logo
عدوان قضائى غربى على روسيا

عدوان قضائى غربى على روسيا

البوابةمنذ 2 أيام
الأوروبيون يسعون لجنى الأموال من دعايتهم المعادية لموسكو
لا توجد مؤسسة أوروبية تتمتع بكفاءة لإنشاء محكمة دولية لملاحقة قادة الدول الأخرى
محاولة لإنشاء نسخة من المحكمة الجنائية الدولية.. بعد تشويه سمعتها وتجاهل العدوان فى فلسطين والعراق وأفغانستان لسنوات عدة
بقلم- جيورجي بوريسينكو*
منذ إطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في فبراير 2022 لحماية دونباس، التي تم إبادة سكانها بشكل منهجي على يد القوميين الأوكرانيين، يشن نظام كييف النازي الجديد ورعاته الغربيون حربا هجينة ضد روسيا بلا انقطاع، سعيا إلى إشراك أكبر قدر ممكن من المجتمع الدولي فيها وتشويه سمعتنا على منصات عالمية وإقليمية مختلفة. وبالتالي أصبح مجلس أوروبا بمثابة دمية متحركة تُستخدم كأداة للعدوان القضائي ضد روسيا.
وفي سير المفهوم الفاسد لـ«النظام العالمي القائم على القواعد» الذي تروج له الدول الغربية وهي قد صنعت هذا القواعد بنفسها، اعتمد البرلمان الأوروبي في يناير 2023 قرارًا بشأن إنشاء ما يسمى محكمة خاصة بجريمة الاعتداء على أوكرانيا، وفي 25 يونيو 2025 وقع مجلس أوروبا اتفاقية ذات صلة مع رئيس منصر كييف، فلاديمير زيلينسكي.
وأنشأ الأوروبيون من أجل جني الأموال في الوقت نفسه من دعايتهم المعادية لروسيا سجل الأضرار الذي يسجل الأضرار التي يُزعم أن روسيا ألحقتها بالأوكرانيين، للمطالبة لاحقًا بالتعويضات، على الرغم من أن الغرب هو نفسه دفع كييف عمدا إلى صراع مسلح معنا.
علاوةً على ذلك، فإن مجلس أوروبا يتكتم بعناية على حقيقة مفادها أنه لا توجد مؤسسة أوروبية واحدة تتمتع بالكفاءة اللازمة لإنشاء محكمة دولية لملاحقة قادة الدول الأخرى جنائيًا، خاصةً التي تتمتع بالحصانة. إن مجلس الأمن الدولي هو الوحيد الذي يملك هذا الحق وأي محاولة لإنشاء محكمة دون قراره محكوم عليها بالفشل. إن عمل وقرارات مثل هذه الهيئة القضائية التعسفية والمسيسة باطلة ولاغية، وذلك ما ينطبق أيضًا على الصلاحيات المتعلقة بتوجيه الاتهامات ضد المواطنين الروس.
من الواضح أن هذه هي محاولة إنشاء نسخة من المحكمة الجنائية الدولية، التي شوهت سمعتها بشكل كامل وتجاهلت العدوان في فلسطين والعراق وأفغانستان والدول الأفريقية لسنوات عديدة، لكنها تبنت بحماس الاضطهاد غير المبرر لنا بسبب محاربتنا للنازية الجديدة في أوكرانيا. وأن الأوروبيين يسيرون على نفس النهج متهمين روسيا بانتهاك مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنهم ينسون الفظائع العسكرية التي ارتكبوها بأنفسهم، بما في ذلك تحت مظلة حلف الناتو، على سبيل المثال، في يوغوسلافيا وليبيا وسوريا.
