
جورج عبدالله المؤيد للقضية الفلسطينية غادر سجنه الفرنسي بعد 40 عاما
وأكد مصدر مطلع على الملف أن المدرس السابق البالغ 74 عاماً خرج من السجن.
وسينقل جورج إبراهيم عبدالله مباشرة إلى مطار تارب على ما أفاد مصدر في القوى الأمنية حيث سيستقل طائرة إلى مطار رواسي في باريس ليصعد إلى رحلة متوجهة إلى بيروت صباح اليوم.
وقال محاميه جان-لوي شالانسيه بعد انطلاق الموكب "هذا مصدر فرح وصدمة عاطفية وانتصار سياسي في آن بعد كل هذه الفترة"، مضيفاً "كان ينبغي أن يخرج منذ فترة طويلة جداً".
شرط أن يغادر فرنسا وألا يعود إليها
وأصدرت محكمة الاستئناف في باريس، الأسبوع الماضي، قرارها بالإفراج عن الناشط اللبناني "في 25 يوليو (تموز)" شرط أن يغادر فرنسا وألا يعود إليها.
حُكم على عبدالله البالغ حالياً 74 سنة، عام 1987 بالسجن مدى الحياة بتهمة الضلوع في اغتيال دبلوماسي أميركي وآخر إسرائيلي عام 1982. وبات عبدالله مؤهلاً للإفراج المشروط منذ 25 عاماً، لكن 12 طلباً لإطلاق سراحه رُفضت كلها.
الإثنين، أعلنت النيابة العامة في باريس التقدّم بطعن في قرار محكمة الاستئناف أمام محكمة التمييز، لكن هذا الطعن الذي يستغرق بتّه أسابيع عدة، لن يعلق تنفيذ الحكم ولن يمنع بالتالي عبدالله من العودة إلى لبنان.
منطقة شرق أوسط عصيبة
وقال شالانسيه الذي التقاه مرة أخيرة في السجن الخميس "بدا سعيداً جداً بالإفراج الوشيك عنه مع أنه يدرك أنه يعود إلى منطقة شرق أوسط عصيبة جداً للبنانيين والفلسطينيين".
في الأيام الأخيرة، عمد عبدالله إلى إفراغ زنزانته المزينة بعلم أحمر يحمل صورة تشي غيفارا وفيها كثير من الصحف والكتب التي سلمها إلى لجنة الدعم الخاصة به التي تظاهر نحو 200 من أفرادها بعد ظهر الخميس أمام السجن. وأعطى معظم ملابسه إلى سجناء معه وهو يحمل معه "حقيبة صغيرة" على ما أفاد محاميه.
وتأمل عائلته بأن يتم استقباله في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت.
ومن المقرر أن يتوجه الناشط لاحقاً "إلى مسقط رأسه في القبيات في شمال لبنان حيث سينظّم له استقبال شعبي ورسمي تتخلّله كلمة له أو لأحد أفراد عائلته"، وفق شقيقه.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
4 عقود
والتقته وكالة الصحافة الفرنسية في يوم قرار الإفراج عنه في 17 يوليو في زنزانته برفقة النائبة عن اليسار الراديكالي أندريه تورينيا. وخلال اللقاء، قال عبدالله وقد غزا الشيب لحيته إن "أربعة عقود هي فترة طويلة لكن لا تشعر بها متى كانت هناك دينامية للنضال".
واعتبر قضاة محكمة الاستئناف أن مدة احتجازه "غير متناسبة" مع الجرائم المرتكبة ومع سنّ القائد السابق لـ"الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية".
وجاء في الحكم أن عبدالله بات "رمزاً من الماضي للنضال الفلسطيني"، مشيراً إلى أن المجموعة الصغيرة التي كان يتزعمها عبدالله وتضم مسيحيين لبنانيين علمانيين وماركسيين وناشطين مؤيدين للفلسطينيين، باتت منحلّة "ولم ترتكب أي أعمال عنف منذ 1984".
"ندم أو تعاطف؟"
أسف القضاة لعدم إبداء عبدالله أي "ندم أو تعاطف مع الضحيتين اللتين يعتبرهما عدوين"، لكنهم اعتبروا أن الناشط الذي يريد تمضية "آخر أيامه" في قريته في شمال لبنان حيث قد ينخرط في السياسة المحلية، لم يعد يشكّل أي خطر على النظام العام.
أصيب جورج عبدالله أثناء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 1978، وانضم إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، الحركة اليسارية التي كان يتزعمها جورج حبش.
