logo
«طوفان الأقصى الثالث» وحتميّة الانهيار الكامل للكيان الصهيوني

«طوفان الأقصى الثالث» وحتميّة الانهيار الكامل للكيان الصهيوني

البناء١٣-٠٢-٢٠٢٥

بمناسبة الذكرى الـ (46) لقيام الثورة الإيرانية في فبراير 1979م، والسقوط المدوّي لنظام الشاه العميل الأميركي والغرب والداعم للكيان الصهيوني، وصعود حكم الجمهورية الإيرانية الإسلامية، الداعمة منذ اليوم الأول للقضية الفلسطينية، حيث بدأت هذه الثورة بطرد البعثة الدبلوماسية للكيان الصهيوني، وقطع العلاقات، وإلغاء الاعتراف به، وإحلال الدولة الفلسطينية مكان بعثة الكيان، وتسليم المقرّ كاملاً لممثلي فلسطين.
ولذلك فإن هذه الثورة الإيرانية، بمثابة الإعصار في الإقليم والعالم، وحاول الغرب الاستعماري، إجهاض هذه الثورة، وعلى مدار الـ (46) عاماً، خاضت فيها جمهورية إيران الإسلامية، العديد من المعارك والأزمات، والحروب، تفوق قدراتها، ولكنها تحمّلت وانتصرت، واستمرت، وأحرزت تقدّماً ومشروعاً للنهضة، جعلها رقماً صعباً إقليمياً وعالمياً. ولذلك، فإن التسمية الحقيقية لما حدث في إيران 1979م، هي «طوفان الأقصى الأول»، في إطار التحليل السابق والحاضر والمستقبل. وذلك على اعتبار أنّ الثورة الإيرانية أحدثت زلزالاً كبيراً في مسار الصراع العربي ـ الإسرائيلي. الأمر الذي يدعوني بتسمية هذه الثورة بالطوفان الأول، لارتباطها بالحسم ضدّ الكيان الصهيوني والغرب الاستعماري وأميركا التي سمّاها الإمام الخميني بـ «الشيطان الأعظم»، ومع القضية الفلسطينية قولاً وفعلاً، حتى أنّ الإمام الخميني، أطلق تحرير بيت المقدس هو المعنى والهدف، وسمّى يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، بـ «يوم القدس العالمي»، ولا يزال الاحتفال بهذا اليوم يتمّ كلّ عام منذ ذلك الوقت، وحتى الآن، دون انقطاع.
فالتسمية ليست مبالغة على الإطلاق، بل هي التي تستحق اسم «طوفان الأقصى الأول»، أما «طوفان الأقصى الثاني»، فهو الذي اندلع في السابع من أكتوبر 2023م، والذي أحدث زلزالاً في مسيرة الصراع العربي الصهيوني، وهو بمثابة حصاد محور المقاومة، وبداية لطوفان جديد مقبل، بإذن الله.
فطوفان الأقصى الثاني، في أكتوبر 2023م، وبعد مرور 16 شهراً، حتى الآن، شهد انتصارات، وبعض الانتكاسات وهي عوارض في طريق النصر. وكانت النتيجة النهائية هي النصر الساحق للمقاومة على العدو الصهيونيّ الأداة والفرع، وعلى العدو الأميركي وهو الأصل والمحرّك. فالنصر لا يُقاس بحجم الدمار والشهداء والمصابين، لأن ذلك هو ثمن الاستبسال من أجل التحرير والاستقلال، والذي له كلفة عالية في تاريخ الشعوب الساعية لذلك. فعلى الرغم من الخسائر البشريّة في غزة فقط وصلت إلى (50/ ألف شهيد، (125) ألف مصاب)، علاوة على التشريد والتجويع والحصار، إلا أن ذلك لم يفضِ إلى الاستسلام للعدو الصهيوني، بل شهدنا وشهد العالم صموداً أسطورياً غير مسبوق في التاريخ، حجماً وزمناً على نحو ما رأينا. والآن، أجبر العدو الصهيوني على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وأجبر العدو على تبادل الأسرى. وللأسبوع الخامس، شاهدنا كيف تقوم المقاومة بقيادة حماس، باستعراض قوّتها في تسليم الأسرى الصهاينة، واحداً تلو الآخر، ومن أماكن مختلفة، استحال على العدو الصهيوني اكتشافها، طوال (15) شهراً!
علاوة على أن مشهد تسليم الأسرى يصاحبه حرب الصورة، حيث نجد الأسرى في كامل ثيابهم وصحتهم، وتعاطفهم مع المقاومة الفلسطينية بإرادتهم الحرة. وأقوى المشاهد في الإفراج الخامس حيث أعلنت المقاومة.. أنها اليوم التالي في غزة، بمعنى أنّ المقاومة هي التي تحكم غزة، ولا بديل. وهذه رسالة قويّة لمن يريد أن يسيطر على غزة من سلطة عميلة، أو الكيان الصهيوني، أو إدارة عربية مشتركة، فكل هذا ذهب ويذهب مع أدراج الرياح!