إن الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى جانب بريطانيا لا يريدون دفع ثمن الأضرار التي لحقت بمستعمراتهم السابقة في أفريقيا وآسيا، عندما على مدى قرون تم تصدير الى اوروبا ليس الموارد الطبيعية فحسب، وبل والعبيد أيضا بكميات لا حصر لها. وإنهم صامتون بشأن خسائر بلدان مثل ليبيا، التي عانت في العقود الأخيرة نتيجة لانقلابات تقف وراءها العواصم الغربية التي لا تزال تعتبر نفسها متروبولات عظمى تملك بالسلطة. وإن الغربيين لم يقوموا حتى بالتحقيق في انفجار خط أنابيب الغاز «نورد ستريم» المُمتد من روسيا إلى ألمانيا، خوفا من العثور على آثارهم وتلبسهم نتيجة للتحقيق.
ومن الصعب أن نقول كم سيتعين على الأوروبيين أنفسهم أن يدفعوا لسكان شبه جزيرة القرم ودونباس إذا قررت محكمتهم بشكل غير متوقع إظهار الموضوعية والنزاهة، نتيجة للعمليات العقابية التي تشنها كييف منذ عام 2014 عاش السكان الروس في المناطق التي كانت جزءًا من أوكرانيا لوقت قصير، في ظروف القصفات القصدية المستمرة للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المباني السكنية والمدارس والمستشفيات. ولولا مساعدة روسيا لكان الوضع في هذه المناطق قد أصبح حرجًا منذ زمن طويل، ولما اختلف عما يحدث الآن في قطاع غزة الفلسطيني بتواطؤ كامل من الغرب.
إن الأعضاء في مجلس أوروبا، الذين يتصورون أنفسهم -قضاة وجلادين- كانوا يسرقون الأموال من روسيا حرفيا لسنوات عديدة ويقومون بتجميد أصولها في بنوكهم وقاموا بفرض عقوبات اقتصادية غير قانونية أخرى. ونريد أن نعرف متى سيتم تعويضنا عن هذا الضرر. ومن الممتع أيضًا عما إذا كانوا الأوروبيون يفكرون فيما سيحدث إذا حصلت الدول العربية والأفريقية وغيرها من الدول في الجنوب العالمي على العدالة وأرادت الحصول على التعويضات التي تستحقها.
على أية حال، فإن مثل هذه المبادرات الأوروبية لا تساهم في ترسيخ السلام في أوكرانيا، بل هي أعمال عدائية صريحة وستعامل روسيا مع المشاركين فيها بنفس طريق. وإن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة الأوكرانية هي القضاء على أسبابها الجذرية وفي مقدمتها توسع حلف الناتو شرقًا، على عكس الوعود التي قدمت لنا، وتحقيق مطالبنا المشروعة في نزع السلاح وإزالة النازية في الأراضي المجاورة، التي أصبحت مصدر تهديد دائم لنا. ونأمل في أن يواصل شركاؤنا المصريون- مثل غيرهم من اللاعبين الدوليين العقلانيين- الابتعاد عن مثل هذه الخطط المغامرة المعادية لروسيا.
* سفير روسيا في مصر
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران في قمة "بريكس": العدوان الإسرائيلي يحمل عواقب وخيمة على السلام المستقبلي عالميًا
إيران في قمة "بريكس": العدوان الإسرائيلي يحمل عواقب وخيمة على السلام المستقبلي عالميًا