بعدها، أسس مع أفراد من عائلته "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية"، وهي تنظيم ماركسي مناهض للإمبريالية تبنى خمس هجمات في أوروبا بين عامي 1981 و1982 في إطار نشاطه المؤيد للقضية الفلسطينية. وأوقعت أربعة من هذه الهجمات قتلى في فرنسا.
موجة اعتداءات شهدتها باريس
اعتُبر عبدالله لفترة طويلة مسؤولاً عن موجة اعتداءات شهدتها باريس بين عامي 1985 و1986 وأوقعت 13 قتيلاً ناشرة الخوف في العاصمة الفرنسية.
حُكم عليه في عام 1986 في ليون بالسجن أربع سنوات بتهمة التآمر الإجرامي وحيازة أسلحة ومتفجرات، وحوكم في العام التالي أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس بتهمة التواطؤ في اغتيال الدبلوماسيين الأميركي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمينتوف عام 1982، ومحاولة اغتيال ثالث عام 1984.
وبعد شهرين من الحكم على عبدالله بالسجن مدى الحياة، تم التعرف إلى المسؤولين الحقيقيين عن هذه الاعتداءات وهم على ارتباط بإيران.
ولم يُقرّ عبدالله بضلوعه في عمليتي الاغتيال اللتين صنفهما في خانة أعمال "المقاومة" ضد "القمع الإسرائيلي والأميركي" في سياق الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978.
وباستثناء عدد ضئيل من المؤيدين الذين واصلوا التظاهر كل سنة أمام سجن عبدالله وبضعة برلمانيين يساريين، بات المعتقل منسياً على مرّ السنين بعدما كان في الثمانينيات العدو الأول لفرنسا وأحد أشهر سجنائها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
3 قتلى وعدة جرحى إثر خروج قطار عن مساره في ألمانيا
أعلنت الشرطة الألمانية مقتل ثلاثة أشخاص في الأقل إثر خروج قطار ركاب إقليمي عن مساره في منطقة غابات جنوب غربي البلاد مساء أمس الأحد. وكان على متن القطار نحو 100 راكب وقت وقوع الحادثة نحو الساعة 18:10 (16:10 ت غ) قرب ريدلينغن في بادن فورتمبيرغ، على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب شتوتغارت. وأكد متحدث باسم الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل ثلاثة أشخاص في الحادثة، مضيفاً أن "عدة أشخاص أصيبوا". ولم تذكر الشرطة مزيداً من التفاصيل حول عدد المصابين أو خطورة حالتهم. وأعلنت شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" عن سقوط "عدة قتلى وعدد كبير من الإصابات". وأوضحت أن عربتين من القطار خرجتا عن المسار "لأسباب لا تزال مجهولة. وتحقق السلطات حالياً في ملابسات الحادثة"، مشيرة إلى أن حركة القطارات توقفت في قطاع يمتد نحو 40 كيلومترا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن انهياراً أرضياً ربما يكون السبب مع اجتياح عواصف رعدية عنيفة المنطقة، وفق تقارير الطقس. من جهته أعرب المستشار فريدريش ميرتس عن "حزنه العميق" و"تعاطفه مع الضحايا وأقربائهم". وأضاف عبر منصة إكس "أنا على اتصال وثيق مع وزير الداخلية ووزير النقل اللذين طلبت منهما توفير كل الموارد اللازمة لفرق الإنقاذ". في مكان الحادثة، كان عناصر الإطفاء يعملون على تحريك عربات القطار الصفراء والرمادية التي انقلبت على جانبها، بحسب صور بثتها محطات تلفزيونية، في منطقة يصعب الوصول إليها. كما تم إرسال طائرات مروحية لإجلاء الجرحى إلى المستشفيات القريبة. يتعرض قطاع النقل الألماني لانتقادات منتظمة من المسافرين بسبب تأخير القطارات وتقادم البنية التحتية. وتعهدت الحكومة المحافظة الجديدة استثمار مئات المليارات من اليورو خلال الأعوام المقبلة، وبخاصة في تحديث البنية الأساسية. في يونيو (حزيران) 2022، أدى خروج قطار إقليمي عن مساره إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثلاثين آخرين في جبال الألب البافارية (جنوب). ووقع أخطر حوادث السكك الحديدية في ألمانيا عام 1998، عندما خرج قطار فائق السرعة عن مساره في إيشيده، في شمال ولاية سكسونيا السفلى، ما أسفر عن مقتل 101 شخص.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
