logo
عرب وعالم – السويد: 'التجويع' الإسرائيلي لغزة 'جريمة حرب'

عرب وعالم – السويد: 'التجويع' الإسرائيلي لغزة 'جريمة حرب'

حضرموت نتمنذ يوم واحد

قالت وزيرة خارجية السويد الخميس إن رفض إسرائيل السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة واستهدافها مواقع لتوزيع المساعدات يتسببان في تجويع المدنيين، وهو ما يمثل جريمة حرب.
ومطلع يونيو، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، إن الهجمات القاتلة على مدنيين في محيط نقاط لتوزيع المساعدات في قطاع غزة تُشكل 'جريمة حرب'، فيما اتهمت منظمات حقوقية، بينها العفو الدولية، إسرائيل بارتكاب 'أعمال إبادة'.
ورفضت إسرائيل هذا الاتهام بشكل قاطع.
وقالت الوزيرة ماريا مالمر ستينرغارد في مؤتمر صحافي إن 'استخدام تجويع المدنيين أداة من أدوات الحرب، جريمة حرب. ينبغي عدم تسييس المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أو استخدامها سلاحا'.
وأضافت أن 'هناك مؤشرات قوية حاليا على أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي'.
وشددت على 'أهمية وصول الغذاء والماء والأدوية بسرعة إلى السكان المدنيين، وكثير منهم من النساء والأطفال الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية تماما'.
وأعلنت السويد في ديسمبر 2024 أنها ستوقف تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما حظرت إسرائيل المنظمة واتهمتها بتوفير غطاء لمقاتلي حماس.
وصرح وزير التنمية الدولية السويدي بنيامين دوسا في المؤتمر الصحافي الخميس بأن ستوكهولم تُحوّل المساعدات الآن عبر منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة وبأنها 'خامس أكبر مانح في العالم… وثاني أكبر مانح في الاتحاد الأوروبي للاستجابة الإنسانية في غزة'.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية التي قدمتها السويد لغزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 تبلغ حاليا أكثر من مليار كرونة (105 ملايين دولار)، بينما يبلغ إجمالي التمويل المخصص لغزة لعام 2025، 800 مليون كرونة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النوايا الغربية في تغيير نظام إيران
النوايا الغربية في تغيير نظام إيران