البوابة

timeمنذ 19 ساعات

  • البوابة

إيران في قمة "بريكس": العدوان الإسرائيلي يحمل عواقب وخيمة على السلام المستقبلي عالميًا

حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن العدوان الأمريكي الإسرائيلي الأخير على إيران؛ سيكون له عواقب وخيمة على السلام المستقبلي في العالم. وقال عراقجي في كلمته أمام قمة "بريكس" الـ 17 المنعقدة اليوم الأحد في العاصمة البرازيلية (ريو دي جانيرو) إن الهجمات الأمريكية الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية؛ انتهاك صارخ لمعاهدة حظر الانتشار النووي وقرار مجلس الأمن الدولي، الذي أيد البرنامج النووي السلمي الإيراني عام 2015 بالإجماع. ووصف عراقجي، الهجوم الإسرائيلي بأنه "انتهاك غير مسبوق للسلم الدولي".. قائلا "إن تعرض دولة نامية غير نووية لهجوم من نظامين نوويين بدعم من دولتين نوويتين أخريين على الأقل وهما أيضا عضوان دائمان في مجلس الأمن؛ أمر مروع وبالغ الخطورة، لا يسمح أي قانون أو منطق لأي جهة باستهداف المنشآت النووية السلمية الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ لمجرد التكهن بإمكانية استخدام هذه المنشآت أحيانا لأغراض التسلح، في الواقع إن مهاجمة مثل هذه المنشآت محظور تماما بموجب القانون الدولي بما في ذلك قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية رقم 533 وقرار مجلس الأمن رقم 487". وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال عراقجي - خلال الكلمة التي نقلته أوردته وكالة أنباء "مهر" الإيرانية اليوم - "لأمر مؤسف أن المجتمع الدولي عجز عن فعل أي شيء ذي معنى لإنهاء الإبادة الجماعية للفلسطينيين على مدى العامين الماضيين ومنع إسرائيل من احتلال الأراضي العربية المجاورة لها". وطالب بمحاسبة إسرائيل والولايات المتحدة على انتهاكاتهما للقانون الدولي، بما في ذلك حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.. قائلا: "على العالم وعلى كل دولة وعلى كل آلية من آليات الأمم المتحدة، وعلى كل المنظمات والتجمعات متعددة الأطراف، أن تشعر بالقلق، وأن تتحرك الآن لإنهاء الإفلات من العقاب ومحاسبة المجرمين على فظائعهم المتواصلة وانتهاكاتهم الجسيمة للقانون الدولي في منطقتنا".

