logo
قادة أدمنوا الحروب... سلسلة دموية من هتلر إلى نتنياهو

قادة أدمنوا الحروب... سلسلة دموية من هتلر إلى نتنياهو

Independent عربيةمنذ 13 ساعات

كان البعض يتصور أن إدمان الحروب والاعتداءات هي عادة بدائية، لم تعد تليق بتطور مسيرة الإنسانية في العصور الحديثة، وأن مأساة الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان كانت آخر العهد بالحروب الكبيرة المتواصلة التي غزتها رغبات دموية لدى بعض القادة الذين يؤمنون أن الحرب هي اللغة الوحيدة لحماية بلدانهم، لكن على ما يبدو أن السلام يظل طريقاً أقل جذباً ربما بالنسبة إلى زعماء كان من المفترض أن ينتموا لجيل سياسي مختلف يؤمن بدور المؤسسات والمنظمات الدولية، ويضع الحرب كخيار أخير لحل النزاعات.
عشرات القادة السياسيين على مدار التاريخ ارتبط اسمهم بالسعي لتخليد أسمائهم كزعماء حرب، وتعددت الدوافع ما بين غايات استعمارية صريحة، أو الدفاع عن الحدود، فيما آخرون كانوا يهدفون إلى إبادة غيرهم تماماً، بغرض تحقيق طموح الزعامة والتخلص من تهديدات تؤرق مجدهم الشخصي وسيادة دولهم ـ كما يتصورون - ولكن بعد تطور المجتمعات وأدبيات السياسة ودرس الحرب العالمية القاسي، وتطور هيكل ونظام الأمم المتحدة عام 1945، اتفق الجميع على اللجوء إلى بدائل متنوعة تجنب العالم ويلات الحروب، ومن ثم تم تحجيم رغبات بعض السياسيين في خوض المعارك الطاحنة، مع الجيران وغير الجيران.
إلا أنه مع ذلك استمرت فئة من هؤلاء السياسيين في البحث عن دوافع وتبريرات للإغارة على الشعوب، وحتى محاربة بعض المجتمعات في دولهم، وليس خارجياً فحسب، وبدا هؤلاء كتلاميذ مخلصين لقادة مثل هتلر وموسوليني ونابليون بونابرت وغيرهم ممن ارتبطت أسماؤهم بملايين الضحايا، فما هي الدوافع النفسية والاجتماعية والسياسية التي تجعل المعارك الدموية رديفاً وحيداً للقوة والسيطرة والحماية والاستقرار في نظر فئة من رجال السياسة.
عقليات عدائية بالفطرة
المفكر والباحث في علم الاجتماع السياسي الأميركي هربرت كيلمان (1927 ـ 2022) من أشهر من تحدثوا عن مصطلح التحيز العدائي فيما يتعلق بإدارة العلاقات بين الكيانات والدول، فالتعبير في علم النفس يشير إلى عقلية تعتبر الآخرين مصدر تهديد طوال الوقت، وتفسر المواقف على أنها توجهات عدوانية، ومن ثم تستدعي تصرفاً مضاداً قوياً. فكيلمان الذي تخصص في دراسة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، يجد أن أهم ما يميز أصحاب هذه الصفة أنهم ينزعون صفة الإنسانية عن الآخر تماماً.
وبالبحث في سمات أخرى تتميز بها الشخصيات ذات العقلية أو الذهنية العدائية، فهناك أيضاً الخوف الوجودي وشيطنة الآخر والشعور بالتهديد طوال الوقت، ورفض الحقائق طالما أنها تخالف توجهات الشخص العدائي، مقابل تضخيم مظلوميته، وعلى ذكر الصراعات التي تخوضها إسرائيل منذ إقامة دولتها في الشرق الأوسط، فقد دأبت الدوائر الموالية لإسرائيل على مدى عقود على رفض أي ربط بين نهجها العسكري وبين ما قام به الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، فهو تاريخياً العدو الأكبر لليهود بسبب ابتكاره للمحرقة التي راح ضحيتها وفق بعض التقديرات 6 ملايين شخص، حيث كان يراهم سبباً لتأخر بلاده، وعائقاً لمجده، وقرر إبادتهم، ولهذا فأي محاولة لتشبيه ما يفعله نتنياهو حالياً في غزة على أنه دمار وإبادة للفلسطينيين جميعاً من دون استثناء، تقابل بدعاية غاضبة ورفض قطعي، وشعور عظيم بالإهانة لدى سياسيي إسرائيل.
هتلر ونتنياهو معاً
لكن وفقاً للمتخصص في مجال العلوم السياسية محمد عبدالعظيم الشيمي، فإن نتنياهو لا شك يذكر في نفس قائمة القادة الأكثر ميلاً للحروب على مدار التاريخ، وبينهم هتلر بالطبع وموسوليني وصدام حسين، مشيراً إلى أن هؤلاء ارتبطت أسماؤهم بالرغبة في إشعال الحروب طويلة الأمد والمتكررة، تجاه أطراف متعددة، مؤكداً أن علوم السياسة تشير إلى أن بعض الزعماء يعتمدون بصورة أساسية على الحرب كأداة لتحقيق مكاسب ومطامع وليس فقط لاستعراض القوة، سواء رغبة في استغلال موارد طرف آخر وإخضاعه أو التخلص منه، لافتاً إلى أن القانون الدولي يمنح حق الدول في اللجوء للقوة العسكرية كخيار لحماية حدودها ومقدراتها، ولكن استخدام القوة المفرط بصورة انتقامية ترتبط عادةً بظروف أخرى.
الشيمي ينوه أيضاً إلى أن التعمق في دراسة دوافع هذا النوع من الزعماء أمر شغل الباحثين في مجالات السياسة وعلم النفس، وما بينهما، موضحاً أن الدراسات عزت هذا النمط من السلوك العدائي الذي يلجأ للقوة العسكرية دوماً، إلى جوانب سيكولوجية فردية وأخرى متعلقة بالتنشئة الاجتماعية الأولى، وصولاً إلى الظروف المحيطة بصانع القرار، وكذلك الدوافع الأيديولوجية.
ويتابع الشيمي، "الاهتمام بتحليل هذه الشخصيات أثبت أن هناك بالطبع عوامل مشتركة كثيرة تغذي لديهم الدوافع الدموية، وذلك على رغم وجود بعض الاختلافات بين طبيعة عصر وظروف وشخصية كل قائد منهم، سواء قديماً أو في التاريخ الحديث، ولكن بصورة عامة الجوانب النفسية لها دور رئيس، إضافة إلى العوامل الاجتماعية أيضاً، فنتنياهو على سبيل المثال بات يرفع من وتيرة العنف بلا سقف لاكتساب الشعبية داخل المجتمع الإسرائيلي مع رفع نبرة خطاب إشعال الحروب بأكثر من جبهة، فهي وسيلته لتوطيد اسمه والحصول على المزيد من الشرعية والشعبية، وإقناع الناخب بوقته وقدراته، من خلال استعراض تأثيرات العنف الذي يتبناه، فهو يروج سياسياً لنفسه مستنداً إلى أساليب تتواءم مع شخصيته وأيديولوجيته وتنشئته وتؤثر في المجتمع الذي يوجه له خطابه ورسالته".
حروب مقدسة ودوافع شخصية
ارتبطت الدعوات للحروب أيضاً بعبارات رنانة تلهب حماسة الجماهير المؤيدة وتعتبر أن هذا السلوك بمثابة واجب وطني في حرب إلهية مقدسة، لمواجهة الشرور، حيث يجري تبريرها للحصول على دعم ومباركة الجماهير المتحمسة، والنتيجة على سبيل المثال أن هناك ما يقارب 200 ألف راحوا ضحية لحرب غزة التي شنها نتنياهو وأوشكت على إتمام عامها الثاني، بينهم جرحى بإصابات بليغة وأطراف مبتورة وكذلك من فقدوا حياتهم. هذه فقط حصيلة مواجهة عسكرية واحدة من التي يزخر بها تاريخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى جانب الأيديولوجية السياسية التي يتمتع بها قادة إسرائيل التي تقوم على استعراض القوة العسكرية واستقطاع الأراضي المجاورة من لبنان وفلسطين وسوريا وفيما سبق مصر، فإن لدى نتنياهو رغبة أكبر في شن الحروب، لأسباب خاصة أيضاً إذ إن لديه ثأراً شخصياً، وذلك تأثراً بمقتل شقيقه، يوناتان نتنياهو عام 1976، حينما كان في الثلاثينيات من عمره.
