logo
ضمادة ذكية من «الهلام»... ثورة في علاج الجروح المزمنة

ضمادة ذكية من «الهلام»... ثورة في علاج الجروح المزمنة

الشرق الأوسط٠٥-٠٧-٢٠٢٥
طوَّر فريق من الباحثين في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ جلاً مائياً يُشبه الإسفنج، يمكنه تقليل الإشارات الالتهابية وتعزيز شفاء الجروح المزمنة بفاعلية كبيرة.
وكان هدف الباحثة الرائدة بورتي إيمير أوغلو، التي قادت الفريق البحثي، تطوير ضمادة جروح ذكية يُمكن أن تُؤثّر بفاعلية في عملية التئام الجروح المزمنة، عبر التقاط الإشارات الالتهابية من الأنسجة، وفي الوقت عينه دعم عمليات تجدُّد تلك الأنسجة.
قالت أوغلو: «نريد توجيه الجرح للخروج من حالة الالتهاب وإعطائه التعليمات الصحيحة للشفاء. نريد مساعدة الأنسجة على إرسال إشارة بأنّ الوقت قد حان للتجدُّد مرة أخرى».
وأضافت لموقع المعهد: «من الناحية التقنية، تتكوَّن الإسفنجة من جزيئات هلامية دقيقة، تُعرف باسم الهلاميات الدقيقة، لا تُرى بالعين المجرَّدة. وعند جمعها بأعداد كبيرة، تُكوّن بنية ناعمة تشبه الإسفنج الذي يملك قدرة امتصاص عالية».
تتكوّن الضمادة من هيدروجيل حُبيبي يلتقط إشارات الالتهاب (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا)
واستطردت: «يمكن تزويد هذه البنية بما يُسمى بالربيطات، وهي جزيئات سطحية تستهدف جزيئات إشارات محدّدة كي ترتبط بها. هذا يُمكّن الإسفنجة من التمييز بين الإشارات المفيدة والضارة».، مضيفةً: «لا نريد امتصاص أي شيء وكلّ شيء، كما تفعل إسفنجة المطبخ؛ وإنما نحتاج إلى إزالة الجزيئات المسبِّبة للالتهابات بشكل انتقائي، وهي التي تُلحِق الضرر بالأنسجة المصابة، بالتزامن مع بدء العمليات الحيوية التي تُعزّز الشفاء».
وتُعدُّ الجروح المزمنة، مثل تلك المرتبطة بداء السكّري أو اضطرابات الدورة الدموية، مشكلة طبّية واسعة الانتشار. إذ يعاني عدد من المصابين من آفاتٍ جلدية مفتوحة بالكاد تلتئم لأشهر حتى سنوات. وغالباً ما يكون السبب استجابة مناعية مبالغاً فيها، فبدلاً من التقدّم نحو التجدّد، يبقى الجسم عالقاً في حلقة مستمرّة من النشاط الالتهابي المفرط.
مؤسِّسا «إيمونوسبونج» إيمير أوغلو وأبورف سينغ (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا)
وكما أفادت دراستهم المنشورة في مجلة «مواد الرعاية الصحية المتقدّمة»، تُشكّل الجروح المزمنة تحدّياً طبّياً كبيراً يُثقل كاهل أنظمة الرعاية الصحية بتكاليف تُقدَّر بمليارات الدولارات سنوياً.
ومن هنا، جاءت أهمية شركة «إيمونوسبونج» الناشئة، التي أسّسها كل من إيمير أوغلو وأبورف سينغ، الباحثَيْن في مختبر البروفسور مارك تيبيت لهندسة الجزيئات الكبيرة في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.
توضح أوغلو: «بإمكاننا توسيع الوحدات البنائية للابتكار الجديد، ما سيسمح لنا في المستقبل بتخصيص تقنيتنا لمختلف فئات المرضى والأمراض الأخرى».
ووفق نتائج الدراسة، يمكن استخدام الهلاميات المائية الحُبيبية القابلة للحقن على الجروح كونها ضمادة، إذ يمكن لانتشار السيتوكينات الالتهابية والتقاطها، إلى جانب إطلاق العوامل المحفّزة لتكوين الأوعية الدموية، أن يُحسِّن من نتائج التئام الجروح.
وبينما يُركّز الباحثون حالياً على جروح الجلد المزمنة، يُمكن لهذه التقنية أن تُساعد أيضاً في علاج تلف الأنسجة الداخلية، كما هي الحال في التئام العظام أو الغضاريف أو الأوتار.
وعلى عكس الطرق الحالية، مثل أجهزة الشفط الميكانيكية أو ضمادات الجروح غير المخصصة، التي تُجفّف الجرح تماماً، فإنّ ضمادة الجروح التي ابتكرتها أوغلو تستهدف السبب الجذري.
«نتعلّم الآن كيف تعمل السوق، وما يحتاج إليه الأطباء، وكيف يمكننا تحويل بحوثنا إلى منتج فعّال»، تقول أوغلو، التي تضيف أنّ هذا يُغيّر أيضاً منظورها: «نحن نتحدَّر من خلفية بحثية بحتة، إذ نادراً ما نتواصل مع المستخدمين. الآن، نتحدّث إلى الأطباء والممرّضين ورجال السوق وغيرهم من المهنيين، ونتعرَّف إلى وجهات نظرهم».
وتتابع: «نُراعي عامل الوقت في التطوير. فالأمر لا يتعلَّق بطرح منتج في السوق بأسرع وقت ممكن، وإنما بخلق منتج ذي قيمة طويلة الأجل».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كارول سماحة تدعم أنغام في وعكتها الصحية: أنتي قوية
كارول سماحة تدعم أنغام في وعكتها الصحية: أنتي قوية

