهامات باستهداف السفينة من قبل طائرات إسرائيلية مسيّرة. سيجري اتخاذ جميع التدابير اللازمة للكشف عن تفاصيل الهجوم في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة الجناة".
وحثّ الحزب القومي في مالطا على تقديم تطمينات واضحة للجمهور بشأن الوضع وتداعياته على الأمن القومي.
وأكد الحزب أنه "يمتنع عن التكهنات بشأن ما إذا كان الحادث عملاً عسكرياً"، مؤكداً أن "الأمن القومي يجب أن يبقى على رأس الأولويات".
فيما حض سفير فلسطين لدى مالطا، فادي حنانيا المجتمع الدولي على المساعدة في إنهاء "الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين".
وأعرب حنانيا عن امتنان الفلسطينيين "للاستجابة السريعة والتحرك المهني من جانب الحكومة تجاه هذا الحادث، مما حال دون وقوع مأساة".
كما أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية، التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة "حماس"، بيانين أدانا الحادث قبالة سواحل مالطا.
وقالت "حماس" إن الحادث يُظهر "استخفافاً صارخاً من جانب إسرائيل بإرادة الإنسانية والعدالة".
وأدان رئيس أساقفة مالطا تشارلز سكيكلونا "هجوم الطائرات المسيرة" على "أسطول الحرية" المتجه إلى غزة الجمعة، واصفا إياه بأنه "عمل عدواني شنيع".
هجوم عام 2010
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خلال الهجوم، لكن السفينة تعرضت لأضرار وحريق، ما دفع قاطرة بحرية والقوات المسلحة المالطية إلى الاستجابة.
لكن نشطاء يقولون إن الواقعة تعيد إلى الأذهان حادثة 31 مايو 2010، عندما داهمت القوات الإسرائيلية سفن "أسطول الحرية" بزوارق سريعة ومروحيات، ما أودى بحياة 10 نشطاء إلى جانب إصابة 28 آخرين على يد القوات الإسرائيلية في ذلك الهجوم.
في وقت وقوع الحادث، كانت شخصيات بارزة، من بينها جريتا تونبرج، والعقيد المتقاعد في الجيش الأميركي ماري آن رايت في مالطا، يستعدون للصعود على متن مهمة الإغاثة التي تهدف إلى تحدي حصار غزة من خلال الاحتجاج السلمي.
وتهدف جهود "أسطول الحرية"، وهو منظمة دولية غير حكومية، إلى إنهاء الحصار وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر من خلال العمل السلمي. وأظهرت صور نشرتها المنظمة لاحقاً أن السفينة قد تعرضت لاختراقين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
منظمة: مالطا تمنع الوصول لسفينة مساعدات كانت ستتجه إلى غزة
اتهم «تحالف أسطول الحرية»، وهو منظمة دولية غير حكومية، مالطا، اليوم (الأحد) بعرقلة الوصول إلى سفينة المساعدات الإنسانية التي كانت ستتجه إلى غزة، والتي تقول المنظمة إنها تعرضت لقصف من طائرتين مسيَّرتين قبل يومين. ونفت مالطا هذا الاتهام، قائلة إن الطاقم رفض المساعدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وحمَّل «تحالف أسطول الحرية» إسرائيل مسؤولية الهجوم. وتفرض إسرائيل حصاراً على غزة خلال الحرب التي تشنها في القطاع على حركة «حماس». ولم ترد إسرائيل على طلبات التعليق. السفينة تنتظر قدوم نحو 30 من نشطاء السلام من مختلف أنحاء العالم للصعود إليها قبل محاولة الإبحار إلى غزة (رويترز) وقالت المنظمة غير الحكومية، إن السفينة «كونشنس» -وتعني «الضمير»- التي يديرها «تحالف أسطول الحرية» تعرضت لأضرار في القسم الأمامي، أدت لفقدان الطاقة عندما هوجمت خارج مياه مالطا الإقليمية في جنوب البحر المتوسط. وكانت السفينة تنتظر قدوم نحو 30 من نشطاء السلام من مختلف أنحاء العالم، للصعود إليها، قبل محاولة الإبحار إلى غزة لتسليم مواد غذائية وأدوية. ناشطون يحملون علماً فلسطينياً على متن يخت يحمل إمدادات لغزة خارج المياه الإقليمية المالطية حيث مُنعوا من الاقتراب من سفينة «الضمير» التابعة لـ«أسطول الحرية» (رويترز) وقالت المنظمة إن الجيش المالطي اعترض طريق متطوعين من 13 دولة حاولوا الوصول إلى السفينة يومي الجمعة والسبت، وأجبرهم على العودة إلى مالطا تحت التهديد باعتقالهم. وأضافت في بيان: «سفينة المساعدات الإنسانية (كونشنس) عالقة في المياه الدولية منذ تعرضها لهجوم بطائرتين مسيرتين في الصباح الباكر، من يوم الثاني من مايو (أيار)».