كان شقيق نتنياهو ضابطاً شارك في تحرير رهائن إسرائيليين في عنتيبي بأوغندا، ومثلاً أعلى له، والذي كان في العشرينيات من عمره وقتها. وعملية اختطاف الرهائن قام بها مجموعة من الفلسطينيين ماتوا خلال تحرير المختطفين. وإلى جانب ذلك ووفقاً لشهادات من جيران طفولة ومراهقة رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد كان منزوياً ومنعزلاً ولم يكن لديه أصدقاء حتى إن عائلته كانت تتوسل للمعارف كيف يجعلوا أبناءهم يصادقوه.
قد يكون هذا اعتلالاً اجتماعياً معترفاً به، ولكن بالطبع ليس كل من يعاني اضطراباً نفسياً أو إقصاءً اجتماعياً سيتحول إلى محترف حرب، إلا أن على ما يبدو أن الظروف تتوافق معاً لتصنع تلك الحالة، فهتلر أيضاً كان يعاني عنف أبيه وبطشه به، فبات عدوانياً ومتوتراً يعاني اضطرابات نفسية عميقة وربما عقلية.
أما الديكتاتور الإيطالي زعيم الحزب الفاشي بينيتو موسوليني الذي قاد بلاده إلى الهاوية في الحرب العالمية الثانية وعرف بمعاركه المستمرة في مستعمرات إيطاليا، إضافة إلى تحالفه مع هتلر، فقد كان وفقاً لمراجع طفلاً عدوانياً وعصبياً يقود حملات من التمرد على زملاء المدرسة، ويتعامل بحدة في منزله المتواضع حيث نشأ في عائلة شديدة الفقر.
بيئة معتلة
السؤال الآن، هل كان لسمات النشأة سبباً في عدم اكتساب هؤلاء الزعماء أو "أمراء الحرب" لقيم مثل التعاطف والسلام، حيث لا تبدو مصطلحات مثل الدبلوماسية والمفاوضات حاضرة في قاموسهم السياسي؟ إضافة إلى أنهم يجدون أنفسهم كمنقذين لشعوبهم، بالتالي مخول لهم ارتكاب أفعال تخلف مثل هذه الضحايا.
يعتقد أستاذ علم النفس الإكلينيكي الدكتور حمدي أبو سنة أن الاعتلال النفسي يظهر في سمات الشخصيات العدائية في صورة مجموعة من الاضطرابات التي يمكن ملاحظتها، وبينها النرجسية، والقدرة على التلاعب وتغذية استخدام العنف دون رادع أخلاقي، بل اعتبار التراجع عن هذا النهج نوعاً من الضعف.
بينما يصف المؤرخون طفولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خاض ثلاثة حروب، وآخرها في أوكرانيا التي دخلت عامه الرابع، بالجائعة والبشعة نتيجة لضيق ذات يد أسرته، كما أن تعرضه للتنمر والسخرية من زملائه جعله يدخل في تعلم فنون القتال والدفاع عن النفس بشراسة، كذلك عرف جوزيف ستالين الذي ظل زعيماً للاتحاد السوفياتي مدة ثلاثة عقود انتهت في 1953، بطفولته الصعبة حيث نشأ يتيماً ووجد ضالته في الحزب البلشفي والذي انضم إليه في مقتبل حياته، وهو الزعيم الذي قاد حملات قمع وتطهير عرقي وقاد حروباً شتى وغزا بولندا وفنلندا وشارك في تأجيج الحرب الأهلية الإسبانية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ثم القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت (1769 ـ 1821) الذي قال المؤرخون إنه كان يعوض نقطة ضعفه المتعلقة بقصر قامته بالنسبة إلى كونه ضابطاً متحدراً من طبقة أرستقراطية في ذلك الحين، بالدخول في حروب لتأكيد تفوقه كقائد، وسميت هذه الحالة عقدة نابليون.
خاض نابليون عشرات المعارك وأبرز حروبه كانت في مصر وسوريا من خلال الحملة الفرنسية، إضافة إلى غزو روسيا، كذلك عاش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين طفولة غير مستقرة بعد وفاة والده، وهو في سنته الأولى في الحياة، وكان حسين قاد الحرب العراقية - الإيرانية، وغزا الكويت، أما الحرب الثالثة فلم تكن لصالحه، حيث غزت الولايات المتحدة بلاده عام 2003، بسبب مزاعم امتلاكه أسلحة نووية، وهي الحرب التي قادها جورج بوش وسبقها بحربه على أفغانستان تحت عنوان عريض وهو الحرب على الإرهاب.
منظومة مشجعة
انتظمت الولايات المتحدة مع التحالف الدولي خلال 10 سنوات في هذه الورطة العسكرية التي أسقطت مئات الآلاف من الضحايا، وعلى رغم الطفولة المدللة للرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، فقد كان والده أيضاً هو الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، إلا أنه عانى اعتلالات نفسية في مراهقته وشبابه، جعلته مدمناً للخمور، وفيما بعد مدمناً للحروب. وتشير المراجع النفسية إلى أنه عانى شعوراً بالاضطهاد أدى فيما بعد لاعتماده آلية دفاع عن النفس تتسم بالنزعة الهجومية، وهو ما أثر حتماً في سلوكه السياسي الصاخب والعنيف.
ويشدد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس في مصر على أن بعض البيئات تكون محفزة على ظهور هذه السمات، لا سيما فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية المبكرة، ولكن قد يجري تحجيم هذا السلوك حينما يدخل الشخص في المجتمع، إلا أنه في حالات قادة الحروب فإن المنظومة المحيطة قد تشجع الشخص على إظهار عدائيته بوحشية، من طريق منحه تبريرات لأفعاله، وتشجيعاً مرضياً لسلوكه.
ويلفت الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمي إلى أنه فيما يتعلق بجورج دبليو بوش على وجه التحديد، فهو يتمتع بنفس أفكار نظيره الجمهوري دونالد ترمب، مع الفرق أن كلاً منهما لديه طريقته في استعراض القوة، فأفكارهما التوسعية تتعلق بالهيمنة ومحاولات فرض القوة على الأطراف الدولية، واعتماد سياسة الأمر الواقع.
ويختم بالقول، "الظرف السياسي تغير، بالتالي لدى ترمب، حسابات مختلفة لأنه يلجأ لاستخدام مفهوم القوة الأميركية بصورة مغايرة تماماً، ودوماً يفكر في عاملي العائد والإنفاق فيما يتعلق بالتحركات العسكرية، ولهذا فهو يحاول كبح جماح القوة والعنف، من خلال توافقات وتفاهمات مع الجانب الروسي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مستشار الرئيس الفلسطيي: توقعنا تأجيل مؤتمر حل الدولتين
مستشار الرئيس الفلسطيي: توقعنا تأجيل مؤتمر حل الدولتين