مجلة سيدتي

timeمنذ يوم واحد

  • مجلة سيدتي

كارول سماحة تدعم أنغام في وعكتها الصحية: أنتي قوية

حرَصت النجمة اللبنانية كارول سماحة على دعم ومساندة الفنانة أنغام ، بعد أزمتها الصحية التي تعرّضت لها مؤخراً، وأدّت إلى نقلها لأحد المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. كارول سماحة تتمنى الشفاء العاجل لـ أنغام وجاء دعم كارول سماحة للفنانة أنغام مشحوناً بعبارات صادقة، كشفت عن عمق المحبة والتقدير الذي تُكنه لها؛ إذ قالت عبْر خاصية الـ"ستوري" التابعة لحسابها الرسمي على "إنستغرام": "أنغام الصديقة والفنانة الكبيرة. بعرف قديش أنتي قوية. وقلبك كبير قد الفن يلي بتعطيه. بتمنالك الشفاء العاجل من قلبي، وراجعة أقوى متل دايماً محبتي كبيرة إلك". تفاصيل دقيقة عن حالة أنغام الصحية تفاصيل حالة أنغام الصحية كشفها الإعلامي المصري محمود سعد في بثٍّ مباشر سابق؛ حيث أكّد أنه قد تم استئصال ورم في البنكرياس؛ مؤكداً أنه "ورم حميد" ولا يشكّل خطراً على حياتها، وأنه لايزال جزءٌ ‏آخر باقٍ؛ حيث صرّح قائلاً: "أنغام عندها كيس على البنكرياس، والحمد لله طلع حاجة عادية وحميدة، وكلّ اللي بيتقال مالوش أساس من ‏الصحة ‏خالص، وعملوا ليها منظار في ألمانيا وبالتحديد في ميونخ. والمنظار دخل من الفم، لحد ما وصل البنكرياس وشال جزء كبير من ‏الكيس ‏لأن الكيس كبير، وهي بتاكل، وبتتألم جامد جداً. وعاوز إنكم تدعوا لها، بتقدر تمشي وتاكل حاجات بسيطة، معندهاش أيّ حاجة ‏خبيثة، ‏وهتخرج بكره أو بعده".‏ وكشف أيضاً عن موعد عودة أنغام إلى مصر؛ قائلاً: "لو خدت حقن في الدم هتضطر تقعد شوية. ولو حبوب، احتمال تيجي على طول، ‏واللي فاضل من الكيس ‏مش مزعج، قد تحتاج تشيله في فترة من الفترات قدام، وعاوز متابعة، كل شهر أو اتنين تعمل رسم وتشوف. ‏والأطباء في ألمانيا قالوا ليها ‏اعملي رسم في مصر، ولو مستقر ومش بيكبر مفيش مشكلة، ومفيش حاجة خطر، وهي كويسة جداً، ‏واتكلمنا أكتر من تلات أربع مرات، ‏أرجوكم ده الخبر الدقيق".‏ حفل غنائي جدير بالذكر، أن الفنانة كارول سماحة أحيت حفلاً غنائياً ناجحاً شهر يوليو الماضي، بالعاصمة اللبنانية "بيروت". كارول، التي خطفت الأنظار نحوها بإطلالة ذهبية أنيقة، ألهبت حماس محبيها وجمهورها بباقة من أجمل أغانيها التي طالما عشقها الجمهور، منها: "اسمعني، خليك بحالك، نسخة مني، إحساس، يا رب، فوضى، وحشاني بلادي، نفس، حبيب قلبي"، وغيرها من الأغاني. View this post on Instagram A post shared by CAROLE SAMAHA كارول سماحة (@carolesamaha) يمكنكِ قراءة لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