Independent عربية

timeمنذ 36 دقائق

  • Independent عربية

النوايا الغربية في تغيير نظام إيران

يبدو أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك يؤيد تغيير النظام الإيراني، وفي سبيل هذا فعَّل خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" أمام الإيرانيين لعله يجد بينهم من يستجيب لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالثورة على قادته. الكاتب والمحلل الأميركي مارك ليفين غرد عبر حسابه على منصة "إكس" بدعوة ماسك إلى "دق المسمار الأخير في نعش النظام الإيراني"، عبر تفعيل "ستارلينك" لأبناء البلد الآسيوي، فرد صاحب المنصة بعبارة مختصرة جداً "إنها فعالة". نشرت جمعية التجارة الإلكترونية الإيرانية خلال فبراير (شباط) الماضي تقريراً يقول إن عدد مستخدمي الإنترنت الفضائي داخل إيران تجاوز 30 ألفاً، وهذا يشير إلى زيادة تفوق الثلث مقارنة بتقديرات "فوربس" خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024. والإقبال على خدمات "ستارلينك" يزيد على رغم ارتفاع كلفة معداتها، فالعقوبات المفروضة ترفع قيمة الأجهزة من نحو 250 دولاراً عموماً إلى ما يقارب ألفي دولار أحياناً، نتيجة الحاجة إلى شراء التقنيات بصورة غير قانونية وعبر مراحل عدة. بعيداً من الجوانب التقنية، تشير استجابة ماسك السريعة إلى وجود تيار داخل الولايات المتحدة يميل نحو هذا الخيار كحل "مضمون" لإنهاء التهديدات الإيرانية في المنطقة، هكذا تبدو الحال وفق مقال الكاتب جيفري لويس ضمن "فورين بوليسي". يقول لويس إن فئة في أميركا وكذلك داخل إسرائيل، تعتقد أن المشكلة تكمن في النظام الإيراني وليس في البرنامج النووي لطهران، وأي "سلام زائف لا يعزز إلا قوة نظام لا يمكنه إصلاح نفسه"، ولا شك اليوم في أن نتنياهو ينتمي إلى هذه الفئة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونقلت وكالة "رويترز" عن مايكل سينغ من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمسؤول الكبير السابق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، "أن أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى القيام بالهجوم هو أملها برؤية تغيير في نظام طهران". برأي محرر الشؤون الإيرانية في هيئة الإذاعة البريطانية أمير عظيمي فإن رهان نتنياهو على انتفاضة شعبية تقلب النظام في طهران، مستفيدة من هجوم "الأسد الصاعد"، تعد مخاطرة غير مضمونة النتائج وربما تشعل حرباً داخل المنطقة. ويقول عظيمي إن "إن أصحاب النفوذ في إيران يسيطرون على الاقتصاد والقوات المسلحة، بالتالي هم لا يحتاجون إلى القيام بانقلاب لأنهم في السلطة أصلاً، بل على العكس يمكن أن يأخذوا إيران نحو مواجهة أكثر شراسة"، وفق تعبيره. سقوط النظام وغرق دولة مكونة من نحو 90 مليون نسمة في الفوضى هو بذاته احتمال مخيف من وجهة نظر عظيمي، أما انهيار النظام وإمساك قوة صديقة بالسلطة في طهران يعد الخيار الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل، وفق المحرر المتخصص. تجربة الانسحاب من أفغانستان لمصلحة "طالبان" واستبدال "هيئة تحرير الشام" التي كانت تتبع للقاعدة في سوريا بنظام الأسد، يوحي بأن الفوضى والفراغ لم يعودا مقلقين كثيراً لأميركا وإسرائيل، والحلول تجترح عندما تستدعي الحاجة لها. وعلى رغم ذلك يبقى الحديث عن بديل لنظام طهران أمراً مشروعاً ما دامت إسرائيل تهدف لإسقاطه عبر "الأسد الصاعد"، والمعارضة الإيرانية في الداخل أو الخارج ليست على قلب رجل واحد، وأصحاب النفوذ في السلطة، كما يقول عظيمي. مدير مبادرة "سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط" جوناثان بانيكوف يعتقد أن بدائل الإيراني الحالي قد تكون أسوأ، ويحذر في مقالة على موقع "مجلس أتلانتيك" للدراسات من أن تجد إسرائيل نفسها في حرب طويلة الأمد في حال وصول أشخاص أكثر تشدداً من الذين يجلسون على كراسي الحكم داخل طهران اليوم. المفارقة أن موقع "ريل كلير ديفانس" المقرب من البنتاغون نشر خلال التاسع من مايو (أيار) الماضي تقريراً تحت عنوان "لماذا بات تغير النظام في إيران لا مفر منه"، مستعرضاً عوامل داخلية وخارجية يستند إليها من أجل القيام بهذه الخطوة الآن. فحوى التقرير يقول إن إيران تواجه ضغوطاً غير مسبوقة من داخل حدودها وخارجها، حيث "أضعف الانهيار الاقتصادي وخيبة الأمل السياسية والرفض الواسع للاستبداد الديني شرعية النظام بصورة كبيرة، أما خارجياً فيتضاءل نفوذها الإقليمي مع تعرض وكلائها لهزائم عسكرية وعزلة دبلوماسية، وعلى رغم أن التوقيت الدقيق غير مؤكد فإن تضافر الضغوط يزيد من احتمالية تغيير نظام طهران، وبالنسبة إلى صانعي السياسة الغربيين، ليس هذا هو وقت إدارة الأزمة على المدى القصير بل هو وقت التحضير لانتقال ديمقراطي". الزميل البارز في معهد "أميركان إنتربرايز" والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط مايكل روبين كتب في موقع المعهد، بعد ساعات من بدء هجوم "الأسد الصاعد" الإسرائيلي، مقالة بعنوان "بعد تغيير النظام: يجب محاكمة القادة الإيرانيين". قال روبين في مقالته "إن إيران فقدت شرعيتها الشعبية منذ زمن بعيد، وبينما يفترض عدد من المحللين الخارجيين أن الإيرانيين سيترددون عند توجيه ضربة عسكرية إلى بلادهم، فإن تمكن إسرائيل من استهداف قادة النظام بدقة ودون التسبب في خسائر مدنية، قد يدفع الشعب إلى البقاء على الحياد أو حتى يتشجع على تغيير النظام". بصورة أو بأخرى يستشعر قادة طهران هذه النيات الإسرائيلية في الهجوم، مما دفع بخامنئي أمس إلى القول في خطابه "إن الشعب الإيراني يقف خلف الجيش في معركته، والتيارات السياسية كافة موحدة في التصدي لهجوم إسرائيل بكل قوة". ويبقى السؤال الأساس في هذا هو حول الموقف الأميركي من تغيير النظام الإيراني، فالرئيس دونالد ترمب يقول إنه ما زال متمسكاً بالتفاوض مع قادة طهران، لكن من يدري إن كان ذلك حقيقياً أم خدعة تورطهم تماماً، كما حصل بعد تطميناته لهم قبل يومين بأن هجوم إسرائيل لن يكون وشيكاً، ثم استيقظوا على زئير "الأسد الصاعد".