المدينة

timeمنذ 2 ساعات

  • المدينة

مستشار الرئيس الفلسطيي: توقعنا تأجيل مؤتمر حل الدولتين

قال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، إن إرجاء مؤتمر السلام الذي كان مقررا عقده في نيويورك، كان متوقعًا، في ظل الأحداث التي تجري في المنطقة، والعدوان الإسرائيلي على إيران ورد طهران.وأضاف في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، أن هذه الأحداث ألقت بظلالها على الوضع العام، بما في ذلك المؤتمر السياسي الذي كان سيعقد في نيويورك لحماية حل الدولتين، والسلام والاستقرار في المنطقة.ويرى الهباش أن إسرائيل أدخلت المنطقة بأسرها في نفق مظلم آخر، وزادت تعقيدات المشهد عن طريق الهجمات التي نفذتها على إيران، وتسببت في هذه الحالة الصعبة وغير المستقرة التي جعلت الأمور أكثر صعوبة.وأكد أن تأجيل مؤتمر السلام متوقع، في ظل عدم سماح الظروف الحالية بالحركة والسفر، بعد اشتعال الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران.وأوضح أن إسرائيل انفلتت من عقالها، وتجاوزت كل الحدود، وتدوس القانون الدولي، وهذه نتيجة طبيعية لسكوت المجتمع الدولي عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، والعدوان المستمر على الفلسطينيين والتنكر للقانون الدولي.وشدد محمود الهباش على أن إسرائيل تضرب يمنيا ويسارا ومن خلفها أمريكا التي ترعاها وتستخدمها لتنفيذ سياساتها الخاصة في المنطقة، الأمر الذي يهدد كل دول الإقليم، ومن الممكن أن تقود المنطقة لحرب عالمية جديدة، مضيفًا: «الأمور تتدحرج مثل كرة الثلج، يمكن رؤية بدايتها لكن لا أحد يمكنه التنبؤ بنهايتها».وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، تأجيل المؤتمر الدولي الخاص بحل الدولتين، الذي كان مقرراً عقده في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أنه سيُعقد «في أقرب وقت ممكن».إلى ذلك، نظمت نقابات رئيسية في فرنسا وأحزاب يسارية مظاهرات السبت في عدة مدن، من بينها العاصمة باريس، للمطالبة بالسلام في غزة والاعتراف بدولة فلسطين.وإلى جانب منظمات تدعم حقوق الفلسطينيين، دعت عدة شخصيات من قطاع الفنون والترفيه، من بينها آني إيرنو الحائزة على جائزة نوبل للآداب، الناس إلى المشاركة في المظاهرات.وكان بيان مشترك، قد صدر عن الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل (سي إف دي تي) والكونفدرالية العامة للشغل (سي جي تي) و»سوليدير» واتحاد النقابات العمالية، داعيا إلى تعبئة «ضخمة» في باريس وفي أنحاء فرنسا، في إطار تعبئة عالمية خلال نهاية الأسبوع.وانضمت إلى هذه الاتحادات أحزاب يسارية، بينما أُفيد بأن هذه الدعوة تضم أيضا المجموعة الوطنية من أجل سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومنظمتي «أتاك» و»أورجانس فلسطين».وأفادت ليندا سهيلي الأمينة العامة الوطنية لنقابة «سوليدير»، «نتظاهر للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الإبادة الجماعية، وإدخال المساعدات الإنسانية وتطبيق القانون الدولي بكل بساطة».وبلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى الفلسطينيين 55207 في العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس.

على حلفاء أميركا إنقاذ أنفسهم
على حلفاء أميركا إنقاذ أنفسهم

Independent عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • Independent عربية