إخفاق بوتين في الشرق الأوسط
قبل بضع سنوات بدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد رسخ نفوذ موسكو في الشرق الأوسط بعد عقود من التراجع. فمع توطيد بوتين العلاقات مع حلفاء روسيا التقليديين، مثل إيران وسوريا، وتطوير علاقات أكثر وداً مع إسرائيل والأنظمة العربية، بدا أن واقعيته البراغماتية تعد بديلاً مناسباً أكثر عما اعتبرته دول متعددة في المنطقة التزاماً أميركياً ساذجاً ومزعزعاً للاستقرار بهدف نشر الديمقراطية. وقد سمحت هذه الاستراتيجية لروسيا بأن تصبح قوة موازنة راجحة لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، كما أنها جنت ثماراً على المستوى المحلي [في محيطها الجغرافي]. فقد التزم قادة الشرق الأوسط صمتاً ملحوظاً تجاه الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022. وحتى إسرائيل، الحليف الصدوق للولايات المتحدة، لم تنتقد روسيا، ولم تشارك في فرض عقوبات عليها. ولكن على مدار الأشهر الـ20 الماضية، انهارت مكانة روسيا في الشرق الأوسط. فقد أدى رد إسرائيل على هجمات "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى تدمير ما يعرف بمحور المقاومة، وهو الشبكة المدعومة من إيران التي كانت روسيا قد نسجت معها علاقات وثيقة. فجأة، انهار نظام الأسد في سوريا، الذي ظل لفترة طويلة موالياً لروسيا [ركناً بارزاً في شبكة روسيا الزبائنية]. أما الضربات الأميركية والإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية فقد أضعفت إلى حد كبير أهم حليف إقليمي لروسيا. ونتيجة لذلك، تردى دور موسكو كراعٍ وضامن للأمن في المنطقة. وفي الشرق الأوسط الجديد الذي يتشكل الآن، انتفت الحاجة إلى موسكو. وسوف تتردد أصداء إخفاقات موسكو إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط. وسواء كان ذلك نتيجة قرار واع من بوتين بعدم التدخل، أو بسبب عجز الكرملين عن القيام بذلك، فإن تخلي روسيا عن شركائها في المنطقة يحمل عبرة قاسية سيعتبر بها شي جينبينغ والحزب الشيوعي الصيني: ففي أوقات الأزمات، لن تكون روسيا حليفاً يعول عليه. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن تراجع النفوذ الروسي في الشرق الأوسط يجب أن يحملها على إعادة النظر في التوازنات هناك. طوال سنوات، ناقش صانعو السياسات والباحثون مدى قوة العلاقة الروسية - الصينية، وما إذا كان ثمة فائدة ترتجى من محاولة دق إسفين بينهما أو تشجيع علاقات الاعتماد المتبادل بينهما، مع زيادة الكلف والأخطار التي يشكلها ذلك على كلا البلدين، ولكن الانتكاسات الأخيرة التي منيت بها موسكو في الشرق الأوسط أوضحت حقيقة أساسية طمستها خطابات الصين وروسيا عن علاقة خاصة بينهما. إن روسيا هي صديق في السراء فقط. ففي حال نشوب صراع أميركي - صيني، على سبيل المثال نزاع حول تايوان، في مستطاع واشنطن أن تتوقع بقاء موسكو على الحياد، تماماً مثلما فعلت مع شركائها في الشرق الأوسط. الطريق إلى دمشق بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 لم تعد روسيا لاعباً دولياً رئيساً، بما في ذلك في الشرق الأوسط. فقد ركز الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين بدلاً من ذلك على دمج روسيا المتجهة نحو الديمقراطية مع الغرب، وكان يطمح للانضمام إلى مؤسسات غربية مثل مجموعة الدول السبع، ومنظمة التجارة العالمية، وحلف شمال الأطلسي، ولم يكرس سوى مساع وموارد ضئيلة للحفاظ على علاقات الحقبة السوفياتية مع خصوم الولايات المتحدة الاستبداديين، مثل إيران وسوريا. كما أن عقداً من الركود الاقتصادي حال دون انتظام روسيا في علاقات مع دول المنطقة. لكن بوتين، الذي فاز بالرئاسة عام 2000، طوى تدريجاً تجاهل موسكو للشرق الأوسط. فبعد هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول)، سارع