قادة أدمنوا الحروب... سلسلة دموية من هتلر إلى نتنياهو
قادة أدمنوا الحروب... سلسلة دموية من هتلر إلى نتنياهو

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

قادة أدمنوا الحروب... سلسلة دموية من هتلر إلى نتنياهو

كان البعض يتصور أن إدمان الحروب والاعتداءات هي عادة بدائية، لم تعد تليق بتطور مسيرة الإنسانية في العصور الحديثة، وأن مأساة الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان كانت آخر العهد بالحروب الكبيرة المتواصلة التي غزتها رغبات دموية لدى بعض القادة الذين يؤمنون أن الحرب هي اللغة الوحيدة لحماية بلدانهم، لكن على ما يبدو أن السلام يظل طريقاً أقل جذباً ربما بالنسبة إلى زعماء كان من المفترض أن ينتموا لجيل سياسي مختلف يؤمن بدور المؤسسات والمنظمات الدولية، ويضع الحرب كخيار أخير لحل النزاعات. عشرات القادة السياسيين على مدار التاريخ ارتبط اسمهم بالسعي لتخليد أسمائهم كزعماء حرب، وتعددت الدوافع ما بين غايات استعمارية صريحة، أو الدفاع عن الحدود، فيما آخرون كانوا يهدفون إلى إبادة غيرهم تماماً، بغرض تحقيق طموح الزعامة والتخلص من تهديدات تؤرق مجدهم الشخصي وسيادة دولهم ـ كما يتصورون - ولكن بعد تطور المجتمعات وأدبيات السياسة ودرس الحرب العالمية القاسي، وتطور هيكل ونظام الأمم المتحدة عام 1945، اتفق الجميع على اللجوء إلى بدائل متنوعة تجنب العالم ويلات الحروب، ومن ثم تم تحجيم رغبات بعض السياسيين في خوض المعارك الطاحنة، مع الجيران وغير الجيران. إلا أنه مع ذلك استمرت فئة من هؤلاء السياسيين في البحث عن دوافع وتبريرات للإغارة على الشعوب، وحتى محاربة بعض المجتمعات في دولهم، وليس خارجياً فحسب، وبدا هؤلاء كتلاميذ مخلصين لقادة مثل هتلر وموسوليني ونابليون بونابرت وغيرهم ممن ارتبطت أسماؤهم بملايين الضحايا، فما هي الدوافع النفسية والاجتماعية والسياسية التي تجعل المعارك الدموية رديفاً وحيداً للقوة والسيطرة والحماية والاستقرار في نظر فئة من رجال السياسة. عقليات عدائية بالفطرة المفكر والباحث في علم الاجتماع السياسي الأميركي هربرت كيلمان (1927 ـ 2022) من أشهر من تحدثوا عن مصطلح التحيز العدائي فيما يتعلق بإدارة العلاقات بين الكيانات والدول، فالتعبير في علم النفس يشير إلى عقلية تعتبر الآخرين مصدر تهديد طوال الوقت، وتفسر المواقف على أنها توجهات عدوانية، ومن ثم تستدعي تصرفاً مضاداً قوياً. فكيلمان الذي تخصص في دراسة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، يجد أن أهم ما يميز أصحاب هذه الصفة أنهم ينزعون صفة الإنسانية عن الآخر تماماً. وبالبحث في سمات أخرى تتميز بها الشخصيات ذات العقلية أو الذهنية العدائية، فهناك أيضاً الخوف الوجودي وشيطنة الآخر والشعور بالتهديد طوال الوقت، ورفض الحقائق طالما أنها تخالف توجهات الشخص العدائي، مقابل تضخيم مظلوميته، وعلى ذكر الصراعات التي تخوضها إسرائيل منذ إقامة دولتها في الشرق الأوسط، فقد دأبت الدوائر الموالية لإسرائيل على مدى عقود على رفض أي ربط بين نهجها العسكري وبين ما قام به الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، فهو تاريخياً العدو الأكبر لليهود بسبب ابتكاره للمحرقة التي راح ضحيتها وفق بعض التقديرات 6 ملايين شخص، حيث كان يراهم سبباً لتأخر بلاده، وعائقاً لمجده، وقرر إبادتهم، ولهذا فأي محاولة لتشبيه ما يفعله نتنياهو حالياً في غزة على أنه دمار وإبادة للفلسطينيين جميعاً من دون استثناء، تقابل بدعاية غاضبة ورفض قطعي، وشعور عظيم بالإهانة لدى سياسيي إسرائيل. هتلر ونتنياهو معاً لكن وفقاً للمتخصص في مجال العلوم السياسية محمد عبدالعظيم الشيمي، فإن نتنياهو لا شك يذكر في نفس قائمة القادة الأكثر ميلاً للحروب على مدار التاريخ، وبينهم هتلر بالطبع وموسوليني وصدام حسين، مشيراً إلى أن هؤلاء ارتبطت أسماؤهم بالرغبة في إشعال الحروب طويلة الأمد والمتكررة، تجاه أطراف متعددة، مؤكداً أن علوم السياسة تشير إلى أن بعض الزعماء يعتمدون بصورة أساسية على الحرب