Independent عربية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
مقتل 16 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة فجرا
أفاد الدفاع المدني في غزة بأن 16 فلسطينياً بينهم عدد من الأطفال والنساء قتلوا في غارات جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم الأحد على القطاع. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن طواقمهم نقلت فجر اليوم الأحد "أربعة قتلى وعدداً من الجرحى إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت نحو الساعة الثانية فجراً بتوقيت القدس، شقة سكنية لعائلة قنن في منطقة المواصي غرب خان يونس" في جنوب القطاع. وأوضح أن القتلى "هم رجل وزوجته وطفلاهما" وهم "منير عمر قنن (42 سنة)، وزوجته خديجة إبراهيم علوان (35 سنة) وطفلاهما كرم (خمس سنوات) وكريم (سنتان)". وأضاف بصل "نقل شهيدان وعدد من المصابين في قصف نفذه سلاح الجو الإسرائيلي في نحو الساعة الثالثة والنصف فجراً استهدف خيمة تؤوي نازحين في بلدة عبسان شرق خان يونس". في وقت لاحق أوضح الدفاع المدني أن 10 فلسطينيين قتلوا جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة في منطقة المواصي في خان يونس، مؤكداً أن "طفلاً وسبع نساء" قتلوا في هذه الغارة. وأشار إلى أنه نقل "تسعة مصابين" جراء غارة جوية استهدفت صباح اليوم الأحد مخزناً يؤوي عشرات النازحين في حي الشيخ رضوان في شمال غربي مدينة غزة. ونسف الجيش الإسرائيلي بالمتفجرات فجراً أربعة منازل في رفح بجنوب القطاع، بحسب الناطق باسم الدفاع المدني. وتواصلت وكالة الصحافة الفرنسية مع الجيش الإسرائيلي الذي لم يدل بتعليق على الفور في شأن هذه الغارات، لكن متحدثة باسم الجيش أكدت أنه يجمع تفاصيل حول الضربات. ولفتت في بيان اليوم الأحد أن الجيش هاجم "أكثر من 100 هدف إرهابي في جميع مناطق قطاع غزة" خلال اليومين الماضيين، وقالت أيضاً إن الجيش يعمل في جنوب القطاع، مشيرة إلى أنه عُثر على "مخابئ للأسلحة" وقتل "عدد من الإرهابيين". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واستأنفت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة في الـ18 من مارس (آذار) الماضي منهية بذلك هدنة هشة مع حركة "حماس" توصلت إليها بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، واستمرت شهرين. وتشن إسرائيل حرباً هي الأعنف على "حماس" في قطاع غزة رداً على هجوم الحركة غير المسبوق على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. من جهة أخرى اتهم تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير حكومية، مالطا اليوم الأحد بعرقلة الوصول إلى سفينة المساعدات الإنسانية التي كانت متجهة إلى غزة، والتي تقول المنظمة إنها تعرضت لقصف من طائرتين مسيرتين قبل يومين، ونفت مالطا هذا الاتهام قائلة إن الطاقم رفض المساعدة. وحمل تحالف أسطول الحرية إسرائيل مسؤولية الهجوم، إذ تفرض إسرائيل حصاراً على غزة خلال الحرب التي تشنها في القطاع على حركة "حماس"، ولم ترد إسرائيل على طلبات التعليق من "رويترز". وقالت المنظمة غير الحكومية إن السفينة "كونشنس" أو "الضمير"، التي يديرها تحالف أسطول الحرية تعرضت لأضرار في القسم الأمامي أدت إلى فقدان الطاقة عندما هوجمت خارج مياه مالطا الإقليمية في جنوب البحر المتوسط. وكانت السفينة تنتظر قدوم نحو 30 من نشطاء السلام من مختلف أنحاء العالم للصعود إليها قبل محاولة الإبحار إلى غزة لتسليم مواد غذائية وأدوية. وقالت المنظمة إن الجيش المالطي اعترض طريق متطوعين من 13 دولة حاولوا الوصول إلى السفينة الجمعة والسبت الماضيين، وأجبرهم على العودة إلى مالطا تحت التهديد باعتقالهم. وأضافت في بيان "سفينة المساعدات الإنسانية 'كونشنس' عالقة في المياه الدولية منذ تعرضها لهجوم بطائرتين مسيرتين في الصباح الباكر من يوم الثاني من مايو".