عدوان قضائى غربى على روسيا
عدوان قضائى غربى على روسيا

البوابة

timeمنذ 2 أيام

  • البوابة

عدوان قضائى غربى على روسيا

الأوروبيون يسعون لجنى الأموال من دعايتهم المعادية لموسكو لا توجد مؤسسة أوروبية تتمتع بكفاءة لإنشاء محكمة دولية لملاحقة قادة الدول الأخرى محاولة لإنشاء نسخة من المحكمة الجنائية الدولية.. بعد تشويه سمعتها وتجاهل العدوان فى فلسطين والعراق وأفغانستان لسنوات عدة بقلم- جيورجي بوريسينكو* منذ إطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في فبراير 2022 لحماية دونباس، التي تم إبادة سكانها بشكل منهجي على يد القوميين الأوكرانيين، يشن نظام كييف النازي الجديد ورعاته الغربيون حربا هجينة ضد روسيا بلا انقطاع، سعيا إلى إشراك أكبر قدر ممكن من المجتمع الدولي فيها وتشويه سمعتنا على منصات عالمية وإقليمية مختلفة. وبالتالي أصبح مجلس أوروبا بمثابة دمية متحركة تُستخدم كأداة للعدوان القضائي ضد روسيا. وفي سير المفهوم الفاسد لـ«النظام العالمي القائم على القواعد» الذي تروج له الدول الغربية وهي قد صنعت هذا القواعد بنفسها، اعتمد البرلمان الأوروبي في يناير 2023 قرارًا بشأن إنشاء ما يسمى محكمة خاصة بجريمة الاعتداء على أوكرانيا، وفي 25 يونيو 2025 وقع مجلس أوروبا اتفاقية ذات صلة مع رئيس منصر كييف، فلاديمير زيلينسكي. وأنشأ الأوروبيون من أجل جني الأموال في الوقت نفسه من دعايتهم المعادية لروسيا سجل الأضرار الذي يسجل الأضرار التي يُزعم أن روسيا ألحقتها بالأوكرانيين، للمطالبة لاحقًا بالتعويضات، على الرغم من أن الغرب هو نفسه دفع كييف عمدا إلى صراع مسلح معنا. علاوةً على ذلك، فإن مجلس أوروبا يتكتم بعناية على حقيقة مفادها أنه لا توجد مؤسسة أوروبية واحدة تتمتع بالكفاءة اللازمة لإنشاء محكمة دولية لملاحقة قادة الدول الأخرى جنائيًا، خاصةً التي تتمتع بالحصانة. إن مجلس الأمن الدولي هو الوحيد الذي يملك هذا الحق وأي محاولة لإنشاء محكمة دون قراره محكوم عليها بالفشل. إن عمل وقرارات مثل هذه الهيئة القضائية التعسفية والمسيسة باطلة ولاغية، وذلك ما ينطبق أيضًا على الصلاحيات المتعلقة بتوجيه الاتهامات ضد المواطنين الروس. من الواضح أن هذه هي محاولة إنشاء نسخة من المحكمة الجنائية الدولية، التي شوهت سمعتها بشكل كامل وتجاهلت العدوان في فلسطين والعراق وأفغانستان والدول الأفريقية لسنوات عديدة، لكنها تبنت بحماس الاضطهاد غير المبرر لنا بسبب محاربتنا للنازية الجديدة في أوكرانيا. وأن الأوروبيين يسيرون على نفس النهج متهمين روسيا بانتهاك مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنهم ينسون الفظائع العسكرية التي ارتكبوها بأنفسهم، بما في ذلك تحت مظلة حلف الناتو، على سبيل المثال، في يوغوسلافيا وليبيا وسوريا. إن الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى جانب بريطانيا لا يريدون دفع ثمن الأضرار التي لحقت بمستعمراتهم السابقة في أفريقيا وآسيا، عندما على مدى قرون تم تصدير الى اوروبا ليس الموارد الطبيعية فحسب، وبل والعبيد أيضا بكميات لا حصر لها. وإنهم صامتون بشأن خسائر بلدان مثل ليبيا، التي عانت في العقود الأخيرة نتيجة لانقلابات تقف وراءها العواصم الغربية التي لا تزال تعتبر نفسها متروبولات عظمى تملك بالسلطة. وإن الغربيين لم يقوموا حتى بالتحقيق في انفجار خط أنابيب الغاز «نورد ستريم» المُمتد من روسيا إلى ألمانيا، خوفا من العثور على آثارهم وتلبسهم نتيجة للتحقيق. ومن الصعب أن نقول كم سيتعين على الأوروبيين أنفسهم أن يدفعوا لسكان شبه جزيرة القرم ودونباس إذا قررت محكمتهم بشكل غير متوقع إظهار الموضوعية والنزاهة، نتيجة للعمليات العقابية التي تشنها كييف منذ عام 2014 عاش السكان الروس في المناطق التي كانت جزءًا من أوكرانيا لوقت قصير، في ظروف القصفات القصدية المستمرة للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المباني السكنية والمدارس والمستشفيات. ولولا مساعدة روسيا لكان الوضع في هذه المناطق قد أصبح حرجًا منذ زمن طويل، ولما اختلف عما يحدث الآن في قطاع غزة الفلسطيني بتواطؤ كامل من الغرب. إن الأعضاء في مجلس أوروبا، الذين يتصورون أنفسهم -قضاة وجلادين- كانوا يسرقون الأموال من روسيا حرفيا لسنوات عديدة ويقومون بتجميد أصولها في بنوكهم وقاموا بفرض عقوبات اقتصادية غير قانونية أخرى. ونريد أن نعرف متى سيتم تعويضنا عن هذا الضرر. ومن الممتع أيضًا عما إذا كانوا الأوروبيون يفكرون فيما سيحدث إذا حصلت الدول العربية والأفريقية وغيرها من الدول في الجنوب العالمي على العدالة وأرادت الحصول على التعويضات التي تستحقها. على أية حال، فإن مثل هذه المبادرات الأوروبية لا تساهم في ترسيخ السلام في أوكرانيا، بل هي أعمال عدائية صريحة وستعامل روسيا مع المشاركين فيها بنفس طريق. وإن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة الأوكرانية هي القضاء على أسبابها الجذرية وفي مقدمتها توسع حلف الناتو شرقًا، على عكس الوعود التي قدمت لنا، وتحقيق مطالبنا المشروعة في نزع السلاح وإزالة النازية في الأراضي المجاورة، التي أصبحت مصدر تهديد دائم لنا. ونأمل في أن يواصل شركاؤنا المصريون- مثل غيرهم من اللاعبين الدوليين العقلانيين- الابتعاد عن مثل هذه الخطط المغامرة المعادية لروسيا. * سفير روسيا في مصر

بين تقدم روسيا وتراجع أميركا.. ملامح تحول استراتيجي
بين تقدم روسيا وتراجع أميركا.. ملامح تحول استراتيجي