إلى تبني "الحرب العالمية على الإرهاب" التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش. وفي سبيل دعم المساعي الحربية الأميركية في أفغانستان، أسهمت روسيا في تيسير إنشاء الولايات المتحدة قواعد عسكرية في ما كان بوتين يعتبره ضمن مجال نفوذه، أي جمهوريتي أوزبكستان وقرغيزستان السوفياتيتين السابقتين. حتى عندما اختلف بوتين مع بوش في شأن غزو العراق عام 2003 بسبب العلاقات الوثيقة بين الرئيس العراقي صدام حسين وروسيا، واصل الرئيس الروسي التعاون مع واشنطن في الشرق الأوسط في ملفات القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها السعي المشترك للحيلولة دون حيازة إيران السلاح النووي. عام 2010، صوتت روسيا إلى جانب الولايات المتحدة على قرار 1929 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وهو قرار فرض حينها أشد العقوبات المتعددة الأطراف على طهران. وبعد خمس سنوات، انضمت روسيا إلى الولايات المتحدة، إلى جانب الصين وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة. وطوال هذه الفترة، تعاونت روسيا أيضاً مع الولايات المتحدة في محاربة منظمات إرهابية مختلفة في المنطقة، كان لبعضها صلات وثيقة بمتطرفين إسلاميين داخل روسيا. وقد شكل الربيع العربي عام 2011 منعطفاً في سياسة بوتين الشرق أوسطية. فبينما احتفى قادة الولايات المتحدة وأوروبا بسقوط الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، تبنى بوتين، الذي كان حينذاك رئيساً للوزراء، وجهة نظر مغايرة حول الاحتجاجات. وفي اجتماعاته مع قادة غربيين، بمن فيهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، حذر من أن انهيار الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي سيؤدي إلى حروب أهلية، ويقوي شوكة المتطرفين، ويشجع الإرهابيين، بل إنه انتقد علناً حليفه المقرب، الرئيس ديمتري ميدفيديف، لامتناعه عن التصويت على قرار لمجلس الأمن أجاز استخدام القوة ضد جيش الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي كان يهدد بارتكاب فظائع جماعية في بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا. وانتقد بوتين القرار بشدة ووصفه بأنه "معيب وتشوبه ثغرات كثيرة"، قائلاً إنه "يسمح بكل شيء" و"يشبه الدعوات للحروب الصليبية في العصور الوسطى". لقيت مخاوف بوتين حول الاستقرار صدى في أوساط حكام الشرق الأوسط في ذلك العام اندلع تحرك شعبي آخر ضد الاستبداد، لكن هذه المرة في روسيا. في ديسمبر (كانون الأول) 2011، نزل مئات الآلاف من الروس إلى الشوارع احتجاجاً على تزوير نتائج الانتخابات البرلمانية. ومثلما اتهم واشنطن بالتحريض على الثورات ضد الأنظمة في مصر وليبيا وسوريا وتونس، ألقى بوتين باللوم على الولايات المتحدة في التظاهرات التي شهدها بلده ضد نظامه. وأدت التهديدات لحكمه في الداخل، التي كان بوتين مقتنعاً بأنها مدعومة من إدارة أوباما، إلى تخلي الزعيم الروسي عن التعاون مع الولايات المتحدة، مما كان له تداعيات كبيرة على السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط. ولقيت مخاوف بوتين على الاستقرار صدى في أوساط حكام الشرق الأوسط، الذين اتفقوا على أن تغيير الأنظمة في المنطقة سيؤدي إلى وصول الإسلاميين المتطرفين إلى السلطة. واستغل بوتين هذه اللحظة لتوطيد العلاقات مع إسرائيل والأنظمة العربية، في وقت كانت فيه علاقاتها مع الولايات المتحدة متوترة بسبب دعم واشنطن للتغيير السياسي في العالم العربي وتقاربها الملحوظ مع إيران. علاوة على ذلك، عمل بوتين على توطيد علاقاته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعدما استولى على السلطة في انقلاب عام 2013. وملأت روسيا الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي من ليبيا، وقدمت دعماً خطابياً [كلامياً] ومالياً للمشير