وبالرجوع إلى تصريح بلينكن (أسوأ وزير خارجية أميركي)، في آخر أيامه، حيث قال: «لا يمكن هزيمة حماس بالقوة العسكرية»، فهذا تصريح الهزيمة بلا شك، للكيان الصهيوني وأميركا التي زوّدت عصابة الكيان بقيادة النتن/ياهو، بأحدث الأسلحة وأقواها، وبآلاف الأطنان (500 طائرة عسكرية مليئة بالأسلحة، 300 بارجة وناقلة أسلحة بحريّة) علاوة على دعم الكيان الصهيوني بما قيمته (50) مليار دولار! وفي الوقت نفسه فهو إعلان نصر للمقاومة الفلسطينية (حماس والجهاد وأخواتهما).
فالأعداء المباشرون، وغير المباشرين، يشهدون بأنفسهم، بنصر المقاومة الفلسطينية، ونصر حزب الله، ونصر المقاومة اليمنية والعراقية، بينما الطابور الخامس في داخل هذه البلدان، بل وفي السلطة الفلسطينية العميلة للكيان الصهيوني ولأميركا، يعلنون صراحة أنّ الهزيمة كانت من نصيب المقاومة، وأنّ الخسائر لا تتوازى من تدمير وقتل ودمار، مع ما يسمّى بـ «طوفان الأقصى»! ويتناسى هؤلاء، أنّ معايير النصر والهزيمة مختلفة! ولا يدركون معنى النضال والتحرّر والاستقلال، ولا يعرفون، وربما يتجاهلون من أجل خدمة أجندتهم الاستعمارية، وأجندة المموّلين الصهاينة! أن التضحية بكلّ ما هو غالٍ ورخيص، من أجل الحرية.. هي الأساس. فهم لا يدركون، إلا الاستعباد والخنوع والاستسلام والانبطاح، أمام كل ما هو صهيوني واستعماري غربي.
إذن نحن أمام نصر مهيب، في طوفان الأقصى الأول، بانتصار ساحق للثورة الإيرانيّة في 1979م، وأيضاً في طوفان الأقصى الثاني، في أكتوبر 2023م، حيث الآن وصلت الأمور بعد تبادل الأسرى، إلى بدء الانسحاب من محور نتساريم في غزة، الذي كان يعوق تحرّك الفلسطينيين إلى الشمال وفي كلّ غزة، ووقف شامل للعدوان الصهيوني على غزة، والانسحاب الكامل من كلّ غزة! فماذا بقي إذن للحديث عن نصر المقاومة وهزيمة الكيان الصهيوني وراعيته أميركا؟ المؤكد لا شيء.
ولذلك جاءت تصريحات ترامب، برغبته في الاستيلاء على غزة، وطرد أهلها جبراً إلى مصر والأردن، بل والسعودية، لضمّ غزة إلى الكيان وتوسعته، وتعويض الفلسطينيين بموطن جديد، تحت السيطرة الأميركية! ويتناسى هؤلاء أن الفلسطينيين قادرون على التضحية حتى الاستشهاد، تمسكاً بأرضهم، فماذا إذن هم فاعلون هؤلاء الاستعماريون الصهاينة؟! فهي دعوات «ترامبية»، للتغطية والتمويه على الهزيمة الصهيونية/ الأميركية، وغض النظر عن مشاهد الاستسلام في عملية تسليم الأسرى واستعراض القوة الذي تفرضه حماس والمقاومة خلالها، وإشغال كل الأطراف بما يستهلكون وقتهم وطاقتهم وجهودهم، في الخيارات العدمية.
فما لم يستسلموا إليه تحت النار، حيث لم يخرج الفلسطينيّون الشجعان في غزة منها، ورفضوا الترحيل بكل السبل (النار والإغراءات)، هل من المتصوّر أن يقبلوا ذلك، بعد وقف النار واستسلام العدو الصهيوني؟! فهذا مستحيل تماماً. ولا أنسى مقولة أحد قيادات المقاومة في حماس وفي الجهاد، «أطمئن يا د. جمال.. حتى لو فتحت كل المعابر، فلن يرحل فلسطيني واحد منها أبداً». إنّ هذه الكلمات تدوّي في أذني، كلما سمعت عن الهرتلات الحادثة على لسان ترامب، الكاوبوي الجديد الذي يحكم أميركا، ويتصوّر أنه يحكم العالم!
وفي ضوء كل المعطيات السابقة، بنصر المقاومة وهزيمة الكيان وأميركا، في طوفان الأقصى الثاني، فإنّ المنتظر هو طوفان أقصى ثالث قريباً، تستعدّ له المقاومة الشاملة، والتي تصرّ وتستهدف إزالة الكيان الصهيونيّ من المنطقة وتحرير أرض فلسطين كاملة من النهر إلى البحر، وإلى غير عودة. فالكيان في مرحلة الانهيار من الداخل، ويسهل الانقضاض عليه. وليس في تبنّي هاشتغات عودة الصهاينة إلى أميركا وبلادهم الأصلية، بدلاً من طرد فلسطينيي غزة والضفة وترحيلهم، والتي ظهرت بوضوح وتأييد عارم، ليست إلا مؤشراً على انهيار الكيان الصهيوني، ثم الانهيار الأميركي، وتفكك أميركا من الداخل كما حدث في الاتحاد السوفياتي عام 1991م. اللهم عما قريب طوفان أقصى ثالث بعد انتهاء وقف النار المؤقت…