على حلفاء أميركا إنقاذ أنفسهم

منذ عودته لمنصبه، شن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجوماً على النظام العالمي الذي أنشأته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فلقد تحدى سيادة الحلفاء والشركاء من خلال تهديده بالاستيلاء على غرينلاند وضم كندا والسيطرة على قناة بنما، وعلاوة على ذلك فإن حربه التجارية العالمية تهدف إلى تحقيق مصلحة الولايات المتحدة على حساب جميع شركائها التجاريين، وقد انسحب من "اتفاق باريس للمناخ" و"منظمة الصحة العالمية"، ومن خلال تفكيك "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" تخلت إدارة ترمب عن التزامات الحزبين الطويلة الأمد تجاه التنمية الدولية، أما في طريقة تعامل ترمب مع أوكرانيا فقد أهان الطرف الأضعف والمظلوم واسترضى المعتدي حينما حاول الضغط على الأوكرانيين للتوصل إلى اتفاق سلام بدلاً من استخدام القوة الأميركية لإجبار روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. في الحقيقة يؤمن ترمب بأن القوة تصنع الحق، وقد نشر في أبريل (نيسان) الماضي [بالأحرف الكبيرة] على منصة "تروث سوشيال" أن "القاعدة الذهبية للتفاوض والنجاح هي من يملك الذهب يضع القواعد". إن النظام العالمي والمؤسسات التي أنشأتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية قد صممت لمقاومة هذا المنطق ولضمان ألا يتمكن الأقوياء من فعل ما يشاؤون ببساطة، وإجبار الضعفاء على المعاناة كما لو أن ذلك مصيرهم المحتوم، لكن ترمب لا يملك الوقت لمثل هذه المبادئ السامية، وبدلاً من ذلك أكد وجهة النظر المتشائمة التي ترى أن الولايات المتحدة لم تكن قط القوة المثالية والنزيهة التي تدعيها. بالنسبة إلى أولئك الذين لا يزالون يؤمنون بصورة الولايات المتحدة القائمة على المبادئ والمشاركة فإن هذه لحظة صادمة من التنافر المعرفي، وواقع إدارة ترمب المتمثل في ازدراء القانون في الداخل والخارج والبلطجة والتخلي عن الاتفاقات والمعاهدات والتهديدات الموجهة إلى الحلفاء والتقرب من الطغاة واضح للعيان، لكن ذلك لا يزال يبدو غير قابل للتصديق، لذا يبحث بعض المراقبين عن تفسير حسن النية، وبحسب ما يتخيلون فإن ترمب ربما يلعب لعبة شطرنج رباعية الأبعاد [يتبع خطة معقدة وذكية لا يفهمها الآخرون] وتصرفاته الصادمة ليست سوى جزء من خطة عبقرية مدروسة، بينما يتشبث آخرون بالأمل بأن شيئاً ما سيغير مجرى الأحداث، حبكة مفاجئة تعيد الأمور لنصابها قبل أن تخرج عن السيطرة. لكن الأمل يمكن أن يكون عزاء خطراً في مثل هذه الأوقات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لقد أصبح ترمب هو الواقع الطبيعي الجديد في واشنطن، وفي الأقل حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة لا يبدو أن هناك تغييراً في الأفق، بيد أن هذا لا يعني أن على حلفاء الولايات المتحدة أن يخضعوا لترهيب ترمب، فمعاً يمكنهم أن يمارسوا تأثيراً كبيراً ويتعاملوا مع الفوضى التي أطلقتها واشنطن، ويجب على الدول التي تتشارك قيماً كانت تمثلها الولايات المتحدة في السابق، ولكنها لا تؤيدها حالياً، أن تتكاتف في سبيل الحفاظ على أفضل ما في النظام الذي يعتزم ترمب دفنه، وكما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي فإنه يجب على حلفاء الولايات المتحدة بناء تحالف من الدول "التي لن تخضع للترهيب". الاعتماد على النفس في عصر "أميركا أولاً" لم تعد الولايات المتحدة الشريك الأمني الموثوق الذي كانت عليه في السابق، ولا تدعي أنها كذلك، ولقد أدرك الحلفاء حول العالم أن عليهم بذل مزيد من الجهد للدفاع عن أنفسهم، ويجب عليهم امتلاك أنظمة أسلحة أكثر تطوراً ومخزونات أكبر من الذخيرة والمعدات، وأن يعملوا على تجنيد مزيد من الأفراد، وفي الوقت نفسه عليهم تعزيز "استقلالهم السيادي" وخصوصاً قدرتهم على العمل من دون الحاجة إلى موافقة الولايات المتحدة أو تعاونها، وإضافة إلى ذلك يتعين عليهم تطوير وتعزيز تحالفاتهم مع شركاء من ذوي التفكير المشابه غير الولايات المتحدة. هذه الخطوات لا تشكل رفضاً للولايات المتحدة بل هي استجابة مباشرة لما تحث إدارة ترمب الحلفاء على القيام به، ففي مقابلة أجريت في أبريل الماضي أشاد نائب الرئيس جي دي فانس بالقائد الفرنسي شارل ديغول الذي، على رغم معارضة واشنطن خلال ستينيات القرن الـ 20، حرص على أن تحتفظ فرنسا، خلافاً للمملكة المتحدة، بسيادتها الكاملة على قدراتها العسكرية، بما في ذلك ترسانتها النووية. وعلى حد قول فانس فقد أدرك ديغول "أنه ليس من مصلحة أوروبا ولا من مصلحة أميركا أن تبقى أوروبا تابعة أمنياً بصورة دائمة للولايات المتحدة". لقد تغيرت رسالة واشنطن بصورة ملحوظة، فترمب ليس أول رئيس يطلب من الحلفاء تقديم مساهمة أكبر في الدفاع المشترك، ولكن بالنسبة إلى كثير من الحلفاء يبدو وكأنه يقول لهم إن عليهم زيادة إنفاقهم لأنهم قد يُتركون بمفردهم في النهاية. لنأخذ على سبيل المثال تعامل ترمب مع أوكرانيا، فخلال الأشهر الأولى من ولايته الثانية بدا وكأنه غيّر موقف بلاده بالكامل من الحرب في أوكرانيا، إذ انحاز إلى روسيا وبدأ في الضغط على أوكرانيا للقبول بالسلام وفق الشروط التي يفضلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولسوء حظ ترمب فإن ثلاثة أشهر من الاسترضاء لم تنهِ الحرب، وقد يقف في وجه بوتين في نهاية المطاف أو يترك أوكرانيا لمواجهة مصيرها ببساطة. لم تعد الولايات المتحدة الشريك الأمني الموثوق الذي كانت عليه سابقاً وبعيداً من أوكرانيا تواجه الدول الأوروبية التهديد الأكثر إلحاحاً من روسيا، فلدى أعضاء حلف شمال الأطلسي الأوروبيين القدرة الاقتصادية على مضاهاة روسيا والتفوق عليها إذا اختاروا ذلك، وكما تساءل رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أخيراً "لماذا يحتاج 500 مليون أوروبي إلى 330 مليون أميركي للدفاع عنهم في مواجهة 140 مليون روسي؟" ويدرك حلف شمال الأطلسي وجميع حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك أستراليا، الحاجة إلى