كأداة لتحقيق مكاسب ومطامع وليس فقط لاستعراض القوة، سواء رغبة في استغلال موارد طرف آخر وإخضاعه أو التخلص منه، لافتاً إلى أن القانون الدولي يمنح حق الدول في اللجوء للقوة العسكرية كخيار لحماية حدودها ومقدراتها، ولكن استخدام القوة المفرط بصورة انتقامية ترتبط عادةً بظروف أخرى. الشيمي ينوه أيضاً إلى أن التعمق في دراسة دوافع هذا النوع من الزعماء أمر شغل الباحثين في مجالات السياسة وعلم النفس، وما بينهما، موضحاً أن الدراسات عزت هذا النمط من السلوك العدائي الذي يلجأ للقوة العسكرية دوماً، إلى جوانب سيكولوجية فردية وأخرى متعلقة بالتنشئة الاجتماعية الأولى، وصولاً إلى الظروف المحيطة بصانع القرار، وكذلك الدوافع الأيديولوجية. ويتابع الشيمي، "الاهتمام بتحليل هذه الشخصيات أثبت أن هناك بالطبع عوامل مشتركة كثيرة تغذي لديهم الدوافع الدموية، وذلك على رغم وجود بعض الاختلافات بين طبيعة عصر وظروف وشخصية كل قائد منهم، سواء قديماً أو في التاريخ الحديث، ولكن بصورة عامة الجوانب النفسية لها دور رئيس، إضافة إلى العوامل الاجتماعية أيضاً، فنتنياهو على سبيل المثال بات يرفع من وتيرة العنف بلا سقف لاكتساب الشعبية داخل المجتمع الإسرائيلي مع رفع نبرة خطاب إشعال الحروب بأكثر من جبهة، فهي وسيلته لتوطيد اسمه والحصول على المزيد من الشرعية والشعبية، وإقناع الناخب بوقته وقدراته، من خلال استعراض تأثيرات العنف الذي يتبناه، فهو يروج سياسياً لنفسه مستنداً إلى أساليب تتواءم مع شخصيته وأيديولوجيته وتنشئته وتؤثر في المجتمع الذي يوجه له خطابه ورسالته". حروب مقدسة ودوافع شخصية ارتبطت الدعوات للحروب أيضاً بعبارات رنانة تلهب حماسة الجماهير المؤيدة وتعتبر أن هذا السلوك بمثابة واجب وطني في حرب إلهية مقدسة، لمواجهة الشرور، حيث يجري تبريرها للحصول على دعم ومباركة الجماهير المتحمسة، والنتيجة على سبيل المثال أن هناك ما يقارب 200 ألف راحوا ضحية لحرب غزة التي شنها نتنياهو وأوشكت على إتمام عامها الثاني، بينهم جرحى بإصابات بليغة وأطراف مبتورة وكذلك من فقدوا حياتهم. هذه فقط حصيلة مواجهة عسكرية واحدة من التي يزخر بها تاريخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى جانب الأيديولوجية السياسية التي يتمتع بها قادة إسرائيل التي تقوم على استعراض القوة العسكرية واستقطاع الأراضي المجاورة من لبنان وفلسطين وسوريا وفيما سبق مصر، فإن لدى نتنياهو رغبة أكبر في شن الحروب، لأسباب خاصة أيضاً إذ إن لديه ثأراً شخصياً، وذلك تأثراً بمقتل شقيقه، يوناتان نتنياهو عام 1976، حينما كان في الثلاثينيات من عمره. كان شقيق نتنياهو ضابطاً شارك في تحرير رهائن إسرائيليين في عنتيبي بأوغندا، ومثلاً أعلى له، والذي كان في العشرينيات من عمره وقتها. وعملية اختطاف الرهائن قام بها مجموعة من الفلسطينيين ماتوا خلال تحرير المختطفين. وإلى جانب ذلك ووفقاً لشهادات من جيران طفولة ومراهقة رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد كان منزوياً ومنعزلاً ولم يكن لديه أصدقاء حتى إن عائلته كانت تتوسل للمعارف كيف يجعلوا أبناءهم يصادقوه. قد يكون هذا اعتلالاً اجتماعياً معترفاً به، ولكن بالطبع ليس كل من يعاني اضطراباً نفسياً أو إقصاءً اجتماعياً سيتحول إلى محترف حرب، إلا أن على ما يبدو أن الظروف تتوافق معاً لتصنع تلك الحالة، فهتلر أيضاً كان يعاني عنف أبيه وبطشه به، فبات عدوانياً ومتوتراً يعاني اضطرابات نفسية عميقة وربما عقلية. أما الديكتاتور الإيطالي زعيم الحزب الفاشي بينيتو موسوليني الذي قاد بلاده إلى الهاوية في الحرب العالمية الثانية وعرف بمعاركه المستمرة في مستعمرات إيطاليا، إضافة إلى تحالفه مع هتلر، فقد كان وفقاً لمراجع طفلاً عدوانياً وعصبياً يقود حملات من التمرد على زملاء المدرسة، ويتعامل بحدة في منزله المتواضع حيث نشأ في عائلة شديدة الفقر. بيئة معتلة السؤال الآن، هل كان لسمات النشأة سبباً في عدم اكتساب هؤلاء الزعماء أو "أمراء الحرب" لقيم مثل التعاطف والسلام، حيث لا تبدو مصطلحات مثل الدبلوماسية والمفاوضات حاضرة في قاموسهم السياسي؟ إضافة إلى أنهم يجدون أنفسهم كمنقذين لشعوبهم، بالتالي مخول لهم ارتكاب أفعال تخلف مثل هذه الضحايا. يعتقد أستاذ علم النفس الإكلينيكي الدكتور حمدي أبو سنة أن الاعتلال النفسي يظهر في سمات الشخصيات العدائية في صورة مجموعة من الاضطرابات التي يمكن ملاحظتها، وبينها النرجسية، والقدرة على التلاعب وتغذية استخدام العنف دون رادع أخلاقي، بل اعتبار التراجع عن هذا النهج نوعاً من الضعف. بينما يصف المؤرخون طفولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خاض ثلاثة حروب، وآخرها في أوكرانيا التي دخلت عامه الرابع، بالجائعة والبشعة نتيجة لضيق ذات يد أسرته، كما أن تعرضه للتنمر والسخرية من زملائه جعله يدخل في تعلم فنون القتال والدفاع عن النفس بشراسة، كذلك عرف جوزيف ستالين الذي ظل زعيماً للاتحاد السوفياتي مدة ثلاثة عقود انتهت في 1953، بطفولته الصعبة حيث نشأ يتيماً ووجد ضالته في الحزب البلشفي والذي انضم إليه في مقتبل حياته، وهو الزعيم الذي قاد حملات قمع وتطهير عرقي وقاد حروباً شتى وغزا بولندا وفنلندا وشارك في تأجيج الحرب الأهلية الإسبانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ثم القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت (1769 ـ 1821) الذي قال المؤرخون إنه كان يعوض نقطة ضعفه المتعلقة بقصر قامته بالنسبة إلى كونه ضابطاً متحدراً من طبقة أرستقراطية في ذلك الحين، بالدخول في حروب لتأكيد تفوقه كقائد، وسميت هذه الحالة عقدة نابليون. خاض نابليون عشرات المعارك وأبرز حروبه كانت في مصر وسوريا من خلال الحملة الفرنسية، إضافة إلى غزو روسيا، كذلك عاش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين طفولة غير مستقرة بعد وفاة والده، وهو في سنته الأولى في الحياة، وكان حسين قاد الحرب العراقية - الإيرانية، وغزا الكويت، أما الحرب الثالثة فلم تكن لصالحه، حيث غزت الولايات المتحدة بلاده عام 2003، بسبب مزاعم امتلاكه أسلحة نووية، وهي الحرب التي قادها جورج بوش وسبقها بحربه على أفغانستان تحت عنوان عريض وهو الحرب على الإرهاب. منظومة مشجعة انتظمت الولايات المتحدة مع التحالف الدولي خلال 10 سنوات في هذه الورطة العسكرية التي أسقطت مئات الآلاف من الضحايا، وعلى رغم الطفولة المدللة للرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، فقد كان والده أيضاً هو الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، إلا أنه عانى اعتلالات نفسية في مراهقته وشبابه، جعلته مدمناً للخمور، وفيما بعد مدمناً للحروب. وتشير المراجع النفسية إلى أنه عانى شعوراً بالاضطهاد أدى فيما بعد لاعتماده آلية دفاع عن النفس تتسم بالنزعة الهجومية، وهو ما أثر حتماً في سلوكه السياسي الصاخب والعنيف. ويشدد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس في مصر على أن بعض البيئات تكون محفزة على ظهور هذه السمات، لا سيما فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية المبكرة، ولكن قد يجري تحجيم هذا السلوك حينما يدخل الشخص في المجتمع، إلا أنه في حالات قادة الحروب فإن المنظومة المحيطة قد تشجع الشخص على إظهار عدائيته بوحشية، من طريق منحه تبريرات لأفعاله، وتشجيعاً مرضياً لسلوكه. ويلفت الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمي إلى أنه فيما يتعلق بجورج دبليو بوش على وجه التحديد، فهو يتمتع بنفس أفكار نظيره الجمهوري دونالد ترمب، مع الفرق أن كلاً منهما لديه طريقته في استعراض القوة، فأفكارهما التوسعية تتعلق بالهيمنة ومحاولات فرض القوة على الأطراف الدولية، واعتماد سياسة الأمر الواقع. ويختم بالقول، "الظرف السياسي تغير، بالتالي لدى ترمب، حسابات مختلفة لأنه يلجأ لاستخدام مفهوم القوة الأميركية بصورة مغايرة تماماً، ودوماً يفكر في عاملي العائد والإنفاق فيما يتعلق بالتحركات العسكرية، ولهذا فهو يحاول كبح جماح القوة والعنف، من خلال توافقات وتفاهمات مع الجانب الروسي".