خليفة حفتر، أمير الحرب القوي الذي يسيطر الآن على الجزء الشرقي من البلاد. خلال هذه الفترة، عزز بوتين أيضاً علاقته الشخصية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يخشى هو الآخر انهيار الدول وصعود الحكومات والحركات الإسلاموية في العالم العربي. وشاركه الشعور نفسه عديد من اليهود المحافظين المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق إلى إسرائيل، والذين كانت القنوات الإعلامية الروسية تتواصل معهم مباشرة. بالنسبة إليهم، كان بوتين قائداً محترماً وعملياً يدعم الاستقرار في منطقتهم. وبعد الفوز بولاية رئاسية ثالثة عام 2012، وجد العداء المتصاعد لدى بوتين تجاه الولايات المتحدة، باعتبارها مصدراً لعدم الاستقرار الإقليمي والدولي، آذاناً صاغية ومتعاطفة بصورة خاصة عند المستبد الثيوقراطي الإيراني، آية الله علي خامنئي. منذ أن أصبح المرشد الأعلى عام 1989، سعى خامنئي سعياً دؤوباً منهجياً إلى توجيه السياسة الخارجية الإيرانية نحو روسيا والصين. ومع قتال "حزب الله"، وكيل إيران، إلى جانب القوات الجوية الروسية لدعم الديكتاتور السوري بشار الأسد في حرب أهلية وحشية، تعاظم تقارب العلاقات بين طهران وموسكو. أما "حماس"، التي كانت قد اتخذت في البداية موقفاً نقدياً من نظام الأسد، فقد انضمت في نهاية المطاف إلى محور إيران وروسيا. ولم يصنف الكرملين ولا بوتين "حماس" منظمة إرهابية، بل وصفاها بأنها حركة تحرر وطني، مشابهة للحركات في أميركا اللاتينية وجنوب شرقي آسيا وأفريقيا التي كان يدعمها الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة. وفي الواقع، كانت قدرة بوتين على مد علاقات مع كل من إسرائيل و"حماس" في الوقت نفسه أمراً لافتاً، ودليلاً على نجاح دبلوماسيته في الشرق الأوسط في ذلك الحين. صديق الطغاة إن مساعي بوتين لتوسيع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط قد أثمرت في البداية وحققت نتائج ملموسة. فبعد أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022، زودت إيران موسكو بآلاف الطائرات المسيرة الفتاكة من طراز "شاهد" لدعم المساعي الحربية الروسية. كما امتنعت الأنظمة العربية عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة الغزو الروسي، ولم تنضم إلى التحالف الدولي لفرض العقوبات عليها. وفي أكتوبر 2022، وقع بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتفاقاً لتقليص صادرات النفط، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وأسهم في تمويل آلة الحرب الروسية. حتى إسرائيل خالفت موقف معظم دول العالم الديمقراطي بامتناعها عن انتقاد الغزو، وصوتت ضد قرار للأمم المتحدة يدين العدوان الروسي. عندما كان نظام الأسد في سوريا يترنح عام 2015، أدى نشر بوتين للقوات الجوية الروسية، من أجل دعم القوات البرية السورية والإيرانية و"حزب الله"، إلى منح الديكتاتور السوري تسع سنوات إضافية في السلطة. وفي مقابل هذا الدعم، منح الأسد روسيا حق الوصول الدائم إلى قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية (قرب اللاذقية)، مما عزز الوجود البحري الروسي في البحر المتوسط، وأصبح رمزاً دائماً للوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط العربي. وقد أسهم التدخل العسكري الروسي في سوريا في تعزيز صورة روسيا كشريك حاسم وموثوق. وبخلاف الولايات المتحدة، لم تعظ روسيا قط مستبدي المنطقة بخطابات عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وواصلت إمدادهم بالسلاح. في السنوات التي تلت الربيع العربي، ارتفعت صادرات الأسلحة الروسية إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك إلى مصر بقيادة السيسي، وإلى تركيا، حليفة "الناتو" التي وافقت على رغم من ذلك على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي "أس-400". كل شيء انهار