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'التيار الإسلامي المقاوم في الشمال' هنأ بعيد 'المقاومة والتحرير'
'التيار الإسلامي المقاوم في الشمال' هنأ بعيد 'المقاومة والتحرير'

المنار

timeمنذ 40 دقائق

  • المنار

'التيار الإسلامي المقاوم في الشمال' هنأ بعيد 'المقاومة والتحرير'

هنأ 'التيار الإسلامي المقاوم في الشمال' في بيان له السبت 'اللبنانيين لمناسبة عيد المقاومة و التحرير'. وقال التيار 'نبارك إنتصار الأحرار على قوى الشرِّ و الدَّمار الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان عام 2000 بإخراج العدو الإسرائيلي من جزء كبير من الأراضي اللبنانية المحتلة على مدار عشرات السنين، بسواعد أبنائه الذين امتشقوا السلاح دفاعا عن لبنان ارضا وشعبا وثروات طبيعية، وكانوا قدوة لكل أحرار العالم وحَجّة إلهية على المسلمين بأن العين وبعون الله قادرة على مقاومة المخرز'. واضاف التيار 'السلام على الشهداء و الجرحى الذين بدمائهم وتضحياتهم حرّروا الأرض وحموا الشعب و أرهبوا العدو فأوقفوه عند حده، فما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة''، واكد ان 'المقاومة هي فعل رفض وامتناع عن الخضوع والانصياع لسطوة الطغاة والمستكبرين'، وتابع 'أثبتت المقاومة أنها السبيل الوحيد لتحرير الأرض وصون العرض على طريق القدس لتحرير الأرض المقدسة التي باركها الله للعالمين من رجس الإحتلال الإسرائيلي'. واكد التيار 'ستبقى فلسطين هي القضية وستبقى المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير كامل التراب الفلسطيني من بحره لنهره ومن الناقورة إلى النقب'.