قادة أدمنوا الحروب... سلسة دموية من هتلر إلى نتنياهو
قادة أدمنوا الحروب... سلسة دموية من هتلر إلى نتنياهو

Independent عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • Independent عربية

قادة أدمنوا الحروب... سلسة دموية من هتلر إلى نتنياهو

كان البعض يتصور أن إدمان الحروب والاعتداءات هي عادة بدائية، لم تعد تليق بتطور مسيرة الإنسانية في العصور الحديثة، وأن مأساة الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان كانت آخر العهد بالحروب الكبيرة المتواصلة التي غزتها رغبات دموية لدى بعض القادة الذين يؤمنون أن الحرب هي اللغة الوحيدة لحماية بلدانهم، لكن على ما يبدو أن السلام يظل طريقاً أقل جذباً ربما بالنسبة إلى زعماء كان من المفترض أن ينتموا لجيل سياسي مختلف يؤمن بدور المؤسسات والمنظمات الدولية، ويضع الحرب كخيار أخير لحل النزاعات. عشرات القادة السياسيين على مدار التاريخ ارتبط اسمهم بالسعي لتخليد أسمائهم كزعماء حرب، وتعددت الدوافع ما بين غايات استعمارية صريحة، أو الدفاع عن الحدود، فيما آخرون كانوا يهدفون إلى إبادة غيرهم تماماً، بغرض تحقيق طموح الزعامة والتخلص من تهديدات تؤرق مجدهم الشخصي وسيادة دولهم ـ كما يتصورون - ولكن بعد تطور المجتمعات وأدبيات السياسة ودرس الحرب العالمية القاسي، وتطور هيكل ونظام الأمم المتحدة عام 1945، اتفق الجميع على اللجوء إلى بدائل متنوعة تجنب العالم ويلات الحروب، ومن ثم تم تحجيم رغبات بعض السياسيين في خوض المعارك الطاحنة، مع الجيران وغير الجيران. إلا أنه مع ذلك استمرت فئة من هؤلاء السياسيين في البحث عن دوافع وتبريرات للإغارة على الشعوب، وحتى محاربة بعض المجتمعات في دولهم، وليس خارجياً فحسب، وبدا هؤلاء كتلاميذ مخلصين لقادة مثل هتلر وموسوليني ونابليون بونابرت وغيرهم ممن ارتبطت أسماؤهم بملايين الضحايا، فما هي الدوافع النفسية والاجتماعية والسياسية التي تجعل المعارك الدموية رديفاً وحيداً للقوة والسيطرة والحماية والاستقرار في نظر فئة من رجال السياسة. عقليات عدائية بالفطرة المفكر والباحث في علم الاجتماع السياسي الأميركي هربرت كيلمان (1927 ـ 2022) من أشهر من تحدثوا عن مصطلح التحيز العدائي فيما يتعلق بإدارة العلاقات بين الكيانات والدول، فالتعبير في علم النفس يشير إلى عقلية تعتبر الآخرين مصدر تهديد طوال الوقت، وتفسر المواقف على أنها توجهات عدوانية، ومن ثم تستدعي تصرفاً مضاداً قوياً. فكيلمان الذي تخصص في دراسة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، يجد أن أهم ما يميز أصحاب هذه الصفة أنهم ينزعون صفة الإنسانية عن الآخر تماماً. وبالبحث في سمات أخرى تتميز بها الشخصيات ذات العقلية أو الذهنية العدائية، فهناك أيضاً الخوف الوجودي وشيطنة الآخر والشعور بالتهديد طوال الوقت، ورفض الحقائق طالما أنها تخالف توجهات الشخص العدائي، مقابل تضخيم مظلوميته، وعلى ذكر الصراعات التي تخوضها إسرائيل منذ إقامة دولتها في الشرق الأوسط، فقد دأبت الدوائر الموالية لإسرائيل على مدى عقود على رفض أي ربط بين نهجها العسكري وبين ما قام به الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، فهو تاريخياً العدو الأكبر لليهود بسبب ابتكاره للمحرقة التي راح ضحيتها وفق بعض التقديرات 6 ملايين شخص، حيث كان يراهم سبباً لتأخر بلاده، وعائقاً لمجده، وقرر إبادتهم، ولهذا فأي محاولة لتشبيه ما يفعله نتنياهو حالياً في غزة على أنه دمار وإبادة للفلسطينيين جميعاً من دون استثناء، تقابل بدعاية غاضبة ورفض قطعي، وشعور عظيم بالإهانة لدى سياسيي إسرائيل. هتلر ونتنياهو معاً لكن وفقاً للمتخصص في مجال العلوم السياسية محمد عبدالعظيم الشيمي، فإن نتنياهو لا شك يذكر في نفس قائمة القادة الأكثر ميلاً للحروب على مدار التاريخ، وبينهم هتلر بالطبع وموسوليني وصدام حسين، مشيراً إلى أن هؤلاء ارتبطت أسماؤهم بالرغبة في إشعال الحروب طويلة الأمد والمتكررة، تجاه أطراف متعددة، مؤكداً أن علوم السياسة تشير إلى أن بعض الزعماء يعتمدون بصورة أساسية على الحرب