دفعة واحدة لكن بعدما شنت حركة "حماس" هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، بدأت استراتيجية بوتين تتهاوى. فقد أطلقت إسرائيل عمليات عسكرية كبرى رداً على الهجوم، أولاً ضد "حماس" في غزة، ثم ضد "حزب الله" في لبنان، مما ألحق أضراراً جسيمة بالبنية القيادية والتنظيمية في الجماعتين. حاول بوتين تجنب الانحياز في الصراع، وعرض بدلاً من ذلك التوسط بين "حماس" وإسرائيل، وهي لفتة لم يكن نتنياهو ولا المجتمع الإسرائيلي مستعدين لقبولها، لكنه لم يقدم أيضاً أي مساعدة تذكر لـ"حماس" أو "حزب الله." ثم، في ديسمبر 2024 انهار نظام الأسد. وفي غضون أيام، انهار الاستثمار الروسي الذي دام عقوداً لدعم الديكتاتورية. منح بوتين الأسد وعائلته اللجوء في روسيا، لكنه لم يتخذ أي إجراء لصد القوات المتمردة أثناء دخولها دمشق. وقد ترددت أصداء عدم تدخله في أرجاء المنطقة. وتعاظم ضعف "حزب الله" وبدأت وسائل الإعلام المحسوبة على الحرس الثوري الإيراني تعلن تذمرها علناً من عجز روسيا عن إنقاذ شريكهما المشترك. وتلقت روسيا ضربة أكبر لسمعتها في الشرق الأوسط عندما قصفت القوات الإسرائيلية والأميركية المنشآت النووية الإيرانية في يونيو (حزيران). وبعد أيام فقط من الهجوم الأميركي على موقع "فوردو"، توجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو طلباً للدعم. فقدم بوتين إدانته الخطابية المعتادة للولايات المتحدة، لكنه لم يقدم أي مساعدة عسكرية جديدة لحليف روسيا الصدوق والأكثر وفاءً في الشرق الأوسط، على رغم بقاء إيران على موقفها الذي يقضي بتقديم دعم عسكري مباشر لروسيا في حربها في أوكرانيا. داخلياً، أصبح خامنئي ونظامه اليوم أضعف من أي وقت مضى، لكن بوتين لم يقدم شيئاً يذكر لدعم موقع المرشد الأعلى. الخوف والكراهية لاحظ القادة والمجتمعات في الشرق الأوسط تقاعس روسيا ولا مبالاتها في المنطقة. وكان رد الفعل داخل إيران واضحاً بصورة خاصة. كثيراً ما كان خامنئي مخلصاً لموسكو، ولكن مع ضعف موقفه الآن، تتعاظم حدة الانتقادات الموجهة لتقربه من روسيا. فالمعلقون الإيرانيون، الذين كانوا في السابق حذرين ومتحفظين على علاقة طهران بموسكو، باتوا الآن ينتقدون بوتين علناً لرفضه تضمين بند دفاعي مشترك في اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعتها طهران وموسكو في يناير (كانون الثاني)، (في حين أن الاتفاقات الروسية المماثلة مع بيلاروس وكوريا الشمالية تتضمن مثل هذا البند). في المقابل، انتقدت أصوات أخرى، من بينها نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق علي مطهري، تأخر روسيا في تزويد إيران بنظام الدفاع الجوي الصاروخي "أس-400" الذي كان من شأنه أن يساعد في التصدي للضربات الإسرائيلية. وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية والأميركية، نشرت صحيفة مؤثرة، أسسها ثلاثة رجال دين (من بينهم خامنئي) قبل عقود، افتتاحية لاذعة انتقدت القادة الذين دفعوا إيران نحو علاقات أوثق مع موسكو، في إشارة واضحة إلى خامنئي. كان البعض حتى داخل صفوف الحرس الثوري الإسلامي، الذي يفترض غالباً أنه معقل للتعاطف المؤيد لروسيا، منزعجين لدرجة أنه عندما عرض بوتين التوسط بين إيران والولايات المتحدة، أشارت صحيفة مقربة من الحرس الثوري الإيراني إلى أن الرئيس الروسي كان يحاول في الواقع التوسل بإيران للحصول على صفقة أفضل مع الولايات المتحدة، من خلال دعم القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني مقابل تنازلات أميركية في شأن أوكرانيا. وأصبح المعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية يناقشون الآن علناً تاريخ الأطماع الاستعمارية الروسية في إيران في العهدين القيصري والسوفياتي. واكتسبت أصوات أعضاء المعارضة المؤيدين للديمقراطية الذين طالما انتقدوا توطيد العلاقات مع روسيا الاستبدادية صدى