الشرق السعودية
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
لمنع وصولها غزة.. تقارير تكشف علاقة إسرائيل بالهجوم على "أسطول الحرية"
رُصدت طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق فوق مالطا قبل ساعات فقط من إعلان "تحالف أسطول الحرية" عن تعرّض سفينة مساعدات إنسانية، تابعة له وكانت متجهة إلى غزة، لهجوم بالمسيرات في المياه الدولية قبالة سواحل الجزيرة، على ما أفادت وسائل إعلام محلية. وعقدت لجنة الأمن البحري في مالطا اجتماعاً عاجلاً، الجمعة، لمناقشة الحادث الذي وقع على متن سفينة متجهة إلى غزة قبالة مالطا، والذي ألقى ناشطون باللائمة فيه على هجوم طائرات مسيرة. وغادرت الطائرة، وهي من طراز C-130 Hercules إسرائيل، الخميس، وقضت أكثر من 3 ساعات داخل المجال الجوي في مالطا قبل أن تعود إلى إسرائيل، وفقاً لبيانات وثقها موقع ADS-B Exchange لتتبع رحلات الطيران، والتي أكدتها بشكل مستقل كلٌ من صحيفة "تايمز أوف مالطا" و"مالطا توداي". وأفادت تقارير بأن الطائرة الإسرائيلية حلّقت على ارتفاع منخفض نسبياً يبلغ نحو 5 آلاف قدم، قبل أن تُجري سلسلة مناورات فوق "ضفة هورد" شرق الجزيرة، وهي نفس المنطقة التي أطلقت فيها سفينة "كونشنس" نداء استغاثة، ثم عادت الطائرة إلى إسرائيل بعد نحو 7 ساعات، بحسب بيانات تتبع الرحلات الجوية. وتشير معلومات حصلت عليها صحيفة "مالطا توداي" إلى أن الطائرة الإسرائيلية هي من طراز KC 130 H Hercules برقم تسجيل 4X FBZ/545، استخدمها "السرب 131" التابع لسلاح الجو الإسرائيلي، إذ يتمركز السرب في قاعدة "نيفاتيم" الجوية جنوب إسرائيل. وحتى الآن لم يُثبت رسمياً وجود صلة مباشرة بين الطائرة العسكرية الإسرائيلية، والهجوم المُبلغ عنه على سفينة المساعدات، ولم تعلق إسرائيل على الواقعة بشكل رسمي. ويُعتقد أنه لم يتم تلقي أي إخطار رسمي من إسرائيل بشأن الرحلة العسكرية، وهو أمر متوقع عادةً من الطائرات العسكرية الأجنبية التي تدخل منطقة معلومات الطيران (المجال الجوي) في مالطا. اجتماع أمني واتهامات لإسرائيل وذكرت الصحيفة أن لجنة الأمن البحري في مالطا (MMSC)، التي تضم مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم مسؤولون من الشرطة وجهاز الأمن، ووزارات الداخلية والنقل والخارجية عقدت اجتماعاً عاجلاً، الجمعة، لمناقشة الحادثة. وقال وزير الداخلية بايرون كاميليري لصحيفة "تايمز أوف مالطا" إن اللجنة عقدت اجتماعين الجمعة مع ورود تفاصيل الحادثة، وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، أشار الكثيرون إلى إسرائيل بأصابع الاتهام. عندما سُئل عما إذا كانت الحكومة تبحث في احتمال تورط إسرائيلي، أجاب كاميليري: "على اللجنة التحقيق في كل شيء". وأكد الوزير أن السلطات المالطية قدمت مساعدة فورية للسفينة من خلال القوات المسلحة المالطية وسلطات النقل. ولا تزال سفينة إنقاذ مالطية متمركزة بالقرب من الأسطول على بُعد 14 ميلاً بحرياً من الجزيرة. وأفاد "مركز لارنكا المشترك لتنسيق الإنقاذ" (JRCC) بأنه أُبلغ من وزارة الخارجية القبرصية أن سفينة يُحتمل أنها تنقل مساعدات إنسانية إلى غزة تعرضت لهجوم صاروخي من طائرة إسرائيلية مسيرة أثناء إبحارها داخل منطقة البحث والإنقاذ في مالطا، بحسب هيئة الإنقاذ القبرصية. "انتهاك خطير" وقال مصدر عسكري، طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة: "ما حدث خطير للغاية.. يبدو أن إسرائيل حلقت بطائرة عسكرية غير مُصرّح لها فوق مالطا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، في