تضر بالصحة من الطفولة للشيخوخة... «أزمة البلاستيك» تكلف العالم 1.5 تريليون دولار سنوياً
تضر بالصحة من الطفولة للشيخوخة... «أزمة البلاستيك» تكلف العالم 1.5 تريليون دولار سنوياً

الشرق الأوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الشرق الأوسط

تضر بالصحة من الطفولة للشيخوخة... «أزمة البلاستيك» تكلف العالم 1.5 تريليون دولار سنوياً

حذر تقرير جديد من أن البلاستيك أصبح يُشكّل «خطراً جسيماً ومتزايداً وغير مُدرَكٍ بشكلٍ كافٍ» على صحة الإنسان والكوكب، مشيراً إلى أن العالم يمرّ بـ«أزمةٍ بلاستيكية»، تُسبّب الأمراض والوفيات من الطفولة إلى الشيخوخة، وتُسبّب أضراراً صحيةً تكلفتها لا تقلّ عن 1.5 تريليون دولار سنوياً. وبحسب التقرير الصادر عن باحثين في كلية بوسطن الأميركية، والذي نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن السبب الرئيسي للأزمة هو التسارع الهائل في إنتاج البلاستيك، الذي زاد بأكثر من 200 ضعف منذ عام 1950، ومن المتوقع أن يتضاعف 3 مرات تقريباً ليصل إلى أكثر من مليار طن سنوياً بحلول عام 2060. ورغم الاستخدامات المهمة للبلاستيك، فإن أسرع زيادة كانت في إنتاج المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام، مثل زجاجات المشروبات وعلب الوجبات السريعة. ونتيجة ذلك، ارتفع تلوث البلاستيك بشكلٍ حاد، حيثُ يُلوِّث 8 مليارات طنٍّ منه الكوكبَ بأكمله، وفقاً للتقرير، ويُعاد تدوير أقل من 10 في المائة منه. وأشار التقرير إلى أن البلاستيك يُعرّض الإنسان والكوكب للخطر في كل مرحلة، بدءاً من إنتاجه إلى استخدامه ثم التخلص منه. ويؤدي ذلك إلى تلوث الهواء، والتعرض للمواد الكيميائية السامة، وتسرب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى الجسم، بل إن تلوث البلاستيك قد يُعزز تكاثر البعوض الناقل للأمراض، إذ تُوفّر النفايات البلاستيكية بيئات تكاثر واعدة للبعوض. ومن المقرر أن يجتمع ممثلون لأكثر من 160 دولة، الثلاثاء، لبدء جمعية الأمم المتحدة للبيئة، التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق عالمي لتنظيم إنتاج البلاستيك وتصميمه وإدارة النفايات بطريقة تحمي الأفراد والبيئة بشكل أفضل.