اللجنة الدينية في المجلس المذهبي: محاولات مرفوضة لضرب وحدة الأمتين العربية والاسلامية
اللجنة الدينية في المجلس المذهبي: محاولات مرفوضة لضرب وحدة الأمتين العربية والاسلامية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

اللجنة الدينية في المجلس المذهبي: محاولات مرفوضة لضرب وحدة الأمتين العربية والاسلامية

صدر عن اللجنة الدينية في المجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدروز ، البيان الاتي: "استنكارا ورفضا للسجال الحاصل حول تغريدات صادرة عن السيد وئام وهاب وما تضمنته من اثارة لموضوع فتاوى المرجع الشيخ ابن تيمية بحق الدروز وغيرهم من الفرق الإسلامية، وبغض النظر عن مضمون تلك الفتاوى التي مر عليها الزمن، والتي قابلتها فتاوى صادرة عن الأزهر الشريف تؤكّد إسلامية الموحّدين الدروز وتنقض ما يقال عنهم، إنما تشكل تلك التغريدات إساءة للوحدة الاسلامية التي ننشدها جميعنا مؤكدين وحدة المسار والمصير والتعاضد المجتمعي والإنساني والحياة المشتركة عبر مئات السنين. اإن اثارة مثل هذا الكلام التكفيري التعصبي في حقّ الموحدين الدروز إنما يعود بنا الى قرون مضت وقد تمّ وأدها منذ زمن، وإثارتها اليوم لا تخدم سوى سياسة التفريق المشبوهة التي فشلت في سوريا بإحداث الفتنة، والتي يبدو وكأنها تعود اليوم من لبنان بأصوات وأساليب أخرى". لذا، نرى أن هذا السجال ليس مقبولا، وعلى الأخص في مثل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، والتي تستغلها جهات عدوانية تسعى لزعزعة الاستقرار وضرب وحدة الأمتين الإسلامية والعربية، كما ان هذا الأسلوب الاستفزازي انما يتعارض مع نهج الانفتاح والتفاهم بين جميع المذاهب الإسلامية الذي ننتهجه وإخواننا أهل السنّة المعتدلين بكل احترام ومودّة، مما يحتّم علينا جميعا رفضه رفضاً قاطعاً أي كلام مسيء لأهل السنّة، أو تكفيري في حق الموحدين الدروز وسواهم، لا يسعنا الا ان نضعه في خدمة سياسة التفرقة التي يحاول العدو زرعها في المنطقة، بإذكاء نار الفتنة بين المسلمين، وهو أمر مرفوض رفضا قاطعا من أي جهة أتى ومدان بالكلية، ولا نرضى به أبدا مهما كانت الدوافع والمبررات، لأنه غير منسجم مع إيماننا وتقاليدنا وأخلاقياتنا، ودليل واضح على التعصب الطائفي والمذهبي المقيت، ولأنه يشكل مخالفة قاطعة لقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا"، وهو ما ندينه، آملين التنبّه والالتزام". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر السكان اليائسون وصول الطعام
الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر السكان اليائسون وصول الطعام

سيدر نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • سيدر نيوز

الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر السكان اليائسون وصول الطعام