انتهاك لحيادنا.. هذا أمر خطير للغاية". وقالت الحكومة في بيان، الجمعة: "لم تدخل أي طائرة أو سفينة في أي وقت، خلال الـ 48 ساعة الماضية، كما يرد حالياً في وسائل إعلام محلية وأجنبية، فيما يتعلق بقضية السفينة كونشنس، المجال الجوي السيادي لمالطا أو مياهها الإقليمية (على بُعد 12 ميلاً بحرياً من الشاطئ).. ولذلك، لم تُمسَّ سلامة أراضي مالطا في أي وقت". وأعلنت الحكومة في وقت سابق أن زورق قطر قريب أخمد الحريق بعد تأكيده لخدمات حركة السفن في مالطا أن لديه معدات إطفاء. كما أُرسلت سفينة دورية تابعة للقوات المسلحة المالطية لتقديم المزيد من المساعدة، لكن الأشخاص الذين كانوا على متن قارب الأسطول رفضوا الانتقال إلى قاطرة السحب. وقالو إنه يتعين عليهم البقاء على متن السفينة المحملة بالمساعدات الإنسانية، إذ تقع على عاتقهم مسؤولية ضمان بقائها طافية. وأضافت الحكومة أن السفينة لا تزال خارج المياه الإقليمية، وتخضع لمراقبة الجهات المختصة. إدانات دولية وأدانت تركيا، التي أكدت وجود رعاياها على متن السفينة، بشدة "هذا الهجوم على سفينة مدنية، والذي يهدد حرية الملاحة والأمن البحري في المياه الدولية". وذكر بيان لوزارة الخارجية: "ثمة اتهامات باستهداف السفينة من قبل طائرات إسرائيلية مسيّرة. سيجري اتخاذ جميع التدابير اللازمة للكشف عن تفاصيل الهجوم في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة الجناة". وحثّ الحزب القومي في مالطا على تقديم تطمينات واضحة للجمهور بشأن الوضع وتداعياته على الأمن القومي. وأكد الحزب أنه "يمتنع عن التكهنات بشأن ما إذا كان الحادث عملاً عسكرياً"، مؤكداً أن "الأمن القومي يجب أن يبقى على رأس الأولويات". فيما حض سفير فلسطين لدى مالطا، فادي حنانيا المجتمع الدولي على المساعدة في إنهاء "الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين". وأعرب حنانيا عن امتنان الفلسطينيين "للاستجابة السريعة والتحرك المهني من جانب الحكومة تجاه هذا الحادث، مما حال دون وقوع مأساة". كما أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية، التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة "حماس"، بيانين أدانا الحادث قبالة سواحل مالطا. وقالت "حماس" إن الحادث يُظهر "استخفافاً صارخاً من جانب إسرائيل بإرادة الإنسانية والعدالة". وأدان رئيس أساقفة مالطا تشارلز سكيكلونا "هجوم الطائرات المسيرة" على "أسطول الحرية" المتجه إلى غزة الجمعة، واصفا إياه بأنه "عمل عدواني شنيع". هجوم عام 2010 ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خلال الهجوم، لكن السفينة تعرضت لأضرار وحريق، ما دفع قاطرة بحرية والقوات المسلحة المالطية إلى الاستجابة. لكن نشطاء يقولون إن الواقعة تعيد إلى الأذهان حادثة 31 مايو 2010، عندما داهمت القوات الإسرائيلية سفن "أسطول الحرية" بزوارق سريعة ومروحيات، ما أودى بحياة 10 نشطاء إلى جانب إصابة 28 آخرين على يد القوات الإسرائيلية في ذلك الهجوم. في وقت وقوع الحادث، كانت شخصيات بارزة، من بينها جريتا تونبرج، والعقيد المتقاعد في الجيش الأميركي ماري آن رايت في مالطا، يستعدون للصعود على متن مهمة الإغاثة التي تهدف إلى تحدي حصار غزة من خلال الاحتجاج السلمي. وتهدف جهود "أسطول الحرية"، وهو منظمة دولية غير حكومية، إلى إنهاء الحصار وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر من خلال العمل السلمي. وأظهرت صور نشرتها المنظمة لاحقاً أن السفينة قد تعرضت لاختراقين.