جديداً، سواء داخل إيران أو في صفوف الشتات الإيراني. وتغيرت المواقف الإسرائيلية تجاه روسيا أيضاً. لا يبدو أن نتنياهو أو المجتمع الإسرائيلي مهتمان بخدمات الوساطة التي يقدمها بوتين مع إيران. وعندما توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مال نتنياهو نحو موسكو، لكن مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض، تراجعت رغبة نتنياهو في الحفاظ على القرب من بوتين وروسيا الضعيفة. وخلف الأبواب المغلقة، يشعر قادة عرب بالرضا والسرور لأن البرنامج النووي الإيراني قد تراجع، ولأن جيش طهران، وبخاصة ترسانته الصاروخية، قد أثبت عجزه التام عن إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل أو بالقاعدة العسكرية الأميركية في قطر. إن عجز بوتين أو لا مبالاته في التأثير في الأحداث في المنطقة، سواءً من طريق الدبلوماسية أو السبل العسكرية، قد تحمل الأمير محمد بن سلمان إلى إعادة النظر في سياسته المدروسة بعناية لاستمالة الولايات المتحدة والصين وروسيا. قبل الضربات الإسرائيلية، كانت السعودية وروسيا قد تصادمتا بالفعل في شأن زيادة إنتاج النفط. وانتصرت الرياض، ومن المقرر أن تزيد "أوبك+" الإنتاج في أغسطس (آب)، مما أسعد واشنطن وأغضب موسكو. "لا يمكن الاعتماد عليَّ" إن قرارات بوتين بعدم مساعدة شركاء روسيا في الشرق الأوسط ينبغي أن توجه أيضاً رسالة إلى القادة في بكين حول قيمة روسيا كحليف في حال نشوب حرب بين الصين والولايات المتحدة في شأن تايوان. إذا كان رفض روسيا دعم النظام الإيراني في أكثر أوقاته حرجاً يدل على شيء فهو أن موسكو لن تقدم مساعدة تذكر لبكين في وقت أزمتها. وعلى نحو مماثل، يشير تخلي موسكو عن نظام الأسد إلى أن القوات المسلحة الروسية لن تخوض حرباً ضد الولايات المتحدة. وفي حال نشوب صراع في آسيا، سيقتصر دعم بوتين على مواصلة إمداد الصين بالنفط والغاز. وكما صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماع مع القادة الأوروبيين، ستظل روسيا قيمة بالنسبة إلى الصين طالما أنها مستمرة في القتال في أوكرانيا، مما يحول موارد الولايات المتحدة واهتمامها بعيداً من آسيا. ولكن لا يمكن التعويل عليها في أي أمر آخر. وحري بإدارة ترمب أن تستخلص النتيجة نفسها. ففي الأشهر الأولى للإدارة، جادل بعض المحللين بأن الولايات المتحدة في حاجة إلى إبعاد روسيا عن الصين للمساعدة في احتواء بكين، وهي "صيغة عكسية لسياسة كيسنجر" [سياسة كيسنجر الأساسية قضت بالتقارب مع الصين لفصلها عن الاتحاد السوفياتي، أما الصيغة العكسية فهي التقارب مع روسيا لفصلها عن الصين]. كانت مثل هذه الخطوة لتشكل خطأً فادحاً آنذاك، وستكون خطأ أكبر اليوم. لقد أظهر بوتين أن روسيا غير جديرة بالثقة حتى بالنسبة إلى الأنظمة الديكتاتورية التي تربطها علاقات طويلة الأمد بموسكو. وستكون شريكاً أقل فاعلية لواشنطن في مواجهة الصين. فبوتين سيوفر للولايات المتحدة والعالم الديمقراطي الموارد نفسها التي قدمها للحكم الديني [الثيوقراطي] في طهران: لا شيء يذكر. لذا، أياً كان النهج الذي سيقرر ترمب اتباعه في النهاية مع بوتين، حري به أن يتخلى عن هدف محاولة إبعاد موسكو عن بكين. كان النجاح الأولي لاستراتيجية موسكو في الشرق الأوسط يوحي بأن روسيا قد تكون شريكاً جيوسياسياً قيماً، بيد أن فشل هذه الاستراتيجية التام في نهاية المطاف يجب أن يثني ترمب وآخرين عن التودد إلى مهندسها. *مايكل ماكفول هو مدير "معهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية" والمتخصص في مجال العلوم السياسية وزميل في "معهد هوفر" في جامعة ستانفورد. شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى روسيا من عام 2012 إلى عام 2014. وهو مؤلف كتاب سيصدر قريباً بعنوان "المستبدون ضد الديمقراطيين: الصين، روسيا، أميركا، والفوضى العالمية الجديدة" **عباس ميلاني هو مدير برنامج حميد وكريستينا مقدم لقسم الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد، وزميل باحث في "معهد هوفر". وهو مؤلف كتاب "سيمرغ: صور في ذهني". مترجم من فورين أفيرز، 25 يوليو (تموز) 2025