EPA تسببت كمية الغذاء المحدودة التي وصلت إلى غزة بعد رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً، في انتشار الفوضى، مع استمرار انتشار الجوع بين سكان القطاع. فقد اكتظت المخابز التي توزع الطعام بالحشود، وأُجبرت على الإغلاق يوم الخميس. وفي الليل هاجم لصوص مسلحون قافلة مساعدات، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع مسؤولي أمن حماس، الذين استهدفتهم غارة لطائرة إسرائيلية مُسيرة، بحسب شهود عيان. وتؤكد الحادثة التي وقعت في وسط غزة، ورواها شهود عيان وصحفيون محليون ومسؤولون من حماس لبي بي سي، على تدهور الوضع الأمني في غزة، حيث انهارت حكومة حماس وعمّت الفوضى. ووقعت الحادثة أثناء توجه قافلة مكونة من 20 شاحنة تحمل الدقيق من معبر كرم أبو سالم إلى مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة دير البلح، ودخلت القطاع بتنسيق من برنامج الغذاء العالمي. ورافق القافلة ستة عناصر من أمن حماس عندما تعرضت لكمين نصبه خمسة مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على إطارات الشاحنة وحاولوا الاستيلاء على حمولتها. وقال شهود عيان لبي بي سي نيوز إن فريق التأمين التابع لحماس اشتبك مع المهاجمين في تبادل إطلاق نار قصير. وبعد وقت قصير من بدء الاشتباك، استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة فريق حماس بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ستة ضباط وإصابة آخرين. مجلس أوروبا يقول إن ما يحدث في غزة 'قد يرقى إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية'، ونتنياهو يتّهم بريطانيا وكندا وفرنسا بالوقوف 'في الجانب الخطأ من الإنسانية' EPA وأصدرت حماس بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه 'مجزرة مروعة'، متهمة إسرائيل باستهداف الأفراد المكلفين بحماية المساعدات الإنسانية عمداً. بينما رد الجيش الإسرائيلي ببيان قال فيه إن إحدى طائراته حددت هوية 'عدد من المسلحين، من بينهم إرهابيون من حماس'، بالقرب من شاحنات مساعدات إنسانية في وسط غزة 'وضربت المسلحين بعد التعرف عليهم'. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيبذل 'كل الجهود الممكنة لضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي المنظمات الإرهابية'. وسمحت إسرائيل بمرور كمية صغيرة من الغذاء إلى غزة هذا الأسبوع؛ حيث عبرت نحو 130 شاحنة محملة بالمساعدات إلى داخل القطاع في الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن رفع الجيش الإسرائيلي جزئياً الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات يومياً. وحذرت وكالات دولية، منها الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، مراراً وتكراراً من أن انعدام الأمن المتزايد يعوق توصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان بشدة، ومعظمهم من النازحين داخل غزة. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، كما اتهمت حماس أيضاً بسرقة الإمدادات، وهو ما نفته الحركة. وأكد برنامج الأغذية العالمي نهب 15 شاحنة مساعدات تابعة له مساء الخميس، قائلاً إن 'الجوع واليأس والقلق حول إمكان وصول المساعدات الغذائية يساهم في تفاقم انعدام الأمن'. ودعت المنظمة الدولية إسرائيل إلى المساعدة في ضمان المرور الآمن للإمدادات. وكتب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على منصة إكس، أنه لا ينبغي أن 'يتفاجأ' أحد 'أو يشعر بالصدمة' من نهب المساعدات؛ لأن 'أهل غزة يعانون الجوع والحرمان من الأساسيات مثل المياه والأدوية لأكثر من 11 أسبوعاً'. وقبل دخول قافلة المساعدات يوم الخميس، تجمع فلسطينيون غاضبون وجائعون خارج المخابز في غزة، في محاولة يائسة للحصول على الخبز، لكن سرعان ما تحول الوضع إلى حالة من الفوضى، ما اضطر السلطات إلى وقف التوزيع. كما اضطرت معظم المخابز لتعليق عملياتها، مشيرة إلى انعدام الأمن. وأعرب العديد من السكان في مختلف أنحاء غزة عن شعورهم بالإحباط المتزايد، بسبب طريقة توزيع المساعدات، وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي الذي يشرف على تسليم الأغذية. وطالب البعض بتوزيع الدقيق مباشرة على السكان بمعدل كيس واحد لكل أسرة، بدلاً من توزيعه على المخابز لإنتاج الخبز وتوزيعه على السكان. ويقول السكان المحليون إن توزيع الدقيق سوف يسمح للأسر بالخبز في المنازل أو في الخيام، ما سيكون 'أكثر أماناً من الانتظار في مراكز المساعدات المزدحمة.' EPA كما تحدث فلسطينيون على الأرض عن انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، التي يواجهها من يعيشون وسط القتال أو أُجبروا على ترك منازلهم، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية ضد حماس. ومن داخل أحد مخيمات النازحين في المواصي جنوبي قطاع غزة، قال عبد الفتاح حسين لبي بي سي، عبر تطبيق واتساب، إن الوضع 'يزداد سوءاً' بسبب عدد الموجودين في المنطقة. وأضاف، وهو أب لطفلين، أنه 'لا توجد مساحة' في المواصي، كما أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان المنطقة بمغادرة منازلهم التوجه إلى مكان آمن. وأكد أنه 'لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا مياه شرب كافية ولا أدوية متاحة'، والغارات الجوية المتكررة، خاصة أثناء الليل، تفاقم المعاناة'. ووصف حسين شاحنات المساعدات القادمة بأنها 'قطرة في بحر احتياجات سكان غزة.' وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيُسمح أخيراً بدخول بعض الإمدادات 'الأساسية' فقط من الاحتياجات إلى القطاع. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية الغذاء التي دخلت غزة في الأيام الأخيرة لا تقترب حتى من الكمية المطلوبة لإطعام نحو مليوني فلسطيني يعيشون هناك، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تدخل القطاع في المتوسط يومياً قبل الحرب. وحذرت منظمات إنسانية من مجاعة 'تهدد قطاع غزة على نطاق واسع.' وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 400 شاحنة حصلت على الموافقة لدخول غزة هذا الأسبوع، لكن الإمدادات التي دخلت جُمِعت من 115 شاحنة فقط، مضيفاً أنه لم يصل شيء 'إلى الشمال المحاصر' حتى الآن. ورغم وصول بعض الطحين/الدقيق وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية إلى غزة، وبدء بعض المخابز في الجنوب العمل مرة أخرى، قال غوتيريش إن ذلك يعادل 'ملعقة صغيرة من المساعدات بينما هناك حاجة إلى طوفان من المساعدات'. وأضاف أن 'هناك إمدادات محملة على 160 ألف منصة متنقلة، تكفي لملء نحو 9 آلاف شاحنة، مازالت في الانتظار'. وقالت رضا، وهي قابلة تعمل على توليد الحوامل من خلال جمعية مشروع الأمل الخيرية في دير البلح، إن النساء يأتين إليها في حالة إغماء، ويلجأن إلى طلب مساعدتها بسبب عدم تناول أي طعام حتى وجبة الإفطار. وأضافت أن الكثير من النساء يحصلن على وجبة واحدة فقط في اليوم، ويعشن على البسكويت عالي الطاقة الذي تقدمه لهم الجمعية الخيرية. وتضيف القابلة: 'بسبب سوء التغذية، دائماً ما تشكو النساء من عدم حصول أطفالهن على ما يكفي من المكملات الغذائية من الرضاعة، ولا يتوقفوا عن البكاء. إنهم يحتاجون دائماً إلى الرضاعة الطبيعية، لكن الصدور خالية من اللبن'. أما صبا ناهض النجار، فهي مراهقة تعيش في خان يونس، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمهيداً لعملية عسكرية 'غير مسبوقة' هناك، بحسبه. وقالت صبا إن عائلتها بقيت في منزلها المدمر جزئياً، مضيفة 'صدر أمر إخلاء لمنطقتنا، لكننا لم نغادر لأننا لا نجد مكاناً آخر نذهب إليه'. وتابعت: 'لا يوجد عدد كبير من المواطنين في المنطقة. النازحون ينامون في الشارع ولا يوجد طعام. الظروف متدهورة وصعبة للغاية'. وقالت المراهقة الفلسطينية في رسالة عبر تطبيق واتساب، وهي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتحدث إلى الناس في غزة لأن الجيش الإسرائيلي يمنع الصحفيين من دخولها، إن 'القصف مستمر بطريقة وحشية'. وأكدت أنه لم يتبق لها ولأسرتها سوى القليل، مضيفة: 'ليس لدينا طعام، ولا دقيق، ولا أي ضروريات أساسية للحياة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store