كأداة لتحقيق مكاسب ومطامع وليس فقط لاستعراض القوة، سواء رغبة في استغلال موارد طرف آخر وإخضاعه أو التخلص منه، لافتاً إلى أن القانون الدولي يمنح حق الدول في اللجوء للقوة العسكرية كخيار لحماية حدودها ومقدراتها، ولكن استخدام القوة المفرط بصورة انتقامية ترتبط عادةً بظروف أخرى. الشيمي ينوه أيضاً إلى أن التعمق في دراسة دوافع هذا النوع من الزعماء أمر شغل الباحثين في مجالات السياسة وعلم النفس، وما بينهما، موضحاً أن الدراسات عزت هذا النمط من السلوك العدائي الذي يلجأ للقوة العسكرية دوماً، إلى جوانب سيكولوجية فردية وأخرى متعلقة بالتنشئة الاجتماعية الأولى، وصولاً إلى الظروف المحيطة بصانع القرار، وكذلك الدوافع الأيديولوجية. ويتابع الشيمي، "الاهتمام بتحليل هذه الشخصيات أثبت أن هناك بالطبع عوامل مشتركة كثيرة تغذي لديهم الدوافع الدموية، وذلك على رغم وجود بعض الاختلافات بين طبيعة عصر وظروف وشخصية كل قائد منهم، سواء قديماً أو في التاريخ الحديث، ولكن بصورة عامة الجوانب النفسية لها دور رئيس، إضافة إلى العوامل الاجتماعية أيضاً، فنتنياهو على سبيل المثال بات يرفع من وتيرة العنف بلا سقف لاكتساب الشعبية داخل المجتمع الإسرائيلي مع رفع نبرة خطاب إشعال الحروب بأكثر من جبهة، فهي وسيلته لتوطيد اسمه والحصول على المزيد من الشرعية والشعبية، وإقناع الناخب بوقته وقدراته، من خلال استعراض تأثيرات العنف الذي يتبناه، فهو يروج سياسياً لنفسه مستنداً إلى أساليب تتواءم مع شخصيته وأيديولوجيته وتنشئته وتؤثر في المجتمع الذي يوجه له خطابه ورسالته". حروب مقدسة ودوافع شخصية ارتبطت الدعوات للحروب أيضاً بعبارات رنانة تلهب حماسة الجماهير المؤيدة وتعتبر أن هذا السلوك بمثابة واجب وطني في حرب إلهية مقدسة، لمواجهة الشرور، حيث يجري تبريرها للحصول على دعم ومباركة الجماهير المتحمسة، والنتيجة على سبيل المثال أن هناك ما يقارب 200 ألف راحوا ضحية لحرب غزة التي شنها نتنياهو وأوشكت على إتمام عامها الثاني، بينهم جرحى بإصابات بليغة وأطراف مبتورة وكذلك من فقدوا حياتهم. هذه فقط حصيلة مواجهة عسكرية واحدة من التي يزخر بها تاريخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى جانب الأيديولوجية السياسية التي يتمتع بها قادة إسرائيل التي تقوم على استعراض القوة العسكرية واستقطاع الأراضي المجاورة من لبنان وفلسطين وسوريا وفيما سبق مصر، فإن لدى نتنياهو رغبة أكبر في شن الحروب، لأسباب خاصة أيضاً إذ إن لديه ثأراً شخصياً، وذلك تأثراً بمقتل شقيقه، يوناتان نتنياهو عام 1976، حينما كان في الثلاثينيات من عمره. كان شقيق نتنياهو ضابطاً شارك في تحرير رهائن إسرائيليين في عنتيبي بأوغندا، ومثلاً أعلى له، والذي كان في العشرينيات من عمره وقتها. وعملية اختطاف الرهائن قام بها مجموعة من الفلسطينيين ماتوا خلال تحرير المختطفين. وإلى جانب ذلك ووفقاً لشهادات من جيران طفولة ومراهقة رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد كان منزوياً ومنعزلاً ولم يكن لديه أصدقاء حتى إن عائلته كانت تتوسل للمعارف كيف يجعلوا أبناءهم يصادقوه. قد يكون هذا اعتلالاً اجتماعياً معترفاً به، ولكن بالطبع ليس كل من يعاني اضطراباً نفسياً أو إقصاءً اجتماعياً سيتحول إلى محترف حرب، إلا أن على ما يبدو أن الظروف تتوافق معاً لتصنع تلك الحالة، فهتلر أيضاً كان يعاني عنف أبيه وبطشه به، فبات عدوانياً ومتوتراً يعاني اضطرابات نفسية عميقة وربما عقلية. أما الديكتاتور الإيطالي زعيم الحزب الفاشي بينيتو موسوليني الذي قاد بلاده إلى الهاوية في الحرب العالمية الثانية وعرف بمعاركه المستمرة في مستعمرات إيطاليا، إضافة إلى تحالفه مع هتلر، فقد كان وفقاً لمراجع طفلاً عدوانياً وعصبياً يقود حملات من التمرد على زملاء المدرسة، ويتعامل بحدة في منزله المتواضع حيث نشأ في عائلة شديدة الفقر. بيئة معتلة السؤال الآن، هل كان لسمات النشأة سبباً في عدم اكتساب هؤلاء الزعماء أو "أمراء الحرب" لقيم مثل التعاطف والسلام، حيث لا تبدو مصطلحات مثل الدبلوماسية والمفاوضات حاضرة في قاموسهم السياسي؟ إضافة إلى أنهم يجدون أنفسهم كمنقذين لشعوبهم، بالتالي مخول لهم ارتكاب أفعال تخلف مثل هذه الضحايا. يعتقد أستاذ علم النفس الإكلينيكي الدكتور حمدي أبو سنة أن الاعتلال النفسي يظهر في سمات الشخصيات العدائية في صورة مجموعة من الاضطرابات التي يمكن ملاحظتها، وبينها النرجسية، والقدرة على التلاعب وتغذية استخدام العنف دون رادع أخلاقي، بل اعتبار التراجع عن هذا النهج نوعاً من الضعف. بينما يصف المؤرخون طفولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خاض ثلاثة حروب، وآخرها في أوكرانيا التي دخلت عامه الرابع، بالجائعة والبشعة نتيجة لضيق ذات يد أسرته، كما أن تعرضه للتنمر والسخرية من زملائه جعله يدخل في تعلم فنون القتال والدفاع عن النفس بشراسة، كذلك عرف جوزيف ستالين الذي ظل زعيماً للاتحاد السوفياتي مدة ثلاثة عقود انتهت في 1953، بطفولته الصعبة حيث نشأ يتيماً ووجد ضالته في الحزب البلشفي والذي انضم إليه في مقتبل حياته، وهو الزعيم الذي قاد حملات قمع وتطهير عرقي وقاد حروباً شتى وغزا بولندا وفنلندا وشارك في تأجيج الحرب الأهلية الإسبانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ثم القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت (1769 ـ 1821) الذي قال المؤرخون إنه كان يعوض نقطة ضعفه المتعلقة بقصر قامته بالنسبة إلى كونه ضابطاً متحدراً من طبقة أرستقراطية في ذلك الحين، بالدخول في حروب لتأكيد تفوقه كقائد، وسميت هذه الحالة عقدة نابليون. خاض نابليون عشرات المعارك وأبرز حروبه كانت في مصر وسوريا من خلال الحملة الفرنسية، إضافة إلى غزو روسيا، كذلك عاش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين طفولة غير مستقرة بعد وفاة والده، وهو في سنته الأولى في الحياة، وكان حسين قاد الحرب العراقية - الإيرانية، وغزا الكويت، أما الحرب الثالثة فلم تكن لصالحه، حيث غزت الولايات المتحدة بلاده عام 2003، بسبب مزاعم امتلاكه أسلحة نووية، وهي الحرب التي قادها جورج بوش وسبقها بحربه على أفغانستان تحت عنوان عريض وهو الحرب على الإرهاب. منظومة مشجعة انتظمت الولايات المتحدة مع التحالف الدولي خلال 10 سنوات في هذه الورطة العسكرية التي أسقطت مئات الآلاف من الضحايا، وعلى رغم الطفولة المدللة للرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، فقد كان والده أيضاً هو الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، إلا أنه عانى اعتلالات نفسية في مراهقته وشبابه، جعلته مدمناً للخمور، وفيما بعد مدمناً للحروب. وتشير المراجع النفسية إلى أنه عانى شعوراً بالاضطهاد أدى فيما بعد لاعتماده آلية دفاع عن النفس تتسم بالنزعة الهجومية، وهو ما أثر حتماً في سلوكه السياسي الصاخب والعنيف. ويشدد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس في مصر على أن بعض البيئات تكون محفزة على ظهور هذه السمات، لا سيما فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية المبكرة، ولكن قد يجري تحجيم هذا السلوك حينما يدخل الشخص في المجتمع، إلا أنه في حالات قادة الحروب فإن المنظومة المحيطة قد تشجع الشخص على إظهار عدائيته بوحشية، من طريق منحه تبريرات لأفعاله، وتشجيعاً مرضياً لسلوكه. ويلفت الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمي إلى أنه فيما يتعلق بجورج دبليو بوش على وجه التحديد، فهو يتمتع بنفس أفكار نظيره الجمهوري دونالد ترمب، مع الفرق أن كلاً منهما لديه طريقته في استعراض القوة، فأفكارهما التوسعية تتعلق بالهيمنة ومحاولات فرض القوة على الأطراف الدولية، واعتماد سياسة الأمر الواقع. ويختم بالقول، "الظرف السياسي تغير، بالتالي لدى ترمب، حسابات مختلفة لأنه يلجأ لاستخدام مفهوم القوة الأميركية بصورة مغايرة تماماً، ودوماً يفكر في عاملي العائد والإنفاق فيما يتعلق بالتحركات العسكرية، ولهذا فهو يحاول كبح جماح القوة والعنف، من خلال توافقات وتفاهمات مع الجانب الروسي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store