البروفيسور إيمون مالون: الدبور قد يبدو تافها لكنه يحمل مفاتيح كبيرة لإبطاء الزمن
البروفيسور إيمون مالون: الدبور قد يبدو تافها لكنه يحمل مفاتيح كبيرة لإبطاء الزمن

العربية

timeمنذ يوم واحد

  • العربية

البروفيسور إيمون مالون: الدبور قد يبدو تافها لكنه يحمل مفاتيح كبيرة لإبطاء الزمن

تتسابق مختبرات مستحضرات البشرة ومراكز التجميل بالتنسيق مع آخر الدراسات لإرضاء فئة كبيرة هوسها بالحفاظ على شبابها وإبطاء "شبح الشيخوخة" كل بطريقته، فيما يختار آخرون نمط العيش الصحي والرياضة وأساليب أخرى متعددة، بيد أن باحثين من جامعة ليستر البريطانية يدعون أن نوعا معينا من الدبابير وهو "الدبور الجوهري" أو اللامع قد يكون المفتاح لإيقاف الشيخوخة. ويتميز هذا الدبور بجسم معدني لامع بدلًا من اللونين الأصفر والأسود المعتادين، ويُعرف بسلوكه المفترس في عالم الحشرات، حيث يضع بيضه داخل أجسام حشرات أخرى، لتتغذى اليرقات على ضحاياها من الداخل. لكن ما لفت انتباه العلماء ليس عدوانيته، وإنما قدرته الغريبة على "تجميد الزمن" داخل جسده على حد تعبير باحثين من جامعة ليستر. واكتشف فريق البحث أنه رغم قصر عمر هذه الدبابير، فإن لديها نظامًا متقدمًا لتعديل التعبير الجيني يُعرف بـ"مثيلة الحمض النووي"، وهو آلية مسؤولة عن تحديد وظيفة كل خلية في الجسم. واللافت أن هذا النظام يشبه ما يوجد لدى البشر. أما النقلة الفارقة فجاءت عندما لاحظ العلماء ظاهرة فريدة، ألا وهي أن يرقات هذا الدبور يمكنها الدخول في حالة تُشبه "السبات البيولوجي"، وذلك عندما تتعرض الأمهات للبرد والظلام. خلال هذه الحالة، يتوقف نمو اليرقة... ويتوقف معها الزمن البيولوجي. وتوصل الباحثون إلى أن اليرقات التي خضعت لهذه الحالة نمت لاحقًا بشكل طبيعي، لكنها عاشت أطول بنسبة تفوق 30 بالمئة مقارنة بأقرانها. كما تبين أن الشيخوخة البيولوجية لديها كانت أبطأ بنسبة 29 بالمئة. ويميز العلماء هنا بين شيخوخة "زمنية" (كرونولوجية) تقاس بعدد السنوات، وشيخوخة "بيولوجية" تقاس بحالة الخلايا والأنسجة. فقد تبدو شابًا على الورق، لكن الخلايا قد تقول العكس. وأفصح البروفيسور، إيمون مالون، المتخصص في علم الأحياء التطوري والمشرف على الدراسة قائلا: "إنها كما لو أن هذه الدبابير خزّنت وقتًا إضافيًا في البنك بمجرد أخذ استراحة مبكرة في الحياة. هذا يثبت أن الشيخوخة ليست حتمية... بل يمكن التلاعب بها بيئيا". "مفاتيح كبيرة لإبطاء الزمن" وتُثبت هذه الدراسة للمرة الأولى، أن الشيخوخة البيولوجية يمكن إبطاؤها وتعديلها في كائن لا فقاري. ويأمل العلماء الآن في استخدام هذا الاكتشاف كنقطة انطلاق لأبحاث متقدمة في الشيخوخة البشرية. وأردف البروفيسور مالون: "فهم كيف ولماذا تحدث الشيخوخة يُعد تحديًا علميًا كبيرًا. هذه الدراسة تفتح أبوابًا جديدة ليس فقط في علم الحشرات، بل في حلمنا بتصميم تدخلات طبية تُبطئ الشيخوخة من جذورها الجزيئية." وختم قائلا: "هذا الدبور الصغير قد يبدو تافهًا.. لكنه قد يحمل مفاتيح كبيرة لإبطاء الزمن ذاته".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store