زيادة الإنفاق، لكن الخلاف بين واشنطن والعواصم الحليفة يكمن في كيفية إنفاق هذه الأموال الإضافية، فالولايات المتحدة تريد بطبيعة الحال أن تستخدم هذه الأموال لشراء الأسلحة الأميركية، لكن الحلفاء يخشون أن شراء مزيد من المعدات والذخائر الأميركية قد يرضي ترمب، بيد أنه لن يمنحهم استقلالية أكبر، وفي الواقع فإن شراء كميات كبيرة من أنظمة الأسلحة الأميركية قد يؤدي إلى زيادة اعتماد الدول المشترية على الولايات المتحدة. إذاً فالحل الطويل الأمد بالنسبة إلى حلفاء الولايات المتحدة هو أن يمتلكوا القدرة على ردع المعتدين باستخدام قدرات سيادية، ويفضل أن تكون منتجة محلياً، لكن الأهم أن تكون قابلة للنشر والتشغيل من دون الحاجة إلى موافقة الولايات المتحدة، وفي الوقت الحالي هذا غير ممكن، فمقاتلات "إف-35"، على سبيل المثال، التي تزود الولايات المتحدة حلفاءها بها، تعتمد بصورة كبيرة على البرمجيات وقطع الغيار الأميركية إلى درجة تجعل من الصعب تصور تشغيلها أو الاستمرار في استخدامها لفترة طويلة من دون موافقة واشنطن. هذا النوع من الاعتماد، الشائع في معظم أنظمة الأسلحة الحديثة، لطالما كان مزعجاً لحلفاء الولايات المتحدة ولكنه لم يعتبر مشكلة كبيرة، إذ كان لدى الحلفاء في الـ "ناتو" ثقة في أنهم لن يقاتلوا بمفردهم مطلقاً، لذا فإن الاعتماد على الولايات المتحدة غير المبالية لم يكن سوى هاجس نظري، ولكن اليوم ومع مطالبة البيت الأبيض بأن يكون حلفاء الولايات المتحدة قادرين على الدفاع عن أنفسهم، فإن الظروف قد تغيرت كلياً، لذا ليس من المستغرب أن خطة الاتحاد الأوروبي للتسلح بقيمة 150 مليار يورو التي كشف عنها حديثاً، تستثني الشركات الأميركية إلى حد كبير، وفي الوقت نفسه أعلنت البرتغال أنها لم تعد تخطط لشراء مقاتلات من طراز "إف-35"، في حين أن كندا تعيد النظر في خططها لشراء 88 مقاتلة من الطراز نفسه. ويذكر أن التحدي الذي تواجهه أوروبا لا يقتصر على توفير التمويل لإعادة التسلح بل يتعداه إلى تجاوز التنافسات الوطنية والتوصل إلى توافق حول عدد من الشركات الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية، على غرار ما فعلته فرنسا وألمانيا عندما اجتمعتا لإنشاء "إيرباص" عام 1970، ويمكن لأوكرانيا أن تكون مثالاً ملهماً لأوروبا (ولحلفاء الولايات المتحدة الآخرين)، إذ أنتجت صناعتها الدفاعية المحلية قدرات مبتكرة ومؤثرة وأقل كلفة، مثلما أظهرت الهجمات المدهشة التي شنتها القوات الأوكرانية بطائرات مسيرة على قواعد جوية روسية في وقت سابق من هذا الأسبوع. السعي نحو السيادة الذاتية في أوروبا يتمتع حلفاء الولايات المتحدة بقرب جغرافي من بعضهم بعضاً، وتربطهم علاقات إستراتيجية واقتصادية قوية، أما الوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ فهو مختلف تماماً، فمن جهة تعد الصين أقوى بكثير مقارنة بجيرانها الآسيويين مما هي عليه روسيا مقارنة بجيرانها الأوروبيين، ومن جهة أخرى، وعلى رغم أن ترمب منح الأوروبيين سبباً للقلق من احتمال أن تترك أوروبا لمصيرها، لكنه لم يلمح بعد إلى احتمال تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها في آسيا. ونقطة التوتر الواضحة هي تايوان، إذ تقدم إدارة ترمب إشارات متضاربة في شأنها، فقد صرح ترمب بنفسه بأن الدفاع عن تايوان أمر صعب، واشتكى من صناعة أشباه الموصلات فيها زاعماً أن الجزيرة "سرقت صناعة الرقائق" من الولايات المتحدة ويجب أن تدفع في مقابل الحماية الأميركية، ومع ذلك، وفي خطاب حديث له في حوار "شانغريلا" في سنغافورة، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن ترمب كان واضحاً بأن "الصين الشيوعية لن تغزو تايوان في عهده"، وأن الولايات المتحدة ستعمل على جعل كلفة الغزو باهظة جداً على الصين، مما يضمن أن يكون السلام في مضيق تايوان هو الخيار الوحيد، وهذه الطمأنة تتناقض مع ما يجري على الأرض، فالمناورات العسكرية الصينية حول تايوان تبدو أكثر فأكثر وكأنها تدريبات تمهيدية لغزو فعلي، وقد أقر هيغسيث نفسه في خطابه بأن الهجوم قد يكون وشيكاً، أما السياسة التايوانية فتعاني عدم استقرار ولا يوجد توافق وطني على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي، كما أن هناك مجموعة من الإجراءات القسرية، من دون اللجوء إلى القوة العسكرية، قد تمكن الزعيم الصيني شي جينبينغ من السيطرة على تايوان من دون إطلاق رصاصة واحدة. وعلى رغم كلمات هيغسيث الاستفزازية في سنغافورة فإن تايوان أقرب إلى بكين وأهم بكثير بالنسبة إليها مما هي عليه بالنسبة إلى واشنطن، وإذا كان ترمب لا يعتبر حرب أوكرانيا حربه ولا يراها تستحق التدخل (وهو أمر دائماً ما يكرره ويؤكد عليه)، فمن غير المرجح أن يخاطر بخوض حرب ضد الصين من أجل تايوان، وهي حرب حتى لو ظلت تقليدية فستؤدي إلى تدمير جزء كبير من الأسطولين الأميركي والصيني، ومع امتلاك الصين قدرة على بناء السفن تفوق قدرة الولايات المتحدة بأكثر من 200 مرة، فإنها ستتمكن من تعويض خسائرها قبل أن تتمكن أميركا من القيام بذلك بوقت طويل، واستيلاء الصين على تايوان سيفقد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ثقتهم بمظلتها الأمنية وفعالية قوة الردع الأميركية التي لا تقاس بالقوة العسكرية وحسب، بل أيضاً بقوة الإرادة. من الممكن أن تسيطر الصين على تايوان من دون إطلاق رصاصة واحدة وعلى رغم تعرضهما لتهديد مباشر، تمتلك اليابان وكوريا الجنوبية القوة الاقتصادية اللازمة لتعزيز قدراتهما الدفاعية بصورة كبيرة، فكوريا الجنوبية تعد بالفعل من كبار مصدري المعدات الدفاعية، كما أن الدولتين تستضيفان قواعد عسكرية أميركية ذات قدرات هائلة، لكن في حال فقدتا الثقة في استعداد واشنطن للقتال في آسيا فقد تصبح هذه القواعد عبئاً، مما يصعب على كل منهما إدارة شؤونه الدفاعية والدبلوماسية من دون موافقة الولايات المتحدة، والمنطق ذاته الذي استخدمه نائب الرئيس جاي دي فانس في مدح فرنسا بقيادة ديغول، يمكن تطبيقه على اليابان وكوريا الجنوبية، فلا بديل عن تحقيق