Independent عربية
منذ 7 ساعات
- Independent عربية
ناجون يتحدثون عن إعدامات جماعية في السويداء
حدّق حاتم رضوان (70 سنة) في الأرضية الملطخة بالدماء والوسائد داخل مضافة آل رضوان بمدينة السويداء الدرزية جنوب سوريا، وعقله لا يستوعب كيف نجا من إطلاق النار الذي وقع قبل أكثر من أسبوع وأودى بحياة أقارب وأصدقاء له، وقال لـ "رويترز"، "أنا لا أنام، وقد تمنيت الموت"، مشيراً إلى أن اثنين من أصهاره ووالد زوج ابنته قتلوا عندما اقتحم مسلحون دار الضيافة في الـ 16 من يوليو (تموز) الجاري. وقُتل المئات خلال أيام شهدت عنفاً طائفياً في السويداء، حيث أُرسلت قوات حكومية لوقف اشتباكات بين مسلحين من الدروز وعشائر بدوية، ولكن انتهاكات كثيرة وقعت بعد ذلك، فقتل واختطف مدنيون وأحرقت بعض المنازل والأراضي، وفي الـ 22 من الشهر ذاته قالت وزارة الدفاع إنها ستحقق في تقارير عن قيام "مجموعة مجهولة" ترتدي زياً عسكرياً بارتكاب "انتهاكات صادمة" وستحاسب مرتكبيها، فيما نددت "الداخلية" بمقاطع مصورة متداولة تظهر عمليات إعدام ميدانية نفذها مجهولون وتعهدت بإجراء تحقيق. ووفق سكان وجماعات مراقبة ومراسلين في المحافظة، فإن العنف زادت حدته بعد نشر قوات الأمن، وتحدثوا عن وقوع حالات قتل عدة على غرار الإعدام، ومن بين أكثر الوقائع فظاعة ما حدث في مضافة آل رضوان، إذ ذكر حاتم أن مسلحين اقتحموا المضافة في الـ 15 من يوليو الجاري عندما كان يجلس مع أصدقاء وأقارب من الدروز، فأخذ المسلحون مفاتيح سيارة كانت متوقفة بالخارج ثم أداروا محركها ليغادروا، وسمع أحدهم يقول "تجب تصفيتهم كي لا يتعرفوا إلينا"، وذلك قبل أن يسقط منهاراً على الأرض عندما بدأ إطلاق النار، مضيفاً لـ "رويترز"، "لا أعرف ماذا أصابني، هل هو طلق ناري أم ماذا؟ وقعت على الأرض وهذا ما حدث". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأظهر مقطع فيديو على الإنترنت، تحققت "رويترز" من صحته وأنه داخل مضافة آل رضوان، أكثر من 12 جثة بعضها مصاب برصاص في الصدر وهي مكومة فوق بعضها بعضاً، بينما لم يتسن للوكالة التحقق من تاريخ تصوير الفيديو، كما شاهد مراسلو "رويترز" في دار الضيافة ثقوب رصاص في الجدران وبقع دماء على وسائد مخططة باللونين الأحمر والأسود، وأيضاً على الأرضية الأسمنتية. وعلى مقربة من المضافة لا تزال عائلة أخرى في حال حزن على من فقدتهم، وقد تحدث أفراد عائلة سرايا بصوت خفيض من داخل منزلهم الذي امتلأت جدرانه بثقوب الرصاص، حيث جلست عجائز يتشحن بالسواد في صمت، وقال أقارب وأصدقاء إن سبعة من عائلة سرايا وصديقاً ثامناً قتلوا خلال عملية أشبه بالإعدام في "ساحة تشرين" بعد أن اقتادهم مسلحون من منازلهم الأسبوع الماضي، وأحدهم حسام سرايا (35 سنة)، وهو مواطن سوري يحمل الجنسية الأميركية ويعيش في ولاية أوكلاهوما. كذلك أظهرت مقاطع فيديو، تحققت "رويترز" من صحتها، ثمانية رجال بملابس مدنية يسيرون في طابور واحد رفقة مسلحين، وتمكنت من تحديد الموقع وهو مكان يقع إلى الغرب من "ساحة تشرين" في قلب السويداء، لكن لم يتسن لها التحقق بصورة مستقلة من تاريخ تصوير الفيديو، فيما أظهر مقطع فيديو آخر مسلحين يطلقون النار على رجال عُزل وهم راكعون على الأرض الترابية لدوار "ساحة تشرين"، وتحققت "رويترز" من موقع الفيديو عبر التمثال الموجود في الساحة. وقال صديق عائلة سرايا، معتصم جباهي، إن مصير الرجال ظل مجهولاً حتى تلقى مكالمة هاتفية من شخص رأى الجثث في الساحة، مضيفاً "اتصلنا بكل الذين نعرفهم وتوجهنا إلى 'ساحة تشرين' وهناك وجدنا جثثهم وهي محطمة بالرصاص، فلم يكن قتلاً عادياً بل كان قتل إجرام".