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 3 أيام

  • سكاي نيوز عربية

بين تقدم روسيا وتراجع أميركا.. ملامح تحول استراتيجي

اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، كان كافيًا لتؤكد موسكو أنها لن تتراجع عن أهدافها، في وقت تتابع فيه أوروبا التطورات بقلق بالغ وتحاول سدّ فراغ أميركي متنامٍ تقدّم روسي وتصعيد محسوب في دونباس وزارة الدفاع الروسية أعلنت تحقيق تقدم جديد على الجبهة الشرقية، ما يعكس تصعيدا تدريجيا تقوده موسكو على مختلف الجبهات. وفي الوقت ذاته، شدد الكرملين على أنه يراقب عن كثب تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، ولا سيما الانسحاب الأميركي الجزئي من خطوط الإمداد العسكرية، والذي تمثّل مؤخرا بتعليق تسليم صواريخ "باتريوت". ترامب يغيّر الأولويات: الصين أولاً وليس روسيا أكد الكاتب والباحث السياسي الروسي يفغيني سيدروف خلال حديثه إلى "غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية، أن روسيا متمسكة بمواقفها ولم تتأثر بالاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب، بل على العكس، ترى في شعار "أميركا أولًا" الذي يرفعه ترامب تأكيدًا على أن الأولويات الأميركية تغيّرت. وقال سيدروف: " الولايات المتحدة لم تعد ترى في روسيا تهديدا رئيسيا، بل تركّز استراتيجيتها على الصين كمنافس أول، وهذا يفسر تراجع الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، في إطار إعادة ترتيب الموارد تحسبًا لأي مواجهة محتملة في المحيط الهادئ". التخلي الأميركي يربك كييف ويقلق أوروبا في المقابل، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن فك الارتباط الأميركي "رسالة واضحة لأوروبا" لتكثيف دعمها لأوكرانيا، إلا أن سيدروف يرى أن القدرات الأوروبية محدودة، لاسيما أن كثيرًا من الأسلحة الأوروبية تحتوي على مكونات أميركية، ما يجعل تعويض الفراغ الأميركي أمرا شبه مستحيل في الوقت الراهن. يضيف سيدروف: "أوروبا لا تستطيع أن تحل مكان أميركا، لأن توقف الإمدادات الأميركية يعني بالضرورة تراجعًا كبيرًا في القدرة الدفاعية الأوكرانية، خاصة على صعيد الدفاعات الجوية". وفيما تبدو الخيارات العسكرية أكثر حسمًا في الميدان، تعثّرت المسارات الدبلوماسية مجددًا، إذ أشار سيدروف إلى أن الجولة الثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف، والتي كان من المفترض أن تبدأ الأسبوع الماضي، قد تم تعليقها بسبب رفض أوكرانيا العودة إلى طاولة التفاوض. وأوضح أن الجولة كانت ستتناول تبادل الملاحظات حول مسودتين منفصلتين قدمهما الطرفان بشأن شروط وقف إطلاق النار، لكن الخلاف العميق بين الوثيقتين حال دون التقدّم. الصواريخ تنفد والدفاعات تنهار لفت سيدروف إلى أن نقص الإمدادات – وخاصة صواريخ "باتريوت" – يشكّل خطرًا مباشرًا على قدرات كييف الدفاعية، مشيرًا إلى أن الدفاع الجوي الأوكراني سيتأثر بشدة في حال استمرت واشنطن بتجميد تسليم الأسلحة. وأضاف: "من دون هذه الصواريخ، لن تملك أوكرانيا الوسائل الكافية لصد الهجمات الروسية المكثفة على المنشآت الحيوية". هجوم روسي واسع قيد التنفيذ؟ يعتقد سيدروف أن روسيا قد تكون بصدد تنفيذ هجوم واسع النطاق، بعد أن أكملت سلسلة من الهجمات المحدودة على جبهات متعددة. يقول الباحث الروسي: "القوات الروسية تهيئ الأرضية لعملية حاسمة، وفي حال نجحت المرحلة الأولى من الهجوم، فقد نشهد قريبا نقطة تحوّل كبرى لصالح موسكو". وتابع: "الصيف الحالي، وربما بدايات الخريف، سيكونان حاسمين لتحديد ملامح المرحلة القادمة من الصراع، وقد يكونان شهودًا على انهيار الدفاعات الأوكرانية بالكامل." أكد سيدروف أن روسيا تسعى للوصول إلى السيطرة الكاملة على الحدود الإدارية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، معتبراً أن هذا الإنجاز سيُعلن عمليًا نهاية "العملية العسكرية الخاصة"، كما تسميها موسكو. يشدد سيدروف: "لن تتراجع روسيا عن مطالبها الجوهرية، وعلى رأسها أن تتخلى أوكرانيا بشكل نهائي عن فكرة الانضمام لحلف شمال الأطلسي، لأن ذلك يُمثّل تهديدًا وجوديًا مباشرًا لموسكو".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store