السيادة الذاتية، وقد تصل الدولتان إلى استنتاج مفاده أن امتلاك رادع نووي خاص بهما هو الخيار الأمثل. أما في أماكن أخرى من آسيا فإن دول جنوب شرق آسيا متنوعة للغاية في توجهاتها الجيوسياسية لدرجة تعوق التعاون الدفاعي المشترك، وبعض هذه الدول، مثل لاوس وميانمار، متحالف بالفعل مع الصين، بينما تستفيد دول أخرى من الاضطرار إلى اتباع سياسة توازن بين الصين والولايات المتحدة، لكن في حال انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة فمن المرجح أن تقع جميع هذه الدول ضمن مجال النفوذ الصيني. لننظر على سبيل المثال إلى الفيليبين، الحليف الرسمي للولايات المتحدة بموجب معاهدة، فلقد تعرض الأرخبيل لاعتداءات متزايدة من الصين في وقت تسعى بكين إلى فرض مطالبها في بحر الصين الجنوبي، ولكن على رغم وجود معاهدة دفاع مشترك بين الولايات المتحدة والفيليبين لكن واشنطن لم تفعل أكثر من مجرد الاحتجاج، في وقت تواصل الصين بناء جزر صناعية وتزويدها بقدرات عسكرية، بل وحتى الدخول في مواجهات مباشرة مع السفن الفيليبينية، وفي غياب دعم أميركي حازم ستشعر الفيليبين حتماً بأنها مضطرة إلى الاستجابة لمطالب الصين. خلال الأعوام الأخيرة أصبحت أستراليا أكثر اعتماداً على الولايات المتحدة على رغم تراجع موثوقية واشنطن، وتتجلى هذه الديناميكية بوضوح عندما يتعلق الأمر بتشكيل شراكة "أوكوس" الأمنية لعام 2021 بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، فقد ألغت أستراليا برنامجاً لبناء 12 غواصة تعمل بالديزل والكهرباء بالتعاون مع فرنسا، وفضلت بناء ثماني غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية وتحمل أسلحة تقليدية بالتعاون مع المملكة المتحدة، ومع ذلك فلن تكون هذه الغواصات جاهزة قبل أربعينيات القرن الـ 21، ومن أجل تجنب فراغ دفاعي بين تقاعد أسطول الغواصات الأسترالي القديم ووصول الغواصات الجديدة، اتفق المسؤولون على أن تبيع الولايات المتحدة لأستراليا ما بين ثلاث إلى خمس غواصات من طراز "فرجينيا" بحلول عام 2032 تقريباً، لكن التشريع الأميركي المتعلق بشراكة "أوكوس" ينص صراحة على أنه لا يمكن بيع الغواصات إلا إذا أكد الرئيس أن بيعها لن يضعف قدرات الولايات المتحدة تحت الماء، ونظراً إلى أن البحرية الأميركية تعاني نقصاً بنحو 20 غواصة هجومية عن حاجتها، وأن أحواض بناء السفن الأميركية لا تبني إلا نصف العدد اللازم من الغواصات التي تحتاج إليها البحرية الأميركية لاستبدال الغواصات القديمة، فيبدو من غير المرجح أن تحصل أستراليا على أي غواصات "فرجينيا" خاصة بها في عصر "أميركا أولاً". بعد الاتفاق على صفقة "أوكوس" للغواصات عام 2021، قال وزير الخارجية الفرنسي بغضب مفهوم "لقد ضحت أستراليا بسيادتها من أجل أمنها، ومن المحتمل أن تخسر الاثنين معاً"، وقد تكون صفقة "أوكوس" بمثابة عبرة تحذيرية لحلفاء آخرين، فالسيادة والاستقلال الذاتي أصبحا أكثر أهمية من أي وقت مضى، والتفريط بهما مخاطرة لا تحمد عقباها. "الحروب التجارية جيدة ويسهل الفوز بها" في مجال التجارة أيضاً سعى ترمب إلى تقويض الشراكات والتحالفات القائمة، فسياسة التعرفات الجمركية التعسفية القائمة على الترهيب تهدف إلى تأكيد القوة الأميركية وانتزاع تنازلات كبيرة من الآخرين، وكل ذلك على حساب نظام التجارة الذي ساعدت الولايات المتحدة في بنائه، وقال ترمب في أبريل الماضي إن "هذه الدول تتصل بنا، وتقبّل مؤخرتي [وتتملقني] إنها تتوق إلى إبرام اتفاق". إن وجهة نظري المبنية على تجربتي مع ترمب هي أن استرضاءه ليس الخيار الصائب، فأجندة ترمب تهدف إلى استخدام الرسوم الجمركية لإجبار المستوردين على نقل إنتاجهم إلى الولايات المتحدة، وبطبيعة الحال هذا النهج يتعارض مع المبادئ الأساس للاقتصاد، وعلى سبيل المثال لنأخذ كندا التي تستورد منها الولايات المتحدة 40 في المئة من حاجاتها من الألومنيوم، فإنتاج الألومنيوم يتطلب كميات هائلة من الطاقة الرخيصة، وكندا تمتلك موارد ضخمة من الطاقة الكهرومائية، وبالتالي فإن كُلف الطاقة في صناعة الألومنيوم هناك تعادل ثلث كُلفها في الولايات المتحدة، إذاً تتمتع كندا بميزة نسبية طبيعية، والرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على الألومنيوم بنسبة 50 في المئة (بعد أن كانت 25 في المئة) سترفع سعر الألومنيوم في الولايات المتحدة، مما يعود بالفائدة فقط على منتجي الألومنيوم الأميركيين على حساب المستهلكين والشركات المصنعة. لا يؤمن ترمب بمبدأ الميزة النسبية بل يعتبر، بدلاً من ذلك، أن الدولة التي لديها عجز في التجارة هي دولة خاسرة، بينما تلك التي تحقق فائضاً تجارياً دولة رابحة، وأتذكر لقائي به في مانيلا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 عندما كنتُ رئيس وزراء أستراليا وكان يشكو بمرارة من حجم العجز التجاري الأميركي مع الصين، وسألني ماذا سيحدث لو حظر كل الواردات الصينية؟ فأجبته بهدوء "كساد عالمي"، وقد يكون مستعداً لدفع هذا الثمن لكن بقية العالم يجب ألا تسمح لسياسة الولايات المتحدة بأن تتسبب في انهيار الاقتصاد العالمي. وعلى الدول التي لا تزال تؤمن بالتجارة الحرة أن تعمل معاً لتعزيز ترتيبات تجارية حرة جديدة (وتوسيع الاتفاقات القائمة) لا تشمل الولايات المتحدة، ولنأخذ على سبيل المثال "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" (CPTPP) الذي جاء خلفاً لاتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ" (TPP)، فقد انسحب ترمب من اتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ" بعد وصوله إلى البيت الأبيض عام 2017، وظن معظم الناس أن الاتفاق انتهى، وكان عدد من الدول الأعضاء في "الشراكة عبر المحيط الهادئ"، بما في ذلك اليابان، متشككاً للغاية في إمكان إبرام اتفاق من دون الولايات المتحدة، وكان بعضهم متوتراً من أن خطوة مثل هذه قد تثير غضب ترمب، لكنني استطعت إقناع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بعدم القلق حيال هذا الشأن، وعلاوة على ذلك قد تغير الولايات المتحدة رأيها يوماً ما، ومن خلال إبقاء الاتفاق حياً فإننا نحافظ فعلياً على إمكان انضمام واشنطن إليه مجدداً في المستقبل. سألني ترمب ماذا سيحدث لو حظر كل الواردات الصينية؟ فأجبته بهدوء "كساد عالمي" بحلول عام 2018 خسر اتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ" عضواً واحداً لكنه اكتسبت صفتين جديدتين، فقد ولد "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" المكون من 11 عضواً، وانضمت المملكة المتحدة إلى الاتفاق التجاري، وأعربت اقتصادات كبرى أخرى عدة، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتايوان، عن اهتمامها بالانضمام، ويعد "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" أهم اتفاق تجاري دولي جرى التفاوض عليه على الإطلاق منذ انتهاء "جولة أوروغواي" للمفاوضات عام 1994 التي أسفرت عن إنشاء "منظمة التجارة العالمية"، وقد أبرم هذا الاتفاق في وقت كان فيه التيار الحمائي يتصاعد في الدول حول العالم، وبخلاف الاتفاقات التقليدية التي تقتصر على خفض الرسوم الجمركية على السلع، فإن "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" يضع قواعد ملزمة للتجارة الرقمية والتجارة الإلكترونية وتدفق البيانات وحماية الملكية الفكرية، كما يضمن حقوق العمال الأساس، بما في ذلك حق تشكيل نقابات عمالية مستقلة، ويحظر التمييز في العمل على أساس خصائص مثل العرق أو الدين أو الجنس، وإضافة إلى ذلك فإنه يلزم الأطراف بعدم تفضيل مؤسساتهم الحكومية بطريقة تضر بالمنافسين الأجانب. واستطراداً يمثل "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" رداً جريئاً على رفض ترمب القيادة التجارية المتعددة الأطراف، وقد أظهر أعضاؤه قدرتهم على تقليل تعرضهم لعدم استقرار السياسة الأميركية ونهج واشنطن الأحادي في التجارة، وأثبتوا في الوقت ذاته أن بإمكان العالم الاستمرار في صياغة القواعد من دون مشاركة الولايات المتحدة أو موافقتها. ويحتاج حلفاء الولايات المتحدة إلى إيجاد بدائل لقوة السوق الأميركية، وقد أنشأ الأوروبيون بالفعل منطقة تجارة حرة ضخمة خاصة بهم، لكنهم يسعون إلى إقامة مزيد من علاقات التجارة الحرة مع الآخرين، وقد أعيد إحياء المفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا التي بدأت عام 2017 وتوقفت عام 2023 بسبب الخلافات حول الصادرات الزراعية، وكما قال ماكرون من سنغافورة في مايو (أيار) الماضي، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إبرام اتفاقات جديدة مع "رابطة دول جنوب شرق آسيا"، وربما حتى الانضمام إلى "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" أو الارتباط به. وفي شرق آسيا تسعى حليفتان قويتان للولايات المتحدة، وهما اليابان وكوريا الجنوبية، إلى تعزيز علاقاتهما مع الصين، ومع تصاعد التكهنات حول رسوم ترمب الجمركية في مارس (آذار) الماضي، اتفق وزراء خارجية الدول الثلاث على الدخول في مفاوضات "شاملة ورفيعة المستوى" بهدف التوصل إلى اتفاق تجاري حر، ومن شأن مثل هذا الاتفاق المساعدة في بناء "بيئة تجارية واستثمارية يمكن التنبؤ بها [مستقرة]" وسط التقلبات التي تسببت بها واشنطن، ويمكن أن ينسب ترمب الفضل لنفسه في تقريب هذه الدول الثلاث من بعضها بعضاً، فنظراً إلى لعداوات التاريخية بينها فسيكون هذا إنجازاً كبيراً (ولو كان غير مقصود). عالم مظلم تقف الصين على أعتاب مكاسب هائلة من تقلبات سياسة ترمب الخارجية، ولطالما شعرت بكين بالامتعاض من هيمنة الولايات المتحدة وعملتها [الدولار] على النظام العالمي للتجارة والتمويل، لكن هذه العظمة تهتز الآن، ليس بسبب ما فعلته الصين بل بسبب أفعال ترمب، وقد أظهرت الفوضى في أسواق السندات بعد إعلان ترمب الرسوم الجمركية في أبريل الماضي تراجع الثقة في استقرار الولايات المتحدة وقوتها، ولنأخذ مثلاً حماقة تعامل ترمب مع أستراليا، إذ تتمتع الولايات المتحدة بفائض تجاري كبير مع أستراليا، ووفقاً لترمب فإن الولايات المتحدة تربح بالفعل في هذه العلاقة الثنائية، وليس لديها حليف أو شريك تجاري أفضل، ومع ذلك اختار فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10 في المئة على السلع الأسترالية، وتعرفة جمركية بنسبة 25 في المئة (أصبحت الآن 50 في المئة) على الصلب والألومنيوم الأستراليين، في وقت تسعى واشنطن إلى حشد حلفائها ضد الصين، وفي الواقع يذهب ثلث صادرات أستراليا إلى الصين، وفي ظل هذه الظروف ستتردد كانبيرا في الالتزام التام بخط واشنطن، فإبطاء نمو الاقتصاد الصيني (وتقليص الطلب على الموارد الأسترالية) لا يصب في مصلحة أستراليا. لا يتظاهر ترمب بأنه يسعى إلى إرساء تجارة عادلة بحق أو تكافؤ فرص حقيقي، فهدفه هو إعادة إحياء القطاع الصناعي في الولايات المتحدة وإعادة المصانع من الصين وأوروبا وجنوب شرق آسيا، ويريد أيضاً فرض الهيمنة الأميركية في نصف الكرة الغربي حتى وهو يقلص التدخل الأميركي في بقية العالم، وسيتعين على الناخبين في الولايات المتحدة في نهاية المطاف أن يقرروا ما إذا كانت هذه أهدافاً قابلة للتحقيق أو تستحق العناء، ولكن ينبغي أن يكون حلفاء الولايات المتحدة قد حسموا أمرهم بالفعل. لطالما وثق حلفاء الولايات المتحدة بها وبقيمها بدافع الأمل أكثر من التوقع [انطلاقاً من الأمل أكثر من اعتمادهم على توقعات عقلانية]، لكن تلك الثقة كانت حقيقية وهي الآن تتآكل، وترمب يدعو إلى نوعٍ مختلف من الثقة في الولايات المتحدة: اليقين بأن واشنطن ستسعى بلا هوادة إلى تحقيق مصالحها الذاتية، وستستخدم قوتها لانتزاع أفضل صفقة لنفسها، وقد يحاول قادة أميركيون في المستقبل إرجاع الدور الأخلاقي القيادي لبلادهم، لكن من الصعب استعادة الثقة إذا فقدت، فالصفقات التجارية تأتي وتذهب، ولكن إذا كان النور الساطع على التل [منارة الأمل] لا يضيء إلا للأميركيين، فسيكون ترمب قد أدخل العالم بأسره في مرحلة أكثر ظلاماً. مالكوم تورنبول كان رئيس وزراء أستراليا بين عامي 2015 و 2018. مترجم عن "فورين أفيرز"، 6 يونيو (حزيران) 2025

إسرائيل تتوعّد بضرب كل هدف لنظام «آية الله» في إيران
إسرائيل تتوعّد بضرب كل هدف لنظام «آية الله» في إيران

سعورس

timeمنذ 4 ساعات

  • سعورس

إسرائيل تتوعّد بضرب كل هدف لنظام «آية الله» في إيران

وفيما واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته التي تستهدف خصوصا مواقع نووية وقدرات عسكرية إيرانية ، قال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في كلمة مصورة "سنضرب كل موقع، كل هدف تابع لنظام آية الله"، مضيفا "وجهنا ضربة فعلية لبرنامجهم النووي". وتابع "لقد عبّدنا طريقا الى طهران. قريبا جدا سترون الطائرات الإسرائيلية، سلاح جوّنا، طيّارونا، في سماء طهران". وفي مقطع آخر، أكد نتانياهو أن الضربات في إيران تحظى ب"دعم صريح" من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال "عدونا هو عدوكم.. نحن نتعامل مع أمر سيهددنا جميعا عاجلا أم آجلا. انتصارنا سيكون انتصاركم". وأطلقت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسع النطاق على إيران استهدف أكثر من مئتي موقع عسكري ونووي وأسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين. ردا على ذلك، أطلقت إيران التي تنفي تطوير أسلحة نووية، عشرات الصواريخ على إسرائيل قائلة إنها استهدفت منشآت عسكرية. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض معظمها، لكن تم تسجيل أضرار كبيرة في منطقة تل أبيب. وأعلن الجيش السبت أنّ حملته سمحت له بتحقيق "حرية الحركة في الأجواء" من غرب إيران وصولا إلى طهران. وقال الناطق باسمه إيفي ديفرين "أقمنا منطقة نحظى بها بحرية الحركة في الأجواء من غرب إيران وصولا إلى طهران... لم تعد طهران بمأمن" مضيفا أن سلاح الجو "شن ضربات واسعة شاركت فيها أكثر من 70 طائرة مقاتلة على أهداف في طهران". * "20 قائدا إيرانيا" - وأسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات بجروح في تل أبيب، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي عن إصابة سبعة من جنوده بجروح طفيفة إثر سقوط صاروخ في وسط البلاد، حيث تقع وزارة الدفاع ومقر قيادة الجيش. ورغم الدعوات الدولية لخفض التصعيد، أعلنت إسرائيل السبت استهداف أنظمة دفاع جوي في منطقة طهران و"عشرات" منصات إطلاق صواريخ أرض - أرض في مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية. وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى استهداف مدينة تبريز ومناطق في محافظات لرستان وهمدان وكرمنشاه في غرب وشمال غرب إيران. ووفق الجيش الإسرائيلي، فقد أسفرت ضرباته الجوية عن مقتل أكثر من 20 قائدا عسكرية إيرانيا ، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري. وإضافة إلى باقري، قُتل في الضربات الجمعة، حسين سلامي قائد الحرس الثوري، وقائد القوة الجوفضائية للحرس أمير علي حاجي زاده. كما أعلن التلفزيون الإيراني السبت مقتل ضابطين في هيئة الأركان هما غلام رضا محرابي ومهدي رباني. كذلك، أفادت وكالة أنباء تسنيم عن مقتل ثلاثة عناصر من الحرس الثوري الإسلامي في ضربة على شمال غرب البلاد، وقائد شرطة مدينة أسدآباد في غرب إيران فضلا عن ضابط فيها في هجوم شنته مسيّرة إسرائيلية. وأكد التلفزيون الرسمي السبت مقتل ثلاثة علماء نوويين إضافيين، ما يرفع العدد الإجمالي للعلماء الذي قتلوا في الضربات منذ الجمعة إلى تسعة. وقدمت إسرائيل حصيلة مماثلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي "تدمير" مصنع لتحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط) وقاعدة عسكرية في تبريز (شمال غرب). غير أنّ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قالت إن الأضرار في أصفهان وموقع فوردو جنوب طهران كانت محدودة. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلا عن معلومات إيرانية أن القسم فوق الأرض من منشأة فوردو "دُمر" غير أنه لم يسجل أي ارتفاع في مستوى الإشعاع فيها. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت الجمعة مبانٍ سكنية أيضا، عن سقوط 78 قتيلا وأكثر من 320 جريحا بينهم "غالبية كبرى من المدنيين"، بحسب سفير الجمهورية الإسلامية لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني. * "لا معنى" للمحادثات - ويقول خبراء إن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، اللتين تفصل بينهما أكثر من 1500 كيلومتر، يثير مخاوف من نزاع طويل الأمد في المنطقة. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أنّه "إذا واصل (المرشد الأعلى آية الله علي) خامنئي إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإنّ طهران ستحترق". وفي إيران ، توعد الرئيس مسعود بزشكيان إسرائيل ب"رد أقوى" في حال واصلت ضرباتها. ووفق بيان صادر الرئاسة، فقد قال بزشكيان خلال اتصال مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، إن "استمرار العدوان الصهيوني سيلقى ردا أشد وأقوى من القوات المسلحة الإيرانية". واتهم بزشكيان واشنطن ب"عدم النزاهة" على خلفية دعم إسرائيل، في ظل "تنسيق النظام الصهيوني مع الولايات المتحدة في عدوانه على الأراضي الإيرانية في خضم المفاوضات". وأكدت سلطنة عمان السبت إلغاء جولة المباحثات بين طهران وواشنطن التي كانت مقررة الأحد لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأتى ذلك بعدما اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ "لا معنى" لهذه المحادثات في ظل الضربات الإسرائيلية. وقال المتحدث باسمها إسماعيل بقائي "من الواضح أنه في مثل هذه الظروف وإلى أن يتوقف عدوان النظام الصهيوني على الأمة الإيرانية ، ستكون المشاركة في حوار مع طرف هو أكبر داعم وشريك للمعتدي بلا معنى". وأكد مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته أن بلاده لا تزال تريد إجراء محادثات. وقال "ما زلنا نأمل في إجراء المباحثات" مع إيران. وفي أعقاب أولى الهجمات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الجمعة، حضّ ترامب إيران على "إبرام اتفاق" بشأن ملفها النووي محذّرا بأن الضربات التالية ستكون "أكثر عنفا"، ووصف الضربات الأولى بأنها "ممتازة". * حرب مدمّرة" - اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل السبت بدفع الشرق الأوسط نحو "دوامة عنف خطرة". وقال عراقجي خلال اتصال مع نظيره الصيني وانغ يي "هذا العدوان يدفع المنطقة إلى دوامة عنف خطرة. ردت إيران وستواصل الرد بشكل حازم على هذه الممارسات الوحشية للكيان الصهيوني"، بحسب الخارجية في طهران. بدوره، أكد وانغ يي دعم بلاده لطهران في "الدفاع عن حقوقها المشروعة"، بحسب الخارجية الصينية التي أفادت أنه أجرى كذلك اتصالا آخر مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر. الى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع في الشرق الأوسط والتصعيد بين إسرائيل وإيران في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، بحسب ما أفاد الاعلام الرسمي الروسي السبت. في هذه الأثناء، أفاد مسؤولان عراقيان بأنّ بغداد أجرت اتصالات مع طهران وواشنطن للنأي بنفسها عن النزاع، في ظل المخاوف من اتساع رقعته. من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أنّ الهجوم الإسرائيلي يشكل تعديا على سيادة إيران و"سيكون له تبعات سلبية على زيادة التوتر وعدم الاستقرار" في المنطقة. وحذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، من خطر اندلاع "حرب مدمّرة" بين إسرائيل وإيران. ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد إلى خفض التصعيد "بشكل عاجل"، مشيرا على منصة إكس إلى أنه تحدث هاتفيا مع نظيره الإيراني وحضّه على "ضبط النفس". وكان آخر هجوم أعلنته إسرائيل على إيران في تشرين الأول/أكتوبر 2024، عندما نفذت ضربات على أهداف عسكرية ردا على إطلاق نحو 200 صاروخ إيراني الإيرانية ردا على هجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه واستهدف قنصليتها في دمشق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store